ترضعك فلسطينيتك حبا عشقا املا وحرية/ ميساء ابو غنام

هي الحالة غير الواقعية......تمرد انساني تخطى حدود الطاقة البشرية،كسر مفاهيم صراع البقاء في منظومة تراكيب الانسجة والخلايا ومفهوم الحياة والموت،نعم هي الحالة غير الطبيعية في تعاطينا مع جسد يحملنا رسل قضية في لحظة موتنا تعيش وتحيا وتزدهر.....
هي الحالة غير الطبيعية لك ،حين تقرر ان تقبع في اي زاوية من زوايا هذا الكون،تعيش متلذذا بانسانيتك المصانة خلف رفاهية ممزوجة بالفرح والالم،ولكن هي الحالة الطبيعية لشعب تحيا انسجته وخلاياه مع كل قطرة ماء تقتطع من امام فهمه تقذفه نحو الهلاك ليجد نفسه منارة عشق للارض وللحرية وللتراب ونسيم ريح وطنه يسكنه ..........
سامر العيساوي حالة غير طبيعية لشعب غير طبيعي.....هو جزء من منظومة ربما يعجز القلم واللسان عن وصفها.....هي منظومة مقاومة تتبلور من داخلك تحسك تعطيك تؤلقك  مكان مولدك ،صراخ لحظاتك الاولى من نبض الرحم في  الميلاد تنبؤك  بذاك الكيان الفلسطيني من لحظة اخصاب بويضتك حتى لحظة مماتك.....
منظومة الانسان المتشدق بحب الحياة وعشق تفاصيلها كان سامر العيساوي.....دخل موسوعة جينس لاطول اضراب عن الطعام في المفهوم الانسان لطاقة الحياة من مصدرها  النباتي والحيواني،لم يعرف التاريخ نوعا ثالثا من الطاقة التي تجعلك قادرا على البقاء حين تسقط النظريات العلمية امام مفاهيم الجسد وبنيته التي تجسدت في كينونة هذا الرمز الفلسطيني صاحب منظومة البقاء التي تخرج منه باشارات عصبية منبعها حرية ووطن او ووطن وحرية........

هو الانسان الفلسطيني الذي يمتلك الحياة منذ ان قرر المجيئ اليها.....القصة ليس بندقيه تنهيك او طعام تقرر الاضراب عنه،هي منظومة شعب اسير في سجن كبير،عجزت الانسانية بمفاهيم حرياتها المزيفة ان تصمد امام اربعة مليون فلسطيني تنشقوا الحرية لمجرد انهم يسطرون بدمائهم وطن يسكنهم  ويسكنوه....
القصة ليست حدودا ولا مواثيق وتواقيع واعترافات دولية ولا اكاذيب  بنود امم متحدة....... القصة ببساطة حلم يراودك تعيشه بتفاصيلك،تستيقظ  صباحك غير عابئ بشروق الشمس ولن تبحث عن مصدرها،تسير بنهارك دون مدرك لساعاته وتستمر بمسيرك ليلا حتى يطل عليك الصباح وتعود الكرة لتجد اللون الابيض وقد اغرورق في شعر الرأس المتساقط،ومع كل شعرة تسقط يكبر حلمك في حريتك التي لا حدود لها.....
هو انت  كنت سامر العيساوي او كنت احمد او جورج او خليل او او او او ......لا تهم الاسماء ولا يهم المكان.....تعرف طريقك وتعرف بدايتك التي لا نهاية لها.....يموت جسدك وتعيش روحك كنسمات ريح  تتنقل في رحم الاجنة ترضعك فلسطينيتك حبا عشقا املا وحرية.......
تحية لكم......صنعتم وطنا  احتضنكم وسطركم  خالدين  في صفحات البشرية.....

الجـواهـري يوقِـظ غـبـطة الـﭘـاطـريـرك لـويس روفائيل الأول ساكـو الموقـر/ مايكـل سـيـﭘـي

سـدني
مقـدمة :
زميل ثاني عـزيز عـلينا وثالـث مخـلِص مثـلـنا ، طـلب منا الكـف عـن الكـتابة بشأن قائـدنا غـبطة ﭘـاطـريـركـنا الكـلي الـوقار ، فـهـناك مَن تشجَّع وعـقــَّـبَ بأن لا بـد من الكـتابة وفي هـذه الأجـواء بالـذات ، أما من جانبي فـكان تعـقـيـبي له :
أخي الموقـر :  أولاً أشكـر دعـوتـك المخـلصة والنابعة عـن نيات صافـية ، ولكـنـك تـدري جـيـداً أن بـيانات غـبطـته هـي الـتي أثارتْ الحـماس فـينا بالإضافة إلى المعـلومات الـتي تأتينا من هـنا وهـناك ، وعـليه فإن رسالة غـبطـته إلى أبناء وبنات أبرشية أستـرالـيا لا بـد وأن نكـتب عـنها ، وساعات معـدودات تـفـصـلنا عـن وصوله إلـينا . نحـن في سكـون يا أخي ، ولكـن أصوات غـبـطـته هي الـتي تـنـبِّـهـنا ، فـلو لم يـقـل ولم يكـتب ولم ينـشر ولم يـصرّح ولم يعـلن ويـبقى بـدون كـلام ! هـل كـنا نـكـتب شيئاً عـنه ؟ لا أعـتـقـد ،  أشـكـرك ثانية ودمت بخـير والجـميع معـك .

لم تـبق إلاّ ساعات ويصل ﭘـاطـريـركـنا الجـلـيل إلى أستـرالـيا بعـد أن وجَّه رسالـته الـتمهـيـدية إلـينا نحـن أبناء الأبـرشية ، بـدأها بتهـدئـتـِنا وأن لا تـضطـرب قـلوبنا قائلاً أن حـياتـنا فـصح دائم ، ومستـشهـداً بقـول الرب المسيح : لا تَـضْـطَرِبْ قُـلوبُـكم . آمنوا بِاللهِ وآمِنوا بي .
فـنـقـول : نحـن يا سـيادة الـﭘـاطـريـرك نبقى مضطربـين طالما نـرى غـبطـتـكم مضطرباً مرتبكاً ، فإذا لـُـوِيَ ذراع الراعي بـيعَـتْ الرعـية في سوق الـرخـص وبالـنـقـود الورقـية المـطـبوعة ــ أضرب الراعي ، فـتـتـفـرق الرعـية ــ  ولا نـريـد أنْ نـقـول أنك تحَـمَّـلـتَ عِـبءاً يتـطـلـب الكـثيـر منـك كي تـنـهـض به .
يا غـبطة الـﭘـاطـريـرك الجـليل ، هـوَ ذا الجـواهـري يناديك من قـبره بصوته الجـهـوري لـتـنـتـفـض ، قائلاً :

أزح عـن صدرك الـزبَــدا....... ودَعـْه يـبثُّ ما وَجـــــدَ
ولا تكـــــبتْ فـمن حـقـب....... ذممتَ الصبـرَ والجـلــدَ
تقـول غـبطـتـك في رسالـتـك : الحـياة تولـد وسْـط المحن والوجع ، عـلى هـذا الأساس يجـب أن نـنـظر إلى الحـياة نظرة شاملة بكـلّ أبعادها .
فـنـقـول لك : آمنا بالله يا سـيـدنا وهـذا صحـيح ، ولكـن حانـت ساعة الـولادة !! والقابلة المأذونة ــ أنـتم ــ تـطـلبون تأجـيل الولادة في وسـط صالة الـولادة ! أمعـقـول هـذا يا سـيـدنا ؟ أتـعـرف ماذا يكـون مصير الجـنين وأنـتم كـكاثـولـيك ضـد الإجـهاض ؟ والمسيح يقـول أنا الحـياة ؟ بالله عـليك ، أنتم سوف تـطـيِّـرون عـقـلـنا ؟؟
أأنت تخاف من أحـــــــــد ٍ....  أأنت مُصانعٌ أحـــــــــدا
أتخشى الناس ؟ أشجعهم ...... يخافـك مغـضـباً حــردا
ولا يعـلـوك خـيــــــــرُهم ...... ولست بخـيرِهم أبـــــدا
وتعـَـقـبُ سيادتـك في رسالـتـك إلـينا قائلاً : يُساهم أبناؤها مساهـمةً فعالة في رسم مستـقـبلها بخـطوط واضحة ، لا بالكلام والإنـتـقادات ، بل بالأفعال والإقـتراحات .
فـنـقـول لك : في الأرض الحـرام من ساحة الـوغى ! لم يعـد هـناك وقـت للرسم والـتخـطـيط ، وإنما هـناك إنـتـباهٌ ، صـدٌ ، إنـدفاعٌ ، ثـباتٌ ، تـثـبـيت الـراية فـوق الـقـمة أو الإستـشهاد لـتحـقـيق الـنـصر ، إقـرأ وأنـت قـرأتَ التأريخ وإلاً  فالأسر هـو المصير وما أدراك ما الأسـر !!! أو ........ مفـقـود في ساحة المعـركة تمزقه الـذئاب وتـنهـشه الجـوارح .
تركـتَ وراءك الـــــــدنيا ...... وزخـرفها وما وعــــــدَ
ورحـتَ وأنت ذو ســـعة ...... تجـيع الأهل والولـــــــدَ
أزح عـن صدرك الزبــدا ...... وهـلهلْ مشرقا غــــردا
وخـــــل "البومَ" ناعـبة ...... تـقيء الحـقـد والحـسدَ
مخـنـثة فإن ولـــــــــدَتْ ...... عـلى ـ سِقـط ـ فـلن تـلـدَ
ثم تـضيف لـنا ﭘـاطـريـركـنا الجـلـيل : شعـبنا عـموماً تـقيّ ، لكن الإيمان ليس معـلومات ، الإيمان علاقة حـبّ ووجـدان (لا مصلحة)، علاقة واعـية وحـرّة (لا جهل وتبعـية) ، علاقة عـميقة وشخـصيّة (لا سطحـية)، علاقة حـوار (إصغاء وتفاعـل) ونمو وإرتـقاء وتجـدد (لا ركـود) ! بدون العلاقة ليس من وجـود، والعلاقة هي دوماً أنا والآخـر، وعـلى صعـيد الإيمان أنا والله والآخـرون .
فـنـقـول لك : شعـبنا عـموماً بسيط ، والمـثـقـفـون ذوو الهـندام الأنيق يطيعـونـكم طاعة عـمياء قـبل الأميّـين ! فإرحـموا بحال شعـبكم ، وقـلتم الإيمان ليس معـلومات ، نـقـول نعـم ولكـن المسيح أوصى أن لا نـتـردد ولا نشك بل قال لـﭘـطـرس ــ تـقـدَّم ولا تـشك !! ــ
قـلـتم الإيمان علاقة حـبّ ووجـدان (لا مصلحة) نقـول نعـم ولكـن إنـتـبهـوا إلى مَن يأتيكم بمصلحة مؤقـتة هـل تريـدنا أنْ نستـشهـد لكم يا سـيـدنا كـل مرة بقـول المسيح لجـميعـنا ؟ قـلتم الإيمان علاقة واعـية وحـرّة (لا جهل وتبعـية) نـقـول نعـم ولكـن مطـلوب منكم كـقائـد أنْ تـتحـدى الـتـبعـية ؟ قـلتم الإيمان علاقة عـميقة وشخـصيّة (لا سطحـية) نـقـول هـذا صحـيح ولكـن هـل سـبرتم أغـوار كـل القـلوب لـتـكـتـشـفـوها ؟ قـلتم الإيمان علاقة حـوار (إصغاء وتـفاعـل) نـقـول نعـم ولكـن إستمع لأبنائـك أولاً وَ ضع الحِـمل الـذي بـيـدك في مكانه المناسب كي تـفـرغ يـديك للمصافـحة ، فـهـل هـناك مَن تـفاعـلَ معـكم وأعـطى أذناً صاغـية لكـم ! أم يـريـدونكم دائماً أنـتم الصاغـون ... تـذكـَّـر ماضي الأيام والمدَوَّنات عـلى الأقـل ؟ قـلتم أن الإيمان نمو وإرتـقاء وتجـدد (لا ركـود) نـقـول بارك الله فـيكم ولكـن هـناك ملفات خاست فـوق الرفـوف من ركـودها وصارت آثاراً يا سـيـدنا وأنـتم تـنـوَون حـرقـها ، في الـوقـت الـذي تـزخـر متاحـف العالم بآثارنا وتـتـباهى بها ! وتـقـول أن الإيمان بدون العلاقة ليس من وجـود ، نقـول نعـم ولكـن ما بالك عـن علاقة يربـطها الآخـر بأواصر خـيوطها عـنـكـبوتية ؟ .
ألا انبـيك عـن نكــــــــــد ٍ ..... تــُـهَوّن عـنده الـنـكـــدَ
بمجـتمع تـثيـــــــــــر به ...... ذئاب الغابة الأســــــــدَ
خفافـيش تبصّ دجـــــىً ...... وتشكـو السحَـرة الرمدَ
ويعـمي الضوء مقـلـتها ...... فـتـضرب حوله رصــدا

وأخـيراً في التمعّـن والتأمل ، وقـول أنطوان دي سانت أكـزوبـيري في كـتابه "الأمير الصغـير" ــ لا يحسن الإنسان البصر إلا بقـلبه ، وجـوهـر الأشياء يـبقى خـفـياً عـن الأنـظار ــ نـقـول إنها كـلمات جـميلة تـصلح لـتـزيـين الـقاعة ولكـن بعـد أن يكـمل بناؤها . 

زوبعة الكيماوي ليست من اجل الشعب السوري/ ابراهيم الشيخ

منذ بداية الازمة السورية والتي جاوزت السنتين، فان الموقفين الامريكي والدولي لم يكن من اولويتهما حماية الشعب السوري، بالرغم من مناشدة بعض من قوى المعارضة بالتدخل، ولكن لا احد يحبذ هذا التدخل الخارجي الذي من الممكن أن يؤدي الى خلط الاوراق وامتداد لهيب هذه الازمة الى دول الجوار، ولكن الدافع الذي تتذرع به القوى الغربية للتدخل في سوريا هو الاسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا وضمان مستقبل هذه الاسلحة، وعدم وقوعها في اياد من الممكن استعمالها ضد اسرائيل في المستقبل، هذا ما يعتقده الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية.
ان اثارة زوبعة الاسلحة الكيماوية وبدء الحديث عنها كل فترة ما هو الا للضغط على النظام من اجل حماية هذه الاسلحة وتحذير النظام بأن القوى الغربية من الممكن ان تتدخل من اجل تدمير هذه الاسلحة ان هو استخدمها أو السيطرة عليها، ويعتبر هذا هو الهدف الرئيسي من اطلاق التصريحات الاعلامية والتي تخبئ وراءها مخطط اسرائيلي غربي وعربي من اجل تحقيق هذا الهدف.
ولكن يبدو ان هذه اللحظة لم تحن بعد، ولكنها تقترب، وان هذه القوى تراهن على اضعاف النظام السوري لأقصى حد ممكن، ليتم بعد ذلك تحقيق الهدف الذي رسموه ويرسموه في الكواليس، وما القوات الامريكية الموجودة في الاردن والتي تعتبر رأس الحربة لعمل ما قادم في سوريا، وان اسرائيل تتحين الفرصة ايضاً للدخول في حرب مع حزب الله ليس من جهة الجنوب اللبناني، ولكن من الجهة السورية من اجل حصار حزب الله ومنع تدفق الاسلحة الاتية عبرسوريا الحزب والتي مصدرها ايران.
ان ما يهم الغرب واسرائيل في سوريا هو عدم سيطرة جبهة النصرة على الوضع في سوريا، لان هذا الوضع حسب تقديراتهم سيشكل نقطة انطلاق للقاعدة والقوى الاسلامية المتطرفة وسيشكل خطرا على اسرائيل،  والهدف الثاني الذي يهم هذه القوى كما اسلفنا هو الاسلحة الكيماوية.
ان الحرب قادمة لا محالة وهي بانتظار لحظة الصفر لبدءها، التدخل الدولي بالتأكيد سيصطدم بموقف روسيا المعارض لهذا التدخل ولهذا السبب يجري التريث، بالرغم من ان جميع القوي يهمها الحل السياسي الذي اصبح مستحيلا بعد عدم حسم هذه الحرب لأي طرف من الاطراف، وايضا سيأخذ بالحسبان دور ايران وردة فعلها في اي تدخل قادم.
 لكن الاكثر احتمالا هو هجوم اسرائيلي على حزب الله وضرب بعض مواقع الاسلحة الكيماوية السورية بحجة دعم سوريا للحزب، لأن ما يقلق اسرائيل هو هذه الاسلحة، وبعد ذلك لا يهمها كم ستطول الحرب وكم من الضحايا سيسقط في سوريا بعدما تكون الاسلحة الكيماوية قد دمرت، ولكن الامور ليس بهذه السهولة التي تبدو عليه،  ومن الممكن توقع رد سوري لا يعرف حجمه، وكل هذا يعتمد على مدى صمود حزب الله في هذه الحرب التي من الممكن ان تكون مدمرة لجميع الاطراف.
 اهداف امريكا والدول الاروبية واسرائيل واضحة، وهي تدمير سوريا وتدمير الاسلحة الكيماوية وحماية أمن اسرائيل اولاً واخيراً، وليس حماية الشعب السوري كما يزعمون، ولكنهم يستغلون دماء الشعب السوري من اجل تحقيق اهدافهم، وبعض العرب يدعم هذه الاهداف بوعي او بدون وعي من اجل ارضاء امريكا واسرائيل.

شركة استثمارية شعبها البورصة/ ميساء ابو غنام

اعلم انني تطاولت عليكم.....تطاولت على مشروعكم......تطاولت على هيبتكم وادائكم......ربما اكون في كثير من اللحظات محظوظة لانني مقدسية،ومحظوظة ايضا لانني امرأة جميلة،ومحظوظة اكثر انني سطرت كرمز للصمود في مرحلة تحول شخصي حملني شعلة طاقة وقوة ومقاومة،تركت لي البعد الحر في نقدكم وفي استغيابكم دون ان ارى  اجهزة المخابرات تحول حول بابي ونافذتي وهاتفي الشخصي......
سؤال طرح علي من قبل  سيدة استرالية ..... سمعت عني وتابعت تفاصيل ازماتي الشخصية وتابعت فلسطينيتي التي تتنشق الحرية من قلب ظلم مزدوج يمارس منا وعلينا،الا تخشين على حياتك لكل ما تقولين او تكتبين اجتماعيا وسياسيا؟؟؟؟؟
اجابتي المتوقعة التي لطالما اكررها في داخلي،ما قيمة ان اعيش جبانة على هامش التاريخ او اعيش حرة  بفلسطيني التي تقبع خلف مصالحكم والتي انتهكت حقى  وحق شعبي ،بكل معايير الوجود والكيان والهوية والذات والحلم والوطن االتي طمست بأموال مصالحكم.....
عشرون سنة مضت.....وقبلها المزيد من السنين،اموال تقذف وتقذف بلا ارقام ولا حدود الى خزينتكم،لن اعود للوراء ولن اكرر فساد منضمة التحرير الفلسطينية  الذي تعلموه وتعلموا خباياه،شعب النكبة والنكسة والفاجعة الكبرى  الذي عاشت قيادته في جميع مراحلها وفصائلها وانتماءاتها وايدولوجيتها تستجدي المال  دعما للصمود والنضال،وضع يعلق  التساؤلات المحورية حول مشروع النضال بحد ذاته.......
سأبد من اوسلو وحاويات الاموال التي القيت في مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية،اموال الصمت والتبعية والاذلال وانهاء مشروع قضية ووطن.....
لن اذكر الاسماء لانها كثيرة ومعلومة لديكم،لا فرق بين فصيل وحركة وقائد،كلهم تحت شعار الدولة المنتظرة استثمروا شعبا بأكمله لاستدراج اموال سواء دخلت خزينة السلطة وبقدرة قادرة تحولت الى جيوب اشخاص معينين،لا فرق بين مدير Aاو B او C او وزير او رئيس وزراء او رئيس سلطة او رئيس حركة او حزب، او موظف يدفع كوبات البنزين الخاصة بوظيفته بدل اجار شقة،او  مدراء NGOS"مؤسسات المجتمع المدني"او سفير او او او او ولا حصر لها.....
القصة بدأت من اوسلو التي حولت القضية الفلسطينية الى مشروع اشخاص بعينهم بمناصبهم الهرمية على سلم هذه الشركة من رئيس مجلس الادارة الى اخر قاعدة الشركة التي تعمل وتجد في استثمار هذا الشعب أسهم في البورصة،ترتفع احيانا اسعاره وتنخفض في احيان اخرى حسب العرض والطلب.....
هذه هي اوسلو وهذا مشروعها،ان كم الاموال التي دخلت الاراضي الفلسطينية منذ العام 1993 الى الان سواء اكانت عربية او اوروبية او امريكية او من خلال مشاريع تمول من جهات مختلفة في العالم وبالاخص المشاريع غير الحكومية تحول الاراضي الفلسطينية التي بحدودها الحالية  وعدد سكانها الخاضعين لامرة السلطة الوطنية الفلسطينية  وبالتحديد مناطق A  كسيادة تامة وb كخدمات فقط،لا تمثل  ولاية في امريكا او حتى حارة من احياء الصين ولو اردت المقارنة القريبة حي من احياء القاهرة....
ان كم  هذه الاموال يفترض  ان  يحول مناطق السلطة الى سويسرا او باريس او فينا مثلا،ان كم  هذه الاموال ،كان من  ممكن ان يجعل مرافق التعليم في فلسطين من اهم المرافق المتقدمة في العالم،وبعد 20 سنة من اوسلو ما زال المعلمين يناضلون من اجل قبض رواتبهم دون مراعاة غلاء المعيشة غير المبرر في مناطق السلطة الفلسطينية،وايضا ومن المضحك الاشارة الى هذه الزاوية التي يجب ان تكون هي اساس صون كرامة الانسان في الحياة وهي الحق في العلاج،حتى الان ما زالت السلطة الفلسطينية تحول  شخوص الامراض المزمنة الى الاردن والى اسرائيل،وتنفق ملايين الدولارات سنويا على علاجهم وكان الاحرى  بها ايجاد بنية صحية كاملة بهذه الاموال والارتقاء بالعمل الطبي في فلسطين واستثمار الخبرات الفلسطينية في الخارج،ولا ادري ما المانع ولا اعتقد ان اتفاق اوسلو يجبر السلطة على استخدام المستشفيات الاسرائيلية والاردنية لعلاج المرضى.....
وايضا ومنذ اوسلو المرافق الحيوية في الضفة الغربية ما زالت  في حالتها البدائية،اموال تلقى هنا وهناك دون الاهتمام بخلق بنية تحتية في القرى النائية وفي القرى القريبة من المدن ،الا ان المدن نفسها بحاجة لاعادة تأهيل ،فالزائر للاراضي الفلسطينية يرى بوضوح الفارق الطبقي بين المستوطنات التي تبنى على الاراضي الفلسطينية القريبة من القرى،حيث لا مجال للمقارنة بين التحضر والبدائية....
كان لي العديد من الزيارات للمدن والقرى الفلسطينية وقهرت فزعا من كم المناطق الاثرية المهملة في فلسطين والتي لم  يتم ترميمها، الا القليل  وبتمويل اجنبي دون ان تعير وزارة السياحة اي اهتمام ويبقى الوزير ينتقل بين مقهى واخر معتقدا ان هذه انجازاته ،نعم هو ازدهار بعينه في كم الكيلوات التي تزيدك شحما وتخمة ،وايضا اموال تتسرب الى حساباتكم البنكية......
وماذا نضيف ايضا،لا ارضية للاقتصاد ولا مصانع ولا مراكز حيوية اقتصادية توظف الشباب العاطل عن العمل وتلوموهم حينما يقررون الهجرة ويؤنبون على الاضراب والاعتراض والرفض ،ورغم  ذلك لا حياة  لصوت يصرخ ،تغيب  وجوه وتعود وجوه اخرى تحت مسميات تشكيل حكومة تصريف اعمال ويبقى الساسة الممثلين بمجلس شركة السلطة الوطنية الفلسطينية  وايضا حتى لا افهم خطأ اضيف الحكومة المقالة في غزة على رأس الهرم..... يتغير الموظفين سواء مستشارين او وزراء او مدراء  بغض النظر عن اسمتئهم او وجوههم حسب الحاجة والطلب.....
اما الثقافة فحدث ولا حرج.......عادة ولا اعلم لماذا تطل علينا وزيرة الثقافة ذات الخلفية الثورية تعيد لنا في خطاباتها انجازات بيروت والاجتياح والصمود والثورة الفلسطينية وانطلاق الشرارة الاولى،اسألها واسأله اين  الميزانيات المخصصة لانتاج الكتب وبناء لمؤسسات الثقافية  سواء مسرح وموسيقى ومراكز ثقافية وفعاليات ومهرجانات ووووووو

اعتقد ان هناك المزيد من الامثلة ولكن لانني لا ارديد ان اطيل عليكم فالصورة تنضح من الحالة المزرية التي وصل اليها الشعب الفلسطيني والتي بدورها جعلت الشباب الفلسطيني الذي ما زال يغني فلسطين ويبحث عن ذاته في خلق مشاريعه بعيدا عن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية،اصبح الشباب يعي وضعه وقرر الاستقلال  عنهم وبدأوا بتجنيد نفسهم لتغيير هذا الواقع....
اعلم ان الهجرة هي الحل الامثل لذلك،ولكن لا تستغربوا فالشباب  الفلسطيني اليوم والذي علم ان المشروع الوطني في خطر كبير،قرر ان يمأسس نفسه بشكل طوعي لقيادة ما تبقى من الوطن،فالفعاليات التنموية والداعمة لذوي الاعاقة وحق النساء في الحياة والقرى المهجرة وتنظيف الشوارى والمرافق الاثرية ودعم القراءة والعائلات الميسورة ومقاومة الجدار ودعم الطفولة والعديد العديد بشكل طوعي وبتمويل ذاتي....
نعم هي شركة  لاصحابها،تخلت عن مشروعها الاكبر بدولة مستقلة وقبلت ان يزدهر موظفوها على حساب شعب ضمن اسهم البورصة تحدد من نيورك وتل ابيب،فمبروك عليكم الازدهار الشخصي ومبروك كم الاموال التي رصدت لابناء ابناء ابناء ابناؤكم....

ميساء ابو غنام
اعلامية فلسطينية
القدس-فلسطين
00970597281500
maysa.ghannam@yahoo.com

لبنان دولة مارقة ورخوة وفاشلة بامتياز/ الياس بجاني

من المحزن والمؤسف أن وطننا الأم لبنان، وطن الرسالة والحضارة والحرف والعطاء والجمال والقداسة، والتعايش ورغماً عن إرادة الأغلبية العظمى من أهله قد تحول إلى ساحة مباحة لحروب الآخرين ومرتعاً لجماعات الإرهاب والمافيات على كافة أنواعها وأشكالها، كما بات دولة مفككة ومشلعة ومحتلة من قبل عسكر محور الشر الإيراني – السوري  الإرهابي والظلامي، الذي هو حزب الله .
إنه وطبقاً لكل المعايير الدولية ولتلك الخاصة بالأمم المتحدة فقد أمسى وطن الأرز للأسف دولة مارقة ورخوة وفاشلة وفي ما يلي الأسباب الموجبة:
الحدود مشرّعه بحراً وبراً دون وجود فاعل أو رادع للقوى الأمنية اللبنانية.
القضاء مسيس وانتقائي ومهيمن على قسم كبير منه.
القوى الأمنية معطلة أو مهيمن عليها أو تابعة مباشرة لقوى الأمر الواقع الإرهابي.
مجلس النواب صوري وبأغلبية أعضائه نفعي ومصلحي ولا يمثل الشعب اللبناني وهو عاجز حتى عن إقرار قانون انتخابات عادل.
مجلس الوزراء برأسين واحد يصرف الأعمال وهو تابع كلياً لمحور الشر وآخر مجمد وغير قادرة على تشكيل حكومة جديدة بنتيجة إرهاب محور الشر.
الأمن فالت ومسيب والدويلات والمربعات الأمنية تملئ البلاد دون أي وجود فيها للدولة.
ما يزيد عن 16 مخيم فلسطيني وسوري تنتشر على كل الأراضي اللبنانية وعلى الحدود السورية هي عملانياً معسكرات إرهاب ومافيات وأصولية ومذهبية ولا سلطة للدولة فيها أو عليها.
حكام لبنان وعلى كل المستويات إما تابعين لقوى الأمر الواقع الميليشياوي، أو مأجورين، أو مرتشين، أو عاجزين بنتيجة الإرهاب والمال.
رجال دين في أعلى المواقع ومن كل المذاهب بعضهم مأجور وتابع مباشرة لجماعات الإرهاب السورية والإيرانية، وبعضهم الأخر ممسوك من مخابرات محور الشر بملفات أخلاقية ومالية ويسوّق لمخططات وإجرام هذا المحور، وعدد كبير من هؤلاء يعمل من خلال فتاوى هدفها إثارة الحروب المذهبية والجهادية.
جيش إيران المحتل للبنان الذي هو حزب الله يشارك بقوة في كل حروب إيران العسكرية والإرهابية والتوسعية ليس في سوريا الجارة فقط حيث يرتكب المجازر بحق الشعب السوري إلى جانب قوات بشار الأسد، بل في كل دول العالم، وهو على قوائم الإرهاب في العديد منها، (كندا، أميركا، استراليا، البحرين)، في حين يواجه احتمال وضعه على قوائم إرهاب الدول الأوروبية والعربية حيث العديد من أفراده يحاكمون بتهم إرهابية وإجرامية.
الاقتصاد على شفير الهاوية فيما مؤسسات لبنانية مالية من بنوك وشركات صيرفة تعمل على تبيض الأموال محلياً واقليمياً ودولياً لمصلحة محور الشر.
الخطف مقابل فدية بازدياد والدولة غائبة أو مغيبة.
الخدمات الاجتماعية والصحية والإنسانية انتقائية أو غير متوفرة.
البطالة مخيفة واليد العاملة الأجنبية تهيمن على أسواق العمل دون ضوابط.
الهجرة مستمرة وهي تفرغ البلد من الكفاءات والكوادر المثقفة.
ما يزيد عن مليون لاجئ سوري لجأوا إلى لبنان يواجهون ظروف معيشية وإنسانية رهيبة وهم ينتشرون في كل المناطق اللبنانية دون وجود مخيمات تأويهم أو وجود للسلطة لدولة على تحركاتهم.
انقسام سياسي ومذهبي عامودي مخيف لم يعرف لبنان مثيلاً له.
بناء على كل ما ورد بات أمر إنقاذ لبنان من مخالب محور الشر والمأجورين والمرتزقة عن طريق أهله وحدهم هو من رابع المستحيلات، وبالتالي يتوجب على الجامعة العربية ولبنان عضو مؤسس فيها أن تحمل ملفه بسرعة إلى مجلس الأمن والعمل من خلاله بجد وجهد وشجاعة على إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة ورخوة مما يعطى المجلس الحق القانوني التدخل عسكرياً لإعادة تأهيل الدولة اللبنانية وكل مؤسساتها لتصبح قادرة على حكم لبنان، وكل ما عدى هذا المنحى هو تلهي وإلهاء وتغطية لحالات الفوضى والتفكك والتآكل والإرهاب والأصولية.
المهين والمخيف هنا أن ساسة لبنان وكبار رجال أديانه، كما الرسميين أمسوا في سوادهم الأعظم تجار هيكل،  ومرتزقة وأدوات طيعة في أيدي قوى خارجية ظلامية لا تريد للبنان واللبنانيين الخير والسلام.

كأنّكِ أنتِ.. آمال عوّاد رضوان/ وهيب نديم وهبة

آمـــــــال؛
كانتِ الأرضُ مالحةً.. وكانَ النّحلُ يَهيمُ حوْلَ القفيرِ بلا رَحيقٍ.. ويَنامُ في قميصِ النّرجسِ دونَ عسلٍ.. والوَحيُ يَبحثُ عن شعلةِ النّارِ.. الورْدِ في جسَدِكِ القصيدة.. وفي تكوينِ عناصرِ الأرض.. العِشقِ.. الموتِ.. الانبعاث...
وحينَ أتيتِ بقميصِ الفراشةِ.. وشاهدَكِ الجِنّيُّ فجرًا.. في سريرِ الوردِ ساحرةً.. كمِثلِ عروسِ القمرِ.. مُشِعّةً بالضّياءِ، حَوْلَكِ يَطيرُ الكلامُ.. ويُسرَقُ الحُلمُ..
راحَ.. ونسجَ مِن خيوطِ الفجرِ هودجًا.. وخطَفَكِ في ليلةِ برْقٍ.. عاصفةٍ بالرّعودِ.. إلى مملكةِ الشّعرِ...
هنالِكَ.. يا فراشتي القصيدة.. في "مملكةِ الشِّعر".. كانَ عُرسٌ واحتفالٌ وموسيقى.. وكانتِ الّلغةُ مُبلّلةً بالعِطرِ.. ورائحةِ النّرجسِ البَرّيّ.. أنزلَتْ ماءَ الشِّعرِ.. إلى يَنابيعِكِ العميقة...
كلُّ ما تقولُهُ الحِكايةُ: كبُرَتْ "آمال" هيَ والقصيدة.. حتّى صارَ نخيلُ العراقِ أطوَلَ.. وبَلحُ الشّامِ أحلى.. ولؤلؤُ البَحرَيْنِ أجمَلَ.. وليلُ المَغربِ العربيِّ أكثرَ بهاءً وشِعرًا.. وبرتقالُ يافا أشهى.. وعناقيدُ الدّوالي فوقَ سُفوحِ كرملي لؤلؤةً.. تمُدُّ حوريّاتُ حبّاتِها إلى شفتَيْهِ.. الّلغةَ المُبلّلةَ بقصْفِ الرّعدِ والبُروق...
تقولُ الحكايةُ.. حينَ كانتْ تُغنّي.. كانتْ تمشي عيدانُ القصَبِ بالغناءِ حتّى الحقول.. وتُنزِلُ جوقةَ المَلائكةِ في ترانيمِ العِشقِ.. إلى يَنابيعِ الرّوحِ الهائمةِ.. في مياهِ موسيقى القلب..
قالَ الجِنِّيُّ.. "عندما كانتِ العنادلُ تَعبُرُ نهرَ الشّعر.. كنتُ أحمِلُها على كتفي.. وأسيرُ حتّى أشجارِ السّروِ.. المُختبئةِ في خيالِ القصيدةِ.. على ضِفافِ الوَجْدِ"...
قلتُ.. "أسمَعُكَ تنسكِبُ الآنَ.. كمِثلِ الضّوءِ.. في شرايينِ الّلغةِ العاشقةِ"...
قالَ.. "لكنّي خسِرْتُ لذّةَ المُغامرةِ.. وكانتْ تَقفِزُ.. في كلِّ مَرّةٍ نَعبُرُ بها النّهرَ.. مِن سَماءِ الوحْيِ.. إلى ملكوتِ خيالِ القصيدة"..
قلتُ: "أسمَعُكَ جيّدًا.. وأعرفُ أنّكَ تتوهُ معَها.. تذوبُ فيها.. وتَسري في دمِكَ.. وحتّى لو توّجْتَها تاجَ مملكتِكَ.. سوفَ تترُكُ التّاجَ.. فوقَ مَقعدِكَ المرمريّ.. وتُغادرُ.. بجُنحتِها الملائكيّةِ.. إلى سماواتِ الحُرّيّة"...
قالَ.. "سبحانَ الله.. سبحانَ مَن بدّلَ بالشِّعرِ.. أقاليمَ الكوْنِ.. ومَلكوتِ السّماء"...
قلتُ.. تلكَ الّتي كبُرَتْ في "مملكةِ الشِّعرِ".. وصارتْ.. صوتُها عندليبٌ.. والخصبُ أرضُها.. وزرْعُها سنابلُ الحُلمِ والحُرّيّة.. وبيتُها القصيدةُ.. مُشيّدةٌ بالمَحبّةِ.. بنفحةِ روحِ سيّدي المُغادرةِ الصّلب.. وانعتاقِ الرّوحِ مِن قيدِ الذّلّ...
حينَ اغتسَلْتِ بماءِ الشِّعرِ.. أخرجَ الغيمُ مِنْ جُعبتِهِ.. مُسودّةَ المَطرِ.. وكتَبَ الحكاية....
قالَ الجِنِّيُّ: "كأنّكِ أنتِ... "!
قلتُ: "كأنّكِ أنتِ القصيدة"!

ألتسامي ما بين المادة والانتهازي/ موفق ساوا

مدخل
التسامي : هو عملية تحول المادة، من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية، دون المرور بالحالة السائلة.
الانتهازي: رجل يتحول، من مهنة الى اخرى، او من حزب الى اخر، دون المرور بحالة الخجل..!!

المادة    : تمتلك الكثير، من الخواص، الفيزيائية، والكيميائية.
الانتهازي: يمتلك الكثير، من السلوكيات، والطرق الخبيثة، وهو نموذج اشبة بالقرقوز، نفعي، ويمتلك صفات مذمومة، تدور في دورته الدموية، كالاجسام الخبيثة الغـريبة في جسد الانسان، وهو يبيع وطنه ووعائلته من اجل الوصول الى قمة (الأنا).

المادة  : من الخواص الكيميائية للمادة، إمكانية تفاعلها مع المواد الأخرى، لتنتج مواد جديدة (نافعة).
الانتهازي : شخص كالزواحف، يتواجد في كل أنحاء العالم تقريبا، ويعيش في الشقوق، والثقوب، والقمامات السياسية، وهو مفترس يستطيع تقريبا الوصول الى أي شي، وان يأكل ما يحصل عليه بسرعة.

المادة : دقائقها متراصة ومنتظمة وتهتز موضعيا. لها شكل خاص (ثابت) ولها حجم ثابت وغير قابلة للانضغاط.
الانتهازي: سلوكه غير متوازن قابل للانضغاط. يهتز مع اية عملية تغيير في النظام ويأخذ شكله ولونه. حيث يصطاد غذاءه من أجساد الشعوب، عن طريق إخراج لسانه بسرعة باتجاه فريسته، التي يريد اصطيادها، ومن ثم يبتلعها بسرعة البرق.

المادة :  تتحول المادة من حالتها الغازية إلى الحالة السائلة وبالعكس .وتحول  من حالتها السائلة إلى الحالة الجامدة وبالعكس .
الانتهازي : وهو من الثدييات، يتحول بسرعة فيغير  لونه ضمن عوامل عدة منها، لون المحيط الداخلي والخارجي، وكمية الإضاءة في المكان. سريع البديهية في تغير لونه، لانه يملك حاملات للألوان، كالحرباء، وهي "حاملات الزانثين التي تحتوي على مزيج من ألوان الأصفر والبرتقالي أو الأحمر، وحاملات بلورات البيورين، وهي على شكل بلورات البيورين العاكسة، وحاملات الميلانين ذات اللون البني".
يعيش في حاويات السياسة عموما، وهو  اناني، وانطوائي لا يحب العيش مع انتهازي أخر، في نفس القمامة. ويظهر او يتظاهر، بأنه انسان صادق، وأليف، لكنه يصعب الكشف عنه في الوهلة الاولى بسهولة.

 الموضوع
حينما اِسْتَوَى (الرجل الانتهازي) عَلَى صَهْوَةِ فَرَسِهِ في أول خطوة له، ليدخل الساحة السياسية، او الفنية، او الادبية، او غيرها، معتقدا ان الطريق للوثوب الى القمم سهل لتحقيق أحلامه، التي تفتقر الى أرضية متينة، ينطلق منها الى ما يبتغيه، وصولا الى الكرسي الذي يسحر عباد الله على الارض.

وقبل الولوج في هذا المعترك، حـَمـَلَ على ظهره صُرَراً من احجار ٍ، مغلفة بقشور التفاح، ومسجلة بماركة مزيفة، تحمل اسم (تفاح الامل)، فسار ممتطياً صَهْوة َجواده، يجوب الأرض الله باتجاه الفجر الجديد في ربيع مُسَيـَّج برمال الصحراء، ليوزع للناس كرات ثقافية فارغة، وخالية من حرفي، الحاء والباء، ويتلوا بين الناس، خطابات ومواعظ ، حفظها عن ظهر قلب في الساحات والمسارح العامة والخاصة.
ولم يكن يوما من الايام، يؤمن بأي أيديولوجية معينة، سوى ما يريد هو فقط، ولا يرى في الافق سوى ما يتخيله في عقليته، المصابة بإنفصام الشخصية.

وفي اول مشواره حينما اِسْتَوَى (الرجل الانتهازي) عَلَى صَهْوَةِ فَرَسِهِ، كان يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ، وتخيل ان الأرْضَ قد تخْتَالُ له، بِالنَّبَاتِ، فـَمْشِى الْهُوَيْنَا، جارا وراءه فشله الممهور بحروف الحقيقة.
نعم كثيرة هي الحالات التي صادفتنا ونعيشها يوميا كأمثال هكذا شخصيات، سواء أَكان في معترك الساحة السياسة، او في مسيرتنا الثقافية والفنية، فنجد أنماطا مختلفة من شخصيات متذبذبة، تتلون بأقنعة مختلفة، لها القابلية على ان ترتدي، لباسك، او لباس الاخرين، بالرغم من كون هذا اللباس يليق به، او واسعا او ضيقا عليه، متقمصا الشخصية، التي تناسبة، للتحايل من أجل الوصول الى هدفه، لذا فانه حتما سوف يكبوا أرضًا، لينهض من جديد، دون خجل، او وجل، ودون إستحياء، تماما كحال النعامة، عندما تدفن رأسها ظنا منها أن احدا لا يراها، معتقدا إنه يمتلك زمام الامور، واتقاد الذكاء، فنراه بالامس كان في اقصى اليسار، واليوم يصطف مع اقصى اليمين، وهو ما نسميه في السياسة بمصطلح (الانتهازية) والتي تعني، لغويا، المبادرة، وانتهاز الفرص، لدوافع ذاتية أنانية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الاخرين، بمكر ودهاء في اغتنام الظروف لأهداف ومتطلبات انانية بحتة تقودهم مصالحهم ولا يهمهم الدفاع عن الحقيقة، لأن الحقيقة، كالشمس، تكشف وتهزم الزيف بتعبير أرسطو.
وعندما نقرا الخارطة السياسية، والثقافية، والفنية، نرى البعض، من كان شيوعيا قد صار (قومجي)، ومن كان بعثيا فقد لبس رداء الدين، ومن كان رجل دين، نراه الان تحول الى رجل سياسة، ونشاهده في البرلمان، او في مناصب الدولة. ورأينا، ايضا، مضمدا صار طبيبا، بليلة وضحاها، او ممثلا، وبقدرة قادر، تحوَّلَ الى مخرج مسرحي وسينمائي او كاتب عرائض تربع على كرسي وزارة .... والكل يغني على ليلاه.
فغدت هذه الظاهرة معقدةً، ويصعب معالجتها، ما لم يتم اكتشاف دواء لسرطان هذه النفوس، التي تفشت، وابتلت بها شعوب الارض، في كل مكان وزمان.
..................................
*رئيس المؤسسة العراقية الاسترالية للثقافة والفنون
 رئيس تحرير جريدة العراقية الاسترالية

كن حذرا فما تزرعه اليوم ستحصده غدا/ محمود غازي سعد الدين

   سؤال بات يطرح نفسه هل العراق مقبل على التقسيم على اسس قومية وطائفية ؟ وخصوصا بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في قضاء الحويجة بين المعتصمين في جمع العزة والكرامة وقوات من الجيش العراقي ؟ اعتصامات باتت رائحة البعثية تفوح من خيامهم وازكمت  الأنوف ويقودها المطلوب عزت الدوري بتأييد من جماعات النقش بندية  الارهابية .
 الغريب انه حينما يأتي حديث التقسيم فان السعودية وتركيا وقطر وجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي والأحزاب القومجية في العراق والطائفية وجماعات القلقشندية وفيالق الارهاب يصبح خطابهم واحدا يعارضون ايضا فكرة تقسيم العراق على اسس طائفية ,,, وتجد اصواتهم قد علت بان العراق واحد لا يتجزأ !!! ولكن لم هذه المعارضة انها فقط لغاية في انفسهم القذرة عند خروج نداءات لإقامة كيان شيعي في الوسط والجنوب .
المطربة احلام في برنامج ARAB IDOL قالت لإحدى المشتركات ان العراق واحد ولا يتجزأ فأقام البعض الدنيا ولم يقعدوها في صفحات الفيس بوك والتويتر على رأس المسكينة , رغم ان المشتركة لا تعرف من العربية شيئا سوى النزر القليل من الكلمات العربية وتتحدث بلغة الاشارات , فلهجتها الام هي الكردية , ورغم ذلك فقد تم اختيارها لصوتها واحساسها الذي اعجبهم  رغم ان اللجنة لم تفهم حرفا واحدا مما غنته المشتركة وعندما تغني بصوتها الجميل تضرب اللجنة اخماسا في أسداس !!
هل وصل مستوى تفكيرنا الى مثل هذه الضحالة , ونبعد كل شيء عن معناه الحقيقي ونستبدل الصوت العذب والجمال  وبرنامجا يقدم مواهب وأصوات عذبة ,, الى لغة طائفية وقومية !
  رحمك الله يا فنانا القدير جعفر السعدي عندما كنت تقول عجيب امور غريب قضية , فهؤلاء الطائفيون والقومجية وأصحاب اجندات التقسيم يدركون جيدا ان اي تقسيم طائفي للعراق سيضع 9 محافظات  او اكثر تحت سيطرة الاحزاب الصفوية الايرانية الامبريالية الاستعمارية  العميلة سموها ماشىتم او الوطنية الخالصة اللاتي لا تشوبها شائبة فهذا ليس موضوعي !! حينها ستقع اكثر من 80 بالمائة من منابع النفط في ايديهم ,, ويتعزز النفوذ الايراني بقيادة ولي لا فقيه ايران ,, ويكتمل بزوغ الهلال الشيعي ويصبح بدرا ,, والذي يخشاه القرضاوي وغيره من المنافقين ,, اعود وأقول الضغط من قبل هؤلاء  عبر الاعتصامات والتي دخلت القاعدة بقوة بينها والتهديد والوعيد الذي يمارسونه جهارا نهارا عبر تفجيرات وقنابل وذبح وقتل  ,, فقط لإخضاع الطرف الاخر وإضعاف سلطة المركز التي باتت اكثر قوة وخصوصا  بعد ظهور النتائج الاولية للانتخابات الاخيرة , وقوفي  ضد اقامة كيان شيعي او سني او مسيحي او على اساس قومي  من باب ان هذا المشروع هذا سيقضي ويجهز نهائيا على ظاهرة التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي  وهذا ما يحاولون الوصول اليه ,, التعايش السلمي الذي هو سمة المجتمعات المتحضرة والذي نتلمسه هنا في اوربا ,, فجاري شيعي وجاري الاخر يزيدي ,, والأخر سني ,, وفي المدرسة والدورة والعمل والشارع وقد قلتها في دورة الاندماج لأصدقائي انظروا كيف فرقنا الطغاة والمفسدون والمتطرفون , وجمعتنا الديمقراطية وحقوق الانسان ودول القانون .
ما حدث في قضاء الحويجة اليوم بعد فض اعتصام المعتصمين , ودخول قوات للجيش العراقي للقبض على بعض المطلوبين للقضاء العراقي بعد الاعتداء على نقطة تفتيش وقتل بعض افرادها , وما تبعته من اشتباكات مسلحة وقعت بين الطرفين ادت الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح يعد مؤشرا خطيرا في انزلاق العراق الى حرب اهلية واسعة وهي هدف بعض المنتفعين من هذا الاقتتال , هذه الاحداث لم تأتي من فراغ فمن استمع الى خطب من اعتلوا المنابر يجد ما يقوم به هؤلاء من تحريض وشحذ هذا الطرف ضد ذاك , فاذا كان رب الدار بالإرهاب ناقرا وناعقا فشيمة المعتصمين الارهاب والتفخيخ .
 هناك الكثير من المنتفعين مما يجري وكما يقال يا من تعب يا من شقى يا من على الحاضر لقي , هؤلاء لا تهمهم وان كانت هناك انهار من الدماء تجري دون توقف  . 
 هذه اللحمة يجب ان تبقى ,, وان اختلفنا في عمر وعلي وابي حنيفة والشافعي وجعفر الصادق والامام الرضا ,, وكما يقال فاختلافنا هذا لا يفسد في القضية ودا ,,, فليكن خلافكم جميعا مع وضد من يروج للقتل والفتن والتناحر ,, العراق يحتاج انقلابا فكري على جميع الصعود ورؤى جدية لبناء دولة حقيقة وبعيدا كل البعد عن اية اجندات متطرفة , حينها تقطفون ثمار ما تزرعون  ...
           بلجيكا

في فلسطين صراعٌ على بقايا وطن/ د. مصطفى يوسف اللداوي

الصراعُ على السلطةِ ظاهرةٌ قديمة، عمرها عمرُ الإنسان، وإن بدت وظهرت في المجتمعات الأكثر تنظيماً وتطوراً، بدءاً من العائلة وصولاً إلى أرقى أشكال التنظيم المدني والسياسي المتمثل في الدولة، حيث يبرزُ الوجهاءُ والزعماءُ والقادة، وتكثرُ المصالحُ والمكاسبُ والمنافعُ، وتتناقض الأهواءُ، وتتعارضُ الإراداتُ، وتختلفُ الأهداف، وتنشأ العلاقاتُ الخاصة، وتنمو المصالح الشخصية، ما يخلق حالةً من التنافس والصراع الذي قد يصل إلى الحرب والقتال.
يسعى كلُ طرفٍ للسيطرة والهيمنة، وأحياناً للتفرد والتسلط، وقد يستخدمون في معاركهم مع بعضهم أدواتٍ قذرة، ويلجأون إلى مسالك غير مشروعة، وقد يستعينون بالعدو على الصديق، وقد يتآمرون على حتف الشريك، ويبررون لأنفسهم مختلف الوسائل للوصول إلى السلطة، التي هي غايتهم وهدفهم، غير مبالين بالشعب الذي يتضرر، والمصالح التي تتعطل، والدماء التي تنزف، والطاقات التي تهدر، والاقتصاد الذي يتدهور، والبنى التحية التي تدمر، والحياة التي قد تجمدُ وتصبحُ عصيةً على العيش، مرةً لا تطاق، وبعيدةً لا تُنال، فما يهمهم هو البقاء، وما تشغلهم هي السلطة والمنصب والجاه.
لعل الصراع على السلطة يكون مبرراً في المجتمعات المستقلة، التي تملك قرارها، وتتمتع باستقلالها، ولا تعاني من احتلالٍ ولا من اغتصاب، ولديها اقتصادها الحر، ومصالحها الخاصة، ولا يوجد أخطار تهددها، ولا أعداء يطمعون بها، ولا جيران يتربصون بها، وينتهزون فترات الضعف للإنقضاض عليها، وإزاحة وتغيير حدودها، أو السيطرة على قرارها ومقدراتها، ومصادرة حاضرها وشطب مستقبلها.
فمن الطبيعي أن تنشأ في المجتمعات الآمنة المطمئنة كتلٌ وتحالفاتٌ وأحزاب، وأن تظهر برامج ورؤى، وتعلن سياساتٌ ومخططات، قد تكون مختلفةٌ ومتباينة، يساريةٌ أو يمينية، اشتراكيةٌ أو رأسمالية، ولكنها تهدف إلى النهوض بالمجتمع، والاهتمام بالسكان، وتطوير الحياة، وتوفير ما يلزم للمواطنين، وتلبية احتياجاتهم في مجالات الصحة والتعليم والسكن والعمالة والخدمات العامة، ويحق لمن يقدم أكثر، وينجز أفضل، أن يتقدم على غيره، وللشعب وحده الحرية في المفاضلة والاختيار، وهو صاحب الحق والقرار، وما المتنافسون إلا ساعين لرضاهم، وحريصين على قبولهم، وتأييد برامجهم، ودعم سياستهم.
أما وإن فلسطين ما زالت محتلةً، وفاقدةً لاستقلالها، ولا تملك خياراتها، ولا تقوى على فرض هيمنتها، وبسط سلطتها، وتشكو من اعتداء الإسرائيليين وتوغلاتهم، وتقف عاجزةً أمام أعمال القتل والاعتقال والمصادرة والتجريف والتخريب، ولم تتمكن من نيل الاعتراف الدولي بها كدولةٍ مستقلةٍ كاملة السيادة، ولم تحصل على حقوق وامتيازات الدولِ الكاملة، فلماذا الاختلاف والصراع والتنافس، وعلام الاقتتال والتنابذ، وتبادل الاتهامات والإيغال في الخصومة والمبالغة في العدواة.
لا شئ عندنا يستحق التنافس والصراع، ويوجب الاختلاف والانقسام، فلا كعكة نقتسمها، ولا مكاسب نوزعها، ولا سلطة نتنافسها، بل الأصل أن يكون التنافس بين الفرقاء على المقاومة، وأن يكون السباق على الخدمة، والتمايز على الصمود والثبات، أن يقدم كل طرفٍ أقصى ما عنده على جبهات المقاومة، وفي سوح النضال والمواجهة، وفي سجون العدو ومعتقلاته، أو في ميادين العون والخدمة والمساعدة، إذ لا مجال في ظل الاحتلال الجاثم على صدرونا جميعاً، وفي ظل جداره العازل، واجتياحه المتواصل، وسجونه المفتوحة، وحصاره الذي لا ينتهي، إلا أن نتفق، وأن نضع جانباً خلافاتنا الداخلية، وأن نتوقف عن الصراع على السلطة، والسعي للسيطرة والهيمنة.
أليست مدعاةً للسخرية والتهكم، أن نتصارع على حكم الشعب، والتحكم في رزقه، والتسلط عليه في عيشه، ونحن لا نتجاوز في عددنا الثلاثة ملايين نسمة، وأرضنا مقسمة، ومزارعنا لا نملكها، ومساجدنا لا يحق لنا أن نصلي فيها، ومدننا وقرانا لا تستطيع أن ندخلها، إننا نتنازع السلطة قبل أن تكون، ونقتتل عليها قبل أن تنشأ، ونختلف عليها قبل أن تكون حقيقيةً ذات سيادة، ومع ذلك فإننا نتبارى في بناء الأجهزة الأمنية، وقائية وعسكرية، وجنائية وقومية، وبحرية ومدنية، وشرطة وأمنٍ عامٍ وأمن داخلي وأمنٍ وطني، وغير ذلك من الأجهزة التي فاق عددها تعداد الشعب.
ألا يتنافس المتصارعون على السلطة في البحث عن وظائفٍ للمواطنين، وتوفير فرص عملٍ كريمٍ لهم، وتأمين مستقبلهم، وضمان تعليمهم، وتوفير الطبابة والعلاج لمريضهم، والعمل على تحسين مستوى عيشهم، ورفع رواتبهم، أو تأمين انتظامها، والتأكيد على عدم قطعها.
ألا يتنافس الباحثون عن السلطة في بناء المنازل المهدمة، أو تعمير الشوارع المخربة، أو في جمع القمامة المتراكمة، أو إزالة الركام وبقايا المباني المهدمة، ألا يتسابقون في تنظيم السير، وتحسين وسائل المواصلات، وتقليل عدد الحوادث، ومنع كوارث القتل والدهس، ألا يسعون لتحسين الكهرباء، وزيادة ساعات التغذية، والعمل على ضمان خصولهم عليها خاصةً في ظل شهر الصيف اللاهب الذي يتربص وينتظر.
ألا يسعى المتنافسون على السلطة لتوفير أسباب العيش الكريم للمواطنين، فيوفرون أو يدعمون السلع الغذائية، ويرفعون من مستوى خط الفقر الذي يعاني منه أغلب الفلسطينيين، فلا تعود هناك شكوى، أو بيوتٌ معدمةٌ فقيرة، ولا يقوم مواطنٌ بحرق نفسه، أو نصب خيمةٍ والاعتصام أمام منزلِ أو مكتبِ مسؤولٍ أو وزير، محتجاً على عجزه، وثائراً على فقره، وعدم قدرته على توفير لقمة العيش له ولأسرته.
لكن الغريب في الأمر أن التنافس الحادث بين الساعين للسلطة، واللاهثين وراءها، إنما هو فيما يكره الشعب ولا يحب، وهو فيما يعيب ويشين ويخزي، فهو إما في تنسيقٍ أمني مقيتٍ مع العدو، وتبادلٍ مخريٍ للمعلومات معه، تضر بسلامة المواطنين وأمن الوطن، أو في سباقٍ محمومٍ في السجن والاعتقال والتوقيف والاستدعاء والاستجواب، أو في فرضِ المزيد من الضرائب، أو في اقتناص السيارات والتربص بها، وتحرير المخالفات بحق أصحابها، أو حجزها ومنع حركتها إكراهاً لمالكها أن يدفع، أو يبيع ويخلص.
ألا يحق لنا أن نتساءل عن أسباب هذا الصراع ودوافعه، وعن الجهات التي تحركه، وعن سر التمسك بالسلطة، والخوف من فقدانها، رغم أنها عبئ ومسؤولية، وأمانةٌ يحاسب القائمون عليها، وقد يأتي يومٌ فيه يحاكمون ويعاقبون، إذ في ظل غياب محددات السلطة، وعلامات السيادة، وأمارات القوة وشروط الدولة، فلا معنى لحاكمٍ، ولا قيمةَ لمسؤول، ولا شأن لرئيسٍ، حتى يكون لنا دولةٌ ووطنٌ، ورايةٌ وسفارةٌ وعلمٌ.

ياسمين آذار المخضب بالدم (الحلقة 15)/ محمد فاروق الإمام

أحمد أبو صالح يميط اللثام عن الترتيبات التي سبقت انقلاب الثامن من آذار 1963
نظراً لأهمية شهادة أحمد أبو صالح على العصر التي أجرتها معه قناة الجزيرة الفضائية والصراحة التي اكتنفتها، والشفافية التي ميزتها، ننقل حرفياً ما جاء في هذه الشهادة عن الترتيبات التي تمت قبل وقوع انقلاب الثامن من آذار 1963، ودور حزب البعث في هذه الترتيبات وهو أحد قياداته، وتولى وزارات عديدة بين عامي 1963 و 1966، كما أصبح عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث. وكان من أبرز المقربين من الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ خلال فترة حكمه.
الترتيب لانقلاب 8 آذار وعودة البعثيين للسلطة
أحمد منصور: كيف تم الترتيب لانقلاب 8 آذار 63؟ اللي أنتم سميتوه ثورة بعد كده، وعملتم مجلس قيادة ثورة؟
أحمد أبو صالح: في الحقيقة اكتشفنا فيما بعد إنه أثناء…
أحمد منصور: طبعا دا حزب البعث اللي عملو الانقلاب ده، كده الحزب بدأ ينظم نفسه مرة تانية في ظل..
أحمد أبو صالح: مو بس.. أنا.. أنا هاحكي لك في الحقيقة كان في هناك لجنة عسكرية مشكلة من أيام الوحدة.
أحمد منصور: دي اللجنة العسكرية للبعث، دي اللي شكلت في مصر.
أحمد أبو صالح: في مصر.
أحمد منصور: اللي كان فيها حافظ الأسد، وكان فيها أمين الحافظ ومحمد عمران.
أحمد أبو صالح: محمد عمران لأ أمين الحافظ ما له علاقة، أمين الحافظ ضم إلى اللجنة العسكرية بعد عودته من الأرجنتين.
أحمد منصور: كان أغلبها من العلويين.
أحمد أبو صالح: أغلبها من العلويين، وفيه 2،3 دروز، هادول إذا..
أحمد منصور (مقاطعا): ممكن تقول لنا مين هم لو أنت تذكر؟
أحمد أبو صالح: أنا اللي باذكرهم الآن، طبعا هادول حافظ الأسد ومحمد عمران وصلاح جديد زائد مزيد هنيدي زائد مثلا عثمان كنعان..
أحمد منصور: كل دول علويين الخمسة؟
أحمد أبو صالح: عثمان.. لأ مزيد هنيدي درزي، عثمان كنعان والثلاثة الآخرين عمران وصلاح وحافظ هادولا علويين، أجه أمين الحافظ من الإرجنتين ضموه لأنه إجا وزير داخلية يعني وهو عسكري بعده رئيس أركان، فضموه للجنة، عثمان كنعان أصله من اللواء، .. فيه محمود الحاج محمود، العقيد محمود الحاج.. صار مسؤول مخابرات بعد 8 آذار، فيه.. هادول اللي أتذكرهم.
أحمد منصور: كان دورك التنظيمي إيه انت في الفترة دي؟ فترة الانفصال؟
أحمد أبو صالح: أنا قبل 8 آذار، أنا عضو قيادة قطرية موسع، هيك بيسموها، وبالتسمية من دون انتخابات لأنه العمل سري.
أحمد منصور: وكان مين الأمين العام؟
أحمد أبو صالح: الأمين العام شبلي العيسمي.
أحمد منصور: شبلي العيسمي.
أحمد أبو صالح: لأنه الأستاذ ميشيل وقع على هاي ما يسمى وثيقة الانفصال، صار إلى حد ما مرفوض حزبيا، وشخص وقع يصير أمين قطري، ما يصير، فصار شبلي، لكن كان أستاذ صلاح الدين يصدر جريدة (البعث)…
أحمد منصور: صلاح البيطار.
أحمد أبو صالح: والاجتماعات تتم غالبا في مكاتب جريدة البعث، فكنت أنا عندما أسافر إلى دمشق التقي بالبيطار وبالعيسمي، والعيسمي هو يعمل جولات على المحافظات، ويتعمد ما ينام بالفنادق؟ مثلا بحلب بينام عندي وإلى آخره، وبهذاك الوقت مو معروف إنه في لجنة عسكرية، إنه في ضباط بعثيين، وهادول جاهزين للقيام بعمل، لكن وعلى أساس أنه هادول بيؤتمروا بأمر اللجنة العسكرية قبل أن يؤتمروا بأمر قيادة الحزب.
أحمد منصور: كان فيه صراعات في ذلك الوقت بين رئيس الدولة ناظم القدسي وبين رئيس الوزراء خالد العظم، ما بين رئيس الوزراء خالد العظم ما بين قائد الجيش زهر الدين، خالد العظم كان بيرفض إعادة الأحكام العرفية، دول كان بيطالبوا لأنه كل يوم والثاني مظاهرات وهتافات لعبد لناصر وللوحدة، حتى إن خالد العظم في مذكراته وصف ما كان يحدث من مظاهرات وغيرها فقال: كانت صور.. احتلت صور عبد الناصر كذلك جدران غرف الطلاب شبانا وشابات، وعلقت ضمن الإطارات على صدور الكواعب، إلى جانب صور الكواكب المتلألئة في سماء التمثيل والسينما، وقد تدلت تلك الصور على الحبال كما تعلق الخرفان في دكاكين القصابين، أو رفعت على رؤوس العصي، وطيف بها في الشوارع كلافتات الإعلان عن الحفلات البهلوانية، وإلى جانب هذه الدعاية المرئية استعملت الدعاية السمعية على أوسع مدى في الإذاعة والتليفزيون سواء بالمقالات أو الأخبار أو لتعليقات، او بالأغاني والأناشيد، حتى أصبح اسم عبد الناصر يتردد على الألسنة ويعبر.. وعبر الأذان أكثر مما يتردد اسم خالق الأرض والسماوات على ألسنة العباد.
ما رأيك في هذه الصورة اللي رسمها خالد العظم؟
أحمد أبو صالح: هو يعني خالد العظم يعني حاول يقيم علاقة مباشرة مع الجماهير، فبدأ بزيارة بعض المحافظات، فوجئ عندما وصل إلى حوران، ودعا الجماهير إلى الاجتماع، وهيأ له المحافظ والناس الموجودة هناك اجتماع، ما فيه واحد إلا يعني ضربه بالطماطم بالبندورة، فطلع مغسل المسكين من فوق لتحت بالطماطم، وقطع الزيارة ورجع، وأحس بأنه لا مكان له أو لغيره إذا لم يكن إيجابيا من مصر، وبالتالي الوحدة وعبد الناصر أيضا.
أحمد منصور: شعب مخدوع.
أحمد أبو صالح: معلش، أنا الآن.. أنا الآن عم باوصف لك واقع، الشعب بالمحصلة كان صعب خداعه، صعب، جزء بيجوز.. بيجوز يستغرق وقت لحتى يكتشف الحقيقة لكن يكتشف…
أحمد منصور: لكن الشعوب دي شعوب واعية؟
أحمد أبو صالح: ياسيدي هل أنا.. أنا.. أسمح لي.. أنت هلأ آخذ دور المحقق سيدي - مثل ضابط مخابرات طب أسمح لي أنا أطرح عليك سؤال.
أحمد منصور: تفضل.
أحمد أبو صالح: الآن لو كانت الوحدة قائمة بعبد الناصر أو بغير عبد الناصر، الوحدة بين سورية ومصر…
أحمد منصور: كانت إسرائيل انتهت من يومها.
أحمد أبو صالح: لو كانت قائمة.
أحمد منصور: دا لو كانت وحدة على أسس تحترم قيمة الإنسان الذي يغير كل شيء، وليست قائمة على إذلاله وقتله وتعذيبه، ووضعه في الأسيد..
أحمد أبو صالح: كويس.. كويس على رأسي، على رأسي، إذن عزيزي.. إذن أنت.. إذن أنت مع مبدأ الوحدة..
أحمد منصور: بدون شك.. ما فيه حد ضد الوحدة.
أحمد أبو صالح: طيب أنت الظروف الموضوعية التي تنادي بها ستنضج كي نقيم وحدة بين سورية والعراق، أو سورية ومصر.
أحمد منصور: حينما تقوم أنظمة الحكم هذه باحترام آدمية الإنسان العربي، وإعطاء هذا الإنسان حقه كإنسان، وصناعة الحضارة في الإنسان، مش بالشعارات، واللي يفتح بقه زيك، يروح يتحاكم أو يتحط ويترمى، والتانيين يتحطوا في الأسيد.
أحمد أبو صالح: يا صاحبي أنا مع.. ما بيهم، أنا معك.. أنا معك.. إذن الحل ليس بالدعوة اليوم لتحقيق الوحدة بين سورية والعراق أو سورية ومصر، وإنما تكنيس الأنظمة التي تحول دون قيام الوحدة، أنا معك 100%، علينا أن نناضل في سبيل تكريس..
أحمد منصور: الوقت إللي كان.. بعد.. بعد ما كان في ايدكم أنكم تعملوا ده عمليا، ورحتم مشيتم في الشعارات، وفي الطريق ده، دلوقتي معايا..
أحمد أبو صالح: صح.. صح.. صح أخطأنا لأنه كنا وحدويين، أخطأنا لأنه قبلنا أن تقوم الوحدة على.. على.. على حل الأحزاب.
أحمد منصور: وحدويين أيه؟ إذا أنت.. من حلقتين فاتوا قلت لي إن السعدي، إن جيتوا تعملوا وحدة مع العراق قال لكم إحنا عايزين نعمل لوحدة في الشام عشان البنات حلوين، ونروح هناك نتونس دول السياسيين اللي بيحكموا، كل واحد بيدور على كاس يشربه على وحدة يجري وراها بالليل.
أحمد أبو صالح: لأ يعني.. لأ.. لأ معلش.. مع احترامي.. شوف.. شوف بيطول لي عمرك، يطول لي عمرك يا أستاذ أحمد، يعني وقت بيجي شخص مسؤول مثل علي الصالح السعدي، وبيحكي كلمة على سبيل النكته، وفعلا أنه دمشق غير بغداد أخي، وخاصة بصيت.
أحمد منصور: هي دي كانت نكته، ولا كان دا واقع أيضا في فترة الوحدة بين مصر وسورية؟
أحمد أبو صالح: لأ.. نكتة شو يعني إنه.. إنه يجوا.. إلى دمشق..
أحمد منصور: في فترة الوحدة بين مصر وسورية، وموضوع دخول النساء في الموضوع، موضوع النساء دا دمر كثير من الأشياء.
أحمد أبو صالح: حتى اليوم، وقبل مجيئنا نحن، مع الأسف الشديد، تبين لنا أن المرأة، وخاصة اللي بتعري صدرها وبتعري ذراعيها، واللي بتهز ردفها يعني تفعل يمكن فعل النار بالهشيم، مع الأسف الشديد يعني..
أحمد منصور: في السياسيين.
أحمد أبو صالح: أيه مع الأسف الشديد.
أحمد منصور: في 8 آذار 1963 قام انقلاب قاده زياد الحريري وراشد القطيني ومحمد..
أحمد أبو صالح: القطيني.
أحمد منصور: قطيني وأعاد هذا الانقلاب أو جاء بالبعث إلى السلطة على انقلاب الانفصاليين،
وأصبحت خرجت من السجن إلى الوزارة.
أحمد أبو صالح: نعم.. نعم.
أحمد منصور: الرئيس كان بيودوه من القصر الجمهوري للسجن، وبعدين يطلعوه من السجن إلى القصر الجمهوري مرة ثانية، أو يروحوا يودوه البيت ناظم القدسي بالذات، وبعدين ياخدوه من البيت يودوه القصر الجمهوري ثانية، يرفدوه أسبوع ويرجعوه، أنت ودوك السجن وطلعوك على الوزارة، والي كانوا في الحكم..
أحمد أبو صالح: مين اللي ودوني السجن؟ النظام ما قبل 8 آذار..
أحمد منصور: أنت.. واللي كانوا في الحكم، أنتم خدتوهم ودتوهم السجن…
أحمد أبو صالح: كمان لأ.. وحطوني أنا أيام حكمنا نحنا البعثيين، أنا قعدت سنتين ونص بالسجن.
أحمد منصور: لسه ها جي لك بالتفصيل لهذه الأساليب القائمة على إهانة آدمية الإنسان، وعلى تضييع حقوق هذه الشعوب في الأشياء التي أدت إلى الواقع المأساوي التي تعيش فيه الأمة.
أحمد أبو صالح: أنا معك 100%.
أحمد أبو صالح: موجودة بالاسم فقط حزب الشعب، الحزب الوطني..
أحمد منصور: بما فيها حزب..
أحمد أبو صالح: كانوا يعني يعني في الحقيقة غير قادرين على تحريك الشارع.
أحمد منصور: بما فيها حزب البعث؟
أحمد أبو صالح: لأ، حزب البعث راح آتي على ذكره، يعني الشيوعيين حركوا الشارع، أعلنوا إضرابات، في مؤسسات الكهرباء والنقل.. لشل حركة النقل، عمال الكهرباء ما عادوا يداوموا مظاهرات وإلى آخره، البعثيين أرادوا  يردوا عليهم، في الحقيقة الشيوعيين في المدن كانوا أقوياء، والبعثيين في مدينة حلب وجودهم محدود جدا، يعني عددهم محدود خلينا نقول بالعشرات.
أحمد منصور: كان فيه صراعات في ذلك الوقت بين رئيس الدولة ناظم القدسي وبين رئيس الوزراء خالد العظم، مابين رئيس الوزراء خالد العظم وما بين قائد الجيش زهر الدين، خالد العظم كان بيرفض إعادة الأحكام العرفية، دول كان بيطالبوا لأنه كل يوم والثاني مظاهرات وهتافات لعبد الناصر وللوحدة، حتى إن خال العظم في مذكراته وصف ما كان يحدث من مظاهرات وغيرها فقال: (كانت صور .. احتلت صور عبد الناصر كذلك جدران غرف الطلاب شبانا وشابات، وعلقت ضمن الإطارات على صدور الكواكب، إلى جانب صور الكواكب المتلألئة في سماء التمثيل والسينما، وقد تدلت تلك الصور على الحبال كما تعلق الخرفان في دكاكين القصابين، أو رفعت على رؤوس العصي، وطيف بها في الشوارع كلافتات الإعلان عن الحفلات البهلوانية، وإلى جانب هذه الدعاية المرئية استعملت الدعاية السمعية على أوسع مدى في الإذاعة والتلفزيون سواء بالمقالات أو الأخبار أو التعليقات، أو بالأغاني والأناشيد، حتى أصبح اسم عبد الناصر يتردد على الألسنة ويعبر.. وعبر الآذان أكثر مما يتردد اسم خالق الأرض والسماوات على ألسنة العباد).
ما رأيك في هذه الصورة اللي رسمها خالد العظم؟
أحمد أبو صالح: هو يعني خالد العظم يعني حاول يقيم علاقة مباشرة مع الجماهير، فبدأ بزيارة بعض المحافظات، فوجئ عندما وصل إلى حوران، ودعا الجماهير للاجتماع، وهيأ له المحافظ والناس الموجودة هناك اجتماع، ما فيه واحد إلا يعني ضربه بالطماطم بالبندورة، فطلع مغسل المسكين من فوق لتحت بالطماطم، وقطع الزيارة ورجع، وأحس بأنه لا مكان له أو لغيره إذا لم يكن إيجابيا من مصر، وبالتالي الوحدة وعبد الناصر أيضا.
أحمد منصور: شعب مخدوع..
أحمد أبو صالح: معلش، أنا الآن.. أنا الآن عم باوصف لك واقع، الشعب بالمحصلة كان صعب خداعه، صعب، جزء بيجوز يستغرق وقت لحتى يكتشف الحقيقة لكن يكتشف…
أحمد منصور: لكن الشعوب دي شعوب واعية؟
أحمد أبو صالح: يا سيدي هل أنا .. أنا.. اسمح لي.. أنت هلا آخذ دور المحقق سيدي، مثل ضابط مخابرات طب اسمح لي أنا
أطرح عليك سؤال.
أحمد منصور: تفضل.
أحمد أبو صالح: الآن لو كانت الوحدة قائمة بعبد الناصر أو بغير عبد الناصر، الوحدة بين سورية ومصر..
أحمد منصور: كانت إسرائيل انتهت من يومها.
أحمد أبو صالح: لو كانت قائمة.
أحمد منصور: دا لو كانت وحدة على أسس تحترم قيمة الإنسان الذي يغير كل شيء، وليست قائمة على إذلاله وقتله وتعذيبه، ووضعه في الأسيد..
أحمد أبو صالح: كويس..كويس على راسي، على راسي، إذن عزيزي.. إذن انت.. إذن انت مع مبدأ الوحدة.
أحمد منصور: بدون شك.. ما فيه حد ضد الوحدة.
أحمد أبو صالح: طيب انت الظروف الموضوعية التي تنادي بها ستنضج كي نقيم وحدة بين سورية والعراق، أو سورية ومصر.
أحمد منصور: حينما تقوم أنظمة الحكم هذه باحترام آدمية الإنسان العربي، وإعطاء هذا الإنسان حقه كإنسان، وصناعة الحضارة في الإنسان، مش بالشعارات، واللي يفتح بقه زيك، يروح يتحاكم أو يتحط ويترمي، والتانين يتحطوا في الأسيد.
أحمد أبو صالح: يا صاحبي أنا .. ما يهم، أنا معك.. أنا معك..أنا معك.. إذن الحل ليس بالدعوة اليوم لتحقيق (الوحدة) بين سورية والعراق أو بين سورية ومصر، وإنما تكنيس الأنظمة التي تحول دون قيام هذه الوحدة، أنا معك 100%، علينا أن نناضل في سبيل تكريس..
أحمد منصور: الوقت اللي كان.. بعد.. بعد ما كان في ايدكم انكم تعملوا ده عمليا، ورحتم مشيتم في الشعارات، وفي الطريق ده، ودلوقتي معايا..
أحمد أبو صالح: صح.. صح.. صح أخطأنا، مو أخطأنا لأنه كنا وحدويين، أخطأنا لأنه قبلنا أن تقوم الوحدة على.. على.. على حل الأحزاب.
أحمد منصور: وحدويين إيه؟ إذا أنت.. من حلقتين فاتوا قلت لي إن السعدي، إن جيتوا تعملوا وحدة مع العراق قال لكم إحنا عايزين نعمل الوحدة في الشام عشان البنات حلوين، ونروح هناك نتونس دول السياسيين اللي بيحكموا، كل واحد بيدور على كاس يشربه على واحدة يجري وراها بالليل.
أحمد أبو صالح: لأ يعني.. لأ.. لأ معليش.. مع احترامي.. شوف.. شوف يطول لي عمرك، يطول لي عمرك يا أستاذ أحمد، يعني وقت بيجي شخص مسؤول مثل علي الصالح السعدي، وبيحكي كلمة على سبيل النكتة، وفعلا أنه دمشق غير بغداد أخي، وخاصة بصيت..
أحمد منصور: هي دي كانت نكتة، ولا كان دا واقع أيضا في فترة الوحدة بين مصر وسورية؟
أحمد أبو صالح: لا.. نكتة شو يعني أنه.. إنه يجوا.. إلى دمشق..
أحمد منصور: في فترة الوحدة بين مصر وسورية، وموضوع دخول النساء في الموضوع، موضوع النساء دا دمر كثير من الأشياء.
أحمد أبو صالح: حتى اليوم، وقبل مجيئنا نحن، مع الأسف الشديد، تبين لنا أن المرأة، وخاصة إلي بتعري صدرها وبتعري ذراعيها، واللي بتهز ردفها يعني تفعل يمكن فعل النار بالهشيم، مع الأسف الشديد يعني..
أحمد منصور: في السياسيين.
أحمد أبو صالح: إيه مع الأسف الشديد.
أحمد أبو صالح: في 8 آذار 1963 قام انقلاب قاده زياد الحريري وراشد القطيني ومحمد..
أحمد منصور: وأعاد هذا الانقلاب أو جاء بالبعث إلى السلطة على انقلاب الانفصاليين، وأصبحت خرجت من السجن إلى الوزارة.
أحمد أبو صالح: نعم..نعم.
أحمد منصور: الرئيس كان بيودوه من القصر الجمهوري للسجن، وبعدين يطلعوه من السجن للقصر الجمهوري مرة تانية، أو يروحوا يودوه البيت، ناظم القدسي بالذات، وبعدين ياخدوه من البيت يودوه القصر الجمهوري مرة تانية، يرفدوه أسبوع ويرجعوه، أنت ودوك السجن وطلعوك على الوزارة، واللي كانوا في الحكم..
أحمد أبو صالح: مين اللي ودوني السجن؟ النظام ما قبل 8 آذار إيه..
أحمد منصور: أنت.. ولي كانوا في الحكم، أنتم خدتوهم ودتوهم السجن..
أحمد أبو صالح: كمان لأ.. وحطوني أنا كمان أيام حكمنا نحنا البعث، أنا قعدت سنتين ونص بالسجن.
أحمد منصور: لسه هاجي لك بالتفصيل، لسه هاجي لك بالتفصيل لهذه الأساليب القائمة على إهانة آدمية الإنسان، وعلى تضييع حقوق هذه الشعوب في الأشياء التي أدت إلى الواقع المأساوي التي تعيش فيه الأمة.
أحمد أبو صالح: أنا معك 100%.
يتبع

مصيـر الإرهـابي/ مهندس عزمي إبراهيـم

الشر لا يعيش في النفوس الطيبة. لأن النفس البارة أرضٌ خصبة للخير، تحتضن بذوره من ثلاث مصادر أساسية: وهي مبادئ الأديان السامية، وعدالة القوانين المدنية الإنسانية، ونقاء البيئة وما تمنحه للإنسان من رعاية أسرية وإجتماعية. وللخير مزايا رائعة تعود ليس فقط على حامليه بل على المحيطين بهم، أي عائلاتهم ومجتمعهم ووطنهم والعالم أجمع. وقد قيل في المثل الشعبي "الخير يعُم على الكل والشر يعود لاصحابه".
ولكن للشر بريق لامع خادع مغري، يضوي في ظلام النفوس الضعيفة كشرار النار. وقد يخبو بريق الشر في تلك النفوس مؤقتاً تحت عوامل الأديان والقوانين والعرف الاجتماعي، ولكنه لا يلبث أن ينتفض ويشتعل ناراً حارقة مدمرة تحت عوامل عديدة تدفعهم لارتكاب الأعمال الشريرة.كالظلم والعنف والارهاب والقتل والتحرش والخطف والاغتصاب والهدم والحرق، وغير ذلك من موبقات. وقد تنبثق تلك المشاعر السوداء نابعة من الذات، أو مدفوعة من البيئة، أو من الإثنين معاً. أي قد ينبت الشر في بعض النفوس من أمراض نفسية شخصية، أو من بذور يبذرها آخرون يحملون تلك النوازع الشريرة ويدفعون الضعفاء لتنفيذ مخططاتهم إما تابعين مخدوعين، أو محتاجين مأجورين.
هل ينتصر الشر؟؟  نعم. وهل ينتصر الشرير؟؟  نعم.
نعم، كما ينتصر الظالم الذي يستمرئ ظلم الأبرياء. وكما ينتصر الطاغية أو الفوضوي الغوغائي الذي يستقوى على الضعفاء. وكما ينتصر الإرهابي عندما يُفَجِّر القنابل ويزهق أرواحاً بريئة، ويسفك دماء أطفال ونساء ورجال لم يحركوا إصبعاً في حياتهم لالحاق ضرر به. بل لم يلتق بهم ولم يروا وجهه في حياتهم.
ولكن هل يطول انتصار الشر والشرير؟؟  بالطبع لا.
فلم يطل انتصار هتلر وأسامة بن لادن والزرقاوي والشابين الشيشنيين الذين فجرا ماراثون بوسطن. كل انتصاراتهم كانت قصيرة الأمد. لم تدم. بل طالتهم الهزيمة جميعاً بعد سنين أو بعد ساعات!! قد ينتصر الارهابي فترة وينتشي من زهوة شرِّه وانتصاره المؤقت، ولكنه سيعيش طريداً، وسينال مرارة الهزيمة إن عاجلا أو آجلا. وقد قيل: "ليس المهم أن تكسب معركة، المهم أن تكسب الحرب".
فنصرُ الإرهابي نصرٌ زائفٌ ومؤقتٌ. ومصيره على الأرض أسوأ من مما فعل بضحاياه الأبرياء. أما مصيره بعد حياته فعدل الله خالقه وخالق ضحاياه كفيل به. "لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 10-12)
وأضيف:
ومهمـا الجبـــان خـــاف واستخِـبَّى
وواخــد الحيــاة في مفهومُـه لِعـبَــه
نــار تحـت تِبـــن.. ودخانــها بايــن
مُــراوغ وخايــن
سَـيـَّــح دمــــاء.. نــــاس أبريــــاء
وحطـَّم وهَــدِّم.. وثـَكـِّـل ويتــِّـم
بكل افتـــــراء
باســـم الديـــانة.. واســـم الإلــــَــه
ما خــَـلا وراه
لا شـرَّف ديــانـة.. ولا راعَـى إلــَـه
حيخسر حيـــاته بطلقــة ف دقيـــقة
بنفـس الســلاح.. ونفـس الطريــقة
وياخــــد جـــزاه
وياخـــد معـــاه
شَـــرُّه العتيــــد
فلا عـاش مجاهــد ولا مـات شهيـد
*******
مهندس عزمي إبراهيم

لماذا قاطعت الحركة الاسلامية (الشق الشمالي) مسيرة العودة الى خبيزة؟/ شاكر فريد حسن

جرت يوم الثلاثاء الماضي مسيرة العودة الى قرية خبيزة المهجرة في منطقة الروحة ، التي تنظمها لجنة المهجرين منذ 16 عاماً في ذكرى النكبة الفلسطينية ، التي حولت شعبنا الى لاجئين في الخيام السود. وقد قاطعت الحركة الاسلامية (الشق الشمالي) بقيادة الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب هذه المسيرة بعد ان كانت تشارك فيها خلال السنوات الماضية .
وزعمت الحركة في بيان لها ان قرارها بعدم المشاركة هو وليد اللحظة ، وانها لم تلزم ابناءها بحضور المسيرة لانها من تنظيم جمعية المهجرين وليس من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية او بالتنسيق معها او استشارتها ، وهذه اللجنة- حسب قولهم- انفردت بالقرارات ،ولذلك فانها غير ملزمة بالمشاركة فيها . في حين قال الصحفي عبد الحكيم مفيد عضو المكتب السياسي للحركة ان عدم المشاركة هو ردة فعل على ما حدث في يوم الارض الأخير ، وهو يعني  رفع الاعلام السورية والاعتداء على الاعلامي الياس كرام وطاقم الجزيرة . اما الشيخ كمال خطيب فراح يصب جام غضبه على "شبيحو وشبيحات مجتمعنا الذين يلوحون بعلم النظام السوري " معتبراً ان عدم المشاركة بمسيرة العودة هو استفراد لجنة المهجرين بالقرار ورفضها العمل ضمن منظومة اجتماعية". فماذا عدى مما بدا ، وماذا تغيروطرأ على هذا الموضوع من السابق حين كانت الحركة تشارك في المسيرات السابقة..!
ان العارفين ببواطن الامور يدركون ويعرفون جيداً ان سبب المقاطعة هو مشاركة العنصر النسائي الى جانب الرجال ، وان الحركة تصب كل جهودها  ومحاولاتها،وتستخدم كل الاساليب بهدف منع هذا الاختلاط بين الجنسين انطلاقاً من معتقداتها وايديولوجيتها وموقفها الرجعي من المرأة . وهو مطلب رئيسي تتمسك به دائماً حين يكون هناك اعمال احتجاج او مناسبة وطنية او تظاهرة جماهيرية وحدوية .
ان الحركة الاسلامية كغيرها من الحركات الاصولية السلفية الرجعية تحاول جاهدة فرض افكارها واجندتها السياسية والفكرية والقيمية على مجتمعنا وجماهيرنا ، واحكام السيطرة والهيمنة على الهيئات التمثيلية لشعبنا ، وفي مقدمتها لجنة المتابعة العليا المكونة من جميع الحركات والاطياف السياسية والتنظيمات الحزبية الفاعلة في الشارع العربي .واننا نرى بعدم مشاركة الحركة الاسلامية في مسيرة العودة لهذا العام محاولة جديدة لفرض وتكريس تقاليدها ومواقفها وفكرها وعقليتها الاصولية ، وخروجاً عن الاجماع الوطني الوحدوي للجماهير الفلسطينية داخل الخط الاخضر .
لا احد ينكر بان هناك بعض التصرفات الصبيانية  والسلوكيات الشاذة وعدم الالتزام بالقرارت الجماعية وخرقها من قبل مجموعة هامشية ، تترك اثراً سلبياً على العمل الوحدوي المشترك ، ولكن هذا ليس سبباً لعدم مشاركة ابناء الحركة الاسلامية الشمالية في مناسبة وطنية جليلة ومجيدة كمسيرة العودة الى خبيزة ، وهم  السباقون في خرق القرارات ورفع الرايات الخضراء .
ولا شك ان محاولات اقطاب الحركة الاسلامية عزل واقصاء النساء من مقدمة النشاطات الوطنية الى الخلف بعيداً عن الرجال خمسين متراً يضر بمشروعنا السياسي الوطني والاجتماعي المستقبلي ، الذي يتحقق فقط بالنضال الوحدوي والعمل الجماعي واحترام الآخر والمساواة الحقيقية بين الرجل والمراة .
لقد نجحت مسيرة العودة الى قرية خبيزة المهجرة دون مشاركة الحركة الاسلامية الشمالية ، ورغم المزايدات والجعجعات الفارغة من جهابذة الفكر  الرجعي المتعصب . وقد اثبتت جماهيرنا بقواها السياسية والفكرية انها باقية على العهد،  وذلك بالسير في طريق ودرب النضال والكفاح الوطني الديمقراطي الوحدوي دفاعاً عن الكرامة والحياة والبقاء في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه ، وستبني المستقبل والغد المشرق الذي تنشده وتسعى اليه ، وتؤسس مجتمع مدني تعددي ديمقراطي حضاري منفتح يحترم الآخر ويتسع لكل الاراء والمواقف والاجندات والاجتهادات . وسيلفظ شعبنا كل الانعزاليين والمنشقين والرجعيين المتزمتين ، الذين يريدون اعادتنا الى مئات السنين الى الوراء ، الى زمن الجاهلية .

بلطجية شبيحة "حماس"..!/ شاكر فريد حسن

ان ما جرى خلال المهرجان الشعبي التضامني في قطاع غزة مع اسرى الحرية بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني،الذي شاركت فيه مختلف القوى الوطنية والاسلامية وفصائل العمل الوطني والاهلي، من عراك بالايدي واعمال بلطجية  ، أثار فينا الاسى والاشمئزاز والقرف والغضب العارم .
فقد ساءنا ما قام به نفر من شبيحة حركة "حماس" من تخريب للمهرجان وضربة في خصر اسرى فلسطين ، حين انزلت بالقوة الرفيق  طلعت الصفدي ، القيادي في حزب الشعب الفلسطيني  ، من منصة الخطابة عندما كان يلقي كلمة القوى الوطنية والاسلامية ، التي المح من خلالها بضرورة تنحي اسماعيل هنية واستقالة حكومته بهدف فتح الباب والمجال امام تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ، وانهاء حالة الخصام والانقسام المهين والمدمر والمضر بقضيتنا المقدسة ومشروعنا الوطني الفلسطيني التحرري ، كبادرة حسنة وخطوة شجاعة مماثلة وموازية لما فعله الدكتور سلام فياض قبل ايام بتقديم استقالته للرئيس محمود عباس .
وهذه الحادثة المرفوضة جملة وتفصيلا، التي فجرت اجتماع التضامن مع اسرانا في غياهب السجون الاحتلالية ، هي بمثابة سلوك غير مبرر وتصرف غير مسؤول من قبل عناصر حركة "حماس" ،  وتكشف بشكل واضح حقيقة هذه الحركة السلفية الاصولية الرجعية ، التي لا تعطي مساحة لحرية وحق الاختلاف والتعبير عن الرأي والموقف السياسي ، وعدم قبولها بالرأي الآخر، ولجوئها الى العنف الاستبدادي والقمع الاقصائي والارهاب الفكري وتكميم الافواه في فرض ارائها ومعتقداتها على المجتمع الفلسطيني . وهذا ما لمسناه في مسلكياتها واجراءاتها منذ اقامة امارتها في غزة ، حيث قمعت الاصوات والاراء المعارضة والمناهضة لسياستها وأفكارها وطروحاتها ، واعتقلت الصحفيين والاعلاميين وحققت معهم ، ومنعت الصحف الفلسطينية الصادرة في الضفة الغربية من دخول القطاع ، وزجت بالكثير من اعضاء الحركات والفصائل الوطنية الفاعلة بالسجن ،ومارست ضدهم اساليب الترهيب والترغيب والتعذيب النفسي ، فضلاً عن فرض الحجاب على المحاميات الفلسطينيات ، وامرت باللباس الشرعي في جامعة الاقصى ، والفصل بين الذكور والاناث في المدارس ، وملاحقة اصحاب السراويل الساحلة وقصات الشعر الغريبة والجل ، ومنعت السباحة بلباس البحر القصير وغير ذلك من اعمال تتعارض وتتنافى مع الحريات الشخصية والعامة والمعتقدات الايديولوجية والفكرية .
ومع ادانتنا واستكارنا الشديد لما قامت به عناصر "حماس" وشبيحتها من فعل غوغائي  اقصائي بحق المناضل الشيوعي والقيادي في حزب الشعب طلعت الصفدي ، فانني اتفق مع طرحه ورؤاه وتلميحاته بضرورة استقالة الاخ اسماعيل هنية كبادرة وطنية لاستعادة الوحدة الوطنية في الشارع الفلسطيني ، وانجاز المصالحة الوطنية ، التي طال انتظارها . ولتتوقف اعتداءات المليشيات الحمساوية ضد القوى الوطنية المناضلة ، التي تغرد خارج السرب ، وليتسع الهامش الديمقراطي لكل الآراء السياسية والمواقف المختلفة على ساحة العمل الوطني. فما يحدث على الارض من اعمال بلطجية وزعرنة  بعيد كل البعد عن مبادئ الثورة وعن شيمنا واخلاقنا ومسلكياتنا وتقاليدنا الديمقراطية والثورية كشعب حضاري وديمقراطي يؤمن بحرية الاختلاف ويتصدى للقمع والكبت والبطش الاحتلالي .
وحذاري من استمرار الفرقة والتجاذب والشرخ في الجسد الواحد والبيت الفلسطيني ، الذي كان على الدوام حصيناً وعصياً على الاختراق والانكسار .

عقدة الخواجة/ رأفت محمد السيد

  المجتمع المصري منذ زمن بعيد قد يرجع إلى الإحتلال الإنجليزى لمصر اعتاد علي احترام "الخواجة" حيث جعله دوما نصب عينيه مضرب الأمثال فى الإلتزام المهنى والسلوكى ، ولم تكن الثقة فى الخواجه وليدة الصدفة ، ولكن هى نتيجة واقع ملموس ، ومشاركة ، ومحاكاه كانت ومازالت لما يتميز به هذا الخواجة من إحترام لكلمته وتعاقداته واتفاقياته ، فقد كان أهم مايميز الخواجه وهو الأجنبى ( صاحب العمل ) فى مصر أنه إعتاد أن يعطى الحقوق لاصحابها من العاملين تحت إدارته وإشرافه ، ماداموا يؤدون ماعليهم و يحققون المستهدف والمخطط المنشود على أكمل وجه ، ومن هنا إستقرت المقولة الشهيرة "عقدة الخواجه" لدى المصريين ، من منطلق الثقة فى هذا الخواجة الذى تفوق على كثير من  المصريين فى اداء الحقوق لاصحابها ، ولكن السؤال المحير هنا : هل الخواجه اليوم مثل الخواجة الذى عرفناه وسمعنا عنه إبان الإحتلال الإنجليزى لمصر ؟ الإجابة بالطبع بالنفى لأن دوام الحال من المحال وطبيعة الدنيا فى التغيير ، والخواجة اولا واخيرا بشر، ولكن عندما يكون التغيير فى أشياء راسخة فى الاذهان ، فلابد ان نبحث وننقب عن اسباب هذا التغيير الذى اصاب الخواجة من عصر لعصر ، رغم مايتمتع به من ثقة لدى المصريين وانطباع دائم انه لايحيد عما يلتزم به مطلقا " فالإنطباعات الاولى تدوم " كما يقال  .

إذن مالسبب فى تغير "الخواجة" صاحب العمل اليوم فى عدم الوفاء بإلتزاماته تجاه العاملين فى المؤسسات والشركات والبنوك التى يديرونها ؟ والإجابة على هذا السؤال من وجهة نظرى المتواضعة  تكمن فى أمرين هما : "الأول" يكمن فى وجود بعض المصريين الذين يكرهون الخير لزملائهم  والمقربين من الخواجة والذين يحاولون كسب ثقته وحبه على حساب ألاف العاملين بدعوى التوفير وتحقيق اعلى الارباح للشركة أو المؤسسة التى يملكها ولو جاء ذلك على حساب ألاف العاملين الذين هم السبب الاول لكل ماتحقق  من ارباح وإستقرار مالى .
والغريب أن هؤلاء المقربين من الخواجه فى سبيل إقناعهم الخواجة (بالمنع ) عن العاملين يظفرون هم (بالمنح)  والعطايا ، فيتم مكافأتهم بسخاء على إدعاءهم كذبا وافتراءا بالتوفير لصاحب العمل ، ولو على حساب حقوق وعرق وجهد العاملين الكادحين ، فهل نسى هؤلاء ان هناك إله وحساب وسؤال عما يقترفون ، إننى لاالوم الأجنبى ( الخواجة ) المالك او المدير قدر ما ألوم المصرى الذى إستطاع بجبروته ان يغير فكر هذا الاجنبى الذى كنا نتوسم فيه الحق والعدل ، إستطاع أن يقوم بعمل فورمات لكل الثوابت التى عرفناها عن هذا الخواجة بإدخال فيروس مدمر .

والأمرالثانى : يكمن فى أن بعض الاجانب الملاك الذين عاشوا فى مصر فترات طويلة عرفوا طبائع المصريين جيدا ودرسوها بحرفية وفطنوا إلى حالاتهم الإقتصادية تارة ، وإلى ظروفهم السياسية تارة اخرى، فاستطاعوا أن يخلقوا من هذا المنطلق مجالا للمساومة ، فنجدهم يساوموهم على حقوقهم حتى لو كانت مكتوبة ومتفق عليها بموجب عقود واتفاقيات وشهود ، بغية تحقيق اعلى المكاسب لصالحهم ، فكما ان هناك اجانب ملتزمون فى اداء الحقوق لاصحابها ، هناك ايضا من هم يعشقون الفصال فى الحق ، والنقاش ، والجدال ، واحيانا التعنت ، واحيانا الإطاحه بالإتفاقيات عرض الحائط وكأن شيئا لم يكن .
ورغم كل ذلك فمازلت أتمسك بأن الأجنبى المالك لايريد سوى تحقيق اقصى مصلحة له وهذا حقة ، ولكن على الجانب الاخر فلابد ان يفكر جيدا انه من الفطنة منح الحقوق إلى اصحابها دون تمييز او تفضيل ، كما أنه من الفطنة أيضا تحفيز العاملين ، ومنحهم الثقة ، وتوفير المناخ الجيد لهم للعمل والعطاء ، والإنتماء للمكان الذى يعملون به ، والإستقرار الذى هو الأهم فى نجاح وتقدم وريادة اى مؤسسة .

 أناشد المصريين قبل الاجانب وأقول لهم راجعوا أنفسكم بل حاسبوها قبل ان تحاسبوا فلايصح إلا الصحيح  ولابد لكم أن تقرأوا التاريخ جيدا  فالمُلك والكرسى لايدوم لأحد ، سبحان من له الدوام ، فأكم من مسئولين ظلموا وسلبوا حقوقا ليست لهم ونافقوا وتملقوا وفجأة كانوا بين يدى الله لايستطيعون حتى النطق بالشهادتين قبل مغادرة الدنيا ، رسالة إلى كل من ظلم او شارك أو ساهم  فى ظلم أن يتقى الله ويعود إلى صوابه  فالعوده والرجوع للحق من الفضائل وليتذكر كل ظالم أن الدنيا إلى زوال فليتقوا دعوة المظلومين فليس بينها وبين الله حجاب واذكرهم بقول مأثور يقول : النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ان السلامة فيها ترك مافيها ، لادار للمرء بعد الموت يسكنها ، إلا التى كان قبل الموت بانيها  فإن بناها بخير طاب مسكنه  وإن بناها بشر خاب بانيها – حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم " ولايضيع حق وراءه مطالب ".

إلى "أصدقاء أوباما"/ مجدى نجيب وهبة

** فى مقالنا السابق بعنوان "عدالة السماء تسقط على أرض أمريكا" .. والذى كتبناه بالأمس .. ونشر فى موقعنا "صوت الأقباط المصريين" ، وتم نشره أيضا فى الموقع المتميز "الحوار المتمدن" .. جاءتنى بعض الردود العنيفة من بعض أصدقاء أوباما الذين إستنكروا فكرة الهجوم على أمريكا ، أو التعبير عن إستياءنا من الإدارة الأمريكية التى دعمت الإرهاب والفوضى ، ونالهم من الحب جانب ... سوف أعرض لكم بعض هذه التعليقات .. ثم أعلق عليها ..
تعليق يقول "عيب أن تكون من الشامتين الفرحين بالإرهاب .. ثم تستخدم عبارات غيبة مثل اللهم لا شماتة" ..
** أى عيب تقصده ياصديق أوباما .. هل المطلوب أن نطبل ونزمر للذين دعموا الإرهابيين .. أليس أوباما هو من قال أن مصالحنا مع الإخوان .. وتم ترديد هذه العبارة من أكثر من مسئول فى الإدارة الأمريكية ، وعلى رأسهم "هيلارى كلينتون" ، و"آن باترسون" ، و"جون كيرى" ، والرئيس السابق "جيمى كارتر" .. من الذى أيد هذه العصابة ودعمهم ، وسمح لهم بالخروج من السجون بعد الضغط على المسئولين والمؤسسات الأمنية بالتهديد والرشوة والإرهاب ..
** هل العيب أن نواجه المصائب التى حلت على مصر منذ وصول الرئيس الكارثى "مرسى العياط" ، عضو الجماعة المحظورة ، بعد تدعيمه أمريكيا لوصوله لسدة الحكم فى مصر .. لإسقاطها وهدمها ..
تعليق أخر بعنوان "أين المنطق" يقول .. "بمقالك هذا فقدت كل مصداقية ومنطق وحتى الخلاف .. فكيف أيها الشيخ السلفى تسمى تفجيرات إجرامية لقتل الأبرياء بإنها عدالة السماء .. فأى سماء هذه .. يبدو أن حقدك الغير محدود أفقدك القدرة على الحكم على الأمور .. أنصحك أن تتبرأ من هذا المقال" ..
** وللرد على صديق أوباما .. أين المنطق الذى تتحدث به فى فوضى خطف الفتيات المسيحيات صغيرات السن ، وإغتصابهن ، وإجبارهن على إشهار إسلامهن ، وإجبار الضحية على الظهور فى الإعلام للإعتراف برغبتها فى إشهار إسلامها تحت تهديد المختطفين ..
** أين المنطق وهناك فوضى هدامة وكوارث تحدث للأقباط فى مصر .. من طرد جماعى فى القرى والنجوع وحرق الكنائس وقتل الأبرياء .. وقد زادت حدة هذه الجرائم الإرهابية منذ 25 يناير وحتى الأن ، وما أطلق عليه "ثورة" .. وفى الحقيقة إنها لم تكن ثورة بل كانت فوضى هدامة دعمتها أمريكا بكل بجاحة وصفاقة ، وأرادت بها أن تسقط مصر ..
** أين المنطق وكيان الدولة ينهار .. ويسقط فى الفوضى الهدامة ، والجميع باعوا الوطن ، وقبضوا الثمن .. فتارة تجدهم يمثلون دور المعارضة وتارة يؤيدون النظام .. والجميع فى الباى باى .. فلا دولة ، ولا قانون ، ولا أى شئ .. وأؤكد أن الحقير أوباما نجح بدرجة إمتياز فى تدمير هذا الوطن بشراء ذمم بعض الخونة سواء كانوا مصريين بالداخل أو الخارج !!! ..
تعليق ثالث يقول .. "هل هذه العبارات الفجة والقذرة تصدر من عاقل يسمى نفسه كاتب أو داعية .. أو .. أو إنسان .. أنا أشك فيك وفى كل شئ فيه ؟!!! ..
** والرد على صديق أوباما .. حقا إذا أتى العيب من أهل العيب .. فلا نلومهم على ذلك .. فأى عيب تتحدث عنه ياصديق أوباما ونحن نرى وطن يتشتت ويتمزق ويدمر بتحريض مباشر من أوباما .. أى عيب بعد أن إنهارت السياحة وإنهار الإقتصاد .. وتوقفت المصانع .. وإنتشر البلطجية فى الميادين والشوارع ، وإنعدم الأمن والأمان ، وإنهار القضاء .. وفرض دستور باطل ، ونائب عام غير شرعى ، ورئيس فقد شرعيته ، وسقطت دولة القانون .. والمحرض والداعم لكل هذه الفوضى هو الرئيس الأمريكى أوباما .. فأى عيب تتحدثون عنه .. والله عيب عليكم ..
** ومع كل الجرائم التى حدثت فى مصر .. وشاهدها العالم التى إنتهت بالهجوم على الكاتدرائية بالمولوتوف وقنابل مسيلة للدموع و سقوط شهداء .. فى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر .. قطعت ألسنتكم .. وأغمضت أعينكم .. وصمتت أصواتكم .. ولم نسمع كلمة إدانة واحدة لما يحدث ، وكأنكم كنتم تستمتعون بما تدبره أمريكا وترعاه ، لإهانة الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر .. بل وصلت الإهانة لبعض المؤسسات الإسلامية كالأزهر .. وأنتم صامتون تباركون وتهللون وتشكرون ...
تعليق رابع بعنوان "غباء أم بلاهة" يقول "سبق أن حذرتك من أن بضاعتك الجيدة عفنة التغليف .. وطالبتك مرارا بإختيار ألفاظ لائقة .. ولكن مع الأسف أرى أنك تنحدر بعجالة إلى الدرك الأسفل مما جعلك تفقد كل تعاطف كان من الممكن أن يفيدك فى طرح قضيتك الرئيسية .. ألا وهى الإضطهاد البغيض لأقباط مصر " ..
** وللرد .. الحقيقى ياصديق أوباما .. عيب على ّ أن أصفك بالغباء والبلاهة .. رغم أنك تتمتع بهذه الصفات وأكثر منها .. فإذا كنت مصرى ، ولن أقول "مسيحى أو مسلم" .. لعلمت أنك تتمتع بغباء منقطع النظير .. فأنا لست بتاجر حتى أعرض بضاعتى ولا أتربح من خلال مقالاتى ، ولا أتقاضى أى أجر .. ولكنى أحاول أن أزيل الغشاوة التى على عين البعض أمثالكم .. ولكن يبدو أنه لا فائدة .. فأنتم لا تقرأوون إلا عناوين المقالات أو إنكم مبرمجين للهجوم على المقالات لإثنائنا عن الكتابة .. وأؤكد أن هذا لن يحدث .. بل إنه يسعدنى نقدكم البناء الداعم لأمن وسلامة هذا الوطن .. أما فيما عدا ذلك .. فراجعوا أنفسكم وأحسنوا إستخدام ألفاظكم .. فلست أنتمى لأى حزب أو أى إئتلاف .. ولكنى كاتب مصرى فقط أعشق هذا الوطن .. وأتمنى له الأمن والسلامة ...
تعليق خامس .. يقول "بغباء شديد أو بلاهة منقطعة النظير .. أصبحنا لا نستطيع التفريق بين ناشط قبطى يدافع عن قضية شعب مضطهد ، وبين إرهابى سلفى يطمع فى "الحور العين" .. مع الأسف نفس اللغة ونفس الشماتة" ..
** وللرد .. لست أعلم من تكونوا .. وإلى أى جنسية تنتمون .. وأى وطن يمكن أن تدافعوا عنه .. وأنتم تستاؤون من مقالاتنا .. لأننا نواجه الإرهاب والإرهابيين ومن يدعمهم .. لا تعليق !!!..
** أكتفى بهذا القدر من الهجوم من بعض أصدقاء أوباما .. ولكن هناك تعليقات أخرى مؤيدة لمقالنا المنشور سواء فى موقعنا أو فى مواقع أخرى ..
عدالة السماء من شهداء الخصوص لتهجير المسيحيين من مصر .. ربنا يرحم كل اللى ماتوا !!! ..
ياريت نعرف ونتعلم إن كل قوى فيه الأقوى منه .. وربنا عمره ما ينسى كلمة "بخ" ، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها .. وثق أن "اللى يلعب بالنار لازم يتلسع منها" .. "خاف الله خاف" .. وإرحم العالم ومصر من شرك .. يرحمنا ربنا من ولايتك" ..
ياحبيبى ما إنت الداعم لهم .. وشيل كمان لأنك أخرجت العفريت من علبته ..
إشرب .. اللهم لا شماتة ..
إنتوا لسة شوفتوا حاجة ..
مش إنتوا اللى دعمتوا الإرهابيين فى مصر .. إشربوا بقى ..
اللى يلعب بالنار يحترق بيها ..
لسه فاكر ..
محدش بيحضن النار دون أن يحترق ..
معلهش .. دين تدان .. إنتوا ضيعتوا البلد والشعب .. دوقوا من اللى إحنا عايشين فيه ..
إشربوا .. مش دعمتوا الإخوان .. هى دى النتيجة ولسة اللى جاى أحلى !!
مصر بقت معقل الإرهاب .. العالم بينظف نفسه من الإرهاب ، ويبعتهم هنا ومرسى بيستقبلهم إستقبال الفاتحين .. يولع أمك .. حرقت البلد ولا يوم من أيامك يامبارك ..
ولسة .. إنتوا دوقتوا منهم حاجة .. وفى السفارة الأمريكية فى مصر عمالين توافقوا على سفرهم ..
يا أوباما .. أنظر من أين سقطت وقم ..
دين تدان يا إسود الوجه والقلب .. تذوق ما أطعمتنا إياه ..
حلال .. ولسة اللى جاى كله عشان تأييد الإخوان ..
عملا إرهابيا .. أو عملا إخوانيا .. من اللى نجحتوهم فى الإنتخابات بالغش والفلوس بتاعة البغل القطرى ..
من حفر حفرة لمصر .. وقع فيها ..
** هذه عينة من بعض التعليقات .. مؤيدة لفكر المقال ..
** نرجو أن تكون الرسالة وصلت .. إلى من يدعون أصدقاء أوباما .. وهم على شاكلة محمد مرسى العياط .. لا إختلاف بينهم وبين الإخوان المتطرفين الإرهابيين المدعمين من الرئيس الأمريكى أوباما ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

أدب الصمت/ أسعد البصري

(( إن قوة المراوغة أو الغياب ، في الأدب الحديث ، هي في الحقيقة جذرية . تضرب في العمق و تغري ، مجازياً ، بصمت عظيم . )) 
إيهاب حسن
 
لا يوجد خلل في اللغة العربية ، القضية ببساطة لا يوجد كتّاب . إن الذين يحبون الأدب يعرفون بأنه صار محرّضا على الصمت العميق ، أما الذين يحبون الثرثرة فيبحثون عنها ليثرثروا هم أيضا تحتها ، إن الصّمت يبعث على الصّمت والإحترام ، والثرثرة تبعث على الثرثرة والنفاق . يقول رولان بارت (( سأعرض ببصري وسيكون هذا من الآن فصاعداً احتجاجي الوحيد )) . الغياب أو الصمت هو ما يُحرر الكاتب حقاً من شرك الحوار العبثي . الذوبان التام في الموسيقى ، حريتك النهائية من إقرار الآخرين و اعترافهم . ربما سيأتي الوقت القريب الذي يدرك فيه الأدباء أن عليهم أن لا يقولوا الكلمات التي يستطيع غيرهم قولها . فما يمكنهم قوله جماليا قليل و نادر أصلا . . في النهاية نحن جميعا ننتظر ، بحاجة إلى فن يمكننا من احتمال ذلك . حتى ظهور إنسان أفضل بكل تأكيد . لقد قضى هيرمان هيس سنوات طويلة يكتب الرسائل للمعذبين الألمان بعد الحرب العالمية الثانية . مئات الرسائل يرد عليها بلا طموح شخصي . ربما هذا ما على الكتابة أن تفعله في النهاية .الفيلسوف نيتشيه من جهة أخرى حين اضطربت حالته العقلية ألقى بنفسه على حصان رآه يُضرب بعنف بكى على رقبته وهو يصرخ ( يا أخي ) . الألم يختبيء في مكان ما من الكتابة . الألم هو الكتابة .

(( إن غايتي من الكتابة ، التأسيس لحقيقة أعظم . لستُ واقعياً ولا من المذهب الطبيعي ، أنا للحياة ، التي هي في الأدب ، كما يبدو لي ، يمكن الوصول إليها فقط من خلال الحلم والرمز . في النهاية أنا كاتب ميتافيزيقي ، أما لجوئي إلى الدراما والوقائع فهو مجرد وسيلة لتحديد شيء أكثر جوهرية . أنا ضد الإتجار بالجنس لكنني مع التمرد ، ضد العنف . بالرغم من كل شيء ، أنا مع الخيال ، الوهم ، مع الحرية إلى الحدود التي لم يحلم بها أحد . ألجأ إلى الهدم بطريقة خلاقة ، ربما بشكل مفرط على الطريقة الألمانية . إلا أنني أصبو دائما إلى انسجام داخلي و حقيقي ، سلام داخلي ، صمت . أُفضِّلُ الموسيقى على جميع الفنون ، لأنها تمتلك تلك الكفاءة المطلقة ، في حد ذاتها ، بحيث تقودك إلى الصمت . أعتقد بأن الأدب ، ليكون معبّراً حقاً ، ( وهو ليس كذلك في الوقت الحاضر ) ، عليه أن يحسن استثمار الرمز والمجاز الذي في الأساطير القديمة والبدايات . معظم أدبنا اليوم هو كالكتاب المدرسي ، كل شيء فيه يحدث كالسير في أرض منبسطة مملة للمعرفة . تسعة و تسعون بالمئة مما كُتِب ، وهذا يشمل بقية النتاج الفني بكل أنواعه ، يجب التخلّص منه . أطمح أن يقرأني القليل ثم الأقل من الناس ، ليس عندي أيّ مبالاة بحياة الجماهير ، ولا باهتمامات الحكومات الحالية للعالم . أتمنى بل أعتقد أن العالم المتحضر سيختفي من الوجود في المئة سنة القادمة أو شيء كهذا . أعتقد حقاً بأن الإنسان يستطيع أن يوجد ، وبشكل أفضل بكثير ، أفضل بما لا يُقاس ، بلا أية حضارة . ))
العين الكونية - هنري ميللر 
ترجمة شخصية
 — 

اخطأت دكتور فياض/ ميساء ابو غنام

برزت ولمعت وكنت رجل مرحلة  لن يتجاهلك  التاريخ لدورك فيها......كنت رجلا اقتصاديا من الدرجة الاولى،لعبت الارقام واسقطت حقك في المشاركة السياسية،وفي لحظات معينة لعبت بأوراقك كما  الدمى او الاوراق المقصوصة......
لا احد ينكر دورك في تغيير طبيعة وسياسة قادة فتح  في التعاطي مع لغة المال والنفوذ،حاولت ان تخلق الشفافية والمؤسساتية وبدأت بترقيع فساد بقي يلاحقك من هنا وهناك،نعم انت مقبول على الجميع بلطافتك وانسانيتك وقدرتك على المجاملة وحضورك خفيف الظل والعديد العديد ولكن.....
اسمحلي وبعد استقالتك ان ابوح لك بما كنت بيني وبين ذاتي انتقدك به وتمنيت لو انك  كنت حذرا واكثر انفتاحا على واقعك كرئيس للوزراء يمتلك ادارة بلد  تحت الاحتلال،وعلى الرغم من انك لست المسؤول عن اتفاقية باريس الا انك وقعت في فخها وبراثنها ،وقزمت  طموحك في بناء اقتصاد فلسطيني مستقل واعطيت لنفسك الحق ان ترسم حلما لسنتين في اقتصاد مزدهر يستوعب التغيير والانماء ويستوعب العاطلين عن العمل وطموح الشباب.....
كنت رجل مرحلة ولكن .......اخفقت في اختيار مستشارين على قدر عالي من المهنية والنظرة الثاقبة  لتعديل مسار سياستك بشكل تقلل الاخفاق مقابل النجاح،وانت تعلم دكتور سلام ان القائد العظيم  يقوى بمحيط قوي ويضعف بعكس ذلك............
الامر الثاني الذي ايضا يؤخذ عليك وهو مرتبط  بقبولك ان تكون خزينة راتب  الموظفين وصاحب العلاقات العامة في تجنيد الاموال كما مؤسسات المجتمع المدني لدفع معاشات الموظفين وركزت على عوائد الضرائب والمساعدات وفي اللحظة التي  يغلق فيها صنبور  الماء يتوقف حالك وحال البلد وهذه المصيبة الكبرى......
اعلم دكتور فياض انك ظلمت  في مرحلة معينة ولكن  مجرد انك لم تخطط ولم تضع استراتيجيات التغيير ضمن خطة زمنية مستندة على معطيات واضحة المعالم  قد اوقعك رهينة  سياسة اسرائيل واسترجاع  عوائد الضرائب والانكى رهينة المساعدات الامريكية المرتبطة بالسياسة الفلسطينية وبالتحديد سياسة ابو مازن ومزاجيته مع اسرائيل والامريكان ومزاجيتهم معه وبالتالي سياسة الكر والفر في المفاضات  والمصالحة وايضا لا اخفي عليك سياسة قطر بالمنطقة وهرولة حاكمها بين رام الله وغزة والمساعدات السعودية والمؤسسات الاوروبية التي علمتنا  طريقة كتابة المشاريع  يليها الموافقة المرهونة بفساد القائمين عليها وعودتها اليهم من خلال الطواقم الاجنبية العاملة في فلسطين  وبالتالي حسبت عليك اموال ومساعدات لمشاريع تدخل الاراضي الفلسطينية وانت بريئ منها ......
الامر لم يتوقف عند ذلك فقبولك بالاقصاء القسري عن الحالة السياسة والتحولات في فلسطين بعلاقتها مع حماس واسرائيل والامريكان والثورات العربية،وتوظيفك كبنك ممول للسلطة جعلك ضعيفا في محاربة المؤامرات التي حيكت ضدك من قبل قادة فتح  بعدما حصرت  كعكة  اوسلو  التي  كانت غنيمتهم في بداية نشوء السلطة  لديك،وعليه وقعت فريستهم ونجحوا في ذلك ولو كنت قائدا سياسيا اقتصاديا محركا للواقع لكان اقصاؤك اصعب بكثير.....
ان الازمات التي لاحقتك ومنها ثورة الغلاء واحداثها التي حاولت جاهدا ان تمتص انفعالات الشعب واحتاجاته واعتبر ان خوف اهل الضفة من سقوط سلطة رام الله وهيمنة حماس عليها اعطاك المنفس في الاستمرار لاشهر اخرى،ولكونك رجل مرحلة حرجة ومقبول للمجتمع الدولي والامريكان بالتحديد وهذا ليس تخوين بل قوة،استطعت الاستمرار ولكن وجب عليك  توسيع الافق في نظرتك لذاتك المستهدفة  من جهات انت تعلمها وحاكت ضدك العديد من المؤامرات....
ربما هنا وواجب علي ان اعرج على سياسة ينتهجها ابو مازن وينجح بها بعكس الراحل ابو عمار،مردودها  الصراع الابدي  لفكرة النظام الرأسمالي الذي ينطلق من المال اولا واولا واولا وعليه حيد الرئيس محمود عباس نفسه بالتنازل عن حقه في ادارة  شؤون الاموال الواردة والصادرة لمشروع السلطة وبقي رجل القرار في الشأن السياسي وهذا جعله الاقوى دائما خصوصا انه ابن فتح وبعقلية فتح تندر الانقلابات على الرئيس الا اذا استطات اسرائيل اختراق النفوس الضعيفة بها كما حدث مع ياسر عرفات......
اما البعد الاخر الذي اود ان اشير اليه مرتبط بك شخصيا  وبالتحديد المشاركات الاجتماعية المبالغ بها.......
تنبع المشكلة هنا  من عدم اداركك لثقافة العربي النابعة من تقديس الرئيس والمحاولة الدائمة للوصول اليه ،وكلما صعب اليه  اختراقه كلما زاد احترامه له وزرع بعقله الخوف من اختراقه،ولكن سياستك في المشاركات الاجتماعية على الرغم من النية الصافية لديك ومن اعتقادك انها شعبية تتدخر لمرحلة اخرى] قد ساهمتك في التطاول عليك فالرئيس يبقى رئيسا  والمواطن مواطنا لا تحمل صفة الصداقة فنحن لسنا في امريكا ولا اوروبا......
واخر الاخطاء الحكومات  المتتالية،لا استقرار فيها ولا شخوصها،والاسوأ عندما يتم اختيار شخوص حتى لو كانوا اكاديمين تحت عنوان تكنوقراط،الا انه من قال ان الاكاديمي يصلح ان يكون سياسيا،فالسياسة عالم يحتاج لمهارة وحنكة  وخطط هادفة يلمسها المواطن في واقعه من باب التغيير واو سؤالك ما الذي غيرته جميع حكوماتك ما عدى رواتب باحظة  ترهق ميزانياتك وتضعف استمراريتك......
على الرغم من ذلك دكتور فياض كنت رجل مرحلة لها ايجابياتها وسلبياتها ولكن امامك خيار التغيير في ان تستثمر مرحلتك هذه في مستقبل افضل انت تختاره.........................

ياسمين آذار المخضب بالدم: حافظ الأسد يطلق رصاصة الرحمة على حزب البعث 13/ محمد فاروق الإمام

بعد هزيمة حزيران 1967م، طُرحت بإلحاح قضية محاكمة الضباط الذين يتحملون مسؤولية هذه الهزيمة العسكرية، وكان في مقدمتهم وزير الدفاع حافظ الأسد، الذي أصدر قراراً بسقوط القنيطرة عاصمة الجولان قبل دخولها من قبل القوات الصهيونية.. وإصداره أمراً للقوات المسلحة بالانسحاب الكيفي من الجولان (موقف حافظ الأسد هذا يذكرنا بموقف حسني الزعيم الذي قاد أول انقلاب عسكري في سورية عام 1949م عندما أحس أنه سيتعرض للمساءلة القانونية تجاه الفساد التمويني وصفقات الأسلحة القديمة والمستهلكة التي أبرمها.. فقام بتنفيذ انقلابه.. وهذا ما حصل بالفعل مع حافظ الأسد عندما أحس أنه سيتعرض للمساءلة عن هذه الهزيمة وسيدان على نتائجها المأساوية فسارع وقام بحركته الانقلابية على رفاقه).
وقد أدت هذه القضية إلى ظهور تيارين كبيرين يمثلهما كل من وزير الدفاع حافظ الأسد والأمين المساعد للحزب صلاح جديد.
الأول يحمل لواء الدفاع عن وحدة الجيش والدفاع عن الضباط المتهمين بالإهمال في تحمل مسؤولياتهم. وقاد الأسد في وجه المعارضين والمهاجمين للجيش.. حركة واسعة بين صفوف العسكريين.
الاتجاه الثاني يقوده اللواء صلاح جديد.. وكان يستمد قوته الأساسية من تأييد الحزب له ومنظماته النقابية.
وهكذا فإن الصراعات الداخلية بين هذين التيارين طوال مدة أكثر من ثلاث سنوات تحولت بسرعة إلى صراع صريح وعلني بين الجيش والحزب.
فحافظ الأسد كوزير للدفاع استطاع أن يكسب إلى جانبه تأييد معظم الوحدات العسكرية.. في حين أن صلاح جديد قد ثبّت مواقعه في الحزب ومنظماته الجماهيرية. وقد انفجرت الحرب بين هذين الاتجاهين المحددين على هذه الصورة.
وفي المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي لحزب البعث الذي عقد في دمشق في أوائل تشرين الثاني 1970م، اتخذ أعضاء المؤتمر المذكور جانب الأمين العام المساعد.. وأيدوا بشكل إجماعي قراراً بفصل كل من وزير الدفاع حافظ الأسد، ورئيس أركان الجيش مصطفى طلاس، وقائد العمليات العسكرية عبد الغني إبراهيم، وقائد سلاح الطيران ناجي جميل.
ولم تتأخر ردة الفعل عند حافظ الأسد.. الذي يعد العدة لحركته.. فقد قام في 16 من الشهر نفسه.. يدعمه أنصاره العسكريون.. بحركته ضد الحزب وضد تيار صلاح جديد. وأطلق على حركته اسم (الحركة التصحيحية). وهكذا أصبح الحزب بكل تنظيماته وقياداته على مختلف المستويات تتبع القيادة الجديدة.. حيث تم اعتقال عدد كبير من خصوم الحركة.. في حين فرَّ عدد آخر إلى خارج القطر.
صلاح الدين البيطار يستقيل من حزب البعث
العربي الاشتراكي
نشر الأستاذ صلاح الدين البيطار بعد انقلاب 23 شباط 1966م- بعد هربه من سورية ولجوئه إلى لبنان – بيانا أعلن فيه انسحابه من حزب البعث العربي الاشتراكي . نشرته صحيفة (الجريدة) البيروتية بتاريخ 10 تشرين الثاني 1967م جاء فيه: (ليسو قلة أولئك الذين يعرفون أني ابتعدت منذ مدة غير قصيرة عن حزب البعث العربي الاشتراكي، وعن جميع قياداته ومؤسساته ولا سيما بعد الثامن من آذار، ففي أيلول من ذلك العام وعند انعقاد مؤتمر الحزب السادس أدركت أبعاد الخطة ضد الحزب، ضد حقيقته وأصالة تاريخه، وضد بنيته الداخلية وتنظيمه القومي، وضد قادته الذين يمثلون قيمه، تلك الخطة التي اتخذت من رغبة عامة في تجديد الحزب سبيلا لإقامة حزب جديد.. لقد كنت أول من حذر إلى حتمية سقوط الحزب في متاهات الفكر والسياسة والتنظيم، ولكن تحذيري لا يعني تبرئة نفسي من حملي نصيبي من المسؤولية.
لقد عدت إلى رئاسة الحكومة مرتين فيما بعد وقد كانت المحاولة الأولى عقب حوادث حماة ودمشق - قصف جامع السلطان في حماة على رؤوس المصلين، ودخول الدبابات إلى حرم الجامع الأموي - في أيار 1964م ولم تدم أكثر من أربعة أشهر عندما طوح بالحكومة التي كنت أرأسها.
وكانت المحاولة الثانية في أواخر كانون الأول عام 1965م بعد حل اللجنة العسكرية وعقب حل القيادة القطرية، ويومئذ توليت رئاسة الحكومة وأعلنت في بيان أذعته على الشعب ضرورة انكفاء الجيش عن المواقع السياسية وضرورة عودته إلى عسكريته، وضرورة عودة الحزب إلى الشعب وإلى حقيقته القومية الجماهرية، غير أن الانقلاب الذي وقع في 23 شباط 1966م قضي على هذه المحاولة). (وبعد تحليل موضوعي للأحداث التي أعقبت نكسة الثالث والعشرين من شباط ونكبة الخامس من حزيران رأيت الواجب القومي يفرض علي أن أعلن استقلالي عن حزب البعث العربي الاشتراكي بجميع منظماته وقياداته على مختلف أشكالها و ألوانها.
إن النكبة القومية - هزيمة حزيران - لم تكشف عن عجز حزب البعث وحده، فالأحزاب والمنظمات العقائدية الأخرى لم تكن أحسن حظا).
تعميم حول قرار فصل بعض العناصر من القطر العراقي
بتاريخ 17 كانون الأول 1966م أصدرت القيادة القومية – كما دونت ذلك جريدة (المناضل) بعددها 94 شباط 1977م – تعميما جاء فيه:
(لم يكن الصراع الذي عاشته القواعد الحزبية مع العقلية اليمينية والوصاية مقتصرا على المنظمة الحزبية في القطر السوري، وإنما كان يشمل غالبية المنظمات الحزبية في الوطن العربي، وإذا كانت حركة 23 شباط والمؤتمر القطري الاستثنائي بتاريخ 10 آذار 1966م والمؤتمر القطري العادي الثالث قد حسمت هذا الصراع في منظمة القطر السوري، فإن المؤتمر القومي التاسع قد أكد في قراراته الواضحة ضرورة وضع حد نهائي لتسلط أصحاب هذه العقلية على مستوى الحزب بأكمله، وتحقيق الفرز العلمي لها وبترها وإلى الأبد من جسم الحزب، هذا الموقف الذي تمليه وحدة الحزب القومية الفكرية والسياسية والتنظيمية، والذي يضع حدا نهائيا لحالة الميوعة والانقسام داخل الجهاز الحزبي الذي جعل الحزب الواحد وكأنه مجموعة أحزاب.
كما أكد المؤتمر بأن بقاء تلك العناصر بما تحمله من تناقضات ورواسب عشائرية وتخلف فكري وتسلط على المنظمة سوف يعرض الحزب إلى التخريب والتمزق الأمر الذي يعيق تطور الحزب ويفقده القدرة على تحقيق القضية التي يناضل من أجلها. كما أكد بأن المعركة التي خاضتها قواعد الحزب مع العقلية اليمينية خلال تاريخ طويل لن يكتب لها النصر بكامل أبعادها ما لم تستأصل ركائز تلك العقلية التي عشعشت طويلا في جسم الحزب…
وانطلاقاً من مقررات المؤتمر القومي التاسع وترسيخاً لها في ضرورة تحقيق الفرز العلمي وبتر العناصر اليمينية والعشائرية الموالية لعفلق والبيطار، وغير الملتزمة بقرارات الحزب، فقد قررت القيادة القومية بجلستها رقم – 13 – المنعقدة بتاريخ 1966م إعلان فصل العناصر التالية أسماؤهم من منظمة الحزب في العراق:
(أحمد حسن البكر التكريتي، وصالح مهدي عماش، وصدام حسين التكريتي، ويحياوي التكريتي، وعبد الخالق السامرائي، وكريم الشيخلي، ومرتضى الحديثي).
القيادة القومية