** جميعنا نتذكر الإسكتش الرائع للراحل "الضيف أحمد ، وجورج سيدهم" ، والقدير المتواصل "سمير غانم" ، عن الكورة الذى يقول "شاول ألدوا جابوا شاهين .. شالوا شاهين جابوا عبد الصمد .. شالوا عبد الصمد جابوا عباس .. ألدوا قال مانتوش لاعبين .. شد الشبكة وفيها شاهين" ..
** إذا طبقنا هذا الإسكتش على الوضع الحالى ، مع الإحتفاظ بالألقاب ، والأدوار ، وفكرة التشبيه .. سنجد أن الحزب الوطنى الحاكم .. لا قدر الله ، حل مكانه جماعة محظورة ، بل ظلت محظورة حتى لحظة كتابة هذه السطور ، وذلك بالقرار الجمهورى الذى صدر من الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" فى عام 1954 ، وظل معمول به حتى اليوم ، طبعا جميعنا نتذكر من هم الجماعة المحظورة ..
** يعنى كدة بالبلدى .. شالوا المهندس "أحمد عز" – أمين عام الحزب الوطنى السابق - ، وحطوا مكانه د. "محمد بديع" – المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين .. نعم ، شالوا "عز" .. جابوا "بديع" .. فهل الشعب المصرى كان راضيا عن عز .. بالقطع الإجابة ستكون بالنفى .. فقد أغرق البلد فى فساد لا حصر له ، هذا بجانب تحكمه فى سوق الحديد المسلح .. تارة بتعطيش السوق ، فتشتعل الأسعار ، فنجد أن سعر طن الحديد المسلح إرتفع بصورة كبيرة ، ولا يستطيع أحد أن يشتكى أو حتى يتجرأ على محاسبة إمبراطورية "عز" عن هذا الإنفلات فى الأسعار ، وبالقطع كانت النتيجة إرتفاع أسعار المبانى ، وضياع أمال الشباب المصرى فى الحصول على شقة مناسبة حتى يتمكن من إختيار شريكة حياته ... وحلا لهذه المشكلة قامت الدولة ببناء المساكن الشعبية ، فى أماكن عشوائية متطرفة خارج كردون الأمن ، فتحولت هذه المساكن إلى أماكن لإيواء البلطجية ، والمأجورين ، والخارجين على القانون ، والهاربين من الأحكام .. فكان ذلك مساعدا على إنتشار البلطجية ، وأولاد الشوارع ، وإنتشار الدعارة .. بعد تعدد هروب بعض الفتيات من أسرهم ، ليسقطوا فى براثن الذئاب الضالة ، ويتحولوا إلى صيد سهل ، يتم إستغلالهم فى أعمال منافية للأداب ، وتجارة الرقيق ...
** فهل كان ممكن لشاب متعلم يبحث عن حياة أمنة أن يتعايش هو وزوجته التى إختارها لتكون شريكة رحلة الكفاح ، أن يكون أحد سكان هذه الأماكن .. بالقطع ستكون الإجابة بالنفى ، وغير مقبول .. علاوة على ذلك فهى تضم معظم سكان العشوائيات الذين أزيلت عششهم من قبل الدولة ، بعد أن تحولت إلى بؤر للإرهاب ، والمخدرات ، فتصدر الدولة قرارا بهدم هذه العشش والقبض على بعض المسجلين .. لكى تبدأ الإعتصامات للمطالبة بأماكن بديلة للإقامة ..
** نعم ، هناك مدن عديدة قد تم إفتتاحها ، ولكنها للأسف لم تكن سوى بعض الأبنية ، دون وجود أى نوع من الخدمات .. لا أمن ، ولا أمان ، ولا قسم شرطة ، ولا مدارس ، ولا محلات يتم من خلالها بيع السلع .. بل لم تكن سوى حجرتين ودورة مياه ، يغلقهم صاحبها ليكون معزولا عن العالم ، ويظل فى حالة رعب من الهجامة واللصوص والبلطجية .. هذا عن المساكن الشعبية ، والبلوكات ، بالإضافة إلى تدنى المرافق التى توضع فى هذه المساكن ، وما تسببه من تسرب المياة والصرف الصحى لتصبح هذه الأماكن بؤر لنمو الحشرات وإنتشار الأمراض ..
** هذه هى المدن الجديدة التى كانت الدولة تتفاخر بمد الطرق إليها .. وفى الحقيقة هى لم تكن سوى سراب ووهم ، وأماكن لا تصلح لإقامة الحيوانات وليس الإنسان .. هذه الأزمة التى ساعدت فيها الدولة ، وأمين الحزب الوطنى ، المهندس "أحمد عز" ، والتى بدأت من سيخ الحديد حتى شكارة الأسمنت ..
** وبعد إحالة "أحمد عز" إلى المحاكمة ، وحل الحزب الوطنى ، ومحاكمة الرئيس السابق .. ماذا حدث منذ عام كامل .. أعتقد كذلك أن الإجابة ستكون ليس مبشرة .. بل زادت الأمور سوءا .. الإقتصاد المهمش ينهار ليتلاشى .. الأمن بعد أن إفتقدناه فى الأماكن البعيدة والعشوائية ، صار فى قلب القاهرة ، فها نحن نسمع وبكل فخر عن المعارك المشتعلة يوميا بين بعض المعتصمين والبلطجية فى ميدان التحرير ، ولم نعد نعرف من هم البلطجية ، ومن هم المعتصمون .. وكل يوم نسمع وبكل فخر عن خيام تعاطى المخدرات ، وممارسة الجنس ، ليس فى الأماكن المتطرفة أو العشوائية ، وإنما فى قلب القاهرة ، وفى أكبر ميادينها ، وهو ميدان "التحرير" .. فما بالكم بالأماكن العديدة ، والمنتشرة فى مصر .. وزادت سرقات السيارات والتى مازال يتم تهريبها جميعها إلى غزة عبر الأنفاق .. وطبعا لأنهم أشقاء ، ولا فرق بين سوق المطرية ، وسوق غزة ، فالمصلحة واحدة ، وربنا يخلى الأنفاق التى بلغت إتساعها لأن تسمح بمرور أتوبيسات النقل وليس السيارات المسروقة فحسب .. وليحيا القضاء الإدارى المصرى ، الذى أوقف بناء الجدار العازل تقديرا لمنظمة حماس ؟؟!!!!!!! ..
** نعم .. شالوا "عز" ، وجابوا "بديع" .. شالوا أمين لجنة السياسات والحزب الوطنى الحاكم ، لنفاجئ بالسيد "بديع" المرشد العام للإخوان الحاكمين ، ليكون هدفهم ليس برفع سعر طن الحديد ، ولا طن الأسمنت ، ولكن لإقامة دولة الخلافة والولاية والعودة بمصر إلى عصور الجاهلية ، ليكون شعارا "لا للأثار .. لا للإقتصاد المصرى .. لا للسياحة .. لا للبناء.. لا للديمقراطية .. لا للوطن .. ولتذهب مصر إلى الجحيم" .. أما عن الإقتصاد فيتم هدمه بغلق جميع البنوك ، وأن تتم التعاملات عن طريق شركات النصب والنهب والسرقة والمضاربة فى الأسواق .. و"ياصابت .. يا إثنين عور .. وطبعا هى عور علطول" .. ولا يحق للمودع المطالبة بأمواله ، فقد قبل مبدأ المضاربة ، وهى "المكسب الحلال ، والخسارة الحلال" .. وسوف تنتشر أكياس البلح ، مثل التى حصل عليها الفنان الرائع "عادل إمام" فى فيلم "كراكون فى الشارع" ، من الشيخ الفاضل "الحاج ناجى" .. هذه الأكياس وهى بلح البركة ، سيتم توزيعها على المستثمرين الجدد فى حالة ضياع أموالهم ، وهى تعتبر ثروة مباركة طائلة ، ستتم مباركتها من قبل الملالى فضيلة الشيخ "أوباما" ، والشيخة "كلينتون" ، وسيتم تسجيل هذه الحبات فى مجموعة جينس العالمية ..
** ولن يحتاج الشباب إلى مساكن شعبية ، أو مدن جديدة ، بعد الحصول على حبات البركة ، كما سيعلن أنه تم بحمد الله إفتتاح ميدان "التحرير" ، وجعله رمزا لحل مشكلة الإسكان والزواج الجماعى ، دون أى تكلفة .. والبركة فى دورات المياة الموجودة فى مسجد الشيخ "عمر مكرم" ، وشيخ الثورة .. الرجل الوقور "مظهر شاهين" .. ويبدو أن الجماعة المحظورة الجديدة ، ستطالب بتعميم فكرة خيام التحرير على كل الميادين .. وهناك إقتراح أخر بتحويل منطقة الهرم بعد مطاردة "أبو الهول" ، أو إيداعه بسجن طرة هو ومجموعة المعتوهين من أجدادنا قدماء المصريين ، ثم هدم الهرم ، ومحاولة إستخدام الحجارة فى بناء مساكن فاخرة ، لبعض قادة التنظيمات الثورية الجديدة التى بلغت أكثر من 1000 تنظيم ثورى .. كما إقترح البعض منهم إستخدام كسر الحجارة المتبقية من هدم الهرم ، فى رشق الشرطة والجيش ، وذلك ترشيدا لإستخدام كسر الرخام ..
** أما عن المنتجعات السياحية ، فيقترح بعض جماعة الإخوان والسلفيين بعد إلغاء السياحة وحظر مرور السائح عبر الأراضى المصرستانية ، حتى لو عبور مفاجئ بالطيران المدنى .. أن تتحول هذه القرى إلى أماكن لبعض التنظيمات الجهادية ، حتى لا يكون هناك خلاف ، فقرر البعض إعطاء شرم الشيخ لجماعة "حماس" ، ونقل مقر جريدة "المصرى اليوم" ، بعد إختيار محررين جدد تحت ولاية الشيخ "مجدى الجلاد" ، والكاتب الإسلامى "حسن نافعة" .. هذا بجانب المطالبة بضم بعض الكتاب الحمساويين ..
** أما عن منتجع طابا ، فينصح أهل الخبرة ، بإعطائه لمنظمة "فتح" ، وإعطاء ذهب للحزب الإسلامى الجديد للمطالبة بالخلافة للحاكم .. وسوف تنظم بعض الرحلات من أفغانستان ، والصومال ، وكابول ، وطورا بورا ، والسودان لزيارة هذه الأماكن الهامة ، كما سيتم منح تنظيم القاعدة منطقة سيناء ، وذلك حفظا على أمن وسلامة مصرستان من أى هجوم بربرى تتعرض له الحدود ..
** هذه هى صورة ربما تكون معبرة عن فساد الحكم السابق الذى عانينا منه جميعا .. أما الكارثة القادمة التى يبدو أن الجميع يعيش فى غيبوبة ، إما عن جهل ، وهذه مصيبة .. أو عن عمد وعن معرفة لإتمام سيناريو الهدم ، فهذه مصيبة أكبر ...
** هذه هى رؤيتى للأوضاع القادمة ، فهل يخرج الشعب المصرى الأصيل .. شعب حضارة ألاف السنين ، ليقول "لا للمهندس أحمد عز .. ولا للمرشد "محمد بديع" .. هل نأمل فى ذلك ...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق