آتى الفرح من محاربي الصحراء/ غالم مدين

فـــيــيــنــا
تخني الفصاحة في إيجاد توطئة المقال ،في غمرة  هذه الأيام التي ينتشي فيها  الإنسان العربي  بفرحة  نسينا   المواجع التي يدور في فلكها الوطن العربي ، أزحنة الأوجاع ، و إستسلمنة لنشوة الفرح ، في ضل هذه الأجواء  ،لم يترك لنا محاربي الصحراء ، فسحة نستجمع فيها الأنفاس ،لنطلق الخيال في ترتيب و نسج الجمل المعبرة  ، و إطلاق العنان للقلم ،و أن يكون سيال في تشكيل رونق العبارات، لقد كان الذهن منغمس في نشوة الفرح ،يسبح في عالم كل الأجواء فيه كانت تنطق ، بإسم الجزائر ، لم تعد الكلمات  معيار الوصف في هذه الأجواء ، لأنها تشهد على نفسها ،بأنها لن تفي بحقيقة تأريخ المناسبة ، فكانت  الصورة أبلغ و أصدق  تعبير عن  حدث رياضي  كان ممهور  بسجل أنا عربي ، توالت الأفراح من رحم الأنتصارات في بلاد السانبا ، كان أبطال محاربي الصحراء عازفي  سنفونيتها ، على البساط الأخضر ،شكرا لكم يا أحفاد   الأمير عبد القادر الجزائري،و فاطمة لا لا نسومر ، ، ومليون و نصف المليون من الشهداء ، أحفاد هذه الخيرة  لا أعتقد  أنهم يتخلفون  عن الموعد لتسجيل البصمة ، في الميدان  الذي يصور لنا أنه حكرا على الأقوياء ، الميدان يفسح  عن الكفيل به في الميدان ، و ليس على الورق ، الميدان لنا نحن كذلك ،و لسنة  أقل شأن ،بأن نصول و نجول ،فوق الميدان الأخضر ،و نفرض منطق الميدان لنا نحن كذلك  ، على وقع نحن أهلا للفرح و ليس قدر أن نستسلم لليأس ، بل الفرح ينادينا ، محاربي الصحراء شكرا لكم قلبتم الآية و  وكسرتم أجواء الخيبة ، كل العرب تفاعلوا معكم ، كيف لا و أنتم  جعلتم فلسطين في المونديال ، تفاعلوا مع نشوة النصر، و لو في ميدان كرة القدم ، إلا أنه له طعم يضاهي الأنتصارات الأخرة ،
لقد تنازل العرب برهة من الزمن عن الخصوصية القطرية ، و كانت ريتهم جزائرية ، ينتشي بهذا النصر الرياضي ، في زمن غلبت عليه أجواء الحزن ، و تاهت الإبتسامة ، تفاعل معكم العرب من المحيط الى الخليج ،زرعتم الفرحة على وجوه  المحاصرون في السجن الكبير قطاع غزة  ،أنستهم الفرحة أوجاع الحصار ، و خرجوا الى الشارع يهتفون بإسم الجزائر ، التي  أغدق أبنائها  عليهم بنشوة نصر ،  و تفاعل مع النشوة المضطهدين  المنسيون  في الصحراء الغربية ، التي خرجوا  للإحتفال بالفرحة

طيـــب هـــو فيـــن رمضـــان/ أنطـــوني ولســـن

نبتدي الكلام بالسلام والأمان ونقول لكل المصريين مسلمين ومسيحيين رمضان كريم ،متمنين أن يكون رمضان هذا العام وش خير على مصر وكل المصرين .
رمضـــان جانا .. أهلا رمضان .. قولو معانا .. أهلاً رمضان .. رمضان جانا وفرحنا بيه ...
كنا نستمع يا ولاد وإحنا صغار في عمر الزهور للمرحوم الحاج "محمد طلب "المطرب الشعبي الأصيل في أول رمضان إلى صوته وهو يلعلع من الراديو قبل التلفزيون، وبعدين من الراديو والتلفزيون بهذه الأغنية فكنا نفرح برمضان والعيد بعد كده ، وبعدين بعيد الأضحى وكمان بعيد الميلاد وبعديه عيد القيامة و معاه شم النسيم . 
الفرحه ياولاد كانت من القلب ، نحس كلنا بنعيد ونفرح من قلبنا، علشان رمضان له طعم ومذاق مختلف عن بقية الشهور والأيام خاصة، واحنا عيال صغيرين وإن كانت الفرحة إستمرت معانا سنين وسنين كان القلب مليان بالحب وحياتنا عمرانة بالكلمة الحلوة ومهما إختلفنا كان الجار للجار بالليل قبل النهار.

كنت من اليوم الأول في رمضان أفضل سهران لغاية السحور، ونتجمع كام واد من الحته نستنى المسحراتي ونلف معاه في الشوارع نونسه ونتمتع بصوته وهو بيقول على دقات طبلته الصغيرة بحتة جلدة ماسكها في إيده وهو يدق بيها عليها ... يانايم وحد الدايم ولا دايم غير الله .. إصحى يانايم وإتسحر .. يا محمد أفندي السحور يا.. وينادي على الناس بأسماءهم عند كل بيت وعند العمارات ذات الشقق المختلفة أيضًا ، كان يحفظ الأسماء وطبيعي ماكانش حد بيعزل زمان البيت إللي الواحد يتولد فيه يفضل فيه لغاية ما يتجوز ويسكن قريب من بيت أبوه .
كنت أحيانا أطلب منه الطبلة فكان يديهالي ويقولي يا ولسن خد بالك وإنت بتضرب ع الطبله، أرد عليه ما تخافش يا عم أحمد . وكنت أضرب الطبله بالجلده الصغيرة وأنا فرحان وحاسس إني بعمل حاجه كويسه بصحي الصايمين علشان يصحوا ويتسحروا علشان تاني يوم الصبح يكونوا صايمين .

كمان كنا نشتري فانوس رمضان والشمعه نولعها بالليل وهي جوه الفانوس ونلف وإحنا بنغني ونقول وحوي يا وحوي .. إيوحه .. وكمان وحوي .. إيوحه .. رحت يا شعبان جيت يا رمضان .. إيوحه .ولم أكن المسيحي الوحيد في الحته .. لأ إحنا كنا ساكنين عند دوران شبرا في شارع السندوبي وكنا كتار وماكناش نعرف إن ده مسلم وده مسيحي .. لكن كنا كلنا ولاد حته واحده إن كان في شارع المقسي إللي بعد الدوران وقبل شارعنا أو في شارع وهبه خليل إللي بعد شارعنا أو الشارع إللي بعده وإسمه اليازجي، مانستش أسماء الشوارع علما إننا عزلنا من الحته سنة 1956 ولم أسترح في أي منزل إنتقلنا إليه ولا حتى في أستراليا صدقوني علشان كده أنا عامل زي الرحالة كل كام سنة أغير سكني لما تعبت مراتي من كتر العزال .

على العموم يا ولاد نرجع مرجعنا للحاج رمضان الطيب حاجج بيت الله وقلبه مليان بنور المحبة، وينتهي شهرالحاج رمضان وأول يوم العيد الصبح يدور المسحراتي على الشقق والبيوت يلم العدية، إن كان كعك وبسكوت أو فلوس وكانت أمي الله يرحمها تديله خمسة قروش وتكون كمان محضره له طبق مليان كعك وبسكوت . كانت عادتها تعمل لنا في كل عيد من الأعياد الأربعة تعملنا الكعك والبسكويت والفايش وكانت العادة كل جاره تبعت لجارتها بطبق مليان من الكعك والبسكويت .
رمضان دايما بيفكرني بالكنافة يا ولاد إللي حبيتها ومازلت بحبها وكبرت وإستمر معايا حبي للكنافة، وكل أصحابي من المسلمين عارفين الحكاية دي فكنت أروح أفطر معاهم وأهم حاجة كانت الكنافة .
كنت أروح لهم من غير ميعاد، ولما أقول أروح لهم بالجمع دا حقيقي فكانت أم كل واحد منهم الكنافة تكون جاهزة على السفرة وقت الفطار . كانت أيام ولا في المنام والأحلام مش بس في رمضان .. لا في حد الزعف كنا نشتري الزعف يوم السبت ونسهر كلنا الشلة بتاعتنا مسلمين ومسيحيين، وإحنا بنضفر الزعف ونعمل منه صلبان ونجدل الزعفة ومافيش كلمة تتقال كده ولا كده والصبح نروح الكنيسة ونرجع نتلم مع بعض تاني، والبيت إللي إحنا فيه تكون ست البيت مجهزة غدوة صيامي تاكل صوابعك وراها .

في عيد الأضحى؛ أفتكر ياولاد عم أحمد بتاع الجاز كان يجيب بقرة أو إتنين ويلف بيهم في الشوارع وإحنا وراه وهو بيزعق بصوت عالي ويقول .. منده بكره، ونردد بقرشين عند عم أحمد بكره .. بقرشين .ويا سلام يوم العيد كانت جارتنا الست أم سعيد تبعت مع إبنها سعيد طبق كبير فته ورز ولحمه، وتكون أمي محضرة صنية مكرونة باللحمة المفرومة ومعاها صنية بطاطس باللحمة الضاني أخدها وأروح بيها على بيت خالتي أم سعيد وتضحك وتقولى إيه لازمته يابني الأكل كتير، أرد عليها دي مكرونة أم ولسن وإنت عارفه .. تضحك وتقول كل سنة وأنتم طيبين يا إ بني .وعلى فكرة خالتي أم سعيد جارتنا ماكنش فيه إتصال عائلي بينا وحصل إن أخي الأصغر مني ضرب إبنها سعيد فراحت لأمي تشتكيلها من أخويا ، لما خبطت على الباب فتحتلها أمي ورحبت بيها من غير ماتعرف مين هي ويظهر إن خالتي أم سعيد لاحظت في عين أمي علامة إستفهام، فراحت قيللها أنا جارتك في البيت إللي جنبك وجايه أشتكيلك من إبنك علشان ضرب إبني سعيد .رحبت بيها أمي وطلبت منها الدخول وتشرب معاها القهوة ونتعرف على بعض وما تخافيش على الولاد سيبيهم يتخانقوا ويضربوا بعض وبعدين يتصالحوا وخلينا حبايب والعيال عيال . وكانت من ساعتها لغاية ما سيبنا الحته لا خناقه مع الأولاد ولا خصام وزعل بين الأهل .

كبرنا وتوظفنا وكان الحاج رمضان يجي كل سنه ومعاه الهنا والسعادة والحب الحقيقي إللي نابع من القلب، ومع الزملاء كان الحاج رمضان هو هو إللي كان مع الجيران في شارع السندوبي ومصر كلها الإحترام والحب والتفاهم بينا مباديء أساسية جمعتنا وإحنا في بداية حياتنا العملية وأهم حاجة كنا شباب . في أول يوم لرمضان بعد ما أعيد على الإدارة وجميع الأقسام أروح مكتبي ويكون الساعي حاطط على المكتب كوب الشاي وسيجارة مولعة . إعترضت فكان ردهم إيه معنى الصيام لما يكون مافيش قوة إرادة على الأستمرار في الصيام مهما كانت الصعوبات والتحديات الجسدية !! وكمان إحنا بناخد ثواب الصيام إيه ذنبك إنت وكل واحد مش بيصوم إن كان مسلم يتحرم من الثواب في الأخرة وأنتم عندكم صيامكم وإللي عايز يصوم يصوم وإللي مش عايز يصوم ذنبه على جنبه وفيه رب يحاسبه . كلام زين من ناس زين وطيبين .

إستمر الحال على هذا المنوال وقضيت رمضان في النوبة وقت بناء السد العالي، وعلى الرغم من إننا كنا واخدين أكلنا معانا يكفينا طول المدة لكن الأهالي رفضوا وأصروا على تقديم الفطار والسحور من عندهم طول فترة وجودنا في القرية وفعلت نفس الشيء بقية القرى . كنت أنا وفايز المسيحيين الوحيدين في اللجنة فكان يعد لنا طعام الأفطار في الصباح ، وطعام الغداء في الظهيرة ونفطر مع الصائمين ونتعشي بالليل ولا نتسحر، وكانت السجائر تأتيني كل يوم مع فلوكة البضائع أدفع ثمنها وأنكسف أدخن لكن الجميع إن كان الزملاء أو العمد وأهالي النوبة يصرون على أن أعيش يومي عادي . في إحدى القرى وجدنا فنان نحت على الخشب أتذكر إسمه آدم حنين مسيحي فكان العمدة وأهل القرية يمدون ثلاثتنا بالغذاء في مواعيدها فماذا حدث لمصر بعد ذلك ؟ طيب فين راح رمضان الحاج رمضان حاجج بيت الله وإللي كان يزورنا في شهره الكريم ويجمعنا عيلة واحدة أمهم مصر وأبوهم النيل ؟؟!!
راح الحاج رمضان وراحت أيامه وجه ياولاد الشيخ رمضان وفتاويه وتغيرت الأحوال وإتغير الزمان وبقينا مش إحنا بتوع زمان أصحاب الحب الجميل وعشنا الزمن الجميل .

الشيخ رمضان في رمضان يشدد على عقاب وإيذاء الفاطر المسيحي وغير المسيحي . الشيخ رمضان شجع بقية الشيوخ وآئمة المساجد على مهاجمة النصارى " لأنه لا يعترف بالمسيحية التي لها إيمان مخالف لإيمان نصارة مكة وإللي كانت يترأسها ورقة بن نوفل وبحيرة الراهب اللذان عملا على نشر البدع التي تخالف كما قلت الإيمان المسيحي " ..فاستباح الآئمة حق سب وإهانة النصارى ونساء النصارى . وأصبحت المرأة غير المحجبة هي نصرانية ولا إحترام لها لا في الشارع ولا في المحلات التجارية، ولا الأولاد في الأحياء سواء الشعبية أو غيرها يمكن لأولاد النصارى اللعب معهم في رمضان كما كنا نفعل أيام وجود الحاج رمضان الكريم .وأشياء أخرى كثيرة حولتنا من مجتمع يضرب به المثل بين المجتمعات الغربية والعربية ، إلى مجتمع يتقاتل فيه أبناءه بسبب الدين . وقد تغلغل نفوذ المشايخ وأصبح ظهورهم على شاشات التلفزة عامل مساعد على زيادة الفجوة بين أبناء وطن واحد إسمه مصر . بل العدوى إمتدت إلى العالم كله وبين الصغار والكبار على السواء مما يدعو إلى الأسف والحسرة .ولم تنجح حتى الأن ثورة 25 يناير هذا العام 2011 هذا العام في إعادة الحاج رمضان وإقصاء الشيخ رمضان، وأصبحنا ونحن نرحب برمضان ونقول ... رمضانا جانا .. ومع ترحيبنا تتوقف الكلمات في حلقنا ونتساءل ..
طيب هو فين رمضان !!!!
كلنا أمل ونحن نستقبل شهر رمضان هذا العام 2014 أن يعود لنا جميعا رمضان بمحبته للجميع . وحشتنا ووحشتنا أيامه ولياليه ، لما كنا نروح قهوة الفيشاوي وندخن الشيشة العجمي ، ونشرب الشاي الأخضر ، وبعدين نروح على الفطاطري وناكل الفطير قبل السحور . نركب الحنطور في الفجر من غير ما " نحنطر " .
والله إشتقنالك يا حاج رمضان ... إيههههه فين أيامك !!! 

السفير د لطيف أبو الحسن والمطران الراحل عبدو خليفة.. مناقب وكرامة/ أكرم المغوّش

المطران الراحل عبدو خليفة والسفير د لطيف ابو الحسن والقاضي بيتر شدياق  والزميل أكرم المغوّش
في تاريخ الجالية العربية في  أستراليا محطات مذهلة يجب  التوقف عندها ولو من باب التذكير بأن  بعض أشباه البشر ينصّبون أنفسهم «زعماء» وهم ليسوا إلا عملاء صغار أقزام ليس لهم شأن حتى على زوجاتهم، هؤلاء التعساء كانوا يستغلون المنابر الإعلامية التي يعملون فيها عبيداً وأجراء ويتطاولون على كل شريف سيد حر في الجالية.
هؤلاء «جندرمة» الفتن والتفرقة ونقل البارودة من كتف إلى كتف مرة كانوا يهاجمون المطران الراحل الكبير المرحوم عبدو خليفه وتارة كانوا يهاجمون السفراء الدكتور لطيف أبو الحسن والاستاذ ميشال بيطار والقناصل (حالياً سفراء) الاساتذة سليمان الراسي وغطاس حكيم وسواهم من الأوادم ولم ينجُ من شرهم حتى الرؤساء الشرفاء والقادة الأحرار في لبنان والوطن العربي بالتأكيد خدمة لأسيادهم العدو الصهيوني  وهم عملاء صغار له.
ومن المؤسف أن يُستقبَل هؤلاء «الجندرمة» في مراكز القرار في لبنان ويستقبلهم في سيدني جهابذة الوطنيين والرأي الحر واصحاب المبادئ والعقائد الذين خانوا مبادئهم وعقائدهم بصورة في جريدة او دعوة الى مأدبة.. لماذا كل هذا ؟!
معلوم «منشان» صورة !!
وكأن الصورة «بدها تشيل الزير من البير».
والله عيب !!
أين ( وقفات العز ) ؟؟؟!!!
أين «مواطن حر وشعب سعيد»؟!
أين»الامة العربية الواحدة»؟!
أين «نعادي من يعادينا ونسالم من يسالمنا»؟!
يبدو يا طويل العمر أن أرباب «العمل الوطني» في وادِ وأبطال الفكر والمقاومة في وادِ آخر.
تُرى لو عاد مؤسسو بعض الاحزاب الوطنية والقومية الى الحياة ورأوا ماذا يفعل مؤيدوهم ومناصروهم وحاملو راياتهم الا يأمرون بحل احزابهم ويتمنون لو انهم لم يعودوا الى الحياة ولفضلوا ان يبقوا تحت التراب بعد ما شاهدوا من بيع للمبادئ والقيم والعقائد؟! لأن هؤلاء الأشاوس منهمكون في «الخطط الحربية» من أجل «التحرير».. معليش إذا فلفشنا الاوراق بالإذن منكم أيها ( الجهابذة ) فلنتعلم من التاريخ وهنا نتكلم عن تاريخ الجالية علنا نصحح ومعه تاريخ بلادنا المزّور الذي يستكتبه مرتزقة بالأجرة يمثّلون على الناس ويدعون زوراً عبر مسلسلات وهمية كاذبة بأن أجدادهم من صنع الاستقلال والتاريخ وهذا ما لا يمت بالحقيقة بصلة لأنهم كانوا عملاء للاستعمار والعدو  الصهيوني وقل معي يا رعاك الله «فاقد الشيئ لا يعطيه» ونختم بقول الامام علي «الحق لم يُبقِِ صاحب» وكفى. 

الارهاب ﻻجنسية له وهو عدو لبنان والسعودية/ العلامة السيد محمد علي الحسيني

لسنا نقلل من الحادثة الارهابية التي وقعت في لبنان من خلال قيام شاب سعودي بتفجير نفسه ولانريد أيضا إستخدام تسمية او وصف آخر لما جرى، ذلك ان الارهاب هو الارهاب وليس له وطن او أرض او جنسية، لکننا نلفت النظر الى اولئك الذي يريدون منحها حجما و إطارا يخرج عن حجمه و إطاره الضيق الحقيقي کي يوظف لأهداف و غايات لاعلاقة لها بالحادثة. إستخدام هذه الحادثة و من قبل قنوات معينة لتحقيق مآرب خاصة وفي هذه الفترة الحساسة، يمکن إعتباره مخططا مشبوها و مغرضا و في غير محله، خصوصا عندما يريد ضرب الحجر الرکين في العلاقات اللبنانية ـ السعودية التي لها تأريخها الطويل العريق، ولاسيما من حيث الدور الايجابي الذي لعبته السعودية دائما بالنسبة للبنان و على أکثر من صعيد، وان حادثة التفجير مساء الاربعاء في منطقة الروشة في غرب بيروت والذي نجم عن تفجير شخص لنفسه بعد مداهمة عناصر الامن لغرفته، هي أصغر بکثير من أن تسحب على طود شامخ کالعلاقات اللبنانية ـ السعودية.
اننا نعتقد بأن هذه الحادثة الارهابية هو تحرك ضمن مخطط مشبوه يستهدف الاساءة و النيل من الدور السعودي في لبنان و يريد ضرب أکثر من هدف برمية واحدة، وان حادثة الخبر الارهابية التي وقعت في عام 2004، في السعودية، وهذه الحادثة ينطلقان من مصدر واحد و الغاية هي نفسها و ذاتها، وان العالم کله يعرف إستهداف السعودية من قبل جحافل الارهاب السوداء و الصفراء مثلما يعلم أيضا کم أبليت السعودية بلاءا حسنا في محاربة الارهاب و حققت خلال مسيرتها الظافرة بهذا الخصوص إنجازات و مکاسب عجزت عن تحقيقها أکثر الدول تقدما و خبرة في مجال محاربة الارهاب. الدور البناء و الايجابي الذي لعبته السعودية في لبنان ولاسيما في أيام المحن و الشدائد التي مرت به، أثبتت و بکل وضوح مدى حرص هذه الدولة على لبنان و شعبه و کيف أن اليد الاخوية الممتدة من قبله للبنان ساهمت في إلتئام الجراح و في إعادة البناء و إعادة الامل بالمستقبل و الغد الافضل للبنان، ولهذا فإن الشعب اللبناني وهو يتابع هذا الخبر فإنه يعلم بأن السعودية هي المستهدف الاول من ورائه وانها تدينه و تشجبه قبل غيرها من الدول، إذ دأبت السعودية دائما في سياساتها المعلنة و المعمول بها على محاربة الارهاب و الوقوف ضده وبلا هوادة فالإرهاب ﻻجنسية له. 

*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي
Alsayedelhusseini@gmail.com

طريق المعدة!/ عـادل عطيـة

قال أحدهم: "الطريق إلى قلب الرجل معدته"!
يبدو أن واضع هذه الكلمات على ألسنتنا، شخص ممعود مصاب بداء : "الأشعبية"!
وككل الممعودين، تاه منه العقل، وغابت بذاكرته، دروس: الجغرافيا، والتاريخ، والفلسفة،...
فنقل القلب من موضع الصدارة إلى موضع المؤخرة!
ونسى أن آدم ـ بتناوله من الثمرة المحرمة ـ، أفقدته معدته، مكانته، وكانت سبباً في كسر قلبه، ونفسه!
ولم يعد يدرك أن نيوتن، لو أكل التفاحة، أو لم يتأمل في طريقة سقوطها على اليابسة، قبل أن يتناولها، لما تمكن من إكتشاف قانون الجاذبية ـ جاذبية الأرض لا جاذبية الجنس الآخرـ!
ان طريق المعدة، طريق إلى الداء، والبلاء، والموت:
ألم يفقد أدولف فريدريك، أحد ملوك السويد، حياته بسبب حبه للطعام إلى حد تجاوزه حد الشبع؟!..
وألم يمت سقراط، الفيلسوف والمفكر اليوناني، من معدته، بعد أن أجبروه على تجرع  كأس السم؟!..
ان الذين يجدون لذتهم في بطونهم، ينحدرون كما ينحدر الطعام والشراب من المرئ، وكما ينحدر إلى الأمعاء.. إلى حيث الشهوات الجامحة، فلا يعرفون معنى: الزهد، والصوم، والتقشف.. ولا ما هية مشاعر الجوعى!
أما الطريق إلى قلب الرجل ـ إذا كان لا بد من طريق ـ، فهو ما اشار إليه "كليف ستيبلز لويس"، الكاتب والباحث الايرلندي، حين قال: "عبر رحلة العمر القصيرة، استمتعت مع زوجتي بوليمة الحب الغنية، بكل ما فيها من تنوع وحالات، استمتعنا بعهودها وقوانينها.. برومانسيتها وواقعيتها.. كانت أحياناً درامية، كالعاصفة الهوجاء، وأحياناً أخرى كانت معزّية، كالدفء الهاديء بالشتاء.. فلم تتركنا أبداً، دون شبع كامل، وإرتواء أكيد، لقلوبنا وأجسادنا"!...

صناعة الدروع.. مصلحة رابحة!/ اكرم المغوّش

قيل أن سنبلة القمح لأنها مليئة بالخير تنحني بتواضع وقيل ايضا أن سنبلة الشعير تشمخ لخفتها والفرق بينهما واضح ونحن لا ننتقص بكلامنا من الشعير وإنما من الذين يدعون المعرفة  ويغرقون في بحر من الجهل والنفاق ويطيب لنا أن نردد مع الشاعر:

ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ .

فمثلاً ما هو الداعي ليتسابق العديد من جهابذة دعاة الوطنية على توزيع الدروع بعضهم لبعض بهدف «تبييض الوجه» و«التفنيص» وحب الظهور لا اكثر ولا اقل.. فلا معطي الدروع مؤهل لذلك وليس لدى  متلقيها اي مقومات ليستحقوها.

وبالمناسبة نرى أنه إذا اراد أحد الغنى السريع فما عليه سوى إفتتاح مصنع لصناعة الدروع اذ ان هذه الصناعة أصبحت مصلحة تدر ارباحاً كبيرة هذه الايام نظراً لكثرة موزعي الدروع ومتلقيها.

هذا يلقب نفسه بالدكتور (دكتور ماذا وبماذا؟!) وذاك يصنف ذلك بالناشط.. فلان يقيّم فلانا ويصفه بـ «الوطني الكبير».. وفلان خائن وفلان كذا !!!!!

وما أكثر هؤلاء الذين يعيشون على الهامش في هذه البلاد الاسترالية العظيمة التي أحسنت اليهم و«ضبتهم» فتوهموا أنهم وصلوا إلى آخر حدود الدنيا وهم يتسامرون في قعدات وجلسات وهمية.

هؤلاء الجهابذة ينقلون البارودة من كتف إلى كتف بين ليلة وضحاها وفقا لاتجاه الريح.. هذا يقول لك وهو يقسم بالله والانبياء بانه ليس مذهبيا ولا طائفيا وعندما تمتحنه تجده عنصريا وطائفيا ومذهبيا يقدم الاستعمار الاجنبي على قوميته ووطنه لأن الاستعمار ينتسب  لمذهبه!!!!! ويترحم على الاستعمار (الاستحمار).. وآخر يفتخر بالعدو الصهيوني لأنه يكره العرب وهو يتكلم عربي ويتنفس الهوى العربي ويأكل الأكل العربي ويكتب بالعربي ويشتم العرب ومع الأسف يستقبله جهابذة الأحزاب القومية  «مرحبا قومية»  ... إن الحياة كلها لديهم «طق حنك».

ومع العلم ان النكرة هذا لم يأتِ بجديد اذ انه ليس بعربي لأنه من بقايا الاستعِمار وهو ما يفتخر به.. والسؤال لماذا يكرمه جهابذة الاحزاب القومية والحركات والتيارات  وما أكثرها لماذا ؟؟

الجواب من أجل صورة !!!!!

هيك الوطنية يمّا بلا «كوني لي وطناً».

وهيك جهابذة «مثل المضبطة اللي بدها هيك ختم».

بربكم أي جهابذة أنتم وأي جامعات هذه التي أعطتكم تلك الشهادات المزّورة وغير المزّورة.

حدّث ولا حرج، شهادات ودروع بالجملة الى رؤوس وبدون رؤوس  «من شان شو» .. «تعالوا شوفونا» مرحبا يا جبران  أين أنت !!!

والسؤال هنا من يوقف هذه المهازل ؟؟

ومن يضع حداً لها ؟؟.. وخاصة  مهازل كتّاب الاجرة !!!!!

الجواب هو أن يجتمع أصحاب الرأي الصادق من حملة شهادات صحيحة وحقيقية ومن أخلاقيين  ومثقفين ووطنيين بكل ما للكلمة من معنى.. و «يطلعوا» بقرار واحد يكون سداً منيعاً بوجه هذه «الزمر» التي شوهت العمل الوطني والثقافي وان يرذلوها ويُقصوها من الظهور في المناسبات الوطنية والثقافية والاجتماعية إحتراماً وتقديراً للكلمة والادب والثقافة والوطنية، وإلا إذا بقيت الحالة على هذا المنوال فما علينا سوى ان نردد مع الشاعر الكبير نزار قباني:

انعي لكم يا أصدقائي الكتب القديمة

ومفردات العهر والهجاء والشتيمة

ولكن كلنا أمل بأحرار وشرفاء الجالية العربية أن يجتمعوا على الخير والاصلاح لينهضوا بالجالية ويقدموا الشرفاء منهم على متسولي الوطنية المغلفة برداء الزيف الوطني الكاذب والنفاق اللا أدبي واللا أخلاقي على جميع المستويات مع إعلام الصهاينة والطائفية والعنصرية لترتقي الجالية وتأخذ مكانها اللائق في المجتمع التعددي الذي يشكل المجتمع الاسترالي الواسع والمميز.

العباقرة وقضية الفوات، تناسوا وما نسوا..! (*)/ كريم مرزة الأسدي

قضية الفوات عند العباقرة ، تناولتها في كتابي (للعبقرية أسرارها...) ، ومما ذكرت فيه ، ومما أنقل إليك منه قول الجواهري في دجلة خيره !!:
يا دجلة الخير شكـــوى امرُها عجبٌ
إنَّ الذي جئت اشكــو منه يشكوني

ماذا صنعتُ بنفسي قــــد أحقْتُ بها
ما لم يُحقْهُ بـ(روما)عسفُ (نيرون)

ألزمتهــــا الجِدَّ حيثُ الناسُ هازلةٌ
والهـــزلَ في موقفٍ بالجدِّ مقرون

وسُمْتـُها الخسفَ اعدى ما تكونُ له
وامنعُ الخســفَ حتى من يعـــاديني

ورحتُ اضمي واسقي من دمي زُمراً
راحت تُســقي أخــــا لــؤمٍ وتُظميني
نعم هذا ما يقوله الجواهري في ( ذكرياته - ج1)  ، ويحدد فيه قضية الفوات لدى العباقرة ، يمنع الخسف على من يسومه الخسف ، ويسقي من دمه زمراً تطفح باللؤم ، ويقول : " بمحض   الفطرة التي فطرت عليها ، وبمجرد ما تعاملت به طيلة حياتي في كلّ مجالات الخصومة والمتخاصمين ، والحقد والحاقدين ، بل والغدر والغادرين ، كان في المقدمة مما أعتز به حتى يومي هذا هو الابتعاد ما استطعت عن أظلم حقّاً من حقوق خصومي أو أن أنكر عليه ما قد تكون له من حسنات ، بل حتى أغتفر له ما هو بحدود القدرة على الغفران ، وليسما يتجاوز هذه الحدود ، فذلك لابدَّ من أن يكون  طبيعة الملائكة لا البشر ، بل على العكس من ذلك ، فأتنازل كثيراً من حقوقي في الدفاع عن نفسي ." (1)
إذن ، فالعبقري - كما يقول د. علي شلق في كتابه عن ابن الرومي -  يتناسى لأقسى أنواع  الإساءات كأنها خطوط محيت بيد ماحٍ ...لماذا؟ لأنّ الفن يعاني من (قضية الفوات ) في كلّ تجربة ، لذلك فهو لا  يتشبث بالظروف العابرة بكلّ ما هو عرض ، مجرياً في قرارة نفسه عملية حسابية ليطلع بنتيجة حتمية عجلى هي : إنّ كلّ وجودٍ يرافقه عدم  وكلّ بقاء يعقبه زوال ، وما الاستمرار الحقيقي إلا للوحدة المطلقة، فما الفائدة من التوافه وأعابيث الشحناء؟ إنها تمرّ عليه مروراً خاطفاً ليتفرغ إلى الصراع المستمرمع القدر الذي يعوقه،مدفوعاً بشوق لاهب إلى تلك الوحدة،وبذلك يحقق أعظم انتصار في ذاته للحرية.(2)
أخرج عن نص كتابي معلقاً ، من هنا يأتي المثل المعروف ( يا جبل ما يهزّك ريح ) ، ولذلك أقول في قصيدتي الجديدة التي سأنشرها من بعد ...:
إنَّ المقاديرَ إنْ غالبتَـــــها غُلِبتْ***** تغدُ المطيّةُ ، ركّبْ فوقها  الهدفا
المهم شأن العباقرة -  ولا أزعم أنني من بينهم - الصراع المرير مع الأقدار ليغلبها ، ويدخل عالم الخلود كرمز عام كبير على المستوى الوطني أو القومي ، أو الإنساني ، وما عدا ذلك فهي من صغائر الأمور التي لا تستحق أن تستحوذ على فكره أو علمه ، أو فنه  فيرجع للمسيء إليه ، لا عن سذاجة ، بل لعبقريته الفذة ، وما كلّ حال بحال !!  
    نعود لكتابنا والعود أحمد !! أقول : وهذه من صفات العظماء فيقول ( ج . يانج) : عظمة الرجل تقاس بمدى  استعداده للعفو عمن أساء إليه  ،  في ( مستطرف ..) الأبشيهي : قال الرشيد لأعرابي : بم بلغ فيكم هشام بن عروة هذه المنزلة ؟ قال بحلمه عن سفيهنا ، وعفوه عن مسيئنا ، وحمله عن ضعيفنا ، لا منان إذا وهب ، ولا حقود إذا غضب ، رحب الجنان ، سمح البنان ، ماضي اللسان ، قيل فأومأ الرشيد إلى كلب صيد ، كان بين يديه ، وقال : والله  لو كانت هذه في هذا الكلب استحق بها السؤدد (3).
يحدد الدكتورعلي الوردي في ( أحلامه) ، من أين يجب أن يأتي العفو قائلاً : للعفو والتسامح منزلة كبيرة ، إذا صدر من المقتدر ، ولكن قد يكون نقطة ضعف ومهانة ، إذا صدر من الضعيف ، لأن الضمير أمر نسبي ، فهو عاجز عن ردع الإنسان عن عمل يهوى القيام به (4)
قف عزيزي - نقطة نظام - نخرج عن الكتاب ، ونعلق على قول د. الوردي ، إذ  عبقرينا الوردي يتكلم من الناحية الاجتماعية بشكلها العام ، وبحثنا عن العباقرة ، وقضية فواتهم ، فالأمر يختلف من حيث أن العبقري ، ربما يتهاون مع الجميع غير مبال بقوي أو ضعيف ، لأنه منشغل بالصراع مع الأقدار ، وهي الأقوى النمطلق ، مدفوعاً بغريزته للبقاء السرمدي ، يتناسى الإساءات كلها دون تمييز ، شرط أن لا يمس القوي المتسلط المصالح العليا للأمة ، وبالتالي يسقط تاريخياً على مستوى الخلود ، وهو شغله الشاغل دون إرادته ، فتراه يقتحم الأجواء  في العلالي ، ويمشي أعرجاً في البراري ، ومن هنا نستطيع أن نتفهم قول الشاعر الفرنسي الشهير شارل بودلير ( توفي 1867م)  في ( أزهار شرّه) :
الشاعرُ أشبهُ الأحياءِ بأمير ِ الجواءْ
يقتحمُ العواصمَ ولا يبالي الرماة ْ 
وهو في أوج ِ السّماءْ
ولكنـّه في الأرض ِ غيره في السّماءْ
غريبٌ طريدٌ..موضعُ ازدراءِوعرضة ُاستهزاءْ
إنّه متعثر الخطوات لأنَّ جناحيهِ الجبارين 
يعوقانه عن المشي
حقـّاً عاقاه عن الإندماج مع خلق الله ،  فعاش تعيساَ بائسا منكسرا ، ولكن أرى أنّ هذا الرفض الاجتماعي  ، حقق  له الحرية الكاملة ليتصرف كما يشاء ، ويقول ما شاء الله دون قيد أو شرط ، فخلده التاريخ ، ومجدته الإنسانية بعد وفاته ، والتخلص من سلوكه الفردي المعاش كفرد .
هذه الحرية الانفرادية التي يمرّ بها العبقري تجعله لا يبالي بزيدٍ أو عمرو ، وليذهب الجميع إلى الجحيم ، وإن شئت إلى النعيم !! هذا الموقف يذكّكرني بالجواهري مرّة ثانية ، عند عودته من منفاه القسري البراغي إلى العراق عام 1968م ، تحرش به ، وبعبقريته بعض المحسوبين على النقد والأدب ، فعلقوا لافتة في حضرته تشير إلى تخلف الشعر العمودي وشيوخه وكهوله ، ومن بين هؤلاء الدكتور سهيل أدريس ، فعند انعقاد مؤتمر الأدباء العرب الأول ، وفي مهرجان الشعر ، فاجأ الجميع بملحمته الدالية الشهيرة ( يا ابن الفراتين) ( 170 بيتاً) ، ومنها المقطع الآتي الذي أشار به  إلى صديقه السهيل  المزعوم !!    
وصاحبٍ لي لم أبخَسْهُ موهِبةً ****وإنْ مشَتْ بعتابٍ بيننا بُرُد
نفَى عن الشعرِ أشياخاً وأكهِلة **يُزجى بذاك يراعاً حبرُه الحَردُ
كأنما هو في تصنيفهم حكمٌ ***** وقولُه الفصلُ ميثاقٌ ومُستَنَد
وما أراد سوى شيخٍ بمُفردِه ********لكنَّهُ خافَ منه حين يَنفرد
بيني وبينَك أجيالٌ مُحَكَّمَةٌ ****** على ضمائرها في الحكم يُعتَمدُ
شاهدي عجز البيت الرابع ( لكنه خاف منه حين ينفردُ) ، الحرية الانفرادية بعد الإساءات التي يمسحها العبقري سلوكياً ، ويخطّها فنياً وشعرياً ، لا حقد ، ولا هم يحزنون ، ومسيرة الإبداع والإلهام سائرة ...!! 
نرجع يا قارئي الكريم لكتاب السيد كريم  ، وهو أنا لمن سها !!
نعم قد تستغل قضية الفوات كنقطة ضعف ، فتحل على الشاعر الشاعر أو الفنان المبدع المصائب ، وتدور الدوائر من هذه النافذة الغريزية ، فتجعله هدفاً للسخرية والاستهزاء ، وتضعه في دائرة النفاق ، وعدم الموقف !! ، في حين هو صاحب أكبر موقف في الحياة ، وأبعد الناس عن النفاق كـ ( مارسيل بروست - توفي 1922م)  ، هذا الروائي الفرنسي الشهير المسكين ، كان الرجل متسامحاً ، لطيفاً حتى الإزعاج !! والإيحاء بعدم الثقة 
، ولم تكن تأكيداته الكثيرة لصداقته تبدو معقولة ، لقد تحد في ( جان سانتوي ) عن تلك (الحاجة للود) ، عن ذلك الإحساس المرضي المرهف الذي كان ( يفيض حبّاً) لدى سماعه كلمة لطيفة ، مما كان يغيض رفاقه ويزعجهم، لأنهم لم يكونوا يرون في ذلك سوى النفاق ، والتكلف ، وقد كتب أحدهم ، إنّه كان يشعر بالقشعريرة عندما كان مارسيل يمسك بيديه مؤكداً صداقته ، وحاجته إلى محبة طاغية وشاملة ، كانوا يجدونه ثقيل الظل ، وكان مارسيل يعرف ذلك ، ويحزن له .(5) لا مشاحة من كانت هذه خصائصه النفسية يمتلك أكبر قدرة من التسامح ، ويتمتع بقضية الفوات في أسمى معانيها.
نكرر قولنا قضية الفوات الفنية  الشعرية العبقرية ، قضية شخصية بحتة ، لا يجوز التسامح ، وتناسي القضايا التي تسيء للعام ، أو المجتمع ، بالعكس تماما يكون العباقرة أشد الملتزمين بالحق العام ، والحريصين على المصلحة العليا ، ومستقبل الأجيال، إليك هذه الفقرة :
إذا كان  الكاتب والسياسي الإيطالي المشهور صاحب كتاب (الأمير) ماكيافللي (1469-1527 م)، يذهب إلى أن الغاية تبرر الوسيلة ، وضرب المثل بخداعه وتلونه ، ويدعو - كما جاء في كتابه -  للمهابة والقسوة بدلاً من التسامح والعفو والمحبة واللين ، لأن الناس لا يقدمون على إيذاء المهيب خشية من العقوبة في حين أن عاطفة الحب والتسامح لا تلبث أن تخمد .(6) وإلى ذلك ذهب الشاعر العربي قديماً، عندما كانت شريعة الغاب هي السائدة ، بل قل لضعف القوانين الاجتماعية : 
إذا لم تكن ذئباً على الأرض أجردا*** كثير الأذى بالت عليك الثعالبُ
ونحن نرى أن القائد العظيم من كان يجمع بين ميزتي الحب والمهابة ، وإذا كان لا يستطيع أن يفرض نفسه إلا بالسطو والفتك يفقد أحد أهم أركان القيادة ، ويصبح همّه الأول ملذاته ، لا المصلحة الوطنية ، وبصراحة من الصعوبة بمكان أن يستلم زمام الحكم والسلطة الفعلية من يتمتع بقضية الفوات ، لأن في  أوطاننا العربية لم يصل إلى المستوى الثقافي الذي يستطيع به أن يميّز بين الحق العام والحق الخاص ، وأن يأخذ القانون دوره العادل والنافذ في المجتمع . ولنأخذ كاندهي غاندي (1869- 19948م) كمثال على حاكم يوازن بين التسامح العام والتسامح الخاص، الرجل كان يرى أن الوسيلة بذرة ، والغاية هي الشجرة ، وكتب يقول : " إننا لا نحصد سوى ما نبذر ."، وبذلك يعتبر الوسيلة جزءاً لا تتجزأ من الغاية ، والحقيقة أنّ غاندي نشأ في عائلة دينية ، علّمته منذ الطفولة ألا يقرب اللحوم ، وتأثر ببعض أفكار الأنجيل ، وكتاب تولستوي ( مملكة الرّب في داخلنا)، وكما يذكر في قصة حياته - كما كتبها بنفسه -, وإن راسكين قد أثر فيه كثيراً أيضاً ، .
إنّ ما يهمنا أنْ نفرق بين قضية الفوات التي يتصف بها العباقرة من الشعراء والفنانين ، وهي التغاضي عن إيذاء الآخرين لهم ، والعفو التام ، والتناسي الكامل ، وهي قضية تمس مصلحة الفرد ، وبين سياسة غاندي المتسمة بـ (اللاعنف) إذ تعتقد أن طبيعة الإنسان خيرة بحكم تكوينها ، ويرى غاندي أن تغيير العالم يبدأ أولاً بالتغيير الروحي والمعنوي داخل كلّ إنسان ، ولكن تعتمد أيضاً على قدرة الإنسان على تحمل العذاب أكبر من قدرة عدوه على تعذيبه ، ويجب تحمل العذاب والتضحية ، وكما يكتب غاندي نفسه :  ( التضحية هي قانون الحياة ...نحن لا نستطيع أن نفعل أي شيء أو نحصل على أي شيء دون أن ندفع ثمناً له ...) ،.
أقول : إن قضية الفوات هي تسامح تام عن إيذاء الآخرين ،بدوافع غريزية  ، واللاعنف سياسة عامة ، أو وسيلة لإدراك الحق ، والتحرر بالاعتماد على الذات اقتصادياً واجتماعياً وسياساً يتحكم بها العقل ، لذا اعتبر القرية " جمهورية مستقلة عن جيرانها بالنسبة لاحتياجاتها الأساسية ، ومترابطة معهم حيث يكون الترابط ضرورياً " (7) .
من سخرية الأقدار أنّ  داعية اللاعنف والتسامح الديني انتهت حياته برصاصة متعصب ديني برهماني بعد أن أطلق عليه شاعر الهند الكبير طاغور ( جائزة نوبل 1913م) لقب المهاتما أي الروح العظيمة ، نعم العظيم بسياسة التسامح الديني ، واللاعنف ودافعها العقل الإنساني  المتفهم الواعي ، والتسامح الشخصي الغريزي الذي يمحي كل الإساءات وإيذاء الآخرين له ، وهي التي أطلقنا عليها قضية الفوات ، وما الفوات إلا الحياة ، والتفرغ للإبداع والشعر والفن ، والفكر بلا مبالاة  !!           
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) جزء من المقالة عن  كتابي ( للعبقرية أسرارها ... تشكّلها ... خصائصها .. دراسة نقدية مقارنة ) ط  دمشق - دار العروبة - 1996م - بتصرف 
(1) ( ذكرياتي ..) - الجزء الأول - ص 157 - الجواهري .
(2) ( ابن الرومي في الصورة والوجود ) : ص 80 الدكتور علي شلق .
(3) المستطرف في كلّ فن مستظرف) : لشهاب الدين الأبشيهي .
(4) : ( الأحلام ) : ص 80 ى- الدكتور علي الوردي .
(5) ( بروست) : مقال بقلم إنطوان آدام ،ص 9 ، ترجمة لطيفة ديب .
(6) الأمير : ص 61 ميكافيللي .    

اجتياح الضفة الغربية لا يسقط التنسيق الأمني/ نقولا ناصر

(التنسيق الأمني المفروض على السلطة الفلسطينية كشرط لبقائها تحول إلى التزام غير طوعي من جانب واحد، بعد أن أسقطت دولة الاحتلال الإسرائيلي كل التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير)

مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الأعزل في الضفة الغربية المحتلة لنهر الأردن تتصاعد المطالبة الوطنية والشعبية الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني الفلسطيني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن الاجتياح العسكري المستمر لم يسقط التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال حتى الآن. 

وتؤكد كل الوقائع والأدلة على الأرض أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستغل اختفاء ثلاثة مستوطنين، يقول وزير حرب دولة الاحتلال موشى يعالون إنهم "جنودا" ويقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنهم "فتيانا"، لتشن عملية عدوانية واسعة لا علاقة لها بالعثور عليهم، استباحت فيها الضفة الغربية لنهر الأردن وصعدت عدوانها على قطاع غزة، ووصفتها منظمات حقوق إنسان وطنية ودولية ب"العقوبة الجماعية".

وهذه عملية وصفها المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري ب"عملية السور الواقي – 2" في إشارة إلى العدوان على مناطق "السلطة الفلسطينية" الذي حمل الاسم ذاته قبل اثني عشر عاما.

يوم الأربعاء الماضي قال المتحدث باسم جيش الاحتلال المقدم بيتر ليرنر إن "تسعة ألوية مدعومة بقوة جوية ووحدات ضخمة من الكوماندوز والاستخبارات" تشارك في "عملية السور الواقي – 2" التي تستهدف "كل مستويات حماس، من النشطاء التكتيكيين إلى مؤسساتها صعودا إلى قيادتها الاستراتيجية"، مضيفا أنه "على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة تجاوزت العملية الهدف الأساسي لإعادة الأولاد إلى بيوتهم إلى توجيه ضربة جوهرية لحماس".

وفي اليوم ذاته وصف موشى يعالون في لقائه مع أسر المفقودين الثلاثة العملية بأنها ذات "أولوية قصوى" قائلا إنه "لا يوجد أي شيء يحد من عملنا" فيها.

وعلق أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بار ايلان العبرية جيرالد شتاينبيرغ على هذه العملية قائلا إنها عندما تنتهي فإنها سوف تجعل من الصعب على حركة حماس تحقيق فوز انتخابي يمكنها من "حسم عسكري" كما حدث عام 2007، وهو ما يفقد الانتخابات الفلسطينية إن جرت صدقية أي تمثيل شعبي يتمخض عن نتائجها.

ويوم الأربعاء الماضي، اعترف عاموس هرئيل، أحد كبار المحللين في دولة الاحتلال، في "هآرتس" العبرية بأن هذه العملية لا علاقة لها بجهود العثور على من وصفهم ب"الجنود الثلاثة".

وهذه العملية تستهدف أولا البنية التحتية للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية لنهر الأردن وليس حماس فقط، وتستهدف ثانيا المصالحة الوطنية وأي حكومة فلسطينية تتمخض عنها، وثالثا إضعاف عباس نفسه بتجريده من أهم عاملين ذاتيين لتعزيز مركزه دوليا وهما المقاومة والوحدة الوطنية.

وتضع هذه العملية استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال تحت المجهر الوطني، لأن الرئيس عباس قد تجاهل التركيز عليها في كلمته أمام وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المجتمعين بجدة في العربية السعودية يوم الأربعاء الماضي.

فالتركيز عليها كان سوف يقتضي منه أن يحض ممثلي سبعة وخمسين دولة أعضاء في المنظمة على دعم الشعب الفلسطيني في التصدي لها من ناحية ولأن ذلك من ناحية ثانية كان سوف يسقط أي مسوغات مقنعة لدفاع عباس عن التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال الذي كان قد وصفه ب"المقدس" في التاسع والعشرين من أيار/مايو الماضي.

وبينما تستمر هذه العملية على قدم وساق مستهدفة تدمير حركة حماس التي كرر الرئيس عباس وصفها بأنها جزء لا يتجزأ من "النسيج الوطني" وتمثل "شريكه" الأساسي في المصالحة وتدمر صدقية أي انتخابات فلسطينية مقبلة يعدّها عباس أولوية له، فإن دفاعه عن التنسيق الأمني يتناقض مع مواقفه وأهدافه المعلنة.

وقد ربط عباس بين دفاعه عن التنسيق الأمني وبين منع اندلاع انتفاضة جديدة، ولم يربطه بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أو بإضرابهم المستمر، أو بيأس أسرهم وشعبهم من تحريرهم بعد أن نكث رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتزامه بالإفراج عن دفعة منهم، ناهيك عن نكثه بالتزاماته بموجب اتفاقيات سابقة حررت بعضهم بعودته إلى سياسة "الباب الدوار" كي يعتقل منذ الثاني عشر من الشهر الجاري ما يزيد على ثلاثمائة فلسطيني منهم على سبيل المثال أكثر من خمسين أسيرا محررا بموجب صفقة "شاليط".

إن اعتقال تسعة من أعضاء المجلس التشريعي ومنهم رئيسه د. عزيز الدويك هو ضربة تستهدف شل عمل مؤسسة وافق عباس على تفعيلها بموجب اتفاق تنفيذ المصالحة.

وفي هذا الوقت الذي يحتاج الرئيس فيه إلى كل عوامل الثقة الداخلية والدعم الشعبي والوحدة الوطنية لتعزيز معركته السياسية والدبلوماسية على الصعيد الدولي فإن استمرار التنسيق الأمني الآن في سياق "السور الواقي – 2" يفقده كل هذه العوامل ويضع سياسته موضع شبهة.

كما أن استمرار التنسيق الأمني مع استمرار الحملة العسكرية الجديدة على البنية التحتية للمقاومة في الضفة الغربية يخلق عدم ثقة شعبية في قوى الأمن الوطني المختلفة التي لا يمكن الشك في وطنية منتسبيها، فحملة الاحتلال الجارية قد طالت منازل العشرات من ضباطها وأفرادها (محافظة نابلس مثالا).

إن الظروف الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 تقتضي في الأقل تعليق التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي إن كانت التزامات الرئيس عباس الدولية تمنعه من وقفه نهائيا كمطلب وطني وشعبي عليه شبه إجماع فلسطيني إن لم يكن إجماعا تاما.

إن التنسيق الأمني الذي منع الضفة الغربية من التضامن مع قطاع غزة في حرب دولة الاحتلال عليه مرتين منذ عام 2008 يمنع اليوم التضامن الشعبي مع مدينة الخليل التي يكاد الحصار يخنقها.

وهو ذاته التنسيق الذي يسمح للاحتلال بالاستمرار في الانفراد بهذه المدينة أو تلك، فالتنسيق الأمني لم يبق الجسد الفلسطيني واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والدعم.

وعندما تقول عضو تنفيذية منظمة التحرير حنان عشراوي خلال لقائها مع الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هيو روبرتسون ﺍﻥ "ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺫﺭﻴﻌﺔ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻻﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ الثلاثة لتنفيذ ﻤﺨﻁﻁﻬـﺎ المتكامل والمدروس ﻓﻲ ﻀﻡ الضفة الغربية والقيام ﺒﻬﺠﻤﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻋﻠﻰ دولة ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ... ﻭﻓﺭﺽ العقوبات الجماعية ﻋﻠﻰ ﺸﻌﺏ ﺃﻋﺯل"، فإنه لا يمكن لاستمرار "التنسيق الأمني" إلا أن يفسر شعبيا كتنسيق في كل في ذلك وفي "عملية السور الواقي – 2" وفي إعادة اعتقال الأسرى المحررين، وفي إجراءات دولة الاحتلال ضد الأسرى، إلخ.

إنها حالة حرب معلنة على شعب أعزل تحت الاحتلال اضطرت وزير الخارجية رياض المالكي إلى تسليم رسالتين متطابقتين إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي توضح أن دولة الاحتلال "تحاول تدمير كل مكونات الحياة اليومية للشعب الفلسطيني"، غير أن الرئيس عباس ما زال يرى بأن من "يريد تدميرنا" هو من يريد "العودة إلى انتفاضة" ضد الاحتلال ومن يأسر جنودا للاحتلال لمبادلتهم بالأسرى. 

إن استمرار "التنسيق الأمني" في الوضع الراهن "ليس معقولا ولا مقبولا ومن غير الممكن استمراره"، كما كتب هاني المصري، لكن الرئيس عباس ما زال يجد مسوغات للدفاع عن استمراره، فهو "من مصلحتنا" لأن المفاوضات والتنسيق الأمني هما سبب الدعم الأميركي لحكومة الوفاق الفلسطينية، كما قال في جدة.

لقد وصفت حركة فتح انتقادات حركة حماس لتصريحات الرئيس عن التنسيق الأمني بأنه "انقلاب على المصالحة"، متجاهلة أن حملة الاحتلال الجارية على البنية التحتية لحماس هي الانقلاب الحقيقي على المصالحة وعلى شراكة حركة حماس فيها، ومتجاهلة الانتقادات المماثلة من الجبهين الشعبية والديموقراطية وغيرهما من القوى الوطنية، ناهيك عن تعبيرات السخط الشعبي على تلك التصريحات.


قال نائب رئيس جامعة بيرزيت د. غسان الخطيب إن "هذه المرحلة من التعاون الأمني" الفلسطيني مع دولة الاحتلال هي "الأنجح في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي"، لكن دولة الاحتلال كافأت الرئاسة الفلسطينية عليها ب"عملية السور الواقي – 2" الجارية.

وتحول استمرار هذا "التعاون" المفروض على السلطة الفلسطينية كشرط لبقائها إلى التزام غير طوعي من جانب واحد، بعد أن أسقطت دولة الاحتلال كل التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير، ليتحول التنسيق الأمني عمليا إلى "خدمة مجانية للاحتلال" كما قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان.

لقد أسقطت "عملية السور الواقي" التي اجتاحت خلالها قوات الاحتلال الضفة الغربية عام 2002 التنسيق الأمني الذي لم يستأنف إلا بعد "تغيير النظام" السياسي الفلسطيني، حسب مصطلحات دولة الاحتلال وراعيها الأميركي، في أعقاب استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وإجهاض الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) التي يكرر الرئيس عباس تعهده بعدم تكرارها.

* كاتب عربي من فلسطين 
* nassernicola@ymail.com

شهادة برائة لي من الإشاعات السيئة بحقي في مصر/ فراس الور

الحمد لله العلي القدير الذي يُنْصِفْ المظلوم على الظالم دائما، فشهد شاهد من أهل البيت على الظُلْم و قلة الأخلاق التي مارسوها معي الفنان هشام سليم و الفنانة يسرا في الماضي، ففي مقالتي على موقع الغربة التي تحمل عنوان "عن المشكلة التي حدثت بيني و بين الفنان هشام سليم و الفنانة يسرا" شرحت حيثيات حجم الإستفزاز الغير مبرر التي تعرضت له من هذه الشخصيات عندما كنت بالماضي معجب بالأرشيف الفني للفنانة يسرا و تعاملها مع الراحل يوسف شاهين الذي احبه و أحب اعماله كثيرا، و ايضا في وقت حكم الإخوان لمصر عندما مَدَدْتُ لها و لزوجها يد العون بمباردة انسانية و لكن لأجد منهم كل معاملة سيئة و تَكَبُرْ و غرور مستفز، 
بعد أن راسلت عشرات شركات الإنتاج بمصر بأعمالي الدرامية لم أصل الى نتيجة معهم، فاتجهت بعدها لطلب المعونة من الفنانة يسرا في مصر ظنا مني أنها قد تساعدني، و اساساً المراسلات التي بين يداي و التي تمت بيني و بين الفنان هشام سليم شقيق زوجها قبل المشادة تحتوي على طلب مهني مني و هو أن تساعدني هذه الفنانة برواية تبني المحبة و السلام بين اتباع الديانات السماوية لكي اعطيها لشركات الإنتاج و لأن مصر و الوطن  العربي كانوا بأمس الحاجة لهذه الروايات و قت حكم الإخوان لمصر و للعديد من بلدان العربية وقت احداث الربيع العربي، فسعيت كثيرا للإتصال بها ايمانا مني بمحتوى رواياتي الراقي و التي تحمل اسم "كابوس في مصر"، و لأن للفنانين مكانة خاصة لدى شركات الإنتاج بناءا على قاعدتهم الجماهيرية في الوطن العربي، و أقوم بنشر نسخة هذه الرواية بالإنجليزية على موقع الغربة حاليا على أجزاء و تحمل الرواية اسم “Nightmare In Egypt”، و لكن لم يأتيني اي اجابة من قبل الوسطاء الذين كنت أطلب منهم نقل طلبي المهني للفنانة يسرا و لم يأتيني اي رد من الفنانة يسرا، مما دفعني للإعتقاد بأن طلبي المهني لم يصلها إطلاقا، و شاركني بهذا الرأي المستشار الإعلامي للسفير المصري بعمان حيث قال لي بأن الفنانة يسرا شخصية عامة و يمكن طلب مقابلتها و ربما لم تصلها نداءاتك المهنية، فأخيرا في اذار 2013 قررت مراسلة صفحة الفنان هشام سليم على الفيس بوك للإطمئنان على هذه الفنانة و لطلب المساعدة المهنية من الفنانة يسرا، و كما أسلفت عرضت الخدمة الإنسانية عليها هي و زوجها من خلال شقيق زوجها الفنانة هشام سليم و لكن كما أسلفت لم يأتيني إلا كل معاملة تَكَبُرْ و غرور و استفزاز لتحصل المشكلة أخيرا بيننا، فوبخت الفنان هشام سليم على صفحته على الفيس بوك حينها على معاملته الجافة و المستفزه و لكن كانت النتيجة أنه هاجمني بالصحف المصرية و أطلق اشاعات مزعجة عني لِيُسَبِبْ الضرر الكبير لسمعتي بمصر الى يومنا هذا، و الحمدلله أنني أخيرا منذ عشرة ايام راسلت منتج مصري معروف بمصر بمحتوى هذه المشكلة و قلت له ما قد حصل فأجابني هذه الإجابة ليشهد شاهد من أهل البيت أن هذه الشائعات مُفْتَعَلَة و مُفَبْرَكَة ضدي، و هذا نص طبق الأصل من اجابة المنتج المصري لي على الفيس بوك:     
استاذى العزيز تحياتى اليم واعتذر عما حدث لك ولكنى الومك جددا جدا لانى كنت اول المحذرين من اسلوبك واعجابك بفنانه كم كنت انا جريئا فى وصفها لك وان الاعجاب بفانه لا يتعدى اعجابك الداخلى وليس ان تلهث الى مقابلتها خاصة وانهم يعتبرون هذا هو تهديد لهم وهذا معظم مشاعر المشاهير فىمصر وخاصة النساء لانهم صعدو الى هذه المنزله بالطريق الشاق جدا والكثر يعرف ماضيهم الذى يتناسونه فانت الملوم لطريقة تعملك مع الشركا وخاصة المراسلات واضيف لك لو كنت تملك من الاموال ما تتعاون معهم فى الانتاج لقبلو حذاءك واستقبلوك لاستقبال العبد للسيد لانهم لا يعترفون الا بالمال الذى فى جيوب الاخرين فقط فارجو منك عدم الجرى وراء السراب لانهم اعتبروك مجنون بنجمه فقط ومهووس بها واساسا هى ليس لها رصيد لدى المصريين مثل فاتن حمامه مثلا فى تلوم الا نفسك ولا تعمم هذه الاخلاق على كل المصريين والومك ايضا على زيارتك للقاهره ولم تفكر حتى بالاتصال بى لارحب بك او اقدم لك صحيح الطريق ولعل هذا درس فى الحياه لانك لم تقابل شيخ الازهر او البابا وانك سعيت لمقابلة فنانين لا رصيد لهم من الاحترام الذى تخيلته من الشعب المصرى وشكرا 
النص المُصَحًحْ من الأخطاء المطبعية لأسهل على القارئ قرائة النص : 
استاذى العزيز تحياتي اليكم واعتذر عما حدث لك ولكنى الومك جددا جدا لاني كنت اول المحذرين من اسلوبك واعجابك بفنانه، كم كنت انا جريئا فى وصفها لك وان الاعجاب بفنانه لا يتعدى اعجابك الداخلى وليس ان تلهث الى مقابلتها خاصة وانهم يعتبرون هذا هو تهديد لهم وهذا معظم مشاعر المشاهير في مصر وخاصة النساء لانهم صعدوا الى هذه المنزله بالطريق الشاق جدا والكثر يعرف ماضيهم الذى يتناسونه فانت الملوم لطريقة تعملك مع الشركات وخاصة المراسلات واضيف لك لو كنت تملك من الاموال ما تتعاون معهم فى الانتاج لقبلوا حذاءك واستقبلوك إستقبال العبد للسيد لانهم لا يعترفون الا بالمال الذى فى جيوب الاخرين فقط، فارجو منك عدم الجرى وراء السراب لانهم اعتبروك مجنون بنجمه فقط ومهووس بها واساسا هى ليس لها رصيد لدى المصريين مثل فاتن حمامه مثلا فلا تلوم الا نفسك ولا تعمم هذه الاخلاق على كل المصريين والومك ايضا على زيارتك للقاهره ولم تفكر حتى بالاتصال بى لارحب بك او اقدم لك صحيح الطريق ولعل هذا درس فى الحياه لانك لم تقابل شيخ الازهر او البابا وانك سعيت لمقابلة فنانين لا رصيد لهم من الاحترام الذى تخيلته من الشعب المصرى وشكرا،
بعد هذه الحركة الغير حضارية من الفنانة يسرا و الفنان هشام سليم لن أتعامل مع العالم الفني المصري بتاتا في المستقبل، فحتى اعلام مصر لا يتعاون معي إطلاقا بنشر اي دفاعات عن سمعتي بالوقت الذي يؤكد القانون به أن هذا من حقي، فلأنني غريب عن مصر و ليس لي معارف ليدافعوا عن سمعتي و مصالحي بهذا البلد لا أجد بتاتا الضمير عند الصحف المصرية العديدة التي راسلتهم بتفاصيل هذه المشكلة لكي انشر ردي على هذا التهجم على سمعتي بمصر...فكل الشكر لصحيفة الغربة التي لم تتأخر عني يوما بإنصافي بهذه القضية إعلامياً حيث هذه المشكلة جرحتني بصميم كياني كأديب و قلبي و باتت صدمة  لي فكان من السهل على الفنان هشام سليم و الفنانة يسرا التسبب بالضرر لسمعتي و لا أن يتصلوا بي حتى بمكالمة واحدة ليحاولوا حل هذه المشكلة بأسلوب متحضر و يليق بفنانين مثقفين... 

داعش الغبراء/ الدكتور ماهر حبيب

داحس والغبراء هي حرب من حروب الجاهلية وقعت في منطقة نجد بين فرعين من قبيلة غطفان هما عبس وذبيان وتعد هي و حروب بنى أصفهان و حرب البسوس و حرب الفجار و حرب بعاث من أطول الحروب التي عاشها وخاضها العرب في الجاهلية حيث دامت تلك الحرب أربعين سنة واشتركت فيها العديد من القبائل العربية.

وقد قامت تلك الحرب بسبب سباق بين فرسين وحدثت خديعة أثناء السباق فلم يوفر العرب دماءهم لتلك المدة الطويلة فمات من مات وخسر من خسر ولم يكسب أحد شيئا ولم يبق إلا التندر بالغباء الذى يقتل البشر من أجل الفوز فى سباق خيل وبغال.

وتمر السنين لتعود داحس والغبراء ولكنها لم تعد داحس بل داعش الغبراء التى رجعت لنفس الزمن بنفس الشعوب لتتقاتل من أجل الفوز بسبق الخيل الجديد وهو السلطة والغنيمة فلا يهم من يموت ولا يهم من يخسر بل المهم أن تستمر بحور الدماء لأربعين عاما وحتى لو إستمرت أربعين قرنا من الزمان فلا شيئ مهم المهم فقط أن ينتصر داعش الغبراء بأى شيئ حتى ولو فازوا بحفنة رؤوس مبتورة من أجساد بشر لا تحب داعش الغبراء.

لقد عادت  داحس والغبراء فى العراق ممثله فى داعش و حكومة المالكى وكل طرف يريد أن يكسب السباق لوحده وكل طرف يريد أن يقضى على الأخر وتحول العالم كله إلى مجرد متفرج يتسلى ببحور الدماء ولا يريد أن يوقف غبار المعركة ولا يريد أن يصرخ فى وجه داحس وغبراء العصر الجديد بأنه لا مكان لهؤلاء فى زمننا الحاضر فلم يعد مقبولا فى القرن الواحد والعشرين أن يخرج لنا من يثير غبار الحرب ويهدر دماء البشر من أجل الفوز بسباق خيل وبغال لا تعرف الفرق بين الموت والحياة بين قوم يستحل الدماء ويعتقد أن لون الدماء المهدرة عنده أحلى وأجمل من لون الزهور الحمراء التى يحتفل بها العالم على أنها رمزا للحب .......نحن نصرخ للعالم بأن يتحد لوقف داحس والغبراء القائمة فى الشرق الأوسط فلم يعد هناك مكانا لهؤلاء لم يعد هناك مكانا لداعش الغبراء

فايز سارة واستقالة البيانوني/ محمد فاروق الإمام

قرأت مقال الأستاذ فايز سارة والذي جاء رداً على استقالة الأستاذ علي صدر الدين البيانوني التي جاءت على خلفية رسالة التهنئة التي بعث بها رئيس الائتلاف أحمد الجربا إلى عبد الفتاح السيسي الذي انقلب على الشرعية في مصر ونصب نفسه رئيساً عليها باعتراف المجتمع الدولي وفي مقدمة هؤلاء الاتحاد الإفريقي الذي رفض الاعتراف بالانقلاب وبنتائج الانتخابات الرئاسية، ومن حيث المبدأ فإن وصول السيسي إلى سدة الحكم في مصر لا يختلف كثيراً عن الأسلوب الذي وصل فيه حافظ الأسد إلى الحكم في دمشق وكذلك وصول ولده من بعده إلى ذلك المنصب، ومن أجل التخلص من مثل هذه الممارسات غير الشرعية وغير القانونية ثار الشعب السوري وانتفض، ومن المعيب أن نقفز على جراحنا وندير ظهرنا لمبادئنا بحجة تعاطي البروتكول والسياسة، فهناك مواقف مبدئية لا يمكن التنازل عنها أو العبث بها أو تجاوزها تحت أي حجة أو غطاء.
لا أشك للحظة واحدة بوطنية ونضال الأستاذ فايز سارة وقد رافقت مسلسل نضاله واعتقاله وكنت من أول المباركين لخروجه من أسر النظام الباغي، وأرجو إن اختلفت معه في الرأي أن لا يكون الاختلاف سبباً لفساد ما بيننا من حب وود واحترام، لأن ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يمكن أن يفرقنا.
بداية أحترم وجهة نظر الأستاذ فايز سارة والمسوغات التي ساقها في مقاله اعتراضاً على موقف البيانوني التي جاءت في بيان استقالته من الائتلاف، والذي استوقفني ملياً هو تفسيره للسبب الحقيقي الذي يقف وراء الاستقالة عندما قال:
"والأمر الثالث، أنه لا يجوز رؤية موضوع الرسالة، التي يرى الإخوان أنها ضد «إخوانهم المصريين» بصورة منفصلة عما يفعله الائتلاف وما فعله أحمد الجربا من أجل تطبيع حضورهم في الائتلاف الوطني وعلاقاته العربية، وهذه ليست منة من أحد". 
هذه الإشارة التي أوردها الأخ سارة عن أن رؤية الجماعة إلى "أن رسالة الجربا هي "ضد إخوانهم المصريين" أمر لا أعتقد أنه خطر في بال أي واحد ينتمي إلى تنظيم الجماعة أو حتى من مؤيديهم أو حتى من المنصفين من مخالفيهم، إن خلافنا مع السيسي هو خلاف مبدأ وليس خلاف شخصي، لأننا كنا سنتخذ نفس الموقف مهما كان لون الحكم الذي وصل إلى مصر عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كتلك التي حصلت عندما فاز مرسي وفازت جماعة الإخوان المسلمين، وهذا ينسحب على سورية بعد رحيل النظام الباغي فإن الجماعة ملتزمة بكلمتها وبميثاق الشرف الذي أعلنته قبل الثورة وأكدت عليه بعد الثورة على أنها ستلتزم بكل ما تفرزه صناديق الانتخاب لأنها تمثل إرادة الشعب التي علينا جميعاً احترامها والالتزام بها.

ولقد أصبت عين الحقيقة أخي فايز سارة عندما استدركت أن وجود الجماعة في الائتلاف وحضورهم فيه وحجمهم وثقلهم في بنيانه أمر لا يحتاج إلى منّة من أحد، وأن ما لحق الجماعة من ظلم في مصر وغيرها لن ينسحب على الجماعة السورية بعد رحيل نظام الأسد ومستقبل سورية بعده، لأن للجماعة ثقل جماهيري وقواعد شعبية حاضنة تفتقدها كثير من التنظيمات المعارضة الأخرى.
وأخيراً أنوه أخي فايز سارة إلى بعض التناقضات التي جاءت في مقالك فانت تقول:
"ورغم أن البيانوني موصوف بين أعضاء الائتلاف بأنه في عداد الشخصيات الوطنية، فإن موقفه تقاطع مباشرة مع مضمون بيان أصدره الإخوان المسلمون بمناسبة الرسالة، عارضوا عنوانها ومحتواها، ثم أضافوا إلى ما سبق اعتراضهم على سياسات الائتلاف في الكثير من المجالات، دون أن يذهبوا إلى حد الانفصال عن الائتلاف"، ولما كان انضمام البيانوني إلى الائتلاف كشخصية وطنية مستقلة فإن مواقفه لا تلزم الجماعة والعكس هو الصحيح، وبالتالي فإن تلميحك إلى أن استقالة البيانوني رداً على رسالة الجربا لأنها جاءت ضد إخوانهم في مصر تحليل لا يستقيم لأنه كان الأجدر بأن يكون مثل هذا الموقف الذي تتصوره أن تتخذه الجماعة وهي جزء أساسي من جسد الائتلاف، وقد وقفت موقفاً عقلانياً ووطنياً عندما أعلنت رفضها لرسالة الجربا للسيسي واعتراضها على سياسات الائتلاف دون الذهاب إلى الانفصال عن الائتلاف، لأنها تعرف أن مثل هذه الخطوة ستكون لها نتائج وتداعيات لا يحمد عقباها.
ختاماً أخي الحبيب أشاركك الرأي فيما ذهبت إليه عندما قلت:
"خلاصة القول، إنه آن الأوان لإنهاء مرحلة من مراحل سياسات وممارسات المعارضة (ومنها الائتلاف) بشخصياتها وتنظيماتها في التركيز على التفاصيل والحيثيات وخاصة ما تعتبره سلبيا منها وتجاهل الإيجابيات، دون النظر إلى الاستراتيجيات والقضايا الأساسية التي تحتل مكانة هي الأهم بالنسبة للقضية السورية ومستقبلها، التي هي لا شك أكبر بكثير من رغبات ومصالح الأشخاص والتنظيمات والتكتلات مهما كانت"، وهذا ينسحب عليكم أخي سارة كما ينسحب على البيانوني وكل المعارضين سواء من كانوا في الائتلاف أو خارجه، وأن على الجميع احترام الرأي الآخر سواء وافق مزاج مخالفيه أم لم يوافقهم!! 

يوم اسود في ذاكرة الشعب الفلسطيني/ سري القدوة

14\6
يوم اسود فى ذاكرة الشعب الفلسطيني  ..
يوم استبيح الدم الفلسطيني  ..
يوم انتهكت فيه كرامتنا  ..
يوم افتقدت فيه بوصلتنا  .. 
يوم عار علي من شارك في انتهاك حرمة الدم الفلسطيني واستباح القتل بالجملة والمفرق من اجل كرسي اثبت التجربة انه هالك وانهم فاشلون  .. 

صباح الخير يا غزة الحبيبة.. صباح الوفاق الفلسطيني .. صباح الحنين والعودة وبناء مؤسسات الدولة .. صباح الحب والكرامة والحضارة .. صباحك اليوم غير صباحهم فأنت فلسطينية وستبقي كما احببتك وعرفتك وتربيت علي ذكراك وعهدك ..

يوم 14 - 6 يوم مؤلم في حياتي وحياة ابناء شعبنا في غزة .. ويوم اسود في حياة الشعب الفلسطيني حيث ترك هذا اليوم مساحة كبيرة من الالم والدموع وحققت حركة حماس انتصارها علي جثث القتلى والدم الفلسطيني فهذا الانتصار المهزوم هو انتصار السيف علي الدم هو انتصار المهزومين علي الشعب ..

هذا الانقسام الاسود وهذا اليوم الكئيب الذي ما زالت تمارس حركة حماس نفس سياستها الي هذا اليوم ضاربة بعرض الحائط كل الفرص لتحقيق مصالحة تعيد للمواطن كرامته وتحفظ حقوقه في العيش بحرية فوق تراب وطنه والسعي الي تحقيق وحدة حقيقية لمواجهة الاحتلال ومصادرة الاراضي والعمل علي قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقدس عاصمتها ..

صورة بشعة اقصاء الموظفين من اماكن عملهم ووضع فراشين كانوا يعملون بمكاتبهم مدراء عليهم وصورة سرقة ونهب غزة مستمرة لحتي اليوم .. صورة وصورة وكل يوم صور جديدة مؤلمة لا يمكن أن يتصورها الفلسطيني .. ويرفضها العالم وبين هذه الصور المؤلمة صورة حراس الحدود في غزة التي استنسخت في هذا الزمن تحت بساطير المليشيات المسلحة التي تعبث بالوطن وتزرع بزور النفاق والاكاذيب بين ابناء الشعب الواحد   ..

الصورة البشعة مكتملة بكل جوارحها وبكل بشاعتها وما زالت مستمرة حيث تكتمل الدائرة.. وتزداد معاناة ابناء الشعب الفلسطيني في غزة من جراء الانقلاب وممارسات حركة حماس التي تفوق التصور البشري من قمع وقتل وإهانة وملاحقة واعتقال للمواطنين متسترين باسم الدين وتحت شعارات واهية باتت مكشوفة لشعبنا وما رفض استمرار حكم حماس لغزة وتفردها بالقرار وإعلاء الصوت لبعض الشرفاء والعقلاء في حركة حماس ومعارضتهم لسياسات الحركة في غزة يعد تجربة مهما اليوم ولا بد من اتساع هذه التجربة ومواصلة النقد للفساد المالي والإداري والأمني والإعلامي الذي تمارسه حماس في غزة ..

ان الاصوات الوطنية الفلسطينية التي تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية في غزة باتت تعلو اليوم حيث يرفض شعبنا بشكل واضح استمرار الانقسام وسيطرة حركة حماس علي غزة ..

الصورة السيئة والمؤلمة اليوم هي صورة الانقسام الذي لا يمكن ان ينساه شعبنا او محاولة تجميل الصورة من قبل اعلام حماس وقمعها لأبناء شعبنا وإخراس الاصوات التي تطالب من داخل حماس بالتغير ..

ان من يعارض حركة حماس اليوم ليس حركة فتح بل من يعارض حماس وتفردها اليوم هم ابناء حماس انفسهم ومن يطالب بإسقاط حكم حماس في غزة هو الشعب الفلسطيني وفصائل العمل الوطني الفلسطيني مجتمعة حيث لا يوجد اي فصيل يساند حركة حماس في حكمها بل وصل الامر الي معارضتها من قبل عناصر حركة حماس انفسهم ناهيك عن الانقسامات الداخلية في اطار حركة حماس بين من يؤيد التيار القطري وبين من يؤيد التيار الايراني في كتائب القسام نفسها ..

اننا نكتب عن تلك الصورة المؤلمة التي يرفضها شعبنا ولم تراها حركة حماس فمن واجبنا الوطني ان نسلط الضوء علي الجانب المؤلم من الصورة ونقول للجميع في الذكري الثامنة للانقلاب : حان الوقت لإسقاط حكم حماس في غزة ..

اليوم وبالرغم من تشكيل ( حكومة التوافق الفلسطينية ) وبعد اكثر من ثمانية سنوات علي الانقلاب الذي قامت به حركة حماس ما زالت تتعامل قيادة الحركة الحمساوية  وحتي هذه اللحظة بأن حكومة التوافق الفلسطينية هي امتداد للحكومات السابقة وبالتالي سارعت بتصدير ازماتها الي الحكومة واقحمت الشارع الفلسطيني وموظفي السلطة الوطنية في مصيرها الفاشل وذلك من اجل لخبطة كل الاوراق ولو قدر لها الامر فأنها ترمي الموظفين في البحر لتتخلص منهم ..

ان هذا السلوك بعيد عن لغة العقل ولا يمت للإنسانية باي صلة ولا يمكن للضمير ان يستوعبه ..
هذا المنطق عجيب فكيف تسمح هذه الحركة التي تقول علي نفسها انها حركة مقاومة وممانعة بان تمنع الناس من ارزاقهم وتحرم الاطفال من حليبهم وتمنع العائلات من طعامهم .. هذه هي جريمة ما بعدها جريمة .. 

اننا في ظل حكومة التوافق الوطني نقول وبوضوح من يريد المصالحة الحقيقية لا يعمل علي تشكيل ( حكومة الظل في قطاع غزة لإدارة القطاع ) من قبل حركة حماس ..

من يريد المصالحة عليه الاستجابة لقرارات حكومة التوافق الفلسطينية ويعمل علي تسليم المؤسسات والمقار التي تم السيطرة عليها اثناء الانقلاب سواء مقرات حركة فتح او الجمعيات والمؤسسات التي تتبع المجتمع المدني ..

ليس هكذا تتم المصالحة يا حماس ونستغرب اصرار حماس بفرض عجزها ومشاكلها بالقوة علي المواطن واقحام فشل سبع سنوات سابقة وتحميله لحكومة التوافق الفلسطينية  ..
هذا الاسلوب الاستغلالي وقمع الموظفين لا يقودنا الي المصالحة انما يقودنا الي مشاكل عميقة وكراهية بين الناس ..
فمن يريد المصالحة لا يمنع الموظفين من تلقي رواتبهم ضمن مسرحية هزيلة وفصولها مكشوفة وضرب حكومة التوافق بعرض الحائط  ..

ومن يريد المصالحة يطلق حرية الاعلام ويعيد فتح المؤسسات الاعلامية والصحافية المغلقة في قطاع غزة ..

ومن يريد المصالحة لا يعمل علي تشكيل حكومة ظل حماس التي تدير قطاع غزة باسم ( المكتب السياسي لحركة حماس ) والتي يقودها اسماعيل هنية بمسمي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حيث تم تشكيل حكومة ظل تقود قطاع غزة وتدير الاوضاع الامنية والمؤسسات من قبل حركة حماس .. بكل تأكيد ان لمثل هذه الاجراءات اعاقة عمل حكومة التوافق وليس لها علاقة بالمصالحة .. وبات واضحا ان هدف حماس الان هو تصدير ازمتها الداخلية للشارع الفلسطيني .. .!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net

الهلال الشيعي في القمر السنّي/ شوقي مسلماني

1 (وجهة نظر)  
ليس المعيار جماليّة الصورة بل التطابق الخلاّق مع واقع الحال الإنساني. 
**

2 (إلى الراحل محمود ديب)  
سهام الموت هي في كلّ اتّجاه، والحياة كأنّما هي عابر. وهذه سنّة الحياة التي تقبض على كلّ شيء منذ البدء، ويدرك ذلك كلّ مدرك، ولا يملك معه أخيراً سوى التسليم. ولكنّ الأكثر إيلاماً في هذه الحلقة القاسية هو فقدان كريم القلب والعقل طالما كان كبيراً مع أهل بيته ومع أصدقائه ومبادئه الإنسانيّة النبيلة.  
كثيرون الذين حزنوا عميقاً لوفاة إبن بلدة مرياطة اللبنانيّة النجيب محمود محمّد ديب "أبو محمّد". كثيرون الذين وفدوا للتعزية. كثيرون الذين تحدّثوا بخصال الفقيد الحميدة. نشأ أبو محمّد على حبّ وطنه الأوّل لبنان وبلاد العرب كافّة، مثلما نشأ على حبّ فلسطين وكراهيّة الصهيونيّة التي أجرمت ليس بحقّ شعب فلسطين قتلاً وتهجيراً وتشريداً وسلباً وحسب بل أيضاً وأيضاً بحقّ اليهود أنفسهم واليهودّية التي هي ديانة إبراهيميّة يقرّ بها الإسلام الحنيف وأتباعه في جميع أنحاء المعمورة، فالصهيونيّة ذاتها هي التي أحدثت ذاك الجرح الرهيب بين اليهود وبين إخوتهم في الديانة الإبراهيميّة المسلمين والمسيحيين، وأعني به جرح سرقة فلسطين التي لا بدّ أن تعود لجميع أهلها وعلى قدم المساواة في دولة مدنيّة واحدة.  
وأكثر ما اشتهر به راحلنا النبيل هو رفضه القاطع لكلّ تلك اللّغة المقيتة التي يؤجّج لها الأعداء العنصريين والإمبرياليين بين العرب المسلمين سنّة وشيعة. والتي بدأًتْ مع صياغة تعبير "الهلال الشيعي" الذي أوّل من قال به الملك عبد الله الأردني الملتزم جانب إسرائيل باتفاقيّة وادي عربة، وثاني من قال به مترجَماً إلى العربيّة طبعاً من "اللاب" الإسرائيلي والبنتاغون الأميركي هو الرئيس المصري حسنس مبارك الذي التزم أيضاً جانب إسرائيل باتفاقيّة كامب دايفيد، ما استدعى رئيس مجلس النوّاب اللبناني الأستاذ نبيه برّي لكي يردّ بسرعة وأداً للفتنة التي لا بدّ أن تندثر، قائلاً أنّ "الهلال الشيعي" الذي يتحدّثون عنه هو دائماً وأبداً في قلب "القمر السنّي". 
 كان فقيدنا أبو محمّد ينتفض بوجه كل من يحاول العبث بوحدة المسلمين، ويعتقد راسخاً أنّها فتنة لا يسير معها وفي ركابها إلاّ كلّ شيطان. 
رحمك الله يا فقيدنا محود محمّد ديب أبو محمّد وأفسح لك بين الصالحين في جنّات خلده وألهم أسرتك عظيم الصبر والسلوان وعموم الأهل الكرام في مرياطة المقيمة والمهاجرة. 
**
  
3 (من دون تعليق)  
كتب كمال اللبواني أحد المعارضة السوريّة مقالاً تحت عنوان "خطّة للتوصّل إلى حلّ إقليمي في سوريّة" نشره "الموقع الرسمي للجيش الحرّ" دعا فيه إلى "أن تساعد إسرائيل في تأمين فرض حظر جوّي فعلي ولا يهمّ أن يعلن عن ذلك أم لا، تبدأ بمئة كيلومتر وتمتدّ بحسب التطورات. يمكن لإسرائيل تكرار تجربة جنوب لبنان لكن بنسخة ناجحة في جنوب سوريا حيث تلعب إسرائيل دوراً في حماية المدنيين ودعم الغالبية بدل لعب دور الاحتلال ودعم أقليّات كما جرى في لبنان. إذا حصل هذا التعاون وبعد استقرار الأوضاع فإن من شأن ذلك أن يسهّل عمليّة إنجاز السلام بما يضمن انفتاحاً مجتمعياً مباشراً وتداخلاً سكّانيّاً واقتصاديّاً وأمناً مشتركاً وتطبيعاً عملياًّ يسبق العمل السياسي الرسمي".
**

4 (لقائلها)  
إذا الصديق قسى عليك بجهله
فاصفح لأجل الود ليس لأجله
 كم عالم متفضل قد سبّه  
من لا يساوي غرزةً في نعله
 البحرُ تعلو فوقه جيفُ الفـلا 
و الدرُّ مطمورٌ بأسفل رمله
 في الجوّ مكتوبٌ على صحف الهوى 
من يعمل المعروف يجزى بمثله.  
**

5 (الحيرة)  
جميعُهم نظرٌ أبعد 
قائمون على خدمة تائه واسترضائه 
منهم الذي صار مروحة 
يُلطِّف مِنْ سطوةِ الحرّ 
منهم الذي صار خزانةً تحفظُ أشياءَه 
منهم الذي صار نقوشاً تُذكِّرُه إنّ الحياةَ فنّ 
ومنهم الذي صار باباً مُفسِحاً للمرور 
للسماءِ الزرقاء الهائلةِ والثمينة.    

6 (قال) 
وكأنّما ليقعَ الآخَرُ في الحيرةِ أيضاً. 
**

6 (قال أيضاً)  
حكمة اليوم: قِصّ لسانَك. 
Shawki1@optusnet.com.au 

القانون والشرطة .. المتهمان فى حوادث الإغتصاب/ مجدى نجيب وهبة

** بعد كل واقعة إغتصاب تحدث فى مصر .. تنطلق الأقلام فى الصحافة ويهل علينا خبراء الحالة النفسية للشارع المصرى ، وهم يفندون جرائم الإغتصاب وجرائم التحرش الجنسى ، فى برامج القنوات الفضائية .. والجميع يلتفون حول سؤال واحد دون البحث عن الحلول .. ما الذى جرى لنا ؟ ..
** إعتداء على سيدة والتحرش بها جنسيا فى الطريق العام ، والجميع ينظرون إلى الواقعة فى حالة تبلد وغباء وسلبية ..
** السفالة والإنحطاط ضد الإنسان والسيدات فى وسائل النقل العام "الأتوبيس والمينى باص والمترو" ، ومحاولة لمس أماكن حساسة فى أجسادهم .. وللأسف تأتى هذه الأفعال القذرة من شباب صغار السن ، ورجال كبار السن .. وإذا إحتجت المتحرش بها ، وصرخت فى وجه هذا الشاذ ، لا تجد من يقف بجوارها أو يساندها ، بل ربما تسمع كلمات جارحة وسخرية من البعض ، لمطالبتها بإستقلال تاكسى فى تنقلاتها .. بل وصلت سفالة بعض المتفرجين الذي ربما يدمن التحرش فى وسائل النقل العام أن يطالب السيدة أو الفتاة بالنزول من المينى باص أو الأتوبيس .. وذلك دفاعا عن شريكه السافل والمتحرش ..
** فى واقعة التحرير الأخيرة .. حدثت حالات تحرش جماعى لبعض السيدات والفتيات وصل إلى حد الإغتصاب الجماعى .. ومع ذلك لم يجدوا من يدافع عنهم وكان يكفى أن تسمع صرخة واحدة للفتاة المغتصبة حتى تتحرك ألاف من الشباب تجاه مصدر الصوت .. ولكن الشئ الغريب أن يتصدى ضابط شرطة لأكثر من 20 ذئب بشرى ، وهم يلتهمون فريسة وقعت بين أيديهم ، بل وأطلق ضابط الداخلية عدة أعيرة نارية فى الهواء ، كانت كفيلة بتحريك جحافل الذين يحتفلون بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى .. ولكن للأسف لم يتحرك أحد ... هل هو خوف .. هل هى سلبية .. هل لم يعد شئ يهم ؟ .. ربما يكون خوف وربما يكون سلبية وربما لم يعد شئ يهم .. وربما الثلاثة معا !!!..
**  بعد ذلك .. يأتى دور المتفزلكين فى وسائل الإعلام ليعيدوا سيناريوهات الإغتصاب وكيف تم ، وربما يأتى مقدم أحد البرامج بقناة ليس لها علاقة بما تم من محاولات الإغتصاب ، أو ربما فتاة تكون معروفة لبعض الشباب ، وسبق أن أقامت علاقات صداقة مع بعضهم .. وعندما رأها البعض تكالبوا عليها ، وكل يريد الفوز بها .. ربما أحد هذه النماذج ظهر فى قناة صدى البلد مع الإعلامى أحمد موسى بالأمس ، وهى تتكلم بالعين والحاجب ، ومعها الناشط السياسى حمدى الفخرانى .. ويبدو أنه تم تلقينها بعض العبارات للتسخين .. منها على سبيل المثال "أن كل المتحرشين بالفتاة كان يقولوا لها إحنا هانعلمكم الأدب يابتوع السيسى" ، وبسؤال الفتاة وهى بالمناسبة صغيرة السن ومحجبة ، وتضع أحمر شفاة لم بتناسب مع سنها .. كانت تقول "لم أخاف على نفسى .. ولكنى كنت أخاف على أختى الصغيرة" .. وعن المتحرشين بها داخل دورة المياة كانوا أكثر من مائة شخص .. ثم عادت وأصرت أنها ستظل تذهب فى الإحتفالات من أجل مصر .. ثم عادت تتحدث عن نفسيتها المنهارة ولا تستطيع التحدث والكلام رغم ظهورها الفج على القناة ..
** هذا النموذج هو أكثر النماذج إساءة للفتاة والمرأة المصرية .. فلا يمكن أن تتعرض فتاة لكل هذا الكم من الإعتداء والتحرش وتمزيق ملابسها ، ثم تجلس أمام الكاميرات بهذا الثبات .. بالقطع التجربة سوف تترك أثارها النفسى عليها ، ولن تستطيع أن تجلس بهذه السهولة أمام كاميرات الإعلام لتحكى قصتها .. ثم بسؤالها ماذا قالت الأسرة عند عودتك للمنزل ؟ ... أجابت ، لقد ذهبت للمبيت عند جدى ..
** ليس ما أقوله هو دفاعا عن هؤلاء الكلاب المتحرشين ، مهما كانت صفة أو ملابس أو سلوك المتحرش بها .. ولكننا علينا أن نميز بين الفتاة التى تسير فى الشارع ، لتحرض الجميع على الإحتكاك بها .. وبين الفتاة المحترمة التى تنتهك وتغتصب وعندما تستغيث يقف الجميع فى موقف المشاهد بل سرعان ما يخرج موبايله ويحاول تصوير المشهد ليحتفظ به ..
** فما الذى أوصلنا إلى هذا ؟؟ .. هناك عدة أسباب :
الشرطة :
** نعم .. الشرطة كانت أهم الأسباب التى جعلت الناس تحجم عن الشهادة أو الذهاب إلى القسم مع المجنى عليها لحمايتها .. فكان يتعرض للبهدلة وربما يتم الإعتداء عليه من قبل المتهم أو أهله داخل القسم ولا يجد من يحميه أو يدافع عنه .. وربما يتم إحتجازه حتى عرض الواقعة على النيابة .. التى تصر على حضوره فى أكثر من مرة للشهادة ، بل ربما يستدعى للشهادة أمام المحكمة ، مما يجعله يندب حظة التعس أن يقوم بدور الشهم وهنا نقول أن من جعل المواطن أن يكون سلبيا هو القانون والشرطة ..
** أما الكارثة الكبرى فهى أنه فى معظم تلك القضايا ، يتم تنازل المجنى عليها عن الدعوى بعد قبول أموال مقابل التنازل أو توسط بعض أصحاب النفوذ للتأثير على الضحية .. فهنا يجد الشاهد أنه وحيدا فى مواجهة المتهم ، وربما يتم تهديده للإنتقام منه ، وهنا مرة أخرى .. لا الشرطة تحمى الشاهد ولا القانون يحمى الشاهد ..
** وصلت بنا السلبية لنشاهد مواطن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويحتاج لنقله إلى المستشفى ، فيتبرع أحد المواطنين بنقله بسيارته الخاصة إلى أقرب نقطة إسعاف أو مستشفى لإنقاذ المصاب فتكون النتيجة حجز المواطن وكلبشته ربما يوم أو إثنين أو ثلاثة .. حتى يتم عرضه على النيابة العامة ، وهو ما يجعله أن يندم على إنقاذه لأحد المواطنين ، وتصدر النيابة قرارها بحجز المواطن حتى يفيق المصاب ، ويقر أمام النيابة أن هذا الشخص لا يعرفه ولم يصطدمه .. أما الكارثة لو توفى المصاب فهنا أصبح أمام النيابة متهم بالقتل ويعرض على المحكمة .. رغم أنه من أنقذ الضحية ..
** وهكذا يحول القانون المصرى الرجل الشهم الذى أنقذ الضحية أو لم يستطيع إنقاذه ، إلى مجرم وقاتل ومتهم ..
** هذه هى الصورة التى لم تتغير حتى هذه اللحظة فى الأقسام وأمام القضاء وأمام النيابة العامة .. فهل بعد كل ذلك نجد من ينقذ أى ضحية ..
** وإذا كنا جادية فى السعى لإقامة دولة مصر الجديدة .. ودولة القانون والعدالة والمساواة .. ودولة المواطنة  فعلينا أن نهدم كل هذه القوانين البالية وأن ننطلق إلى عهد جديد وفكر جديد ، وحياة أكثر آمنا فى ظل رئيس جديد وعد أن تنتهى كل مشاكل المواطن المصرى ..
صوت الأقباط المصريين

وداع مطرب محردة الأول أبو سهيل/ مفيد نبزو

يا ليل ُ كان َ أبو سهيل ٍ إن شدا   
غنَّى وأسكرَ خمره ُ الأقداحا
         ما كانَ إلا النجم َ يسطعُ نورهُ            
أو بلبلا ً مترنِّما ً صدَّاحا
       أأبا سهيل ٍ مَنْ ترقرقَ لحنهُ       
طربا ً أصيلا ً ينعشُ الأرواحا ؟؟!!
       إلاكَ يا فرحا ً يسافر للسما          
ويرافقُ الأعراسَ والأفراحا
       أأبا سهيل ٍ أنت َ نجمُ محردتي       
 أهديتها الإمساءَ والإصباحا
       فالذكرياتُ مع الورود ِمواسمٌ        
عبقتْ وفاحتْ عطرها الفوَّاحا
       قلْ للبلابل والحساسين اسكتي       
فأبو سهيل ٍ فارقَ الأدواحا .

    - محردة -

عـــــــــــراقُ الخير ِيُســـتلبٌ: الموصل الحدباء على خط النار/ كريم مرزة الاسدي

وأرضُ شمالنا الحدبا
 ءُ عربـانٌ إذا انتسـبوا
وأرضُ شمالنا بغـدا
 دُ والفيحـاءُ والقبـبُ
فأرضُ شــمالنا نـارٌ
 لمنْ عبثوا ومن غصبوا
وأرضُ شـمالنا نورٌ
لمن ضلـّوا ومن غـربوا
من (مجزوء الوافر) ، شكونا حال العراق للأمة ،  وإذا بنا اليوم نشكو حال الأمة كلّها لله !!!، لي قصيدة جديدة من البحر البسيط ، ذاتية موضوعية ، أجلت نشرها للأسبوع  القادم للظروف المؤلمة القاسية التي تمرّ بها الموصل الحدباء ، وبعض  مدننا الغالية ، هل من مجيب لنداءات العقل ؟!!

نعيمــاً أيّـها العربُ **وكــلُّ ترابكــــمْ ذهبُ

إذا حلـّتْ بنا النّوبٌ ***فأيـنَ اللهُ والنــّسبُ ؟!

وأينَ محمدُ المبعو ***  ث ُفينا والرجا عتبٌ ؟!

إذا لم نألــفُ القربى *** ثقوا الدّنيـا ســتنقلبُ

فإنْ صكـّتْ مسامعكمٍ*** عــراقُ الخير ِيُســـتلبٌ

يعيث(الدّعش)في شـطرٍ*وتلهو في الدّجى(الرّتبُ) (1)

وفي أشــــــطاره الأخرى ** يجولُ الغربُ واللعبُ (2)

فلا واللهِ لا يبــــــقى *** علــــــى أرض ٍلكمْ عــربُ

ونصقلُ صوتَ (قائلنا) **عروسُ العـــربِ تـُغتصبُ (3)

فلا (القدسُ)الشريفُ لكم**وفي (أوراسـكمْ) صخبُ (4) 

لقد هُــــــزّتْ مرابعكمْ *** ومــــــا اهتزّتُ لكم رقبُ

ومَنْ أعذارهُ ســـبـــــــــــبٌ  *** فهلْ لشــهامةٍ سببُ ؟!

فأرضُ شمالنا الأمــــــــــــجا *** دُ  والأجـدادُ والنجبُ

وأرضُ شمالنا التــــــــــاريـ *** ـخُ والحضّــــارُ والغِيَبُ

وأرضُ شمـــــــــــالنا الصحرا*** ءُ  والغبراءُ والجــدبُ!!

فلا نرضـى بتدنيـــــــس****** لهـا واللهِ إنْ لجــــــــبــوا

فأرضُ شـــــــمالنا كــردٌ******* لهـمْ أرواحـنا قـُــــــــربُ

وأرضُ شمالنا الحدبــــــا***** ءُ عربـانٌ إذا انتســــــــــــبوا

وأرضُ شمالنا بغـدا ** دُ والفيحـاءُ والقبـبُ

فأرضُ شــمالنا نـارٌ**لمنْ عبثوا ومن غصبوا

وأرضُ شـمالنا نورٌ**لمن ضلـّوا ومن غـربوا

فهلْ ذكر الورى نعماً***فمنها السعدُ والرحبُ

وذاكً المـاءُ رقراقٌ *** يردُّ الـروحً إذ ْ شربوا

****************************

وكمْ بعروبهٍ نشــدو **أليس لحسّـها عصبُ؟!

كأنَّ الدّهـرَ أقنعــنا ***لعقبى كـُربةٍ كـُــــربُ !

فإنْ خارتْ عزائمنا ***فمنْ أمـــواتنا نثــبُ !

وإنْ سبتتْ ضمائرنا**ستبعث ٌروحَها الحقبُ

وإنْ جمدت جوارحنا**فمن أصــــلابنا اللهبُ 

فلا يأسٌ ســيركعنا*** ولا غاصتْ بنا الرّكـبُ

وإنّ عراقُ هــارون ٍ*** ومعتصم ٍومَــنْ نجبوا

سيبقى والسحابُ الجو**نُ رهنَ الكفِّ إذْ طلبوا

فقـــرآنٌ وأنجيــــــلٌ *** واســــمُ اللهِ والكــُتبُ

لقدْ بُعثـــتْ بمربعنا *** فأيُّ رســـالةٍ كـــــذبُ؟!

***************************

نعيماً أيُّها العــربُ***  وكلُّ شــقاقكمْ عـــجبُ

شققتمْ روحً(أحمدكمْ)**ومـــا لملمكمُ (الصُحبُ)

فإنْ قطرتْ لهمْ قطرٌ*** هنيئـــاً للـّذي شـربوا!

فلا مصرٌ بها مصـرٌ*** ومنبعُ نيـــلها حلــــبُ

ولا أرضُ العراق ِ لنا*** إذا ما الشــامُ  تنتحبُ

وإنْ دمعتْ أراضــينا*** فكيفَ لمكـــة َ الطربُ؟!

وإنْ لفًّ المحيطَ دجىً *** فليسَ ببرقـــةٍ سـحبُ

إذا لــمْ نألـفِ القـُربى *** فحـــدّ ُ اللهِ قـــدْ يًجــبُ

وإنْ لـــمْ نتـّحدْ أفقـــاً***فإنـّــا أمّـــة ٌ غضـــــبُ