مكاتيب شعر بين السبعلي وروحانا/ أنطوان السبعلاني

سبعل ضيعة الشعر تعصره حبةً حبة كعناقيدها وتسقيه الشاربين هنا وفي دنيا الاغتراب تعيش هذا الأسبوع مناسبتين : الذكرى الثالثة لرحيل أسعد السبعلي، وصدور "الروحانيات 2" ليوسف روحانا .

وأجمل ما تقرأ عند هذين الشاعرين مجموعة مكاتيب شعر يرسلها السبعلي من لبنان ويرد عليه روحانا من أميركا. وأجملها على الإطلاق هذه المعارضة الشعرية بينهما، وهي الأخيرة قبل رحيلهما.

أنطوان السبعلاني
**

مكتـوب يـوسف هـز قلـبـي ووجّعـو
وأسعـد متل مـا كان أسعـد رجّعـو
شمّيـت منّـو عطـر ريحـان الـوفــا
وأحلـى غنانـي الحب جايبلي معو ...
قريتـو وقلبـي صـار للـرقـه رهيـن
والشـوق ع غيـاب الحبايـب لوّعـو
ومـرّق ع صـدري إيد تلّجهـا الحنيـن
ت شوف كنّو القلب بعدو موضعـو ...
فيّقـتنـي بشعـرك ع جرحـات الربـاب
شعـر الملـوك بتستمـنـى تسمعـو !
يـا ريت شمس الرايحـا صوب الغيـاب
بتـرد مـوّال الشـبـاب لمـطـلعـو
كنـا نْحِـن لهـزة الخصـر الـرشيـق
والكـاس ع سـرّ الحبـايـب نكرعـو
راحـو الحبـايب لا حنـيـن ولا بريـق
اللحف بردت والمـلاحـف صقّعـو...
والطبـل يـدوي والشـبـاب مـعيـدي
وع رقصة الدبكـي الصبايـا تفرّعـو
وكنـيسـة الضيعـة بعـيـد السـيـدي
ما نسيت كيف كنا جرسهـا نربعـو ...
ولمّـن الشيـخ سمعـان يقـرا السنكسار
تحنّ الكنيسـه والعيـون يـدمّعـو ...
بغفـوه الفعالي سرّبـو والعمر طـار ...
والنسر ما عـادت عيونـو تقشعّـو ...
ألـف بوسـة حب يـا أوفـى الـرفـاق
من السبعلي الاسمك حنينو ومطمعـو...
قـاعـد أنـا وهـالكّم دوري البـطـواق
اللـي ناطـرين حبابنـا ت يـرجعـو
بعنقـك أمانـه ، قبل مـا أسعـد يغيـب
رجـاع للمشتـاق وجهـك يقشعـو ...
بحلـفـك بالحـب ، بالشـوق الـرهيـب
بطقـم الوحيـد البعدنـي عـم رقّعـو
أسعد السبعلي
** 

أسعـد... وصل مكتوبـك الحامـل معـو
كـل الكنـت مشتـاق منـك إسمعـو
نهدات ... حلوه ... ولو قطع فيك العـذاب
وهيك النجوم على العمر مـا بيقطعـو
وانكـان طقمك ... حتحـت ونسّـل وداب
هالـطقم ... طعم العز إسحـا تقلـعـو
ولـولا الشبـاب بيرجـع بلبـس التيـاب
تـا لبسك عشـرين بـدلـه موضعـو
يـا أسعد ... المن شعرك غزلت الحريـر
بـدلات ، عـا وسع الزمـان بيوسعـو
يا إنت بالضيعـه صرت كـرم الكـبيـر
يا الكرم عن يكبر وراء العـن يزرعـو
متلـك أنـا ... بـردان حـد المـوقـدي
ومخمّـن الحجـران بـردو وصقعـو
وانحـوَّل الـدوري علـى البيت وهـدي
بـلـكـاد يتـذكّـر شبـاب الـولّعـو
طيّـرت روحي عـا خيـال الطايـريـن
الـرح يحملو بعلبـك بخيـط ويطلعـو
ولمـن قلت كانـوا الفعالـي مسـرّبيـن
عرفت المسا قارب ت أهلـو يرجعـو
هـزيتنـي هـزّ العـرايـش بالـريـاح
العَل أرض وصلو عـا كتر ما تمنتعـو
وهـل كـم خصله مـن عناقيد الصبـاح
عـالشمس دبلو وعل هـوا رح يوقعـو
وبعـدك بفكـري، متل مـا هالنسر كـان
يحـوقل حوالي الصبـح بـدُّو يطلّعـو
تـاري المسـا فشكل جنـاحـو بالزمـان
ومـا عاد يعـرف أي جرح بيوجعـو
هـي حالـة الشاعـر على مـر الجيـال
البيـدوب تالعـالـم عقلبـو يشبـعـو
وبـيـلـبّـس الأيـام بـدلات الجـمـال
ويقْـطَـع الأيـام طقـمـو مـرقعـو
ولا تخمـن العايـش عـن بـلادو بعيـد
مبسـوط وزروع الغـريبـه بتـنفعـو
وكـل ليلـه بطـل عـا سبعـل وحـيـد
ببـرم عقلبـي المـن زمان مضيعـو
بينـك وبيـنـي قـدْ مـا تكـوّم بحـور
مـا في بحـور تـرد شـوق وتمنعـو
ومتلمـا بتعـود عـا بيـوتـا الطـيـور
لا بـدّ مـا لبنـان ترجـعلـو العيـاد
وشـي يوم هـل غياب صوبك يقطعـو
يوسف روحانا

CONVERSATION

0 comments: