إنتهاء الصلاحية..الخزاعي بديلُ المالكي لرئاسة الوزراء/ محمد الياسين

   
لا يوجد في المبادرة التي اطلقها خضير الخزاعي بأسم ميثاق الشرف والسلم الاجتماعي ما يدعو إلى التفاؤل بأن تغييراً ما سيحدث على المستوى السياسي ! ، فهي ليست خروجا عن قواعد اللعبة السياسية الحاكمة في العراق ، اذن لا شك بأنها مبادرةٌ ولدت ميتة حالها حال الاخريات لا تُقدم أو تؤخر شيئا!.

لم تأتي بحلول جذرية ، ولن تخرج بنتائج سوى المزيد من تراشق الشتائم وكيل الاتهامات بين "عاهات" العملية السياسية  ، بسبب ان القائمين عليها في " الواجهة " ليسوا أصحاب قرار، ولن يكونوا كذلك!.
فمن القواعد الرئيسة للعبة السياسية في العراق ، ان من يتسنمُ منصبا قياديا ويخرجُ منه ، لأي سبب كان ، لن يعود إليه مجدداً ، تحت أي ظرف كان ! ، إذ يصبحُ في حينها ورقةٌ محترقة لا يمكنها أن تكون ورقة رابحة في مارثون المصالح الاقليمية والدولية! ، وفق سياسة حرق الأوراق والمراحل ، وتبادل الأدوار ، المتبعة من قبل واشنطن وطهران في إدارة الملف العراقي ، كما لا ننسى ان المناديل في دورات المياه " التواليت " لا تُستخدم إلا لمرة واحدة فقط!.
السؤال الذي يُطرح في هذا السياق هو ، ما الغاية الحقيقية من وراء ان يتصدر خضير الخزاعي تلك المبادرة؟! ، وكيف سمح القادة الكبار!! بأن يتولى الخزاعي تلك المهمة  ، وحضروا اللقاء جميعهم برعايته! ، وهم يعرفون جيداً ان ذلك سيعطي زخما سياسيا للخزاعي؟! ضمن حدود اللعبة الحاكمة طبعاً!.
السؤال الآخر بهذا الخصوص ، ما هو السبب الحقيقي لحضور سفيرا الولايات المتحدة الامريكية وإيران الشقيّة! إلى المؤتمر الذي وقع فيه عاهات العراق الجديد وثيقتهم الغراء؟!.وما هو السر وراء الحملة الكبيرة التي قادتها الماكنة الاعلامية الحكومية والسياسية للتسويق عن المبادرة وعرّابها الخزاعي؟!.
 تهدف المبادرة التي اجتمعت فيها "عاهات" العراق الجديد إلى الدفع بخضير الخزاعي إلى الواجهة وإبرازه على أنه رجل دولة لمرحلة مقبلة !.
الأجواء " الاستعراضية " التي صاحبت المؤتمر و التصريحات التي أعقبته تُشير إلى إحتمال وجود توافق أميركي – إيراني مشترك على إزاحة المالكي من السلطة ، تزامناً مع التطورات المتسارعة التي تشهدها سوريا! ، فالمعادلة الإقليمية – الدولية ، لا تحتمل وجود المالكي بالسلطة في العراق وبشار الاسد خارجها في سوريا ، والعكس صحيح!.
ومن المرجح ان يكون التوافق الإميركي الإيراني على تهيأة خضير الخزاعي رئيسا للوزراء ، خلفا للمنتهية صلاحيته نوري المالكي!. 

Moh.alyassin@yahoo.ca 

تشريح العقل الغربي أو فلسفة الإدراك عن "كثب": تعليق بسيط على كتاب زهير الخويلدي/ سلمى بالحاج مبروك

" الفيلسوف الذي يعرف هدفه هو الطبيب الذي يشفي الجراح العميقة للوعي البشري ، و يسعى بيد رصينة و رقيقة لشفائها " (شيلنغ ) ..
لم يكن إنطلاقي من مقولة شيلنغ هذه مجرد دعابة اعتباطية أو رميا لورود هاربة من زمن لم يعد يتقن سوى رمي القنابل و الرصاص ...من أجل إنجاح موتنا الخاصّ و لما لا موتنا العمومي ...من رحم عقل مثقل بوباء الخطيئة والإحساس العميق بالذنب ينبثق نص الفيلسوف التونسي زهير الخويلدي ..فتشريح العقل و خاصة العقل الغربي صار ضرورة بعد أن أصابته أورام صلفه ..و كبريائه وأوهام عقلانيته ...يا له من انقلاب درامتيكي أعده لنا هذا المفكر المبدع و المناور البارع بالأفكار وهو يلقي بنا في صميم رؤياه المتعقلة و المشبعة " بفرونيزيس الحكماء" و يدعونا عبر السفر في قرآن أفكاره أن نفكر معه وأن ندرك عن كثب " آلام العقل"..إنه يعلن لنا وهو يشرّح العقل في آلامه النظرية ومساراته العملية ومخاضاته الابداعية عن مشروعه الفلسفي الذي يأتي بعد ...ما بعد آلام العقل ..إنها فلسفة الكثب تلك التي تعتمد منهج التشريح للعقل في أبعاده الثلاث النظري و العملي و الآداتي ..إنه كتاب يحمل مشروع الكشف عن عقل بلغ من شيخوخة المرض ما يستدعي تدخلا تشريحيا طبيا عاجلا يستند إلى التجريب و الإختبار المباشر لدور العقل و وظائفه على مر التاريخ الإنساني و بأكثر دقة العقل الغربي الذي أذهبت خمرة الحداثة و إدمان عقلانيتها المزعومة بأنوار تعقله .. ربما سيأخذكم تشريح الفيلسوف على حين غرّة و يلقي بكم في بحربيانه الفلسفي إلى القول الفصل :  لقد حانت اللحظة التاريخية  التي ستسمح لنا نحن البشر أن نستردّ ما ضاع منّا على مرّ تاريخنا العقلي من إنسانية لا إنسانية ..لذلك  ها نحن نسخر من عبقريتك أيها العقل الجبّار  و أنت تنقلب من عقل يشرّح الأوهام و المعتقدات البائسة و الخرافات إلى عقل هو في أشدّ الحاجة إلى من يمارس عليه فعل التشريح فعسى أن يكون التشريح انقاذا ..عبر إجتثاث أوهام العقل و حمى جنونه و لامعقولية ممارساته نظرا ومعرفة وممارسة و تداولا وتذوقا وابداعا..فليس بعيدا عن أمهات الأسئلة التي تقضّ مضاجع الإنسان الراهن يدور فلك تشريح العقل الغربي في أسلوب فلسفي بسيطا إلى حدّ ذروة العمق وعميقا إلى ذروة البساطة ..رهان لا يقوى عليه سوى فكر متقد بروح الإبداع يسير عكس اتجاه عقارب ساعة العقل المثخن بجراح حداثته ومابعدها ...وهَمَّهُ الأصيل هو تحديد من المسؤول المباشر إذن عن كل هذه الأكوام من الميتات المتناثرة للعقل الغربي لإنحطاطاته و مآزقه ...وهل من أفق نظري وعملي وذوقي يحمل بوادر ولادة لا قسر فيها ولا أوجاع ...فقط التجوال بجدية مرحة و بمرح جدي بين متون الكتاب وفلسفته الجذلى رغم أمها المثكولة في عقلها قد تمنح القارئ إمكانية لإجابة ولكنها ليس ككل الإيجابات الواثقة من ذاتها بل هي تلك التي تلقي بك في دروب التفكير مع ...
تشريح العقل الغربي
مقابسات فلسفية بين النظر والعمل
المؤلف زهير الخويلدي
جانفي 2013   
صادر عن دار روافد الثقافية- بيروت ودار ابن النديم للنشر - الجزائر

الحلم.. يستمد عوده من أفق السماء/ ميمي احمد قدري

يا لؤلؤةَ البحـر
في أسرِ الشوقِ قولي
قولي يا ذاتَ البريق...
ماذا في قبة البحـر العميق؟
أتت شهُبُ الأمنياتِ
تهوى ذاكَ البياضَ
لتلتفَّ بشرنقة الدورانِ
وتقتصَّ الذاتَ
من دوران النواةِ العتيق...
كيف صُبت رقابُ الحشْر
من هوجاء الوترِ الرقيقْ!!!
بالصافناتِ من عبقِ ما يُستلهمُ
تحت سفحِ النغمِ المبتورِ من الأفق الدقيقْ
حيث سال الغرام ُجُوعاً
من عجافِ السنين
وجفَّ الوادي بالعشيقْ
***
سبعةٌ طافت
والخوفُ من حارس الليل
صادرَ البابَ متسللا
فنأتي ليفيقَ الحلمُ
يستمدُّ عودَه من أفق السماءِ
لهباً حيث يُكمل حرارةَ النشوةِ
في النواة ليمتزجَ الرحيقْ
ويضيءَ للجلاد كي يهربَ
ومعه القطيعُ في قناعٍ ،
وينزف الشريانُ
وكأنّ رائحةَ القدَرِ تهب زاحفةً
إلى الطريقْ
يا قادماً من المغيب أشفقْ
لكي لا يطولَ الانتظارُ
وتهب عاصفةٌ أخرى
لتفتكَ بسرب الطيور الآمنة
من حيث لا تطيقْ
***
يا لؤلؤة البحـر
يا مَن ملت الانتظارَ وعيناها تبكي على الشريانْ
وأيُّ فتنةٍ لمّا يختلط التهويلُ بالتهوينِ
كما
اختلط الصخرُ بالعقيقْ
متى يأتي؟.. ولماذا تأخر؟..
تتمردُ السماءُ على حرارة النشوة
وتُمطـر الأشواقَ بدعاء السفرجلة
آه أيها البهيجُ
أكاد أموتُ في غيابك ،
تعبتُ من دوران المدارِ في العقيق
على أُصبعِ الوصالِ
وفجأةً .. تأتي اللؤلؤة من البحرِ
وعلى كفها رائحةً البيت العتيقِ
***
أفق أيها المجهولُ
لقد حان وقتُ النشأة الأولى
قبل ازدحامِ الرحيق في حرارة الشمس
وهو طليقْ
وصبَّ الماردُ ماءه في جوف المدار ،
وتبسم تبسماً أضاءَ الطريق
***
حان وقتُ اقتلاعِ الرعاة والقطيعْ
في شقاق إلى النهاية وانتهى دور الجياع
وفاض الشريان واخضر الوادي
وإذا الرعاة تُساق...
هلمي يا لؤلؤة البحر
والحُـر يأتي حراً طليقاً
من قبة البحر العميق
***
هذه لؤلؤةُ الكنانة
عصيّةً على الخانعـين
في عصور الاحتقار والهوان والنفاقْ
نعم هنا أغار .. وهنا مات الأحرار
ليكتمل دوران اللؤلؤة في الكنانةِ
في الشريانِ .. في العقيقِ
       

الناصرة أختٌ لبيت لحم/ جواد بولس

في غرفة جانبيّة انتظرت لدقائق معدودة، غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر بلدان المشرق، أغناطيوس هزيم  وصل إلى فندقه في "جنيف" سويسرا لزيارة عمل. 
 قبل سبعة أعوام، في خضم أزمة عصفت بالكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين، ارتأى بعض الغيورين المسيحيين الوطنيين أن ألتقي بالبطريرك العربي ذائع الصيت والسمعة، وبعد أن تواصل معه ذوو الخير أخبرني صديق: "سيلتقي بك في جنيف اذهب إليه، استعرض أمامه تفاصيل الأزمة والتمس منه مشورة ونصيحةً".
 بعد دقائق معدودة، وعلى الرغم مما بدا عليه من إرهاق، قابلني. بسمته كانت وادعة، صريحة شقّت طريقها، فصار قلبي قيثارة. بصوت، ربما مثله تكون أصوات الملائكة، رحّب بي وبتواضع  بدأ حديثه. حضنني بدفء فأحببته كولد فقد أباه. 
أخبرته عن بلادي؛وكيف يُذبح حمامُها في الساحات، عن كنيسة كانت يومًا "أم الكنائس" فلم تعد هي أمنا ولا هي تناصِر. سلبوها من أبنائها؛ "يعقوب" يبكيها ويندبها "عمر"، وفي هيكلها يقهقه منتفع ويتقصّع قاصر.  
سمعني بهدوء فجر، تنهّد فمال صليب فلسطين على كتفه. "اسمع يا بنيّ، جاي تطلب منّي المستحيل، إنتو في فلسطين الأصل ما في مبرر لطلبكو الانضمام لكنيسة أنطاكيا، عندكو وإيلكو "إم الكنايس"،عندكو "البشارة" ومنكو "مريم" والمسيح. ما في عنّا "مهد"ولا "قبر وقيامة". من  عندكو الحضارة والتاريخ والديانة"، رفع عينيه ودقّها في وجهي، وقال بغضب راهب معلّم:
"ارجع لبلادك اطردوا الغاصب والأجنبي من كنائسكم، حرّروها واسترجعوا أملاككم وأرضكم، فنحن من يجب أن نلتحق بكم ونأتيكم زاحفين شاهدين مؤمنين".
  كم كان ذلك "الختيار" حكيمًا وصائبًا. 
لقد رحل قبل أكثر من عام وشهد التباسات الفصول وانتحار الأماني.   
سأقول ما سأقوله في ورشة سيعقدها "مركز  القدس للدراسات السياسية" في عمّان نهاية الأسبوع الجاري وعنوانها "المسيحيون وربيع العرب"، لكنني أكتب اليوم عن فلسطين، ومن باب واقع معيش وسيرورة تراها الأكثرية ولا تعيرها اهتمامًا مؤثرًا، فمصير المسيحيين العرب في فلسطين قد حسم عمليًا، وهم في حالة تشبه ما يصطلح عليه في علوم الأحياء والأنثربولوجيا"نوع في حالة انقراض". تعداد المسيحيين العرب في فلسطين في تناقص مستمر. بعض المواقع شهدت "تبخّرهم" الكامل، وفي مواقع أخرى تجري عملية "التبييض" هذه بوتائر تكفل إغلاق ملف التعايش المشترك تمامًا كما خطّط له من خطَّط (في غزة بقي زهاء ألف وخمسمائة مسيحي فقط. بينما في القدس، بلد القيامة والصليب، يسكن ما يربو عن خمسة آلاف مسيحي).
لقد تنبّه قادة في فلسطين إلى سوء ما يجري، وحاولوا بإجراءات عفوية متفرّقة محدودة التأثير أن يمنعوا السقوط الكامل. برز من هؤلاء الراحل ياسر عرفات، الذي كان يحرص على الحديث عن فلسطين الجامعة. من إشراقاته  كان إصراره على تحصين مقاعد انتخابية للأقلية المسيحية في البرلمان الفلسطيني، فأصدر مرسومًا يقضي بتحصيص أماكن مضمونة لنواب مسيحيين من سكان محافظات القدس، رام الله وبيت لحم، ومرسومًا آخر يقضي  ببقاء رئاسة بلديات بيت لحم ورام الله لمنتخبين مسيحيين، على الرغم من أن أكثرية سكانها ليسوا مسيحيين. قرار القيادة بتأمين تمثيل قيادي لبقايا المسيحيين في المواقع ذات البعد والمعنى التاريخي، ينم عن قناعة وطنية ومسؤولية تاريخية ذات أبعاد حضارية ثقافية ودبلوماسية. 
تلك الخطوة لم تكن كافية لإيقاف التصحر المسيحي. الإبقاء على القرار في زمن الرئيس عباس يدل على إيجابية موقف قيادة فلسطين الوطنية، ولكن استمرار تناقص المسيحيين بشكل واضح ومقلق يتطلب التعرّض بمسؤولية إلى جميع أسباب النزوح، وهي متعددة الأصول والدوافع، والشروع بتفعيل مشروع وطني شامل يحظى برعاية مؤسساتية وطنية عليا قد تضمن وقف النزيف (نزوحًا أم تهجيرًا) وترميم ما كسر من عظام الرقبة.
إلى ذلك، فما دامت فلسطين كلها تعاني حالة اجتماعية واحدة، وتعيش فضاء ثقافيًا متناغمًا، فإن على قادة الجماهير العربية في داخل إسرائيل التكامل مع ما قامت به قيادات فلسطين، والتنسيق للعمل على وضع مشروع وطني مشترك، مبتدؤه دراسة مقترح يقضي ، بأن يُحفظ منصب رئيس بلدية الناصرة لمسيحي أو مسيحية من أبنائها. لا يعنيني في هذا الشأن المكسب الطائفي الكنسي، بل ما سيحقّقه هذا القرار من مردود ومعان وما سترمز إليه هذه الخطوة. فما دامت فلسطين، بكل دياناتها وأطيافها، قد قبلت ما استحدثته قياداتها منذ قريب العقدين في مناطق ٦٧ فلماذا لا يصح ذلك على الناصرة، وهي بلد البشارة والمسيح عليه السلام ومريم التي طهّرها الله واصطفاها على نساء العالمين.
أعتقد أن المحافظة على ما تعنيه الناصرة ليس للمسيحية الكنسية بالضرورة هو أمر جدير بالدراسة والالتفات. الناصرة المسيحية هي محج يجذب الملايين من السواح والزائرين الذين يضخون ما يعتاش عليه ومنه سكانها وسكان محيطها. مسيحية الناصرة تمتد لأبعد من معناها الكنسي الديني، فمدارسها ومستشفياتها ومراكزها التربوية تغتني بذلك الوجود التاريخي الذي تماهى مع المجتمع العربي المحلي وغذّاه وتغذى منه.
وأخيرًا، لا شأن للمقالة بانتخابات الناصرة المقبلة، ولذا أقترح أن تدرس هذه الفكرة برؤية مستقبلية بعيدة عمّا قد يعكر صفوها من شحنات ورواسب تزخر فيها صدور من يدير الدفة وشؤونها اليوم. أكتب وأطلب الرحمة للناصري توفيق زيّاد ولروح ابن الشام الحكيم الذي مات ولم يلحق من الفصول ربيعها ولكل من يريد أن تبقى الناصرة مدينة الربيع والسلام والمحبة. 

أدوات التفكير وعمليات الاستدلال/ زهير الخويلدي

" فكر – التفكر التأمل والاسم (الفِكرُ) و(الفِكرَةُ) والمصدر (الفِكرُ) بالفتح وبابه نصر. و(أَفكَر) في الشيء و(فَكَّر) فيه بالتشديد و(تَفَكَّر) فيه بمعنى. ورجل (فِكُيرُ) بوزن سكيت كثير التَّفَكًّر."1[1]
من نافل القول أن التفكير هو نشاط ذهني يختص به الانسان دون غيره وعملية عقلية متنوعة تتوزع بين الادراك الذاتي والتأمل والتعقل والوعي وهو في مرتبة أعلى من الاحساس والتخيل والتصور والإدراك والتذكر وفي درجة أدنى من الحدس والعرفان والإشراق والإلهام والبصيرة ولكن من الضروري أن يصاحب تجربة التفكير تخل الارادة ومسارات الفهم والشك والنقد والذكاء والتمييز وما يتطلب ذلك من النفي والإثبات والحذف والإضافة والجمع والطرح.
لكن ما طبيعة التفكير؟ وماذا عن وظائفه وأدواته؟ وهل تعتبر اللغة أحد تلك الأدوات؟ وكيف يتوزع التفكير بين الألفاظ والمعاني؟ وهل العملية الاستدلالية هي نشاط نفسي أم  عملية منطقية؟ وماهي مقدمات الاستدلال والشروط اللازمة له؟ وأين يمكن تنزيل مسألة تجريب التفكير؟
يتميز التفكير في الفلسفة عن الاسطورة والدين والعلم والأدب وذلك بتجرده من الانطباعات الحسية والاعتبارات الفردية وتركيزه على النشاط المضاعف الذي يقوم به العقل وبالأدوات التي يستعملها وخاصة الرموز والمعاني والتصورات اضف الى ذلك قدرته على معالجة الواقع معالجة فعلية من خلال الاستعاضة بالأحداث والمواقف والوضعيات بالذوات والمقاصد والكليات والانتباه الى جواهر الاشياء بدل مظهرها وشبكة العلاقات والبنى بل الشخوص والمؤثرات والصفات. فإذا كانت المعرفة متعلقة بادراك الواقع التجريب فإن التفكير هو مساءلة مستمرة له.
والحق أن التفكير يقوم بعدة اجراءات اهمها المقارنة والتمييز والانتباه والاستنارة واليقظة والاستفاقة والتعميم والتفصيل والتحليل والتفكيك والتركيب والتأليف والتجريد والاستدلال والابتكار والخلق. عندئذ يتناول التفكير الحياة اليومية بالدرس رغم تصادمه معها والإحراجات التي تعترضه ويقترن بنوعية من السلوك تتصف بالحركية والانفتاح والإبداع والتجدد والاستفادة والاستطلاع والتفتيش ويختص بهذه المهمة البشر بما أنهم يتميزون بالعقل بينما الحيوانات تسير وفق مقتضيات الغريزة ولا تفكر البتة ، كما أن الحواسيب الذكية تشتغل بشكل مبرمج وآلي.
يجب التفريق بين توهم التفكير والتفكير الحاذق وبين التفكير الأعوج والتفكير السديد، ويمكن كذلك رصد الاختلاف بين التفكير العامي والتفكير العلمي وبين التفكير الفردي والتفكير الجماعي والانتباه الى الفوارق بين حرية التفكير واتيقا التفكير وبين حق التفكير ومسؤولية المفكر.
اذا دققنا الأمر وانتقلنا من العام الى الخاص سنجد أن الاستدلال هو أكثر التجارب الفكرية شهرة ويتمثل في معالجة مشكلة معينة واستخدام العقل لمعالجتها بطريقة منهجية وفق ترتيب معين. والاستدلال يقوم على ادراك العلاقات بين المقدمات والنتائج واستنتاج الجزئيات من الكليات وذلك باحترام قواعد التفكير وسلامة القالب وتماسك التمشي المنطقي وعدم الوقوع في التناقض. حري بنا ان نميز بين الاستدلال المنطقي والاستدلال الرياضي والتأكيد على يقينية التعريفات وإشكالية القضايا وغموضها وصحة المبرهنات وصلابتها والتحقق من النتائج ومراجعتها. والغريب أن التفكير أثناء الاستدلال العلمي يعثر على حل للمشكل في لمحة فجائية ويثب عليه الجواب بشكل مباغت وأن قدرة العقل على معالجة المشاكل تتزايد باكتساب مهارة الاستدلال. لكن هل يمكن اعتبار عملية تكوين المفاهيم بواسطة التفكير شكل من اشكال الاستدلال الفلسفي؟ وأي مستقبل للتفكير في ظل ثورة علوم الأعصاب؟وما الفرق بين عملية التفكير وتجربة التفكر؟
المرجع:
محمد ابن ابي بكر الرازي، مختار الصحاح. دار الكتب العلمية. بيروت، الطبعة الأولى. 1994.ص.264.
[1]  محمد ابن ابي بكر الرازي، مختار الصحاح. دار الكتب العلمية. بيروت، الطبعة الأولى. 1994.ص.264.

شهيدا قريتيْ دلجا وكرداسة/ أنطوني ولسن

قرية دلجا: الشهيد إسكندر طوس/ حلاق.
قرية كرداسة : الشهيد اللواء نبيل فراج  ضابط شرطة

العالم كله يراقب كل ما يدور على أرض مصر بنوع من التوتر خشية قيام حرب أهلية بين المصريين ، بسبب الأحداث الدامية التي تحدث منذ عزل محمد مرسي .
عندما تم إعلان حكومة مؤقتة ورئاسة مؤقتة ، إستبشر الشعب المصري خيرا ، وشاركهم نفس الشعور كل مهتم بمصر والشعب المصري في جميع أنحاء العالم.
لكن ما يحدث على أرض الواقع جعل الشعب المصري والمتعاطفين معهم ، حولّوا الأستبشار إلى نوع من الخوف والرعب لما يتم عمله في قرى مصر ضد مصريين مسيحيين من بلطجة وتهديدات تصل إلى حد فرض أتوات يدفعونها وهم صاغرون كجزية لحمايتهم . ولا أحد يعرف لحمايتهم ..ممَنْ ؟ والواضح حمايتهم * من البلطجية أنفسهم ومستخدمي الدين من المتأسلمين * بفرض أنفسهم على المسيحيين   كحماة لهم وهم في الحقيقة لصوص ومجرمين ماكان يجب أن يستمروا في فعلهم هذا دون رقيب أو حسيب .
حرقوا المتاجر والصيدليات والبيوت ، وكان من الطبيعي والمتوقع الكنائس وأماكن تجمعات شبات وشباب المسيحيين لإي إجتماعات لدراسة الكتاب المقدس ، وكأن المسيحيون المصريون يجب القضاء عليهم بكل الطرق حتى تتطهر الأرض منهم لأنهم كفار وملاعين وأولاد قردة وخنازير مثل اليهود . ويا داهية دوقي .. خربتوا مصر الله يخرب بيوتكم أيها المتاجرون بأسم الدين والقتلة بأسم الدين والسرقة أيضا تحللونها بأسم الدين .
الأحداث كثيرة ومريرة منذ عصور وعهود وأزمنة  ، والأضطهادات ضد المسيحيين مستمرة دون معرفة السبب  غير أنهم مسيحيون .
العالم رآى السموات السبع مرآى العين عبر التكنولجيا والأختراعات . ورآى عظمة الله فيما خلقه وأوجده . إقتنعت دول وسايرت التقدم . وابتعدت دول مستغفرة راضية بالجهل رافضة لأي تقدم مقتنعين بأنهم خير أمة بحق وحقيقي والمتقدمون سخرهم الله لخدمتهم .. ويا ألف حلاوة " زغرتي يا بهية " العالم المتقدم الله سبحانه وتعالى سخرهم علشانك وعلي شاني، ما هو عارف حكامنا لصوص وحرامية وآفاقين ولا يهمهم لا دنيا ولا دين ، كل همهم النهب والسلب وإستغلال شعوبهم بنشر الجهل مع الفقر والمرض وجعلهم دائما متأخرين . وهذا قدر المصريين أن يكون بينهم ظلمة ومظلومين .
تطلعت الأن على موقع " الأقباط متحدون " وقرأت هذا الخبر :
القرضاوي يهاجم " الطيب " شيخ الأزهر ..
[ نقلت شبكة " سي إن إن " ، أن الشيخ القرضاوي قال " اليوم الجمعة " 20 سبتمبر 2013 ، إن الفساد تفشى في مختلف المؤسسات المصرية ، وفي مقدمتها " الأزهر الشريف " ، في الوقت الذي أكد فيه على أن شيخ الأزهر ، أحمد الطيب ، يتخذ من عمامة المؤسسة الدينية " غطاءً " لمآربه وأغراضه .
وأضاف القرضاوي وقال ، تأكدنا الأن أن الأزهر المجيد من المؤسسات التي يتبغي تطهيرها .. عرفنا أن الفساد قد نخر في كل شيء في مصر ، حتى في مشيخة الأزهر ، التي لم تعد يا شيخ الأزهر تمثلها ، بإنتفاض علماء الأزهر ودعائه ضد ممارساتك ، ولم يبق معك إلا نفر قليل ، ممن عينتهم بنفسك ، فهم صنيعتك ، وعلى شاكلتك . ]
وهذا يؤكد ما نوهت عنه في بداية المقال " * .. من البلطجية أنفسهم ومستخدمي الدين من المتأسلمين * " .
فهاهو الشيخ القرضاوي يقدح فكره من النيل من رجل هو في الواقع سيده وتاج راسه . يا ليته يتذكر حادثة التسمم لبعض من طلبة الأزهر وإتهام إدارة الأزهر بعدم الرعاية الصحية لما يقدمونه من طعام . تبحثون عن خراب مصر وهدم المؤسسة الأسلامية " مشيخة الأزهر الشريف " ، المؤسسة الوحيدة الباقية من مؤسسات الدولة المصرية  . ومع ذلك تؤججون نار الفتنة وتشعلون نار الخراب والدمار للشعب المصري عامة وللمسيحيين منهم على وجه خاص .
كتبنا كثيرا وقلنا أننا لا نزرع الشوك ولكن لا ولن نسير عليه حتى لو ضحينا بأغلى ما نملك الذي هو أرواحنا فداءاً لمصر .
إذا نظرنا إلى أحداث القهر والظلم والتخريب في أماكن متعددة من أرض مصر . نجد أن الكيل قد زاد وطفح وأصبح الأنسان المصري يا إما يقتل ويسحل ويحرق بيته وأهله إن كان مسيحيا ، أو يتم نفس الفعل معه إن كان غير مسيحي ودافع عن المسيحي .
يفعلون هذا للعودة إلى الحكم . لكن لا أظن يوجد مصري مهما إختلف دينه أو مذهبه أو عقيدته عن أي من إخوته المصريين . وقد كان ذلك واضحا في الثورة الثانية ثورة 30 يونيو هذا العام بالخروج الهائل من أبناء وبنات ورجال وسيدات مصر لتفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة لأتخاذ اللازم لتطهير مصر من الوباء الذي أبتليت به . فهل سكت هؤلاء الخونة عن الأستمرار بالعمل على تطبيق المثل البلدي الذي يقول : " فيها لا أخفيها وأجيب التراب وأعميها " .
طبعا " فيها " وجد صدا من جميع طوائف الشعب المصري . أما انه " يجيب التراب ويعميها " فبكل بجاحة وصفاقة بدأ بتحريك البؤر الأخوانية ومن يعضددونهم من التيارات الأسلامية الأخرى .
أشعلوا النيران في قرية " دلجا " التابعة لمركز دير مواس محافظة المنيا حرقوا الكنائس وبيوت المسيحيين . بدأوا في فرض فدية حماية لهم ولبيوتهم وأماكن تجمعهاتهم الدينية ومحلاتهم التجارية .
رضخ الجميع ودفعوا الدية التي يطلبونها غير مفكرين في شيء غير سلامتهم وسلامة بيوتهم ومحلاتهم وطبيعي سلامة أولادهم وعوائلهم .
كل هذا ولم يشبعوا أو يكتفوا بما حصلوا عليه من الناس وازدادوا طمعا وأخذوا يطالبون بالدية على شكل الدفع اليومي ، وطبقوا ذلك على الجميع حتى لو كانوا فقراء يعيشون على الأقل القليل من الرزق ليعتاشوا به وعوائلهم . فهل إكتفي اللصوص والمجرمين بما حصلوا عليه من المقتدرين ويتركون الفقراء لحال سبيلهم ؟؟!!.
بالطبع لا . لم يتركونهم فهجموا على بيوتهم وأحرقوا ما بقي منها ، بعد نهب كل ما بداخلها حتى لو كان " بلاص مش بدوده " .
رجل واحد بالقرية وقف في وجههم ورفض دفع مليما واحدا لهم فهو ليس عنده ما يخاف عليه ويجعله يرضخ لهم ويدفع لهم بعضا من دخله اليومي الذي لا يتعدى جنيهات قليلة يجمعها كل يوم من عمله كحلاق بالقرية .
هذا الحلاق البسيط الذي لا أعرفه ولم يحدث في يوم من الأيام أن ذهبت إلى هذه القرية ، وإنما قرأت عن ذلك الحلاق وعرفت إسمه وشجاعته .
إنه الشهيد إسكندر طوس الحلاق شهيد قرية دلجا .
وكيف أُستشهد هذا البطل الهمام وهو لا يملك سلاحا أو حتى عصا يستطيع أن يدافع بها عن نفسه وعائلته !!.
الحقيقة ذلك الرجل كان يملك ما هو أكثر قوة مما يملكونه هم من مسدسات وبنادق وسيوف وأسلحة بيضاء .
نعم كان أكثر منهم بشجاعته ورفضه الخضوع والخنوع لهم . وبعزة نفس وإباء وقف في وجههم رافضا دفع مليم واحد لهم .
وهنا ظهر جبنهم وخستهم وضعفهم أمام هذا البطل الشجاع فضربوه وألقوا به على الأرض . فلم يصرخ ولم يطلب الرحمة . لكنه بشجاعة نادرة الحدوث رشم الصليب وأسلم جسده ونفسه وروحه إلى إلهه الرب يسوع . إزدادت الركلات والضربات فوق جسده الواهن الصعيف . لكنه لم يتأوه ولم يتوجع مما أغاظهم أكثر وأكثر فذبحوه من الوريد إلى الوريد الأخر دون فصل رأسه عن جسده وربطوا قدميه في جرار وسحلوه ودارو به القرية ليرهبوا الأخرين ، ثم ألقوا بجثمانه الطاهر في وسط الطريق . ولم يجرؤ أحد على الأقتراب نحو الجثمان . ثلاثة أيام مرت وهو على هذا الوضع حتى رأه رجلا مسلما فعمل على دفنه بمقابر الصدقة للمسيحيين الأقباط .
فهل تركه الأوغاد ؟ لا .. لم يتركوه ، لأن الخوف مازال بداخلهم ، فأخرجوا الجثمان مرة أخرى من قبره ليتأكدوا أنه بالفعل قد توفي ومات . والأغرب من هذا أنه حاول البعض منهم إطلاق الرصاص عليه . فمنعهم البعض الأخر .
ننتقل إلى كرداسة وما حدث عندما أرسلت وزارة الداخلية بجنودها وضباطها لوقف الأوغاد الجبناء عند حدهم بالقبض عليهم والوقوف أمامهم وقتالهم .
كان قائد هذه الحملة الشهيد اللواء نبيل عبد المنعم فراج نائب مدير أمن الجيزة .
من ألأشياء الغريبة والموجعة أن الشهيد قبل أن يواجه القتلة خطب ضباطه وجنوده مشجعا لهم بأن يكونوا على أتم إستعداد للشهادة فداء لمصر والشعب المصري ، فكان ردهم مشجعا له معلنا الشهادة في سبيل حماية مصر والشعب المصري . وقد تم إغتيال الشهيد اللواء نبيل عبد المنعم فراج في أول مواجهة له معهم . وهكذا أستشهد بطلا عظيما وجنديا شجاعا إستحق عن جدارة كل ما قدمته الحكومة المصرية والشرطة والقوات المسلحة من توديعه الوداع اللائق به . رحمه الله ويجعله من الشهداء الخالدين ، والصبر والسلوان لأهله وللشعب المصري .
بطلان مصريان واجها الأرهاب بكل شجاعة ونالا الشهادة دفاعا عن الوطن مصر .
بطلان مصريان تم الأحتفال بأحدهم إحتفالا كبيرا حضره جميع رجال الدولة من رئيس وزراء " لسفر رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور " والسادة الوزراء والفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ، وودعت جثمان الفقيد اللواء نبيل عبد المنعم فراج نائب مدير أمن الجيزة جحافل الشعب والشرطة والجيش في إحتفال عسكري مهيب .
البطل الأخر الذي واجه الأرهاب بنفس الشجاعة ورفض في إباء وعظمة المصري المخلص لوطنه الخضوع لهم وتحمل العذاب والإهانة وذبح ذبح الشاة ومُثلَ بجثمانه وترك في وسط الطريق لمدة ثلاثة أيام ولا أحد قادر أن يقترب من جثمانه ، إلى أن جاء مصري مسلم شريف إستطاع أن يعمل على نقل الجثمان ودفنه بمدافن الصدقة للمسيحيين الأقباط . ومع ذلك عاد السفلة اللصوص والقتلة وأخرجوا الجثمان للتشفي فيه والتأكد أنه بالفعل قد مات . بل أن بعضهم أراد أن يطلق على الجثمان الرصاص من الأسلحة التي بأيديهم لولا تدخل البعض الأخر ومنعوهم من إطلاق الرصاص على جسد قد فارق الحياة من قبل أن يدفن .
مع شديد الأسف لم نسمع أو نقرأ من أحد الأعلاميين أو المسؤلين أن هناك من ذهب إلى أسرة البطل الشجاع الشهيد إسكندر طوس / الحلاق ورعاهم ونقل جثمانه إلى مقابر الشهداء سواء بالكنيسة أو مع الجنود الأبطال الشهداء .
ونسأل : حقيقة أن بطل قرية دلجا رجل فقير بسيط مغمور مثله مثل الملايين من المصريين المنسيين والضائعة حقوقهم ومن هذه الحقوق ، الحد الأدنى من حق الحياة . وهو ليس مثل شهيد كرداسة رجل الدولة الذي بدون شك سيتربى أبنائه خير تربية وسيجدون الأبواب مفتوحة أمامهم مع الرعاية الكاملة من الدولة مدى الحياة .
 والسؤال هنا هل في هذا الوضع المأساوي لبطلين ضحى كل منهما بنفسه ليكونا منارة لكل محبي مصر ومثالا يحتزى به ، ويتم الأهتمام بأحدهما في جنازته وعائلته الأحياء ، بينما تم الأهمال في كل من عائلة شهيد دلجا والشهيد نفسه حتى الأن دون رعاية من أحد ؟؟!!.
هذه هي مأساة الشعب المصري الحقيقية منذ زمن بعيد . فهل أن الأوان وتستيقظ  مصر حكومة وشعبا وتعترف بعمق المأساة وتحاول العمل على تقريب الفجوة الكبيرة بين أبناء مصر الفقراء البسطاء ، والأغنياء وأصحاب الجاه ، إن لم يكن في الحياة .. وهو مطلب أساسي وهام ، فعلى الأقل في الأستشاد بشجاعة الفرسان من أجل الوطن مصر .
القضاء على الأرهاب مطلب وطني .
والقضاء على التفرقة بين أبناء مصر لأي سبب من الأسباب الوهمية والمفتعلة ، هو أيضا مطلب وطني لا يقل أهمية عن مطلب القضاء على الأرهاب وخاصة مع شهداء الوطن .
فهل سنجد من سيهتم بهذا الشأن المأساوي الموجع وسبب تأخرنا ؟؟!!.
أترك الأجابة على هذا السؤال للشعب المصري الذي عرف طريق خلاصه .

أسرار الغيوم للشاعر عمر عبدالكريم/ ترجمة جمال جاف


أجهشُ في البُكاء 
لعشقنا 
لأيامنا الماضية 
لوحدتي القاتلة ... 
اجدكِ في انفاسي  
في ليّل المُظلم 
وأسالُ عنكِ 
الاوراق الذلبلة الصفراء 
أقرأُكِ في رحيل الخريف .

نهمسُ مُتضرعين الى عشقنا 
مُرتجفين .  

أجهش في بكاء 
وأحير أمام قارئة كف عجوز 

أغرق في يأسي 
وأنطُ في خيالي 
اتارجحُ في الظلمات 
أبحث عنك في خطوط كفي 
دون جدوى  ، باحثاً عن ملامحُكِ 
لا أسمع غير قَهقَهاتُكِ . 

أجهشُ في البكاء 
في مملكة الإخضرار ... 
كنت أحلمُ بالضياء 
والآن مملكتي مجروحة 
احلم بنبتة حشيش اخضر 
أبحث عنكِ 
بين اشجار السرو 
في عمق الخريف 
عَيناي غيمتا خيال 
لِمطر مجنون .

كقطرة ماء اختفيتي 
فوق التُراب 
غيمةٌ بيضاء انتِ 
قلب يفيض بالعشق 
وانتِ نادمة 
لرحيلُكِ  

المتكلّمُ الدّالُّ في آتٍ على ناصيةِ هوًى- للشاعرة آمال عوّاد رضوان/ علوان السلمان

   العمليّةُ الشعريّةُ انفعالٌ مُغامِرٌ، لخلقِ نصٍّ يَسعى إلى الفهمِ والتكوينِ النفسيّ، مِن خلالِ القدرةِ على التعبيرِ، لخلقِ أنساقٍ مِنَ الانفعالِ، كامنةً في ذاتِ المُنتجِ المُبدع..

شعريّةُ النصّ وفضاءاتُهُ التخييليّةُ تقومُ على أساسٍ جَماليٍّ، قوامُهُ اللمحةُ الفكريّةُ التأمّليّةُ، التي تُشغلُ سطورَها صورٌ شعريّةٌ، تتّخذُ مِنَ المُتضادّاتِ وتشكيللاتِها عوالمَ في بنائِها الشعريّ، مِن أجلِ بناءٍ جَماليٍّ يتّكئُ على مَرجعيّاتٍ، تتمثّلُ في المعارفِ الفكريّةِ والتاريخيّةِ والأسطوريّة..
فضلًا عن الفنونِ الحِسّيّةِ والبَصريّةِ، والّتي تتّخذُ منها مخيّلةُ الشاعر مَنهَلًا، لخلقِ عوالِمِهِ الشّعريّة..
في نصِّ الشاعرة آمال عوّاد رضوان (آتٍ على ناصيةِ هوًى)، التعبيرُ الشعريُّ فيهِ يَبدأ بصيغةِ الضميرِ المُتكلّم، فضلًا عن استنادِهِ على مَرجعيّاتٍ تاريخيّةٍ وتأمّليّةٍ ورمزيّةٍ، باعتبارِها طاقةً تصويريّةً شعريّة، تُسهمُ في تشكيلِ الدلالةِ، وبناءِ المُتخيّلِ الشعريّ، ابتداءً مِنَ العنوان؛ النصّ المُوازي الّذي يُوحي بمخزونِ النصّ، ومِن الدلالةِ الشعريّةِ المُوجَزةِ المُكتنزة، والمَشحونةِ بالديناميّةِ الحركيّة، مِن خلالِ سيطرةِ الجُملةِ الفعليّةِ الممتدّةِ عبْرَ مَقاطع النصّ الشعريّةِ، والّتي تجمَعُها وحدةٌ موضوعيّة..

ما أَضْيقَ حُلمَكِ أُحادِيَّ الغَيْمةِ
يَضوعُ مُطفَأً..
في سَماواتِ فَرَحٍ مُؤَجَّلٍ!

ها قَد تفتّقْتِ نورًا..
ضَلَّ طريقَ خلاصِهِ

الشاعرةُ تُركّزُ في بُنيَتِها النصّيّةِ، على التفاعلِ بينَ النصّ الشعريِّ والرؤيةِ للوجود، عبْرَ مَقطعيّةٍ شعريّةٍ، تَنزعُ فيها الصياغاتُ، تبعًا للحالةِ النفسيّة، لخلْقِ قيمةٍ فنّيّةٍ، مِن خلالِ مُتوالياتٍ خطابيّةٍ، تُشكّلُ لازمَتُها نبرةَ التحوُّلِ والتجاوُز، إذ اشتملَ النصُّ بمَقاطعِهِ على الرؤيا، وعلى المزجِ في البناءِ الفِعليِّ للصورةِ، وعلى صياغةِ الجُملِ ودلالاتِها في مَبنى عضويٍّ، يَحتضنُ صيغةَ المعنى..    

أمِنْ كُوَّةِ تَحَدٍّ.. نُجومُ سَرابِكِ
تَ قَ ا فَ زَ تْ
لتأْفُلَني غَرقًا..
في بُحيْرةِ حَيْرَةٍ؟

الشاعرةُ تقومُ بتوظيفِ المَجازِ، في تشكيلِ بعضِ الصورِ الجزئيّة، والتي تلتحِمُ في وحدةٍ نصّيّةٍ قوامُها السرديّةُ الشعريّة، عبْرَ لغةٍ تَجمَعُ بينَ عوالمِ الواقع، والتخييل، والرؤيا والرؤية..
فضلًا، عن أنّها تمزجُ الذاتَ بالذاتِ الجَمْعِيّ، عبْرَ الضميرِ الّذي هو تكثيفٌ للفاعلِ المُتعدّد، الّذي يَعني تعدُّدَ صوَرِ الفِعل..
أمّا التقطيعُ الكلَميُّ فيَكشفُ عن الحالةِ النفسيّةِ المأزومةِ..
فضلًا، عن أنّهُ يُذكِّرُ بالحركةِ الأدبيّةِ الحِرفيّةِ- lettrisme- الّتي أسّسَها (إيزودور إبسو) بعدَ الحرب العالميّةِ الثانية، والّتي كانتْ تهدفُ إلى تعطيلِ الوظيفةِ التواصليّةِ للّغة..

يا طامَةَ مُروجِ قَلبي الأَخضرَ
ها "مَرْدوك"..
آتٍ على ناصيةِ هوًى..
لِيُطفِئَ عيْنيْكِ المُغمضتيْنِ!
  
آمال رضوان تستفزُّ الذاكرةَ، للبحثِ عن شيفراتِها المعرفيّةِ الّتي تستودعُها في نصِّها الشعريِّ، مِن خلالِ توظيفِها للرّمزِ بصُوَرِهِ المَجازيّةِ والإيحائيّة، لتعميقِ المَعنى الشعريّ، وخلْقِ مَصدرٍ إدهاشيٍّ وتأثيريّ.
فضلًا عن تجسيدِ جَماليّاتِ التشكيلِ الشعريّ، كوْن الرمزِ سمةً أسلوبيّةً، وعنصرًا مِن عناصرِ النصّ الجوهريّة، مِن أجل الارتقاءِ بشعريّتِهِ، وتعميقِ دلالاتِهِ، وشدّةِ تأثيرِهِ في مُتلقّيه..
لذا؛ كان الرمزُ فاعلًا في بناءِ النصّ تركيبيًّا وصُوريًّا وبنائيًّا..
آمال رضوان توظّفُ الرمزَ التاريخيَّ (مردوك)، الّذي هو (كبيرُ آلهةِ قدماء البابليّين وأهَمُّهم.. وقد سمّاهُ أصحابُ السيادةِ (المولى الأعظم)؛ موْلى السماءِ والأرض، وزعموا أنّ قوّتَهُ كانت تكمنُ في حكمتِهِ الّتي كانَ يَستخدمُها)، مِن أجل خلقِ صُورٍ دالّةٍ تُسهمُ في إغناءِ النصّ، وتعميقِهِ فِكريًّا وجَماليًّا، بأسلوبٍ حِواريٍّ مونولوجيٍّ عميقِ الدلالة..

في مَهبِّ بارقةِ صبابةٍ..
أَسرَجَ قناديلَ عماكِ
عاصفةً عمياءَ جائعةً.. لقّمَكِ
شَ قْ قَ لَدُنَكِ المَنفوخَ
عَجَنني بدَمِكِ.. بطَمْيِكِ..
فكانَ تكويني..
نواةَ حياةٍ.. أرْضًا وسماء!
وبقيتِ وحدكِ..
نقطةً في سِجِلِّ الغُرباءِ
تتكَحَّلين بلَهيبِ الفَقدِ المُرّ!

النصُّ يَنزعُ إلى التكثيفِ والاختزالِ عبرَ اللمحةِ الإشاريّة، بسرديّةٍ تُشكّلُ صوَرَهُ الفنيّة، وتُسهمُ في إيصالِ دلالتِهِ، وتوظيفِها شعريًّا..
آمال رضوان تُوظّفُ عوالمَ متباينةً في تشكيلِ مُتخيَلِها الشعريّ، الّذي يَنطلقُ مِنَ الواقعِ المُتّكئِ على الرمزِ والأسطورةِ، ببُعدٍ يُغلّفُ التوليفةَ النصّيّةَ، معَ انسيابِ وتصَنُّعِ انزياحاتِها عبْرَ التداعي، وتقَصّي الجزئيّات، وتنويعِ المَشاهد..
 أمّا سيميائيّةُ تنقيطِ النصّ الصامتِ الّذي تتعطّلُ فيهِ دلالةُ القوْل، بعدَ أن أضفى بُعدًا تشكيليًّا، وفتحَ بابَ التأويل، يَجُرُّ المُستهلِكَ لفكِّ مَغاليقِهِ، كوْنُهُ يَعني بناءَ النصّ على الجدلِ بينَ الصوتِ والصمت، فيُحقّقُ (سمكًا للكتابةِ بينَ اللسانيّ والتشكيليّ)، على حدّ تعبيرِ (دوفران).
وبذا؛ قدّمَت الشاعرةُ آمال عوّاد رضوان نصًّا شِعريًّا، واعيًا بالتزامِهِ قضايا الإنسانِ والغربةِ الذاتيّة، معَ انتماءٍ إلى الحدَثِ المأزومِ، والفارشِ لوَجْدِهِ على خياليّةٍ مُكتنزةٍ بالرمزِ والإشارةِ والإيماءِ والاستعارة، ومدى الدلالةِ وأصالةِ الفكرة..
فضلًا عن استنادِهِ إلى مَرجعيّاتٍ تاريخيّةٍ وفِكريّة، باعتبارِها طاقةً تصويريّةً شعريّة، تُسهمُ في تشكيلِ الدلالةِ، وبناءِ تخييلٍ شعريٍّ ممزوجٍ بالواقع..

آتٍ على ناصِيةِ هوًى
مال عواد رضوان

مَا أَرْحَبَ أَمَلي
في ضَبابٍ.. أَطْفَأتْ قناديلَهُ أَوْهامُكِ!
خَيالُكِ المُجَنَّحُ..
كَم غَافلَ زَماني بِمكرِهِ الشَّفيفِ
غلَّفني بِأَقاليمِ تيهِهِ الكَفيفِ
وَقَلَّمَ بِفَكَّيْ مِقراضِهِ.. آتيًا شاغِرًا منّي!

نَبْضُ دَهائِكِ.. لاكَهُ سِحْرُ فُجورِكِ
تَرَبّصَ بِخُطَى ريحي السَّافرَةِ..
يَجُزُّ ضَوْئي مِنْ أَعماقي!

لِمَ أَحْداقُ جنانِكِ الواهِيَةُ..
شَخُصَتْ بأَذيالِ مَطافٍ مُؤَلَّهٍ
وَفي مَرافِئِ نَميمَةٍ..
احْتَضَرَ ضَوْؤُكِ الكافِرُ بي!

"تَ يَا مَات"
أمِنْ كُوَّةِ تَحَدٍّ.. نُجومُ سَرابِكِ
تَ قَ ا فَ زَ تْ
لتأْفُلَني غَرقًا..
في بُحيْرةِ حَيْرَةٍ؟
آآآآآآهٍ ..
ما أَضْيقَ حُلمَكِ أُحادِيَّ الغَيْمةِ
يَضوعُ مُطفَأً..
في سَماواتِ فَرَحٍ مُؤَجَّلٍ!

ها قَد تفتّقْتِ نورًا..
ضَلَّ طريقَ خلاصِهِ
حينما دَغْدَغْتِ رَغوةَ غمامةٍ..
تلاشَتْ في السُّيولِ
وما أَجْداكِ تضميدُ انْكساراتِكِ المُتّكِئةِ على غيمةٍ
بل.. وَتسلّلْتِ..
تشُدُّكِ سُدودُ الطّوفانِ جِهةَ الغيمِ
طَمَسَتِ السُّيولُ السُّدودَ
وانْدَلَقْتِ وَهْمًا مُتعجرِفًا!

يا طامَةَ مُروجِ قَلبي الأَخضرَ
ها "مَرْدوك"..
آتٍ على ناصيةِ هوًى..
لِيُطفِئَ عيْنيْكِ المُغمضتيْنِ!

في مَهبِّ بارقةِ صبابةٍ..
أَسرَجَ قناديلَ عماكِ
عاصفةً عمياءَ جائعةً.. لقّمَكِ
شَ قْ قَ لَدُنَكِ المَنفوخَ
عَجَنني بدَمِكِ.. بطَمْيِكِ..
فكانَ تكويني..
نواةَ حياةٍ.. أرْضًا وسماء!
وبقيتِ وحدكِ..
نقطةً في سِجِلِّ الغُرباءِ
تتكَحَّلين بلَهيبِ الفَقدِ المُرّ! 

نحو انتخابات السلطات المحلية/ شاكر فريد حسن

مجتمعنا العربي منشغل هذه الأيام بالانتخابات المحلية ، التي ستجري في الثاني والعشرين من شهر تشرين أول القادم . وتبدو صورة المنافسة الانتخابية على أشدها، وهنالك غليان وحراك شعبي واسع في بعض الأماكن ، بعد ان انتهى تقديم الترشيحات للرئاسة والعضوية ، واقترب موعد اجراء هذه الانتخابات .
وكما في انتخابات تزينت الشوارع والجدران العامة بصور المرشحين للرئاسة ، وكثرت الاعلانات والبيانات الانتخابية التي تحفل بشعارات لا رصيد لها . وتشهد المقرات الانتخابية الاجتماعات واللقاءات والنقاشات ، وأصبح الكل يتغنى بـ "التغيير " ، هذا الشعار الذي عم وطم ، وغدا كالمغناطيس لجذب الناس للتصويت ، وحتى الذين كان لهم دور اساسي في نمو وتفشي الفساد والمحسوبية في مجالسنا العربية يرفعون ايضاً شعار" التغيير" دون اي ذرة خجل ..!
ما يميز هذه الانتخابات هو الاصطفاف والاستقطاب العائلي والعشائري والطائفي ، وتهميش دور المرأة وعدم تخصيص اماكن مضمونة لها ، عدا عن غياب الطروحات السياسية والايديولوجية، وتهافت غير عادي وغير مسبوق على رئاسة السلطة المحلية ، حتى صار المرشح على استعداد للتحالف وعقد الصفقات  مع الشياطين لأجل تحقيق الفوز والجلوس على الكرسي ..!
اللافت للنظر ان مجتمعنا  يمر في أزمة عميقة ، اجتماعية وسياسية وفكرية وأخلاقية ونفسية ، وغارق حتى أذنيه في وحل العائلية ، وهذه الازمة تجد تعبيراً وتجسيداً لها في التفكك الاجتماعي ، والتقاطب الفئوي ، والعنف المستشري كالهشيم داخل كينونتنا ، فضلاً عن الرياء والنفاق والدجل والكذب والعهر السياسي والوعود المعسولة والانتهازية والابتزاز الرخيص ، ناهيك عن الانحدار الرهيب والمقلق في تراجع الخطاب السياسي الحزبي ونكوص الحزبية ، حيث ان الأحزاب والتنظيمات والتشكيلات السياسية التقدمية لم تعد تقوم بدورها الحقيقي بشكل فعال في محاربة العائلية والطائفية ، بل في كثير من الاحيان تغذيها وتعززها بهدف الكسب الانتخابي ، اضافة الى أن المثقفين والنخب الطليعية "الانتلجنسيا" لا يقومون بالدور المنوط بهم بشكل ثوري طليعي لاعتبارات كثيرة ، والكثير من مثقفينا وأكاديميينا يقفون على رأس القوائم العائلية ..!
ان قرانا ومدننا ومجالسنا المحلية العربية بحاجة لقيادات واعية وصاحبة رؤية مهنية وادارية ووطنية واضحة ، تحارب العائلية وتوطد اللحمة الداخلية ، وتعمق وتؤصل للمشروع الوحدوي حفاظاً على النسيج الاجتماعي ، وتتصدى للشرذمة والتفرقة والفساد والمحسوبيات والتمييز وكل الأشكال والمظاهر السلبية ، وتخطط لمشاريع المستقبل وتعمل على تنفيذها ، وتعزز الثقة بين الاهالي والسلطة المحلية من خلال اشراك الناس في التخطيط والتنفيذ ، وتطوير قرانا ومدننا وفق اسلوب عصري وحضاري منهجي .
لقد آن الاوان لكي نفهم قواعد وأسس اللعبة الانتخابية لتكن منافسة ديمقراطية وحضارية نزيهة وشريفة ، بعيداً عن الضغوطات والفرقة والتمزق الطائفي والعائلي المقيت  ،ويجب ادانة ورفض كل  ألوان وصنوف العنف السياسي والفكري ، التي ترافق عادة انتخابات السلطات المحلية، وعلى خلفيتها مثل اطلاق الرصاص على مرشحين ونشطاء سياسيين واجتماعيين ، وتمزيق صور المرشحين . فليتنافس المتنافسون ، ولنقبل بنتيجة الحسم الديمقراطي .  ولا شك أن ثمة حاجة وضرورة ماسة لتحصين مجتمعنا وشبابنا الناهض من الآفات والأمراض الاجتماعية والانتخابية ، والعمل على بث رسالة الخير والتسامح ورحابة الصدر والانفتاح واحترام الرأي الآخر خلال هذه الانتخابات ، لكي نبني ونشيد مستقبلاً أفضل لنا ولأبنائنا ومجتمعنا وقرانا ومدننا ، ونجتاز الأزمة الراهنة التي نمر بها ،  وإن غداً لناظره قريب .

ثالوث الكوابيس الأمريكية/ د. مصطفى يوسف اللداوي

إسرائيل ومنابع النفط والإرهاب، ثلاثة كوابيس تلاحق الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتربك سياستها، وتضغط على إدارتها، وتسبب لها أزماتٍ وتحدياتٍ كثيرة ومتجددة، وتكلفها الكثير من الجهود والنفقات، وتضغط على ميزانيتها، وترهق دافعي الضريبة من مواطنيها، وتؤثر على سياستها، وتنعكس آثارها على مختلف جوانب الحياة فيها، وتمتد تداعياتها إلى مناطق النفوذ وأطراف التحالف، ولهذا فهي تسعى بكل جهودها للسيطرة عليها، وإيجادِ حلولٍ لها، بمفردها أو بالتعاون مع غيرها من الحلفاء أو أصحاب الشأن، ما يستغرق وقتها، ويأخذ جهدها، ويستنزف طاقتها، وهي على ذلك مجبرة وغير مخيرة.
إنها أزماتٌ متوارثة، يعاني منها الجمهوريون والديمقراطيون، العسكريون والسياسيون، الإداريون والتشريعيون، المسؤولون والمواطنون، ويتولى الجيش والمخابرات مع الرئاسة والإدارة التعامل معها، وينشغل فيها المفكرون والاستراتيجيون، والخبراء والمختصون، فيضعون الخطط والأفكار، ويقترحون على الإدارة مشاريع عمل، وتصورات مستقبلية، لضمان الوصول إلى أفضل النتائج فيها، لأنها تساهم بشكلٍ كبير في رسم استراتيجية الولايات المتحدة، وتلعب دوراً كبيراً في بناء علاقاتها، وتشكيل أحلافها، واستشراف مستقبلها، فضلاً عن وجود لوبيات الضغط الكبرى، التي تمارس ضغوطها على الإدارة لتتبنى مشاريعها، وتؤمن بمخططاتها، وتعمل على تذليل العقبات أمامها، وهي ليست جماعات ضغطٍ سياسية فقط، بل إن التكتلات الاقتصادية، والتجمعات التجارية قد تفوق الأولى وتهيمن عليها.
أما إسرائيل فهي الحليف الأقوى والأهم للولايات المتحدة، وهي القاسم المشترك للجمهوريين والديمقراطيين، وهي مطلب الشعب، وهَمُ جماعات الضغط والقوى السياسية، وعليها تتفق السياسة الأمريكية قديماً وحديثاً، في أن تكون إسرائيل الدولة الأقوى في المنطقة، والأكثر تفوقاً وتطوراً، وأن تشملها مظلة الحماية الأمريكية، فلا تتعرض للخطر، ولا تعاني من أزمة، ولا تشكو من مشكلة، ولا تترك وحدها، ولا يتخلى عنها الحلفاء ولا المناصرون، بل يقفون معها ويساندونها، ويؤيدونها في الحرب والسلام، وفي السياسة والاقتصاد، فلا يسمحون لدولةٍ بأن تهددهم، ولا لتنظيمٍ بأن يقض مضاجهم، ولا يقبلون لمؤسسةٍ دولية أن تصوت ضدهم، أو أن تدين سياستهم، أو أن تعترض على ممارساتهم، أو أن تؤيد أعداءهم، أو تقف إلى جانب خصومهم، وهو عهدٌ وتقليدٌ أعمى تتوارثه الإدارات الأمريكية، وتلتزم به ولا تحيد عنه.
أما من يفكر من الإدارة الأمريكية بالتخلي عن إسرائيل، أو تهديدها والضغط عليها، أو تقليص الدعم المقدم لها، أو مساعدة أعدائها، فإن مصيره الرحيل، وعليه تحل اللعنة والشتائم، وتفبرك أو تخلق له الفضائح والمخالفات، المالية والجنسية والسلوكية، الشخصية والعائلية، ليتعلم هو وغيره ألا يحيد عن الدرب، أو يتخلى عن الهدف، أو يفكر بأن يكون منصفاً عادلاً غير مناصرٍ للظلم أو مؤيدٍ للاعتداء، فهم مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة، رغم أنها لم تكن يوماً إلا ظالمة.
أما النفط فهو قلق الإدارة الأمريكية الدائم، وهاجس الشركات العملاقة، وأصحاب الرساميل الضخمة، ممن يستثمرون في الطاقة ومختلف قطاعات الإنتاج، فهو يقلقهم لندرته القادمة، ولتناقصه المستمر، وتراجع فرص إيجاد المزيد من الحقول الواعدة، في ظل الحاجات العالمية المتزايدة له، خاصة من قبل المنافسين الصناعيين الكبار في أوروبا والصين واليابان.
وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية دائماً مهمومة لجهة السيطرة على منابع النفط العالمية، وبسط نفوذها على الدول المنتجة له، ونشر قواعدها العسكرية فيها، لئلا تفكر يوماً في التغيير، أو تستخدم ما في جوفها لممارسة الضغط، ولعل الكثير من الدول المنتجة له، وخاصة العربية منها، تخضع للإدارة الأمريكية، وتسلم لها بتأمين مصادر النفط والغاز، وتقبل بوصايتها عليها، وتوافق على نشر قواعدها العسكرية فيها، لأنها تعتقد أنها تحميها وتؤمن مستقبلها، وأن تضمن بقاءها وتحول دون تفكير آخرين بالاعتداء عليها، أو ممارسة ضغوطٍ على قيادتها، ومع ذلك فإن مستقبل النفط يشكل هاجساً استراتيجياً أمريكياً، ويجبرها على أن تكون سياستها أولاً لخدمة هذا الهدف والحفاظ عليه، وقد تخوض الحروب من أجله، أو تهدد بشنها لضمان امتلاكه، وعدم فقدانه.
أما الإرهاب بكافة أشكاله فهو الهاجس الثالث الذي تدعيه الإدارة الأمريكية، وتعلن دوماً أنها ضده، وأنها تحاربه، وفي سبيل مواجهته تبني التحالفات، وتعقد الاجتماعات، وتنسق بين الدول ومختلف الأجهزة الأمنية، وقد تعتدي على سيادة دولٍ، وقد تسقط أنظمة وحكومات، وتجبر غيرها على اتباع سياستها، وتنفيذ مخططاتها، وتطبيق تعليماتها، لجهة التضييق على المواطنين ومحاسبتهم.
وتعاقب أفراداً بعينهم، تتهمهم وتقتلهم، وتغير عليهم بغير استئذانٍ من حكوماتهم، أو بعلمهم ورغماً عنهم، فما أبقت على دولةٍ لم تقتل فيها، ولم تعتدِ على مواطنيها، وقد بنت لها في كثيرٍ منها سجوناً ومعتقلاتٍ سرية، زجت فيها مخالفةً لكل الأعراف الشرعية، بالمئات من مواطني ورعايا الدول الأجنبية، وفيها تمارس ضدهم كل أشكال التعذيب والإهانة والإساءة، غير مبالية بقوانين أو بحقوق الإنسان.
الثالوث الذي يقلق الولايات المتحدة الأمريكية ثالوثٌ ظالم، يضر بنا ويعتدي علينا، فهو يسرق خيراتنا، ويعتدي على حقوقنا، ويحرم أجيالنا ومواطنينا من التمتع بما أنعم الله به علينا وعلى بلادنا، إذ يسرقون نفطنا، وما أفاء الله به علينا، ثم يستخدمونه ضدنا، لإرغامنا وإذلالنا، ولإلحاقنا بها، وإجبارنا على اتباع سياساتها، والقبول بتوجيهاتها.
وهي تناصر الكيان الصهيوني الغاصب المحتل، وتؤيده في ظلمه، وتزيده في غيه، وتزوده بكل سلاحٍ ليقتلنا ويبطش بنا، ولا تفكر يوماً بالانتصار للحق، والوقوف إلى جانب المظلوم، رغم أنها ترى نتائج دعمها، وعواقب مساندتها، إمعاناً في الظلم، واستزادة في الغصب والمصادرة، وإصراراً على العناد والمكابرة.
أما الإرهاب الذي هو ثالث الثلاثة، فإن أمريكا هي التي صنعته، وهي التي تتولى كبره، وتقود جماعاته، وهي التي تمارسه بنفسها، وتنفذه بأدواتها، وتصدره عبر عملائها، وتوجهه أجهزتها، وتحركه حيث تريد، فتقتل وتفجر، وتخرب وتدمر، وتعتدي وتخترق وتخالف، ثم تدعي على الضعفاء، وتتهم الأبرياء، وتعاقب المسالمين وأصحاب الحقوق، وتدعي وأيديها ملطخة بكل الدماء أنها مظلومة ومستهدفة، وأنها تعاني من الإرهاب وتقاسي من ويلاته، وما عرفت أنها الشر المطلق، وأنها وثالوثها شيطانٌ مريد، وحلفٌ أعمى.

انتخابات الناصرة: رامز جرايسي متهم باستمرار الاستيطان؟/ نبيل عودة

من الطبيعي جدا ان كلامي عن انتخابات بلدية الناصرة وقع على بعض الآذان او العيون ( التي تقرا) بتنوع كبير بين القبول والرفض. ما زلت على قناعة ان ترشيح حنين زعبي هو مكسب حضاري لمجمل اهل الناصرة، ليس بسبب انتمائها الحزبي، انما الأهم انها تمثل جيلا وطنيا ، حضاريا  وكونها امرأة اعطاها مميزا انسانيا اضافيا في واقع نفي المرأة وحجبها عن المشار كة بوزنها النوعي في اقرار مستقبل شعبنا  عامة ومدينة الناصرة على وجه التحديد.
ما اراه بلا جدوى هو اسلوب البحث عن اتهامات غير مجدية لادارة البلدية ورئيسها رامز جرايسي تحديدا. هذا يشوه الصورة ويؤذي مروجي التهم التي لا اساس لها.
لا اكتب دفاعا عن نهج سياسي وتنظيم سياسي ، الجبهة في حالتنا. انما اكتب عن رؤية متجردة من اي حساسية سياسية وتنظيمية، بنظرة واقعية للإيجابيات ، عدم تجاهل السلبيات التي لم اوفر نقدي لها  ولا اتهاون حول سلبيتها التي تنعكس بمرارة وغضب على مواقف الكثير من المواطنين من ادارة بلدية الناصرة عامة ورئيسها كذلك..
لكننا نملك اهم ما وصلت اليه المادة من تطور: العقل.
ان الفحص العقلاني لمسيرة النهضة النصراوية ، رغم كل ما يمكن ان يوجه لها من نقد صحيح، هي بالتلخيص الأخير مسيرة تطوير حضارية انقذت الناصرة من براثن ابقائها قرية محاصرة، مدينة مضغوطة  تعاني من ارتباك شامل في مختلف نواحي الحياة.
شعارت مثل "نحن البديل" و"قيادة للتغيير" واعتماد الصور الضخمة،  لا تخاطب عقلنا الواعي.. ربما تخاطب احاسيسنا، قد يكون رد فعلنا سلبيا للغاية او اقل سلبية، او فقدان لأي رد فعل  سلبي او ايجابي،  من منطلق بسيط ان المسالة مجردة من أي مضمون عيني او طرح رؤية لمستقبل نصراوي، او فهم دور بلدية الناصرة ، ليس كادارة سلطة محلية فقط، انما كوجه سياسي ، وجه وطني، وجه حضاري ووجه تمثيلي لأهم مدينة عربية في اسرائيل.
نعم الوجه التمثيلي لمدينة الناصرة يلعب هنا دورا هاما ولا اريد ان اقول حاسما رغم صحة ذلك ايضا.المرشح الذي لا يعرف كيف يستوعب هذا الدور انصحه بالانطواء والاختفاء.
سأتهم كالعادة، وهذا جرى ايضا في الانتخابات السابقة أني بوق للجبهة، اقول بوضوح ان مؤسسات الجبهة (القطرية ، المحلية وحزبها الشيوعي) لا تتعامل معي اطلاقا ، بل تقاطعني وتقاطع كل ما اكتب. حتى لو كان لصالحها. لا تتحمل النقاش، وترفض تعددية الفكر ، بل ترفض كل رأي لا يكرر بببغاوية مواقف قيادات حزبها. لكن هذا لن يجعلني اتعامى عن حقائق ملموسة ونهج بلدي أثبت انه لا يوفر جهدا في رفع شان مدينتي وتطويرها.
 في معركة الانتخابات السابقة استهجن بعض جبهويي الناصرة وزملاء مثقفين من الناصرة وخارجها مقاطعة موقع  الجبهة واعلام الحزب الشيوعي  لمقالاتي رغم اني ، حسب شهادتهم على الأقل،  قدمت افضل مرافعات دفاعية وتسويقية  لقائمة الجبهة ومرشحها رامز جرايسي. لم تنشر مقالاتي الثلاثة السابقة أيضا في مواقع الجبهة او وسائل اعلامها، لا يهمني الأمر وهو يثبت سلبيات المفاهيم التي تضر بالجبهة وتلحق الأذى بجوهرها، كتحالف غير حزبي اولا،  تنظيم مدني لمجتمع يعاني من الاضطهاد بغض النظر عن الانتماء السياسي، حركة توحد قوى متعددة الانتماءات والأراء يوحدها مبدأ اساسي، تطوير الخدمات البلدية بكل مركباتها، مواجهة سياسات السلطة التمييزية وهذه المحاور توحدنا.
 ان العديد من الانجازات تحققت بفعل التخطيط العلمي لادارة البلدية  بإصرار لا يعرف اليأس،  كذلك تطوير استراتيجية رؤية بلدية لناصرة سنوات القرن الحادي والعشرين رغم كل المعوقات التي تبدو مستحيلة على الحل.
من هنا اقول بوضوح وبدون فذلكة، ان المنافسة العقلانية ، هي ما آمل ان تسود  بين القوائم  المتنافسة، يجب الا تلجأ الى الكذب حول المنجزات ، الكذبة قوية ساعة اطلاقها، لها مفعول "البوميرانج" تعود بقوة سلبية على مطلقها.. (في التسويق الاجتماعي، يحدث تأثير بوميرانج نتيجة محاولة تغيير الموقف. إذا قام البعض بعمل محاولة قوية لتغيير الموقف المحتمل تجاه موضوع ما، يتعارض الموقف المحتمل مع استجابة لها نفس الدرجة من المساواة، حتى إذا كان الموقف المحتمل يحمل موقفًا ضعيفًا تجاه الموضوع، قبل المواجهة – هذا ما يشرحه لنا علم النفس الاجتماعي عن التصرفات المنفلتة من تحكم العقل) .
تريدون الفوز؟ قدموا حلولا افضل، قدموا رؤية اكثر ثورية من الادارة الحالية، اطرحوا رؤية تقول انكم ستشكلون قوة دفع وحدوية في مواجهة سياسات السلطة. صدقوني بهذا الأسلوب ستكسبون أكثر.
لا بد لي من كلمة الى المرشحة حنين زعبي.
احترم نشاطك وعقلانيتك التي برزت في مؤتمرك الصحفي حيث اعلنت ترشيح نفسك. انت مكسب للناصرة وللمرأة العربية، اقول هذا بقناعة، لكن لا تتورطي باتهام ادارة البلدية بالمسؤولية عن بقاء واقع يتشكل بكل سلبياته نتيجة سياسات تمييزية تمارسها السلطة، ربما حقا يمكن العمل أكثر.. لكن الكثير من الحلول تبقى حبرا على ورق بغياب الميزانيات المناسبة او شحتها. ارى انك قوة هامة غيرت المعادلة الانتخابية في الناصرة. لا تقامري بهذا الانجاز الكبير والهام والأكثر ضرورية في واقع الناصرة اليوم. 
حسب منوال الاتهامات العشوائية غير المدروسة ، التي تجهل حقائق الواقع، قد يلجأ البعض لاتهام رامز جرايسي بالمسؤولية عن استمرار الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية..او ربما بافشال المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.. لا تجعلوا من الدعاية الانتخابية تهريجا دعائيا  ومهزلة من المواطنين... كفانا ما نشاهده من مهازل. المواطن النصراوي اجتاز تجربة كبيرة مع السابقين لكم:  يرى، يقرأ، يسمع ويبتسم.  اذا كان ظن البعض ان الشعار هو البرنامج، لياتي الي انا خبير في صياغة شعارات لغوية أجمل واقوى رنينا في الآذان مما نشر حتى اليوم.
 لكني لا اعمل مجانا!!

nabiloudeh@gmail.com

تفاهة الإعلام .. وتسجيلات اليوم السابع/ مجدى نجيب وهبة

** اللهم إرحمنا من تفاهة هذا الإعلام ، وتسجيلات جريدة اليوم السابع .. اللهم إحمى عقولنا وثبت أفكارنا ، وحافظ على فلذات أكبادنا .. فأنت ياالله أرحم الراحمين !!..
** هذا الدعاء أظل أردده منذ أن إنطلقت كل المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية لتزف لنا خبر نشر بجريدة "اليوم السابع" ، وهو نص التسجيلات الصوتية للرئيس "محمد حسنى مبارك" .. وبدأنا نسمع عناوين صاخبة "إنفراد .. تن تررارن تن تن .. مفاجأة!!!! .. لأول مرة ، المحامى الكبير فريد الديب أبلغ رئيس تحرير اليوم السابع بموافقة موكله على النشر" .. الأستاذة "رانيا بدوى" مقدمة برنامج "فى الميدان" على قناة التحرير فى إتصال هاتفى بالسيد رئيس التحرير التنفيذى "أكرم القصاص"  وهى تسأله فى لهفة ورعب عن كيفية الحصول على هذه التسجيلات الخطيرة ، وهل هناك إعتراض من الرئيس شخصيا .. وإذا كان هناك ، هل سيرفع الأستاذ "فريد الديب" دعوى ضد الصحيفة لعدم حصولها على موافقة الرئيس على النشر .. وهل ؟ .. وهل ؟ .. وهل ؟ .. وكيف تلقيتم خبر هذه التسجيلات ..
** يبدو فى هذه الصورة أن الأستاذ "أكرم القصاص" بدأ يعتدل فى جلسته فوق المكتب ، ويستعد للرد على العديد من برامج التوك شو الإعلامية ، ووكالات الأنباء المحلية والعالمية .. ويأتى رد الأستاذ أكرم القصاص على الإعلامية رانيا بدوى والتى تبدو من خلال الشاشة الصغيرة ، وقد حصلت على أسرار الحرب العالمية الثالثة القادمة ، وتستمع للرد .. نعم لقد حصلنا على هذا السبق الإعلامى وقد أذاعنا الحلقة الأولى والثانية من التسجيلات ، ونحن فى طريقنا لإذاعة الحلقة الثالثة .. ثم بعد ذلك سيتم تجميع كل هذه التسجيلات وإعادة نشرها مرة أخرى ..
** وتعود الأستاذ "رانيا بدوى" .. ولكنك لم تجب على أسئلتى يا أستاذ أكرم .. "صمت قليلا" .. مع موسيقى درامية ويأتى صوت الأستاذ "أكرم" .. "نعم يا أستاذة رانيا ، نحن حصلنا على موافقة ضمنية بالنشر لعدم إعتراض الرئيس مبارك على نشر الحلقة الأولى والثانية من التسجيلات .. فيتهلل وجه الأستاذة رانيا بدوى وتظل تقدم عبارات تحضيرية للمشاهد حتى يستعد لسماع هذا المقطع من التسجيل الصوتى ..
** ويبدأ المشاهد فى حبس أنفاسه .. ومن يريد أن يذهب إلى الـ "w.c" أو يأكل سندوتش أو يضع أمامه زجاجة مياة مثلجة ، وهو يتابع البرنامج ، أو يعمل لنفسه كوب من الشاى الساخن لمتابعة التسجيلات .. حتى لا يضطر إلى ترك مجلسه أمام الشاشة الصغيرة لحظة واحدة ..
** وتأتى اللحظة الفارقة فى تاريخ الأمة المصرية .. لتنطلق تسجيلات الرئيس "محمد حسنى مبارك" ، والتى تبدو أنها دردشة بينه وبين أخرين ، بدون علم الرئيس .. لأن الحوار يأتى عفويا دون التفكير فى إختيار الألفاظ والمعانى ..
** هذا المشهد الذى أتحدث عنه .. يتكرر فى كل القنوات بنفس الطريقة ، ونفس الأسئلة ، ولأن الموضوع خطير جدا .. فقد ظل الإتصال فقط بالسيد رئيس التحرير التنفيذى دون أن يجرؤ أحد على الإتصال بالأخ "خالد صلاح" ، رئيس تحرير  اليوم السابع .. الذى خرج علينا شخصيا مساء أمس فى برنامجه "أخر النهار" على قناة النهار ليقدم نفسه أنه شخصيا هو الأستاذ "خالد صلاح" صاحب هذه الجريدة التى فجرت إختراع تسجيل صوت الرئيس محمد حسنى مبارك .. بل أنه وعد مشاهديه بقنبلة يقدمها للمشاهد باكرا ، أقصد "اليوم" .. وهو يقدم لهم هذا الصحفى المعجزة الذى إستطاع الحصول على هذه التسجيلات ..
** هكذا إنشغل الرأى العام بقصة التسجيلات التى سجلها الطبيب الخاص بالرئيس خلسة دون علمه ..
** هكذا ترك الإعلام أهم قضايا الوطن وتسليط الضوء على مشاكل مصر فى ظل حكومة "لا ترى .. لا تتكلم .. لا تسمع" ، تجرجرنا مرة أخرى للعودة لسيناريو ما بعد 25 يناير ..
** تركنا مشاكل الوطن والحرب الطاحنة التى تدور أحداثها فى سيناء بين الجيش المصرى وقوى الظلام والإرهاب وأبناء عشيرة الإرهابى المعزول محمد مرسى العياط ..
** تركنا كيفية مواجهة الجيش والشرطة للإرهابيين فى قرية "دلجا" بمحافظة المنيا ، وهل تم القضاء على هذه البؤر الإرهابية ، أم أن الحملة لم تحقق أهدافها وقبض على بعض الصبية والمتسولين ، وتركنا عناصر الإرهاب تختفى عن الأنظار قليلا ، وبمجرد رحيل الحملة يعاودون نشاطهم الإجرامى ضد الأقباط ..
** تركنا كل مشاكل الوطن التى إندلعت فوق صفيح ساخن لنتناول تسجيلات الرئيس محمد حسنى مبارك ..
** أقول ذلك ليس تقليلا من شأن الرئيس فيما قاله والجميع لا يعلم أنه سبق أن قيل الكثير منه فى التحقيقات السابقة والجارية ، وإنه ليس بجديد على الساحة .. فليس بجديد أن قطر تتآمر ضد مصر ، وليس بجديد أن السعودية عرضت 6 مليار دولار للإفراج عن الرئيس محمد حسنى مبارك ، وعدم تعرضه للإهانات التى رفضتها كل الدول العربية وليس السعودية فقط .. ولكن المشير ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوى ، رفض هذا الطلب وخاف من حفنة من المتشرذمين لا تتعدى 50 ألف فرد ، وهم كوكتيل من 6 إبريل والإشتراكيين الثوريين ، وحزب الغد ، وحزب الوفد ، والوطنية للتغيير ، وجماعة الإخوان المسلمين .. وبعض الأحزاب الكارتونية الهشة التى لا تتعدى عدد أفرادها عن ثلاثة أفراد ..
** نعم .. رفض المشير طنطاوى الإفراج عن مبارك أو حتى حمايته من البهدلة والمسخرة التى تعرض لها هو وأسرته ، وكان يمكن أن يتم إستبعاد الرئيس السابق مبارك هو وأسرته .. ولكن كان هناك مخطط لإرضاء الإخوان الذين فعلوا بمبارك وأسرته ما لم يفعله اشد أعداء مصر ..
** وتأتى عدالة السماء لتضع كل هذه الكلاب والخونة داخل السجون ليزيقوا من نفس الكأس الذى حاولوا أن يذيقوه لمبارك ..
** مبارك فى حواره لم يقدم جديد .. وكان الرئيس يتسامر مع أحد مرافقيه من الأطباء .. هذا الرئيس الذى تتلهف القنوات الإعلامية على نشر هذه المقاطع المسجلة ، وتزهو صحيفة اليوم السابع بهذا الإنفراد ..
** وإذا كانت كل هذه القنوات تتلهف الأن وتتصارع على نشر ما أسمته بالسبق الصحفى .. أو بالإنفراد .. فلماذا كل هؤلاء رفضوا إذاعة حديث مبارك أو خطابه الذى حاول أن يلقيه على الشعب قبل قرار تنحيه عن السلطة الذى أجبر عليه .. وإضطر مبارك إلى إلقاء كلمته بأحد القنوات العربية "MBC" العربية .. والتى كانت صادرة من قلب رجل شجاع رفض أن يترك مصر ويهرب ، بل أعلن وقال "سوف أظل فى مصر وأموت وأدفن فى ترابها" .. وللأسف بعد تلك الكلمات تسابقت القنوات المصرية وبعض من يقولوا على أنفسهم إعلاميين فى السخرية من كلمات الرئيس ، وأولهم الأخ "خالد صلاح" ، و"مجدى الجلاد" ، و"وائل الإبراشى" ، و"فريدة الشوباشى" ، و"جمال فهمى" ، و"مصطفى بكرى" ، و"حمدى الفخرانى" ، و"محمود سعد" ، و"هالة سرحان" ، و"منى الشاذلى" ، و"ريم ماجد" ، و"يسرى فودة" ، و"عمرو أديب" .. والكثير والكثير جدا ، مما يتشدقون بحديث مبارك الأن .. كل هؤلاء لهم يد كبيرة .. فما حدث لمصر حتى الأن ، ومهما فعلوا .. فستظل جرائمهم تطاردهم مهما حاولوا إخفائها ..
** أقول كل ذلك .. ليس دفاعا عن مبارك ، ولكن كنت أكثر الكتاب الذين هاجموا النظام فى قمة عنفوانه ، ولكن عندما سقط النظام ، كنت أرى أن مصر تسقط وليس مبارك .. ولذلك مازلت أقول وسوف أظل أردد أن 25 يناير هى أكبر نكسة ومؤامرة تعرضت لها مصر منذ العدوان الثلاثى ونكسة يونيو 67 .. والدليل أن كل رموز الإخوان وأعضاء الجماعة ، أو بالأدق العصابة التى قبض عليها بزعامة المضلل العام محمد بديع ، والقرصان "خيرت الشاطر" ، والجاسوس أبو صباع "مرسى العياط" يناشدون العالم وأبناء عشيرتهم بالمحافظة على ثورة 25 يناير المجيدة .. بل أن البعض يحلو لهم أن يقولوا أن الثورة سرقت منهم ، ويظلوا يدافعون عن نظرية السرقة حتى إقتنعوا هم أنفسهم بالفعل أن الثورة سرقت .. وأتساءل أى ثورة ؟ .. ألا تخجلون من أنفسكم ؟ .. ألا تستحون من إعادة المشهد عندما كان يحتضن هؤلاء الإخوان المسلمين ، وجماعة 6 إبريل ، وأحزاب كثيرة تسير على نفس نهج الإخوان ويجلسون على نفس المائدة .. وفديين على إشتراكيين على أحرار على حركات ثورية ، مع القياديين بجماعة الإخوان المسلمين ، الأخ "عصام العريان" ، و"محمد البلتاجى" ، و"صفوت حجازى" ، و"سعد الكتاتنى" ، و"أكرم الشاعر" ، و"محمد مرسى" ، وشيخ المنصر "محمد بديع" .. وكانت اللقاءات والندوات تجمع كل هؤلاء ، والتربيطات ، والإعتصامات ، وساندوتشات الهامبورجر والكنتاكى التى تولى إرسالها السيد البدوى ، والبطاطين والخيام الفاخرة التى تولى إمداد التحرير بها الإستشارى ممدوح حمزة ..
** كل هؤلاء تعاونوا مع الإخوان وأوصلوهم إلى سدة الحكم .. كل هؤلاء إنقلبوا على الإخوان بعد أن إستأثر الإخوان بالسلطة ، ورفضوا إعطاء هؤلاء الفتات ..
** ومع ذلك .. لم يستطع كل هؤلاء أن يسقطوا الإخوان ، ولكن الشعب الذى خرج هو الذى أسقط الإخوان بلا رجعة .. فى الوقت الذى بدأ يعود هذا الطابور الخامس للظهور الإعلامى مرة أخرى .. مع تداول بعض أخبار وتسجيلات مبارك فى بعض الصحف والقنوات الإعلامية مع كلمة "إنفراد" .. أقول لكل هؤلاء ألا تخجلون من أنفسكم ، لماذا لا يكون لديكم الجرأة والذهاب مباشرة للرئيس للحصول على تسجيلات صريحة وحقيقية ، بدلا من أسلوب أرسين لوبين وشارلك هولمز ..
** فى النهاية .. أعتقد أن المؤامرة مازالت مستمرة .. وأمريكا لم تفقد الأمل ، فالعملاء أصبحوا بالألاف ، ومصر فى مأزق حقيقى .. ورغم ذلك يبحث الجميع عن سبوبة للشهرة .. وليس طريق للنور لإنقاذ الوطن ..
** هذا هو رأيى مع إحترامى الكامل للرئيس مبارك .. ولكن أقول للإعلام الهايف وجريدة اليوم السابع "تمخض الأسد فولد فأرا" ..

صوت الأقباط المصريين

الانتخابات وهزالة دور الجالية/ عباس علي مراد

جرت الاسبوع قبل الماضي وبالتحديد في 07/09/2013 الانتخابات الفيدرالية وقامت الاحزاب الاسترالية الجديدة والعريقة بحملة انتخابية ضارية من اجل كسب اصوات الناخبين ومن ضمنهم اصوات ابناء الجالية.
الجالية التي تشكل جزءاً من الطيف الاجتماعي والسياسي في البلاد بغض النظر عن العدد رغم ان البعض يحرص على تضخيم الرقم عكس الاحصائيات لأن الظاهر ان هناك عداوة بيننا وبين علم الاحصاء لدقته. شاركت الجالية في تلك الانتخابات سواء ترشيحاً او اقتراعاً ولكن السؤال الذي يطرحه المرء ما هو الدور والتأثير للجالية بهذه الانتخابات؟
قبل الاجابة عن السؤال وانصافاً للغيورين والذين يعملون بصمت لأجل الجالية والمصلحة العامة، لا يمكن للمرء الا ان يعترف بالنجاحات المهمة التي حققها بعض الافراد والمؤسسات في اكثر من مجال ثقافي، سياسي، اقتصادي، اجتماعي وغيرها. 
خلال الحملة الانتخابية ومن خلال التغطية التي قام بها الاعلام العربي في استراليا لاحظنا لقاءات عديدة للسياسيين مع ابناء الجالية ومؤسساتها وطبعاً تعاملوا مع  من يدعي تمثيل الجالية بأستخفاف لأن هذه هي الحقيقة ،لأن الجالية ومن يدعي تمثيلها لا يمكن ان يجتمعوا وكل يغني على ليلاه متخلين عن مصدر القوة والحضور، نقول هذا ليس من منطلق تمييز ابناء الجالية عن باقي مكونات المجتمع الاسترالي لا بل نعني العكس تماماً ،لأن همّ بعض هؤلاء المتصدرين للمشهد يقتصر على جذب الاهتمام الى شخصهم بعيداً عما هو اكثر جدية وجدوى ونفعاً، حتى وانهم عملوا على استيراد اسلوب العمل السياسي القبلي والعائلي والقروي والإقطاعي التسلطي التقسيمي والذي هو سبب هجرتنا، حتى لم يعد من المستغرب ان تسمع بعض السياسين يستخدمون هذا الاسلوب لدرايتهم بما يرضي هؤلاء الذين يحاولون مصادرة دور الجالية بخطاب سياسي زائف لا يسمن ولا يغني من جوع.
استراليا الدولة العلمانية والتي فصلت الدين عن الدولة وتتعامل مع ابنائها محافظة على خصوصيتهم الثقافية والدينية لا توجد فيها نظرة الى افراد المجتمع كأن بعضهم من مرتبة اجتماعية سامية لأن المجال مفتوح امام الجميع مهما حاول البعض من ابناء الجالية ان يلعب ورقة العنصرية المعششة في رؤوسهم وبينهم ويريدون قياس الأمور بمقاييسهم لأن الكل يعرف ان القوانين الاسترالية تعمل على محاربتها بكافة اشكالها والوانها ومستوياتها. هذه الملاحظات واكثر منها لم تعد خافية على اي انسان واكب ويواكب نشاطات الجالية سواء بالمشاركة او المتابعة، هذه النشاطات التي تتبخر كفقاعات الصابون حتى قبل ان تبدأ.
وأخيراً كان من الملفت في هذه الحملة الانتخابية بُعد البعض من المنخرطين بالعمل السياسي من ابناء الجالية عن مفهوم اللعبة الديمقراطية واتهام خصومهم بالأنتهازية والانانية وعدم الحرص على مصلحة الجالية وبرميهم بشتائم غير اخلاقية وألفاظ غير لائقة لمخالفتهم اياهم الرأي السياسي بينما يتشدقون بالمطالبة بالحرية والديمقراطية في البلاد التي جئنا منها، وهذا ان دل على شئ يدل على ازدواجية خطاب بعض هؤلاء المنخرطين بالعمل السياسي من ابناء الجالية.
كفى الاستخفاف بالعقول واصطناع شرعية تمثيلية كاذبة لا تبغي اكثر من مصلحة شخصية متدثرة بالمصلحة العامة والواقع المليء بالتكاذب  يشهد على ذلك، لأننا اصبحنا اضحوكة السياسيين الذين  يعرفون ما خفي وما بان  من امورنا وشؤوننا .
هل بقي من مجال لمن يدعون تمثيل الجالية من رجال دين ودنيا للاختباء وراء اصابعهم بعد ما بدى من هزالة دور الجالية في الانتخابات الاخيرة!!!!!! 

سدني
E-mail:abbasmorad@hotmail.com

فلسطين .. امراة برائحة القمح/ ندى عليان


يا امراة تنثر على صدرها....
بذور عشق وجرح......
من انت.... ياامراة ...
.تعزقين الحب بقداسة للطير ....
وحطب تنورك...اهازيج حصيدة....
عبقت برائحة القمح.....
.... سيدتي تجود سماؤك غيثا.....
.تبشر المعول بحب السماء ...
ترقص ...تنحني....مستبشرة الارض..... 
وعند المساء.....
يخضر وجهك السمح....
قمحك قيثارتي.... مهري لغاليتى.....
عاشقة عاشق الارض.....
غزلت ثوبا ربيعي المرج...
ثملت بعرق تعصره الشمس.....
تعب فيه سكر وملح...... 
.تتنفس بزفراتك روح الفجر.....
عقدك اللجيني.....لالىء نور....
نثرته السماء على نهديك....
تتوج بحميم العشق جيدالصبح.....
تنسج ثوبها بسنابل الذهب....
حسناءالمروج... يحلو الغرور لك...
طاطات نجوم السماء....
خجلة لهذا الصرح...... 
يغنى جبلك لمرجك....ترانيم المناجل.....
وتوقظ شمسك ليلا ...عتمة القهر.....
وتزرع حبا مكان قبح...... 
يا خصبة الرحم موتك ميلاد سنبلة.....
نمت فوق سفح..... 
لا تحسبي الجروح..... وترويها......
نزع خطى اليمة ......
خلف الماضي لم تياسي....
استقبلت النهار بقلب شرح.
..... يا كاتبة قصة عرس فلسطيني......
بقلم كنعاني وطعن رمح ..... .......

ماركسية/ ماهر طلبه

حدثتنى -يوما ما- سندريلا عن سرها.. أخبرتنى، أنها تعشق الحكايات، وأنها تملك حكاية خاصة بها لم تفتحها يوما إلا ليلا، وأنها فى حكايتها استحضرت أميرا.. "أخبرتنى أنها منذ طفولتها كانت ترغب فى معرفة ورؤية كيف يتصرف أمير فى عالمه، كيف يخلق  كونه بكن  ويحركه بأوامره".. وأنها عشقته دون أن تشعر، أو دون قصد منها، وأنها الآن تعيش إشكالية سردية تحد من حرية الحكاية وانطلاقها  فهى منقسمة داخليا  بين ثنائية  حب الأمير فى الحكاية  وبين واقع أنها مجرد سندريلا، فتعاطفت معها – أنا هو – وحاولت أن أحل لها إشكاليتها بأن أزرع فى الدنيا نظرية تعمل على زوال الطبقات.

http://mahertolba62.blogspot.com/

فصلية/ د. رافد علاء الخزاعي

كلمة قديمة تقاذفها الزمان وحاول ان يدثرها التغيير ضمن الزمن الماضي ولكن ابى المجتمع العراقي لايتغيير في ظروف غياب العادلة الاجتماعية وقوة القانون والقضاء.
فصلية هي تسمية لاي امرأة تدفع ثمن خطاء عائلتها لتكون بلسم لاطفاء نيران العداوة والقتل والكراهية والثار.........
ثمن تدفعه احدى نساء العائلة او القبيلة نتيجة تصرف طائش لاحد افرادها في ارتكاب جريمة قتل من عائلة او عشيرة مجاورة اخرى فاستدعت الحكمة وقتها ان تؤدي قبيلة القاتل بدفع احدى نسائها كعروس تزف بدون مهر او هلاهل او صفكة او تصفيق لاحد ذوي المقتول وهذه العادة كانت سائدة في جنوب وشمال العراق وتركيا حتى اواخر الستينات وبداية السبيعنات لحين اقرار قوانين حرية المرأة بعد ان تحولت لقضية رأي عام عندما غنى المطرب الريفي عبادي العماري اغنيته المشهورة فصلية ويسمعها الرئيس البكر وقتها ويقر بقرار منع زواج الفصلية ولكن العوائل الجنوبية تغض النظر عن هذا القانون من اجل اطفاء الفتنة والثار وتيار الدم .
ولكن في بداية الالفية الثالثة تصل بريدي الخاص رسالة من احدى طالباتي في كلية الطب وهي في الصف الخامس تشرح لي قصتها وهي تسكن احدى مناطق شمال واسط انها صحت في احدى الايام وهي تستحضر استعدادها للدوام في الصف الخامس من قراءة المحاضرات التي استعارتها من زميلاتها ان في احدى هذه الصبوحات تسمع لغطا وصياحا لابيها مع بعض المعكلين من ابناء عمومتهم لان ابن عمها قتل جيرانه المزراع وابنته وجرح ابنه نتيجة عراك على مشاكل السقي وتوزيع الحصص المائية وان عشيرة المجني عليهم اشترطت ان يدفعوا الدية مع فصلية تزف لهم لارضاء الخواطر واطفاء الفتنة وليقع اختيار العشيرة على طبيبة المستقبل لتعيش معاناة بين عجز والداها ومسؤليتها امام عشيرتها والحفاظ على قيمته المعنوية في ضمن هذا الجو المفعم بالحيرة والضغوطات العشائرية انصاغات طبيبة المستقبل لقرار عائلتها وعشيرتها لتكون فصلية لابن المقتول وتزف له بدون هيصة او زمبليطة كما يقول عادل امام او لا خبر و لاجفية ولاحامض حلو كما يغنيها فاضل عواد وكما يغني عبادي ظلموتها  جابوها دفع للدار لاديرم ولاحنة ولاصفكة....لاهلوهلة لاملكه....نشدت الناس عن قصة هذه البنية ..... رديتت بكلب حزنان لما كالولوي فصلية....غصوبتها وزفيتوها فصلية .....
وتكمل رسالتها ان زوجها كان روحوما وشغوفا بها وهو يعاملها معاملة حسنة ويمنع الاساءة اليها ويحاول مساعدتها غي اكمال دراستها ولكن امه واواخواته يقفن عائقا امامه.....
صفنت كثيرا وان اقراء الرسالة تلك لانها احد الطالبات المجدات والمجتهدات فقلت لها كوني بلسما لهذه العائلة واكسبي قلوبهم بحسن تصرفك واسلوبك في المعاملة ومع العسر يسر ومع العسر يسر.......
http://www.youtube.com/watch?v=Lk2R9k45a8w&feature=player_embedded


إرهاب العنف.. وإرهاب الفكر/ صبحي غندور

تأتي ذكرى أحداث سبتمبر 2001 هذا العام، والعالم كلّه يتخوّف من اندلاع حروبٍ جديدة في منطقة الشرق الأوسط يكون مدخلها التورّط العسكري الأميركي في سوريا. ورغم أني ما زلت أعتقد أنّ التسويات السياسية ستحصد زرع التهديدات بضرباتٍ عسكرية دون حدوثها، فإنّ خطأً بسيطاً في الحسابات أو عملاً عسكرياً ما، قد تفتعله أكثر من جهة لها مصلحة في التصعيد، سيؤدّي إلى ما لا تُحمد عواقبه من حروبٍ إقليمية وأزماتٍ دولية تتجاوز في نتائجها السلبية كل ما جرى حتّى الآن من تداعيات للهجمات الإرهابية التي حدثت منذ 12 عاماً في الولايات المتحدة.
وبعد أكثر من عقدٍ من الزمن، نجد أن جماعاتٍ كثيرة ما زالت تمارس أسلوب العنف المسلّح تحت شعاراتٍ دينية إسلامية، وهي تنشط الآن في عدّة دول بالمنطقة، بينها سوريا والعراق ومصر ولبنان، وتخدم في أساليبها المشروع الإسرائيلي الهادف لتقسيم المجتمعات العربية وهدم وحدة الأوطان والشعوب معاً. 
هناك بلا شك مسؤولية "غربية" وأميركية وإسرائيلية عن بروز ظاهرة الإرهاب بأسماء "إسلامية"، لكنْ هذا هو عنصرٌ واحد من جملة عناصر أسهمت في تكوين وانتشار هذه الظاهرة. ولعلّ العنصر الأهمّ والأساس هو العامل الفكري/العَقَدي، حيث تتوارث أجيال في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي مجموعةً من المفاهيم التي يتعارض بعضها مع أصول الدعوة الإسلامية، وحيث ازدهرت الآن ظاهرة فتاوى "جاهلي الدين" في قضايا عديدة، من ضمنها مسألة استخدام العنف ضدّ الأبرياء أو التحريض على القتل والاقتتال الداخلي.
وتظهر هذه الأزمة الفكرية أيضاً في مسبّبات ظاهرة التطرّف المسلّح باسم الدين، من خلال ضعف الانتماءات الوطنية وما ساد بدلاً عنها من "هويّات دينية"، جامعة في الشكل لكنّها طائفية ومذهبية في المضمون والواقع. ولعلّ بروز ظاهرة "التيّار الإسلامي" بما فيه من غثٍّ وسمين، وصالحٍ وطالح، في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ما كان ليحدث بهذا الشكل لو لم يكن هناك في المنطقة العربية حالةٌ من "الانحدار القومي" ومن ضعفٍ للهويّة العربية، كحصيلة لطروحات وممارسات خاطئة جرت باسم القومية وباسم العروبة، فشوّهت المضمون ودفعت بالنّاس إلى بدائل أخرى، إضافةً إلى الفراغ الحاصل نتيجة غياب المرجعية العربية الصالحة التي كانت عليها مصر ومؤسساتها الدينية والسياسية قبل أربعة عقود. لذلك، سيبقى إصلاح الفكر الديني والسياسي هو المقدّمة الأولى لبناء مستقبلٍ أفضل متحرّر من إرهاب الدول والجماعات.. في الداخل والخارج.
ونجد في التاريخ وفي الحياة المعاصرة من هم ضدّ العنف كمبدأ، ولا يقبلون أيَّ تبريرٍ له حتّى لو كان الدفاع عن النفس، ويصرّون بالمقابل على استخدام أسلوب المقاومة السلمية كوسيلة لتحقيق أهدافهم، وعلى أساليب التغيير السلمي للحكومات والأنظمة مهما بلغ جبروتها. وكان السيد المسيح، عليه السلام، داعياً لهذا المبدأ، كذلك حرّر المهاتما غاندي الهند من الاحتلال البريطاني في إصراره على هذا المبدأ وأسلوبه اللاعنفي. وأيضاً قاد رجل الدين المسيحي الأميركي مارتن لوثر كينج حركة الحقوق المدنية في أميركا خلال عقد الستينات من القرن الماضي وقُتل وهو يدعو إلى المقاومة المدنية اللاعنفية.
والملفت للانتباه، أنّ هذه النماذج الثلاثة من دعاة مبدأ اللاعنف قد اختاروا العذاب أو الموت على يد خصومهم، كثمن لإصرارهم على الحقّ الذي يدعون إليه، ولم يطالبوا أتباعهم بعملياتٍ انتحارية، بينما هم بأوكارهم مختبئون!!
وفي الإسلام مفاهيم وضوابط واضحة لا تقبل بأيِّ حالٍ من الأحوال قتْل الأبرياء – وهو مضمون المصطلح المتداول الآن (الإرهاب)- مهما كانت الظروف والأعذار، حتّى ولو استخدم الطرف المعادي نفسه هذا الأسلوب. 
وفي قول ابن آدم (هابيل) لأخيه (قابيل) حكمةٌ بالغةٌ لمن يعيها:
"لئِنْ بسَطْتَ إليَّ يدَكَ لتقتُلني ما أنا بباسطِ يدِيَ إليكَ لأقتُلَكَ إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين. إنّي أُريدُ أن تبُوْأَ بإثْمي وإثْمِكَ فَتكونَ من أصحابِ النّارِ وذلكَ جزاءُ الظالمين". (القرآن الكريم- سورة المائدة/الآيتان 28 و29).
وفي القرآن الكريم أيضاً: "منْ قتَلَ نفْساً بغيْر نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنّما قتلَ النَّاسَ جميعاً، ومَنْ أحْياها فكأنّما أحيا الناسَ جميعاً" (سورة المائدة/الآية 32).
إنّ القتل العشوائي لناسٍ أبرياء هو أمرٌ مخالف لكلِّ الشرائع السماوية والإنسانية، وهو يتكرّر رغم ذلك في أكثر من زمان ومكان، ولا نراه يتراجع أو ينحسر، وفي ذلك دلالة على انتشار الفكر المشجّع لمثل هذه الأساليب الإجرامية. ثمّ تزداد المأساة عمقاً حينما يعطي بعض المحلّلين السياسيين الأعذار لهذه الجماعات ولأعمالها، وكأنّ الحرام يصبح حلالاً لمجرّد وجود مشاكل اجتماعية أو سياسية في هذا المكان أو ذاك.
إنّ قتل النفس البريئة هو جريمة بكلِّ المعايير، مهما ارتدى الفاعل المجرم من عباءات دينية أو طائفية أو وطنية. فلا تغيير المجتمعات يصحّ بالعنف الدموي، ولا تحرير الأوطان يبرّر قتل الأبرياء.
إنّ اتساع دائرة العنف الدموي باسم الإسلام أصبح ظاهرة خطرة على صورة الإسلام نفسه، وعلى المسلمين وكافّة المجتمعات التي يعيشون فيها. وهذا أمر يضع علماء الدين أولاً أمام مسؤولية لا يمكن الهروب منها، فهم إمّا فاشلون عاجزون عن ترشيد السبيل الديني في هذه المجتمعات، أو أنّهم مشجّعون لمثل هذه الأساليب. وفي الحالتين، المصيبة كبرى.
كذلك هي مشكلة غياب المرجعيات الفكرية الدينية التي يُجمِع الناس عليها، وتحوّل الأسماء الدينية إلى تجارة رابحة يمارسها البعض زوراً وبهتاناً.
لقد أصبح العنف ظاهرة بلا ضوابط، وهذا نراه في مجتمعاتٍ تسعى للتغيير الآن في حكوماتها وأنظمتها بينما تسير أمور هذه المجتمعات من سيءٍ إلى أسوأ. فالتغيير القائم على العنف المسلّح والقتل العشوائي للناس يؤدّي حتماً إلى تفكّك المجتمع، وإلى صراعات أهلية دموية، وإلى مبرّرات لتدخّلٍ إقليمي ودولي.
إنّ القوى المعارضة في البلاد العربية معنيّةٌ بإقرار مبدأ نبذ العنف في العمل السياسي، وباتّباع الدعوة السلمية القائمة على الإقناع الحر، والتعامل بالمتاح من أساليب العمل السياسي، ثمّ التمييز الحازم بين معارضة الحكومات وبين تهديم الكيانات، حيث تخلط عدّة قوى عربية بين صراعها مع السلطات، وبين تحطيمها- بوعي أو بغير وعي- عناصر وحدة المجتمع ومقوّمات وحدته الوطنية.
لكن هناك أيضاً حالة "إرهابية" أخرى تعيشها البلاد العربية، وهي مسألة "الإرهاب الفكري" الذي يتمّ استخدامه الآن من قبَل جماعاتٍ ترفض قبول الرأي الآخر، فتخوّنه وتكفّره فقط لأنه يختلف مع مواقفها أو معتقداتها، وهي بذلك تطبّق مقولة: من ليس معي فهو ضدّي، وهي المقولة التي قامت عليها الحكومات الاستبدادية وقوى التطرّف في العالم كلّه. فهي ظاهرة خطيرة نراها تحدث الآن في المسألة السورية، على سبيل المثال، حيث تُمارس بعض قوى المعارضة السورية أسلوب "الإرهاب الفكري" على كل من يختلف معها أو ينتقدها حتّى لو كان أصلاً من المعارضين أو المؤيّدين لحقوق الشعب السوري. وهي ظاهرة نراها أيضاً في ممارسات حركة "الأخوان المسلمين" بل تصل أحياناً لدى بعض أعضاء هذه الجماعة إلى حدِّ تكفير الآخر لمجرّد عدم التبنّي الكامل لمواقف هذه الجماعة. فأيّ ديمقراطية تلك التي سيبنيها من هم يحملون سيف الإرهاب الفكري على المختلفين معهم؟! 
للأسف، هناك قوى معارضة عربية تعتبر أيَّ نقدٍ للتدخّل الاجنبي بمثابّة "دفاع عن النظام الحاكم"، وهي بذلك تضع نفسها في موقع المدافع عن الأجنبي ومصالحه لا عن مصالح الشعب الذي تدّعي تمثيله.
من حقّ قوى معارضة عربية أن تتحرّك وتنشط لتحقيق الديمقراطية في بلدانها، لكن ليس شرفاً لها أن تكون موظّفة لخدمة مشاريع أجنبية أو داعية للتدخّل العسكري الأجنبي في أوطانها. ولعلّ درس العراق وما بعده كافٍ لمن هم أحرارٌ في فكرهم ومواقفهم.  
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com