وجه الله: قصيدة جديدة للشاعرة المصرية فاطمة ناعوت

بسطاءٌ
فاق كلامُهم
طنطنة الكتّابِ
والشعراء.

غيرُ مطليّ بالمساحيق
ولا مزركش بدانتيلا
وشرائطَ ملوّنة.

ظُفرٌ خشنٌ
دون طلاء
ولا مقصًّ ولا مبرد،
شعرٌ جعِدٌ
لا يعرفُ الأمشاطَ
ولا تتحرّشُ به
باروكاتٌ صفراءُ
وحمراء.

لا يعرف السُّكرَ الدايت
ولا الريجيم
والسُّعرات
وكتبَ الطهو الفاشلة.

بدينٌ
كخرتيت يلتهمُ غابةً كلَّ مساء
ونحيلٌ
كعود نبتةٍ وليدة
عطشى للندى البخيل
الذي لا يأتي.

لا ينتعلُ الكعوبَ العاليات
ولا يعرفُ عنقُه
ياقاتِ النبلاء المرفوعة.

يسيرُ في الطريق الوعرة
حافيَ القدمين
حسيرَ الرأس
أشعثَ الشعر
يترنحُ في أسماله النبيلة
مثل " لير"
الذي نام على الحرير ملكًا
ثم انتبه
على صفعة طفلته
تخِزُ قلبَه.

هو الوجه البشري
قبل اختراع اللون
الذي نتخفى وراءه
لنبدو أجملَ
لأن أمَّه الكلمةَ الأولى
علّمته
أن الجمالَ
هو ما نحتَ الُله على صفحاتنا
التي نحملُها فوق أعناقنا
منذ المهد
وحتى نترجّل داخل
أضرحتنا المعتمة.

هو وجه الحرية
دون أساورَ
ولا قضبان
هو وجه الله
الذي يتوارى ويلوحُ
من وراء الغمام.

هو الأجملُ
وهو الباعث للبكاء النبيل
الذي لا يعرفُ طريقَه
كلامُ الأنبياء المنمق.

القاهرة/ ٢٧ نوفمبر 2013 

CONVERSATION

0 comments: