عندما يأتي المساء تحلو حكايات النساء..ورحلت شهيرة عودة عمدة النساء في ميت غريطة/ فاطمة الزهراء فلا

نعم كانت عمدة النساء في قريتها..إنها عمتي شهيرة عودة ابنة عمدة اشتهر بالقوة والحسم إنه شعبان ابو ابراهيم عودة , والذي جعل من قريته دولة كبيرة حين أسس بعائلة العوايدة جذورا في القرية , أنجب البنين والبنات الذين اشتهروا بالعبقرية في تطوير زراعتهم حتي أصبحوا مثلا في القوة والمال , فباتت عائلات العوايدة أشهر عائلات القرية والقري المجاورة , وشبت البرنسيسة شهيرة في دار العمدة تفيض أخلاقا وكرما علي من حولها , كانت أجمل بنات القرية جميعها وتعلمت في زمن كانت البنات فيه لا تخرجن من الدار , امتازت بالعقل الراجح , وكان العمدة الكبيرة يجعلها مستشارة حتي بعد أن تزوجت من فتح الله الذي قدر الثروة التي هبطت عليه من السماء لم يكن طامعا في أي شئ إلا في أن يختص بشهيرة والتي اشتهرت فيما بعد بأم علي وهو الابن البكر لها بعد نوال...عاشت شهيرة كل حياتها راضية , كان في ابتسامتها إكسير الحياة لمن حولها , كانت رقتها آ’سرة , وحكمتها تفيض عطاء علي كل من عرفها , وأسعد الأيام تلك التي يكون فيها فرح في الدار ويرسل لها أخويها محمد والسيد السيارة ليحملها جميل الابن الأكبر أو شعبان العمدة الصغير إلي الدار فيزداد الفرح فرحا ,’ فهي التي تقف تحل كل مشكلة قائلة : مش عايزة واحدة م النسوان صوتها يعلي , وما كان أكثر أصوات   النساء  يعلو حين تغضبن إحداهن علي المنابات , أو يعصي عليها الزوج في ليلة جمعة ..كانت عمتي شهيرة قادرة أن تؤدب  أي رجل بهدووء تشعر أنه أخطأ , رحلت العمداية شهيرة تاركة جبل من الذكريات في أن المرأة قادرة علي المعجزات , كانت شهيرة واحدة من التنويريين بلا ضجة وبلا إعلام , كانت تعطي دروسا للنساء في العمل والصبر وفي عام 67 واست أمهات الشهداء وشرحت لهم أن الشهيد الذي يدافع عن الأرض في الجنة , فهدأت النساء.., عمتي شهيرة كانت لا تجلس إلي مائدة وتأكل بشراهة , لكنها كانت تأكل واقفة بعض الطعام , فماتت بلا مرض , بيضاء أزادها  الحسن بهاء برغم سنوات الشيخوخة , وكانت ابتسامتها لا تزال نقية كفتاة في العشرين , عاشت كل حياتها تبتسم للحياة فدللتها الحياة بزوج كان يعشقها في ليل البدر وليل الهلال ,  وليل بلا قمر , جمعت شهيرة بين قوة الرجل , وضعف المرأة , في كبرياء الطاووس  , وتواضع الحمل الوديع , كنت أريد أن أذكر ولو مرة واحدة محاسنها أمامها لكني كنت أخاف أن تتهمني بالنفاق وهي تمقت كل المنافقين.. رحلت العمداية وكانت ليلتها عيدا وفرحا ككل لياليها الممتلئة بالغبطة والحب والمثالية , وسأت  نفسي ما معني المثالية وكانت الإجابة ببساطة هي القناعة , كانت قناعة شهيرة تكفي كل دروب العالم وكان دربها تتناثر فيه الأمنيات

CONVERSATION

0 comments: