باى باى تحرير/ د. ماهر حبيب


 أعتقد أن المصريون العقلاء قد وصلوا لقناعة أن المظاهرات كارثة تقود للفوضى والدمار وأن الحرية للجهلاء تقود للفوضى ووقف الحال وأعتقد أن كل المصريون الشرفاء وصلوا لقناعة أن السياسي الوحيد القادر على قيادة البلاد هو عسكرى وأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة فى مصر القادرة على إفراز قادة للبلاد وأن كل النوشتاء السياسيين والحكوكين وبتوع حموم الإنسان مجرد خيالات ماتة يشتغلوا بالزنبلك الأخضر القادم من بنوك العم سام وأعتقد أن المصريون قد وصلوا لقناعة بأن الديموقراطية فى بلد ينتشر فيه التطرف الدينى هى كارثة تفوق كوارث تسونامى وإنفجار المفاعلات النووية.

لقد وصلنا لقناعة بان تزوير الإنتخابات نعمة وإللى يرفصها يعمى بدخان الإخوان وإخوانهم السلفيين وسط جهل الناخب الذى يميز بين الناخب والأخر عن طريق قدرته عن تمييز رموزهم فهذا رمز الحمار وهذا رمز الخروف وهذا جردل وهذا كنكنة فكيف يحكم مصر من يفرزهم الجهلة والمتطرفون فهل نقبل بأن نركب طائرة يقودها جاهل كل مؤهلاته بانه يمتلك لحية وجلباب وهل تقبل أن يعالجك طبيب لا يقرأ ولا يكتب؟

الديموقراطية ليست ترفا وليست موضة نقلدها وليست وجبة جديدة شهية يطرحها كنتاكى أو بيتزا فاخرة من بيتزا هت فنحن نتكلم عن نهج حياة ولو أتيت بشخص يعيش فى أرض منخفضة عن سطح البحر وأخذته فى ثانية لأعلى جبال العالم سيصاب بضيق النفس لنقص الأكسجين فى أعالى الجبال ولو أخذت شخصا يعيش فى خط الإستواء ونقلته بالشورت والفانلة والكاب إلى القطب الشمالى وتركته فى العراء سيموت لغياب التكيف ووسائل الحماية.

لقد قالها أحمد نظيف وقالها الراحل العظيم عمر سليمان ونقولها نحن اليوم بعد التجربة الحية باننا شعب غير قادر على ممارسة الديموقراطية الأمريكية بكل ظروفها فنحن نحتاج إلى ديموقراطية مصرية تنبع من الواقع المصرى فمن لا يملك أن يقرأ أو يكتب لا يحق له أن يكتب ويقرأ مستقبل مصر ومن لا يستطيع أن يفرق بين الوطن والجماعة لا يحق له أن ينخرط فى السياسة ومن يرفض الأخر ويعتبر نفسه الأفضل والأصلح ويريد أن يفرض دينه ومعتقداته على البلد وعلى كل من يختلف معه نرجوه أن يجلس فى البيت يمارس ديموقراطيته المتخلفة فى بيته فقط ونحن فى غنى عن خدماته.

إمنعوا المظاهرات إختاروا رئيسا عسكريا إعلنوا دولة علمانية تضم كل الأطياف إمنعوا الأحزاب الدينية إكتبوا دستورا لكل المصريين المخلصين وليس للخرفان وأعضاء القاعدة إدفعوا الناس دفعا للعمل والعمل فقط إعزلوا النوشتاء بتوع الدولار وإدوا الحكوكيين حكاكة يحكوا بيها جلدهم لغاية ما ينضفوا من الخواء الفكرى وخيانة الوطن نفذوا قانون الطوارئ بكل قسوة على كل مثيرى الشغب وقاتلى جنود جيش مصر ومن يريدون إشعال وتدمير محطات المترو فلابد من أن يقوم قطار المستقبل لمصر دون النظر لهؤلاء الخرفان وعندما يستقر القطار فى طريقه وينعم الجميع برغيف العيش والعيش الكريم عندها نفكر فى ترف الديموقراطية والحرية غير المنفلتة وإلى حين أن تفعلوا ذلك إهدموا ميدان التحريروقولوا له باى باى ولما ننسى إللى حصل نبقى نبنيه من جديد

CONVERSATION

0 comments: