أهنئك يا سيادة الرئيس الدكتور محمد مرسي بفوزك برئاسة جمهورية مصر. أهنئك.. وأعترف بأني لم أعطيك صوتي... ومن الطبيعي أني لست وحدي من ضن عليك بصوته.
فبحسبة بسيطة، إذا كان تعداد الشعب المصري 85 مليون تقريباً، واذا افترضنا أن ربعهم قُصَّر أو معوقون أو مسجونون أو غيرهم، لا يحق لهم التصويت، فيتبقى حوالي 65 مليون مصري قادرين على التصويت سواء أعطوا أصواتهم أم لم يعطوها. جمعت سيادتكم 13 مليون صوتاَ تقريباً، أي حوالي 20% من شعب مصر القادر على التصويت. فيكون ما يقرب من 80%، أو على الأقل 75% من شعب مصر لم ينتخبوك سواء من أعطوا صوتهم لغيرك أو لم يعطوا صوتاً لأحد. شريحة كبيرة من شعب مصر ليسوا كلهم أقباط، ولا نساء، ولا مسلمين عاقلين متنورين متحضرين، ولا فلاحين وعمال وأميين بسطاء ينثرون حبات عرقهم درراً غالية لتروي أرض هذا الوطن.. لكنهم خليط من كل هؤلاء. هم فصائل من أهل مصر لا يشك أحد في حبهم النقي وولائهم الخالص لمصر وخوفهم عليها منك.. ومن النظام الذي أنت تابع له.
فالسبب في عدم التصويت لك (رغم نجاحك) هو حقيقة لا تنكر، وهي أنك تابع أمين لنظام ساقـَـك وساندك بتزوير وتزييف وارهاب وعنف حتى أجلسك على كرسي رئاسة هذا البلد الأمين: مصر.
أنت تابع لنظام ليس وطني مصري ولاؤه لمصر، بل عالمي سلطوي سيطري، شمولي الهدف، نازي المبدأ، ماسوني الوسيلة، ثعباني التعامل، ناري المسيرة، دموي التاريخ. لم ننتخبك لأننا مصريون نحب مصر ونخاف عليها منك ومن النظام التي أنت تابع له، ومن المرشد الأعلى الذي تتلقى تعليماته أنت بحكم تبعية النظام مطيعاً صاغرا، والذي هو بدوره يتلقي من المرشد الأعلى بقصور سويسرا تعليماته مطيعاً صاغراً.
نخاف على مصر منك ومنهم حيث أعلنتم عن أسوأ نواياكم، وهي إذابة هوية مصر، مهد أول وأعظم الحضارات، مصر التي تفخر أرقي دول العالم باسمها ومحض وجودها، وتحفل محافلهم ومتاحفهم وجامعاتهم ومدارسهم بكل بتاريخا وروائع حضارتها . أعلنتم بصفاقة تحويلها إلى دويلة أو إمارة شأنها شأن شقيقات دويلات أو إمارات كالصومال واليمن ونيجيريا وأفغانستان وغبرها تحت خيمة ما تسمونه "خـــلافة" وما هي إلا امبراطورية مستغلة للشعوب تفرض "الخراج" على دويلاتها وتستنزف حيوياتها لصالح عصبة باسم الدين، والدين منها ومنهم براء.
نخاف على مصر منك ومنهم حيث أكتشفت تعاقداتك المشوبة علناً وسراً مع دول أجنبية معادية وحكومات كالثعالب والثعابين مغرضة بتخطيطات وأجندات لا خير فيها لمصر من قريب أو بعيد.
نخاف على مصر منك ومنهم حيث وعدت بصفقة مشبوهة وغير حكيمة ببيع قناة السويس، أكبر مصدر حيوي لاقتصاد مصر بدينارات البترول البخسة لمدة 99 سنة لإمارة قطر، ناسياً دماء شهداء مصر التي سفكت في حفرها وادارتها وحمايتها واستعادتها من براثن أعداء مصر في حروب عدة.
نخاف منك ومنهم حيث قد جربنا وسائل نظامك في انتخابات ثبت عدم نزاهتها، وجربنا رجال نظامك في كراسي ثبت عدم كفاءتهم، وسمعنا لك شخصياً ولزملاء لك في النظام إصدارات وآراء وتهديدات وتوعدات لا تصدر إلا من فوضويين رجال عصابات وبلطجية.. بل لا تصدر عن قوم يؤمنون بكرامة الفرد في وطنه وحريته في اعتناق رأيه ومبدأه وعقيدته واختياراته الطبيعية والقانونية في الحياة.
لذلك ولغير ذلك لم ننتخبك.. ولكن شاءت أسباب تعرفها أنت جيداً أدت إلى أنك كـَسَبت أو كـُسِّبت سباق الرئاسة. ورغم أني أهنئك بفوزك برئاسة مصر، فلدي تحفظات عديدة، منها ما سردت أعلاه، تمنعني من أن أهنئ مصربفوزك برئاستها.
ولكني من وجهة نظر أخرى لن أعزي مصر لفوز من نراه ليس أهل لها ولا أمين عليها.. فما زال هناك الأمـــــل!!! ودعني أذكرك بفترة من تاريخـك ربما توقظ ضميرك فتستدرك أو تستدرج ما يحقق هذا الأمــــل!!!:
لقد عملت سيادتك بأمريكا (الكافرة كما يسمونها المسلمون) وعشت وأسرتك بها... نعمتم بدستورها العادل وديموقراطيتها النبيلة النقية وحرياتها المكفولة للجميع وقوانينها الحضرية المنصفة ورحابة أرضها وسماحة أهلها.
لم يعرقل القانون أو الحكومة أو الشعب أو الدين بأمريكا إنشاء المساجد وأداء العبادة. ولم تغلق أبواب الوظائف في وجوهكم بل وصل الكثير من المسلمين إلى أعلى المراتب بها في مجالس التشريع والقضاء والبيت البيض والجيش والجامعات وغيرها. ولم تفرض عليكم أمريكا (الكافرة) الجزية أو تعاملكم كمواطنين من الدرجة الثانية.. وأنتم لسم أبناءها أصلا، بل وافدون عليها.
سؤالي يا سيادة الرئيس:
هل تضمن كرئيس لمصر أن يعيش "أبنـــاء الوطـــن جميــعاً" سواسية تحت رعايتك وحكومتك بلا تمييز بين طائفة وأخرى كما عشت بأمريكا الكافرة في "عدالة الله والانسانية والقانون والدستور".. لا "عدالة الدين". فلا يمكن أن يكون للدين (أي ديـــــن) عدالة. حيث أنه من الطبيعي والمنطقي أن يتحيز الدين وشريعة الدين لطائفة بعينها دون الطوائف الأخرى.. حتى من نفس الدين. أي لا عدالــة في الديــن!!!
يا سيادة الرئيس..إذ أهنئك بفوزك برئاسة مصر.. هل تعد أبناء مصر بذلك؟؟؟
مهندس عزمي إبراهيم
0 comments:
إرسال تعليق