ما من شك ان الدكتور محمد البرادعي شخصية انتهازية بامتياز ، وشخصية مهزوزة ومتقلبة كالريح ، وهو رجل امريكا في مصر، وصديقها المطيع ، وخادمها الوفي والأمين المنخرط في دهاليز مخططاتها ومشاريعها التآمرية المكشوفة ضد الشعوب العربية وفي مقدمتها شعب مصر ، وقد ثبت ذلك من خلال ممارساته ومسلكياته ومواقفه المتذبذبة وأدواره المشبوهة .
لقد تربى البرادعي في وزارة الخارجية المصرية ثم تولى المؤسسات الدبلوماسية العالمية ، التي احتضنته ليقوم بالدور المنوط به في خدمة مصالحها ومخططاتها . وان نسينا فلن ننسى تآمره على البرنامج النووي العراقي، وما فعله في العراق عندما كان مديراً لوكالة الطاقة النووية ، حيث منح امريكا غطاءً شرعياً لضرب واجتياح العراق عسكرياً وانتهاك سيادته وتدمير بنيته التحتية ، وها هو يقوم بالمهمة نفسها ويلعب الدور نفسه في مصر . فبعد توليه منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية بعد اسقاط وانهاء حكم مرسي ، عمل البرادعي على دعوة الوفود الامريكية والاجنبية لزيارة مصر ، واجرى لقاءات مع قيادات الإخوان المسلمين ، في اطار المخطط الامريكي للتدخل في شؤون مصر الداخلية وتنفيذ اجندتها الهادفة الى تجزئة المنطقة العربية وتفتيت البلدان العربية ، وفي مقدمتها مصر العروبة .
لقد رفض البرادعي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة من قبل الجيش المصري ، والتصدي للعنف والتطرف والارهاب الإخواني ، وهو يعلم علم اليقين ان المعتصمين يريدون نسخ وتكرار التجربة السورية من خلال اقامة "جبة نصرة" في مصر . كذلك فقد تكشفت حقيقته ، وسقطت ورقة التوت الأخيرة عن عجيزته، وبانت عورته للعيان حين استقال من منصبه في اليوم نفسه الذي تم فيه فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، لكي لا يتحمل المسؤولية عن ذلك . وبهذه الخطوة اراد البرادعي ان يثبت للادارة الامريكية الداعمة للإخوان انه ما زال الحارس المخلص لمصالحها في مصر والمنطقة .
غني عن القول ، ان البرادعي هو الذراع الأيمن لامريكا وقوى الغرب الاستعمارية ، ويعمل خادماً لمصالح امريكية وصهيونية ، ويؤدي دوراً مكشوفاً في اطار المشروع والمخطط الامبريالي الصهيوني الرجعي الساعي الى تقسيم جغرافيا المنطقة وتجزئتها، واقامة شرق اوسط جديد ، وتصفية محور المقاومة والممانعة الذي تمثله سورية وايران وحزب اللـه وحركات التحرر الوطني والقوى الوطنية والديمقراطية والثورية والليبرالية والتقدمية في العالم العربي .
ان امريكا هي التي رسمت الخطة وزرعت الأدوار ، وأملت على التحايل وسرقة ثورة الشعب المصري وثورات "الربيع العربي" لأجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية والانسانية ، لكن الشعب المصري الذي وعى خيوط المؤامرة خرج بملايينه الى الشواع والميادين رافضاً حكم مرسي والاخوان ، ونجح في استعادة ثورته وتصحيح مسارها عبر خطة الطريق نحو المستقبل المأمول والمنشود .
خلاصة القول ، ان مصر ليست بحاجة الى أمثال محمد البرادعي ، الذي تكشف دوره التأمري ، وانما بحاجة الى رجال وشخصيات وقيادات وطنية مثل عبد الناصر وسعد الدين الشاذلي وعبد الفتاح السيسي وجيفارا واحمد بن بلة وهوغو تشافيز وغير ذلك من شخصيات نضالية وقيادية . وشعب مصر الحر الأبي الثائر سيلفظ البرادعي ويسقطه في مزبلة التاريخ .
0 comments:
إرسال تعليق