وجهة نظر.. "مرسى" لن يرحل إلا بأوامر أمريكية/ مجدي نجيب وهبة

** والسؤال الثانى .. لماذا خرج علينا "مرسى العياط" فى حوار على الهواء مباشرة مساء الخميس 29 نوفمبر 2012 فى التليفزيون المصرى .. رغم إشتعال الشارع المصرى والإحتجاجات التى طالت كل المحافظات وحرق مقرات الإخوان .. وأدلى بتصريحات هو يعلم قبل غيره إنها كاذبة وملفقة وغير صحيحة .. وقبل هذا الحوار بيوم ، الأربعاء 28 نوفمبر 2012 .. أجرى حوار مع مجلة "تايم" الأمريكية ، ونشرته ، وقال مرسى أن "أغلبية إستطلاعات الرأى الأخيرة أظهرت أن 80% أو 90% من الشعب يؤيدون قراراتى الأخيرة ، وما أراه الأن هو أن المصريين أحرار .. ويرفعون أصواتهم عندما يعارضون الرئيس .. وعندما يعارضون ما يجرى .. وهذا حقهم .. لكنها مسئوليتى وأنا أرى الأشياء أفضل مما يرون" .. وهذه هى نفس التصريحات التى أدلى بها أمام التليفزيون المصرى حتى إنه لم يسمع الأسئلة .. وظل يردد ما حفظه أمام كاميرات التليفزيون .. وقال أن "قراراته الأخيرة جاءت لصالح الشعب .. وأنه رئيس منتخب ، ومسئوليته الحفاظ على سفينة الوطن خلال تلك الفترة الإنتقاليه .. وهذا ليس سهلا" .. وأضاف "المصريون عازمون على المضى قدما فى مسار الحرية والديمقراطية .. وهذا ما أراه" .. وقال "لا نتوقع أن تسير الأمور بسلاسة ولكن لدينا ما يكفى من الصبر" ..
** هذا جزء من حوار الرئيس الذى شاهده معظم الشعب المصرى ليخرج ببعض النتائج الهامة .. أن الرئيس المصرى يعى جيدا موجة الغضب الشعبية التى تجتاح مصر ، ويعرف أن ما يحدث ثورة جديدة ، لكنه يكابر ويكذب ويكذب ، ويضلل البسطاء ويستمر فى عناده ، ولا يريد أن يشاهد الحقيقة .. وأن الإستطلاعات الفيس بوكية التى تنشرها له مواقع مثل الجزيرة و العربية ، أو مواقع مشبوهة تنتمى للتيار الإسلامى هى أكبر أكذوبة يعلمها مرسى العياط ، وتعلمها أمريكا ، ويعلمها جماعة الإخوان المسلمين .. والدليل الأحداث التى جرت يوم الثلاثاء 27 نوفمبر ، والتى جرت يوم الجمعة 30 نوفمبر 2012 .. ورأى العالم كله الحشود التى خرجت من كل الميادين وكل الشوارع والمحافظات والمدن .. وأغلقت كل مقرات جماعة الإخوان المسلمين .. وتم الإعتداء على بعضها .. كما تم الإعتداء على "محمد البلتاجى" .. وطردوه بالأمس من ميدان التحرير مثل اللصوص بزفة إسكندرانية حتى ركب سيارته المرسيدس البيضاء التى كانت تنتظره بجوار "جروبى" بشارع قصر النيل .. وما رأيناه من مشادات بين المصلين وخطباء المساجد بالأمس ، وخطيب الجمعة فى مسجد "حسن الشربتلى" فى التجمع الخامس .. حيث أدى "مرسى" الصلاة هناك .. وإتهم المصلين إمام المسجد بـ "نفاق" رئيس الجمهورية .. ورددوا "يامنافق .. حسبى الله ونعم الوكيل" .. وإضطر الإمام إلى إنهاء الخطبة .. بل أن الأوامر صدرت لكل خطباء المساجد بتدعيم الرئيس فى قراراته ، وتلميع الدستور وتأييده وهو ما رفضه الشيخ "حسن محمد عبد البصير" إمام مسجد سيدى جابر بالأسكندرية ، وقدم إستقالته من فوق المنبر بسبب عدم إستطاعته أن يكذب أو يدلس على الشعب المصرى ، ورفض أن يتم إبتزازه أو تزوير إرادته ..
** هذا ما دار بالأمس .. ومعه الكثير .. ولكن مرسى العياط يستهزئ بالشعب ، ويستخف بعقول الثوار ، ويدعى بالكذب أن 90% يؤيدون قراراته .. فمن هى الجهة التى تعطى له كل هذه الثقة أن يتحدى شعب بأكمله .. فبالتأكيد هناك جهتين ..
الجهة الأولى .. هى الدعم الأمريكى والأوامر التى تصدرها الإدارة الأمريكية إلى "مرسى العياط" عن طريق الإتصالات الهاتفية المباشرة .. أو عن طريق السفيرة الأمريكية فى مصر .. لتنفيذ كل ما يورد بها ..
** وفى النهاية هو يصر على تكتيف الشعب بالإعلان الدستورى الذى لا يمكن أن يصدره أى طاغية فى العالم .. ولكن الكارثة أن يصدره رئيس دولة ، يقول إنها منتخب بإرادة شعبيه وأتيت بالديمقراطية وبإنتخابات حرة نزيهة  ، وبالطبع "هذا ليس حقيقة" .. ولا يأبه بتعليق كل المحاكم نظر القضايا ، حتى يسحب هذا الإعلان ، ولا يأبه بإعتصام قضاة مصر .. بل والفجور والوقاحة أن الشعب كله يخرج للمطالبة برحيله فى الوقت الذى يخرج علينا بتصريح أن الشعب المصرى كله يؤيد قراراته .. وإنه لن يتراجع عن الإعلان الدستورى وأنه الوحيد الفاهم ، وأن كل المعارضين من بقايا النظام السابق ، وأنه الوحيد صاحب القرار ... وإنه سيتم إلغاء الإعلان الدستورى عقب الموافقة على الدستور الإخوانى الذى يفرضه على الشعب المصرى بالبلطجة ، وبالفتونة فى صورة لم يسبق لها مثيل فى مصر ..
** فما هو تفسير ذلك .. التفسير هو أن مصر أصبحت مستعمرة أمريكية ، ودولة بلا سيادة حرة فى إتخاذ قراراتها .. وإنها تنفذ التعليمات الأمريكية ، وهنا ننبه أن هناك جزء كبير من الذين يطلقون على أنفسهم ثوار ، ويقفون ضد الإخوان هم فى الحقيقة جزء من المخطط الأمريكي لإجهاض الثوار الحقيقيين فى التحرير وفى كل الميادين .. فهؤلاء يتلقون دعمهم المباشر من أمريكا ، للقيام بهذا الدور .. وهذا هو الدور المرسوم للرئيس "محمد مرسى العياط" وهو ما يفسر وجود إعلامى أو بالأدق بلياتشو زرعته أمريكا .. والصهيونية العالمية وسط الإعلام المصرى والقنوات الفضائية يدعى "باسم يوسف" الذى لم نسمع عنه من قبل ، فإذا تأملت ملامحه تجدها أقرب إلى الوجوه الصهيونية ، تقوم مهمته على التجريج والسخرية من كل إعلامى ، رأت أمريكا بأنه أصبح له كاريزما جماهيرية .. فبدأ برنامجه من خلال قناة "أون تى فى" ، وظل يسخر من الإعلامى "توفيق عكاشة" ويستغل بعض نقاط ضعفه فى الحوار .. حتى وصلت سخريته إلى أعداد غفيرة من الشعب من طريقة توفيق عكاشة فى الأداء .. ثم بعد أداء دوره وتوقف عكاشه .. تم زرعه فى قناة "سى بى سى" ، وبدأ السخرية من الإعلامى "عماد الدين أديب" ، والإعلامية "لميس الحديدى" ، مما إضطرت "لميس الحديدى" إلى تهديده بعدم الظهور على الشاشة الصغيرة فى قناة "سى بى سى" .. كما فعل نفس الشئ الإعلامى "عماد الدين أديب" .. وهدد باللجوء إلى المحاكم لوقف هذه المهزلة ..
** وبالأمس .. عندما إعتذر الإعلامى "خيرى رمضان" عن بث حلقة "باسم يوسف" وبرنامجه .. تعرض "خيرى رمضان" لهجوم أنصار هذا البلياتشو على مواقع الفيس بوك .. وبالطبع هم جميعا من جماعة وميليشيات الإخوان الذين زرعهم "خيرت الشاطر" على كل المواقع الإلكترونية للتجريح والسخرية من كل الكتاب الوطنيين الذين يدافعون عن الوطن ، ويكشفون مؤامرات الإخوان وأمريكا .. بل أن البلياتشو "باسم يوسف" كتب على حسابه الخاص فى تويتر محرضا على القناة "تحبوا تقولوا إيه لأعظم قناة فى مصر ، راعية الديمقراطية وحرية التعبير فى العالم" ..
** هكذا هذا البلياتشو يتحدث عن حرية التعبير والديمقراطية ولا يتحدث عن سر زيارته الأخيرة لأمريكا فى أوائل العام الحاضر ، وحصوله على جوائز وإستقباله الحافل فى الأوساط الأمريكية ..
الجهة الثانية التى تدعم قرارات مرسى  .. هى للأسف وأكررها للأسف .. للمرة المليون الجيش المصرى وسأقول "الجيش المصرى" ، وليس القادة العسكريين .. فعندما كانت تخرج مليونيات الإخوان فى التحرير قبل تسلم مرسى الحكم ، تطالب بإعدام المشير ومحاكمة العسكر ورحيله ... كان الشعب هو الذى يدافع عن المجلس العسكرى .. ورفض الجميع كلمة العسكر وقالوا أن "الجيش هو المجلس العسكرى ولن نسمح بإهانة جيشنا العظيم" .. ومع ذلك ما حدث فى النهاية أن سلم المشير الحكم للإخوان أمام الجميع .. ثم أقالهم "مرسى العياط" ، ونصب نفسه قائدا أعلى للقوات المسلحة ..
** لقد تطورت الأحداث التى تنذر بإنهيار الدولة بالكامل .. فالمتعارف عليه أن الجيش يتدخل لحماية الشعب وحماية الدستور ، وحماية القضاء .. فلا دولة بلا قضاء .. وبعد التصريحات التى خرجت من نادى القضاة وتعليق عمل المحاكم ، وبيان المحكمة الدستورية العليا ، وإعتصام كل المحاكم والقضاة حتى محكمة القضاء الإدارى علقت كل جلساتها ، ومحكمة النقض ، كان ضد قرارات الرئيس ومطالبهم بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل ، لأنه بذلك يسطو على عمل المحاكم .. عندما يقرر تحصين قراراته من الطعن عليها ، وهو ما يعنى إسقاط القضاء .. فكان يجب على الفور التدخل العسكرى .. فالحق بيّن والضلال بيّن .. وهو ما دعا الشعب كله للخروج إلى الميادين .. ليس فى القاهرة فحسب ، ولكن فى كل المدن والمحافظات .. وهناك حالة إحتقان رهيبة ، وثورة غاضبة من كل القوى والتيارات السياسية .. ومع ذلك يصرح المسئول العسكرى بأن الجيش ليس له علاقة بالصراع السياسى الدائر بين الأحزاب وجماعة الإخوان المسلمين ..
** ونقول للمرة المليون .. هذا ليس صراع سياسى .. هذه حرب لتدمير مصر من الداخل خططت لها أمريكا بإستخدام د."محمد مرسى" ، وجماعة الإخوان المسلمين .. وهو ما يؤكد تصريح "أحمد سبيع" المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة .. أننا أمام رئيس شرعى منتخب .. ولا يمكن أن يرحل سوى بطريقين أن يحدث إنقلاب عسكرى مدعوم دوليا ؟! .. وهذا لن يحدث أبدا .. أو أن يرحل الرئيس عبر صندوق الإنتخابات عقب إنتهاء مدته .. وبالطبع الرد على ذلك هو ثقة مرسى العياط فى ولاء الجيش له وتنفيذه لتعليمات الإدارة الأمريكية ..
** عندنا إستنجد د. "محمد البرادعى" بالجيش وأمريكا أن ينقذوا مصر من الإخوان .. خرج علينا كل أنصار الجماعات الإسلامية والسلفيين يسخرون من نداء د. "محمد البرادعى" ، وإتهموه بالإستقواء بأمريكا والجيش .. وتناسوا أنهم هم ورئيسهم فى الجماعة ، هم الذين ينفذون التعليمات الأمريكية .. وهنا نقول أن البرادعى خانه التعبير ، فكيف يطلب ممن يحرضون على إسقاط مصر أن ينقذوها .. فلم يكن قصد البرادعى إلا التنويه عن إتهام أمريكا بأنها هى التى دعمت مرسى ، وإتهام المجلس العسكرى بأنه هو الذى سلمه الحكم ..
** تصريح أخر تم تداوله على كل المواقع .. لرجل الأعمال "خيرت الشاطر" لجماعته وشباب حزب الحرية والعدالة .. "مصر أصبحت لكم إفعلوا ما تريدون" .. فى الوقت الذى يخرج علينا حزب الحرية والعدالة .. بتهنئة الشعب المصرى بإنتهاء عمل الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور من إتمام عملها ، وإنتهائها من التصويت على المشروع وموافقتها عليه بالإجماع ..
** هذا هو السيناريو الذى خططت له أمريكا ، ونفذه "محمد مرسى العياط" .. وسقطت مصر ، وسقط قضائها ، وسقط جيشها  .. ولكن لن يسقط شعبها .. ولن يذكر ذلك التاريخ الذى سيتم محوه وإحراقه كما حرقوا المجمع العلمى لحرق حضارة مصر .. فهل يدرك الجميع خطورة ما وصلنا إليه ..
** هذه رسالة نهائية للقوات المسلحة المصرية .. إنقذوا مصر .. إنقذوا مصر .. إنقذوا مصر .. حتى لا يلاحقكم عار الخيانة لمصر .. لقد تصور المشير طنطاوى أو الفريق "سامى عنان" إنهم عندما يسلمون مصر للإخوان ، فهم ينجون مصر من الخراب والدمار الذى روج له جماعة الإخوان ود. "مرسى العياط" نفسه .. إننا سنحرق مصر بمن فيها ..
** لقد تناسى المشير وعنان أن مصر بها 85 مليون مواطن مصرى حر شريف .. يظهر معدنه فى الشدائد .. فقد تكاتف الجميع ضد مرسى والإخوان .. القضاء والمحاميين والصحافة والإعلام الحر الشريف ، وليس الإعلام المصرى المأجور .. الجميع سيخرجون لمواجهة الإخوان وأمريكا ..
** وفى النهاية نتساءل .. هل يقف الجيش المصرى مع الشرعية والدستور والقانون والقضاء والشعب .. أم يقف مع الإخوان وأمريكا والإرهاب ؟!!!!.......
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين