فكمْ إستهلكتْ جوازات السفرِ زيّنةَ التصاوير الباهتة تتسلّى بعيونهم البنيّةِ , وفي المطاراتِ دائماً كانَ يمزّقها حنينٌ راكضاً على منحدراتِ ألأحلامِ البرّاقةِ فيشطبُ مواعيدنا , أيّها المعشوقُ على حبالِ الروح كنْ سعيداً فالأيادي التي ترفعُ للسماءِ دعوات القرابين ستضيءُ أبوابَ الخراب , فالأرض المذهولةً الضفاف عادتْ تسمعُ أنينَ الحرائق وتنظرُ كيفَ الفراشات ينتهشها الخوف وتزّمُ وجعَ الأجنحةِ المنزوعةِ في هذا المدى , مازالَ الحزن يُقبّلُ ذاكَ الضوء الصاعد مِنْ جذورِ الليلِ في طواحينِ القرى البعيدةِ يحملُ آثارَ الخريف , دائماً الجنّة حبيسة ظلّتْ خلفَ دمعة تُنازعُ في عيونِ الصغار ألا تسمعهم يعزفونَ لحنَ الأمان ويروّضونَ غيماتهم الشاردة ألا ترى كيفَ تتهادى الحيرةُ في الجيوبِ الحالمة بالدفء ! ينصرفُ المتآمرونَ الى الحاناتِ بينما الذهبُ المكنوز في صناديقِ عشيقاتهم كمْ يتشهّى أنْ يداعب نعومتَ الأجسادَ الغافية ! منذُ أنْ كانت اللوعةُ تدنو وتكبرُ كانتْ الجدائل تغمغمُ وتتخذُ مِنَ التعاويذِ حرزاً يقيها مقصاً يحلمُ أنْ يغامرَ في ليلها , هلْ سيضطجعُ هذا القلقُ الناضجَ في دفاترنا يسألُ متى الخلاص وينحتُ في تجاعيد الطرقاتِ زمناً غريباً يستأنسُ بغريزةِ الثقوبِ الكثيرة في حدائق بابل ! ما عادَ العشّاق يمتلكونَ سوى اللاشيءَ وسنوات هزيلة تمحو الذكريات , وأرقاً يستثيرُ الشرفات إذا داهمها صباحٌ ينتزعُ عطرَ الأزهارِ مِنْ ستائرها .
البوليفونية : مصطلح ابتكره ( باختين ) في الادب , اساساً لمعالجة العمل الروائي استقاه من فن الموسيقى , وأساسها تعدد الاصوات المتجلية في النصّ .
بغداد
العراق
0 comments:
إرسال تعليق