أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الحوار المتوقع بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حتى لو تمّ، لن يقدّم ولن يؤخّر، موضحًا أنّ لكلّ من الرجلين حساباته المعروفة التي تمنع الوصول إلى اتفاق.
وفي حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "مع الحدث" أداره الإعلامي علي قصير، أكد أبو فاضل معارضته للمؤتمر التأسيسي إذا كان سيلغي المناصفة، لافتاً إلى أنه في المقابل يؤيّد مؤتمرًا تأسيسيًا يثبّت المناصفة بل يؤمّن مناصفة فعلية وليس لفظية، معتبراً أنّ قانون الانتخاب العادل هو الذي يثبّت المسيحيين في أرضهم ويثنيهم عن مغادرتها.
وفيما أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ مبدأ التفاوض مع تنظيم داعش وجبهة النصرة خاطئ، مبديًا خشيته من أن يسقط المزيد من العسكريين المخطوفين شهداء في المرحلة المقبلة، أشار إلى أنّ شدّد البلد قائم على مؤسستين واحدة عسكرية برئاسة قائد الجيش العماد جان قهوجي وثانية اقتصادية برئاسة حاكم مصرف لبنان بسياسته الناجعة.
وفي الملف السوري، نبّه أبو فاضل إلى أنّ تجميد الحرب انطلاقة لتقسيم سوريا على المدى الطويل، وأكد أنّ اللقاءات التي يجريها الروس مع عدد من المعارضين السوريين لن تقدّم ولن تؤخر وهي مضيعة للوقت، مشدّدًا على أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يقبل أن يشاركه أحد من الإخوان المسلمين في السلطة لأن ذلك سيفسد السلطة.
زيارة الجميل تصبّ بخانة الانفتاح
أبو فاضل توقف عند زيارة رئيس حزب الكتائب أمين الجميل إلى الجنوب، فلفت إلى أنها تصب في خانة الانفتاح الحاصل في لبنان وانفتاح الفرقاء على بعضهم علماً أنه يسير بحوار مع حزب الله والقيادات والخطوط لا تزال مفتوحة بينه وبين الرئيس نبيه بري، مشيداً بالمواقف التي أطلقها ضدّ التكفيريين، واصفًا إياها بالجيدة، إضافة إلى موقفه المشرّف السابق الرافض للتمديد للمجلس النيابي، مشدّدًا على أنّ حزب الكتائب قام بانعطافة عن قوى الرابع عشر من آذار وبات يتمايز بمواقفه بشكلٍ واسع.
وفيما أكد أبو فاضل تأييده للحوار دائمًا بين كلّ الفرقاء ولا سيما في لبنان باعتباره بلدًا محكومًا بالحوار، شدّد على وجوب أن يحفظ أيّ حوار الكيان اللبناني، ولفت إلى أنّ الحوار المرتقب بين تيار المستقبل وحزب الله لن يتطرق إلى مختلف المواضيع الخلافية من سلاح حزب الله إلى قتاله في سوريا مرورًا بموضوع سرايا المقاومة، وسيتطرق فقط إلى الانتخابات الرئاسية وبشكل منسجم مع التحالفات القائمة.
حوار عون وجعجع لن يقدم ولن يؤخر
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الفريق المسيحي يخشى أن يؤدي إلى نشوء تحالف رباعي جديد على حساب المسيحيين على غرار ما حصل في العام ألفين وخمسة، ولكنه رأى أنّ هذا الأمر غير وارد حالياً، متحدثاً عن قرار استراتيجي من سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري بالحوار من أجل التهدئة أولاً وأخيراً، لافتاً إلى إمكانية دخول رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على خط هذا الحوار من خلال رعايته وإدارته.
واستبعد أبو فاضل أن يصل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى اتفاق حتى لو حصل اللقاء بينهما، مشيراً إلى أنّ لكلّ منهما حساباتٍ معروفة، مشدّداً على أنّ الحوار بينهما لن يقدّم ولن يؤخّر، ونفى رداً على سؤال أن يكون هناك أي دور لبكركي أو للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أيّ دور في هذا اللقاء.
لمؤتمر تأسيسي يثبّت المناصفة
وفيما لفت أبو فاضل إلى الصلاحيات المنقوصة التي بات رئيس الجمهورية يحظى بها بعد اتفاق الطائف، بحيث بات دوره يقتصر على استقبال السفراء وتعليق الأوسمة وإصدار قوانين العفو في أفضل الأحوال، بل إنّ بعض الرؤساء كانوا يتقاضون الأموال مقابل قوانين العفو الخاص، شدّد على وجوب أن يكون للرئيس صلاحيات حقيقية، وأشار إلى أنّ المسيحيين يخافون من تكريس الفراغ الحالي، خصوصًا أنّ البعض يصوّر أنّ الدولة مستمرّة من دون الرئيس، باعتبار أنّ الصلاحيات تنتقل مباشرة إلى رئاسة الحكومة كما ينصّ الدستور.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنه مع مؤتمر تأسيسي يثبّت المناصفة ولا يلغيها حتى يبقى المسيحيون في البلد ولا يغادروه، مشدّداً على أنّ قانون الانتخاب يثبتهم أكثر من انتخاب رئيس الجمهورية، معتبراً أنّ قانون الانتخاب هو مسؤولية رئيس حزب القوات اللبنانية أكثر من غيره، بعد أن انقلب في السابق على موقفه من القانون الأرثوذكسي بفعل رفض حلفائه له.
هيئة العلماء المسلمين لا تمثل تيار المستقبل
وأشاد أبو فاضل بالهبة السعودية إلى الجيش اللبناني والتي وصلت قيمتها إلى أربع مليارات دولار، ورأى أنّ وجود تيار المستقبل في السلطة ربما هو الذي ساهم في الهبة السعودية، معتبراً أنّ المملكة العربية السعودية لها مصالح في لبنان، وأنها ربما تحاول الدفع من جديد بالرئيس سعد الحريري إلى الساحة اللبنانية، بعدما بات موقفه ضعيفًا إلى حدّ ما، ولفت في المقابل إلى الدور السيء الذي تلعبه السعودية في سوريا، وهي التي ساهمت بشكلٍ كبير في تدمير سوريا.
ورفض أبو فاضل، ردًا على سؤال، تعويم هيئة العلماء المسلمين في لبنان، معتبراً أنها لا تمثل تيار المستقبل وإن كان الوزير أشرف ريفي يهمّه أمرها، مشيراً إلى أنّه هو من استجلبهم منذ البداية إلى رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق، مشكّكًا بالدور الذي تلعبه هذه الهيئة والذي توضع حوله الكثير من علامات الاستفهام.
مبدأ التفاوض مع داعش والنصرة خطأ
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ وزير الخارجية جبران باسيل لا يشارك باجتماعات خلية الأزمة انطلاقاً من رفضه التطرّف، استبعد الوصول إلى حلّ قريب لهذه القضية، وأعرب عن اعتقاده بأنّ مبدأ التفاوض مع داعش وجبهة النصرة خطأ، موضحًا أنّ الدولة على أراضيها لا تفاوض بل تقوم بعملية عسكرية، مستهجنًا رفضه التنسيق مع الدولة السورية على هذا الصعيد.
وجدّد أبو فاضل خشيته من وصول جبهة النصرة وتنظيم داعش إلى مجلس النواب اللبناني إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، واستغرب إقدام بعض الوزراء والشخصيات على شكر الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بأبو طاقية على الدور الذي يقوم به على هذا الصعيد، في حين يعرف القاصي والداني أنه مطلوب للدولة اللبنانية بتهمة الإرهابي، مثله مثل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري المطلوب للدولة والذي يتنقل بسيارات النواب ويحصل على مكافآت دون حسيبٍ أو رقيبٍ.
تجميد الحرب انطلاقة لتقسيم سوريا
وفي الموضوع السوري، أكد أبو فاضل أنّ الأزمة السورية لم تنتهِ، مستبعدًا ما يُحكى عن تسوية قيد الإنجاز، مشيرًا إلى الأمور لم تنضج بعد وإن كان الوضع يتحسّن، لافتاً إلى أنّ المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا يحاول إحداث خرق على هذا الصعيد، لكنه نبّه إلى أنّ تجميد الحرب انطلاقة لتقسيم سوريا على المدى الطويل، موضحًا أنّ ذلك يؤدي لتكريس سيطرة الإرهابيين والتكفيريين على بعض المناطق.
وفيما ذكّر أبو فاضل كيف أنّ سوريا كانت توزّع خيراتها على كلّ العالم، أشار إلى أنّ الوضع اليوم صعب، لافتاً إلى أنّ السوريين اعتادوا على الحرب بعدما دخلت سنتها الرابعة، متحدّثًا عن جبهات ملتهبة في بعض المناطق، وشكّك بجدية الإدارة الأميركية في مقاتلة تنظيم داعش، مشيراً إلى أنّ داعش لا تصمد أكثر من ثماني وأربعين سنة في حال أراد الأميركيون فعلاً القضاء عليها.
أردوغان متعصّب متزمّت متطرّف
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس التركي رحب طيب اردوغان يسعى لاستلام الاسلام السياسي في المنطقة بدلاً من السعودية ومصر، معتبراً أنّ هذا سبب خلافه الكبير بينه وبين السعودية ومصر، ولفت إلى أنّ أردوغان لا ينام كما نام غيره من الرؤساء في قصر مصطفى كمال أتاتورك بل أقام قصرًا خاصاً له.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ أردوغان مطوَّق من إيران وروسيا وهو لا يستطيع التحرك، معتبراً أنه متهوّر بطبيعته لكنه يعرف الحديث بالنفس المذهبي وإثارة النعرات، محذراً من إمكانية انقسام حزبه إذا استمرّ بهذا النهج على المدى الطويل حين ينتهي دوره، وأشار إلى أنه متعصب متزمت متطرف لا يأخذ ولا يعطي، ولاحظ أنه تارة يرغب بالانضمام للاتحاد الأوروبي في حين يرفض ذلك تارة أخرى، باعتبار أنّ لكلّ من الخيارين مصالح بالنسبة له.
لقاءات بوغدانوف مضيعة للوقت
وفي سياق متصل، اعتبر أبو فاضل أنّ من يسمّون بالمعارضين في سوريا لا يمونون على أحد، مشدّدًا على أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يقبل بإدخال أحد الاخوان المسلمين في الحكومة لأنه يفسد السلطة كلها، ورأى أنّ الروس يضيّعون وقتهم إذا كانوا يراهنون على المعارضة الداخلية، مشيراً إلى أنّ لقاءات المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف مع معاذ الخطيب وحسن عبد العظيم وأمثالهما مضيعة للوقت وهي لا تسمن ولا تغني من جوع، وشدّد على أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ وفد النظام السوري الذي زاره مؤخرًا دعمه الكامل له وإتاحة كلّ الإمكانيات الروسية للسوريين.
وتساءل أبو فاضل عن موقع العرب وسط كلّ هذه المعمعة، واعتبر أننا اليوم نعيش زمن داعش، معتبراً أنهم لن يبقوا طويلاً، وشكّك رداً على سؤال بأن يكون النائب وليد جنبلاط بالفعل مع جبهة النصرة، مشيراً إلى أنّ موقفه مرتبط بخشيته من ممارسات هذه الجماعة ومحاولاته تجنيب العسكريين المخطوفين وطائفة الموحّدين الدروز من الضرار، مشدّدًا على أنّ هؤلاء لا يؤمَن جانبهم.
لا يمكن الثقة بالنصرة وداعش
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ المزيد من الشهداء سيسقطون من العسكريين المخطوفين في يد جبهة النصرة وداعش، متمنياً أن لا يكون صائبًا في توقعه، ولكنه شدّد على أنه لا يمكن الثقة بهؤلاء مهما كانت الظروف. وشدّد على ضرورة توكيل الموضوع إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم باعتباره وحده القادر على حلّ هذا الموضوع، وهو صاحب خبرة على هذا الصعيد.
وجدّد أبو فاضل دعوته للمسيحيين لحمل السلاح لمواجهة التكفيريين والإرهابيين، مستندًا إلى قول الإمام موسى الصدر أنّ السلاح زينة الرجال، لافتاً إلى أنّ الشيعي والسني والدرزي معهم السلاح، ووحده المسيحي لا يحمل السلاح، مشيراً إلى أنّ المطلوب أن يحمي نفسه لا أكثر وليس المطلوب أن يأتي بالمدفعيات، لأنّ الجيش هو الذي يتحمّل مسؤولياته على هذا الصعيد.
وفي ختام حديثه، شدّد أبو فاضل على أنّ البلد قائم على مؤسستين واحدة عسكرية برئاسة قائد الجيش العماد جان قهوجي وثانية اقتصادية برئاسة حاكم مصرف لبنان بسياسته الناجعة والناجحة، الذي كان يأخذ الجوائز سنويًا من كلّ دول العالم، مشيداً كذلك الأمر بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق