الإنسان من عري إلى عري/ صالح الطائي


أين ستقف حدود الحرية المعاصرة المنفلتة التي تتصرف بلا قيود أو محددات يا ترى؟ وهل ستعود بالإنسان المتحضر إلى عصوره البوهيمية الأولى، أم ستقوده إلى عصر أكثر تطورا وانفتاحا من العصر الذي نعيشه، أم ستقف هنا لتخلق منه الإنسان الأخير المتكامل حد الشبع واللاجديد؟ وهل للتخلص من قيود الملبس علاقة بهذا الحراك؟
نحن نعرف أن الإنسان البدائي كان عاريا لأنه لم يكن قد أخترع الملابس، وكان عريه يثير غرائزه البوهيمية ليمارس الجنس بمشاعية منفلتة مع البشر الآخرين الذين يستهوونه بأجسادهم العارية وأجهزتهم الظاهرة للعيان، ثم مع تطوره الفكري والحياتي وبعد أن وجد الحيوانات أكثر منه تحملا للظروف والتقلبات المناخية بسبب جلودها وأصوافها ووبرها أكتشف أن تغطية الجسد بما متوفر في بيئته يحميه هو أيضا من حر الشمس وبرد الشتاء ولسعات الهوام فلجأ الحشائش أولا، ثم إلى الحيوانات ليقتلها ويأكل لحومها ويستعير منها جلودها وفروها ليحمي به نفسه، وحين وجد الغطاء بشكله البدائي يعيق حراكه وركضه خلف الطرائد قام بربط أطرافه حول خصره، ومع مرور الأيام عرف المادة الأكثر دفأ والأخف حملا، وعرف الحياكة والخياطة وفي هذه المرحلة، مرحلة ستر العورات قلت شهوانية الإنسان لأنه لم يعد يرى تلك المناظر الفاحشة معروضة أمامه، وهي المرحلة التي نقلته إلى الطور الأسري، والحياة العائلية التي كانت بداية النمو الحضاري
مع مرور الوقت تحولت الملابس من حاجة أساسية إلى مادة كمالية أيضا، ومن وسيلة للحماية والتدفئة إلى وسيلة للبهرجة والكبر والأبهة وإبراز المفاتن والتأكيد على المركز الاجتماعي ونوع العمل، وتنوعت مصادر صناعتها وموديلات خياطتها وطرائق زخرفتها وتجميلها، فأصبحت حاجة لا يمكن الاستغناء عنها، ولم تعد هناك من فرصة للتخلي عنها، ليس بسبب التقليد والمحاكاة وإنما لأنها نتاج التطور الحضاري البشري الطويل، والجهد الذي بذله الإنسان عبر التاريخ، وهذا يدل على أهميتها والحاجة الماسة إليها وضرورة التواصل معها، فالملبس أصبح نقطة التمايز بين الشعوب البدائية والمتحضرة، حيث توصف القبائل البدائية عادة بأنها قبائل لم تكتشف الملابس بعد ولا زالت عارية.
أما الشعوب المتحضرة فقد وظفت الملابس لأكثر من هدف وحولتها إلى تجارة ضخمة من خلال التنويع والاختصاص والتسميات أيضا، ورافق ذلك تنوع القصص التي أنتجت هذا التنوع، حيث نجد لبنطلون الجينز قصة تقول: أنه في عام 1850هاجر آلاف الرجال إلى كاليفورنيا بعد اكتشاف كميات كبيرة من الذهب هناك، وكان من بين المهاجرين خياط ألماني يدعى "أوسكار شتراوس" فشل في العثور على الذهب وانحدرت به الحال فتضور جوعا . وفي لحظة يأس قرر تمزيق خيمته ذات اللون الأزرق وخاط منها سراويل أطلق عليها اسم "شتراوس جينز" . وبسبب متانتها العالية ومناسبتها لأعمال المناجم أقبل على شرائها العمال فازدهرت تجارته وأصبح أغنى من باقي المنقبين. وللباس البحر قصة تقول: أن البكيني نال هذا الاسم في حزيران 1946 عندما أجرت أمريكا تجارب نووية في أرخبيل جزر بكيني في المحيط الهادي.. وبسبب شيوع استخدام اسم الجزر في الأخبار أطلق الاسم على اللباس الجديد. وقد أثار لبسه عاصفة من الاحتجاجات ما برحت أن هدأت ليصبح من أكثر ملابس البحر شهرة وانتشارا، ولكن صغر حجمه وخفته لم يشفعا له بالاستمرار إذ غزت العالم ملابس أكثر منه عريا وكشفا للمفاتن، وحتى مع عريها الفاضح لم تطقها نساء العصر المتهتكات إلا يسيرا، فتخلين عنها، وعدن عاريات كما كن يوم خلقهن الله، وتبعهن الرجال في ذلك فتخلوا عن ملابسهم، وبات الجميع يسبحون في البحر عراة سوية كما كانوا في فجر تاريخهم، حيث كانت نساؤهم يسبحن عراة مع الرجال في البحر سوية كما يقول ابن فضلان في سرد رحلته إلى بلاد البلغار، ويقول التاريخ أنه حتى أواخر عام 1850 لم يكن مصطلح "الملابس الداخلية" معروفا في البلدان الأوربية، ثم بدأت مرحلة الستر تسير تدريجيا فبدأت من خلال لبس ثياب السباحة المحتشمة، ثم تم التخلي عن هذا الملبس لأنه يعيق الحركة واستعاضوا عنه باللباس الطويل والقميص، وبعدها باللباس الذي يصل حد الركبة والقميص، وحتى هذه المرحلة كانت المشاريع التجارية التي تعمل في صناعة هذا النوع من الملابس مشاريع غير مجزية بسبب قلة الإقبال على شراء الإنتاج، وفي عام 1914 أنشأت الأمريكية "ماري فيلبس" تصميما للملابس الداخلية وفشلت في تسويقه فباعت المشروع، أما في عام 1939 فقد نجح الأمريكي "وارنر" الذي بدأ من حيث فشلت فيلبس بعد أن أسهم في صنع لباس أقصر من المعتاد يكشف عن مفاتن النساء اللواتي صرن أكثر تحررا من قبل، وبعدها تطورت وانتشرت ملابس السباحة الحديثة حيث تم التخلي عن القميص والاستعاضة عنه بحمالات الصدر المتصلة التي تغطي البطن وهو ما يعرف بـ (المايوه)، ثم فصلت القطعتان عن بعضهما، وفي هذه المرحلة بدأ اللباس يقصر وحمالة الصدر تصغر إلى أن وصلوا إلى البكيني الذي لم يصمد بدوره حيث جاءت مرحلة اللباس الخيط، وأخيرا جاءت مرحلة الرسم على النهدين والعورة بالأصباغ الثابتة، وفي آخر المراحل تخلصوا من ذلك كله، وعادوا إلى مراحل الحياة الحيوانية الأولى. أي أن هناك تطورا وصل إلى نقطة لم يعد التجديد والتطوير فيها متاحا وهو تعريف الإنسان الأخير الذي تدعو إليه العولمة، فلجأوا إلى التطور العكسي دون أن يلتفتوا إلى أن الحاجة للتطوير انعدمت بسبب تمكن المتاح من أداء المطلوب وسد الاحتياج وإرضاء الأذواق، فالحاجة أم الاختراع ولولا الحاجة لوقف الإنسان في حدود لا يتجاوزها بحثا عن جديد، ما دام ما بين يديه يسد حاجته، هكذا يتحدث عرابو العولمة.
إن تخلي الإنسان عن ملابسه باسم التطور والتمدن يعني أنه بدأ مرحلة السير العكسي، مرحلة النكوص والرجوع والتخلي عن العطاء الحضاري، ولكن بسرعة فائقة تبلغ أضعاف السرعة التي كان يسير فيها للوصول إلى مرحلة كمال الملبس. ويعني هذا أنه خلال سنين معدودات سوف يعود طواعية إلى فجر تاريخه وهمجية العيش الأول، إلى مرحلة البدائية والجهل والحيوانية والافتراس والمشاعية.
فهل يعني هذا التطور المخبول الذي يقود الإنسان إلى التخلي عن قيمه ومثله وإنسانيته وتمدنه من خلال التخلي عن ملابسه، أن الإنسان الأخير مجرد أكذوبة سمجة، وأن عصر التحضر قد أفل، وبدأت رحلة العودة إلى حياة المشاعية والافتراس واختلاط الأنساب؟ وهل سينجح في تراتبيته العكسية، أم أنه يهيئ بذلك الأرض وشعوبها لمقدم المصلح المنتظر الذي لا يمكن للبشرية أن تحافظ على وجودها، وتشعر بآدميتها الحقيقية من دونه؟ ولذا أعتقد بل أجزم أن من حافظ على حدود الحشمة ولم ينجر لتقليد الغرب سوف ينجح من خلال فشلهم ليكون واحدا من الذين سيستقبلون المصلح الأكبر.

التوكل على الله/ رأفت محمد السيد


كثير من الناس لايستطيعون التمييز حتى الان مابين التوكل على الله والتواكل فالكلمة الأولى فى معناها تعنى تعلق القلوب بالله عزوجل ، هذا التعلق هو من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب و يندفع بها المكروه ، وتقضى به الحاجات ، و كلما تمكنت معاني التوكل من القلوب تحقق المقصود بمشيئة الله وقدرته ، أما (التواكل) هو الاعتماد على الغير من المخلوقات، وهو فى معناه عجز وضعف، وهو من الصفات المذمومة لأن الإنسان مطلوب منه أن يسعى لكسب معيشته ومعيشة من هو تحت مسؤوليته. حتى يعف نفسه وأهله عن التعرض لسؤال الناس وإبداء الحاجة لهم . كما أنه أيضا ينافي التوكل الشرعي الذي هو الاعتماد على الله والثقة به مع الأخذ بالأسباب و هذا هو حال جميع الأنبياء و المرسلين التى نحفظها عن ظهر قلب ، فقد كانت قلوبهم معلقة بذكر الله وحبه والإخلاص فى عبادته متأكدين أن الله يدافع عن الذين أمنوا فاجتهدوا فى العبادات والطاعات تاركين لله تحديد مصائرهم فيما قدر لهم غير عابئين بما يصادفهم من إبتلاءات وإختبارات صعبه نجحوا فيها جميعا بإمتياز بقوة إيمانهم - وقد تنخرق الأسباب للمتوكلين على الله ، فالنار صارت برداً و سلاماً على إبراهيم ، و البحر الذي هو مكمن الخوف صار سبب نجاة موسى و من آمن معه ، ولكن لا يصح ترك الأخذ بالأسباب بزعم التوكل فخالق الأسباب قادر على تعطليها،و شبيه بما حدث من نبى الله موسى ما كان من رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الهجرة ، عندما قال أبو بكر – رضي الله عنه - : لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآنا ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :" ما بالك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا وفي الحديث :" لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً " رواه أحمد و الترمذي و قال: حسن صحيح – إن التوكل على الله من الإيمان وينبغي لجميع الناس أن يتوكلوا على الله عز و جل مع أخذهم بالأسباب الشرعية ، فالتوكل كما قال ابن القيم: نصف الدين و النصف الثانى الإنابة ، فإن الدين استعانة و عبادة ، فالتوكل هو الاستعانة و الإنابة هي العبادة ، و قال أيضاً : التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق و ظلمهم و عدوانهم ولاننسى أن من أسماء رسول الله صلى الله عليه و سلم " المتوكل " كما في الحديث: " و سميتك المتوكل " وإنما قيل له ذلك لقناعته باليسير و الصبر على ما كان يكره ، و صدق اعتماد قلبه على الله عز و جل في استجلاب المصالح و دفع المضار من أمور الدنيا و الأخرة و كلة الأمور كلها إليه، و تحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه ، و لكم في نبيكم أسوة حسنة و قدوة طيبة ، فلابد من الثقة بما عند الله و اليأس عما في أيدي الناس ، و أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك ، و إلا فمن الذي سأل الله عز وجل فلم يعطه ، و دعاه فلم يجبه و توكل عليه فلم يكفه أووثق به فلم ينجه؟ إن العبد لا يؤتى إلا من قبل نفسه ، و بسبب سوء ظنه ، و في الحديث: " أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء " و الجزاء من جنس العمل ، فأحسنوا الظن بربكم و توكلوا عليه تفلحوا ، فإن الله يحب المتوكلين .

يا يوم الأرض: نزلنا عن الجبل/ عطا مناع

كما هي العادة في كل مناسبة، نشحذ أقلامنا ونتقمص الدور معلنين أننا ها هنا قاعدون نجترح البطولات الخشبية في زمن الهبوط، فلزمن الهبوط أبجدياته وأدواته ومفرداتة، تلك هي ضريبة الهزيمة الثقافية التي دفعت بنا للقاع، وهذا هو ثمن صمتنا وعقمنا وتمسكنا بأضعف الإيمان الذي لم يعد نافعا بعد خراب البلاد واستعباد العباد، فلغتنا مرآة ضعفنا واستئناسنا للفكر الاقصائي والتفريطي واستشراء الانجزه والجندرة وغياب الإنسان الحلم والهدف فينا.
المطلوب أن نكتب عن الأرض والإنسان، والمطلوب أن نكتب عن فلسطين وعن شعبها، لكنني أتساءل ونحن نحي الذكرى الخامسة ليوم الأرض؟؟؟ عن أي ارض نتحدث؟؟ هل نتحدث عنها من نهرها إلى بحرها؟؟ هل عن الأرض المحتلة عام 67 ؟؟ هل عن الضفة الغربية؟؟ أم نتحدث عن قطاع عزة؟؟ عن أي ارض نتحدث ونحن أسرى للذين حرفوا بوصلتنا وشوهوا قضيتنا ونقلونا من الاحتلال إلى الاحتلال المركب، وتعاملوا معنا كملكية خاصة وعبيد يستبيحون عقولنا ويسطون على تضحياتنا، تلك هي الحقيقة التي تصفع كل منا نحن الذين نزلنا عن الجبل وسمحنا بسيادة الظلاميه والاستعباد في بلدنا.
لا يمكن الحديث عن الأرض بمعزل عن الإنسان، ودرب من الجنون أن نقنع أنفسنا أننا جيل متمسك بالحقوق، لا يمكن أن نقفز عن المستجدات التي سحقتنا، فاحترامنا لتاريخنا يفرض علينا استخلاص العبر ووقفة تحدي أمام الذات تصل لدرجة الجلد، فالنرجسية والفكرية والهروب من حالة الإذلال اليومي لن تعفينا من تحمل المسئولية تجاه أنفسنا والأجيال القادمة، علينا آن نعترف في حضرة يوم الأرض الخالد أننا نزلنا عن الجبل وسلمنا أمورنا للرويبضة.
بحسبة بسيطة لا تحتاج إلى ذكاء، نحن المسئولون عن الحالة، نحن الذين أنجزنا مقاومتنا، ونحن الذين انقسمنا على أنفسنا، ونحن الذين نطالب بإنهاء الانقسام، ما أروعنا ، وما أضعفنا، وما أبسطنا، أيعقل أن تتم الأمور بهذا الشكل؟ أيعقل أن نطالب فقد بإنهاء الانقسام؟ أين هم من الاستحقاقات؟ وأين هم من الدمار الذي أحدثوه؟ وأين هم من الأراضي التي سلبت في القدس وعموم فلسطين؟ وأين هم من أبناءنا الذين ُسحلوا في الشوارع وعذبوا وسجنوا وقتلوا في زنازينهم؟ وأين هم من عمليات البيع وشراء الذمم ونشر الهواء الفاسد الذي يزكم الأنوف ويصدع العقول؟
نحن يا يوم الأرض نزلنا عن الجبل لأننا نتابع حواراتهم العقيمة ببلادة غريبة عجيبة، نحن يا يوم الأرض نعرف أنهم قسمونا وفرقونا وسطوا على قيمنا وصادروا طموحاتنا وقيدوا أحلامنا، ونحن يا يوم الأرض نعيش التيه والعمى الوطني، ونحن فقدنا القدرة على رؤية الأشياء كما هي، فأصبحنا نراها بعيون أعداءنا الذين حولونا إلى تجمعات سكانية بلا حقوق واستباحوا إبادتنا بأيدينا قبل أيديهم، يا يوم الأرض لقد نزلنا عن الجبل وأكثر وتقاتلنا على الفتات واختصرنا وطننا بجهاز امني هنا وجهاز امني هناك، تقاتلنا على وطن تتقاذفه الأجندات المشبوهة، وتصارعنا على مراكز النفوذ، واستبحنا الأرض كما استباحوها، والمشكلة يا يوم الأرض إننا نحتفي بك وبالأرض ولا زلنا نتحدث عن الأرض والإنسان، لا زلنا نخرج ونسميها فلسطين بقدسها التي تذبح على مسمع وبصر المتقاتلين على مراكز النفوذ.
ما العمل يا يوم الأرض؟؟؟؟ هل نبقي رؤوسنا في الرمال؟ والى متى سنضع شوافات البغل وندور في طاحونة الانقسام والاجنده الفردية؟؟ ما العمل وكل يوم نبعد عن فلسطين وتبعد فلسطين عنا؟؟ الم نسمع بالذي قال بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة حطموها على قحف أصحابها؟؟ فأين نحن من القدس؟ وأين نحن من ثوابتنا؟
ما أحوجنا يا يوم الأرض لجلد الذات وقول الحقيقة وطأطأة الرؤوس في حضرة الشهداء والذين ثبتوا على الجبل، وما أحوجنا للاعتراف بان أوراق التوت سقطت وأننا دونكشتات نحارب أعدائنا بسيوف من خشب ونُغير على بعضنا بلا رحمة، تلك هي حقيقتنا يا يوم الأرض، لقد نزلنا عن الجبل لنكتشف أن غنائمنا دماءُ وأشلاء وانقسام وبعض الفتات على موائدهم.
خذنا يا يوم الأرض بعيداً عنهم، وحلق بأحلامنا البكر في سماءها، وأرجع لنا ما سرقوه منا، وعلمنا من جديد جدلية الأرض والإنسان، حلق بنا على ارض البرتقال الحزين، ولَقنا قراءة الفاتحة على أرواحهم بالفلسطينية الفصحى، كُن يا يوم الأرض بوصلة الخلاص، واصدح بالصوت العالي أن الإنسان قضية، وانك يا يوم الأرض باق ونحن المارون على هامش شلال الدم المتدفق الذي يصب في مدنها العتيقة التي لا زالت شاهده على الحكاية، حدثنا يا يوم الأرض عن أم سعد الفلسطينية وعن الذين دقوا جدران الخزان، أعد إلى الذاكرة أننا شعب حي لا يقبل القسمة على اثنين، وانطق بحقيقة الأشياء واصفع من يتطاول على ترابها الذي هو تضحيات.
نزلنا يا يوم الأرض عن الجبل وصافحنا الأيادي الملطخة بدماء أطفالنا، واستمزجنا اللعبة وصدقنا الوهم الذي صنعوه لنا، صدقنا أن لنا سلطة وحكومة، وصدقنا لنا وزراء ومؤسسات، بنينا السجون، وصار بيننا العميد والعقيد، وسادت الدشاديش عالمنا، سنوا لنا القوانين يا يوم الأرض، نحتج بالقانون!! نقمع بالقانون!! نطعن بشوارع غزة بالقانون!! ونقول نريد إنهاء الانقسام بقانون!! نقتل ونعذب في زنازين الوهم بالقانون!! ونحتفل بالمناسبات الوطنية ضمن القانون!! فالقانون يا يوم الأرض حولنا إلى قطعان، والقانون يطبق على الضعفاء والشرائح المقموعة، فعمال المستوطنات والأنفاق وعمال الحصمه والمعاقين ومن كانوا ولا زالوا ملح الأرض وحطبها يا يوم الأرض لا قانون يحميهم، هل نعرف لماذا يا يوم الأرض؟؟؟ لأنهم يصنعون الفلسطيني الجديد، الفلسطيني الذي يقول نعم ودائما نعم لسيدة، لقد غابت اللا عن قاموسنا، وأصبحنا اسري الأبجدية الجديدة التي أغرقتنا في الانجزة والشعارات الموسمية؟
رغم رداءة المرحلة ونزولنا عن الجبل يخرج علينا الشاعر الفلسطيني المناضل معين بسيسو بصوته المجبول بدماء من أحبوها ليذكرنا ببعض ما تبقى فينا من كلماته الخالدة ..... نعم لن نموت ولكننا سنقتلع الموت من أرضنا..... نعم لن نموت، نعم سوف نحيا، لو أكل القيد من عظمنا، كلماتُ نواجهه بها الظلامية والقمع المركب ونتذكر الذين لا زالوا على الجبل تراب وكرامة ينادوا بنا عاشت الأرض وعاش يوم الأرض الخالد.

الصراع في لبنان واللبنانيون الجدد/ فتحي احمد

طرأ على الساحة اللبنانية بعد عام 2005 لون اخر من الذوق السياسي يختلف عن اطياف الساسة اللبنانيين الاخرين وحمل هذا اللون اسم اللبنانيون الجدد.
 فهم يؤمنون بضرورة ايجاد نظام لبناني مبني على اساس الحرية والمساواه والعدالة الاجتماعية والاسس الديمقراطية في الحكم وتكافؤ الفرص وحرية الرأي وحماية الحريات الخاصة والعامة والفردية والجماعية.
 وقد هدف تشكيل هذا اللون السياسي من اجل خلق نظره جديدة للامور والمسائل والمشاكل الشائكة في لبنان من اجل الوصول الى بيئة لبنانية اكثر مساواه وعدلا.
 وقد حملت فكرة هذا الحزب معنى اخر وهو نبذ الطائفية لتوفير الرفاهية لابناء البلد الواحد ولكي يرتقوا بلبنان الى اعلى مراتب الدول المتقدمة.
 وقد تمخض عن الحزب افكارا داخلية وخارجية انطلاقا من الغاء الطائفية ومرورا بزيادة عتاد قوى الامن الداخلي والامن العام كل هذا من اجل تحسين الامن في الداخل والحفاظ على الامن الخارجي في ظل التهديدات الاسرائيلية وانتهاء بقضية اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان حيث نادى الحزب بضرورة التمسك بعودة اللاجئيين الى ارضهم الاصلية دون الرضوخ لسياسة التوطين مع نزع السلاح من ايدي الفلسطينيين داخل لبنان وخارجها وخلق ظروف جيدة من التسامح وتحسين اوضاعهم المعيشية فجاء في منظومة الحزب وهو ايجاد نظام سياسي على اسس علمانية مع المحافظة على حقوق الطوائف واستبعاد النظام الطائفي من الحكم وانشاء مجلس طوائف يكون اعضاؤه مناصفة بين المسيحيين والمسلمين وينتخبون من ابناء طوائفهم.
 كما يدعم الحزب الوليد السلطة القضائية التي يجب ان تكون مستقلة تماما عن السلطتين التنفيذية والتشريعية وقد جاء في ابجديات الحزب ان اسرائيل هي العدو الاول للبنان وفي حال ان تم توقيع معاهدة سلام بين اسرائيل والدول العربية ستبقى هذه الدولة حجر عثرة على حدود لبنان وتطرق الحزب الى انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي اللبنانية ووقف جميع الخروقات الجوية والبرية والبحرية وتراجع اسرائيل عن اطماعها في المياه اللبنانية واعترافها بحق العودة للاجئين الفلسطينيين فعلى الصعيد العربي جاء في ثنايا الخطاب للحزب ان انتماء لبنان الى العالم العربي ولم يبقى يشكل محور جدي بين السياسيين اللبنانيين ويعتبر هذا الاتماء ذو طابع ثقافي يتجلى باللغة كما يعتمد على مصالح مشتركة وعلاقات مميزة من الناحية السياسية والاقتصادية ويرى الحزب بضرورة توطيد العلاقة اكثر من خلال السياسات الخارجية التي يقيمها مع الدول العربية للوصول الى تكامل اقتصادي واجتماعي وسياسي كما ينادي الى تفعيل دور جامعة الدول العربية من خلال تعديل نظامها وطريقة عملها وفي الوقت نفسه يطالب الجامعة بتكوين لجنة دائمة منبثقة عن الجامعة العربية مهمتها ايجاد حل للمشاكل بين الدول الاعضاء واما على صعيد المنظومة غير العربية فأن الحزب ينظر الى شعوب العالم انهم شركاء في الانسانية ويأمل في بناء علاقات محصنة على الصعيدين السياسي والاقتصادي .
دنيا الوطن

رسائل .. "الجمعة الأردنية الحزينة" / د. عيدة المطلق قناة


حركات تغيير أردنية شبابية.. نشأت للتعبير عن مطالبها السياسية .. منها شباب 24 آذار .. وشباب الخامس عشر من نيسان ( تيمناً بهبة نيسان وإحياء لروحيتها) و "الهيئة الوطنية لمتابعة الملكية الدستورية"، و"الهيئة الوطنية للإصلاح" .. وغير ذلك من حركات سبقت كـ"ذبحتونا" .. وحركة "جايين " .. وكلها تجاوزت البنى والأطر السياسية التقليدية .. إذ جاءت عابرة للأطياف والألوان والأفكار .. ولكنها التقت على مطالب "جامعة" قاعدتها "إصلاح سياسي ودستوري جذري" .. شباب أتقنوا أدوات العصر وأسلحته .. وآمنوا بمنهج التغيير السلمي ، والتعبير السلمي ..و صاغوا مطالبهم بعبارات سهلة مباشرة.. وشعارات رشيقة .. وأطلقوا باكورة حراكهم الخاص يوم الرابع والعشرين من آذار 2011 في ميدان جمال عبد الناصر في عمان.. ولكن قدر لهذا اليوم "الجميل" .. أن ينتهي نهاية مخزية محزنة يوم " الجمعة الحزينة "..

على أن هذه الجمعة لم تكن معزولة عما قبلها فقد سبقتها مقدمات منذرة ومقلقة منها ما عرفناه ومنها ما لم نعرفه بعد ..

لقد عرفنا ( مثلاً ) عن اعتقال شباب من أمام الجامعة الأردنية على خلفية توزيع بيان للدعوة لاعتصام الخميس الرابع والعشرين من آذار .. كما عرفنا منها سلسلة من التهديد .. والترهيب والتخويف .. طالت الكثيرين من عناصر الحراك الشبابي وعائلاتهم ..

تم الاعتصام بالشكل الذي أراده منظموه .. سلمياً منظماً منسقاً .. حضارياً .. ونجح في كسب المؤيدين وأخذت فئات جديدة تلتحق بهم .. ولكن ما أن انقضت ساعات على هذا المشهد الرائع .. حتى أخذت الإجراءات المنذرة بالخطر تتوالى .. بدأت بقطع الكهرباء عن منطقة الاعتصام .. وبتواجد كثيف لقوات الدرك .. كما تم إغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة .. ولكنها فتحت لتسمح بوصول مجموعة كبيرة من "المناهضين" ممن تم استقدامهم من مختلف مناطق المملكة بحافلات فارهة .. مزودين بيافطات جاهزة.. ومسلحين بالحجارة والهراوات والسكاكين .. وبذخيرة من شعارات عنصرية وشتائم بذيئة.. والأهم من ذلك .. أنهم ممن يتوفرون على مهارة عالية في الضرب والجر والسحب.. والصفع .. حتى الموت أو فقدان الوعي .. !!

تحول المشهد من اعتصام سلمي حضاري ..إلى استعراض مأساوي للقمع .. وتحولت الساحة إلى ساحة معركة .. جندها "بلطجية" .. وأسلحتها حجارة وعصي وخشب البناء .. وخراطيم مياه أغرقت المكان بساكنيه .. وتحولت هتافات الإصلاح والتغني بالوطن.. إلى شتائم تغرف من قاموس البذاءة أحطها "ضد المعتصمين" !!

لقد كشفت أحداث "الجمعة الحزينة " عن ارتباك وتناقض ومفارقات مقلقة من مؤشراتها:

1. جاء هذا العنف المفرط في نفس اليوم الذي أرسل فيه رئيس الوزراء رده على التوجيهات الملكية الحازمة للحكومة بـ"الإسراع في الإصلاح" .. هذا الرد الحكومي جاء حافلاً بالتعهدات والإلتزامات الإصلاحية وفي مقدمتها "احترام الحريات العامة.. والإلتزام بعدم المساس بحريّة الرأي أو التضييق على الشباب والحدّ من طاقاتهم؛ .. والتعهد بـ"دعم وصيانة حق الطلاب والشباب في التعبير والتنظيم والمشاركة دون أيّ عائق أو تدخل.. والنص على ذلك بالحرف " تتعهّد الحكومة، منذ اللحظة، بأن زمن التدخل في شؤون الطلاب واتحاداتهم وتفكيرهم السياسيّ، قد انتهى وإلى غير رجعة."
2. جاء الإعلام ليكون أول الضحايا .. إذ ضرب الإعلاميون .. وصوردت كاميراتهم .. وكسرت أيدي بعضهم .. ناهيك عن صليات السباب والقدح والتحقير .. رغم تعهد الحكومة المكتوب للملك بـ"ضمان حرية الإعلام ... ودعم دوره كأداة فاعلة في التنمية الاقتصادية وفي التغيير الاجتماعي والثقافي الإيجابي" ..
3. أما المفارقة الثالثة .. فجاءت من خلال وصف المعتصمين بـ"مثيري الفتنة" .. وعبر المس بالوحدة الوطنية حين تم تصنيف المعتصمين بحسب الأصول والمنابت .. وحين تم تحميل "الحركة الإسلامية" مسؤولية الاعتصام .. وما جرى فيه" .. واتهامها "بتنفيذ أجندات وتعليمات من الخارج " ..وكل ذلك جاء في نكوص كامل عن التعهد الحكومي للملك بصيانة "حقوق المواطنة" .. واحترام "حق الاختلاف" .. وتأكيد "التقدير الكبير لدور المعارضة الأردنية في خدمة الوطن ومسيرته، من موقعها، كجزء من النسيج، وكحق مصان، لا يُسمح بتجاوزه أو التعدّي عليه."

فأي صيانة لحقوق المواطنة حين يتم تصنيف الناس على قاعدة الأصول والمنابت ..أو حين تتم شيطنتهم مع تياراتهم الفكرية ؟؟
وكيف لنا أن نثق بالتعهدات والوعود بعد أن تم نكث العهود الحكومية للملك - دون غيره - وغير مرة؟؟
وأي احترام للمعارضة ؟؟
وماذا كانت مخرجات تلك الواقعة المؤلمة ؟؟

فماذا كانت النتائج ؟ كانت مؤسفة فهناك شبه إجماع بأن ما جرى يوم "الجمعة الحزينة" ( 25/3/2011) أعاد الأمور في مسيرة الإصلاح والدمقرطة إلى المربع الأول .. ومن أمثلة المؤشرات على هذه الانتكاسة مايلي:
• هناك توتر شديد ساد الأردن - كل الأردن - وما زالت تداعياته تتوالى .. فقد سال الدم .. وتعمقت الجراح حين سقط بسلاح البلطجة "الشهيد الأول" على طريق التغيير والإصلاح .. إلى جانب عشرات الجرحى .. !!
• أما عن صورة الأردن فقد طالها تشوه خطير .. !!
• أما النسيج الاحتماعي فقد أصابه أذى كثيراً .. مما دفع بالعديد من رموز الوطن يعلنون عن مخاوفهم .. ( ومنهم أحمد عبيدات) إذ يرى بأن " النسيج الإجتماعي بات هشا بعد "الوقيعة" القاسية بحق المعتصمين".!!
• تبددت الثقة بقدرة الحكومة على انجاز الاصلاح .. ويبدو من هذه الممارسة بأنها حتى تاريخه لم تتجاوز سياسة الاقصاء.. رغم افتعالها لخطاب تصالحي هش سرعان ما يرتكس في الاتهامية والتبريرية.. وتصدير أزماتها !!

لقد طرحت الأحداث بما أحدثته من جراح في الجسد والروح الأردنية عشرات الأسئلة المقلقة وكلها تحتاج إلى تدبر لعل منها :
• هل الاستعراض البائس للقمع على "دوار الداخلية" يمثل سياسة أم استراتيجية ؟؟ .. فإن كان كذلك فبئست السياسة وبئست الاستراتيجية .. لأن هذه السياسية إنما هي لعب بالنار .. وقيادة للبلد نحو المجهول ..!!
• ألا يشكل الخطاب الرسمي القائم على التشكيك والفتنة تهديداً للأمن القومي ؟
• بعد تكرار حوادث البلطجة .. هل نحن أمام شرعنة لسلاح البلطجة .. وهل نحن بصدد تجنيد كتيبة البلطجية ؟؟
• وهل هذا هو الدرب المطلوب منا أن نسلكه.. فإن كان كذلك ما هو عدد الشهداء المطلوب منا إعدادهم حتى يتحقق الإصلاح المنشود.. - ولا أقول التغيير - ؟

وحتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.. أتمنى للأردنيين جمعة آمنة مطمئنة .. خالية من البلطجة ومرادفاتها!!
eidehqanah@yahoo.com

الفساد السياسي العربي..!/ صالح خريسات

قد يستمر كل زعيم دولة عربية، في التغني بأنه ارفع شأناً في كل أمر هام، من سائر الزعماء العرب الآخرين، الذين سقطوا تحت شعار"إرحل". ويخدع الزعيم نفسه ومن حوله، بأنه باق في السلطة إلى ما شاء الله. ولكن، عندما يتحرك الشارع من اجل التحرر من قيد هؤلاء، يضطر الزعماء أن يضبطوا أنفسهم، ويمتنعوا عن التعبير العام عن شعورهم بالتفوق والسمو، وينوب عنهم المستشارون في تهدئة خواطر الجماهير المختنقة، ولن يكون ضبط النفس هذا سهلاً أو يسيراً، إذا استمرت المشاعر العدائية بين النظام وقوى الشباب على ما هي عليه من حدة وحماس، مطالبة بالإصلاح والتطوير .
ومما يؤسف له أن القيادات العربية المهترئة، التي ما تزال جاثمة على صدور شعوبها، تدعي بأنها ضرورية في الحكم من أجل السلام العالمي، وأن زوالها يهدد بظهور خطر جديد يتمثل بالاستبداد العسكري، أو استبداد القوى الإسلامية المعادية للنظام الغربي، وهو اعتقاد شائع لم تعد الولايات المتحدة وأوربا، تقتنعان به، وبالتالي نكتشف بأن هذه القيادات وحدها، هي التي تقوم بالاعتداء على المواطنين الآمنين، العزل من السلاح، وكأنها ادخرت المؤسسة العسكرية لمثل هذه الوظيفة القمعية غير المشروعة، وهي جيوش لم تدخل حربا وخرجت فيها منتصرة، وأنا أعتقد أن هذا هو سر اهتمام الزعماء العرب بالجيش، ليس من أجل الحرب واستعادة الأرض وتحرير الإنسان، ولكن من أجل الاستمرار بالسلطة رغم أنف الشعوب المقهورة .
إن الفساد السياسي والفساد الخلقي والاجتماعي متلازمان، كيف يمكن لبلد يحكم بهذا النفاق السياسي وهذا التجبر والغفلة، في أن لا يؤدي في حياة الأفراد إلى هذا الانحلال المأسوي الذي تنتهي إليه حياة الأبطال؟ وهل يمكن أن تكون السياسة فاجرة بهذه الجرأة؟! ودواوين العمل الحكومي تتكرر بكل ما يضطرب فيها من حياة وما يمكن لهذه الحياة أن توحي به من الضياع والحيرة. في المقهى الذي يقود إلى اللجوء إلى الغياب عن الواقع. في الخدر أو ما يشابهه أو توحي به من انهيار القيم وفساد الموازين والذمم، في جو العمل حيث يسود الظلم والتملق والمحسوبية، وكل الأدوار التي تنخر في كيان الجهاز كله، نتيجة ضياع المجتمع بأسره في ألوان من البطش والقهر، الذي يجعل الناس يضطربون كالقرود، ويتعذبون كالإنسان، ويموتون كالحيوان. إن ثورة الشباب في الشارع العربي، قالت كلمتها في روعة ووضوح، ونبشت فينا أعماق القلوب لتستثير الإنسان ثورة رافضة عارمة مدوية، تمثل أبشع ما يمكن أن يتردى إليه البشر إذا استشرى فيهم داء الفقر، ونام الناس عن بعضهم البعض، ولهى الحكام في فسادهم، وتخلى عن المحرومين الأخوان والحكام على حد سواء. هذه الثورة، تبرز لنا بطولة الجماعة التي تصرخ غاضبة بمأساة الفقراء وتردي مصير الشعب بأكمله.
لقد صار من الضروري أن نتوجه بالخطابات إلى القادة والزعماء العرب، وليس إلى الجماهير التي ثبت أنها تتحلى بوعي أوسع من كل ما يتمتع به هؤلاء الزعماء. لقد حان الوقت للاعتراف بتواضع معرفة هؤلاء وجهلهم بالقيادة وشؤون الحكم. فما يجري الآن يفضحهم، ويتجلى للعالم أجمع ما هنالك من تناقض بين الدعوى الإنسانية التي يدعيها هؤلاء الزعماء، وبين جرائمهم في حق شعوبهم. إننا لا نطمع الآن أن نحاور هؤلاء، وأن نخجلهم من أنفسهم، ونعري كذبهم، ولكن نريد اقتلاعهم بالطرق السلمية، ويبدو أنهم مثلهم مثل الاستعمار، لا يمكن التحرر منهم إلا بالعنف. لقد يئسنا من أن يثوب هؤلاء إلى رشدهم، وبالتالي لا حوار معهم ولا تقارب ويجب أن نتوجه بالدعوة إلى الشباب الذين سيطردون هؤلاء بالشعار الأكثر شعبية، ولسوف ينسحبون بخطوات خجولة تزداد سرعة لكي لا تنكشف عيوبهم أكثر. لقد ضحك الحكام علينا بما أرادوه لشعوبهم من جهل وتخلف، وأقنعوا أنفسهم بأنهم الأفضل في تاريخ هذه الشعوب. وإذا كان الاستعمار قد خرج من الباب، فقد عاد هؤلاء إلينا من النافذة، ولكن بثوب عربي جديد، مبدلين ملامح وجوههم، ومغيرين معالم هيئتهم، فيجب إسقاط الأقنعة الزائفة عن هذه الوجوه، وتسليمهم إلى جماهير الشباب التي قاست الأمرين بسبب سوء حكمهم، يجب فضحهم، لأنهم لم يشاركوا الشعب مشاركة صادقة في همومه وتطلعاته ولم يهيبوا بالجماهير يوماً إلى النضال من أجل الحرية وكل ما فعلوه في تاريخ حكمهم الطويل، لا يزيد على مناورات سياسية، من أجل أن يتصدق عليهم الغربيون ببعض الامتيازات، وها هم الآن يسرقون مرة ثانية ثورة الشعب في لحظة التحرر والانتصار، وينسبونها إليهم بوعود كاذبة لن تتحقق، فيجب أن تتسلم الجماهير مقاليد السلطة من يد هؤلاء، بعد أن نابوا عن الاستعمار في استغلال الشعب واستثماره واضطهاده، وكلاء عن الاحتكارات الاستعمارية، عميلة لها، شريكة معها في الغنائم، يجب أن نفرق بين الاستقلال الحقيقي والاستقلال الكاذب، وإن بات من الضروري الاستغناء عن هؤلاء، والانتقال إلى مرحلة جديدة، لتظفر الشعوب باستقلالها، أو تبقى الحناجر تردد.. "إرحل".

بينَ المواطنةِ واللّجوء خيطُ كذبة!/ آمال عوّاد رضوان


بعيدًا عن يوم اللاّجئ العالميّ الذي يُصادف تاريخ 20-6 مِن كلِّ عام، بدا عام 2011 وكأنّه يأخذ المنحى الاستباقيّ عن غيره من الأعوام التي أحيى بها العالمُ هذا اليوم، كتعبير عن الضميرِ المتستّرِ وراءَ دبلوماسيّة التعايش مع الظرف والحدث والمكان والزمان، ومع حالةِ النّزوح التي تشهدُها شعوبُنا العربيّة عن بلدانها، في قطاعاتٍ كبرى شهدت تغيّرات ومتغيّرات استبقت الاحتفال السّنويّ لبعض بلدان إفريقيّة دأبت عليه منذ عشراتِ السّنين.

اللاّجئون!

هُم مَن تُشرّدُهم الطّرقُ رغمًا عن إراداتِهم مِن قراهم ومدنِهم، وتؤدّي الصّراعاتُ وممارساتُ الاضطهادِ إلى تشتيتِ شمْل أُسَرِهم!

فهل هروب رؤوس الأموال العربيّة إلى خارج أوطانها، طمعًا في الاستقرار والبحث عن البيئة المناسبة للاستثمار، يدخلُ في إطار اللّجوء؟

ما الفرق بين اللّجوء الاقتصاديّ وبينَ اللّجوءِ السّياسيّ؟

المفوضيّة العليا للأمم المتحدة جسمٌ دوليٌّ معترفٌ به عالميًّا لرعاية المُهجّرين؛ تعملُ على احتضانِ اللاّجئين ومعالجةِ قضاياهم ، وتوفير أبسط الحقوق الأساسيّةِ والمتطلّباتِ الإنسانيّة، لضمان الحمايةِ الدّوليّةِ للاّجئين في كافّةِ أنحاءِ العالم، وإيجادِ الحلول المؤقّتة لمشاكلِهم!

لكن؛ هل تمكّنت المفوضيّةُ فعلاً مِن استيفاءِ شروطِ الرّعايةِ ولكافّة اللاّجئين؟

وماذا عن 1.2 مليون لاجئ أفغانيّ فرّوا إلى دولٍ ناميةٍ مثل باكستان، وليس فيها وسائل رسميّة لحمايتهم؟

وكيف ستعالجُ مفوّضيّة الأمم المتحدة شؤونَ اللاّجئين الجُدد من عالمنا العربيّ، الّذين فرّوا من دمارِ الصّراعاتِ الدّاخليّةِ والانقسامات الحزبيّة والجغرافيّة؟

لماذا يُقيمونَ يومَ اللاّجئ العالميّ؟

هل هو ذكرى العار الإنسانيّ، والتّذكير بالمواجع المأساويّة والأحزان البشريّة، أم محاولةٌ للملمةِ الماضي العاثر في ثوبِ استقرارٍ جديد؟

هل هو احتفالٌ بعزيمةِ المضطهَدين اللاّجئين لإقبالهم على الحياة، وانتصارهم على الاضطهادِ والمضايقاتِ والمصاعب؟

هل يهدف إلى زيادةِ التوعيةِ عندَ اللّاجئين، وإتاحةِ فرَصِهم في الخلاص؟

هل يحاولُ إبرازَ أسبابِ اللّجوءِ وعلاجِها على المدى البعيد؟

إذًا؛ كيف نفسّر الازديادَ المطّردَ لعدد اللاّجئين في العالم؟

ما هي أسبابُ اللّجوءِ الدّوليّ؟ ومَن هي شرائحُ اللاّجئين الدّوليّين؟

كيف يحتفلُ اللاّجئون الفلسطينيّون في الشّتات بذكرى يوم الأرض، الّتي تصادف في 30-3 مِن كلّ عام؟

ماذا يمكن تسميةُ هجرة العائلات التّجاريّة ورجال الأعمال، الّذين سعَوْا إلى نقل مزيد من ثرواتهم الشّخصيّةِ إلى ملاذاتٍ وأصول آمنة خارجيّة، بعدَ موجةِ الاضطرابات الأخيرة التي اجتاحت الدّول العربيّة وبعض الدّول الخليجيّة؟

صحيفةُ "القبس" الكويتية كشفت عن حجم المبالغ نقلاً عن صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانيّة يوم 26-3-2011، وقالت أنّ حجمَ الأصول السّائلة للمستثمرين الأفراد الخليجيّين 1200 مليار دولار، وفق تقرير لمؤسسة بوز آند كومبني، ومعظمها يُدار مِن قِبل شركات خاصّة، تديرُ استثمارات وأموال عائلةٍ ثريّة واحدة، تُعرف بـ "مكاتب عائليّة" لتجّار الخليج!

دوافع عديدةٌ تضطرُّ اللاّجئينَ إلى مغادرةِ بلادِهم، واللّجوءِ إلى بلدٍ آخرَ يحميهم ممّا يُهدّدُهم إمّا؛ عِرقيًّا، دينيّا، وطنيًّا، اجتماعيًّا، بسبب الجنسيّة وغيابِ العدالةِ والتّهميش، أو بسبب الانتماء لفئةٍ اجتماعيّةٍ معيّنة، أو لحزبٍ وخطٍّ سياسيٍّ مُعارض، أو بسبب التّغيّر البيئيّ وتضاؤل المواردِ الطّبيعية، أو بسببِ الفرار مِنَ القتال في مناطق النّزاع المسلّح، كما حدثَ في المملكة المتحدة، و 74% ممّن طلبوا اللّجوءَ إلى أوروبّا والولايات المتحدة، أتوْا مِن بلادٍ تُعاني مِن مشاكلِ النّزاع المسلّح!

نجدُ ثلاثةَ أنواع مِن اللّجوءِ الدّوليِّ الرّسميِّ المشروط:

لجوءٌ سياسيّ: الشّخصُ يترك بلدَهُ لأسباب سياسيّةٍ واضطهادٍ وتهديدٍ بسببِ معارضتِه السّياسة القائمة، ويحصلُ على جنسيّةٍ تمكّنُهُ مِن حرّيّةِ السّفر إلى أيّ بلدٍ سوى بلده.

لجوءٌ دينيّ: أي اضطهادٌ دينيٌّ وطائفيٌّ يهدّدُ كيانَهُ وحياتَه.

لجوء إنسانيّ: يحصلُ اللاّجئُ على جنسيّةٍ تُمكّنُهُ مِنَ السّفر إلى بلدِهِ وأيّ بلد، لأنّ الأسبابَ بعيدةٌ كلّيًّا عن السّياسة والدّين، والنّزوحُ قسريٌ لأسبابٍ اقتصاديّة، عدم توفّر حياةٍ كريمةٍ في ظلّ تدهور الوضع الأمنيّ، أو بسبب التّهجير والحرب والفقر، أو الهرب مِن مخاطر كوارث طبيعيّة كالزّلازل والبراكين والهزّات الأرضيّة!

إذا كانتِ الحروبُ البشريّة والطّبيعيّةُ تتركُ الانسانَ مُشرّدًا محطّمًا على حافّةِ ضياعٍ، بينَ الحاضر المأساويِّ وبين المستقبل المجهول، فهل اللّجوءُ الدّوليُّ يؤمّنُ وطنًا آخرَ للمُهَجَّر، يوطّدُ شعورَهُ بالأمان والاستقرار، وتخطّي شعورِهِ بالضّياع؟

هل مِن فروق بين لاجئٍ وطالبِ لجوء؟ وهل كلُّ مَن فرَّ مِن بلدِهِ إلى بلدٍ آخر يدعى لاجئًا؟ وهل من شروطِ انتسابٍ لتعبئةِ طلبِ اللجوء؟

كم تشكّلُ نِسبُ اللاّجئين في كلِّ فئةٍ وأخرى؟

90% من ضحايا الحروب والنّزاعات هم مدنيّون، يفرّون تحت ظروفِ القصفِ والخوفِ واستحالة الاستمرار في البلد الأمّ، بحثا عن مأوى آمن، وقد بلغ عددُ اللاّجئين الرّسميّ زهاء 42 مليونًا، بزيادة مقدارها 20 مليونَ لاجئٍ خلال أقلّ مِن عشرة أعوام!

هل يتمكّنُ اللاّجئون مِن التأقلم والاندماج في أوطانٍ جديدة، رغمَ ما لديها مِن ثقافةٍ وعاداتٍ مغايرة ولغةٍ مختلفة وظروفٍ أخرى؟

وهل يمكنهم حقّا الالتزامَ بقوانين الوطن الجديد برضا، بعد الحصول على الجنسيّة؟

ما الّذي يدفعُ الدّول الغربيّة المتسبّبة بالحروب والنّزاع بشكلٍ ما، وفي شقاءِ الأبرياء من أبناء الإنسانيّة في مناطق العالم، إلى التسابق في التبرّع وحماية اللاّجئين، وهم ضلعٌ أساسٌ في التّسبّب بنزوحهم ومآسيهم والعبث بأمنهم واستقرارهم؟

هل هو الطمع في الهيمنةِ الاقتصاديّة على ثرواتِ البلاد، أم هو شكلٌ من استعباد اللاّجئين وتشغيلهم قسْريًّا في بلادٍ احتوتْهم وفضّلتْ عليهم، أم أنّ اللاّجئين في البلاد الغربيّة، هم المفاتيح السّحريّة القابلة للمساومة والمقايضة؟

سيناريو المؤامرة بين الإخوان المسلمين وإسرائيل لهدم مصر/ مجدى نجيب وهبة


** هل ما يحدث على أرض مصر وبعض الأنظمة العربية منذ بداية ثورة شباب 25 يناير هو تمهيد من الإخوان بزعزعة أمن وإستقرار مصر لتحقيق الأطماع الإسرائيلية بمباركة الإدارة الأنجلو أمريكية والغرب ..
** فى نهاية عام 1999 قدم العسكريون الإسرائيليون مشروع بإسم "جنة 2010" بتشجيع من "إيهود باراك" بعد وصوله للحكم بأيام قليلة ، ويهدف هذا المشروع إلى عمل موديل أطلق عليه "جنة 2010" للجيش الإسرائيلى .. يهدف إلى زيادة أعداد الطائرات والدبابات من طراز "أميركانا" ، وتطوير العديد من الدبابات ذات الإمكانيات على أن يقل الإهتمام بصورة ملحوظة بالمدرعات وبالتالى ستقل أعدادها فى الجيش الإسرائيلى ، لأن الرسالة الرئيسية لنظرية بناء القوى العسكرية المستقبلية أن حرب عام 2010 لن يتم حسمها فقط بالدبابات .. إذ يعتمد الجيش الإسرائيلى على منظومة أقمار صناعية تجسسية ، هذا بجانب إطلاق عدة أقمار صناعية ، بجانب تطوير الصاروخ "جيل" المتطور وهو صاروخ يحمل على الكتف مداه يصل إلى 2500 متر ، وهناك صاروخ "سبياك" الذى يحمل على الكتف ومداه 4 كم ، ويمكن توجيهه من خلال جهاز خاص للتوجيه .. بجانب تزويد السلاح الجوى الإسرائيلى بأكثر من 110 طائرات من طراز "إلاف 16 أى" ، كما سيتم تزويد إسرائيل بطائرة المستقبل "إلاف 22" والمتواجدة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها .. كما سيهتم المشروع كذلك بأسطول الهليوكوبتر الإسرائيلى وبالتالى سيطرأ تغير كبير على ذلك الأسطول خلال العقد القادم "2010" بعد تزويدها بالمروحيات المتطورة ومنها الـ "JSF" والجيل المتطور من المروحيات الأمريكية "الأباتش" ، وسيتم شراء طائرات تزويد وقود وإمداد ، وطائرات إنذار وطائرات إستطلاع للإنذار المبكر وقد إهتمت إسرائيل بتسليح الجيش الإسرائيلى .. بعد حرب أكتوبر التى كشفت الوهم والكذبة الكبرى للجيش الذى لا يقهر ، فيما إعتبرت إسرائيل هذا المشروع هو بمثابة "جميع الحنفيات فتحت عن أخرها" .. هذا بجانب مشروع عسكرى قدمته فرنسا للجيش الإسرائيلى طويل الأجل يطلق عليه "الكتاب الأبيض" ويستمر حتى "2015" وقال الخبراء فى إستفتاء أجرته وكالة رويترز فى يناير 2001 أن الولايات المتحدة ستبقى قوة عسكرية عظمى وحيدة فى العالم عام 2010 ولن تستطيع أى دولة أخرى فى العالم أن تتحدى أمريكا لأنه ليس فى مقدور أى دولة أن تدفع الثمن الباهظ للتفوق العسكرى ، وكان الوزير الأمريكى لا يتحدث من فراغ لأن ميزانية الجيش الأمريكى فى عام 2001 تجاوزت 291 بليون دولار ...
** إنها بعض الوثائق الخطيرة التى ربما تكشف سر حركة 25 يناير وعلاقة الإخوان المسلمين بها وعلاقتهم بالأطماع الإسرائيلية التى يتم الإعداد لها منذ عام 1999 لوضع برنامج أطلق عليه "جنة 2010" .. وهو كذلك يفسر الدور الذى بدأت تلعبه الجماعات الإسلامية فى الشارع المصرى ، وما يصاحبها من تحويل الدولة إلى فوضى عارمة يتواكب ذلك مع الترحيب السافر والمعلن والمريب للإدارة الأمريكية بوصول الإخوان المسلمين إلى منصة الحكم فى مصر ..
** فى إتصال هاتفى لأحد المقيمين فى أمريكا قال أن هناك إشاعة إنتشرت بقوة فى الشارع الأمريكى بأنه هناك صفقة سرية بين إسرائيل والإدارة الأمريكية والإخوان المسلمين يتم بناء عليها تمكين الإخوان المسلمين من الوصول للحكم ليس فى مصر فحسب بل فى جميع دول الشرق الأوسط بدءا من تونس ومصر والمغرب ومرورا بليبيا والبحرين والسودان وسوريا واليمن .. وذلك فى مقابل تعهد الجماعات الإسلامية بحماية إسرائيل .. وفى نفس الوقت هو إثارة النعرات الطائفية والحروب الدينية لإلهاء المنطقة عما تعد له إسرائيل من إستعدادات لحرب رد الكرامة لنكسة أكتوبر 1973 ، وهو ما يؤكده هذه الأيام هو التمثيلية المفضوحة بين إسرائيل وحزب حماس من إطلاق صواريخ فاشينكية بهدف إحداث هيجان إسرائيلى للهجوم على سيناء بزعم حماية جبهتها الداخلية من تنظيم حماس .. ورغم أن ما يتردد فى الشارع الأمريكي قد أفصحنا عنه فى مقالات عديدة ، ورفض البعض تصديقها ، ورفض البعض محاولة حتى قراءتها كشئ من التعالى والغطرسة !! .. ورغم أن هذه الإشاعات هو الحقيقة والحق المطلق إلا أن جميع أقباط المهجر يكتفوا بالإدانة ونشر المقالات دون الإلتفاف لموقف موحد والخروج لكشف القناع الزائف الذى يرتديه الرئيس الأمريكى ومساعدته الشمطاء العجوزة هيلارى كلينتون وحضورها إلى مصر وسعيها لمقابلة الإخوان المسلمين وتهنئتهم بنجاح الخطة وتأكيد إلتزام الإدارة الأمريكية على تسليمهم السلطة ، وهو كذلك ما يؤكد الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين من الإخوان المسلمين رغم خطورة معظمهم على المجتمع المصرى وتبجحهم فى التعامل السافر والإرهابى مع الأقباط وقد رأينا بزوغ نجم السلفيين محمد حسان والمراوغ محمد حسين يعقوب ومظاهرات السلفيين .. وصمت الجيش على هذه الفوضى والإكتفاء بالقضاء والقبض على البلطجية وهم نتاج الفوضى التى يسعى إليها الإخوان المسلمين ... ونتساءل للمرة المليون أين أقباط مصر بالخارج ونحن نكتب منذ بداية 28 يناير والأحوال تتدهور فى مصر .. وكتبنا أن الوطن ينزلق فى منعطف خطير .. خطير ، وأعتقد الأن أن الجميع أدرك حجم الكارثة التى إنزلقت فيها مصر .. فما هو الحل ؟!! .
** إذا تساءلنا عن موقف أقباط المهجر فى كل دول العالم .. ولماذا هذا الصمت الذى يصل إلى حد الشلل .. نتساءل كذلك عن موقف المواطن الأمريكى من سيناريوهات الخراب والدمار التى تتم والتى تمت ومنها على سبيل المثال سيناريوهات العراق وتدميرها .. فقد أصدر الرئيس الأمريكي بوش حكم الإعدام على صدام علنا فى مشهد مهين نقلته شبكة CNN الأمريكية فى 17 ديسمبر 2003 وترك لعملائه مهمة التنفيذ .. وهو الحوار الذى قال فيه بوش وقتها بالحرف الواحد "صدام حسين يستحق عقوبة الإعدام نظرا لما إرتكبه فى حق الشعب العراقى" ، فهل تعرف أيها المواطن الأمريكى ، كم عدد الذين قتلوا فى العراق .. قال بوش بعظمة لسانه أن غزوه للعراق للذين تسبب فى قتلهم بلغوا ثلاثون ألف قتيل بالكمال والتمام ، وذلك وفقا لما نشرته جريدة الأهرام فى 13/12/2005 ، أما صدام فقد نفذ فيه حكم الإعدام يوم عيد الأضحى بتهمة قتل 148 فردا من أفراد الشعب العراقى ، وبعد تنفيذ الحكم الذى تحول إلى صورة مهينة لكل ما هو عربى علق بوش بقوله "إعدام صدام خطوة على طريق الديمقراطية" ، وهى نفس النغمة التى يتكلم بها أوباما بعد إشتعال منطقة الشرق الأوسط بالكامل ، ورغم ذلك مازال البعض مغيبين أو عقولهم متحجرة يعتقدون أن هذه هى صحوة ثوار ضد الحكومات الفاسدة والتى تتم بنفس الطرق من تظاهرات إلى إعتصامات إلى علو سقف المطالب إلى إستفزاز الأمن إلى القذف بالطوب إلى التجمهر ونصب الخيام بالميادين إلى المطالبة بإسقاط النظام ثم رحيله وبعد ذلك تتبخر هذه الثورات وتبدأ أفاعى الإخوان فى الخروج من جحورها ... ولا تعليق .
** فى 13/12/2005 نشرت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية تقريرا مثيرا قدرت فيه التكلفة البشرية والمالية الباهظة لهذا الغزو ، قالت فيه أن كل جندى أمريكى محتل على أرض العراق يكلف الخزانة الأمريكية 35 ألف دولار شهريا وأن إجمالى تكلفة هذا العدوان وصل إلى 5.6 مليار دولار بواقع 186 مليون دولار كل يوم ، وقالت التقارير أيضا أن الرئيس بوش أهدر من الخزانة الأمريكية وحدها مايزيد على 300 مليار دولار أمريكى من أجل الحرب على العراق .
** فى 11/10/2006 نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن العدد قفز إلى 754 ألف مدنى قتل وإذا كان الرقم هو حتى 2006 لا يكفى لتقديم بوش للمحاكمة .. ماذا عن عدد الضحايا حتى 2011 .. وإختتمت صحيفة "الأندبندنت" تقريرها قائلة "كل هذا الثمن الباهظ وألاف القتلى من الجنود الأمريكيين لم يقابله العثور على أى من أسلحة الدمار الشامل التى أقسم بوش على وجودها لدى العراقيين وإتخذها ذريعة لعدوانه على العراق .. وبعد كذب بوش عاد وأطلق على هذه الجرائم بالأخطاء ، وقد إعترف ألبرتوميز تانديز أثناء الحوار الذى أجرته معه قناة الجزيرة على الهواء مباشرة من واشنطن مساء السبت 21/10/2006 ، وقال فيه بأن أمريكا إرتكبت ما وصفه نصاً "بالغباء والفشل والغطرسة فى حربها ضد العراق" .. فهل من حق الشعب العراقى أن يطالب بالتحقيق فى الجرائم التى إرتكبت فى حقه أثناء الحرب على العراق وكلها جرائم إرتكبتها قوات التحالف فهل يخرج المواطن الأمريكى للقصاص من ضحايا الإدارة الأمريكية التى لا تعرف من الديمقراطية إلا إسمها ولا تعرف من الدنيا إلا لغة القوة والهيمنة على الشعوب الفقيرة والمعدمة ، وهى تجيد فن صياغة العبارات والمعانى والأناشيد وقهر الشعوب ...
** نعم لقد حضر أوباما إلى القاهرة وخطب فى جامعة القاهرة وبدأ خطابه بكلمة "السلام عليكم" ، وردد كلمات ناعمة وهو يتحدث عن السلام فى العالم الغربى والشرق الأوسط وإحتار الشعب فى تحليل خطابه ، ولكنى تخوفت من أسلوب النعومة الذى لجأ إليه أوباما وهو يصعد درجات سلم قصر الضيافة فى رشاقة ليحتضن الرئيس مبارك .. لقد أحسست بأن هذا الرئيس الجديد لأمريكا يجيد فن الخطابة والكلام ويجيد لعبة الثلاث ورقات ...
** أعزائى شعب ومواطنى أمريكا الحرة ، لقد تحول الشارع المصرى إلى طالبان أخر .. تحول غير مسبوق من خروج جميع المعتقلين الإسلاميين ولا فرق بين جماعات التكفير والهجرة والجماعة السلفية والإخوان ، فالشارع المصرى إمتلأ بهؤلاء الإرهابيين من كل صوب وإتجاه ، وأنتم شاهدتم هدم كنيسة الشهيدين بقرية صول بأطفيح ولم يتم إعادة بنائها إلا بعد تدخل أحد الشخصيات السلفية وتدخل الجيش لإقناعه بإقناع شعب قرية صول بإعادة بناء الكنيسة ، فهل هذه هى الديمقراطية التى يبحث عنها أوباما فى مصر .. رأينا قطع أذن قبطى من قبل السلفيين بزعم تنفيذ الجزية عليه وحرق شقته وسيارته وخوفه من المزيد من البطش ، فإضطر إلى تنازله عن البلاغ !! ، هل هذه هى الديمقراطية التى أسعدت أوباما والشمطاء هيلارى كلينتون .. تخريب وحرق ونهب وبلطجة وقتل وإغتصاب وتهديد للأقباط والكنيسة ويقول أوباما "على الشعب الأمريكى أن يكون فخورا بما حققته إدارته ليس فى مصر فحسب بل فى كل أنحاء الشرق الأوسط ، وهو الذى كان يطل علينا بوجهه القبيح يطالب كل عشر دقائق برحيل مبارك "الأن" ، وبعد رحيل مبارك تحول إلى ليبيا ومن ثم اليمن والمغرب والبحرين و.. و.. و.. ، وإذا كان المواطن الأمريكى يجهل تاريخ الإخوان الدموى ، فأقدم للرئيس أوباما نموذج لبعض الأفكار الإخوانية الإرهابية وبعض جرائمهم ..
** "جماعة التكفير والهجرة" .. ففى 16/10/1971 خرج شكرى مصطفى من المعتقل بعد قرار الرئيس السادات بالإفراج عن الإخوان المسلمين ليكونوا القوة التى تواجه قوة الناصريين والشيوعيين وكان هناك إختلاف واضح بين فكر شكرى مصطفى عندما دخل السجن عام 1965 وعندما خرج بعد 6 سنوات فلم يعد شكرى أحد أعضاء الإخوان المسلمين بل تناقض معهم فى الكثير من الأمور .. فشكرى يرى أن الصلاة فى المساجد حرام لأنها أقيمت بأموال الدولة الكافرة ، وأن الأئمة المعينين فى هذه المساجد لا يعملون بما أنزله الله ولا يجوز للمسلم من أعضاء جماعته أن يسلم على النسوة المحرمات من أقاربه مثل بنت العم وبنت الخال والتعليم فى نظره حرام والنوم على السرير حرام وكذلك صلاة الجمعة والخدمة فى الجيش والشرطة حرام ، وأطلق على جماعته إسم "جماعة المسلمين" فمن لم يدخلها فهو غير مسلم ، وقد إتخذوا من الكهوف مساكن لهم فى الجبل الشرقى بالمنيا ومن أشهر جرائمهم إختطاف الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف السابق فجر الأحد 3/7/1977 وأطلقوا عليه الرصاص وبعد القبض على هذه الجماعة الدموية حكمت المحكمة بالمؤبد على 12 متهما والأشغال الشاقة المؤقتة على 24 وبراءة 13 ، بينما حكمت بالإعدام على شكرى مصطفى وماهر بكرى إبن شقيقته فيلسوف الجماعة وطارق عبد العليم ضابط الشرطة المفصول وقاتل الذهبى وأنور خضر نائب الزعيم بالإعدام ..
** إن الإخوان المسلمين هم الأصل وإن إختلفوا فى بعض الأفكار مع باقى الجماعات الإسلامية فشكرى مصطفى زعيم التكفير والهجرة وعمر عبد الرحمن زعيم الجماعة الإسلامية كانا أعضاء فى الإخوان قبل أن يستقيلا بمزيد من الأفكار المتطرفة ... إذا كان الإخوان هم الأهم والأخطر فالجهاد هو الأعنف لأنها أكثر الجماعات الإسلامية فى الربع الأخير من القرن العشرين التى مارست العنف على نطاق واسع ، وكانت إحدى جرائمهم مقتل السادات ، كما أن قياداتهم فى الخارج يحاولون جاهدين إحياء هذا التنظيم بإعتبارهم أمراء الحكم القادمين فى مصر ... هذا هو ما يسعى إليه أوباما .
** ليس لنا إلا أن ندعو ونقول حماك الله يامصر وحمى شعبك من السفلة وأرباب السوابق والإرهابيين .. وبارك الله شعبك ليحقق الأمن والأمان .. ويعلى شأن الأقباط ويحافظ على كنيسته من طيور وخفافيش الظلام ...

ثوار بغطاء غربي ونيران أمريكية/ سامي الأخرس

استهجن ذلك المنطق الذي يتحدث به البعض من شراذم الفكر والتحليل السياسي الذي يصرخون وينعقون كالبوم في ليل ظالم بمباركة التدخل الأمريكي في ليبيا، وخلق المبررات اللامتناهية لهذا التدخل واختلاق المبررات التي تتناسب وتفكيرهم، ونظراتهم الصبيانية المغلفة بالفهم الملتوى المتآمر على هذه البقعة الطاهرة من العالم ألا وهي الأمة العربية، بالرغم من محاولة البعض من هذه الشراذم من إعادة قراءة التاريخ لنا، ليثبتوا إنهم يعلمون من التاريخ ما يمكنهم من الحديث وطرح أنفسهم كأصحاب رؤى سياسية مستقبلية، وهذا التاريخ الذي يستعرضون به عضلاتهم الفكرية يبدو إنه لم يقلبوا صفحاته أو لم يروا صفحاته السوداء التي اقتحم بها الاستعمار الغربي الأرض العربية وقسمها تحت مبررات أن الشعوب العربية غير مؤهلة لقيادة نفسها، فابتكروا لنا ما يسمى بالإنتداب والوصاية الذي هدف لإعادة تأهيل العرب لقيادة أنفسهم، وفعلاً استطاعوا تأهيل البلدان العربية لأن تبقى خاضعة ومستنزفة لمدة قرن كامل أو أقل قليلاً، ولا زلنا نعيش تحت رحى الطاحونة الإنتدابية الاستعمارية التي فرضت علينا عنوة ودون إرادتنا.
وها هي عقارب الساعة تعود من جديد وأصبحنا بفضل هؤلاء الشراذم أصحاب الجعجعة الفكرية نبارك التدخل الاستعماري بأوطاننا العربية تحت مسمى الحماية والديمقراطية، فيخال لك أن هؤلاء لم يصبهم الدوران العقلي والبلاهة الفكرية، بل أصابهم العمى الوطني وأصبحوا يتخبطوا في مسهم لا حول ولا قوة لهم إلا بالله، ويريدون منا أن نقنع بما هم عليه من جهل وغباء، ونبارك التدخل الاستعماري في ليبيا، فتارة يتهمونا بمساندة القذافي عندما يفلسون في رؤيتهم، وأخرى يتهمونا بإننا مستفيدون من أنظمة الفساد العربية، ويتخبطون هنا وهناك، بل ويدعون الوطنية والثورية وهم منها براء، فكل من يبارك ويوافق على التدخل الاستعماري في أي بقعة عربية هم صوت ناعق لا يدرك شيئاً بالوطنية أو الثورية أو حتى الإسلام الذي يتسلقون عاطفتة.
موقفنا من التدخل الاستعماري لا يعني بأي حال مساندتنا للقذافي أو لنظامة أو لأي نظام عربي مهما كان، فنحن أكثر المتضررين شخصياً ووطنياً من هذه الأنظمة الرثة البالية التي سقطت منذ زمن طويل في الخيانة والرذيلة، ورغم ذلك فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الموافقة أو تبرير تدخل الاستعمار الأمريكي والغربي بشؤون أوطاننا، بل إن أي ثورة تستعين بالشيطان حسب وصف أحد المبررين للتدخل فإنها ثورة شيطانية ممزوجة بروح الشيطان، وعليه فإن ممارستها ستكون شيطانية لا تختلف عن ممارسات النظام القائم، بل ستكون ثورة مُدينة للشيطان برد الجميل، كما هو الحال بالعراق الذي يربض تحت جناح الاستعمار الأمريكي الاحتلالي من باب رد الجميل للولايات المتحدة صاحبة تحرير العراق وتسلق هؤلاء على ظهر الدبابة الأمريكية للحكم في المنطقة الخضراء، أم هو حلال لثوار ليبيا أن يعتلوا ظهور الطائرات الأمريكية الغربية، حرام على غيرهم؟
الحالة العربية هذه وصوت أولئك الشاذون فكرياً منح صك الخيانة والتآمر لعشر أجيال قادمة ستجد في طلب الاحتلال الغربي والأمريكي وسيلة لحل الأزمات سريعاً أي بما يعني أن هذه الأمة ستربض تحت نير التخلف والاستنزاف أجيال وأجيال قادمة باسم التحرر والديمقراطية.
فها هم ثوار ليبيا يزحفون نحو المدن الليبية تحت غطاء الطيران الغربي والأمريكي، فماذا سيكافؤا أمريكا والغرب بعدما يتحقق النصر أو كما يسمى الإنتصار؟

ديمقراطية كريم شانتيه/ هاني محمد صيام

نظر "كريم شانتيه" المجتمع و بعض مثقفيه و نخبته، إسمع يا سيدي:
* لازم تقول لا للتعديلات الدستورية، كده إنت ديموقراطي و عندك وعي سياسي و مثقف، أما لو قلت نعم، يبقى إنت معندكش وعي سياسي و غير مثقف و جاهل و بيضحكوا عليك باسم الدين ... أو متحالف مع قوى الشر الإخوانية السلفية الجهادية الإسلامية الإرهابية المتواطئة مع القوات المسلحة تحت غطاء الهيئة القضائية الفاسدة (و الدليل "أبريل الآخر" و "15 يناير") و كمان خاين لدماء الشهداء، بغض النظر عن وجهة نظرك الشخصية، لازم تسمع كلامنا عشان إحنا بس اللي فاهمين و انت مش فاهم حاجة.
* مش من حق عمر سليمان - من شهر و لا حاجة - يطلع يقول "المصريين غير جاهزين للديموقراطية" ... لا إحنا جاهزين أوي و الشعب على درجة عالية غير مسبوقة من الوعي و مبارك لازم يمشي .. بس خللي بالك أول مبارك ما يمشي لازم نقول إن الشعب معندوش وعي و إحنا محتاجين وقت عشان نجهّز نفسنا للديموقراطية، و إوعى حد يضحك عليك و يقولك "مش ده تناقض؟" لأن دي ليبرالية و سياسة بس انت مش فاهم ... مش قولتلك إن إحنا بس اللي فاهمين.
* لما مبارك يقول "أنا لو مشيت الإخوان هينقضوا على الحكم" لازم كلنا نعترض عليه و نقوله "بطل إستخدام فزاعة الإخوان"، الإخوان مش بعبع، لكن لما نيجي للجد خللي بالك "الإخوان بعبع" و إحنا بس اللي من حقنا نستخدم فزاعة الإخوان عشان إحنا بس اللي فاهمين ما أنت جاهل و بسيط ... و لا انت مش معايا برضه.
* لما النظام السابق يطلع إشاعات "الأجندة" على الثورة لازم نهاجمه و لما يمشي من حقنا نقول الإخوان عندهم أجندات سرية غير معلنة و بيضحكوا علينا.
* لما كنا بنشوف وثائق أمن الدولة المسربة كنا بنقول يا جماعة خللي بالكو دي منها كتير مفبرك، بس دلوقتي أي منشور أو يافطة (مش وثيقة) تطلع تقول الإسلام بيقولك تقول نعم، لازم تقول علطول "بص الإخوان بيعملوا إيه" بيكفروا اللي بيقول لا، و حتى لو طلعوا و نفوا إنهم يكونوا ورا المنشورات دي قول عليهم "دول كدابين".
* دوّر على أي شيخ غِلِط و قال إن يجب على كل مسلم أن يقول نعم و أن من قال لا فهو كافر و إعمل بوست للموضوع ده بس متقولش الشيخ الفلاني قال كده، قول تحالف قوى الشر الإخوانية السلفية الجهادية الإسلامية الشيطانية بيقولوا كذا و كذا. و إياك ثم إياك تجيب سيرة المشايخ المعتدلين و المفكرين الإسلاميين المستقلين اللي بيعرضوا و جهة نظرهم بموضوعية ... اكفي عالخبر ماجور... و طبعا لازم تقول إن الشعب منساق زي البهايم ورا دعايات المشايخ اللي بيقولوا لا تعني الكفر لإن 77% من الشعب جاهل أساساً و معندوش وعي سياسي و اوعى حد يقولك أمال إزاي الشعب كله نزل و عمل ثورة ... ده مش فاهم حاجة ... أصل اللي نزلوا دول مش أغلبية الشعب !!!! أمال هي ثورة شعبية إزاي؟؟؟؟؟
و لو سألك "أيام الثورة المعارضين لها قالوا إن التحرير لا يمثل الشعب دول 2 مليون و إحنا 80 مليون، كان ردنا إن المظاهرات مش في التحرير بس .. دي في كل حتة في مصر في كل المحافظات ... أمال دلوقتي بنقول ليه المظاهرات كانت محدودة على بعض المحافظات دون غيرها" قوله "الموضوع معقد"
* إذا كنت من العمال و الفلاحين فأنت ليس لك مكان في الديموقراطية ... كبيرك تشتغل عندنا، و إذا كنت من الصعيد و الأرياف فأنت سفيه لا تفهم شيئاً و لازم تسمع اللي بنقولك عليه.
* الديموقراطية هي حرية الإختيار من الإختيارات اللي إحنا بس نطرحها قدامك عشان لو حاولت تختار حاجة تانية تبقى انت متطرف أو بتستخدم الدين في السياسة أو مضحوك عليك.
* طبعاً مفيش مانع من بعض النكت المستهزئة بالدين و أحكامه معتمداً على التخويف و التهويل و المبالغة و استهدف بيها الإخوان و اخلط الأمور ببعضها و دخل اللي بدقن مع اللي من غير دقن و كلهم إخوان شريرين و لو حد قالك عيب تستخدم الدين في النكت و تتريق على الإسلام بالشكل ده إعمل الآتي:
قلبة الوش مع زغرة مع تكشيرة مع رفع أحد الحاجبين و بصوت جهوري و كله حزم قوله "إنت بتستخدم الإرهاب الفكري و تكفرني عشان تفرض علي رأيك؟؟!!" و تاني يوم على الفيسبوك و كل وسائل الإعلام "الإخوان يكفرون النكت" و اشتغل بقى يا معلم.
و لو حد منهم طلع و نفى الكلام ده نقول عليه ده كداب و نقول الإخوان وزعوا منشورات و قالوا كده على الموقع بتاعهم بس شالوها تاني.
كده تبقى انت شاب ديموقرطي من الطراز الرفيع.
للأسف أنا زعلان إن أنا ضيعت وقت في كتابة الكلام ده لإن ده وقت وحدة الصف و إعلاء مصلحة الوطن العليا على الأطماع الشخصية و ليس وقت تبادل الإتهامات بهذا الشكل السافر متناسيين حق دم الشهيد علينا.
ميدان التحرير كان بيقول إيد واحدة
ميدان التحرير كان بوتقة صهرت فيها جميع طوائف و تيارات و قوى الشعب
الشهيد ضحى بحياته عشان خاطر إن إحنا ننعم بالحرية و الديموقراطية و أن نكون شعب واحد متحدين و ليس متناحرين
كنا نشتكي و نحذر من الثورة المضادة و الآن نحن من ننفذها بأيدينا ببراعة فاقت أصحابها الأصليين
نريد أن تعود إلينا من جديد روح ميدان التحرير

أما آن لنا أن ننظر لمصر و نبحث جميعاً كيف نتعاون و نتضافر لنبنيها بغير إقصاء لأي أحد و عدم فرض الرأي الشخصي سواء بإستخدام الدين أو بإستخدام التخويف من الدين

حق الشهيد ... نرجع نحط الإيد في الإيد

سقطت الاقنعة وتعرت الوجوه وبانت صفرة ملامحها الكالحة/ محمد الياسين

 شباب العراق يسقطون ورقة الرهان الاخيرة !
أسقط الشعب العراقي ورقة الرهان الاخيرة للكتل السياسية في مجلس النواب بإنتفاضته المباركة ، الورقة التي تباهى بها الساسة و راهن عليها القادة حتى اصبحت ورقة الجوكر والمزايدة والابتزاز فيما بينهم في مفاوضات تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب وتقاسم مصادر العقود الخيالية الاقتصادية والتجارية في الدولة العراقية ، وكل هذا بأصوات الشعب العراقي الذي انتخبهم لوعودهم التي بان كذبها بعد الانتخابات بأيام قلائل حينما قفز الساسة على معاناة وهموم ومآسي المواطن العراقي .

ولإنصاف التظاهرات الحاصلة اليوم في العراق علينا ان لا نختزل أسباب خروجها بدعوات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر ، إذ أن مفاصل الأزمة والمأساة الكارثية وتراكماتها متجذرة في المجتمع العراقي على مدى ثمان سنوات ، معاناة الإنسان العراقي اليومية هي التي دعته للخروج في تظاهرات سلمية طغت على طبيعتها الهموم الأكثر ملامسة لواقع الإنسان العراقي ، كتردي الخدمات ، ظاهرة الفقر والبطالة ، ظاهرة الفساد المالي والإداري المُستشري في كافة مؤسسات الدولة والملف الاكثر سخونة على مدى ثمان سنوات ملف حقوق الانسان بكافة اوجهه وكذلك ملف المهاجرين والمهجرين داخل وخارج العراق وظاهرة المحاصصة والمحسوبية الطائفية والعرقية والسياسية التي تنخر بكافة مؤسسات ودوائر الدولة والى الان يدفع المواطن العراقي ثمناً باهضاً لها .

ونكون أكثر انصاف لو قلنا ان الشعب العراقي وعلى مدى عقود طويلة من الزمن لم يعرف الحقوق ويتمتع بها كباقي شعوب الارض وعرف الواجبات فقط وحينما يخرج العراقيون اليوم في تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوق مشروعة كفلها الدستور لهم يُقمعون ويُقتلون ويُهانون ويُعتقلون من قبل الحكومة العراقية ، فالتظاهرات والاحتجاجات السلمية في كافة دول العالم المتحضر تُعتبر السلاح الحضاري المتقدم للنظام الديمقراطي ، والعراقيون انطلقوا في تظاهراتهم من هذا الاساس على اعتبار ان الدولة العراقية ديمقراطية كما يدعي الساسة والمسؤولين في الحكومة والبرلمان ! ، إلا ان الحكومة بإجراءاتها القمعية إتجاه المتظاهرين أوصلت رسالة معكوسة إلى الشعب العراقي والعالم عن الديمقراطية التي تدعيها فسقوط عشرات الشهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين جراء التظاهرات أثبت عن أن الديمقراطية مغيبة في العراق وملف حقوق الانسان نموذج يؤكد على ذلك .

وفي هذا الصدد نقول ، على القوى والاحزاب والشخصيات والرموز السياسية والدينية سواء من المشاركين والمؤيدين للعملية السياسية أو المعارضين لها ،عليهم ان يتقبلوا حقيقة أن شباب هذا الجيل الذين خرجوا للتظاهر في عموم مدن العراق من الشمال الى الجنوب هم لا ينتمون لا فكراً و لا مشروعاً إلى حقب سياسية حكمت العراق في السابق ولا ينتمون الى الوضع الحالي الإستثنائي المضطرب والغير مستقر ، وجاء خروجهم الى شوارع العراق انطلاقاً من شعورهم بتحمل المسؤولية وضرورة التغيير . فهذه التظاهرات لم تخرج لإحياء أصوات الذين دمروا العراق ، كما ذكر رئيس الوزراء نوري المالكي وانما هي ردة فعل طبيعية لما يعانيه الشعب العراقي ، وهذا الواقع لا يستطيع ان ينكره أحد ، لهذا لا يحق لأي كان أن يحمل شباب هذا الجيل مسؤولية أحداث ومواقف حقب سياسية سابقة لم يواكبها من الأساس ، وكذلك لا يحق لأحد ان يجبر العراقيون على البقاء في حاضرهم المأساوي ، ومما لاشك فيه بأن حركة التغيير بدأت منذ جمعة 25 شباط يوم الغضب وستستمر ولن تتوقف أو تعود لنقطة انطلاقها فالاصرار الشعبي وتحديدا الشبابي في العراق على التغيير كبير جدا وطالما استمر الوضع في العراق على ما هو عليه وتستمر الحكومة العراقية بإجراءاتها القمعية اتجاه المتظاهرين فأن سقوف المطالب الشعبية سترتفع حتى تصل لمرحلة أللاعودة .

سابقة القذافي" الدولية/ نقولا ناصر


في الثاني والعشرين من الشهر الجاري كتب آرون كلاين مقالا تساءل في مستهله عما إذا كان قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بضرب ليبيا دون العودة إلى الكونغرس سوف يضع الولايات المتحدة في طريق تصادم عسكري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في وقت ما في المستقبل، مستشهدا بمقال كتبه فرانك جافني الإبن رئيس مركز السياسة الأمنية الأميركي وحذر في عنوانه من أن "تدخل الأمم المتحدة في ليبيا يمثل سابقة تنذر بالخطر لإسرائيل" لأنه، كما كتب، "مما يثير القلق بصفة خاصة هو أن احتمال ما يمكن أن نسميه بسابقة (معمر) القذافي سوف تستخدم في مستقبل ليس ببعيد لتسويغ والتهديد باستعمال القوات المسلحة الأميركية ضد حليف لأميركا هو إسرائيل".

إن حماية المدنيين، ودعم الديموقراطية، ومنع سلطة حاكمة من قصف الشعب الذي تحكمه واستباحة مدنه بالطائرات والمدفعية الثقيلة هي ثلاث مسوغات سيقت للتدخل العسكري الأميركي – الفرنسي في ليبيا تحت علم الأمم المتحدة، وهي مسوغات تنطبق بدلائل ملموسة وواقعية ومقنعة على دولة الاحتلال الإسرائيلي أكثر مما تنطبق على ليبيا.

فالمدنيون الليبيون تحولوا إلى مليشيات مقاومة شعبية تدربها وتحميها وتقودها قطعات الجيش الليبي التي انحازت إلى شعبها ولا يمكن مقارنتهم بالشعب الفلسطيني وجميعه من المدنيين ولا جيش له ينحاز إليه أو يحميه ومحرم عليه اقتناء حتى سلاح فردي للدفاع عن النفس ناهيك عن التدرب على استعمال أي سلاح.



وقد سارع المجتمع الدولي إلى التدخل العسكري بقرار مجلس الأمن الدولي 1973 لحماية المدنيين الليبيين ومدنهم قبل ان تتمكن منهم آلة الحرب التي يمتلكها حاكمهم خلال شهر واحد من انتفاضتهم عليه من أجل نيل حقوقهم الديموقراطية وحرياتهم العامة في دولة ذات سيادة الحاكم والمحكوم فيها أبناء وطن واحد وهوية واحدة ولغة واحدة.



لكن هذا المجتمع الدولي نفسه ذو المعايير المزدوجة أغمض عيونه عن انتفاضات شعبية لم تتوقف للمدنيين الفلسطينيين ضد قوة أجنبية ذات هوية ولغة مختلفتين اغتصبت الوطن الفلسطيني منذ ما يزيد على ستين عاما ثم احتلت الخمس الباقي منه منذ اكثر من ثلاثين عاما وحولت ذلك الجزء من الشعب الفلسطيني الذي فرضت عليه مواطنتها إلى مواطنين من الدرجة الثانية محاصرين في مناطق عسكرية لا يسمح لهم بالتنقل بينها إلا بتصريح عسكري في نظام فصل عنصري استفادت من تجربته الأولى عليهم كي تطبقه الآن على أشقائهم الذين خضعوا لاحتلالها منذ عام 1967 ليظل كل المدنيين الفلسطينيين الخاضعين لهذا الاحتلال بإمرة "الحاكم العسكري الإسرائيلي" و"إدارته المدنية" التي نقلت بعض صلاحياتها إلى سلطة الحكم الذاتي الإداري لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عام 1993، دون أن يابه المجتمع الدولي بحقهم في تقرير المصير وهو الشرط المسبق لممارسة حقوقهم الديموقراطية وحرياتهم العامة.



وما زال الطيران الحربي والمدفعية والدبابات وغير ذلك من السلاح الثقيل للسلطة الفعلية الحاكمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كقوة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي، ومعظم هذا السلاح من صنع أميركي أو ممول أميركيا، ويستخدم عادة في الحروب بين الجيوش النظامية لكن دولة الاحتلال تستخدمه ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني الأعزل.



وبالرغم من المطالبات الفلسطينية المتكررة بحماية المجتمع الدولي، وكان أحدثها قد صدر عن حكومتي الانقسام الفلسطيني في غزة ورام الله بعد استشهاد أربعة أطفال فلسطينيين يلعبون كرة القدم بقذائف مدفعية الاحتلال خلال الأسبوع الماضي، فإن هذا المجتمع لا يزال أعمى وأصم وأخرس لا ينطق إلا كي "يدين بأقوى العبارات الممكنة" كما قال الرئيس الأميركي أوباما يوم الأربعاء الماضي "الهجوم الإرهابي المروع" كما قال وزير دفاعه روبرت غبتس تعليقا على عبوة ناسفة انفجرت في القدس لم تعلن أي جهة فلسطينية المسؤولية عنها ومع ذلك ربطها أوباما ب"عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة خلال الأيام الأخيرة" دون أن ينبس ببنت شفة تعليقا على استشهاد أكثر من مئة وسبعين فلسطينيا العشرات منهم أطفال بسلاح إرهاب دولة الاحتلال منذ بداية العام الماضي وحتى الآن.



إن تاريخ هذه الازدواجية المستمرة في المعايير الغربية بعامة والأميركية بخاصة تثير الشك في تحذير رئيس مركز السياسة الأمنية الأميركي من احتمال تطبيق "سابقة القذافي" على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتجعل أية آمال قد يعلقها العرب على أي احتمال كهذا مجرد أوهام وتمنيات تتناقض تماما مع واقع العلاقات الأميركية والغربية مع دولة الاحتلال، وتشكك في صدقية المسوغات التي تسوقها عواصم التدخل العسكري الغربي في ليبيا لهذا التدخل.



فواشنطن خصوصا، من سجلها التاريخي ومن واقعها الراهن في المنطقة، لا يمكن أن تكون حامية للمدنيين أو للديموقراطية في ليبيا حتى يأمل ضحايا سياستها الخارجية من المدنيين الفلسطينيين أو العراقيين أو الصوماليين أو الأفغان أو الباكستانيين في أن تصيبها صحوة ضمير مفاجئة كي تطبق "سابقة القذافي" عليهم.



فالنفط ثم تدمير دول المنطقة من أجل أن تقوم الشركات الأميركية والغربية بإعادة إعمارها اللذان حكما سياستها الخارجية طوال القرن العشرين الماضي وحتى الآن هما السببان الرئيسيان لتدخلها في ليبيا وفي اي مكان آخر من الوطن العربي والعالم الإسلامي بغض النظر عن المسوغات التي تسوقها.



وحماية دولة الاحتلال، لا حماية المدنيين، أيا كانوا، وحماية احتلالها المتواصل للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية هو السبب الثالث. إن التدخل العسكري في ليبيا هو "مبادرة أميركية، وسياسة أميركية" ولذلك "سوف ندعمها" لأنها "كما نعتقد سوف تساهم في سلام واستقرار أكبر" للتحالف الأميركي الإسرائيلي في المنطقة كما قال سفير دولة الاحتلال في واشنطن مايكل أورين.



ومن المؤكد أن العدوان العسكري الذي تصعده دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بخاصة سوف يكون اختبارا جديدا يؤكد ازدواجية المعايير الأميركية.



فمن المقرر أن يقوم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو قريبا بزيارة للولايات المتحدة الأميركية، بعد زيارة قصيرة لموسكو في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وقد مهد للزيارتين بتصعيد عسكري ضد المدنيين الفلسطينيين مهددا برد أقسى على ردود أفعالهم الدفاعية على تصعيده، كي يفرض "العنف" كبند أول على جدول أعمال المجتمع الدولي بشأن الصراع العربي – الإسرائيلي بدل إنهاء حصار قطاع غزة، ووقف توسع الاستعمار الاستيطاني المستشري في الضفة الغربية، كأساس لاستئناف التفاوض على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.



ولا يمكن كذلك لأي مراقب موضوعي أن يفصل بين تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبين إعلان قطبي الانقسام الفلسطيني عن استعدادات متسارعة للمصالحة الوطنية وسط مطالبات شعبية متصاعدة بإنجاز هذه المصالحة كضرورة استراتيجية للدفاع ضد الاحتلال ومقاومته.



فنتنياهو قرر مع مجلس وزرائه المصغر الخميس الماضي شن سلسلة عمليات عسكرية في قطاع غزة، وسيلفان شالوم، النائب الأول لنتنياهو، هدد بهجوم واسع على القطاع لإسقاط حكومة حماس، وكان نتنياهو قبل ذلك قد طالب السلطة الفلسطينية في رام الله بالاختيار بين السلام مع دولة الاحتلال وبين المصالحة مع حماس ("كيف لرئيس السلطة – محمود عباس - أن يتحدث عن السلام مع إسرائيل ويحاول في الوقت نفسه أن يتحدث عن مع حركة حماس" كما قال بعد إعلان عباس عن استعداده لزيارة غزة وقد رفض عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. صائب عريقات هذه المقارنة ودعوة نتنياهو المبنية عليها "جملة وتفصيلا" قائلا إن حماس تعد حركة وطنية).



وكل ذلك وغيره لا يترك مجالا للشك في منع المصالحة الفلسطينية كهدف رئيسي للتصعيد العسكري لدولة الاحتلال ويذكر باغتيال الشيخ الشهيد صلاح شحادة عام 2002 بعد أيام من توصل حركة حماس إلى مسودة اتفاق وطني مع القيادي في حركة فتح النائب الأسير مروان البرغوثي عام 2002.



*كاتب عربي من فلسطين

nicolanasser@yahoo.com*


البطريرك الراعي: خير خلف لخير سلف/ الياس بجاني


انعم الروح القدس اليوم على الموارنة المقيمين والمنتشرين في أصقاع الدنيا الأربعة وعلى وطن الأرز المتجذر في التاريخ والقداسة، بطريركا جديداً هو خادم مذبح المسيح ابن بلدة حملايا البار الراهب المكرس بشارة الراعي ليكمل رسالة سلفه غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى.

رسالة سيد بكركي البطريرك الجديد عنوانها الأساس "محبة وشراكة"، ومحتواها وجوهرها الرجاء والسلام والأخوة والتسامح والحقوق والحرية والتعايش واحترام كرامة الإنسان.

فلنصلِ ونتضرع بخشوع من اجل نجاحه في حمل رسالة البشارة التي حملها من قبله بتقوى وشجاعة وتجرد وأمانة كل من ارتضى أن يحمل صليب السيد المسيح ويمشي على خطاه سالكاً طريق الجلجلة متحملاً مثله الألم والعذاب والإهانة.

لم يكن إعطاء مجد لبنان للصرح البطريركي الماروني ولسيده البطريرك عملاً عبثياً، ولا هو جاء من فراغ، بل بتدبير إلهي مشمول بنعم وبركات السماء، فهذا الصرح هو الصخرة البطرسية المتجذرة في أرض لبنان القداسة والشهداء والرسالة التي أشيد على صخورها الإيمانية الصلبة هيكل الكيان اللبناني واستقلاله وحريته وثقافة التعايش وقبول الآخر.

بمسؤولية وجدارة وتقوى حمى الصرح وبطاركته الـ 76 مجد لبنان المسؤولية والأمانة وصانوه بضمير حي وعدل ومساواة واستشهاد وتقوى ومخافة شريعة الله في كل أعمالهم وأقوالهم وعلاقاتهم، ولم يحدوا في يوم من الأيام قيد أنملة عن الثوابت البطرسية اللبنانية والمارونية التي عمادها الصلاة والرجاء والشراكة والمحبة والتسامح والتواضع والعطاء والصلابة والثبات والعناد والحكمة.

نؤمن دون شك بأن الروح القدس هو الذي اختار خادمه الأمين بشارة الراعي ابن بلدة حملايا المتنية التي أعطت الكنيسة الجامعة القديسة رفقا، اختاره ليكون البطريرك 77 في سلسلة البطاركة الموارنة الأبرار. ونؤمن أيضاً بأن غبطة البطريرك الراعي سيكمل مسيرة كل البطاركة الذين سبقوه، وسوف يكون أميناً على الوزنات التي أوكل عليها، كما سيكون راعياً صالحاً لرعيته التي اختير لرعايتها.

إن طقوس تولية البطريرك الراعي اليوم في الصرح البطريركي هي مثال يقتدى به في التواضع والبساطة والزهد والتجرد وعدم عبادة مقتنيات الأرض الفانية، وأيضاً في نعمة الخضوع لمشيئة الله والقبول بها بفرح ورضى كلي، حيث أن صاحب العرش والصولجان والسلطة البطريرك صفير تنازل طوعاً عن كل مسؤولياته وسلمها راضياً ومرضياًً إلى خلفه البطريرك الراعي بعد أن قبّل يده وأعلن الطاعة له مع كل أحبار الكنيسة المارونية، علماً أن القانون الكنسي الماروني يعطيه الحق في البقاء بطريركاً إلى حين مماته.

أما العلامة الفارقة والمميزة والرسالة الحضارية والإيمانية التي تجسدت اليوم خلال حفل التولية في صرح بكركي فكانت في تواجد لافت لكل قيادات وطن الأرز من دينيين وعلمانيين ومسؤولين ومن كافة الطوائف والمذاهب وفي مشاركتهم حفل التولية وحضورهم القداس الإلهي مع أحبار الكنيسة الجامعة وجموع المؤمنين. هذا عمل يُفتخر به وهو لا يحدث في غير لبنان وواجبنا كأصحاب رسالة وأبناء وطن الرسالة أن ننقله بأمانة وعلم وشجاعة إلى دول الجوار التي تفتك في كياناتها ومجتمعاتها العنصرية والكراهية وثقافة الموت.

شكراً للرب على نعمة تولية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي راعياً على الموارنة ومؤتمناً على مجد لبنان وعلى رسالته المقدسة، وشكراً للبطريرك الجليل مار نصرالله بطرس صفير الذي جسد باستقالته الطوعية التواضع والزهد والمحبة والطاعة بأبهى صورها الإيمانية.

مجد لبنان أعطي لبكركي وهي كانت وستبقى أمينة عليه.

مصر فوق الجميع/ رأفت محمد السيد

ما يحدث فى مصر الأن من وقفات إحتجاجيه واعتصامات ومظاهرات وإضرابات عن العمل وأعمال بلطجه وسرقة ونهب بات أمرا غير مقبولا، لاسيما وأن مصر فى هذا الوقت تحتاج إلى تضافر كل الجهود المخلصه التى تعيد إليها إستقرارها وأمنها أولا، إن شعور المواطن بالأمان على نفسه وماله وعرضه هو الهدف والغايه المنشوده فى هذه المرحلة ، ولن تعود مصر إلى سابق عهدها بلد الأمن والامان إلا بعودة الإنتماء الحقيقى المعروف لدى المصريين ، الإنتماء الذى يجعلهم يبكون عندما يستمعون إلى أغنيه تصف مصر وتتحدث عن نيلها العظيم ، ولكن ثقتى فى كل مصرى ليس لها حدود فى تجاوز هذه المحنة الصعبة ، فكم مرت بمصر أزمات ولكنها بفضل الله ومشيئته ثم بفضل تكاتف ابنائها إستطاعت مصر أن تعبر كل نفق مظلم بشجاعة وإقدام يتحدث عنه التاريخ بل ويشهد بعظمة مصر وروعة شعبها ، (ولكن) وحديثى هنا موجه إلى كل المصريين واخص المسلمين والأقباط وأدعوهم إلى الإنتباه جيدا إلى هذه الكلمات بل إلى التفكير فيها بعقل واع وروية قبل فوات الأوان ، إن الذى يقصم ظهر مصر هو التطرف الدينى الذى قد يصل إلى حد الفتنه الطائفية بين قطبى الأمه وهو الوسيلة الجديدة والاداة القوية التى إليها فلول النظام الفاسد حاليا(وقد بداوا بالفعل تحركهم )لإفشال الثورة البيضاء التى راح ضحيتها أبناءنا من شباب مصر مسلمين ومسيحيين ، وأذكربأن طلقات الرصاص التى خرجت من بنادق ومسدسات رجا ل الشرطه منذ أن بدأت الثورة فى 25 ينايرلم تفرق بين مسلم ومسيحى ، فقد إختلطت دمائهم معا فى ميدان الشرف من اجل تحقيق هدف نبيل هو تطهير مصر من هذا النظام الفاسد الذى افسد كل شئ فى حياتنا ، بل بث الكراهية والحقد بيننا ظنا منه أن الفرقه ستحقق له السياده الدائمة مطبقا مبدأ ( فرق تُسد ) وسأبدأ خطابى هنا عن الخطه المحكمه التى لولم نتنبه إليها فسوف تكون هى المعول القوى فى إفساد الثورة ، وقبل الخوض فى الحديث عن هذه الخطه سارجع بكم إلى الوراء لأيام معدودات وتحديدا يوم 19 من الشهر الجارى وهو يوم التصويت على التعديلات الدستورية ، فرغم سعادتنا كمصريين بخروج أعداد كبيره لأول مره لتدلى برأيها الحر فى هذه التعديلات الدستورية إلا أن الدعوة للتصويت نفسها بنعم أو لا لم تكن ناتجه عن رأى حر يمثل إرادة ملايين المصريين وسامحونى على صراحتى فى التعبير عن هذه القضيه بمنتهى الحيادية والشفافية المطلقة ، وأقول إن فلول النظام الفاسد بدأت تتسلل إلى المصريين ( مع عظيم تقديرى لهم ) مستغلين النسبة الكبيره من الاميين والتى هى نتاج العهد البائد ايضا ومن تأليفه وإخراجه وإيهامهم بأمور ألهبت نفوسهم من الداخل وهى الدين ، فقد توجهوا إلى الاخوة المسيحيين وصوروا لهم أن (لا) هى الخلاص لهم فهى التى ستحقق أمالهم فى تغييركل بنود الدستور تغييرا شاملا بما فى ذلك وأهمها
( المادة الثانية من الدستور ) هذه الماده التى جعلوا منها نقطة الإنطلاق لتحقيق أهدافهم القذره فى الوقيعه بين قطبى الامه ، هذه المادة التى تنص على أن (الإسلام هو دين الدولة ، واللغة العربية هى لغتها الرسمية ،ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ) وعلى الجانب الأخر تمكنوا من إقناع نسبة كبيرة من المسلمين بأن المسيحيين جميعهم سيصوتون بلا بهدف إلغاء المادة الثانية من الدستوروالخاص بالشريعة الإسلامية ، الأمر الذى أثار حفيظة المسلمين حتى الذين كانوا يجدون ان تحقيق المصلحة العامه للبلاد هى فى التصويت بلا ، توجهوا إلى صناديق الإقتراع وقالوا نعم ، ولولا أن هناك من الحب مايجمع بين قطبى الامة لكانت هناك كارثة يمكن ان تحدث من الشحن الزائد من الجانبين الكنسى والإخوان ، والسؤال الذى اطرحه هو بمثابة جرس إنذار للجانبين ، وأبدأ بالأخوة المسيحيين فى أن كثرة الحديث عن المادة الثانية لاسيما فى هذه الفترة الحرجه سيكون له اثار سلبيه حقيقية فى إحداث شرخ فى العلاقة الحميمية بين المسلمين والمسيحيين وهو مالانتمناه فدائما مانقول
( الدين لله والوطن للجميع ) وبمنتهى العقلانيه والمنطقية فإن إلغاء هذه المادة أو القبول بتعديلها بأى حال من الاحوال أمر مستحيل ، فهى بالنسبة للمسلمين خط احمرأو منطقة محذورة لاسيما وأنها تمثل الاغلبيه للشعب المصري ولا يجوز قمع حريه الاغلبيه لصالح حرية الاقليه وخاصه ان الاسلام هو دين الاغلبيه وايضا الماده التانيه هى ماده فى كامنها تدعو للعداله والمساواه والاخاء والديمقراطيه المشروعه فى ظل سماحه وعداله المبادى الاسلاميه فالمجال هنا مفتوح لتفعيلها وليس تعديلها أو إلغائها ) لابد أن يعى الجميع أن مجرد الحديث فى تعديل أو إلغاء للمادة الثانية ماهو إلا مخطط لإحداث أزمة بين قطبى الأمة وبدلا من الدخول فى مهاترات وأمور قد تنال من إستقرار الأمة ليكن الحديث عن إضافة مادة جديدة تضمن للمسيحيين كافة حقوق المواطنة وتحقق لهم عيشا كريما بقوة الدستور وإن كنت أرى أن قوة العلاقات الإنسانية التى نعرفها على مر العصور بين المسلم والمسيحى هى أقوى من كلمات تكتب على الأوراق ، فالأوراق ليست لها قلب ولا عواطف ولاتعرف معنى المودة التى تحدث عنها القران الكريم فى قوله تعالى وهو يوصى المسلم على المسيحى بالنص القرأنى الصريح فى سورة المائدة بسم الله الرحمن الرحيم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) إنتبهوا أيها السادة مسلمين ومسيحيين ، استحلفكم بالله جميعا مسلم ومسيحى ألا يغرربكم ، استحلفكم بالله أن تجلسوا وتفكروا فى العواقب الوخيمة التى يمكن أن تنتج من دعاة الفتنه مستغلين بعض المتطرفين من هنا وهناك – لابد وأن نحكم العقل فالمسلمون لن يقبلوا باى حال من الاحوال أن تتحول مصر الإسلامية التي افتتحها عمرو بن العاص والزبير بن العوام وعبادة بن الصامت وكل هؤلاء الأخيار عن دينها الرسمى دين الأغلبية ولن يسمحوا بإلغاء المادة الثانية او تعديلها ولو كان كلفهم ذلك حياتهم – لذلك فلينتبه الأخوة المسيحيين إلى إن هناك من يدفعونهم من فلول النظام الفاسد بشعارات بالية بأن مصر قبطية وستعود إلى الأقباط ويكون ذلك من خلال الحديث عن امر يخص المسلمون وحدهم وهو المادة الثانية من الدستور ومحاولة إلغائها أو تعديلها ، ولكن مطالبة الأخوة الأقباط بحقوقهم المشروعة فى الحياة الكريمة وحق المواطنه هو أمر لابد وان يكفله الدستور لتحقيق العدالة الإجتماعية ولكن بعيدا عن أى أمر يتعلق بشئون المسلمين لأن من هنا تأتى الفتنه أرجوكم جميعا مسلمين واقباط إنتبهوا وأخمدوا الفتنة فى مهدها فما يهمنا هو أن نعيش جميعا يجمعنا وطن واحد كما نحن ونترفع عن كل مايعكر صفو العلاقة بيننا لأننافى النهاية كلنا مصريون مسلم او مسيحى وليكن شعارنا أن مصر هى الاهم فمصر فوق الجميع.

ضوابط الموقف الأميركي الراهن/ صبحي غندور

بدأت تتّضح، إلى حدٍّ ما، ضوابط الموقف الأميركي ممّا حدث ويحدث في المنطقة العربية من انتفاضاتٍ شعبية ومتغيّراتٍ سياسية. فبعد تأرجحٍ بين هبوطٍ وصعود في تأييد واشنطن لحركات التغيير والإصلاح العربية رست سفن الموقف الأميركي على شواطئ عربية متعدّدة. فحجم المصالح الأميركية الكبيرة في المنطقة واختلاف ظروف بلدانها يجعل أي إدارة أميركية تتعامل مع هذه المنطقة بمفهوم "الأسطول" وليس "السفينة الواحدة"، أي وحدة القائد والهدف لهذا "الأسطول" لكن مع تعدّدية "السفن" وجهات الاستخدام تبعاً لظروف الشواطئ التي سترسو فيها.

فالموقف الأميركي من ثورة تونس أولاً اختلف عنه آخراً بعد نجاح الثورة، فتحوَّل الصمت الأميركي الذي ساد في الأسابيع الأولى من ثورة تونس إلى تقديمها نموذجاً للثورات العربية الأخرى الممكنة في المنطقة، بحسب رأي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير فيلتمان خلال زيارته لتونس بعد سقوط نظام بن علي.

ثم حدثت ثورة مصر، فوجدنا حماساً أميركياً لها ولهدفها الآني بإسقاط شخص الحاكم وبضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، لكن كان واضحاً أيضاً رغبة واشنطن بأن يتوقّف التغيير المصري عند حدود أشخاص الحاكمين لا بحدوث تغييرٍ شامل للنظام السياسي، وحتماً لا بالسياسة الخارجية للنظام السابق.

ثم توالت الانتفاضات العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، فبدأت التباينات تظهر في المواقف الأميركية وباختلاف سقف تصريحات "البيت الأبيض" عمّا كان عليه خلال ثورة مصر.

وربّما يمكن وضع الموقف الأميركي من حركات الشارع العربي الآن في فئاتٍ عدة: الأولى، ونموذجها ما حدث في تونس ومصر من حيث دعم واشنطن لتغيير حاكمين وإصلاحات داخلية لكن بما لا يؤثّر على السياسات الخارجية السابقة. ويدخل اليمن رغم اختلاف ظروفه عن تونس ومصر في هذه الفئة الأولى، لكنّ واشنطن لا تمانع بالمساهمة في إنضاج ظروف التغيير هناك لتصل إلى مرحلةٍ تتأكّد فيها من ضمانات العلاقة مع بديل الحكم الحالي، ومن استمرار صيغ التعاون السياسي والأمني القائمة حالياً بين واشنطن وصنعاء. ويبقى طبعاً مصير الكيان السياسي لليمن غامضاً في ظلّ دعوات انفصال الجنوب اليمني واللامركزية السياسية والأمنية السائدة في مناطق الحوثيين بالشمال، حيث قد ترحّب واشنطن بقيام نظام سياسي فيدرالي جديد في اليمن يحكم أجزاءه الثلاثة اعتماداً على الصيغة الفيدرالية التي دعمتها في النظام العراقي الجديد.

الفئة الثانية، وهي التي تشهدها بلدان ذات أنظمة ملكية كحال ما يحدث في المغرب والأردن والبحرين وسلطنة عُمان، حيث كان الموقف الأميركي واضحاً في عدم تأييد أي مطلب بتغيير أنظمة الحكم (ولا طبعاً في السياسات الخارجية) لكن مع الدعوة المتكرّرة لإجراء إصلاحات في هذه الأنظمة ولضمان الحريات السياسية العامّة، ومن ضمنها حقّ التظاهر السلمي في هذه البلدان. وقد تجاوب الأردن والمغرب وعُمان إلى حدٍّ ما مع هذا الموقف الأميركي لكن حكومة البحرين خرجت لاحقاً عن هذا التجاوب مع المطلب الأميركي واستعانت بقواتٍ خليجية لقمع المظاهرات الشعبية المحقّة.

أمَّا الفئة الثالثة في المواقف الأميركية، فنراها تحدث الآن مع ليبيا حيث جرى تدويل الثورة الليبية بعدما استخدم حكم العقيد القذافي كلّ ما لديه من أنواع الأسلحة لقمع الثورة وقتل الثوار. فانتقلت القضية الليبية من قضيةٍ وطنية وعربية إلى أزمةٍ دولية يتمّ التعامل الآن معها بمرجعية "مجلس الأمن" وباستخدام القوة العسكرية المتعدّدة الجنسيات. وهنا يقع وجه الملامة كلّه على حكم القذافي الذي هدّد شعبه بالإبادة وبملاحقة الثوار وقتلهم "بيت بيت ودار دار". لكن جامعة الدول العربية أيضاً تتحمّل مسؤولية عدم التحرّك سريعاً لإنقاذ ليبيا وشعبها قبل حصول التدويل.

وهاهي ليبيا الآن تدخل في خانة "المستقبل المجهول" بعد عنف إجرامي من حكم القذافي ضدّ المواطنيين المدنيين جرى الردّ عليه من قبل الانتفاضة الشعبية الليبية السلمية بالتحوّل إلى ثورة مسلحة ثمّ الآن بضربات جوية وبحرية متعدّدة الجنسيات!.

لقد كان قرار مجلس الأمن قوّة دعمٍ للثوار الليبيين ولكن ليس لأهداف الثورة الليبية، كان عسكرياً لصالحهم لكن ليس سياسياً. فالعالم كله يثق بالثورة الليبية ويتعاطف مع حاجتها للدعم وللحماية من جبروت حكم القذافي وآلته العسكرية المدمّرة، ويتفهّم أيضاً تمييز قادة الثورة بين القبول بمنطقة الحظر الجوي وبين رفضهم لوجود قوات أجنبية على الأرض الليبية، لكن لن يضمن الآن ذلك كلّه مستقبل ليبيا ووحدتها وسيادتها بعدما أصبحت مرجعيتها دولية ومرتبطة بمصالح الدول الكبرى وغاياتها الخاصة.

حبّذا لو بادرت المعارضة الليبية إلى المطالبة العلنية والقوية بتدخّل عسكري عربي أساسه القوات المصرية لحسم الأمور لصالح ليبيا الثورة والثوار معاً. وحدوث هذا الأمر ما زال ممكناً باعتبار أنّ قرار مجلس الأمن لا يشير إلى تغيير النظام ولا إلى وجود قوات أجنبية على الأرض الليبية، إذ ما الذي سيحصل لو اكتفى القذافي بالحكم على جزءٍ من ليبيا وأوقف هجماته والتزم بقرار مجلس الأمن؟ فليس بالقرار عقوبات عسكرية على حكم القذافي إن فعل ذلك، وسيكون بإمكانه تصدير النفط لبعض الدول والتعايش مع العقوبات السياسية والاقتصادية كما فعل في حقبة ماضية!. ثمّ لِمَ لم يعترف القرار الدولي أو الدول الموافقة عليه بالمجلس الوطني الليبي المؤقت كممثل شرعي الآن للشعب الليبي، ولِمَ ترك بعض الأبواب والنوافذ مفتوحة أمام الاتصالات مع حكم القذافي؟!. فنصوص قرار مجلس الأمن رقم 1973 تخدم من يريدون إسقاط حكم القذافي كما تخدم من يريدون الحفاظ عليه. وهناك ضوابط للموقف الأميركي حتّى لو أرادت واشنطن إسقاط القذافي الآن وليس غداً. فإدارة أوباما تدرك الرفض الشعبي الأميركي لأي تورّط عسكري جديد في الشرق الأوسط، وتدرك أيضاً معنى ما قاله وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمام الكونغرس عن "ضرورة أن يفحص أي وزير دفاع أميركي عقله ورأسه قبل الموافقة على حرب جديدة في المنطقة"، كما تأخذ إدارة أوباما المواقف الروسية والصينية والهندية والبرازلية بعين الاعتبار، فهذه دول تحتاجها واشنطن سياسياً وأمنياً واقتصادياً في قضايا وأزمات تفوق أهميتها القضية الليبية.

إنّ الإدارة الأميركية لن تتجاوز الآن في تصعيدها العسكري ضدّ حكم القذافي ما قامت به من ضرباتٍ بحرية وجوية، ولن تمارس ذلك أصلاً لفترة طويلة من الزمن كما فعلت في العراق وفي يوغوسلافيا. فإدارة أوباما تراهن على تحقيق النتائج السياسية لهذا التصعيد خلال وقتٍ سريع وعلى تجيير أمور الضربات العسكرية في حال الاضطرار لاستمرارها إلى الحلفاء الأوروبيين مع استمرار الموقف السياسي الأميركي المطالب برحيل القذافي. فهذه الإدارة انتخبها الأميركيون لوقف حروب لا لإضافة حربٍ جديدة، ولا توجد حالياً مصلحة لهذه الإدارة بإظهار الأزمة وكأنّها بين واشنطن وحكم القذافي أو بين أميركا وبلدٍ عربيٍّ آخر.

والله أعلم.