بدخل صومالي الفلسطيني بمانشستر/ خيريه رضوان يحيى

ساءت الاوضاع الاقتصادية الفلسطينية الى حد التخمة من الفقر لدى الكثيرين ويوازيها التخمة من الغناء لدى القلة، اما الطبقة الوسطى فللاسف اندثرت وعلى ما يبدو الى غير رجعة، ومع هذا يطلب من الفلسطيني العيش مغيبا للواقع المر الذي يعيشه، هذا المواطن -وهنا نتحدث عن العامة التي تعاني ما تعاني من الفقر والحرمان والعوز – يفاجىء بين ليلة وضحاها بان اسعار المواد الاستهلاكية والوقود وحتى السلع الكمالية ارتفعت الى حد بات ينظر الى ما يريد ويغمض عينيه عجزا عن سد رمقه، فقد اثقل كاهله بالديون والقروض التي وفي فترة من الفترات اعمت بصيرته واتخذ منها وسيلة للرقي والارتفاع بمعيشته ناسيا ان الشعب الفلسطيني عادة ما يعاني الازمات والتضييقات وهذا يتبع الرضى الدولي عن فلسطين وسلطتها وشعبها، فوفقا للازمة الحالة على السلطة بات الراتب مقطوع وان قيل ان جزءا منه مدفوع فما دفع هو في الغالب استحقاق بنكي ولا يملك منه الموظف الا القسيمة.
هذا هو الوضع الجاد على الساحة الفلسطينية والذي يستحق فعلا الغضب، لكن لا بد وان يكون غضب متحضر يسمعه العالم عامة والعالم العربي خاصة ومن ثم السلطة الفلسطينية، فليس بخاف على احد من ابناء الشعب الفلسطيني ان مصدر دخل فلسطين الأكبر هو من المساعدات العالمية والعربية والتي تتذبذب كما يتذبذب الوضع السياسي بشكل عام.
بدأت الاحتجاجات الشعبية وكانت صورتها في البداية احتجاجات جميلة ومطالبات مشروعة، الا انها وفي بعض المناطق خرجت عن مسارها لتشوه الصورة وليبدأ العبث بالمقدرات الفلسطينية وبالامن الفلسطيني وهذا لا بد ويدمر الهدف الاصل ليصل في نهاية المطاف الى الهاوية ان لم يعد رواد الاحتجاج الى مسارهم الاصلي والسلمي.
نعم هي احتجاجات مشروعة على غلاء غير مشروع والذي سيلحق طبقة باكملها وهي الاكثر عددا الى مرحلة العوز المحقق، ولهذا تداعيات خطيرة اولاها دمار الامن وزيادة العنف وارتفاع نسبة الفقر والجوع ومشاهدة اعداد من المتسولين، اضافة الى كثرة السرقات، والعابثين بالمقدرات العامة والخاصة، ولان فلسطين تعاني الويلات ولا تقوى على هذا فجراحها نازفة وعميقة بالامكان تلاشي ما هو دائر بتحقيق مطالب شعبية بسيطة كانت وبدأت في الغياب، مثلا العودة عن قرار ارتفاع الاسعار والمجاور الى قطع الرواتب فإما او !!!! وحتى ان حدث إما فأو لا تعني الثراء. ضبط الامن والامان !! فهي ليست امنية يتغنى بها الإعلاميين بل هي اساس البقاء والصمود للجميع، ملاحقة الفسدة واجتثاث الفساد من اعماقه فكثيرا ما نرى الفاسد على الكرسي اثبت من الكرسي!!! خفض الضرائب فالتاجر ضاق ذرعا فان باع فالاكيد غالبية مبيعاته ديون ومنها المعدومة وهذا يعود الى سوء الوضع الاقتصادي الحال على الشعب.
نتمنى ان يضبط الجميع انفسهم فالتحدي كبير وتداعياته خطيرة وتستدعي من الشعب والسلطة والفرقاء ان يكونوا على قلب رجل واحد ويحملون هدف واحد العيش الكريم للشعب والسلام للوطن والصلح للفرقاء اي كانوا، بهذه الصورة لا بد وسيعود كل شيء الى مساره الصحيح.

مديرة مركز شعب السلام للابحاث والدراسات واستطلاعات الراي
جنين-فلسطين

CONVERSATION

0 comments: