إلى متى يظل الرئيس مبارك كبش فداء؟‏/ سلوى احمد


منذ نكسه الخامس والعشرين من يناير وكل شئ في مصر قد تغير واهم ما كشفت عنه تلك النكسة هي اخلاق المصريين المتردية هذا الشعب الذي لا يعنيه من الدنيا سوي المادةوالمال هذا الشعب الذي اتصف بالحجود وقلة  الاصل  ونكران الجميل ومن اكثر من عاني من تلك الصفات السيئة لهذا الشعب هو الرئيس مبارك .
بدأت المظاهرات المشؤمة مطالبه الرئيس مبارك بالرحيل وحتي لا يعطي مبارك الفرصة للمغرضين لحرق الوطن بايدي ابنائه المغيبين تخلي الرجل عن الحكم في 18 يوما.
فهل اكتفي الشعب برحيل مبارك وتفرغ ليحقق المطالب الذي زعم انه خرج من اجلها الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم ,لا لم يفعل بل بدأ مسلسل انتقام قذر من  رجل شارك في حرب اعادت له كرامته التي فقدهافي 67 بدأالانتقام  من رجل تولي حكم البلاد في ظروف سيئة عصيبة  ففعل ما استطاع لتكون مصر علي ما هي عليه اليوم .
بدأ  الشعب رحلة التشفي من مبارك فما ان ترك الحكم وتخلي حتي بدأنا نسمع كلمة المخلوع من كل من هب ودب من ابناء هذا الشعب الذي فقد اي قدر من الاحترام والادب بدات توجه اليه الاشاعات علي انها اتهامات حقيقية ثابته فو الفاسد الحرامي الذي سرق اموال الدوله هذه التهم  الذي اثبتت المحكمة انه برئ منها اواثبت ان ذمه مبارك الماليه لا تشوبها شائبه فالرجل برئ من تهم الفساد المالي والتربح من منصبه
لم نكتف بذلك عندما رقد مبارك مريضا في شرم الشيح تعالت الصيحات لابد ان يحاكم مبارك وكيف يظل مرفها في شرم الشيخ وبدات الادعاءات بانه يعطل السياحة ويعيش مرفها علي حساب المصريين وبدأت الاحتجاجات والاعتصتامات المطالبه بمحاكمة مبارك فما كان من النائب العام الا ان بدأ في توجيه الاتهامات للرجل واصبح مبارك متهما وعلي اثر الشكوي من وجوده في شرم الشيخ والمطالبه برحليه نقل من شرم الشيخ حتي لا يعطل السياحة التي ساءةت اكثر برحيله فما كان للرجل ذنب في تعطيلها بل ما سببته النكسة من فقدان للامن هو ما اوقف كل شئ .
هل اكتفينا لا بدات المطالبات باقتحام المركز الطبي العالمي واراد البعض ان ينهي حياة الرئيس كما فعل الشعب الليبي مع القذافي وبدات التهديدات ثم المطالبات بنقل مبارك الي سجن طره رغم ما يعانيه من حالة  مرضيه شديدة تحتاج الي العناية الفائقة والا تعرضت حياته للخطر
وتحت مسمي الحفاظ علي الدوله والاستجابة للثوار بدات محاكمة الرجل في جلسات متتاليه وهو علي فراش المرض يمر برحلة عذاب ينقل من طائرة  الي عربة اسعاف الي حجز وهم ما راه البعض رفاهيه ويا ليت ما فيه فيهم حتي يروا الرفاهيه علي حق .
وبدأت محاكمة مبارك استجابة لطلبات الثوار الاحرار فهل اكتفينا لا ابدا لم نكتفي
كلما حدث شئ في الشارع من فوضي او اضطراب وجهت الاتهامات الي مبارك وحتي يهدأ الشعب ولا يحرق الوطن كان مبارك دائما هو من نهدأ به الغضب الشعبي فيسب في القنوات وتخرج الاصوات المناديه بمحاكمته محاكمة ثوريه ويتخذ المجلس العسكري مع مبارك الاجراءات التي تمتص غضب الشارع
واستمر هذا المسلسل الذي كان ضحيته هذا البطل وهذا الزعيم كلما اردنا تهدئه الشارع كان مبارك هو كبش الفداء
مبارك الذي اصبح هدفا للثوار الاحرار الذين نسوا كل شئ واصبح هدفهم وهدف شعبهم هو اذلال هذا الرجل والانتقام منه هذا الشعب الذي انكر كل خير قدمه الرجل ولم يعد يذكر له اي شئ ايجابي قام به استمر مسلسل التضحيه ببطل اكتوبر الي ان جاءت اللحظات الحاسمة ولحظة الحكم في المحاكمة التي اقيمت لارضاء الشعب وكان وسيلة هذا الارضاء ايضا هي مبارك
وجاء القاضي الذي طالما تحدث الناس عن نزاهته ليثبت انه مثل شعبه انسان  جاحد  ظالم لا اتحدث هنا عن الاحكام ولتقول ان هذا حكم قضاء بل اتحدث عن تلك المقدمة العظيمة الذي ضاغها هذا القاضي النزية والتي هدم بها تاريخ الرجل فها هو يري ان عهد مبارك كان عهد فساد وظلم عهد عاني فيه الشعب الشريف علي مدار 30 عاما من  والاستبدادوالقهر  حتبي ظهرت شمس الحريه
وهنا اساله كيف لقاض عادل ان يكون بكل هذا الظلم ويعدم تاريخ انسان هو   رحله من الكفاح علي مدار 30 عاما اعاد فيه بناء مصر اساله هل تتحمل مسئوليه ما قلت امام الله هل شعب مصر يشرب من المستنقعات كما ذكرت اما اما انك حكمت فظلمت
نعم هذا ما فعله عندما بدا بهذه المقدمة الظالمة والتي اختتم فيها الظلم بان حكم علي بطل اكتوبر باقضي عقوبه وهي السجن المؤبد مدي الحياه ليس لانه قتل المتظاهرين فقد اعترف القاضي ان مبارك وبما توفر من ادله برئ من دماء المتظاهرين فلماذا هذا الحكم القاسي الذي استخدمت فيه اقصي عقوبةرغم  انه كان من الممكن ان تستخدم الرأفه لتخفف ولو شيئا من حكمك الظالم , لم يفعل القاضي ونسي انه قاضي واعجبه ان يكون ثورجيا  فجاء الظلم ممن كلفه الله باقامة عدله في الارض
وامتثل مبارك ورضي بالحكم فهل انتهي مسلسل الظلم الذي استخدم فيه مبارك وحده كبش فداء لارضاء الثوار والمحافظة علي الوطن لا لم ينتهي وجاء قرار النائب العام والذي اصدره ايضا خوفا من غضب الشارع والثوار بنقل رجل مريض يحتاج الي رعايه خاصة الي مستشفي سجن طره وهو غير مجهز لحالته وكاننا اعطيناه مؤبد بطعم الاعدام عندما وضعناه في هذا المستشفي ونحن نعلم ان ذلك قد يؤدي بحايته في اي لحظة
فهل انتهي الامر عند هذا الحد لم ينهي بل راينا سريعا الخروج الي الشوارع اعتراضا علي الحكم والمطالبه با يكون الحكم اشد من ذلك بل خرج علينا من ينادي باعادة المحاكمة فعادت الاحتجاجات مره اخري وايضا يقودها الحقد والتشفي من مبارك الذي اثبتت الادله انه برئ من دماء المصريين وبدل من ان نبحث عن القاتل الحقيقي خرجنا ايضا لنتتقم من مبارك ليستمر مسلسل الانتقام الذي لا ينتهي .
رحله انتقام استمرت من الخامس والعشرين من يناير 2011 حتي يوم 2- 6 - 2012 من رجل له تاريخ عسكري مشرف توجه بحرب السادس من اكتوبر اذا كان قائد الضربة الجويه والمسئول عن اعداد القوات الجويه بعد تدميرها في 67 ثم كان نائبا للسادات ثم رئيسا لمصر في ظروف صعبه عصيبة استطاع فيها ان يقود الدفه وحافظ علي وطنه وفعل ما استطاع من اجل مصر وشعبها هذا الشعب الجاحد الناكر للجميل الذي ضرب مثالا للخسه والنداله وقله الاصل فبعد تلك السنوات لم يجد مبارك لحظة تعاطف واحدة من هذا الشعب الذي عاش يخدمه علي مدار 62 عاما لم يجد قلوب تمتلك قدر من الاحساس تقول ان ما يفعل مع هذا الرجل فاق الوصف
رحلة انتقام تحول فيها الجميع لتحقيق هدف واحد هو الانتقام من مبارك وكأن هذا هو الهدف الذي من اجله كانت تلك النكسه التي سوف تقضي علي الاخضر واليابس
الي متي يظل هذا الظلم لهذا الرجل والي متي يظل مبارك كبش الفداء الذي  نمتص به غضب الثوار . والي متي يظل مبارك وحده من يضحي من اجل الوطن؟
ان ما يفعله الشعب المصري مع هذا الرجل هو شئ فاق اي توقع واي احتمال فاق اي تصور وتجاوز كل الحدود . ان مبارك لا يستحق من شعبه هذه المعاملة بعد كل تلك السنوات من العطاء والتضحيه فلم نري بلد يعامل فيها رجل وصل الي سن الرابعة الثمانين رجل هو زعيم لامه وبطل لحرب مثلما يعامل مبارك
لك الله سيادة الرئيس هو المنتقم الجبار قادر علي ان ينتقم ممن اهانوك وظلموك وتجرودا من كل مشاعر الرحمة في التعامل معك وحسبك الله ونعم الوكيل

CONVERSATION

0 comments: