أيّها الجبرانيون/ فاطمة ناعوت

هكذا تلقت الشاعرة المصرية الكبيرة فاطمة ناعوت خبر فوزها بجائزة جبران العالمية لعام 2014، فكتبت تشكر رئيس وأعضاء رابطة إحياء التراث العربي بمقال وجهته الى كل جبراني فائز:

فخر لكل شاعر، وكاتب، وإنسان، أن يقترن اسمه بجبران على أي نحو. 

مجرد أن تتقاطع معه في أية لحظة من حياتك على أي نحو، مصدر فرح وفخر، حتى ولو كان هذا التقاطع قراءة أحد كتبه أو إحدى قصائده أو تأمل لوحة من لوحاته أو شطحة من جموحاته، فما بالك أن تنال جائزة تحمل اسمه!

لو كانت روحي نقية ولا أحمل البغضاء لأحد، فلجبران سهم في هذا. 

لو كان قلبي صافيا لم تلوثه المصالح ولم يدنسه التلون، فلجبران سهمٌ في هذا.

لو كان الرفيق الأعلى يملأ كامل قلبي، وما ترك فيه مساحة عود ثقاب لكراهية مخلوق، فلجبران سهمٌ في هذا.

لو كانت جملتي العربية سليمة دون لحن، وقصيدتي تحمل شيئا من جمال، فلجبران سهمٌ في هذا.

لو كنتُ مازلتُ طفلةً لا تبرح الدهشةُ عينيها، وما زالت تطارد الفراشات وتنتظر العصفور على باب شرفتها، وتراقب من وراء الزجاج زخات المطر فترقص، وتترقب نمو نبتة الحديقة كل يوم مليمترا فتفرح، وتوزع على أطفال الحي السكاكر وكسرات الخبز، فلجبران سهمٌ في هذا.

لو كان اللهُ يسكن قلبي، وأسكن في قلب الله، فلجبران سهمٌ في هذا.

لو كنتُ آكلُ مع قططي في صحني وأنام في دفء عيونها وتنام في دفء صدري، فلجبران سهمٌ في هذا.

لو كنتُ أنظر كل يوم نحو الغيم فأرى من ورائه شعاع شمس خجولاً قادماً، فأؤمن أن الله هناك ينسج لنا ثوب الفرح ولا ينسى أطفاله الحزانى، فلجبران سهمٌ في هذا.

هل ترك جبران شيئا في حياتي لم يصوب نحوه سهامه أيها الجبرانيّون؟

**
الرجاء قراءة التعليقات تحت المقال