لبنان على فوهة بركان وشفا حرب أهليه..!/ شاكر فريد حسن

ما من شك أن لبنان يمر في أجواء متوترة ، ويشهد شرخاً كبيراً بين أطيافه السياسية ، ويعيش مرحلة خطيرة من الشحن الطائفي والتحريض المذهبي والصراع السياسي المتواصل . وهو يقف على مفترق طرق وفوهة بركان سينفجر في أية لحظة ، وأي شرارة كفيلة بإحراقه من خلال حرب أهلية جديدة ذات أبعاد طائفية ، والظروف الحالية مهيأة لإقحامه وتوريطه في هذه المحرقة التي ستقضي على الأخضر واليابس .
إن الأحداث الأخيرة في لبنان والتفجيرات في طرابلس والضاحية اللبنانية والاغتيالات التي طالت القيادي العسكري في حزب اللـه حسان اللقيس ، ومحمد شطح الوزير الأسبق ومستشار زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري ، كلها أعمال إرهابية تقوم فيها أيدٍ شريرة عابثة بهدف نشر الرعب والخوف والفوضى وإثارة الفتنة الطائفية  وزيادة التوتر وزعزعة الاستقرار اللبناني ، ودفع البلد إلى آتون معارك داخلية طاحنة وحرب أهليه مذهبية لا يتمناها ولا يستفيد منها سوى الأعداء وكل المتربصين بالوطن اللبناني الحضاري والثقافي العريق .
ليعلم الجميع في لبنان أن هناك من يقوم بصب الزيت على النار لتبق محترقة ، ولذلك لا سبيل أمامهم سوى الحوار السياسي الديمقراطي ، وتطويق الصراعات والخلافات السياسية القائمة ، والتمسك بالسلم الاجتماعي ورفض الاقتتال ونبذ العنف ، والتخلص من وباء الطائفية وثقافة الكراهية ، وعدم الانجرار وراء العابثين بالمصير والمستقبل اللبناني لكي لا تعود الحرب الطائفية المذهبية ، التي نهشت جسده وأنهكته سنوات طويلة لم يستفد منها أي طرف .
لا مخرج من المحنة اللبنانية الراهنة إلا بتضامن كل قوى الخير والسلام والتقدم والحرية الرافضة للقتل والإرهاب والطائفية لتطهير لبنان من كل الشوائب والطحالب التي تعكر مساراته ، وبذل أقصى الجهود الوحدوية المخلصة في سبيل استعادة لحمته ونسيجه الاجتماعي وعافيته ليصبح بلداً حراً صاحب قرار مستقل في جميع القضايا والمسائل التي تواجه الشعب اللبناني . وآن الأوان لاقتلاع ساحات الشر والطائفية المقيتة وأوكار الإرهاب والقتل ووأد الفتنة ، التي تمزق لبنان والوطن العربي برمته .


بعد ثلاثة اسابيع على عودة المالكي من طهران/ محمد إقبال

بادىء ذي بدء علينا ان نعترف انه ليس الشعب العراقي والشخصيات الوطنية في العراق وحدها التي عارضت ولا تزال تعارض تجديد ولاية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في منصبه الحالي. بل ان اقرب حلفائه هم ايضا يعارضون هذه الفكرة جملة وتفصيلا.. ورغم هذا كله أصر المالكي على زيارته الاخيرة الى طهران، على ايقاع تأكيد المقاومة الايرانية ان «قمع مجاهدي خلق في مخيم ليبرتي ومصير الرهائن الأشرفيين السبعة سيكون من أهم الملفات التي يتم مناقشتها بين المالكي وملالي النظام الحاكم في ايران..». بالفعل لم يمر سوى 19 يوما حتى تم استهداف مخيم ليبرتي قرب بغداد وساكنيه من اعضاء منظمة مجاهدي خلق (العمود الفقري لحركة المقاومة الايرانية) بعشرات من صواريخ 107 القاتلة والمدمرة، حيث استخدمت في هذا الهجوم لأول مرة صواريخ محشوة بمواد شديدة الانفجار قوتها 10 أضعاف على الاقل من صواريخ 107 ملم. 
هذا الهجوم خلف وراءه ثلاثة قتلى واكثر من خمسين جريحا حالات بعضهم خطرة. وتم تصميم هذه الصواريخ بشكل خاص للهجوم على ليبرتي ليكون قوة تدميرها وتخريبها وقتلها اكثر شدة، حيث استطاعت هذه الصواريخ كسر وشرخ الكتل الكونتكريتية بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف المتر بشكل كامل. ونعرف أن عملية نقل هذه الصواريخ وسط بغداد ووسط «المنطقة الخضراء» ووسط منطقة عسكرية محمية تماما وبالقرب من مطار بغداد الدولي، من المستحيل ان تتم دون تعاون وتنسيق كامل بين جميع الجهات مع الاجهزة الأمنية المتعددة التي يشرف عليها مكتب رئاسة الوزراء العراقية.
واضح جدا ان هدف المالكي الرئيس من هذه الزيارة الى طهران بعد زيارته الفاشلة إلى الولايات المتحدة الاميركية وبعد الصفقة النووية لنظام الملالي في جنيف، هو أن يحصل على دعم النظام الإيراني الكامل لبقائه في كرسي رئاسة الحكومة لولاية ثالثة متتالية.
ما حصل ليلة يوم الخميس 26 ديسمبر 2013 من هجوم صاروخي على مخيم ليبرتي وما ترك وراءه من قتل وجرح ودمار ليس إلا استحقاقات يدفعها المالكي من ضمن ما يدفع كعربون الى طهران لدعمها له في ولايته الثالثة.. كما وانه واثر اصدار المحكمة الوطنية الإسبانية قرارا قضائيا ضد فالح الفياض، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والشخص الثاني في العراق، لمسؤوليته المباشرة في مجزرة الاول من سبمتبر 2013 والإعدام الجماعي بحق 52 من سكان اشرف واختطاف سبعة آخرين وبتهمة ارتكابه جريمة ضد المجتمع الدولي، فان المالكي شعر بحرج شديد، حيث ان من مصلحته ان يقوم بتغطية دوره ودور حكومته تجاه هذه المجزرة وخاصة مصير الرِهائن السبعة، والتي تدل جميع المعطيات والمؤشرات والدلائل انهم كانوا موقوفين في المنطقة الخضراء تحت حراسة مشددة من قبل مقربين من المالكي. 
وفيما يتعلق بالنظام الإيراني الذي يعيش أكبر أزمات حياته منذ فبراير عام 1978 ورضوخه وتجرعه سم الكأس النووي وتوقيع اتفاقية جنيف مع الغرب.. فان هذا النظام يحاول يائسا أن يجد مخرجا من أزماته القاتلة والهروب الى الامام عبر قتل اعضاء مجاهدي خلق في العراق.
وأما فيما يتعلق بالولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي: فان الولايات المتحدة لم توف بالتزاماتها المتكررة والخطية والمعلنة رسميا بشأن أمن عناصر مجاهدي خلق وسلامتهم في أشرف وفي مخيم ليبرتي ولو اتخذت موقفا حاسما تجاه الهجمات الماضية وخاصة مجزرة أشرف في الأول من سبتمبر الماضي، لما تجرأ عملاء النظام الإيراني في العراق على ارتكاب مجازر بشعة كهذه وخاصة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة كانت مطلعة تماما على احتمالية وقوع تلك الهجمات وكانت المقاومة الإيرانية قد انذرت المرة تلو الاخرى على النية المبيتة للملالي وعناصرهم في العراق على قتل الأشرفيين في ليبرتي مرة أخرى.
إن مسؤولية الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة هي مسؤولية شاملة وكاملة عن كل ما حدث وسيحدث لأعضاء مجاهدي خلق الإيرانية في مخيم ليبرتي. وعليه فانها مطالبة باتخاذ خطوات عملية وجادة لضمان أمن هؤلاء السكان المظلومين في «ليبرتي». 
إن الصمت تجاه هذه الممارسات من قبل الملالي وعملائهم في الحكومة العراقية من شأنه أن يشجعهم ليرتكبوا مزيدا من الجرائم بحق عناصر المعارضة الإيرانية في العراق وما يحدث حاليا انما هو بمثابة إنذار وما سيحدث سيكون اكبر بكثير لو لم تتخذ الولايات المتحدة والأمم المتحدة اجراءات ميدانية ونهائية وحازمة.
إن المقاومة الإيرانية التي طالبت اكثر من مرة من الولايات المتحدة التي وقعت اتفاقية مع كل اعضاء مجاهدي خلق في العراق على الانفراد بتأمين أمنهم وسلامتهم ازاء تحويل أسلحتهم، طالبت بإحالة مشروع حماية مخيم ليبرتي إلى مجلس الأمن الدولي وإتخاذ تدابير مناسبة لإجبار الحكومة العراقية على تنفيذ التزاماتها الدولية فيما يتعلق بأمن وحماية سكان ليبرتي والالتزام بالمعايير الانسانية الدولية في معاملتها للسكان، الى حين نقلهم جميعا إلى الولايات المتحدة أو البلدان الأخرى وبشكل آمن يضمن سلامتهم. كما وناشدت عدة مرات بإجراء تحقيق دولي شامل ومستقل حول المجازر التي ارتكبت بحق هؤلاء، على ان تكون هذه التحقيقات ليست على غرار التحقيقات الوهمية السابقة في المجازر في أشرف ومخيم ليبرتي والتي جرت من قبل القتلة انفسهم، فكيف يكون الجلاد هو نفسه المحقق والحاكم والقاضي؟
وهنا علينا أن نشير بأن الهجوم وفي الليل على اشخاص عزل ليس لديهم سلاح، وبصواريخ موجهة عن البعد لا يعتبر في أي تقدير عملية عسكرية. خاصة وان هؤلاء السكان محصورون  في سجن يسمى بمخيم «ليبرتي»، كما وانه ليس من شأن هذا كله الا ان يضيف جريمة جديدة الى سجل جرائم النظام الإيراني وعملائه في الحكومة العراقية والتي لن تمر دون عقاب قانوني بأي شكل من الاشكال والمقاومة الإيرانية أثبتت أنها تلاحق القتلة دون هوادة في المحاكم الدولية. ولكن كما قلنا سابقا فان النظام الإيراني لا مناص امامه في هذه الظروف الحالية التي تعيش مرحلة السقوط اثر تجرع كأس السم النووي ومظاهرات شبه اليومية في انحاء إيران الا ان يبقى سادرا في غيه في التعاطي مع ازماته الداخلية وترحيلها الى الخارج.
نعم إنها وكما وصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية فان ما جرى هو «مذبحة عيد الميلاد في مخيم ليبرتي» وهذه المذبحة ذهب ضحيتها ثلاثة من خيرة أبناء الشعب الإيراني. ولكننا واثقون تمام الثقة ان السقوط الذريع سيكون نصيب النظام الإيراني وعملائه في العراق في مستقبل قريب باذن الله. 
* خبير ستراتيجي إيراني
Meghbal2012@gmail.com

بلسانكم عَم قُول/ عصام ملكي

على مسافة واحدة من أنا، أقف متسائلاً عن هذا التناحر في وطن على شفير الهاوية: مَن هو المخلِّص؟ مَن هو صاحب الكلمة على الأرض؟ مَن هو المنادي بالعيش المشترك؟ مَن يقول: كلُّنا للوطن؟ أسئلة برسم الأجوبة:

نحنا شعب مــا بيعْـرف الإيمـــان
وعِنَّا الصــدق أوَّل شهـــر نيسان
مين اللي مَنُّو بالكفـــر معجــون؟
لا مصر متل الخلْق فيها تكُــــون
ولا سُورْيــــــا بتقـــدر ولا لبنان.

بالفعل بَدهــــا شمْـــــــــــط دِينَينا
ضِعنــــا ومـــــــــا فينا حالنا لقَيْنا
مــا منعرف النؤمــِــن ولا الآمين
مـــــــع بعضْنا منضَــــلّ علقانين
والغرْب كلّو.. بيضحَك علينا.

تا نصير متل الناس مـــا منصير
كِترو الــهُـــمــــــــوم بقلِّة التدبير
عا طُول عم نمْشي على الطِمَّيْش
ليش بــَدنــــــا الأبــجــديِّـــه ليش
مـــــــــــا زال عنَّا لغِّة التفجيـر؟

في نـــــاس عـــم بتْضِيع قيمتها
وفي نــــــاس مدعوسِه كَرامتها
قايل ""سَعاده" مــن كوام سنين:
كلّ دولِه بــتــنــحــكَــم بالدِّيـــن
بتكُون عــــــــــم تقْرَب نهايتها.

أمريكا والإعتراف بالجماعة إرهابية/ ايمان حجازى

التخوف من رأى أمريكا حول إعتبار الإخوان جماعة إرهابية من عدمه وهذا ما جعل يد الحكومة للآن مشلولة تجاه تصرفات الإخوان التدميرية موش طبيعى بصراحة ليه !!!!؟؟
لأننا لابد أن نسلم بأن أمريكا موش عاشقة جمالنا ولا بتسهر الليل تغنى وتنادى القمر وتتخيل صورتنا .....
وخلينا كدة نرجع لورى شوية ونشوف موقف أمريكا من الثورة والمخلوع ونظامه كان ايه !!! وزيارات كلينتون وتصريحات البيت الأبيض شوية مع وشوية ضد شوية بالمحايلة وشوية بالتهديد والوعيد ..... وهى فى الحقيقة كانت بتحاول تحقق لنفسها مكاسب وتواجد بنسبة معينة مقبولة من قبلها فى مصر سواء كان مع المجلس العسكرى أو مع النخب السياسية 
ولا يخفى علينا أن أمريكا كانت قد وصلت لوضع مرضى لها مع المجلس العسكرى بدليل أنه رشح للرئاسة عمرو موسى ثم أحمد شفيق إلا أن الإخوان قطعو الطريق على المجلس العسكرى وظهرو بقوة وكان عليه تم ترشيح الشاطر ثم بعد أن رفض رفضا تاما من الشعب نزلو بالمعزول وماكان وقتها من المجلس العسكرى إلا أنه رضخ للأمر وفقط نفد بجلده وخروج آمن وأنواط وقلادات النيل التى رش بها عليهم المعزول .
الآن نفس الموقف أمريكا رافضة أو راضية وهى بين بين وموقفها متذبذب وهذا منذ 30 يونيه وأن عزل مورسى وحتى الآن لم ولن توافق على إعلان الجماعة إرهابية ليس فقط لما أنفقته من أموال على المعزول لدعمه وهو ما نشر ونوقش فى الكونجرس الأمريكى وإنما لأنها تبحث فقط على نسبة تواجد فى مصر وتصر عليها 
وعلينا جميعا أن نعى أن أمريكا التى تحرص عليها الحكومة المصرية وتعمل لرأيها حساب سوف تظل على هذا الرفض وهذا الموقف باحثة عن جهة أو أحد أو حتى وفد رسمى من الحكومة أو خفى - غير رسمى - وهذا لا يفرق معها فى شىء المهم أن يتواصل معها ويحقق لها مصالحها هى فى مصر وقتها فقط سوف تنزل على إرادة الشعب المصرى وتعلن الجماعة إرهابية !!!!
وطبعا أنا هنا كواطن مصرى مهموم هذه الأرض وهذا الشعب موش  ناوية أجمل الوضع وهعترف بأن شعب مصر وحكومتها للأسف يفتقد للضمير الحى والحكومات المتعاقبة منذ ال 30 عاما الماضية أكبر دليل على ذلك فالكل كان يقدم مصالحه الشخصية على صالح الوطن والشعب والأدلة على ذلك كثيرة وموجودة فى عقل وقلب كل مواطن يده لامسة نار الحياة فى مصر 
نحن شعب جبلنا على ثقافة إذا جالك الطوفان حط إبنك تحت رجليك ,,, تخيلو الإبن الإمتداد دليل الوجود مع الطوفان هتبدى نفسك عليه وتحطه تحت الرجلين عشان إحتمالية أن تبقى أنت وهو فى 60 داهية تقدر تجيب غيره ده على إعتبار إنك كوكا كولا يعننى إنت الأصل , فإذا كان ذلك كذلك بالنسبة للإبن فما بالك بإبن الجيران وألالا زميل العمل وألالا اللى مجرد إسم وغير مرتبط بشكل ولا يربطك به لا عشرة ولا عيشة ولا عيش وملح !!!!!!!!!
وعلى هذا فأمريكا صابرة وهى المثابرة والباحثة والمنتظرة لمن يتبارى للتفاوض معها ويقدمم لها التنازل اللازم والذى يضمن لها التواجد بالكيفية التى ترضيها فى مصر , وقتها وليس قبلها سوف تعلن أمريكا عن الجماعة واللى يشددولها واللى زرع بذرتها فى الأرض إرهابى وموش بعيد أوباما نفسه يتابع ثانية بثانية تنفيذ الحكم بالإعدام على الجماعة كما فعل قبلا مع بن لادن .
هذا ما أراه بعقل بسيط بفكر بسيط لمواطن بسيط من شعب مصر البسيط .
ألا هل بلغت اللهم فإشهد ...............

وماذا بعد؟/ ايمان حجازى

منذ 30 يونيه ومنذ أن خرج الشعب بمساندة القوات المسلحة وجهاز الشرطة لعزل الدكتور محمد مرسى من مهام رئيس الجمهورية أو بالأحرى رئيس جماعة الإخوان المسلمين 
منذ ذلك الوقت والأحداث فى مصر على شفا حفرة من نار لا تكاد تهدأ لتستعر مرة أخرى , وقد شهدت الساحة المصرية العديد من الإعتداءات التى وجهت مباشرة لقلب الشارع المصرى بالإعتداء المباشر على أبنائه من مواطنين وأفراد جيش وشرطة وكذلك الإعتداءات السافرة على ممتلكات الدولة والتى أصابت ميزانية الدولة بكثير من الخسائر وحملتها بالأعباء التى لم تكن فى الحسبان .
منذ ذلك الحين وكلما صعدت الحكومة ف الرد على تصرفات جماعة الإخوان صعدت أكثر وأكثر الجماعة من تهورها ورعونتها فى التصرف حيال الشعب والحكومة بشكل جعلت من الشعب بجيشه وشرطته أعداء لها لا يشعرون بأى عطف عليها ولا أى تقدير لموقفها 
منذ ذلك الحين الذى تبدل فيه الطالب ليأخذ شكل البلطجى الذى يهدم مقر العلم ويعتدى على المعلم وأستاذ الجامعة ويحرق وينسف أماكن كان أولى به تقديسها .
الآن وبعد ما كان مؤخرا فى محافظة الدقهلية وبعد ما إضطرت معه السلطة الحاكمة فى البلاد أن تفعل قانون محاربة الإرهاب لسنة 1998 وتعلن للعالم - بعد أن كانت رافضة إتخاذ مثل هذه الخطوة - أن جماعة الإخوان إرهابية إجرامية .
بعد هذا الرد من الحكومة كان للإخوان المجرمين ردا آخر حيث عدلت إتجاهها من القوات المسلحة وجهاز الشرطة الى قلب الشارع ففجرت أتوبيسا للنقل العام كان به ركابا مصريون عاديون !!!!!
والسؤال الذى يطرح نفسه على العقول الآن هو ماذا بعد !!!؟؟؟
ماذا بعد أن أصبحت الجماعة المجرمة بأفرادها جميعا خصوما للشعب وجيشه وشرطته وقضاءه وإعلامه !!!!!!
هل سيظل الوضع هكذا كثيرا ,, تفجيرات وموت ودماء يملأ الشوارع وأحزان تعشش فى البيوت وخراب ودمار !!!!
أم أن الحكومة سوف تقوم بدور فعال للإنهاء والإنتهاء من هذه المرحلة وإجتيازها وتخطيها !!!!؟؟؟
وهل يا ترى سيظل الوضع قائما وربما يتصاعد أكثر ليصل الى حد الإغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية - ويتم السيناريو الذى نوه عنه قبيل فض إعتصام رابعة العدوية - لمزيد من الإرباك وإحداث البلبلة فى الشارع وتخويف الشعب حتى لا تتم مرحلة الإستفتاء على الدستور بسلام !!!!
هل سنستمر هكذا حتى 25 يناير فيفسدونها علينا ويفتعلون فيها الإثم والعدوان على الشعب البرىء الذى زاق منهم ومن جراء إجرامهم الكثير !!!؟؟
أم سنجد من الحكومة تصرف إيجابى يتيح لنا العيش بسلام ويمحو من ناظرينا لون الدم ويمسح على قلوب المجروحين والأمهات السكلى والأرامل والأيتام !!!
ترى ماذا يخبىء لنا الغد من أحداث ................
الله تعالى أعلى وأعلم
ايمان حجازى


الرواية العربية.. تكتب من رحم الفية ثالثة / عبدالواحد محمد

الرواية العربية تكتب من رحم الفية ثالثة بفلسفة قائمة علي المكاشفة واستعادة روح وطن عربي كبير في شكله وجوهره بعيدا عن القوالب الروائية القديمة لكن يبقي  عالم نجيب محفوظ الروائي محفزا وملهما لجيل آخر من روائيين العصر ؟!
وقد نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ومجلس العويس  بالتعاون مع المكتب الثقافي للسفارة المصرية في الدولة مساء يوم الأربعاء 25 ديسمبر 2013 ندوة أدبية بعنوان الرواية العربية بعد نجيب محفوظ (مصر نموذجاً) شارك فيها  كل من الدكتور صلاح فضل و الدكتور مدحت الجيار وحضرها عدد من المثقفين والمهتمين يتقدمهم سعادة محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي.
وقد رحبت حليمة بنت حميد بن علي العويس بالحاضرين عبر كلمة قرأها نيابة عنها عبد الإله عبد القادر المدير التنفيذي لمؤسسة العويس الثقافية، جاء فيها : أن مجلس العويس يسعده أن يستضيف مثل هذه النشاطات الإبداعية التي تثري التوجه الثقافي والأدبي و الفكري لرواده ومريديه.
ومن ثم تحدث الدكتور صلاح فضل عن عشرة روائيين وضعهم في طبقات وفقاً لكل جيل جاء بعد نجيب محفوظ ، شارحاً الطيف الواسع لأديب نوبل على أجيال كتبت الرواية من بعده.
كما تحدث في السياق ذاته الدكتور مدحت الجيار الذي بيّن مواضع كثيره أثرت في الروائيين بعد محفوظ ، وقد أثارت مداخلة المحاضرين الكثير من الأسئلة عن الرواية العربية شارك فيها محمد المر و كمال رمزي و جورج بهجوري وزكريا عيد و حسين درويش وقد أثرت الحوارات أجواء الندوة التي ستتحول إلى ندوة موسعة عن الرواية العربية ستتصدى مؤسسة العويس لتنظيمها حسبما أعلن عبد الاله عبد القادر.
وفي ختام الندوة قدمت السفارة المصرية دروعاً تكريمية لكل من مؤسسة العويس و مجلس العويس وصلاح فضل و مدحت الجيار ومحمد العدل و كمال رمزي ، ثم أُلتقطت الصور التذكارية للمحاضرين و الضيوف.
عبدالواحد محمد 
كاتب وروائي مصري عربي 
abdelwahedmohaned@yahoo.com 

ابن المختار/ نعمان إسماعيل عبد القادر

قصة قصيرة

إنّهُ لما اشتدّ الحرّ على الدُّنيا وما فيها، وانتصف النهارُ، صلّى الظُّهر حاضرًا واستمرَّ في اقتلاع الأعشابِ في البيارة وجمعها في كومةٍ قرب بابور الماء. اعتراهُ إحساسٌ شديدٌ أنْ حان موعد الرحيل عن تلك البيارة، بعد فراغه من ري جميع الأشجار. عرف أن لا جدوى لوجوده فيها، فلَـمْلَمَ أشياءه واتّجه صوب الشارع لعلّه يجد ابن حلالٍ يقف له ويقلّه إلى بيته. تذكّر سيارته التي طالما تَنَقَّلَ بها، إلى أن تعطّلتْ وهي جاثمة في أرض الكراج منذ يومين. أيمشي ساعتين ونصف الساعة ليصل إلى بيته، أم يقف بجانب الشارع ينتظر مرور المركبات المتجهة إلى القرية. مَنْ فيهم يجهله؟ "الحاج عماد" اسم أشهر من نار على علم.. شريكٌ في البيارة، وبائع الطحين، يعرفه الصغير والكبير ويحترمه القاصي والداني. ثم إنه ابن المختار المرحوم الحاج عثمان. ألا يكفي هذا لمن يراه أن يوقف مركبته ويطلب من حضرته الصعود إليها مرحّبًا فيه؟ 
على ظهره المقوّس، حمل فأسه وبيده سلَّته التي فرغت من زاده بعد أن أدى صلاة الضحى، وترجّل من بين الحقول نحو الشارع العام يسبح في هواء السهل الحارّ ويسبّحُ اللهَ ويستغفره  كعادته ويهلل. هيئته المنقوشة في أذهان بعض السائقين دفعتهم للتخفيف من سرعة سياراتهم لانتظار وصوله والفوز بحَمْلِهِ والتبرّك منه، ثمّ لم يلبثوا هاربين بسياراتهم خوفًا من طول الانتظار وإضاعة الوقت.
 راح يحثُّ خطاه لاهثًا حين لمحتْ عيناه توقُّفَ مركبة بيضاء قديمة جانبًا، ونزل منها شابٌّ أشعل سيجارًا وأخذ يدخن بعد أن أسند ظهره على مؤخرة السيارة لعلّه ينتظر وصوله. 
في المقعد الأماميّ، جلس الحاجُّ لاهثًا تفوح منه رائحة العرق، يتمتم بكلام فُهم منه القليل وغاب عن أذنيه الكثير. إنّه في اللحظة التي توقّف فيها أحسّ أن لا بدّ من احترام قدسيّة هذا الحاج المبجّل. إذ ينبغي إخماد الموسيقى الصاخبة المنبعث صوتها من سماعاتٍ كبيرةٍ رُكّبتْ خِصّيصًا لتهتز أركان المركبة منه، وينبغي إخفاء رائحة الخمر المنبعثة من أعماق أحشائه وفي أعماقه خجلٌ كبيرٌ قد يحرقه إن هو التقطت خياشيمه هذه الرائحة الملعونة. حين لاحت في الأفق بيوت القرية، تكسَّر حاجزُ الصمتِ فقال له باحترامٍ:
"دعواتك وبركاتك يا حاجّ مصطفى!" 
"اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار! أدعو الله لك العفو والمغفرة، وأن يجعل لك من كل ضيق مخرجًا، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب. ولكن أخبرني! ابن من تكون أنت؟" 
"أنا ابن غالبٍ الراعي". 
" أحقًّا ما تقول؟! إنّ والدك لرجلٌ طيّبٌ" 
على الرغم من طلبه أن يوقف سيارته لينزل قرب المقبرة القديمة، فقد أصرَّ السائق أن يصل به إلى حيث يقع بيته احترامًا لمكانته وحتّى يحظى بمزيد من الدعوات الصالحة. والحقّ يقال فقد أمطره الحاج بصوت مرتفع وببراعةٍ عجيبةٍ بمزيدٍ من الدعوات والبركات الجديدة التي يبدو أنه لا يكشف منها إلا للخاصة من الناس.
 عجلاتُ المركبة أخيرًا توقفتْ عن الدوران، وقبل أن يهمّ بالنزول، ذهولٌ مفاجيءٌ حلّق في فضاء المركبة المتوقفة إثر القبض على يدي السائق المخمور، وتقبيلهما، والحاج يرجو منه أن ينقله إلى ذلك "الراعي" على جناح السرعة داعيًا له الله بالرضى التام والنجاة والفلاح. 
لاحت في نفس السائق ذكريات أليمةٌ من شدّة العذاب الذي لحق به طوال الوقت من والده. أحسّ بضيقٍ في صدره، ثمّ قال في نفسه:
"أي مأزق هذا الذي أوقعتُ نفسي فيه؟ كان الأجدر بي حين لمحته بمحاذاة الشارع القريب من البيارة أن لا أقلّه معي في مركبتي هذه وأن أتركه لغيري.. وهناك الكثير من السائقين الذين يمرّون من ذات المكان في كل الأوقات.. لماذا يريد مقابلة والدي؟ لا بدّ أنه قد شمّ رائحة الخمر ويرغب في إبلاغه عن هذا". 
لماذا تريد مقابلة والدي أيها الحاج الكريم؟ 
أتدري يا هذا! إنني لا أريد مقابلته إلا لشيء واحد.. وهو أن أعتذر له عمّا جال في خاطري ذات يومٍ حين مررتُ عنه بسيارتي فلم تطاوعني نفسي، الأمّارة بالسوء، أن أقلّ بسيارتي، رجلاً بسيطًا مثل "غالب الراعي"، وها قد بعثك الله اليوم لتأخذني أنا العبد الفقير بسيارتك، وتصرُّ على إيصالي حتّى إلى باب بيتي.. أرجو منك أن تأخذني إليه لأهذّب نفسي كلّ التهذيب.
في فراشه عيناه لم تجدا للنوم سبيلاً. وانغمس يفكّر طوال الليل في رجلٍ يحاسب نفسه على خواطرها.. أجِنِّيّ هو أم نبيٌّ؟ أي رجلٍ هذا الذي نسمع عن صلاحه منذ نعومة أظفارنا؟ ولكن، كيف يكون هذا المجتمع يا تُرى لو عمل الناس بشئ مما يعمله؟ هذا ابن المختار وذاك الراعي.. وظلّت صورة الرجل التي أذهلته تتراءى أمامه حتى غلبه النعاس ثُمَّ غطّ في نومه.

الفنُّ أضحَى عندَنا هَبَلا/ حاتم جوعيه


الفنُّ    أضحَى   عندَنا     هَبَلا َ   =   لهُ   وَظَّفوا  الأوباشَ  والهَمَلا 
كمْ  مِنْ   دَعِيٍّ   أرْعَن ٍ  َقمِىءٍ    =   وَلِشُهرَةٍ   بالزِّفِ   قدْ   وَصَلا  
بابُ    الفنون ِ   لِكلِّ    مُذدَنَبٍ    =   وَغدٍ   عَميل ٍ   أدخلَ    الخللا  
كم   من  حمار ٍ  دونمَا   رَسَن ٍ   =   يجري ويمرحُ  ..وَدَّعَ  الوَجَلا   
قد     َقلَّدُوهُ     َمنصِبًا     جَللا ً   =   وَبهِ    الوظائِفُ   أثقِلتْ   عِللا   
لا .. لم   يُوظَّفْ   غيرُ    إمَّعَةٍ    =   وغدٍ     حقير ٍ    َفنَّهُ    انتحلا  
باعَ  المبادِىءَ  والكرامة َ..عنْ   =   كلِّ  المبادِىءِ   والإبَا   ارتحَلا  
مَهمَا    يُحَلِّقُ     في    مَكاسِبهِ   =    فغَدًا   سَيلقى  القحط َ  والفشَلا   
تفكيرُهُ     كالتيس ِ     مُنحَصِرٌ   =   في الأكل ِ.. لا  يعدُو  بهِ  جَبَلا 
كلُّ    الجَواكر ِ  شُهرة ً  أخَذوا   =    والكلُّ   في  عُهر ٍ  غَدَا   ثمِلا 
كلُّ   المُسُوخ ِ  مراكزًا  وَصَلوا  =   والحُرُّ  يشقى   لم   يجِدْ  عمَلا    
في  مجمع ِ  الأقذار ِ  كم    قذر ٍ  =   أضحَى  زعيمًا   يلبسُ  الحُللا  
ملكُ    الفنون ِ    وَرُغمَ    أنفهم   =   إنِّي  انطلقتُ  سَأعتلي   زُحَلا  
أنا  شاعرُ الشُعراءُ  في  وطني   =    وأنا   الذي   بكفاحِهِ    وَصَلا 
والغيرُ    يرتعُ     في    عَمَالتِهِ   =    بَاعَ   الكرامة َ .. للخَنا  امتثلا 
ما   نلتُ   في  الإبدَاع ِ  جائِزَة ً   =    تعطى  هنا  ولِكلِّ  مَنْ   َفشِلا  
فمِنَ المُحيط ِ إلى الخليج ِ  شَدَا     =   الأعرابُ  شعري .. أصبحَ الأمَلا   
والكلُّ    يطربُ   مِن   حلاوتِهِ    =  كم    جَهْبَذٍ    َفذ ٍّ   بهِ    ذ ُهِلا  
متنبِّىءُ     الأعرابِ      قاطبة ً    =   شعري  يضمُّ   الدُّرَّ   والمُثُلا شعري   لنهضةِ    أمَّتي    وبهِ    =   كلُّ المُنى …لم  أندُبِ  الطللا
أمضي   شريفا ً   نحوَ    أمنية ٍ    =  والغيرُ  يمضي  أعْوَجًا   قزلا أبقى  على  دربِ  الهُدَى  علمًا    =  بالفجر ِ    والأنوار ِ    مُكتحِلا   
هذا     طريقي     كلُّهُ      شَمَمٌ    =  لا .. لم  يجدْ مَنْ  سَارَهُ  خَطلا
لا .. لم  أوَظَّفْ عندَ  مَن ظلمُوا   =  خاضوا الخنا .. لم  يعرفوا الخَجَلا  
اليومَ  عُدتُ ...  وَمُترَعٌ   أمَلا ً    =   سَنكَنِّسُ     الأقذارَ     والزّبلا 
طغمٌ    َكشَسْع ِ  النعل ِ  ساقطة ٌ   =    لم   يصلحُوا   لِقدَمَيَّ   مُنتعَلا  
طغمٌ  طعنتْ وَلِظهرنا  قصَمَتْ    =    في   صبرنا   سَنعلِّمُ   الجَمَلا 
إنِّي    سأبقى    شَاحِذ ًا     قلمي   =   سيفا ً وفي  وجهِ الذي  اختبَلا 
إنِّي     سأبقى    ثائِرًا     وَطني   =   حتى  أحَطِّمَ  الأصنامَ  والبَعَلا   
ملكُ    القريض ِ  أظلُّ   َسيِّدَهُ ..    =   في النظم ِ .. ما  قد  قيلَ  مُرتجَلا    
أسَّستُ      للإبدَاع ِ     مدرسَة ً    =   للحُرِّ    تبقى   الحُلمَ   والأمَلا  
ملكُ    الصَّحافةِ    إنَّني    عَلمٌ     =  رمزُ  النزاهةِ  أرفضُ  الدَّجَلا    
وَمنابري      بالحَقِّ      ناطِقة ٌ    =   وَمَناهِجي  لا    تقبلُ    العُمَلا
غيري   عميلٌ    في   صَحافتِهِ    =    قد   زيَّفَ   الأخبارَ  والجُملا  
ما   للصَّحافةِ   عندَنا   انحَرفتْ    =   وكرُ   العمالةِ   تقبلُ    الخَبلا   
تتجاهَلُ     الإبداعَ ...   ترقضُهُ    =   أمَّا   المَهازلُ    نتنُهَا     ُقبلا    
لا   لم   أوَظَّفْ   عندَهُم    أبَدًا    =   يبغونَ   مَسْخًا    مثلهم   طبلا  
فتوظفُ   المَعتوهَ … لا  خَجَلٌ    =   والوَغدَ     والمَأفونَ    والنَّذلا 
سَأقولها    دومًا    بلا     َوجَل ٍ   =  غيري  يخافُ   ويقبلُ    الزَّللا   
صُغتُ القصائِدَ  صَعْبَ  مُمتنع ٍ   =  والغيرُ  صَعْبٌ   ينظمُ   السَّهلا     
نبعي    سيبقى   ماؤُهُ     غَزرًا   =    والغيرُ  أضحَى   َنبعُهُ   وَشِلا  
والغيرُ    يَرتعُ    في   جَرَائِمِهِ    =   بَاعَ   الضَّميرَ   وَطلَّقَ   المِللا  
وَبَقيتُ  وَحدِي  صَارمًا  غَضِبًا     =  فيهِ   الدَّواءُ   لكلِّ   مَنْ  جَهِلا 
أنا     نخلة ٌ    شَمَّاءُ      باسِقة ٌ   =   َتهِبُ السُّلافَ، عَطاؤُهَا اكتمَلا 
أنا   َواحَة ٌ  في  البيدِ   ساحرَة ٌ   =   حُلمُ   المُسَافر ِ،  بفيئِهَا    نزلا 
أنا   روضة ٌ  خضراءُ   يانعة ٌ   =   النحلُ    أمطرَ   وَرْدَهَا    ُقبَلا   
الزَّهرُ  يبسُمُ … يَرتدِي  حُللا    =  والطيرُ يَصْدَحُ  في السَّمَا  جذلا  
إنِّي  سَأبقى  في  ثرَى   وطني   =    .. لا .. لن   أوَدِّعَهُ    وَأرتحِلا  
مَهما    تطلْ     أيَّامُ     َنكسَتِنا   =    فَسَندحَرُ    الأهوالَ     والجَللا  
وَسَنكسِرُ    الأغلالَ     قاطِبَة ً   =   والحَقُّ   يرجعُ ..  نرشُفُ   العَسَلا  
بمسيرتي    سَأظلُّ      مُنطلِقا ً   =    لا   أعرفُ  الإرهَاقَ  والكسَلا   
لا   لم   ُتنكِّسْ   هامتي    أبدًا     =   وَغَدَوتُ  في  سَاح ِ الإبَا  مَثَلا  
لا   لم    تنكَّسْ   رايتي    أبدًا     =   دومًا  سَأبقى  الفارسَ   البطلا  
لا    أرهبُ    الدُّنيا     برُمَّتِهَا    =   هيهاتَ أخشَى الموتَ  والأجَلا  
اللهُ      يُرزقني      وينصرُني    =  و يُمَهِّدُ    الطرقاتِ     والسُّبُلا   
وَلهُ   صلاتي   أدمُعٌ    سُكِبَتْ     =   وأظلُّ   طولَ   الليل ِ   مبتهِلا        

             (  شعر :  حاتم  جوعيه  -  المغار - الجليل  -  )

أشعار بحرية/ د. عدنان الظاهر

الجنوب 

أُحبُ رمالَ شتاءِ الجَنوبِ
وأهوى الثلوجَ شتاءً وصيفا
ففي زهرةِ الأقحوانِ أُراني خجولاً عَجولا
شديدَ تلّونِ فصلِ الخريفِ
فيا طائفاً قد تقضّى سريعاً سريعا
ثم عادَ فطوّحنا واْختفى
أفي طبعنا أنْ نشُتَّ وفي طبعنا
أنْ نموتَ فندفنَ أرواحنا 
أما من علاجٍ لرجعِ وقوعِ الصدى في فراغِ الخُطى ؟

رؤى البحرِ في الصبحِ تملأُ صدري شذىً
وكثيراً منِ الهواجسِ والرؤى
على شُرفةِ البيتِ والشمسُ جذوةُ رأسِ الضُحى
وطبُّ جسومٍ تُحبُّ شديدَ العرا
فالمصيفُ اللطيفُ مضى حسرةً في مطاوي الحشا
سريعاً سريعا
ففي الرملِ آثارُنا 
وبُقيا كؤوسِ شرابِ الهوى
تركنا سُدى
على أنْ تعودَ مصايفُ أحزاننا القهقرى.

دفنّا موجةً للأسى وعزيزِ المُنى
في كثيبِ رمالِ المصيفِ الكئيبِ
ظهيرةَ يومٍ غريبٍ شديدِ الوجومِ
لأنَّ الزمانَ يخونُ كثيراً وقد خاننا
ولنْ نلتقي مرّةً… ربّما.

مظلة عربية للتنازلات الفلسطينية/ نقولا ناصر

(إن استمرار مفاوض منظمة التحرير الفلسطينية في التلفع بالعباءة العربية المهترئة لم يعد يستر عورة سياسية أو يغطي على تنازلات تفاوضية)

مرة اخرى يحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم إحالة مشروع قرار جديد تحاول الولايات المتحدة الآن إملاءه عليه إلى جامعة الدول العربية، لمنح شرعيتها لتنازل تفاوضي فلسطيني جديد متوقع، وهي الجامعة المفرقة المتفرقة المطعون في شرعية تمثيلها لأمتها وشعوبها، بدلا من الاستقواء على الضغط الأميركي بإجماع الشعب الفلسطيني على رفضه.

وللحقيقة والتاريخ لقد كان عباس منذ تولى مقاليد الرئاسة ولا يزال ملتزما بأن يكون قراره السياسي مغطى بمظلة عربية، خصوصا إذا اضطر لتنازل جديد أمام الضغوط الأميركية، وهو ما زال يحرص على أن يقوم مجلس وزراء الخارجية العرب ب"مراجعة وتقييم التقدم" الذي تحرزه مفاوضاته مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فهو يستشير مرجعيته "العربية" بانتظام ويأخذ مباركتها قبل الإقدام على أي خطوة تفاوضية وبعدها.

لذلك كان من المقرر أن ينعقد، بناء على طلبه، اجتماع طارئ غير عادي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم السبت لمواجهة ضغوط أميركية هائلة عليه للموافقة على مقترحات جديدة لوزير الخارجية جون كيري.

لكن عباس هذه المرة كما كان في كل مرة كالمستجير من الرمضاء بالنار، إذ من المؤكد تقريبا أن يرضخ وزراء الخارجية العرب للضغوط الأميركية ليسوغوا لمفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية التنازل مجددا، بالموافقة على "ترتيبات أمنية" مقترحة من كيري، بالرغم من تقارير الأخبار التي تحدثت على نطاق واسع عن رفض عباس لها قولا وكتابة، حرصا منهم على "السلام" والتزاما بإنجاح مفاوضاته.

إن الضغوط الأميركية التي استخدمت الجامعة العربية أداة لها عندما جرّت الرئاسة الفلسطينية في تموز/ يوليو الماضي للتنازل عن مطالبتها المعلنة بوقف الاستعمار الاستيطاني كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات الثنائية مع دولة الاحتلال تتحول الآن إلى إملاءات أميركية سافرة سوف تستخدم على الأرجح الجامعة العربية مجددا أداة لها لفرض مقترحات كيري على مفاوضي المنظمة.

ولم تستهدف جولة كيري التاسعة التي بدأها يوم الخميس قبل الماضي سوى محاولة لفرض مقترحاته على مفاوضي المنظمة كطريقة يراها رئيس الدبلوماسية الأميركية وحيدة لإخراج مفاوضاتهم مع دولة الاحتلال من الطريق المسدود الذي وصلت إليه.

وليس من المتوقع طبعا أن يتراجع كيري ببساطة عن "مقترحاته" بعد أن شارك في وضعها طوال شهور، كما قال هو نفسه، أكثر من مائة وستين مسؤولا وخبيرا من البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية ووكالات المخابرات والاستخبارات الأميركية، بالرغم من نفي "كبير مفاوضي" المنظمة د. صائب عريقات لوجود أي "خطة أمنية" مقترحة منه.

وما تسرب عن تفاصيل "الترتيبات" المقترحة يتحدث عن تجريد أي دولة فلسطينية مأمولة من السلاح والاكتفاء بوجود قوة شرطية – أمنية فيها تكون جزءا من قوة إقليمية بقيادة أميركية لمكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة، وتوكيل الولايات المتحدة بمراقبة عدم تسلحها ربما بنظام شبيه بالمراقبة الأميركية لاستمرار تجريد شبه جزيرة سيناء المصرية من السلاح الوطني، وإبقاء حدودها البرية والجوية والبحرية تحت سيطرة دولة الاحتلال المباشرة أو بوكالة أميركية ودولية عنها، وإشراك دولة الاحتلال في السيطرة الفلسطينية على المعابر مع الأردن، والمحافظة على وجود عسكري لقوات الاحتلال على امتداد الضفة الغربية لنهر الأردن بعد إقامة دولة فلسطينية، وإبقاء محطات إنذار مبكر إسرائيلية لا سيطرة فلسطينية عليها على المنحدرات الشرقية لمرتفعات الضفة الغربية، وتسيير دوريات فلسطينية مشتركة مع قوات الاحتلال، إلخ.

ويمكن التكهن بأن كيري "يناقش" مع مفاوضه الفلسطيني ومظلته "العربية"، مثلا، ليس وجود أو عدم وجود قوات الاحتلال في الغور على امتداد الحدود مع الأردن، بل هل يكون هذا الوجود لمدة أربع سنوات أم لخمسة عشر عاما أم لمدة أطول أم أقل وهل يكون هذا الوجود بمشاركة دولية أم مستقلا كما تصر حكومة الاحتلال، أو كمثال آخر، هل تكون الشراكة الإسرائيلية في السيطرة على المعابر مع الأردن ظاهرة أم مستترة وهل تكون سيطرة مشتركة ثنائية أم بمشاركة دولية كما كانت في اتفاق عام 2005 على معابر قطاع غزة، إلخ.

ومقترحات كيري يجب ألا تكون موضوعا قابلا للتفاوض الفلسطيني والموافقة العربية، فهي مشروع "خريطة طريق" جديدة لاتفاق أمني انتقالي جديد يرقى إلى كونه اتفاق "أوسلو – 2" يستبدل اسم "السلطة الفلسطينية" باسم دولة فلسطين، ويعيد نشر قوات الاحتلال، ويرسم محددات جديدة ل"التنسيق الأمني" الفلسطيني معها، ويمنح الاحتلال مهلة زمنية جديدة للاستمرار في الاستعمار الاستيطاني التهويدي بغطاء تفاوضي جديد يضفي عليه شرعية الموافقة الفلسطينية بمظلة "عربية".

لكن وزراء الخارجية العرب الذين سوف يجتمعون في القاهرة اليوم السبت لن يخرجوا على قرارات قادتهم، فعلى سبيل المثال "رحب المجلس الأعلى" لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمته الرابعة والثلاثين الأخيرة في الكويت ب"الجهود الدبلوماسية" الأميركية" وب"بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين" كما جاء في "إعلان الكويت" الصادر عنهم والذي جدد دعمهم ل"مبادرة السلام العربية" كمرجعية للمفاوضات.

وليس من المتوقع أن تكون الدول العربية الغارقة في حروب داحس والغبراء الجاهلية معنية بالاجماع الفلسطيني على رفض المفاوضات واستئنافها. فهذا الرفض يبدو كأنه لم يصل أسماعهم أو أن في آذانهم وقر بحيث لا يسمعونه أو هم لا يريدون سماعه.

إن مهزلة المفاوضات الكارثية التي لا تفتأ الجامعة العربية "ترحب" بالجهود الأميركية لاستمرارها تحل دولها من تحمل مسؤولياتها القومية تجاه فلسطين وشعبها وأرضها، في الأقل تعويضا عن مسؤوليتها عن نكبة عام 1948 إن لم يكن بدافع التضامن العربي والأخوة الإسلامية، بقدر ما توفر للولايات المتحدة غطاء عربيا وفلسطينيا "سلميا" يغطي على حروبها العدوانية العسكرية والاقتصادية والاستخبارية والسياسية على الأمة في كل مواطنها، وبقدر ما توفر لدولة الاحتلال مظلة مماثلة لتجميل صورتها وإطالة أمد احتلالها ومواجهة الضغوط الدولية المتزايدة عليها.

ناهيك عن استخدام هذه المفاوضات واستمرارها أداة لمنع الشعب الفلسطيني، في الأقل، من البناء على قرار الأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة غير عضو فيها بالتوجه إلى أكثر من ستين منظمة دولية للفوز بعضويتها، وناهيك عن استخدام المفاوضات طوال عقدين من الزمن لاجتثاث مقاومة الشعب الفلسطيني ومطاردتها وحصارها، وهي المقاومة التي حرصت الدول العربية على محاصرتها سياسيا بما يسمى "مبادرة السلام العربية"، وعسكريا بمطاردتها في أراضيها، ثم محاصرتها تحت رحمة الاحتلال داخل وطنها.

إن استمرار مفاوض منظمة التحرير الفلسطينية في التلفع بالعباءة العربية المهترئة لم يعد يستر عورة سياسية أو يغطي على تنازلات تفاوضية، لكنه بالتأكيد يساهم في تضليل الشعب الفلسطيني عن رؤية التقاعس والعجز العربي على حقيقته العارية التي لم تعد أي ورقة توت فلسطينية كافية لتغطية العورات الفلسطينية لدول الجامعة العربية وحكوماتها وحكامها.

ومقترحات كيري تتبنى المطالب الإسرائيلية بحذافيرها تقريبا، وتقلب الأولويات التي كان كيري قد وعد الرئاسة الفلسطينية بها، وتغير مرجعية المفاوضات المتفق عليها معه، وتتراجع عن التوصل إلى "حل نهائي" كهدف للمفاوضات سبق له أن التزم به.

فالرئيس الأميركي باراك أوباما يتحدث الآن عن "إطار عمل ... لن يتناول كل تفصيل على حدة" ل"عملية انتقالية"، لن تشمل قطاع غزة في البداية، كهدف بديل لأن الفلسطينيين لا يمكنهم أن يحصلوا "على كل ما يريدونه في اليوم الأول" لأي اتفاق، ويتحدث كيري نفسه عن هدف بديل للمفاوضات أيضا يتمثل في "إطار عمل أساسي" و"إرشادات توجيهية" ل"مفاوضات لاحقة" تقود إلى "معاهدة سلام كاملة"، ولهذا الغرض فإن الشهور التسعة المتفق عليها كسقف زمني للمفاوضات المستأنفة لم تعد ملزمة فيقترح تمديدها، كما أعلن كلاهما في منتدى سابان بمعهد بروكينغز الأميركي في السابع من الشهر الجاري.

إن تلميحات كيري إلى تمديد السقف الزمني للمفاوضات المستأنفة وتصريحات عريقات الأربعاء الماضي عن مفاوضات "تستمر سنة" للتوصل إلى "حل نهائي" في حال التوصل إلى "اتفاق إطار" في نهاية الشهور التسعة، إنما هي تلميحات وتصريحات تنذر بموافقة مبدئية من مفاوض المنظمة على مقترحات كيري وتراجعه، وبموافقة وزراء الخارجية العرب عليها، وبأن يكون عام 2014 سنة إضافية في المفاوضات يستمر خلالها الاستعمار الاستيطاني، وتهويد القدس، والحصار على قطاع غزة في نهش الأرض واللحم الفلسطيني ... بمباركة "عربية".

إن ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة لمفاوضي المنظمة الحاليين والمستقيلين والسابقين على "الترتيبات الأمنية" التي اقترحها كيري بزعم "تطمين" دولة الاحتلال الإسرائيلي على أمنها كي تخرج المفاوضات التي نجح في استئنافها أواخر تموز / يوليو الماضي من الطريق المسدود الذي وصلت إليه فقادت إلى تقديم الوفد المفاوض للمنظمة لاستقالته هي ردود فعل توحي كأنما مخضرمي التفاوض الفلسطيني يتعرضون لأول مرة لانقلاب الولايات المتحدة عليهم ونكثها بوعودها لهم.

لكنهم يعرفون هم أكثر من غيرهم بانها ليست المرة الأولى التي يلدغون فيها من الجحر الأميركي ولن تكون الأخيرة، لذا لا يمكن تفسير ارتفاع صوت رفضهم اللفظي غير المشفوع بقرار حاسم يقطع المفاوضات ولا يوقفها وينهي الرعاية الأميركية لها إلا كتغطية إعلامية لامتصاص المعارضة الشعبية لاستمرار رهانهم على كلا الأمرين تشي باستعداد للتفاوض على "ترتيبات" كيري غير القابلة للتفاوض.

والمفارقة أن رفضهم لو صدق يخلق أرضية سياسية صلبة لإجماع فلسطيني يوفر أساسا موضوعيا للمسارعة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وإحياء الوحدة الوطنية كشرط مسبق يمكن الجميع من إسقاط ترتيبات كيري الأمنية التي ترقى إلى اتفاق "أوسلو – 2"، فهذا وحده هو الاختبار الحاسم لصدقية رفضهم لها، غير أن خوض اختبار كهذا يظل رهنا بقرار الرئيس محمود عباس الذي كان حتى الآن يسبح ضد التيار الشعبي والوطني الرافض لاستئناف المفاوضات. 

إن "تأجيل" شمول قطاع غزة بترتيبات كيري المقترحة سببه عجزه عن إملائها على القطاع، ويكشف عن نية مبيتة تستهدف عزل القطاع طالما ظل حاضنة للمقاومة الوطنية، وهذا الاستهداف في حد ذاته سبب كافي في حد ذاته للرد الفلسطيني عليه بالمسارعة إلى إنهاء الانقسام كأولوية وطنية أهم من كل ما عداها.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

صمت الغنائم/ جواد بولس

لم يكن الاجتماع الذي كشفت عنه مصادر إسرائيلية بين الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز وسفير إسرائيل السابق لدى واشنطن إيتمار رابينوفيتش وعضو الكنيست الإسرائيلي مئيرشطريت، الأول من نوعه. فقبل اجتماع "موناكو"، الذي نشر عنه في السادس عشر من كانون الثاني، نشرفي موقع "يوتيوب"، في الثلاثين من تشرين الثاني، شريط مدّته قاربت العشر دقائق، وفيه وقائع من لقاء عقد في واشنطن جمع مندوب عائلة آل سعود نفسه ويوسي ألفر، مستشار سابق لرئيس حكومة إسرائيل، وبحضور أهرون ديفيد ميلر وشيرين هنتر وآخرين. ينقل الشريط بالصوت والصورة أجواء اتسمت بالمرح والإيجابية بين الفرقاء وسعيهم لإيجاد سبل للتعاون الاستراتيجي المكشوف  في وجه إيران عدوّتهم اللدودة المشتركة.
أتناول هذه الأنباء لا جاهدًا وراء تشخيص لطبيعة نظام آل سعود، فهذا النظام تأسس وتمكّن من حكم شعبه وبلاده من خلال دعم وعلاقات مكشوفة وسرّية مع عدد من الدول الغربية وتفاهم إسرائيلي تفاوتت وتائره عبر العقود الماضية. ولا أكتب كي أصف ما بات واضحًا ومحسوسًا. فالمنطقة على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة، قد تفضي إلى ترسيم خارطة جديدة لشرقنا ونشوء أنظمة حكم ما زالت في كثير من الدول تعيش مخاضات تشكّلها، وفي بعضها ما انفكت شعوبها تدفع فواتير مستقبلها وأحلامها برسم الدم والجماجم. 
الجديد في الكشف عن هذه اللقاءات أنّها عرّت ما حاولت السعودية ادّعاءه عن كونها رأس حربة عربية إسلامية تقف في وجه العدو الصهيوني ودولة اليهود الكافرين، وأنها تعتبر قضية فلسطين قضية الأمة الاسلامية الأولى.
 اليوم، لا يتورّع مسؤول سعودي عن الظهور في شريط مصوّر يجمعه مع حفنة من "أولئك الكفار" ويخطّط معهم، في أجواء أخوية صافية، كيف يجب التصدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، دون أن يمنعهم ذلك من التطرق لسوريا، عدوّهم الثاني المشترك، أو كما قال يوسي ألفر؛ فقضية إيران قضيّة استراتيجية وسوريا تبقى القضية الملحّة! 
هل فاجأت هذه اللقاءات أحدًا؟ هل أزعجت لقاءات قادة دول إسلامية وعربية أحدًا؟ هل تهافتت عليها تلك القوى السياسية التي اعتادت إدراج النظام السعودي وأنظمة عربية أخرى  في قائمة  الأنظمة الرجعية العربية التي كانت ضليعة في نكبة فلسطين وما شاع من تعريفات اعتمدت تقسيم العالم بين دول رجعية واستعمار، وبين الدول التقدمية الحرّة  الداعمة لحرّيات الشعوب وحقوقها المسلوبة.
أسأل وتهمّني فلسطين أولاً، التي منها أكتب وعليها نقلق، فهل لهذه التطورات من أثر وتأثير على القضية الفلسطينية، لا سيّما في هذه المرحلة الحرجة؟ 
هل لهذه الأحداث تأثير علينا، نحن الفلسطينيين، عرب الداخل، أم أنّنا معفيون من الالتفات اليها؟  
 كلّما ازدادت المعلومات عن مثل هذه اللقاءات، وما سبقها من تنسيق حثيث وجدي بين حكومة إسرائيل وبين بعض الأنظمة العربية والاسلامية، تعاظم " تطنيش" القوى السياسية الفاعلة بيننا، علمًا بأن ما رشح عن تلك اللقاءات لا يتعدى كونه "الكمخة"، حيث يبقى الدسم مخفيّا والأيام ستفضح. فما هو موقف اليسار بكل تفرّعاته (الجبهة الديمقرطية، أبناء البلد)؟
 ما هو موقف الأحزاب والحركات القومية العربية (التجمع، العربية للتغيير والديمقراطي العربي)؟ 
وماذا مع صمت ضجيجه أكبر؟ صمت الحركات والأحزاب والمؤسسات السياسية الإسلامية التي كانت تعتدّ بالموقف السعودي وما وفّره من مرجعية سياسية دينية ومالية شكلت حاضنة لتلك الحركات ومكّنتها بما قامت به، أو برّرت لها ما انكفأت عنه في مسيراتها السياسية.
ألا تحمل هذه الأخبار علامات ما قد يحلّ بمنطقتنا من كوارث قد نكون نحن بين ركامها؟
 ألا تستحق هذه التطورات وقفات إن لم تكن في وجه ما سينهال علينا فلتكن أمام مرايانا عسانا نكتشف ماحفر الزمن بوجوهنا من تجاعيد؟
أعتقد أن "التكلّس"الذي أصاب معظم الأحزاب والحركات السياسية في فلسطين والداخل يضع أكثر من علامة استفهام حول حاجة هذه البلاد ومجتمعاتها إلى معظمها، وفي أضعف الإيمان يدلّل على وجود أزمة حقيقية تستدعي مراجعة هذه الأطر لبرامجها السياسية وهياكلها التنظيمية، لا سيما فيما يخص علاقاتها بالعديد من الأنظمة والحكام العرب وغيرهم. حالة بعض هذه الأطر باتت أقرب إلى انكشاف ختم "تاريخ النفاد" الذي طمره غبار بعض شعاراتها التي لم تعد تسعف في عالم متغيّر ومنطقة متفجّرة، وإسرائيل ترفل باحتلالها فلسطين. 
يبدو أن لدى آل سعود ما زال العالم هو نفس العالم، والعبرة بمن يبقى ويحكم، وبالنسبة لإسرائيل وأمريكا ما زالت القاعدة تقضي بأن الهدف يبرر الوسيلة.
 أما الأحجية تبقى عندنا ولدى من ما زال يؤمن بثوريته وتقدميته وبوجود عالمين ومعسكرين، فهل ظلت  قواميس ذلك الزمن تناسب إنشاء هذا العصر ولغة أبنائه؟
 إذًا، من هما المعسكران؟  وهل لعلاقة دولة ما بإسرائيل وأمريكا دخل وتأثير على تصنيفها وموقفكم منها؟  
ربّما يكون الجواب فيما يبدو جديدًا حقيقيًا، ففيما تتكشف هذه الأخبار تباعًا، يتزامن نشرها أحيانًا في نفس الأوقات التي "يمكّك" فيه بعض قادة هذه الأحزاب والحركات والفصائل الثورية والقومية بزيارات "عمل" يحلّون فيها ضيوفًا معززين مكرمين على حكام تلك الدول، ويعودون إلينا ظافرين يجيدون السياسة و"صمت الغنائم"، فمن يفسّر لنا هذه الأحجية؟ 

الوصايا العشر لتكون إنسانا محبوبا/ د. نبيلة السعدي

1-سلم على من تعرف و لا تعرف بكل حرارة و صدق .

2- أستمع للآخرين عندما يتحدثون معك، أترك ما تقوم به و أنظر إليهم و أصغي لهم، لأنهم بحاجة إلى تركيزك معهم لدقائق و ليس العمر كله.

3- أظهر لهم اهتمامك عن طريق مديحهم و تنبيههم على إيجابياتهم، فهذا يعزز من ثقتهم بنفسهم، و يحسسهم أنك شخص محبوب و جدير بالثقة في رأيه.

4- أدع للناس بالخير، و صدقني الدعاء في ظهر الغيب له تأثير عجيب بين قلوب الناس، لأن هناك ملك خاص يقول "و لك ذلك" تخيل أن الملك يدعو لك كما أنت تدعي للآخرين! فتحل البركة بينك و بين الذي تدعي له.

5- أنت صانع مستقبلك لأنه كما تدين تدان، فأعلم أن كل ما فعلته للآخرين سوف يعمله شخص آخر لك، فأنتبه ما الذي تقوله و ما الذي تفعله.

6- ابتسم عندما تلقى الآخرين بصدق من قلبك قبل أن ترتسم البسمة على شفاك. أليس بجميل أن تكون عظيم الشأن من داخلك؟؟ أبتسم عند اللقاء و عند الوداع .

7- أهتم بنفسك أولاً ثم أهتم بالآخرين، لان لنفسك عليك حق. اهتم بملبسك و غذائك، و صحتك و دراستك وعملك ثم فكر بالآخرين و هذه ليست أنانية.

8- أحتسب أي شي لله يعوضك الله به خيرا كثيرا (إن شاء الله) بأن تمسك غضبك و أن تصبر على أهلك وأصحابك، أو أن تعّلم الآخرين تطوعا يجعله إن شاء الله في ميزان حسناتك.

9- تفائل بالخير مهما كانت الصعوبات, أليس ما بعد الليل هو الصباح!

10- حادث الناس بكل لطف و تأني، و فكر قبل أن تقول أي شي قد تندم علية فيما بعد.

11- الأدباء و المشهورين يتركون حفلاتهم ليسمعون مديح الناس، مما يجعلهم أصحاب أعمال جميلة بسبب الرضا النفسي الذي يزرعه المعجبين بهم. أليس جميل أن تكون أنت الذي يزرع هذا الإعجاب للآخرين؟؟

12- كن خلوقا تنل ذكرا جميلا، الخلق الحسن يوازي درجة الصلاة و الصوم، فهل تعرف كيف قدرك عند الله؟

13- إذا أحببت أن تنصح أو تعلق على شخص، أخبره على إنفراد حتى لا ينحرج و تحرجه أمام الآخرين، لأنه سوف يكره أن يتعامل معك مرة أخرى إذا أحرجته أمام الآخرين.

14- (من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته) فأستر على إخوانك المسلمين، حتى لو ارتكبوا الذنوب، من منا لا يخطأ و لكن (خير الخطائين التوابون).

15- أسعى للخير يمينا و يسارا، بمساعدة الآخرين بالجهد و المال، و لا تقول أنا فعلت كذا و كذا. و لتخلص في نيتك، قم به من دون يعرف أحد و من دون مقابل.

16- أشكر الذي آذاك (أنا أعرف أنك لن تستطيع عمل ذلك دائما) و تخيل أن المسكين أعطاك حسناته و سوف يحس أنك أقوى من أن تتضايق فسيفشل و يذهب غضبان لأنه خسر الجولة معك. ما رأيك بهذه المصارعة؟؟؟

17- أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين و أصحاب المصالح يموتون مئات المرات.

18- أظهر له أنك معجب بأخلاقه و أحاسيسه الصادقة، فتكبر أنت في عينه ويحس أنك فعلا الصديق المخلص و أنك فعلا الأخ العزيز.

19- أقترب منه عندما يكلمك، و إذا كان واقفا، قف أنت، و إذا كان جالسا، أجلس بقربه، حتى يحس أنك منسجم معه و مطمأن معه.

20- ألا تحب أن أرسل لك هدية؟؟ و هكذا الناس تحب من يهديهم الهدايا حتى توطد العلاقات و تزيل المشاحنات و هي تعبير بسيط عن الحب والاحترام و تكون عندهم فكرة جميلة عنك.

21- أليس الفور مات للكمبيوتر تزيل كل الشوائب و الفيروسات؟؟؟ فقم بفرمتت علاقاتك بأن حاول أن تنسى الماضي المؤلم، و المواقف السيئة التي حدثت بينك و بين الآخرين. لتبدأ حياة جديدة بدون مشاكل و لا نفسية مؤلمة.

22- أنت جسم إنسان بداخله روح، و هكذا الآخرين، حتى لو كان نصرانيا أو يهوديا. فتعامل مع الجميع بإنسانية فقد ترقق قلبهم و يدخل الإسلام من هو ليس بمسلم برقة قلبك لهم.

23- بخصوص الهدايا، أهديها في الوقت المناسب، و أختر الهدية المناسبة للشخص الذي سوف تهدية، و راع الزمان و المكان. و لا تنسى أن تعطي الهدية يدا بيد مع ابتسامة صادقة متمنياً أن تعجبه فهذا أساس إعطاء الهدايا.

24- حاول أن تتجنب التعليقات السخيفة، و تخيل أن الشخص الآخر لم يقل لك بل قال للكرسي الذي بقربك أو أي شي مادي. فلن تحس بالألم، لكن المسكين الكرسي هو الذي أحس بالألم.

25- حاول أن تتجنب أي شي يزعجك، و تحس أنه من المستحيل أن تصبر عليه. فقد تكون انفعاليا و لا يليق لك أن تكون مع أشخاص معينين فقد تضرب احدهم لو لم تسيطر على مشاعرك.

26- حاول أن لا تغضب، حاول أن تسيطر على انفعالاتك حتى لا تؤذي الآخرين و بعد ذلك تندم.

27- أحرص على زيارة الناس الذين تعرفهم و تصيد المناسبات، سواء الأهل و الأصدقاء لأن هذه الزيارات، تزيد الرابطة بينك و بين الآخرين. و عش لحظات حياتهم في السراء و الضراء.

28- إذا كنت خارج بلدك أو لظروف لا تستطيع الزيارة فسلم عليهم بالهاتف و السؤال عن الحال و تبادل معهم الرسائل عن طريق الإنترنت أو تبادل المسجات عن طريق الجوال.

29- شجعه على الأعمال التي قام بها، أحسسه بأنه قام بعمل جليل حتى لو كان صغير، نحن البشر نحتاج من يزيد قوانا بكلمة، إلا تحس بذلك؟

30- صاحب المعاصي لن يرتاح، فهلم أخي نتوب توبة نصوح و نستغفر حتى يشع من قلبنا نور الإيمان و نشع بعدها الحب للآخرين.

31- الصاحب ساحب، فأنظر من تصاحب. و لا تقول هو الذي أجبرني و هو الذي أغواني، أليس لك عقل يفكر و قلب يشعر؟؟

32- عامل الناس بأحب الأشياء التي أنت تريد أن يعاملونك حتى يتأثروا بك و تكون لهم أعز الأحباب.

33- عدد إيجابيات الآخرين قبل أن تعدد سلبياتهم. فسوف تلاحظ أن إيجابياتهم زادت لأنك لم تعيد النظر بدقة إلى أن عددت الإيجابيات.

34- عندما تتحدث مع شخص ما أو هو يتحدث معك حاول أن لا تلتفت و لا تتثآب، و إذا اتصل أحد في تلك الفترة أستأذن الشخص الآخر أنك سوف ترد على الهاتف حتى لا ينزعج.

35- كن متواضعا مع كل الناس، الصغير و الكبير، القريب و الغريب. (فمن تواضع لله رفعه).

36- كن منشرح الصدر عند الاستماع، فالناس يريدون أن يجلسوا مع الذين يستمعون لهم أكثر من الذين يتكلم معهم. صدقني لن يجلس معك أي شخص إذا أنت لم تكن منصت لهم.

37- لا تتدخل فيما لا يعنيك، لأنك سوف تجد ما لا يرضيك، إلا للضرورة القصوى.

38- لا تحزن إذا لم يرضى عنك أحد، فهناك بشر يمكن خارج بيتك خارج بلدك و يمكن خارج القارة يحبك و يدعو لك صباح مساء بالخير و أنت لا تدري. فما بالك إذا أحبك الله؟؟

39- لا تستهتر بالأمور الصغيرة لأنك سوف تجد لها أثر كبير فيما بعد.

40- لا تسيء الظن، حتى لو كان ظنك صحيح، لا تعبر عن ظنك بشيء قد يسيء للآخرين بأن تقول للجميع ما ظننت به، فهذا يزيد الشحناء بين الناس و يدمر العلاقات.

41- لا تقاطع عندما يتكلم معك شخص بل أجعله يكلمك للنهاية و أستأذن أنت أنك تتحدث بكل تأني حتى لا يتأثر الشخص الثاني ويقاطعك هو فلا يكون هناك فائدة.

42- لا تقل أنا لا أريد أن أخالط الناس لأنهم يؤذونني، لأن الذي يعيش مع الناس و يصبر على آذاهم أفضل من الذي يعتزل خوفا منهم.

43- لا تكن لواماً، مجادلاً، مخرباً، قاسياً، و أن تدعوا بالشر، و لا مشركا بالنعم التي أنعم الله عليك و أنت لا تحس.

44- لا تنسى أن في قلبك جوهرة تدور و تضيء من حولها بكل الحب و الاحترام و في عقلك نبتة خير من العلم و المعرفة فشارك الآخرين بهذا العلم.

45- من أساليب جذب الناس إليك بالكلام أنك أنت الذي تبدأ بالسؤال عنه، و تعبر شوقك إليه و ليعلم كم أنه عزيز عندك، فتزيد أنت من معزتك عنده (عملية عكسية).

46- الناس لا تعرف ما بداخلنا، تعرف ما هو بالظاهر، فأهتم بشكلك و نظافتك، (الله جميل يحب الجمال) و أنتبه لتصرفاتك حتى لا يفهمك شخص ما خطأ.

47- لا تتذمر إذا فشلت، الحياة حلوة في مجالات أخرى و لا تيأس و حاول مرة و مرتان و مليون مرة.

48- نحن لسنا ملائكة حتى لا نخطأ، فإذا أخطانا فلنبادر إلى التأسف بسرعة حتى تصفي حساباتك مع الآخرين، لأن الله يرحم لكن الناس لا ترحم.

49- لكن إذا أخطأ الآخرون عليك فلتسامح، و لا تحاول أن تنتظر التأسف من الآخرين لأنهم إما أن يكونوا عزيزي النفس أو خجولين من التأسف.

50- قد تكون تعاستك بسبب شخص ظلمته أو أخطأت في حقه، فبادر أخي و أنظر من هذا الذي دمرت حياتك بسبب ظلمك له، فكلمة "آسف" فيها خير بداخلها (أ: أنس، س: سرور، ف: فرح) فتخيل هي تأسف مع مزج من الكلمات الجميلة.

51- غير أفكارك السيئة إلى أفكار جميلة حتى ترتاح من الداخل (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و تتغير الحياة عليك و يتغير تعامل الناس لك، لأنك أنت غير ما بداخلك.

52- لا تقل الناس يحبونني و تنسى والديك. هم أهم الناس الذين يجب أن نركز عليهم، هم أصل البركة، هم الذين سوف يجدون لنا الخير أينما كان برضاهم عنا (إن شاء الله).

53- (أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) تراحموا، تحابوا، تآلفوا، أزرعوا الحب بينكم و بين بعض. نصائح وحكم نقلتها للفائدة

أزمة الواقع العراقي ودور المثقف/ شاكر فريد حسن

لم يمر العراق على امتداد تاريخه الطويل بمثل المأزق التاريخي الذي يمر به ، وبمثل الأزمة والمحنة الحقيقية التي يعيشها اليوم . انها محنة شاملة في كل تفاصيل الحياة ، وتجد تعبيراً وتجسيداً لها في الانهيار الامني والتفكك الاجتماعي والانسحاق السياسي . وهي ليست أزمة نظام سياسي فحسب ، بل أزمة مجتمع كبير وعريق ومثقف ، لم يتخيل احد انه سيصل يوماً الى هذا الدرك والانهيار في المستوى الحياتي والمعيشي والسياسي  .
 ان العراق يمر في مرحلة خطيرة وصعبة ، والوضع فيه له خصوصية تميزه عن بقية الأقطار والبلدان العربية  . انه ما زال يعاني من آثار عدوان واحتلال امريكي واستعماري شرس ، ومن عملية سياسية مشؤومة بنيت على اساس المحاصصة المذهبية الدينية الأثنية التي تهدد بنيته ونسيجه الاجتماعي ،  فضلاً عن التطرف الديني والهوس الجنوني والارهاب العارم الذي يضرب العراقي حتى بات مشهداً يومياً يهدد حاضر شعبه ومستقبله النضر .
ومن جهة أخرى ثمة تراجع كبير وخطير في دور المثقف العراقي الذي هزل كثيراً عن مثقف الماضي ، بفعل الهزائم المتلاحقة وسقوط القيم والايديولوجيات، وآليات التحول وطبيعة المتغيرات ، وعمليات الارهاب والتدجين والاغواء وشراء الذمم والتهديد ، واضطهادات الكهان الجدد ورجالات التابو من الاصوليين والسلفيين والوهابيين والتكفيريين ، الذين لهم اساليبهم في استخدام اسلحة القهر والقمع والارهاب الفكري .علاوة على ذلك هناك قوى سياسية ودينية تساهم في تغييب دور النخب المثقفة في الشارع العراقي بهدف دفع المجتمع الى القبلية والعشائرية والعصبية المذهبية والطائفية البغيضة .
 ان اخراج العراق من محنته وأزمته الراهنة يتطلب من القوى اليسارية والمدنية العراقية الارتقاء في نضالاتها الى مستوى المهام الوطنية ، وتوسيع قاعدة الجبهة اليسارية العراقية المناهضة للاحتلال والفاشية والارهاب الديني وفق برنامج يساري تحرري قادر على احداث الاصلاح والتغيير وتعبئة القوى الحية الفاعلة في المجتمع العراقي لمواجهة قوى الارهاب والتخلف والعمالة ، واستعادة دور المثقف في اداء دوره الفاعل بما يخدم المجتمع العراقي . فدور المثقف الواعي العضوي هو دور تعبوي وتحريضي ومقدس في حمل رايات العدل والحق والنزاهة والخير ومشعل التغيير ، ومجابهة كل من يغذي القتل والفتنة الطائفية والتطرف الديني والفكري ، والوقوف بوجه السلطة والمؤسسة الحاكمة التي تريد وتسعى الى تهميش دور المثقف واقصاءه عن ساحاتها ، وكذلك التجاوب مع الاستحقاق الانتخابي لاحداث التغيير المرتجى والمامول الذي ينشده العراقيون عبر صناديق الاقتراع والممارسة الديمقراطية بدعم قوى الاصلاح والتغيير ، قوى اليسار والتقدم والمدنية ، المدافع الأمين المعبر عن اهداف وآمال وطموحات الطبقات الكادحة المسحوقة والمهمشة في المجتمع . فالبديل الديمقراطي هو الخيار الوحيد امام شعب العراق ، التواق والمتعطش للعدالة والحرية والديمقراطية والطمانينة والهدوء النفسي والرخاء الاقتصادي .

الى أطفال سوريه في مخيمات اللجوء/ سامح عوده

لتلك العيون البريئة المملوءة  بالحزن والرجاء أغنيات تراكم عليها الغبار وتاه في المدى رجاءها بلا جدوى، أقدامهم العارية اقدام ملائكة طاهرة أتت من آخر سماء، ترش الحزن ملحاً على جرح مفتوح، وأمعاءهم الخاوية تردد رجاءً ضائعاً في منافي الوجع!! أطفل في قائمة اللجوء أرقام منسية، لم تعد تلك الطفولة البريئة تنعم بالأمن المرجو ولا بدفء الطفولة.

ولأنهم  كذلك تناقلت مواقع الاخبار وصفحات الجرائد على استحياء صور أطفالٍ سوريين في مخيمات اللجوء  وفي المناطق  المحررة من وطنهم، حفاة عراة  تحت الثلج وبين أحضان المطر، عظامهم الفتية ينخرها البرد، ولحمهم الطري مكشوف للرياح والثلج توغل فيه كشفرات الحلاقة، صور لم تلقَ الى الضمير الانساني مكاناً، الا اللهم بعض التعاطف والدموع التي لم تغير في الامر شيئاً..

 هم الجياع دونما غيرهم.. هم البؤساء والبؤس كفر ..

هم .. القصيدة الموجعة والوجع سقمٌ للروح قبل الجسد ..

آه من انسانية فقدت كل مقومات مشاعرها.. فبات قلبها قلب ذئب فقد الاحساس

آه من عروبةٍ مخصيه لم تفلح إلا في رصف الجمل .. وفزلكة الكلام ..

آه وألف آه من صمت خجول يدمي المقل ..  آه حين يضيع بذخ عطر طفولتهم هباءً  تحت البرد الصقيع الموجع،  وتحل مكانه رائحة نتنه من الخذلان ..

يا لأنانيتكم  كيف ينام أطفالكم على وسائد من حرير وينام  أطفال سوريا – أطفال البرد- على وسائد من ثلج تجمد أحلامهم؟ ليموتوا برداً ..

يال عهركم .. كيف يأكل أبناءكم حتى الشبع،  وأطفال البرد يبحثون عن كسرة خبز متعفنه في العراء البارد؟ .

معناة تجاوزت ألف يوم وبضعُ ايام  والحال من سوء الى أسوء كل الذي تغير ازدياد عدد المشردين في دول الجوار، واتسعت رقعة المهجرين في هذه الدولة أو تلك، والمخيمات يزداد فيها البشر وتنعدمُ فيها شروط البقاء، أو الحياة كما يسمون، ويعصف الجوع والجوع كافر، ويأتي المرض بلا وجل قاتل ، قضيتهم أصبحت تجارة رائجة لتجار عدمي الضمير، حاكم في الشام فضل البقاء على كرسيه المنخور حتى لو كان  على جماجم البشر، طيرانه المسعور دمر ما كان بالأمس جميلاً، وبقي الشعار نفسه ..

" اما الاسد أو نحرق البلد"

فل تحرق البلد وليبقى الاسد وليجوع الاطفال، وليموت الشعب ..

بعد ألف يوم وبضعة أيام لم يفعل العربٌ لأبناء جلدتهم شيئاً بل أوغلوا في الصمت فصولاً.. لتبقى قضية السوريين وأطفالهم مادةً دسمة لقنوات الأخبار،  أو لصفحات ملونة تصلحُ للمزبله..!! فعذراً ما عادت تراجيديا الحزن ممكنة، التفاصيل أقصى من أن تروى، ولا  المطلوب الثرثة..!! المطلوب أن يكون أطفال العرب أطفالي، فالشعارات البراقة لا تشبع أمعاءً جائعة ولا جسداً في العراء عارياً.

الف يوم ونيف وصراع القوى الكبرى على سوريا محتدم، مدركون أن البلد الذي كان عامراً بأهله سيكون بعد فترة كأن لم يكن، يعرفون أن الطفولة المسروقة هم سبب شقائها، وهم الموغلون في قتلها، لذلك قدموا بعض دولارات ورغيف خبز " مِنّةً " منهم رفع عتب عما اقترفوا من قتل مبرمج.

لأطفال البرد رجاء البسطاء ودموع الامهات  الفلسطينيات اللواتي قدمن أطفالهن شهداء، ولم يبكين إلا فخراً، لكم وحدكم .. يا أطفال البرد صراخ محمد الدرة وهو يستغيث قبل أن تقتله رصاصة غادرة.

لأطفال البرد .. تصميم فارس عودة وهو يواجه بطفولته دبابة قاتلة، لأطفال البرد وجه ايمان حجوا لبرئ التي قتلت ولم تتجاوز عامها الثالث .. لكم وحدكم والبرد يكسر فيكم الضلوع أمنياتنا بأن تعودوا الى بيوتكم الى دماكم التي تركتموها وراءكم، وأن تنعموا بدفء غاب عن أسرتكم .. دعاء قد لا يكفي .

مصر تكرّم وديع الصافي في «دولة الأوبرا»/ فاطمة ناعوت

الحياة
سألني الناس: «لماذا تسمّين دار الأوبرا المصرية: «دولة الأوبرا؟ فأجبتهم: لأنها دولة مستقلة بحدّها الخاص. لها شعب خاص، ونهج عيش خاص، وقانون خاص. قانونها: الجمال والأناقة والتحضّر والنظافة واحترام الإنسان. ونهجها: الفنون الراقية التي تحارب التلوث السمعي والبصري الذي يضرب خاصرة الشعب المصري. وشعبها: اختار أن يلفظ القبح ويتعلّق بأهداب الجمال الهاربة من واقعنا منذ ستينات القرن العشرين. نهرب إلى دولة الأوبرا من دولة الواقع المصري الراهن الذي تملأه الركاكة والقمامة والسلوك السيّء والفنون الهابطة. جمهور الأوبرا لن تراه في شوارع مصر، لأنه متشرنق في بيته، يخاف الخروج إلا إلى دولته الخاصة: دولة الأوبرا.
في تقديري الشخصي، أن تلك الدولة التي تسكن بناية صغيرة أنيقة في شارع الجبالية في الزمالك، هي التي أنقذت دولة مصر الهائلة من غزو الإخوان الإرهابيين الظلاميين. لهذا، حين هاجم وزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز دولة الأوبرا، قلت له بالحرف على الفضائيات وفي مقالاتي: «أهلا بك في عشّ الدبابير، أهلا بك في حقل الألغام. أبشرْ، أوشك نظامكم على السقوط». لأن المثقفين (شعب دولة الأوبرا) قد يصمتون طويلاً مكتفين بدولتهم الصغيرة التي يحتمون فيها من قبح الواقع، لكن إن مسّ ملاذهم الوحيد، دولتهم، ضرّ، خرجوا كالنسور الجوارح الجريحة، يذودون عن عشّهم، ويدحرون اللصوص ويطردون قنّاصة الأعشاش الآمنة الهادئة. وهو ما كان. صمد المثقفون في اعتصامهم أمام وزارة الثقافة المصرية، يغنون ويرقصون ويلقون القصائد ويعزفون الموسيقى ويعبّئون الناس، من شعب مصر، ليشعلوا ثورة النور والحرية في ٣٠ يوينو، حتى اندمجت الثورتان، ثورة شعب مصر المحترم الغاضب المنكوب، مع ثورة شعب الأوبرا الذي كان مستكيناً صامتاً يرقب الموقف بعين السخط، وقد غار الشعبان كلاهما على هوية مصر المهددة، فطردوا الظلام وشرّعوا الأبواب للنور والتحضر.
لهذا كان طبيعياً أن يأتي تكريم بلبل لبنان المغرّد وديع الصافي في «دولة الأوبرا». وكيف لا، ونصف هذا البلبل مصري، جوار نصفه اللبناني، عدا أنصاف أخرى، إن كان ثمة أنصافٌ أخرى، فرنسية وبرازيلية. من مثله غنّى لمصر فانتشى كلّ محبيها؟! من مثله رنّم لمصر بصوت يجمع بين جبلية لبنان الجهور، وبين عذوبة ورهافة صوت الغزل الشفيف؟ من مثله صدح: «إذا مصر قالت: نعم، أيّدوها/ وإن أعلنت لاءها، فاسمعوها»، فأيدنا المحبّون، وسمع لاءاتنا الثورية الجميع. عشقه المصريون وعدّوه أحد أبنائها، وهو ابن بارّ لمصر الطيبة التي تعرف كيف تحتضن أحباءها، مثلما تحنو على من أخفق في حبّها.
كانت أمسيةً دافئةً، نظمتها شعلة مصر التنويرية، عازفة الفلوت العالمية، ومديرة دار الأوبرا المصرية إيناس عبد الدايم، التي استردت زمام دولة الأوبرا من لصوص الظلام. حضر أنطوان وديع، نجل الطائر المسافر إلى السماء، وهو طائر غرّيد أيضًا، فاختتم الحفلة بأغنيات شجية من تراث أبيه الثري الخالد. وسلّمه درع تكريم الوالد، وزير الثقافة المصري صابر عرب، مع إيناس التي أصرّت على حضور وديع الصافي بنفسه يوم تكريمه بوضع صورة عملاقة له مبتسمًا يملأ وجهه البشر، في خلفية منصّة المسرح عطفًا على صور جانبيه على شاشات العرض الضخمة. وبدأت الحفلة بفيلم وثائقي عن الصافي، استعرناه من «تلفزيون لبنان»، يعرض مقتطفات من حياته العريضة شابًّا وكهلاً وممثلاً في أفلام محفورة في ذاكرة العرب.

«لقاء السحاب»
وكما نسمي في مصر لقاء أم كلثوم مع الموسيقار عبد الوهاب للمرة الأولى «لقاء السحاب»، وكان هذا في أغنية «أنت عمري» التي أبصرت النور في الستينات بتكليف مباشر من رئيس مثقف يهوى الفن ويحترمه هو جمال عبد الناصر. كانت الأمسية أيضًا نوعًا من لقاء السحاب، حيث اجتمع تراث وديع الصافي بعصا مايسترو فريد قلّما يتكرر هو اللبناني المصري، أيضًا، سليم سحاب الذي يعرف كيف يلتقط النغم بعصاه من أوتار الآلات الموسيقية ليصهره بالنغم الطالع من حناجر المطربين، صانعًا شدو الجمال النقي.
«على رمش عيونها»، «بالساحة تلاقينا»، «عيونك أخدوني»، «لبنان يا قطعة سما» «راح حلّفك بالغصن»، وغيرها، سمعناها من حناجر: سعيد عثمان وأشرف وليد وهشام الحاج. وحين اجتمعت حنجرتان استثنائيتان: رحاب مطاوع وأحمد عفّت، في أغنية «شمس الشموس يا صبوحة»، أدرك الحضور أن الفنّ لا يموت لأن مواهب جديدةً تزهر يومياً في ربوع العالم العربي، تعوّض ما نفقده من طيور مهاجرة إلى السماء. وحين «يسلطن» غسان الشدراوي مرنّماً: «الليل يا ليلى يعاتبني/ ويقول لي: سلِّمْ على ليلى/ الحبّ لا تحلو نسائمه/ إلا إذا غنّى الهوى ليلى»؛ تمنّت كلّ البنات أن يحملن اسم «ليلى»، حتى وإن غاب «قيسٌ» فلا يكتب الشِّعر إلاّ في عيونهن وجدائلهن.
واختتمت الحفلة أغنية «عظيمة يا مصر»، بصوت جميع المطربين، فانفعلنا جميعًا وغنيناها مع المطربين، فلم نسمع صوتًا نشازًا واحدًا، كأننا جميعًا مطربون.
لم يكن تأبينًا، بل كان تكريماً. لأن الفنان الحقيقي لا يموت. فحين خمد الجسد العليل، دقّتْ طبولٌ، شقشقتْ عصافير، طارتْ فراشاتٌ، وانطلقتْ سهامٌ كيوبيدية من قلوب العشاق تسأل: هل رحل اليوم عن دياركم بلبل صدّاح؟
ما أفدح خسارتكم أيها الساكنون أرض الفقد! إنّا حملنا الجسد الواهن إلى حيث عالم أجمل من عالمكم! فاحزنوا ما طاب لكم الحزن، واصنعوا بلابل جديدة تواسيكم! بلبل دياركم الراحل عنكم، تمنّى علينا أن ينهار الجسد فوق مسرحكم الأرضي، وهو يغنّي، مثل فارس يطلب الشهادة في ساحة الوغى، أو باليرينا بولشوي ترفض أن ينام الجسد الراقص نومته الأخيرة إلا بعد أن يخفت صدى آخر نغمة في «بحيرة البجع» أو «كسّارة البندق» أو «جيزيل».
لكننا رأينا أن نحمل الجسد ليحيا، لا ليموت، فوق خشبة مسرح لا يعرف جمهوره سوى الحب. تركناه لكم اثنتين وتسعين سنة، وحان الوقت لنسترده ونسعد به في عليائنا، مثلما ابتهجتم به في دنياكم. اطمئنوا أيها الأرضيون على وديعتكم التي نحملها فوق أجنحتنا صوب السماء. فعندنا في الفردوس، ننتخب الأرواح الجميلة، لتسكن ديارنا الأبدية، وننتخب الأصوات العذبة، لتطوّف على شواطئ أنهارنا الكوثر، حاملةً قيثاراتِها الفرعونية وحناجرها الذهب، فتبهج المؤمنين. فقيدكم هو منحتنا منذ اللحظة. فإن مسّكم شوقٌ إليه، مدّوا أعناقكم نحو السماء، وأصيخوا السمع، وأنصتوا إليه يشدو في رحاب الصالحين.
لم يمت بل هرب إلى حيث تفرّ العصافير إلى عالم أنقى، فلا تعود أبدًا إلى عالمنا الذي يسكنه الشقاق والتناحر والظّلم. أسمع الآن ديار لبنان، ودورها وربوعها وضِياعها وجبالها، وأسمع الأكواخ الصغيرة على ضفاف النيل، تسألنا: «راحوا فين حبايب الدار؟»، فلا نعرف أن نجيب.

يوم كاذب في حياة عاشقة/ فاطمة الزهراء فلا


يوم كاذب في حياة عاشقة
حين دونت بأن تاريخ اللقاء
كان تاريخ ميلادي
فصمت ولملمت أجنحة العشق
في انتظار الحمامات
التي تحمل إلينا الرسائل
وهواتفنا المحمولة أغلقناها
وبوجه أمواج اليأس ألقيناها
واليوم استيقظ علي دقات قلبي
حين نادتها دقات قلبك
فاليوم موعدنا
فأقف بباب الأمل
أصنع الحلوي بيدي
وأنسق في آنيتي الزهور
وأهديها باسمك الموصوف
حين أشعر أني
بحاجة ملحة إلي دواء
اليوم أقف أمام مرآتي
ولا أدعي بأنني أري أميرة
متوجة بالحب رداؤها أحمر
تسبح فوق جزائر المرجان
عصفورة ريشها أخضر
علمتها علي يديك الطيران
علمتها كيف علي البيانو تعزف
لجوخ أجمل الألحان
رسمتني كلوحة المونايزا
أسرق ابتسامتها
وتيقن من يعرفني
أني أعشق فنان
وكتبت في قصائدي المجنونة
ليس غريبا أن تهوي شاعرة فنان
عالمنا عالم خيالي
يحملنا علي جناح الجن
عند شواطئ تعود لألف عام
فأحبك حب عبلة لعنترها وأتجول
بين رحلات اليمن والشام
فأتنزه بين أعنابها والبلح
وغنائها والمرح
وأنادي فيلبي أوامري الخدام
في قصرك الملكي
أنت سليمان وأنا السلطانة هيام
برغم مكائد الحريم وومخادع العشق
المباحة والمستباحة ودهاليز الغرام
أنا حبيبتك الوحيدة ومن أجلها
تقتل الوزير والعبد وتقاطع
كل من تآمر علي حبة القلب هيام
أنا الأميرة اصمتوا بالأمر اعلنوا انسحابكم
فالشمس حين تسطع
تتواري النجوم والأقماروتجف منابع الشطآن
لكني الآن أسألك
هل لازلت بين مقلتيك هادئة مستكينة أنام
هل لازلت تغسل أحداقي بدموعك
لو تشعر بأن حبيبتك
حين تعود إلي مخدعها
تأخذها سنة من أحلام
فيطيح بك سهم قاتل
وتصبح ليلتك باردة في شتاء طوبة
وتلقي بريشتك والألوان
وتعتزل الفن والشعر والإلهام 

قصائدُ كرائحةِ الذكريات/ نمر سعدي

حطامُ الشغَف
(1)

مرَّ وقتٌ طويلْ
والفراشةُ في أسفلِ الخاصرةْ
ليسَ تبكي على الخللِ التقنيِّ
ولكن على غيمةٍ في الجليلِ
وفي الذاكرةْ
إنها ندمٌ من دمٍ وخُطى شهوةٍ خاسرةْ
 (2)
مرَّ وقتٌ ولم تزَلْ القُبَّرةْ
تنامُ بغيرِ غناءٍ على السروةِ المقفرةْ
وتحرسُها الشجراتُ الثلاثُ الوحيداتُ في مدخلِ المقبَرةْ
 (3)
هواءٌ يهبُّ على سعَفِ الصمتِ
طاحونةٌ في العراءِ تلمُّ عصافيرَها
عرباتُ خيولِ الأبدْ
تجرُّ الجسدْ
في مساءِ الأحدْ
فوقَ هاويةِ الاثمِ والمغفرة
(4)
ناوليني سكينةَ روحكِ والوردةَ الناحلةْ
في تلابيبِ كفَّيكِ أو قلقِ الأسئلةْ
لأكتبَ هذي القصيدةَ
لا شفرةَ المقصلةْ
 (5)
أصابعُ لا تختفي أو تبينُ ووجهٌ يشفُّ
وأشياءُ أخرى.. وعينٌ سرابيةٌ.. وخواءٌ مريعٌ
ولا شيءَ.. لا شيءَ يستلُّني من حطامِ الشغَفْ
أو موسيقا الغُرَف.
**
حُلم
 كيفَ نمتُ المساءَ بعينينِ مفتوحتينِ وقلبٍ على وردةٍ مُغلقِ؟
كيفَ أُغميَ من شدَّةِ الضحكِ حتى على جسَدي بينما الروحُ تبكي رمادَ سحيمَ على المحرقِ؟
أضعتُ المساءَ/ الرواياتِ/ خيطَ القصيدةِ/ ثوبَ الغمامةِ/ مائيَّةَ الحُبِّ/ ماهيَّةَ الليلِ/ نفسي/ خطايَ/ حنيني/ رؤايَ/ فمي وشفاهي/ انتباهي/ أنيني/ هبائي/ بذورَ الفراغِ/
ونمتُ بعينينِ مفتوحتينِ لعلِّي أرى في منامي السماءَ على بابِ قلبي حقيقيَّةً
ثمَّ أنسى دمي في الظلامِ وأنسى كلامي الذي لم يقُلني وأذكرُ درسَ ابراهيمِ الفقي.
**
لا سامريَّ بصحراءِ قلبي
أنتِ أجملُ من أن أحبَّكِ
أبعدُ من سنةِ الضوءِ عنَّي
وأعمقُ من نجمةٍ في المياهِ...
فمي يتفتَّتُ وهو يجسُّ التياعَ البراكينِ باسمكِ في جسدِ البحرِ..
لي خمرةُ الفلِّ.. لكنَّ وخزَ الندى في الظهيرةِ أو أسفلِ القلبِ..
أو شمسِ خاصرتي ليسَ لي.. ليسَ لي..
أكملي ما بدأتِ بهِ من عناقِ الصدى باليدينِ وبالماءِ..
لا تقفي.. أكملي.. أكملي
يخفقُ القمَرُ المخمليُّ وينهاكِ عني
وتنهاكِ عني الخيولُ
وتعرى فصولُ الكتابةِ حينَ أُفكِّرُ كيفَ أقولُكِ
كيفَ أخطُّ وصاياكِ فوقَ الهواءِ وفي الماء..؟
أعلى من اليدِ والفمِ أنتِ وأدنى من القلبِ...
كيفَ تشهَّيتُ فيكِ الطفولةَ/ طيشَ الشبابِ/ مجازَ السرابِ/ الغناءَ/
ليالي الشرابِ/ العذوبةَ أو شذراتِ العذابِ
ولحظةَ أفلتَ من قبضتي ذهبُ العمرِ في هيئةِ الطيرِ؟
ينتهكُ الشِعرُ فيكِ النصاعةَ حتى البكاءِ
ولا سامريَّ بصحراءِ قلبي يصيحُ بإنَّ سمائي مخرَّمةٌ بالخطايا
فهل لكِ أن تطردي الشاعرَ المتهتِّكَ منكِ
وأن تحذفي مَن جمالُكِ يجلدُهُ باشتهاءِ؟
**
تفَّاحةُ المعصية
 بماذا أُشبِّهُ هذا النهارَ
ولا خمرَ في القلبِ
لا شِعرَ ينبتُ في الفمِ للحُبِّ
لا شيءَ في الشيءِ
لا ضوءَ في الروحِ
لا وصفَ يعجبني
لا مزاميرَ كَيْ أتغنَّى بها
(شَعرُ محبوبتي ماعزٌ جبليٌّ يُروِّضُ وحشةَ جلعادَ..
عينا حبيبي غمامْ)؟
لستُ أفهمُ غيرَ كلامِ الطيورِ التي هجرَتني بغيرِ اتجَّاهٍ لقسوةِ تشرينَ
في لحظةٍ هيَ أيقونةٌ في مهبِّ العراءِ...
القصيدةُ تفَّاحةُ المعصيةْ
رفرفاتُ النجومِ الصغيرةِ وقتَ الظهيرةِ في الأقبيةْ
خمرةٌ لا تُرى في هواءِ القُرى
قلَقٌ ناصعٌ كسهامِ الحنينِ يُعذِّبُ من ألفِ عامٍ دمي...
واحتراقاتُ صلصالِ فاوستَ
أو ندَمٌ من حطامْ.
**
صلصال
يخيَّلُ لي أنني لن أجيدَ سوى فشلي
في استعادةِ ما ضاعَ من ذهَبِ الحُبِّ في القلبِ
أو خمرة الروحِ في اليمِّ
أو في الوصولِ إلى منبعِ الوردةِ الأنثويةِ أو أملي
يُخيَّلُ لي ما يُخيَّلُ لي...
يا امرءَ القيسِ هل كلَّما طعَمَ القلبُ
صلصالَ أنثاهُ في الأرضِ أو في السماءِ
أو انطفأَ الماءُ في قمَرِ الصبحِ
واتخذَّتْ نحلةٌ قلبَ فاطمَ مسكنَها
لجَّ في غيِّهِ شاعرٌ لم يصِبْ سهمُهُ كعبَ فاطمَ
أو لم يتُبْ في النهاراتِ عن ليلِها الأليلِ؟
**
سنتمنتالي
السنتمنتاليُّ مكتئبٌ ومبتسمٌ بلا سببٍ
يفكِّرُ.. لا يفكِّرُ..
قلبُهُ عدَمٌ إضافيٌّ
على شفتيهِ أغنيةٌ
وفي عينيهِ فزَّاعاتُ أحلامٍ
يرى.. أو لا يرى
ما في قلوبِ العابراتِ من السرابِ أو الثرى
ألأنهُ شبحٌ هوائيٌّ يخفُّ كريشةٍ
أو يختفي في الريحِ منحازاً إلى فرحٍ غريبٍ ما؟
يحبُّ وليسَ يجرؤُ أن.....
مزاجيٌّ يسُبُّ جحيمَهُ والآخرينَ....
السنتمنتاليُّ صعلوكُ بلا شِعرٍ
ومكتئبٌ بلا سببٍ
ومحتشِدٌ بلا معنى.
**
أب
يقولُ أبٌ ما لزوجتهِ لا تغيبي كثيراً
ولا تتركي جسدي يتأرجحُ في اللا مكانِ
أُتركي وردةَ النارِ تفتحُ عينيَّ في المدفأةْ
لا تروحي.. ارجعي فأنا عندما تذهبينَ
أُصابُ بما يشبهُ الموتَ..
أو يتحوَّلُ قلبي إلى نجمةٍ مُطفأةْ
فوقَ هاويةِ الثلجِ ترجفُ...
أو عندما لا أبوسُ ابنتي وهيَ تذهبُ للنومِ
ساحبةً خلفَها عالمَ الطيرِ.. أو لغةَ اللونِ
أو ما تُغنِّي البحيراتُ في كوكبِ الجنَّةِ المرجأةْ
أظلُّ بغيرِ زمانٍ وغيرِ صليبٍ
يصيحُ دمي بالقصيدةِ في الليلِ كوني امرأةْ
يقولُ أبٌ ما لأشباحهِ في الظلامِ أتركوني وشأني.
**
لا غاوٍ سَيتبَعُني
قالتْ فتاةٌ ما كأنَّ النثرَ يفضحني
فإنَّ قصيدتي سِترٌ ومتسَّعٌ
لما واريتُ خلفَ ثيابها
ممَّا اكتويتُ بهِ من الأهواءِ
ضاقَ بصرختي جسَدي
وحمحمَ كاحلُ الينبوعِ فيَّ
وضَجَّ في قدميَّ
رقصُ عواصفٍ حمراءَ في أعلى شراييني وفي عينيَّ
لا غاوٍ سيتبَعُني
ولا وادٍ أهيمُ بهِ ولا فيهِ سوى عَينَيْ حبيبي
كُلُّ عُشَّاقي ذئابٌ يقتفونَ عبيرَ قلبي بالمخالبِ والعُواءِ
وكُلُّهم وغدٌ وأعمى القلبِ
عُشَّاقي كِلابٌ ليسَ يختلفونَ فيما بينهم
إلَّا على أسرارِ رائحتي وعاطفتي
أنا ابنةُ حزنِ أنكيدو
وقلبي لا يُجيدَ الصمتَ
كيفَ إذنْ يُذوِّبُ ما يشاءُ من القرنفلِ
في مداراتِ السرابِ اللا نهائيِّ؟
اشتهيتُ أو انتهيتُ أو انتهى فيَّ الغيابْ.
**
غصانُ ميدوزا
 للذكرياتِ فقاعةٌ شَمسيَّةٌ
فيها يعيشُ القلبُ منذُ طفولةِ النعناعِ
كيفَ إذنْ أُخلِّصُهُ وما لي بالشموسِ يدٌ
لتشربَ ما يُغرِّرُ بي من الأضواءِ
وهيَ كرغوةٍ مخمورةِ الإيقاعِ تصعدُ نحوَ أنفاسي
وما تنفَكُّ أن تنحلَّ قابَ فمي كأيِّ فراشةٍ بيضاءِ؟
كيفَ أعيدُ ترتيبَ الزهورِ على الشهورِ
ولا يكمِّمني عويلُ الريحِ في الأعلى
ولا أغصانُ ميدوزا تسمِّمني؟
سيبكي آبُ يوما ما على لوركا..
وتحملُ قلبَهُ في فضَّةِ الأنهارِ شمسُ ترابْ.
**
قبضُ سراب
حفيفُ خيالكِ الشتويِّ دقَّ النوافذَ وهو يهمي أو يهيمُ
انتبهتُ وكانَ حلمي من رمادِ السنينِ إليهِ
يُفلتُ من وصايا الطيورِ المدلهمَّةِ في الغيومِ
الظنونُ تخبُّ بي.. جسمي ملاذُ البحارِ وقُبَّراتِ الحُبِّ
روحي السماءُ وصوتُها.. عينايَ ماءُ المرايا
هل تسرَّبَ منكِ...؟ كلَّا
فمي أضحى هواءً وانتظاراً
لقبلتكِ البعيدةِ واشتهائي
لقبضتكِ الصغيرةِ..
لا هشيمٌ سواكِ الآنَ يعوي في دمائي
يدايَ على صليبِ الشوكِ ليلاً
بنفسجتانِ من نارِ الغناءِ
قبضتُ من السرابِ على حياةٍ
ومن ريحِ الغيابِ على نساءِ
حفيفُ خيالكِ الشتويِّ يهمي
ثلوجَ الوردِ في أقصى الجحيمِ
فيصرخُ بالندى دثِّرْ عظامي
فأصرخُ دثِّريني بالنجومِ.
**