هل تستحق الحكايات كل هذا الجهد والأهتمام؟/ الطاهرة عماري

كاتبة وفنانة تشكيلية  :  

ليس أروع من أن أبدأ مقالاً عن الكتابة للأطفال بعبارة جاءت على لسان واحد من أهم أدباء الأطفال في العالم .. الأستاذ الكبير : عبد التواب يوسف .. صاحب الرقم القياسي في مؤلفاته للأطفال و شيخ كتاب الأطفال كما يطلق عليه في المحافل العربية .
نعم .. قد يبدو السؤال ساذجاً وبسيطاً .. لماذا نبذل الجهد في الكتابة لهم ؟!
وربما يكون الرد ببساطة : لأنهم يحبون الحكايات ..
لكن أبدا لا تكفينا هذه الإجابة . الأمر ليس بهذه الدرجة من البساطة و اليسر .. لسنا مجرد رواة لحواديت لطيفة يحبها الأطفال ويستمتعون بها ، وإن كان فنحن لا ننصاع دوماً لكل ما يحبون .. و لا نستجيب لرغباتهم دائما .. و ربما كانت هذه النظرة القاصرة لحكايات الأطفال على أنها مجرد حواديت مسلية هي السبب الرئيسي في عدم ندرك قيمة الحكاية بالنسبة لهم ، ربما لا نعرف الأسباب التي تكمن في ضرورة أن نحكي .
كثيرا ما قد يتوجهون ‘لينا برغبتهم في أن نحكى لهم .. لكن الرد غالبا ما يكون :
* أنا مشغول …
* ليس لدى وقت الآن …
* أنا متعب من العمل …
* أطلب من ماما / بابا أن يحكي لك ..
يتكرر هذا السيناريو كثيرا بيننا و بين أطفالنا .. في منازلنا ، و حتى في دور الحضانة والمدارس ..
يظل الطفل يطلب … ونحن نرفض ونعتذر .. و يتكرر الطلب … ويتكرر الرفض ، و تزداد الأعذار . حتى ييأس الطفل فيتوقف عن الطلب .. و نفقد نحن واحدة من أهم المؤثرات في شخصية و كيان الطفل … الحكاية !
ليس ضروريا أن نستفيض في شرح كيف يمكن لقصة أن تغير من معالم تفكير طفل .. ما زال عقله يتشكل .. قد تجعله مثلا يحب : ” الغزال الطيب ” .. و يكره ” الأسد الشرير ” .. الذي يتفرس الغزال ..
نعم .. إن الأمر على هذه الدرجة من الأهمية و الخطورة .. الحكايات تصنع الأطفال ، و تشكل مستقبلهم ..
إنها ليست رغبة يشتاق الأطفال إلى تحققها فحسب .. بل هي ضرورة و واجب .. نستطيع من خلالها مساعدتهم على النمو الصحيح المتكامل .. بدنيا ، وعقلياً ، ونفسيا ..
نحن – في هذا الصدد – لا ننكر على الأطفال حبهم للحكايات واستمتاعهم بها .. إن هذا في حد ذاته هدفاً رئيسيا للحكايات لابد لنا أن نؤكده باستمرار ، وعلينا ألا نغفله أبدا ..
لكننا نرغب فيما هو أكثر من هذا و أفضل و أهم .. كيف يمكننا أن نستثمر هذا الحب و هذا الولع عند الأطفال بالحكايات فيما ينفعهم و يعود عليهم بالخير ؟
إن طرحنا للسؤال بهذه الصورة .. قد يجعل الإجابة عليه حافزا لدفع الآباء والمربين لأن يضعوا الحكايات في مرتبة أكثر أهمية بكثير مما ظلوا يعتقدونه طوال حياتهم !!
إن الحكاية للطفل .. تساعد على تعميق إيمانه بالله و رسله و كتبه و أداء فروضه سبحانه و تعالى ..إنها تساعدهم في محاولات الإجابة عن أسئلتهم التي لا تنتهي عن ” الله ” جل جلاله .. وتعرفهم أن الله رحيم عطوف ودود كريم لطيف .. و هو يحب البشر و إلا لما خلقهم .
الحكاية للطفل .. تجعله ينمو و تنمو معه حاجات جديدة .. ليست ببيولوجية .. ولا هي فطرية .. إنها حاجات اجتماعية يندرج تحتها الكثير .. حاجته للنجاح .. حاجته للتميز عن أقرانه .. حاجته لتحقيق مركز مرموق .. حاجته للتقدير والاحترام ..
الحكاية للطفل .. تساعد على تكوين ” الضمير ” العاقل الموضوعي .. الذي ينمو معه ليظل ملازماً له طوال حياته ,
الحكاية للطفل .. تساعده على التكيف مع من حوله ، وتمنحه الثقة التي تجعله ينجح في تكوين العلاقات الاجتماعية المؤثرة ، و تزوده بالقدرة على التصرف إزاء المواقف ، و إيجاد الحلول الملائمة للمشكلات ..
الحكاية للطفل .. تمنحه الشعور بالولاء و الانتماء .. وتزوده بالثقافة التي تخلق منه إنسانا متحضرا قادرا على الانجاز والنجاح .
انظروا كم حصرنا من المزايا والمنافع التي يمكن أن تقدمها الحكايات إلى أطفالنا ؟
أن كل هذا يجيب على تساؤلنا الأول : لماذا يجب أن نحكى لهم ؟
ومع هذا فإننا إن استطردنا فلن ننتهي .. ويذكرنا هذا بمحاولة قامت بها اليونسكو لحصر الأسباب التي تجعل الإنسان بحاجة إلى تعلم القراءة والكتابة و إذا بها تتجاوز الستين سببا ..!! و إن كان معظم هذه الأسباب يندرج تحت ما تعرضنا له سلفاً .
إن هذا كله يجعلنا ننظر إلى فن : الكتابة للأطفال .. على أنه نوع من الإبحار في العوالم الداخلية لوجدان و مشاعر الطفل ، واختبار مشوق لبنائهم العقلي .. وهذا قد يجعلنا نعيد النظر تجاه تلك الكائنات الحساسة النبضة .. التي لا تتوقف عقولها عن الحركة .. و نعيد اكتشافها من جديد !!
فى المقال القادم .. سوف نعرف الخطأ الأكبر … الذي نقترفه جميعا عندما نحكي للأطفال .. تابعونا
Tahra-amary@hotmail.com
Tahra.amary@yahoo.com

كيف تؤثر تكنولوجيا المعلومات في قدرة الأنسان على التفكير؟/ جــودت هـوشــيار

التغير المستمر لوسائل الأعلام تحت ضغط ثورة تكنواوجيا المعلومات ، يؤثر ، ليس فقط في طرق الحصول على المعلومات ، بل في عملية التفكير أيضاً . واذا رجعنا الى الوراء قليلا ، نجد ان اختراع آلة الطباعة سنة 1450م ، من قبل يوهان غوتنبرغ ( 1398- 1468م). قد غير أسلوب تفكير المجتمع بأسره . واجبرالناس لأول مرة على التركيز على افكار محددة . والذي كان  سابقاً حكراً على النخب العلمية والثقافية ورجال الدين ، اما بعد ظهور الطباعة فقد أصبح ذلك ميسورا لكل المجتمع .آلة الطباعة لعبت دورا بالغ الأهمية في تطور نماذج تفكير جديدة غيرت المجتمع في القرون اللاحقة .
واليوم نجد ان شبكة الأنترنيت تلعب دورا لا يقل أهمية عن اختراع الطباعة في تغيير المجتمع . 
ان أهم ما تتميز به شبكة الأنترنيت عن وسائل الأعلام الأخرى مثل الراديو والتلفزيون، ليس نقل الصوت والصورة فقط ، بل انتاج النص ايضاً .والنص المكتوب يلعب دوراً جد مهم في التطور الفكري والثقافي للأنسان . وحتى وقت قريب كان النص ينتشر بشكله المطبوع ، وكان القاريء يغرق في عالم المؤلف و يتأمل أفكاره ، وبظهور الأنترتيت أخذ النص ينتشر بشكله الألكتروني ، كما الصوت والصورة ، وبهذا رجع الأنسان الى عادته القديمة أي الى التفكير العشوائي ، وتلقي المعلومات على نحو سريع وسطحي .

               لماذا يحدث كل ذلك ؟ يقول العلماء ان دماغ الأنسان يتمتع بمرونة عالية  ويستطيع التكيف مع الظروف المستجدة ٠وكان عالم وسائل الاتصال الجماهيري -الكندي -مارشال ماكلوهان(1911 ـ 1980م) اول من بيَن كيف أن التكنولوجيا يغيَر وعينا ببطأ ولكن بثبات .

وقد أجريت  خلال السنوات الأخيرة بحوث كثيرة حول تأثير التكنولوجيا الحديثة وبخاصة الإنترنيت في الدماغ البشري وظهرت كتب عديدة من بينها ، كتاب " المياه الضحلة The Shallows  " لنيكولاس كارر . ويعد العلماء هذا التأثير مسألة مهمة وجادة لسببين

 - الأول ، تعاظم قدرة البحث عن المعلومات وتلقي كم هائل منها ومعالجتها ،عن طريق محركات البحث  في الإنترنيت ( غوغل ، ياهو ، اوبرا ، يانديكس وغيرها كثير ).

 وثانيا ، أصبحنا قادرين على القيام بعدة مهام في آن واحد بأستخدام الكومبيوتر و الأجهزة الذكية ، مثل  كتابة وصياغة نصوص ،إجراء حوارات عبر الشات في الفيسبوك ، تبادل الرسائل عبرالإيميل ، وقراءة آخر الأخبار في  التويتر . ولكن في الوقت نفسه ، نفقد معظم قدراتنا علي الأنتباه و التركيز والتأمل والتحليل المعمق ، .ولن يكون بوسعنا التفكير بهدؤ حول  أمر محدد واحد ،ومن يعيش في العالم الأفتراضي أو يقضي ساعات طويلة في تصفح المواقع الألكترونية ونوافذها الكثيرة وروابطها المتعددة ، لن تكون لديه الرغبة في قراءة الكتب  الجادة و تأمل محتواها .

ان الحصول الفوري على المعلومات و تدفق تيارات غزيرة ومتنوعة منها ، عبر نوافذ كثيرة - عن طريق محركات البحث  - قد ادى الى انخفاض القدرة على تذكرها وحفظها لمدة طويلة . ولم يعد لدى المتصفح الوقت الكافي والرغبة  في قراءة النصوص المطولة ، ولهذا السبب لجأ بعض المواقع الألكترونية الأجنبية الى نشر  نصوص لا يزيد طول احداها عن ( 400 ) حرفاً . ومع كل هذا التأثير السلبي لتكنولوجيا المعلومات ، فأن من الصعب العيش بمعزل عن شبكة الأنترنيت  ، التي أخذت تقتحم كل مجالات الحياة و أصبحت النافذة التي يطل منها الأنسان المعاصر على ما يحدث في العالم من حولنا في شتى المجالات الفكرية و العلمية والثقافية والسياسية و الأجتماعية ، ناهيك عما توفره الشبكة من شتى أشكال التسلية والترفيه .

القدرة على التفكير تعني في المقام الأول استخدام المعارف المتوفرة للتوصل الى استنتاجات منطقية أكثر تعقيداً ، واذا أردنا تبسيط الأمر ، يمكننا  القول ان نوعية الأستنتاجات الفكرية هي حاصل ضرب للمعرفة  في القدرة التفكيرية . وبتعبير آخر لا يمكنك الحصول على استنتاجات صحيحة ، الا بأستخدام كلا العاملين معاً على حد سواء ،  وحتى اذا كانت لديك معرفة واسعة فأنك  لن تكون قادراً على تنظيمها بشكل صحيح من دون القدرة على التفكير بنفس المستوى ، وفي نهاية المطاف تحصل على كومة مواد  مهضومة الى هذا الحد او ذاك ولكن مكدسة في كومة غير متجانسة  ، ومن جهة ثانية مهما كانت قدراتك العقلية عظيمة فأن عملك الفكري لن يكون اكثر من مجرد تعبير عن الرأي ،  اذا لم يستند الى المعرفة .

الثورة الصناعية الأولى  وفرت للأنسان وسائط نقل جديدة مثل القطار والسيارة وأدت الى اضعاف قدرات الأنسان الجسدية والحركية  والى تغيير مظهره الخارجي ، وقد انتبه الناس الى  التأثير السلبي لهذه الوسائط على أبدانهم و لجأ الكثير منهم الى ممارسة رياضة المشي والركض لتدريب الجسم والتغلب على الضعف الذي لحق به . ما يحدث اليوم نتيجة لثورة تكنولوجيا المعلومات ، ربما أشد خطورة ، لأنه يحرمنا القدرة على التركيز والتفكير ، وبعد سنوات قليلة ستكون الحاجة ماسة الى وسائل جديدة لتدريب الدماغ الأنساني .
جــودت هـوشــيار
jawhoshyar@yahoo.com

ذكرى مجزرة كفر قاسم – لا نسيان ولا غفران/ شاكر فريد حسن

 تحيي جماهيرنا الفلسطينية في الداخل ومعها كل القوى الديمقراطية والتقدمية والحمائمية  المحبة للعدل والحرية والتقدم والسلام هذه الأيام ، الذكرى الـ 57  لمجزرة كفر قاسم الوحشية ، التي اقترفتها حكومة اسرائيل وعسكرها وبوليسها تحت جنح الظلام ، ومع بدء العدوان الثلاثي على مصر الثورة بقيادة الزعيم القومي الخالد جمال عبد الناصر في التاسع والعشرين من تشرين الاول عام 1956 ، وراح ضحيتها 49 شهيداً وشهيدة من المدنيين العزل ، ابناء هذه البلدة الفلسطينية الوادعة العزلاء، من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ والعمال والفلاحين والكادحين.
ورغم مرور اكثر 57 عاماً على هذه المجزرة الرهيبة ، التي هزت الضمائر الانسانية واقشعرت لها الابدان ، الا ان ذكراها راسخة وآثارها باقية ، ولن تمحوها الايام والسنين مهما طالت ، وستظل ذكرى الشهداء الابرار حية في قلوب ووجدان ابناء القرية وسائر الجماهير الفلسطينية . 
ان هذه المجزرة لا تزال تبعث الحزن والالم والغضب في نفوس جميع الانسانيين والديمقراطيين ، استنكاراً وتنديداً بسادية الجزارين ، فهي معلم صارخ على طريق حكام وقادة الدولة العبرية المرصوف بالعدوان والاحتلال والاستيطان والعربدة والقهر والاضطهاد والتمييز العنصري تجاه شعبنا العربي الفلسطيني . 
وفي الحقيقة ان مجزرة كفر قاسم لم تكن الاولى ، التي حلت بابناء شعبنا الفلسطيني ، فقبلها نفذت المجازر في اسواق حيفا ويافا ابان الانتداب البريطاني ، وفي دير ياسين وخربة خزعة والدوايمة والصفصاف واللد والرملة،  وسواها من مجازر دموية اقترفت في خضم نكبة العام 1948.
ذكرى مجزرة كفر قاسم ليس ذكرى الم وحسرة فحسب ، بل هي ذكرى غضب ساطع ، ودافع ومحرك للكفاح الشعبي والنضال السياسي في سبيل البقاء والحياة والتطور في هذا الوطن ، وطننا الغالي المقدس، الذي لا وطن لنا سواه ، وافشال كل مشاريع الترانسفير ومخططات التهجير والترحيل والتشريد ، التي ما زالت تراود احلام الكثير من ساسة وقادة وحكام اسرائيل . فالاهداف التي ارتكبت من اجلها المجزرة لا تزال قائمة ، ولكن كما قال الشاعر والقائد الفلسطيني والمناضل الشيوعي الراحل توفيق زياد: "فشروا" هذا وطننا واحنا هون باقون كالصبار والزيتون " ولن نرضى بديلاً عن وطن الحب والوئام ، وطن المستقبل ، الذي ولدنا وترعرعنا وكبرنا وسنموت وندفن فيه.
ان ممارسات حكام اسرائيل وعدوانيتهم ازاء شعبنا الفلسطيني، والتصعيد العسكري الجديد وقصف قطاع غزة بالصواريخ ، الذي ادى الى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح العشرات عدا الخسائر الجسيمة في الممتلكات ، ان هذا يعكس بوضوح مضمون الصرخة ، التي اطلقها الشاعر سالم جبران بعيد مجزرة كفر قاسم ، حين هتف شعراً :
الدم لم يجف 
والصرخة لا تزال 
تمزق الضمير وفي فمها اكثر من سؤال 
والحية الرقطاء لا تزال عطشى الى الدماء
نعم هذا هو واقع الحال ، الحية الرقطاء لا تزال عطشى الى الدماء.
اننا في الوقت الذي نحيي فيه ونستحضر ذكرى مجزرة كفر قاسم نحني هاماتنا اجلالاً وتقديراً لروح القائد والمفكر والمناضل الشيوعي الراحل توفيق طوبي ، الذي رحل وغاب عنا، وافتقدنا رسالته التاريخية  ، التي كان يبعث بها لاهالي كفر قاسم في ذكرى المجزرة. فقد كان له الدور الهام والكبير مع رفيق دربه المرحوم ماير فلنر في كشف الحقائق واماطة اللثام عن المجزرة وملاحقة مرتكبيها.
اخيراً ، فأن شعبنا لن ينسى الشهداء الابرار ، الذين سالت دماؤهم الذكية ، ولن تغفر للجزار، وهذا الدم الطاهر لم ولن يذهب هدراً ، فشعبنا مصمم على البقاء والانزراع عميقاً في ثرى الوطن ، وقد تعلم من تجربته الغنية المخضبة بالدماء ، ان لا طريق امامه لمواجهة سياسة التمييز العنصري والاضطهاد القومي والطبقي، وسياسة الاقتلاع والتهجير ، وللحفاظ على حاضره ومستقبله وتطوره ، ليس امامه سوى طريق الوحدة الوطنية الكفاحية الصلبة ، البديل والطريق والسلاح الفعال والمجرب لاحراز المزيد من المكاسب الوطنية وانتزاع الحقوق المطلبية المشروعة من براثن وانياب السلطة ، وتحقيق المساواة والسلام العادل والشامل ، المبني على الثقة والاحترام ، والقائم على الاعتراف بالحق الفلسطيني ، حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

أخيرا.. محاكمة جهابذة تزوير الإنتخابات الرئاسية/ مجدى نجيب وهبة

** أخيرا .. بعد إعتذار ثلاثة قضاة سبق إنتدابهم فى عهد جماعة الإخوان المسلمين دون إبداء أسباب الإعتذار .. فقد قررت محكمة إستئناف القاهرة إنتداب المستشار عادل إدريس قاضى التحقيق ، للتحقيق فى قضية تزوير الإنتخابات الرئاسية يومى 16 و17 يونيو 2012 .. وصرحت المحكمة بأنه جار إتخاذ الإجراءات القانونية ورفع الحصانات عمن يلزم رفع الحصانات عنهم .. تمهيدا لسماع أقوالهم حول تزوير البطاقات أثناء الطباعة أو إستيراد أقلام فسفورية أو تقديم رشاوى للتزوير ، أو إستخدام البلطجية ومنع الناخبين من التصويت .. وذلك لتقديمهم إلى المحكمة الجنائية ..
** يأتى أهمية عرض هذه القضية على الرأى العام أمام المحكمة المصرية ، لتؤكد مصر للعالم وخاصة أمريكا ، ولكل المتآمرين والسفلة والإرهابيين أن الدولة المصرية فوق الجميع .. ولا يصح إلا الصحيح !!..
** هذه القضية ستكشف عن وجوه عديدة عبثت فى الأرض ، ونشرت كل أنواع الفساد من عمليات تزوير فجة إلى إرهاب وبلطجة لم تشاهدها مصر فى أعتى الحكومات الديكتاتورية .. وشهدت ضخ أموال بملايين الدولارات لشراء الزمم والأخلاق والقيم وتحويلها إلى عملاء وقوادين وخونة .. هذه القضية هى المفتاح الذى سيكشف عن أكبر مؤامرة دنيئة تعرضت لها مصر لإسقاط هذه الدولة ..
** هذه القضية ستكشف عن سر العلاقة بين بعض القادة العسكريين فى المجلس العسكرى السابق وجماعة الإخوان المسلمين وأمريكا ..
** هذه القضية ستكشف عن دور المستشار "حاتم بجاتو" ، والمستشار "فاروق سلطان" ، والمستشار "عبد المعز إبراهيم" ، وأخرين كان لهم دور أساسى فى تزوير هذه الإنتخابات .. ولماذا أعيد المستشار حاتم بجاتو إلى منصة القضاء فى المحكمة الدستورية العليا بأوامر من الرئيس المؤقت المستشار "عدلى منصور" ، بعد أن قدم المستشار حاتم بجاتو إستقالته من العمل بالمحكمة وإلتحق بالعمل فى وزارة د."هشام قنديل" الإخوانية .. وهو المتهم الرئيسى فى سيناريو إخراج أكبر عملية تزوير إنتخابات رئاسية فى العالم .. وما هى الأوامر التى صدرت بعودة المستشار حاتم بجاتو إلى السلك القضائى .. وما هى الجهة التى دعمت ورشحت عودة المستشار السابق ..
** إذن .. فهذه القضية هى أخطر القضايا التى ستكشف عن أخطر قضايا الفساد والخيانة والعمالة التى شهدتها مصر منذ نكسة 25 يناير .. ليس هذا فحسب بل أن فتح ملف القضية سيكشف عن تلك المجموعة التى أطلقت على نفسها "قضاة من أجل مصر" ، وهم فى الحقيقة لم يكونوا سوى مجموعة قضاة من أجل الإخوان .. هذه المجموعة خلعت ثوب العدالة وإرتدت ثوب الفجور والخيانة والعمالة لتمكين جماعة إرهابية من حكم مصر ، وسعت فى الأرض فسادا وتناست دورها أن يكون على منصة العدالة ، لا تنتمى لأى تيار سياسى معصوبة العينين ، لتحقيق العدالة بين المواطنين .. نعم تناسوا دورهم وعاثوا فى الأرض فسادا ، وباعوا ضمائرهم للشياطين ، لتحقيق سيناريو الفوضى الهدامة لتنفيذ المخطط الأمريكى الصهيونى ..
** لقد كان قلمنا هو الأكثر جراءة ، وفضح للمؤامرة الأمريكية منذ بداية نكسة 25 يناير .. وقد كتبنا المشهد بالكامل .. نعم ، لقد رصدنا كل الإنتهاكات التى صاحبت أكبر عملية تزوير لإرادة الشعب المصرى ، والتى شاركت فيها اللجنة العليا للإنتخابات ، بل أن هذه اللجنة إستخفت بعقول الشعب المصرى  بعد تقديم ألاف البلاغات ضد العملية الإنتخابية .. هذه البلاغات قدمت ضد المعزول محمد مرسى العياط ، بعد العديد من التهديدات والتصريحات التى أعلنها أمام كل وسائل الإعلام المقروء والمرئى وأمام كل البرامج الفضائية برفضه هو وجماعته الإعتراف بأى نتيجة لعملية الإستفتاء .. إلا إذا كانت فى صالح الإخوان .. وهدد العياط بإندلاع المظاهرات والفوضى فى كل الميادين لو فاز الفريق أحمد شفيق وستشتعل مصر بأكملها ..
** على جهات التحقيق ضبط وإحضار أعوان الشيطان محمد مرسى ، الموجودين فى القرى والنجوع الذين ظهروا بأسلحتهم لمنع الأقباط من الخروج من منازلهم للإدلاء بأصواتهم ، وهو ما إعترفت به اللجنة العليا للإنتخابات ، وقللوا من أهمية خروج الأقباط من منازلهم وإستخف المستشار فاروق سلطان بهذه البلاغات ، وأعلن أن هذه الأصوات ليس لها أى تأثير فى تغيير النتيجة ..
** على جهات التحقيق ، التحقيق مع المسئولين بالمطابع الأميرية وعن كيفية طبع 2 مليون تذكرة إنتخابية تم تزويرها لصالح مرسى العياط وإعادة تغليفها .. ومع ذلك صرحت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية أن ما تم ضبطه لا يتعدى ورقتين وإنه تم إلغاء الفرز فى هذه اللجنة والتى أعلنت أن الاصوات الباطلة لا تؤثر فى نتيجة الإنتخابات ..
** على جهات التحقيق ، معرفة أسماء بعض أعضاء المجلس العسكرى الذين تواطئوا مع سبق الإصرار والترصد مع أعضاء اللجنة العليا للإنتخابات للمساهمة فى ضبط إيقاع تزوير الإنتخابات الرئاسية وحماية أعضاءها .. وهنا أحدد اللواء ممدوح شاهين ، الذى ظل ملازما للمستشار حاتم بجاتو أثناء توليه وزيرا للشئون القانونية ..
** على جهات التحقيق ، الكشف عن حقيقة الأرقام التى دعم بها أوباما والإدارة الأمريكية لحملة مرسى العياط الإنتخابية ودعم الحركات الثورية والأحزاب الكارتونية الهشة والتى بلغت أكثر من 8 مليار دولار لشراء الزمم وتدمير العقول لإحراق مصر وإسقاطها .. وهنا أحدد حركة 6 إبريل والوطنية للتغيير وحزب الغد وبعض الأسماء التى تواكبت ظهورها مع صعود الإخوان وإستيلاءهم على السلطة ومنهم "أسماء محفوظ – علاء عبد الفتاح – أحمد ماهر – نوارة نجم – إسراء عبد الفتاح – أحمد دومة" .. وكل من يطلق على نفسه "ناشط سياسى" !!..
** نعم .. لم يعد حلم أن يتم فتح هذا الملف ، فلم يعد أمام الشعب المصرى صاحب ثورة 30 يونيو العظيمة والتى أيدها الجيش والشرطة والقضاء والإعلام إلا الإعلان عن الحقائق كاملة ..
** حمى الله شعب مصر ، وكل المؤسسات العسكرية .. وحمى القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى قائدا وزعيما ورئيسا .. وحمى قضائها الشامخ العظيم !...

صوت الأقباط المصريين

محمد دكروب.. وداعاً أيها الشيوعي الأخير/ شاكر فريد حسن

مات محمد دكروب المثقف الماركسي الثوري العضوي الاستثنائي ، والمفكر التقدمي الطليعي المتنور البارز ، والناقد الرصين الفذ ، والمناضل الشيوعي العريق والمضيء ، حامل راية وفكر وأخلاق الطبقة العاملة الكادحة ، ومؤرخ الحركة الشيوعية اللبنانية العربية ، الذي اقترن اسمه بكتابه الموسوم "جذور السنديانة الحمراء" . مات الإنسان العصامي النبيل عاشق الحياة الى حد الثمالة ، الذي بدأ حياته سمكرياً ثم أصبح بفضل قراءاته ومطالعاته ونهله من ينابيع المعرفة والثقافة والفكر الانساني التقدمي  نجماً وكوكباً ،ومن أبرز نقاد الادب ومؤسسي النقد الايديولوجي في عالمنا العربي ، ورئيساً لتحرير مجلة "الطريق" ، أشهر واعرق المجلات الفكرية اليسارية العربية ، التي اعاد اصدارها مجدداً بعد عقد من توقفها . 
ومن المفارقات ان يموت محمد دكروب في خضم احتفالات الشيوعيين واصدقائهم بالذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني ، الذي كان مرآة له . وبموته يفقد لبنان والوطن العربي والحركة الماركسية والشيوعية اللبنانية والعربية علماً ساطعاً من أعلام النضال ورواد الثقافة التنويرية العقلانية والفكر العمالي والطبقي والتقدمي والصحافة الثورية اليسارية ، واحد أنبل المثقفين الماركسيين الايديولوجيين العرب ، الذي عاش ومات فقير الحال ، لا يملك شيئاً سوى ثروة كتاباته ومعتقداته وفكره واحلامه ، قابضاً على جمرة الأفكار التي آمن بها ، وانحاز اليها ، وذاد عنها ، وكرس عمره وحياته وطاقاته وحبر قلمه دفاعاً عن قيم الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي والتقدم ، وعن اسمى قضية انسانية في الوجود ، قضية الطبقة العاملة المسحوقة والمناضلة لأجل التحرر والخلاص من اغلالها واستغلالها واضطهادها الطبقي .
محمد دكروب المثال ، هو من أبرز نقاد الواقعية الاشتراكية الذين ساهموا في تأسيس وترسيخ دعائم حركة النقد الماركسي الجمالي الإبداعي في لبنان والعالم العربي . ولد وترعرع في مدينة صور اللبنانية وتعلم في مدارسها لكنه ترك مقاعد الدراسة بسبب ظروف الحياة القاسية وانضم الى جمهور وصفوف العمال حيث اشتغل بائعاً للحمص والفول ثم اصبح سمكرياً ، وفي هذه الاثناء تعرف على الكاتب والمناضل الشيوعي الراحل الدكتور حسين مروة بالمراسلة ، وذلك عن طريق زميله كريم مروة ، وعن أول لقاء بينهما يقول دكروب : "في ذلك اليوم من ذلك العام 1949 كنت في الدكان الصغير العتيق بين انواع التنك والعلب وبوابير الكاز اصلح ابريقاً تنكياً معطوباً ، اسد خزوقه بالقصدير وادندن بنغم شائع ، واذا برجل أمامي مباشرة ، نحيل الجسم ، نحيل الوجه، شفتاه بارزتان ، يبتسم بود أليف ويقول : مرحباً محمد ، أنا حسين مروة .
ووقفت مرتبكاً ، يداي مصبوغتان ببقع الكاز والشحتار والصدأ وآثار الشنادر ، مددت يدي اليه ، ظلت يدانا معاً ، منذ ذلك اليوم ، وحتى يومنا هذا والى نهاية العمر ".
بعد ذلك عمل محمد دكروب عند تاجر ورق في بيروت ، وفي هذه المرحلة مدّه حسين مروة بالعديد من الكتب والأدبيات الماركسية ، فنهل من مواردها الثقافة الانسانية الجمالية التقدمية الثورية الملتزمة ، وأخذ يسمع من حسين الأحاديث عن الحزب ،  وهكذا عرف طريقه للحزب الشيوعي اللبناني . ثم عمل في مجلة "الثقافة الوطنية " التي استقطبت كوكبة مشرقة من الكتاب والشعراء والصحفيين التقدميين ، وكانت منبراً للفكر الانساني التقدمي المعادي للاستعمار والرجعية ، وشنت المعارك الادبية والفكرية والحضارية ضد الثقافة البرجوازية الرجعية الشوفينية المعادية لكل ما هو انساني وجميل .
بدأ دكروب حياته الادبية بكتابة المقطوعات الادبية والقصص القصيرة ، التي صور فيها واقع قريته الوادعة وهموم الناس البسطاء الحياتية وعذابات المسحوقين الفقراء في كوكبنا . ونشر أول عمل فني له في مجلة "الطريق" اللبنانية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي وجميع الوطنيين والتقدميين ،التي ترأس تحريرها فيما بعد ، وذلك تحت عنوان "خمسة قروش" . وفي شبابه عام 1954 اصدر مجموعته القصصية "الشارع الطويل" ، وفي العام 1980 صدر له كتاب "الأدب الجديد والثورة" ، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والدراسات والمناقشات والكتابات النقدية ، التي جاءت نتاج معايشات يومية ، ومعارك فكرية ، وسجالات مرتبطة بصراعات اجتماعية وسياسية عامة ، تحمل جوانب من تاريخ الصراع الايديولوجي في الحركة الثقافية والادبية التي عاشتها الأوساط الفكرية العربية خلال الستينات والسبعينات بشكل خاص ، كان قد نشرها في مجلة "الطريق" ، ويستقرئ فيها بعض النصوص حول الأدب والفن والنقد ، ويستضيء بعلم الجمال الماركسي في تحليل ونقد الاعمال الفنية ، ومناقشة قضايا الإبداع الانساني . 
وعن الحافز لجمع هذه الكتابات واصدارها في كتاب يقول محمد دكروب  : " ان الحافز الخاص هو الرغبة بالتحرر من هذه المرحلة للدخول في محاولات نقدية جديدة ، فلا بد من القول أيضاً ، ان من بين الحوافز العامة التي دفعت الى اختيار هذه الكتابات بالذات التي يعود بعضها الى اواخر السبعينات ، وبعضها الأقل الى نهاية السبعينات وجمعها في كتاب – هو : وضع هذا الجانب من جوانب تجربة التيار النقدي ، الذي ينتمي كتابه الى الفكر الماركسي التقدمي ، أمام عدد من النقاد الشباب العرب ، المنتمين بشكل أو بآخر الى التيار نفسه والذين يقعون بتسرعهم وبنزوعهم "اليساري" في ما سبق ان وقعت به جوانب من الحركة النقدية التقدمية خلال الخمسينات (التصنيفات السياسية والطبقية الحاسمة والقاطعة للاعمال الابداعية وللمبدعين والاكتفاء احياناً برؤية المضمون السياسي للعمل الفني بما يحجب طبيعة الفن كفن بالدرجة الأولى) في حين ان الفن الحالي في الدراسات النقدية الموضوعية والمترجمة وتنوع طرائق البحث وتوفر الاعمال المترجمة الى العربية من كتابات كلاسيكيي الماركسية .. بما فيها الكتابات حول الادب والفن ، كل هذا يتيح لهؤلاء النقاد من الشباب (كما اتاح لغيرهم من النقاد الجدد) ليس فقط تجاوز فترة الخمسينات ، بمنجزاتها وأخطائها ، بل واجراء دراسات منهجية لهذه التجربة النقدية ونقدها والارتقاء بالنقد الادبي الماركسي ، من قلب الماركسية نفسها ، الى مستويات جديدة حتى لا يعيد بعض الكتاب التقدميين في الثمانينات الأفكار نفسها والتصنيفات نفسها والأحكام القاطعة نفسها التي تعتبر من الأخطاء الطفولية للحركة النقدية التقدمية خلال الخمسينات ".
ترك محمد دكروب وراءه عدداً من المؤلفات والمنجزات والأعمال النقدية والبحثية والتاريخية اهمها : " شخصيات وأدوار في الثقافة العربية الحديثة ، وجوه لا تموت في الثقافة العربية الحديثة ، على هامش سيرة طه حسين " بالاضافة الى كتابه الشهير "جذور السنديانة الحمراء " الذي ضمنه تورخة للحركة الماركسية في بناء ونشوء الحزب الشيوعي اللبناني ، الذي كان احد اعضائه الاوفياء لمبادئه وطريقه وقناعاته .
محمد دكروب الناقد والمثقف الاستثنائي بامتياز في حياته وفكره وعطائه ، رحل بصمت وهدوء وبلا صخب ، وهو كغيره من عمالقة الفكر وأصحاب المبدأ والاستقامة الفكرية عانى الفقر والفاقة ، وضحى بروحه وحياته من اجل الناس والوطن والمجتمع والمستقبل الأفضل لكل الكادحين والمقهورين .
فوداعاً ، وطوبى لك أيها الشيوعي الأخير، والسنديانة الحمراء الباقية الراسخة ، وعهداً أن نبقى اوفياء لفكر ودرب "الطريق" ، وستظل حاضراً بقوة بيننا ، وفي ثقافتنا الابداعية التنويرية الحداثوية وفكرنا العربي المعاصر .

دعوة للحياة/ د. رافد علاء الخزاعي


لماذا نخجل من البوح لمشاعرنا و نعبر عنها بافعال وسلوكيات عفوية ومبسطة  من اجل ديمومة السعادة الشخصية .
 دائما في مجتمعاتنا الشرقية نحاول كبت مشاعرنا وجعلها سرية خجلا  و ونقيد تصرفاتنا المسايرة لحدود الشرع والناموس خوفا من كلام الناس وتعليقاتهم واستهزاء بعض ذوي العقول الظلامية والضحلة في فرض اجندتهم  للحد من مشاعرنا النبيلة من التعبير في الفرح والحب ومباهج الحياة التي وهبها الله وشرعها عبر انبيائه وكتبه السماوية.
ان ديمومة الحب لدى كبار السن هي عبر استدعاء قصص الطفولة والشباب ومحاولة تقليد الاطفال والشباب في العابهم لما موجود في عقلهم الباطن  من كوابت الطفولة المحرومة....
فبعض الناس عندما يشاهدون احد كبار السن وهو يمتطي الارجوحة ان كان رجلا او امرأة وزوجها يدفعها في الهواء او زوجته تدفعه في الهواء لكي يعيد احلامه وذكرياته من اجل ديمومة الحب...نرى بعضهم يصفر او يطلق عبارات جارحة وبعضهم يتهامس او يطلق عبارات (شوفوا هذا شكد ميستحي وما يخجل مرته تلعبه بالمرجوحة او صاعد ديلاب الهواء او سيارات المداعمة (التصادم) وغيرها من الالعاب الطفولية) عديم الخجل  وما يراعي كبر سنه  وهكذا في بعض التصرفات عندما يشاهدون رجلا كبيرا او امرأة يحمل وردة حمراء او بيضاء يتهامسون ويقولون هذا الختيار تصابى او صار مراهقا وهكذا يحاول الناس تحديد تصرفات الاخيرين عبر المراقبة  وتمحيص تحركاتهم تحت المجهر ويرسمون  لها تحليلات ما انزل الله بها من سلطان ولا يعرفون ان ليس للحب  والشعور بالسعادة عمرا محددا او زمن معين .
وهكذا قيل في الامثال والحكم ...من سمع كلام الناس مات مهموما (من نظر الى الناس مات هما).............كلام الناس لايودي و لا يجيب.....كلام الناس ما بيرحم...وهكذا يقال رضا الناس غاية لاتدرك...ولو  كان تلك مهمة بالسهلة  لنجح الانبياء في ارضا البشر رغم الدعم والتوفيق الالهي لهم ولكنهم في خلال حياتهم الدعووية  كان لهم اعداء كثر وحاولوا اثنائهم عبر مصدات واقاويل كثيرة ولكن الروح القيادية في التغيير لدى الانبياء والقادة والمصلحين لديهم عزيمة وقدرة في  تغيير الناس وتوجهاتهم  ونجحوا في نشر افكارهم لدى ذوي العقول الطيبة والساعية للخير والبناء.
هذا وتبارى الشعراء والكتاب في تخفيف تاثير كلام الناس على العقول الواعية عبر قصص وكتب واغاني ومسلسلات لتغير الانماط السلوكية والصحية والحياتية والعبادية وتبقى اغنية جورج وسوف كلمات الناس مؤثرة جدا في عقول الشباب عبر الموسيقى الجميلة والكلمات الراقية المعبرة المؤثرة.....
كلام النّاس لا بيقدّم ولا يأخّر
كلام النّاس ملامه وغيره مش أكتر
وليه يا حبيبتي نسمعهم أنا عاشق بسمّعهم
عيوني ما حدّ يمنعهم ولا بالوهم حاتأثر
من كلام النّاس كلام النّاس
كلام النّاس لا لا لا بيقدّم ولا يأخّر
أنا حاسس أنا شايف أنا فارس ومش خايف
بحبّك مهما قالوا النّاس ورافع في هواكي الرّاس
عنّك عمري يا عمري عنّك عمري ما اتأخّر
وليه يا حبيبتي نسمعهم أنا عاشق بسمّعهم
عيوني ما حدّ يمنعهم ولا بالوهم حاتأثر
من كلام النّاس كلام النّاس
كلام النّاس لا لا لا بيقدّم ولا يأخّر
أنا حالف ما نتفارق أنا حالف لكون عاشق
وشيلك جوا ننّي العين مهما تكلّموا اللايمين
كلامهم عمرو يا عمري كلامهم عمرو ما يأخّر
وليه يا حبيبتي نسمعهم أنا عاشق بسمّعهم
عيوني ما حدّ يمنعهم ولا بالوهم حاتأثر
من كلام النّاس كلام النّاس
كلام النّاس لا لا لا بيقدّم ولا يأخّر
نعم كلام الناس لايقدم ولايؤخر في العمل الصحيح الواعي والتصرف اللائق الذي يتماشى مع النواميس الالهية والاخلاقية.
فهي دعوة  للناس للتعبير عن مشاعرهم والبوح عن تخفيه صدورهم من مكنونات للتمتع في مباهج الحياة ولان اغلب كلام الناس هو مجرد كلام كمايقول رياض احمد و بياع كلام كمايطربنا سعدون جابر....
ان الفعل الانساني المؤثر هو الفعل العفوي النابع من المشاعر الحقيقية المعبرة تجاه الاخرين فدعوا كلام الناس وعيشوا الحياة  كما هي...................

أبو نؤاس من الأمين حتى الموت/ كريم مرزة الأسدي

   15 - أبو نؤاس وملامح من  حياته في عهد الأمين ، وعلاقة الأخير به :
أ - المقدمة :أ 
توفي هارون الرشيد  (سنة 193 هـ / 809 م ) ، وخلفه ابنه الأمين، وكان الرشيد قد أودع أبا نؤاس السجن ، لمجونه وتهتكه وخلاعته ،وذات يوم قريب من يوم تنصيبه ،قامت جارية تغني بين أيدي الأمين ،  أعجبه الشعر ،  فسأل عن قائله ، فقيل له : لأبي نؤاس ، فرغب باستدعائه ، فقيل له : محبوساً ، قأمر بإطلاق قيده ، وقرّبه منه ، لتلائم طبائع الرجلين ، إذ وافق شنٌ طبقه ، وفي سنة 196 هـ نشب الصراع بين المأمون والأمين ، إثر خلع الثاني ولاية العهد من الأول ، فأخذ أنصار المأمون يعيبون على الأمين بمصاحبة شاعر ماجن ، خليع ، يظهر الكفر ، وينتهك المحرمات ، وذلك في خطبهم عندما يعتلون المنابر في مساجدهم ، مما يؤدي إلى اضطرار الخليفة إلى حبس شاعره ، لإبعاد التهمة عنه ، فيتدخل الوزير الفضل بن الربيع لإطلاق سراحه ، وتعود المياه إلى مجاريها  ولمّا مات الخليفة الأمين رثاه صاحبه شاعرنا برثاء موجع ، ولم يلبث بعده إلا قليلا ، وتوفي في ظروف غامضة ، لاضطراب تلك السنوات ، كما ذكرنا سالفاً .
ب - كيف تعرف الأمين على شاعره ؟ :
هنالك بعض الروايات تعيد معرفة أبي نؤاس مع الأمين زمن فتوة هذا الأمين ، برواية لا يقبلها العقل السليم ، ولا الفكر القويم ، تقول عندما كان الكسائي الكوفي يشرف على تربية المأمون ، والأمين ، وكان الأخير صبيح الوجه ، طلب منه أبو نؤاس أن يجد له مخرجاً لتقبيل السيد الأمين ، وإلا يهجوه ، فقال له الكسائي ، ما عليك إلا أن تغيب فترة ، ثم تأتي كأنك ما رأيتني فترة من الزمن ، وتهمّ علي تقبيلاً ، ثم تميل على الأمين وتقبله، وكان ما اتفقا  عليه ، وقال أبو نؤاس في ذلك:    
قد أحدث الناس ظرفا  *** يعلو على كل ظرفِ
كانوا إذا ما تـــــلاقوا *** تصافحوا بالأكـــــفِ
فاحدثوا اليوم رشف الـ** خدودِ والرشف يشفي (33)
عبد الله بن طاهر ، وهو الأدرى بأسرار القصر ،   ينفي الخبر ، وجزماً الرواية منحولة ، فلا كان يسمح للرعية بتقبيل الخلفاء ولا أبنائهم ، ولا الكسائي الكبير كان مستعداً للقيام بهذا الدور ، ولا أبو نؤاس من الجهل بمكان ، يلّح على طلب تافه ، لا يُزيد ولا يُنقص .
مهما يكن من أمر، تعمقت العلاقة بين الشاعر وخليفته الأمين بعد موت الرشيد  ، وإنّ الطيور على أشكالها تقع  ، فيروي أبو هفان  :  " كان محمد الأمين مستهترا بأبي نواس لا يصبر عنه ساعة ينشط للشرب، وكان يطلبه بعض الأحيان فلا يكاد يوجد، فتابع الأمين الشراب عدة أيام وأرسل من يستنبطه ويبحث الحانات ويطلبه في مظانه فلم يقدر عليه، فغضب غضبا شديدا، وكان بعض ندمائه يحسد أبا نواس على موضعه من الأمين، فوجد مساغا للقول وموضعا للكلام فسبه وتنقصه وقال: يا أمير المؤمنين هذا عيار شارب شواظ ينادم السفلة والسوقة وينتاب الحانات ويركب الفواحش، يرى ذلك غنما وإن في منادمته تشنعة على أمير المؤمنين، فلما أكثر في ذلك قال له محمد: ألغ هذا الكلام عنك فوالله ما ينبغي أن يكون نديم خليفة إلا مثله في أدبه وظرفه وعلمه وكمال خصاله، وما غضبي عليه إلا تأسفا على ما يفوتني منه. " (34)
كما تقرأ خليفة المسلمين يبرر بإصرار للمتهتك لحرمات المسلمين ، والخليع من كل أعرافهم ، ما دامت الخلافة لا يمسّها خطر محدق، و لا يلوح لها بشرّ داهم، فتمادى الشاعر في ارتياد حاناته ، بل الإقامة فيها ليل نهار ، وقذ يطيل المكوث فيها شهرا ، جفاه الخليفة ، ولم يعد يسأل عنه ، وفي ذات صباع شرب  الخليقة الأمين ثلاثة أرطال وطابت نفسه ، فذكر أبا نواس وظرفه وطيب محادثته، وأن عنده في كل شيء نادرة، فأمر بإحضاره، فلما دخل عليه شكا عظم ما ناله من غضبه وإبعاده وسأله الصفح عنه واغتفار هفوته، فأمر فخلع عليه وأقعد في مجلسه الذي كان يقعد فيه لمنادمته ثم عاتبه على انقطاعه للشراب ، وإقامته في الحانات  ، وعدم احترامه لهيبة الخلافة ، فقال: يا أمير المؤمنين، من تمام العفو ألا يذكر الذنب، قال: فأنشدني ما قلت في مقامك هناك فأنشده :
وفتيان صدق قد صرفت مطيهم  ***إلى بيت خمار نزلنا به ظهرا
فلما حكى الزنار أن ليس مسلما ***   ظننا به خيرا فصيره شــرا
فقلنا: على دين المسيح بن مريم ** فأعرض مزورا وقال لنا كفرا
فقلنا له ما الاسم؟ قال سموأل  ***على أنني أكنى بعمر ٍولا عمرا
وما شرفتني كنية عربية  ******ولا أكسبتني لا سناء ولا فخرا
ولكنها خفت وقلت حروفها **** وليست كأخرى إنما خلقت وقرا
فقلنا له ...عجبا بظرف لسانهِ * *أجدت أبا عمرو فجود لنا الخمرا
فأدبر كالمزور يقسم طرفه *****  لأوجهنا شطرا وأرجلنا شطرا
فجاء بها زيتيـــــة ذهبية ****فلم نستطع دون السجود لها صبرا
خرجنا على أن المقام ثلاثة ***** فطاب لنا حتى أقمنا بها شهرا
عصابة سوء لا ترى الدهرمثلهم*وإن كنت منهم لا بريئا ولاصفرا
إذا ما أتى وقت الصلاة تراهموا  **** يحثونها حتى تفوتهم سكرا (35)
فاستحسنها الأمين وقال: يا غلام. اسق القوم ولا تسق أبا نواس، قال: يا أمير المؤمنين ولم؟ قال: لأنك تصف الغلام إذا ناولك الكأس بأنه قد سقاك كأسين كأسا بعينه وكأسا بيده وتذكر أنك جمشته فهات الآن ما عسى أن تقول إذا لم يسقك فأنشد
أعاذل أعتبت الإمام وأعتبا *** وأعربت عمّا في الضمير وأعربـــا
وقلت لساقيها أجزها فلم يكن ***** ليأبى أمير المؤمنين وأشـــربا
فجوّزها عني سلافاً ترى لها **** إلى الأفق الأعلى شعـــاعاً مطنّبا
إذا عبّ منها شارب القوم خلته ****  يقبّل في داجٍ مـن الليل كوكبا
ترى حيثما كانت من البيت مشرقاً **وما لم تكن فيه من البيت مغربا
يدور بها رطب البنان ترى له **** على مستدار الخدّ صدغاً معقربا 
فقال له الأمين: ويحك، لم ينج منك على حال يا غلام، اسقه ثم خلع عليه عند انصرافه وأمر له بجائزة (36) 
من الأبيات الرائية الأولى التي يصف بها الشاعر  بائع الخمر ببراعة متناهية أمام خليفته ، وترى كيف كان يتمتع أتباع الأديان الأخرة بحرية كاملة ، وجرأة متناهية ، بل يعيبون على العرب كنيتهم ، ويستصغرون شأنهم وهم في دارهم ، في حين يقول العرب ، ودارهم مازلت في دارهم ، فكان العرب والمسلمون تتسع سماحتهم لضم الجميع - نعم المتوكل ، خلافته بين ( 232 هـ - 247 هـ ) ، اتبع سياسة التمايز ، فقلل من شأنهم ، واحتقر أمرهم ، ببعض الإجراءات التي ألزمهم بها - ثم عادت المياه ألى مجاريها ، ولشد ما يدهشي هذا النؤاسي - في قصيدته البائية - إذ يقول  لساقي خمرته ، اسقنيي رحمك الله : أجزها فلم يكن ليأبى أمير المؤمنين وأشـــربا ، وهو القائل لصاحبه ذات يوم ، لمعاقرة الخمر :
يأحمد المرتجى في كل نائبةٍ ***قم سيدي نعصِ جبّار السمواتِ
 عصيان جبّار السموات  - كما يبدو لك -  عند الشاعر أهون من مخالفة أمر أمير المؤمنين ، وهذا الخليفة الأمير أدرى بعصيان أبي نؤاس وتهتكه ، ولكن والحق يقال ، عندما تحاهل الخليقة شاعره الظريف ، وأهمل أمره ، لم يتذلل الشاعر النؤاسي لأميره الخليفة ، أو يتوسل به للرجوع إليه ،  وإنّما الأمين نفسه تنازل عن قراره ، وأشخصه إليه ، وبرر غيابه ، وأشاد به ، وكرّمه ، فالرجل الشاعر ، كان من الذكاء الحاد ، وفرط الإحساس ، أن يتبين الود المبطن بالكراهية ، فيبتعد عن المتصنعين إكراماً لنفسه ، واحتراما لها ، اقرأ هذين البيتين الرائعين :
لم ترضَ عنّي ، وإنْ قرّبتْ متّكي **** يا راضي الوجه عني ساخط الجودِ
بل استترتَ بإظهار البشاشة لي *** والبشرُ مثــــــل استتار النارِ في العود
ج - من قصائد مديح أبي نؤاس في أمينه الخليفة :
قال يمدحه قبل توليه الخلافة ، ولا تفوتك كلمة ( الأمير) في قافية عجز المطلع ، ولا تطلق كلمة الأمير على الخليفة ، وإنما الخليفة ، أو أمير المؤمنين أو الإمام 
تتيه الشمـس و القمـر المنيـر****إذا قـلنـا كـأنـهـمـا الأميـر 
فإن يـــكُ أشبـها منه قـليلاً ***  فـــقد أخطاهــــما شبهٌ كــثيرُ
لأن الشمس تغرب حين تمسي **** وأن البدر ينقصه المسير
و نور مـحمدٍ أبداً تمـامٌ **** على وَضَــح ِالطـريقـةِ لا يـحـورُ (37)
يقول أبو هلال العسكري في (ديوان معانيه) ، تشبيه الوجه بالشمس والقمر ابتدعه المحدثون  أي - والكلام لي -  بدايات العصر العباسي ، وأبو نؤاس من رواده  الأوائل ، والجميل الرائع أنّ أبا نؤاس جعل وجه الأمين أروع من الكوكبين الشمس والقمر ، وإنهما دونه في الجمال ، وعلل  
ثم تصرف المحدثون في تشبيهه، أي الوجه، بالشمس فقال ابن الرومي ، من بعده " كالشمس غابت في حمرة الشفق "  ، وقال العباس بن الأحنف :   
قالت ظلوم وما جارت وما ظلمت*** إن الذي قاسني بالبدر قد ظلما
ابدر ليــــــــــس له عينٌ مكحلةٌ  *** ولا محاسن لفظ يبعث السقما (38)
وقال يمدحه أيضاً : 
ملكتَ على طير السعادة واليمنِ ***** و حـزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن ِ 
لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ  ***** و زيـدتْ به الأيــامُ حسناً إلى حسن ِ 
ولولا الأمين بن الرشيد لما انقضت **رحى الدين، والدنيا تدور على حزن ِ 
لقد فك أغـلال العنـاة محمــــدٌ ****** وأنزل أهل الخـــوف في كنف الأمن ِ 
إذا نحن أثنيـنا عليـك بصــــــالح ٍ *****فأنت كما نـثني، وفوق الذي نـثني 
وإن جرت الألفـاظ يوماً بمــــدحةٍ ***** لغيـرك إنســـاناً، فأنت الذي نعـني
يتبين لنا من البيت الأول أن القصيدة نظمت بعد تولي الخليفة الأمين بفترة وجيزة ،  والدليل قوله (و حـزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن) ، ، إذ كان سنه ثلاث وعشرين سنة هجرية ، فهو من مواليد 170 هـ  ، والرشيد توفي 193 هـ ، وهو أصغر من أخيه المأمون بستة أشهر ، وفضل على مأمونه ، لأن الأخير أمه جارية فارسية ، اسمها مراجل ، أما الأمين أمه حرّة هاشمية ( زبيدة) ، والأمين الخليفة الثاني في التاريخ الإسلامي من أبوين هاشمين ، بعد الإمام الحسن ، ولو أن الرشيد كان يتمناها للمأمون لذكائه وحنكته وحكمته وجرأته ...ثم  يتطرق من البيت الثاني إلى أنه كان عادلاً وصالحاً ،  وقد وفر الآمن والاستقرار، وفي البيتين الخامس والسادس ، يرفع سقف المدح إلى الغاية القصوى ، أو قل : يصيّر من ممدوحه الفرد الأوحد في الدنيا ، كما فعل مع الرشيد من قبل ، إذ جعله قد جمع العالم في واحد، أما الأمين ، فهو كما يثني عليه ، أ و فوق الذي يثني، وإذا مدح آخر ، وبالغ في مدحه ، فإنما يعني الأمين ، وهنا لفتة عبقرية من الشاعر ، إذ فرض على خليفته إن يعطيه صكاً على بياض ، ليمدح  من يشاء بلا جساب ولا كتاب!! 
ومدحه بقصيدة ثالثة رائعة  مطلعها  :
يا دار ما فعلت بك الأيـــــامُ *** لــــــم تبـــق فيك بشاشة تستام
أيام لا أغشــــي لأهلك منزلاً ****** إلا مراقبــــــــ ة عليّ ظلام
ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم **وأسمت سرح اللهو حيث أساموا
وبلغت ما بلغ امرؤ بشبـــــابه *****وإذا عصـــارة كل ذاك أثام
وتجشمت بي هــــول كل تنوقه ***** هوجاء فيها جــــرأة إقدام
تذر المطي وراءها فكـــــــــأنها ****** صف تقدمهن وهي إمام
وإذا المطي بنـــــــا بلغن محمداً *** فظهورهن على الرجال حرام
قربننا من خير من وطي الحصــــا ****   فلها علينا حرمة وذمام
رفع الحجاب لنــــــــاظري فبدا به  ****ملك تقطع دونــــه الأوهام
أصبحت يا ابن زبيدة ابنــــة جعفر*** أملاً لعقـــــــد حباله استحكام
فبقيت للعلم الذي يهدي بــــــــــه ****وتقاعست عـــن يومك الأيام
 قصيدة في غاية الروعة ، تكلم عن إبداعها النقاد القدماء ، واستشهد في العديد من أبياتها المعاصرون الأدباء ، وركزوا كثيراً على البيتين التاليين :
وبلغت ما بلغ امرؤ بشبـــــابه *****وإذا عصـــارة كل ذاك أثام
وإذا المطي بنـــــــا بلغن محمداً ** فظهورهن على الرجال حرام
   لا يخفى المعنى الإنساني العميق المتأمل الحكيم في البيت الأول ، أما البيت الثاني ، فمرّد إعجابهم  إلى عصرهم ، وأعني القدماء منهم ، إذ قارنوه بقول جرير  : 
ألستم خير من ركب المطايا *** و أندى العالمبن بطون راح؟   
وعندي - وهذا مالم يتطرق إليه أحد - أهم ما جاء في القصيدة هو ذكر اسم زبيدة وأبيها ، وهذا يجب أن لا يمر علينا مرور الكرام ، بل يعني أن زبيدة هتي التي كانت مسيطرة على قضر الخلافة سيطرة تامة ، وهي التي حركت ابنها ،وضغطت عليه  لخلع أخيه المأمون من ولاية العهد مما أدى إلى مقتل ابنها الأمين وتدمير بغداد بعد سنتين من الحروب والفتن   ، ووجد  الوزير الفضل بن الربيع الفرصة سانحة للتخلص من المأمون ، وبالتالي من ذي الرئاستين وزير الأخير ، وأخيه الحسن بن سهل ،القائد العسكري الشهير ، والذي أصبح من بعد وزيراً للمأمون ، والمأمون تزوج ابنته بوران في أشهر عرس بالتاريخ الإنساني، ولكل زمان دولة ورجالُ ، وزماننا هذا الرجال محالُ !!    

ـ«هويدا».. أخلفتُ وعدى معك!/ فاطمة ناعوت

الوطن
عند الفجر، أمسكتْ «هويدا» يدى، بكلتا يديها، وهى راقدة على السرير الأبيض، مدثّرةً فى الضمادات، بينما خيط نحيل من الدم الجاف يلوّن الملاءة البيضاء تحت ساقها، لتُشهدَ التاريخَ على لحظة تعسة تعيشها مصرُ.

كانت تهتف: «أنا أنزف، أخرجونى من هنا!»، ركضتُ نحو الطبيب فى غرفته، والغضب يسبقُنى، فالتقانى بابتسامة هادئة ونهض يصحبنى إلى سرير «هويدا»، رفع الغطاء فوجدتُ كلَّ شىء على ما يرام. انحنيتُ أسألها: «لماذا تودين الخروج قبل شفائك؟»، قالت: «لا بد أن أذهب إلى معهد ناصر، الآن، فوراً»، سألتُها: «لماذا؟»، فضغطت بيديها فوق كفى الذى ضمّته بقوة إلى صدرها وهى تهمس: «أستاذة فاطمة، ابنتى مريم هناك، أود أن أراها، هاموت من الخوف عليها، بس أشوفها». كانت قد تجاوزت الرابعة فجراً، بعد ساعات من مذبحة كنيسة «العذراء» بالورّاق، 20 أكتوبر الأحد الماضى. عاهدتُ السيدة هويدا بأن أذهب إلى «مريم» فى الصباح، وأكلمها من هناك لتسمعَ صوتَها، فيطمئنُّ قلبُها الواهنُ، وينام، قالت لى: «بل الآن، وحياة ولادك دلوقت»، أخبرتُها أن مريم نائمةٌ الآن، بعد عملية جراحية دقيقة، ولا يصحُّ أن نزعجها، فلم تترك يدى إلا بعدما استوثقت أننى لا أخلفُ الوعد، وسوف آتيها بصوت طفلتها عند الصباح.

لكننى لم أفِ بوعدى، لم أذهب إلى «مريم» فى معهد ناصر، ولا عدتُ إلى أمها «هويدا» فى مستشفى «الساحل» بتميمة الحياة، لأن الصغيرة الجميلة ماتت مع خيوط الصباح الأولى. الطفلة ذات الاثنى عشر عاماً تلقّى جسدُها النحيلُ ثلاثَ عشرة رصاصةً آثمة؛ رصاصةٌ لكل عام من عمرها، ونظلُّ مَدينين لـ«مريم» برصاصة زائدة، لم تعش عاماً مقابلها!

الطفلة البريئة مريم نبيل سافرت إلى السماء مبكراً عما ينبغى لمثلها أن يحيا، لأن معتوهاً يُصرُّ أن يعودَ معتوهٌ خائنٌ إلى الحُكم بعدما لفظَه شعبٌ بأسره!

بماذا سأردُّ على السيدة هويدا حين أذهب إلى العزاء؟ كيف سأواجهها بعدما أخلفتُ وعدى معها؟ وكيف سأبرر لها ما حدث؟ وبمَ سأجيبها حينما تسألُنى بآية من كتابى: مريم طفلتى «بأى ذنبٍ قُتِلت؟».

«راضى»، الذى اخترقت رصاصةٌ كُليته، التقيتُه بعد خروجه من غرفة العمليات وآثارُ البنج تخاتل عينيه نصف المغمضتين، بادرتُه: «حمداً لله على سلامتك يا شقيقى، سامحْنا على ما فعل السفهاءُ منّا»، فابتسم بوهن وقال: «لا تعتذرى، أنتِ ملاك»، وخزةٌ جديدة أنالُها من أولئك المُسالمين وخزتْ قلبى بالخجل مما نفعله بهم دون سبب، همستُ مُطرقةً: «بل أنتم الملائكةُ، فسامحونا، ويوماً ما سيختفى كل هذا، وتنالون حقوقَكم كاملة، حين تحظى مصرُ بحكومةٍ وحاكمٍ يليقان بها».

كان حفلَ زفافٍ، تمنّى فيه شابٌّ وفتاةٌ أن يبدآ حياةً جديدة، فى بيتٍ صغير، يُعْوزه الثراءُ، لكن يَعمُره الحبُّ ويغمرُه الفرح. لكن أم العريس تلقّى قلبُها رصاصةً فى عُرس ابنها، بدلَ أن تتلقى كلماتِ المباركة والفرح! أتساءَلُ: «كيف لهذين العروسين أن يُكملا حياتَهما بسلام؟ بأىّ مشاعرٍ سينظران إلى صورة زفافهما المُعلّقة على حائط الصالون؛ وكلما شاهداها لمحا خيطاً قاسياً من الدم يسيل فوق فستان العروس الأبيض فيلوّثه، ليذكّرهما أبد الدهر بأن الأمَّ دفعت عمرها ثمناً لهذه الصورة؟ بماذا سيجيبان طفلهما القادمَ حين يسألهما: «تيتا راحت عند ربنا فى السماء إزاى؟»؟

لماذا يقتلُ إنسانٌ إنساناً؟ بل كيف؟ بل بأى حقٍّ؟ هل هو الله؟! اللهُ وحدَه واهبُ الحياة، وهو وحدَه نازعُها.

قال قائلٌ: «الدولة المصرية دائماً ما تشكر الأقباط على ضبط النَّفس. فمتى يأتى اليوم الذى يشكرُ فيه الأقباطُ الدولةَ المصريةَ على (ضبط الجُناة)؟».

جريمة "الوراق" إرهابية وليست جنائية أو طائفية/ مجدي نجيب وهبة


** أحداث إرهابية وإجرامية .. ليست عشوائية أو جنائية كما يريد البعض أن يشيع حتى تتوه الحقائق ، ونعود لنفس الملف السابق الذى كان يمارس فى عصر الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" ، والرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" ..
** لقد عانى الأقباط .. وعانت الكنيسة كثيرا من هذه العبارة التى تنطلق عقب أى جريمة إرهابية ، من بعض المسئولين الأمنيين الذين دائما يقولون "لم يتبين حتى الأن إذا كان الحادث إرهابيا ، أو حادثا إنتقاميا لجريمة ثأر أو خلافات بين الجناة والضحايا ، وأن عملية البحث مستمرة لضبط الجناة ، وبيان سبب إرتكابهم للجريمة" .. وهو نفس السيناريو الذى مارسته كل الأنظمة السابقة للتغطية على الحادث وتهدئة الرأى العام فى مصر !!..
** هذا السيناريو حفظناه صم .. وهو ما تكرر قبل ذلك فى مئات من الجرائم الإرهابية .. وجميعنا يتذكر الإرهابى البلطجى "حمام الكمونى" الذى قام بقتل 6 مسيحيين وأمين شرطة فى أحداث نجع حمادى ليلة عيد الميلاد المجيد فى 6 يناير 2010 .. وقد تربص القاتل بالمجنى عليهم عقب خروجهم من الإحتفال بعيد الميلاد المجيد ، وإنتهاء قداس العيد ، وهو نفس المشهد فى الحادث الإرهابى الذى شهدته كنيسة القديسين بسيدى بشر بالأسكندرية فى 2011 ..
** فى كل الجرائم السابقة كانت مصر تمر بمشاكل إرهابية ، منذ أن أعلن الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" وقال "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة" .. كانت هذه العبارة التى أطلقها السادات هى بداية العمل الجماعى والعلنى للإرهاب فى مصر !!...
** وللأسف لم يحال أى إرهابى لأى نوع من المحاكمة .. بل كان يتم القبض على المشتبه فيهم أو حتى على الجناة .. ثم يحكم عليهم بالسجن المشدد ، وبعد مرور عامين يطلق هؤلاء الإرهابيين مبادرة لنبذ العنف والتى يطلقون عليها "عمل مراجعة" على أن تتم بعض الزيارات الدعوية لأحد الشيوخ إلى السجون لتقديم النصح والإرشاد جلستين أو ثلاثة ، وعقب هذه الجلسات يعلن الإرهابيين نبذهم للعنف ويطالبون بالعفو والإنخراط فى المجتمع .. وكان يتم الإفراج عن هؤلاء فورا رغم عنف الجرائم الإرهابية التى كانت تمارس ضد الأقباط ، وسقوط العديد من الشهداء والجرحى .. ولا يمضى عام إلا وتعود ريمة لعادتها القديمة ، بل تعود الجرائم أشد سفالة وإرهاب وإجرام ...
** لا تختلف جريمة كنيسة العذراء مريم بالوراق كثيرا عن الفكر الإرهابى لجماعة الإخوان المسلمين .. فالمعروف أن فكر هذه الجماعة الإرهابية هى التكفير بكل من يختلف معهم عقائديا أو فكريا ، ووسيلتهم الوحيدة للتعبير عن أفكارهم ومبادئهم الدنيئة وهى الدم وليس شئ أخر ..
** ولكن الإختلاف هنا فى هذه الجريمة البشعة أنها تتم بأوامر التنظيم الدولى للإرهاب فى العالم ، وهم مجموعة من اللصوص القوادين المعروفين فى كل دول العالم ، وأن عصابة الإخوان المسلمين وكل أنصارهم ينتهجون نفس المنهج الإرهابى الذى مارسوه منذ السبعينات على المجتمع المصرى بالكامل دون تمييز بين الضحايا ..
** نعم .. هذه الجريمة تختلف .. فالجناة ليسوا إرهابيين ، ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين والإرهابيين ، بل هم فصيل أخر من البلطجية ومدمنى المخدرات الذين يستخدمهم الإخوان المجرمين فى تنفيذ جرائمهم ضد الأقباط والجيش والشرطة ..
** نعم .. هذه الجريمة تختلف ، فالجناة يتلقون الأوامر بالتنفيذ من العاهرة أمريكا بجلالة قدرها ، والشمطاء العاهرة "كاترين أشتون" ، والمرأة اللعوب "آن باترسون" السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر ، والمعتوه ذو الوجه القبيح "جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكية ، وحرامى الغسيل والتلصص على حمام السيدات المدعو "جون ماكين" ، ورئيسهم اللقيط المجهول الأب والأم "باراك حسين أوباما" ، وبالمناسبة إن هذا الإسم الثلاثى حصل عليه عندما كان محتجزا فى أحد ملاجئ كينيا ..
** نعم .. هذه الجريمة تختلف عن كل سابقاتها ، فكل المحرضين بعضهم مارس الشذوذ الجنسى ومشكوك فى شرعيته وبعضهم عمل قواد فى إحدى بارات السكر والعربدة والسيربتيز المنتشرة فى نيويورك ولندن وتركيا ، والبعض الأخر أدمن سرقة المتاجر والمساكن مثل حرامى الغسيل الأمريكى "جون ماكين" ..
** كل هؤلاء يساندون عصابة محمد بديع المضلل العام لهذه الجماعة الإجرامية ، والتى تضم هى الأخرى مجموعة من اللصوص والقوادين والإرهابيين الذين قبض عليهم ، ووضعوا فى السجون المصرية لمحاكمتهم على جرائمهم الإرهابية التى فعلوها منذ عشرات السنين فى المصريين وفى المسلمين والأقباط .. وفى السياح .. وفى الكنائس .. فقد حرقوا ودمروا وسرقوا ونهبوا وفعلوا جرائم يندى لها الجبين ..
** ولكن المصيبة الكبرى والتى كتبت عنها كثيرا .. إبحثوا عن أمريكا ودورها فى دعم الإرهاب لتدمير مصر والتحريض ضد الكنائس والأقباط ، وللأسف وقف ضدى كل النشطاء الأقباط فى مصر ، وفى الخارج ، وكل المنتميين لكل المراكز الحقوقية والمجتمع المدنى بل كانت تصلنى رسائل من بعض النشطاء فى الداخل والخارج ، كلها شتائم وبذاءات وهم يدافعون عن أمريكا وأوباما ..
** نعم .. هذه الجريمة تختلف .. فهى ليست جريمة طائفية ولا جريمة جنائية ، ولكنها جريمة إرهابية .. المقصود بها ليس سقوط ضحايا من الأقباط أمام الكنيسة .. ولكن المقصود هو رسالة يستغلها بعض الحقوقيين فى مصر وفى الخارج ، لتحريك الملف الطائفى الذى يطلقون عليه "ملف الأقليات المضطهدة" بعدم قدرة الدولة على حماية الكنائس والأقباط ، لتحريك الدول المتآمرة ضد مصر ، وعلى رأسهم أمريكا .. وهى نفس الدول التى تحرض ضد الكنيسة والأقباط ..
** نعم .. هذه الجريمة تختلف .. فلا يجب أن تخرج هتافات داخل الكنيسة أو خارجها مثل شعارات "بالروح بالدم نفديك ياصليب" .. هذا الشعار مرفوض تماما لأنه شعار طائفى .. فما يحدث فى مصر ليس حرب طائفية ضد العقيدة ولكنها حوادث إرهابية منظمة منذ عشرات السنين .. كما أن شعار "يانموت زيهم يانجيب حقهم" .. هذا هو شعار فوضوى ردده البلطجية فى التحرير ومن أطلقوا على أنفسهم ثوار ، وهم جميعا شلة مأجورة تنفذ المخططات الأمريكية الإسرائيلية ..
** هذه الجريمة تختلف تماما عن كل الجرائم ، ورغم أنها الجريمة فوق الألف ، وأصبح المحرض معروف وكشف عن نفسه .. ولكنى أتعجب من إصرار الكثير من الأقباط على الإستمرار فى حالة الغباء المتعمد بعدم توجيه الإتهامات لأمريكا والرفض التام من الأقباط فى الداخل والخارج بعدم إدانة الفاعل الأصلى وهى أمريكا ..
** أخيرا .. الخروج المتعمد والتظاهر ضد السيد اللواء وزير الداخلية للمطالبة بإقالته .. هذا مرفوض تماما ، وعلى كل من يخرج فى هذه التظاهرة لا يمثل إلا نفسه ، ويتحمل كل ما يحدث له .. فهى فرصة ستكون خصبة لإندساس من يريدون الفوضى ونشرها فى الشارع المصرى ، ومن يريدون الوقيعة بين الشرطة والشعب .. ولكن إذا كان هناك من يعترض فليعترض بإسم مصر ، فالداخلية تقوم بكل ما فى وسعها ضد كل التيارات الإرهابية فى مصر ، والوزير نفسه قد تعرض لمحاولة إغتيال .. ولكن يجب أن يكون التظاهر من أجل مصر فقط ، والمطالبة بإقالة حكومة الببلاوى .. وتنفيذ قانون الطوارئ والضرب بيد من حديد على كل الفوضى التى تعم ربوع مصر .. فليس من شأن الداخلية تقنين القوانين ، ولكن الداخلية تنتظر صدور أى قوانين تشرعها هذه الحكومة المتواطئة مع الإرهاب لإسقاط الدولة .... فعلينا أن نعلم أننا فى حرب ضد الإرهاب وأمريكا والغرب ...
** حمى الله أرض مصر من كل المتآمرين والمأجورين والإخوان المجرمين ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

الانتخابات الفرعية، هل من معتبر؟/ عباس علي مراد

الانتخابات الفرعية التي جرت السبت الماضي 19/10/2013 في مقعد ميرندا جنوب سدني بعثت بعدة رسائل سياسية وبعدة اتجاهات.
المعني الاول بتلك النتائج هما الحزبين الكبيرين، الائتلاف والعمال بالاضافة الى حزب الخضر.
رئيس وزراء الولاية باري اوفاريل حاول التقليل من وقع الخسارة وألقى باللائمة على وزير الرياضة السابق غراهام انسلي وعدم خدمته حتى نهاية عمر المجلس النيابي في الولاية  معتراً ذلك احد العوامل الرئيسية التي ادت الى تحوّل الناخبين الى حزب العمال، وكذلك ألقى باللائمة على رئيس بلدية ساثرلند الاحراري كينت جونز الذي تعامل معاملة تفضيلية مع مقاولي البناء المحليين.
زعيم المعارضة جون روبرتسون اعتبر ان الحكومة تعاملت باستخفاف مع العائلات في المنطقة ورأى ان المواطنين بعثوا برسالة قوية وصوتوا ضد الاقتطاع من الخدمات في المستشفى المحلي في المنطقة وخدمات النقل العام وخدمات الاطفاء.
اسباب وعبر:
من حق رئيس وزراء الولاية وزعيم المعارضة التعبير عما يناسب وجهة النظر السياسية لكل منهما وهذا هو دور السياسي، لكن هذه التبريرات لم ولن يكن لها وقع عند الناخبين لأن هناك حقائق لا يمكن لكلا الزعيمين تجاهلها، منها مسألة اختيار المرشحين حيث اعتمد حزب الاحرار انزال مرشحه بالمظلة ومن دون الرجوع الى الفرع المحلي في الحزب وهذه ما اشار اليه الكاتب السياسي في صحيفة سيدني مورنيغ هيرالد بول شيهان في مقالته الاثنين 21/10/2013 ص 18 والذي لفت الى العلاقة  المشبوهة بين المتنفذين في حزب الاحرار ومقاولي البناء والتي ادت الى هذه النتائج.
 اما من ناحية حزب العمال فمن حق زعيم الحزب في الولاية ان يتباهى بتلك النتيجة ويحاول تثبيت منصبه في موقع الزعامة الذي تعرض للإهتزاز بعد ما تم تداوله عن محاولة رشوته بمبلغ 3 ملايين دولارمن رجل الاعمال مقاول البناء مايكل ماكورغ والتي رفضها في حينها، ولكنه لم يبلغ السلطات المختصة بالامر، هذه القضية التي احالتها الحكومة في الولاية الى الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد والتي كان المرشح الاحراري عن مقعد ميرندا برت توماس يشير اليها باستمرار اثناء حملته الانتخابية ولكنها لم تأت ثمارها ،لأن مرشح العمال باري كولير والذي كان قد شغل المقعد من العام 1999 حتى العام2011 تاريخ الخسارة التاريخية لحزب العمال في الولاية في انتخابات  تلك السنة عاد وقلب المعادلة وحقق تحولاً في النتائح بنسبة 27% ضد الحكومة وهي اكبر نسبة منذ الحرب العالمية الثانية وذلك بسبب علاقته المتينة مع السكان المحليين الذين اعادوا الاعتبار له بعدما سئموا من سياسي حزب العمال على ارضية الفضائح المالية المدوية  واستغلال السلطة التي كان بطلاها كل من الوزيرين العمالين السابقين ادوارد عبيد وإيان ماكدونلد.
اذاً، ما هي العبر السياسية من تلك النتائج؟
اولاً بالنسبة للحكومة عليها ان تدرك ان هناك خطأً ما واستخفاف بتعاطيها مع قضايا المواطنين خصوصاً اذا ما عرفنا ان المنطقة داتها وفي الانتخابات الفيدرالية الأخيرة في 07/09/2013 صوتت لحزب الاحرار بنسبة 60%.
ثانياً بالنسبة للمعارضة والتي لها الحق ان تفاخر بهذه النتيجة ولكن هناك درس يجب ان تتعلمه ان المواطنين يراقبون يوصوتون لصالح من يكون آهلاً للثقة وعليه فعلى زعيم المعارضة المبادرة الى التخلص من التركة السياسية الثقيلة داخل حزب العمال التي خلفها داخل الحزب الثنائي ادوارد عبيد وجو تريبودي واختيار المرشحين الأكثر تفهماً لقضايا المواطنين سواء في مجلس النواب او الشيوخ بعيدا عن المحاصصة بين الاجنحة المتصارعة في الحزب.
ثالثاُ حزب الخضر الذي خسر 50% من الأصوات في انتخابات ميرندا  الفرعية حيث انخفضت اصواتهم الاولية من 8.8% الى 4.4% على الحزب دراسة النتائح والاسباب وما ينطبق على الحزبين الكبيرين ينطبق على حزب الخضر كذلك.
وكما يقول الامام علي بن ابي طالب:" ما أكثر العبر واقل الاعتبار" فهل من معتبر؟ ام ستبقى سياسة الكيدية والاستئثار هي السائدة، ام ستؤخذ بعين الاعتبار رسالة الناخبين والتي حددت بوصلتها من القضايا المحلية والوطنية على كافة المستويات وفي كل المجالات؟

سدني
E-mail:abbasmorad@hotmail.com

مَـرَاسِـمٌ لِـسُـنْـبُـلـَـةِ الأقـْـحُـوَانْ/ رجــاء مـحـمّـــد زرّوقــي ـ مـحـيـي الـديـن الشـارنـي


( تَـتَـشَابَـكُ المَـمَـرَّاتُ وَالطـِّـفـْـلـَـة ُ كَـإنْـدِهَاش الجَـمَـرَاتِ.. تـُجْـلِـسُ الحُـلـْـمَ وَالآسَ بـسُـنْـدُسِ القـَـلـْـبِ وَتـُـنـْـبـئُ بـتَـلـَعْـثـُـم زَخَّـات المَـرَايَا وَالفـُصُـول وَمَجـيـئ الرَّبيع عَـلـَى حِـيـن ..
                                 ..  ذاتَ مَاء .. )

*** 

.. قـَبْـلَ ضَـيَاعَاتِـهَا 
وإنـْـشِـغـَالاتِ ذرَاهَا 
الدُّريَّهْ 
بصَـوَّان فـَيَالِـق دِينـَامِـيـتِ 
الجَـزَالـَـةِ اليَـوْمِـيَّـهْ 
وَقـَبْـلَ أنْ تـَأوي
إلى زَيْـزَفـُـونـَـةِ الحُـلْـم..الضـُّـوَاع ..
لـَمْ تـَكُ .. وَلـَمْ يَـكـُـنْ عَـسْـجَـدُ رُشْـدِ اليَاقـُـوتِ 
فِي جـيـدِ تـُـفـَّاح أيَّامِـهَا شَـيْـئـَا..
لـَمْ تـَكـُنْ تـَمْـلِـكُ مِـنْ مِيم حَـيَاتِـهَا 
وَلا مِـنْ بَاب رُخَام رتـَاجـهَا 
سِـوَى خـَاء .. المَـوْتْ..
وَقـَـدْ كـَانـَـتْ ... 
وَكـَانَ نـَـسْـيًـا ..مَـنْـسِـيَّـا ..
وَلـَكِـنْ لـَمَّا خَـرَجَ ..عَـلـَـيْـهَا .. 
 غَـنَـجُ القـَـصِـيـدِ 
وَجَاءَ 
وَهَـجًـا ( تـَـعَـلـْـثـَـمَ )
وَنـَـيْـزَكـًا حَـريـريَّـا 
وَقـَالَ هَاكِ 
يَا مُـبَـرِّرَتِـي 
مُـبَـرِّرًا لِـسَاحَـةِ وجْـدِهُ 
لِـنـَـرْجَـسَـةِ المَـخَاض
وَولادَة الجُـرْح ..الطـَّـريِّ..
مَـنـَافِـذ صَلاة 
وَزَنـَابقَ بَـدَاوَة تـَهَالِـيـل نـَـدِيَّهْ
إنْـتـَـبَـذتْ بـهِ .. عِـطـْـرًا خَـصِـيـبًا .. 
سَـلـْـسَـبـيـلا يُـدَوِّخُ رَهْـطَ حَـنِـيـنِـهَا  
وَرْدًا قـَـصِـيَّـا ..
قـَالَ : هُـزِّي إلـَـيْـكِ 
بـجـذع القـَـلـْـبِ 
تـَـسَّـاقـَـطْ حَـبَـقُ 
مَـقـَالِـدُ الأشْـوَاق 
رُطـَـبًا .. جَـنِـيَّـا .. 
فـَأرْعَـدَ ..الصَّـمْـتُ ..
وَأبْـرَقـَـتْ الأشْـيَاءُ .. وَالوَقـْـتُ .. 
  وَتـَـلـَـعْـثـَـمَ بـفِـجَاج ..التَّـاريخ ..
لِـسَانُ الأبْـجَـدِيَّهْ 
إنْـشَـغَـلـَـتْ تـُـدَاوي 
فـَـرَحًـا تـَـوَرَّمَ 
بـنـُـتـُـوءَاتِ الـزَّمَـن 
وَكـُـرُوبِ رُغَـاء الإنْـسَانِـيَّهْ
فـَـتـَحَـتْ نـَافِـذةً 
لا تـُـشْـرفُ سِـوَى 
عَـلـَى  كـُـرُوم الغَـيْـبِ
وَذاكِـرَةِ مَـرَام الجَـبَـل المَـرْئِـيّهْ 
نـَـفَـضَـتْ عَـنْ وَقـْـع هُـمُـومِـهَا 
 تـُخُـومَ سَـوَادٍ 
تـَـرَجَّـلَ فِي رَكْـبـِهَـا إمْـتِـعَـاضًا 
وَمَـلـْـهَاةَ دَوَاةٍ آسِـيَّهْ   
وَإلـْـتـَحَـفـَـتْ البَـيَاضَ الأنِـيـقَ
بَـرَاءَةَ بـُكـْـرَةٍ 
وَأقـْـبَاسَ نـَـدَاوَة عَـشِـيَّهْ 
وطـَفـَـقـَـتْ تَـقُـدُّ مِـنْ عَـنـَادِل الحَـرْفِ 
أنْـغـَامَ رُوح 
وَمُـوسِـيـقـَى نـُـورَانِـيَّهْ 
لـَوْ رَآهَا العَابـرُ فِـيكَ يَا أيُّـهَا الحُـلـْـمُ 
لـَـقـَالَ 
إنَّـهَا شَـذرَةُ نُـور عَـجِـيـبٍ  
إنَّـهَا رَحْـمَـة الإلهِ الحَـبـيـبِ 
مِـمَّا أغْـدَقَ عَـلـَـيْـنـَا مِـنْ  
مَحَافِـل مِـسْـكٍ رَبَّانِـيَّهْ  
... / ... 

السعودية ترفض ان تكون شاهد زور/ د. صالح بكر الطيار

اعلنت السعودية اعتذارها عن قبول عضويتها في مجلس الامن لشغل مقعد غير  دائم في الهيئة الدولية، وذلك بسبب "ازدواجية المعايير" في المجلس وفشله في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري وجعل  منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل.وانتخبت السعودية الخميس 17/10/2013 للمرة الاولى عضوا في مجلس الامن الدولي حيث فازت بمقعد غير دائم  الى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا لمدة سنتين تبدأ في الاول من كانون الثاني / يناير 2014.ورغم ان السعودية نالت 176 صوتا من اصوات الدول الاعضاء ال193 إلا انها لم تتأخر في اعلان اعتذارها بعد ان اصدرت وزارة الخارجية بياناً اوضحت فيه اسباب الأعتذار والتي تتمثل بالتالي :1 – ان السعودية حاولت على مدار سنوات عدة اجراء اصلاحات في هيكلية مجلس الأمن بشكل خاص والأمم المتحدة بشكل عام ولكنها لم تلق أي تعاون جدي من الدول ذات العضوية الدائمة .2 – مر على القضية الفلسطينية اكثر من ستين عاماً دون ان يسعى مجلس الأمن جدياً الى ايجاد الحل المناسب .3 – لم تلق السعودية من مجلس الأمن أي مسعى جدي من اجل جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل 4 – يتعمد مجلس الأمن انتهاج سياسة الأزدواجية في المعايير حيث يتشدد في بعض الملفات ويتراخى في ملفات أخرى حسب ما تقتضى مصالح الدول العظمى .5 – اثبت مجلس الأمن عدم جديته في التعامل مع الملف السوري .يضاف الى ذلك الكثير من الملفات الهامة التي تنام في ادراج المعنيين دون ان تلقى الحد الأدنى من الأهتمام الى حد ان ما من قرار يصدر عن مجلس الأمن إلا ويكون نتيجة تسوية قد تمت بين الدول الدائمة العضوية ووفق ما لها من مصالح ومأرب ومنافع خاصة .وإذا كانت الظروف بعد الحرب العالمية الثانية قد استدعت وضع قرارات الأمم المتحدة بأيدي خمس دول وتفويضها برسم سياسة العالم اجمع ، إلا ان هذه الظروف لم تعد موجودة الأن في ظل الحديث عن عولمة على كافة المستويات وعن تداخل المصالح وتكاملها ما بين الشرق والغرب .وحتى الحديث عن دول نامية وأخرى متطورة باتت احاديث من مخلفات القرون الماضية لأن الجميع اليوم يشارك ولو بنسب متفاوتة في انتاج أي سلعة او في تحقيق أي تقدم علمي .وما يؤكد ذلك وجود تكتلات اقليمية ودولية بحيث الكثير من الدول اعضاء في أكثر من تكتل ، والكثير من الدول غير قادرة على احتلال مكانة دولية مميزة سواء على المستوى المالي او الصناعي او الزراعي او التجاري إلا بفضل تكاملها مع دول أخرى .ومن هنا بات التفرد بالقرار السياسي الدولي هو نوع من الميل نحو السيطرة والهيمنة وأخضاع الأخرين فيما المنطق يحتم ان يكون التكامل السياسي كما التكامل المالي والأقتصادي عماده الشراكة في اتخاذ القرار وتنفيذه بما يخدم مصالح البشرية جمعاء لا مصالح حفنة محددة من الدول الكبيرة او من دول صغيرة تدور في فلكها .وإعتذار السعودية عن قبول عضوية غير دائمة في مجلس الأمن لا يعني خروجها عن الشرعية الدولية او التمرد على الهيكليات والمنظمات الأممية بل يعني عدم قبولها بأن تكون شاهد زور طيلة سنتين قد تكون حاسمتين في شأن الكثير من الملفات التي تدار بشأنها مباحثات في الكواليس والتي لن يطلع عليها مجلس الأمن إلا بعد ان تكون قد اصبحت جاهزة للتصويت عليها الى حد يصبح صوت اي دولة غير دائمة العضوية مجرد رقم اضافي او يصبح اعتراضها دون أدنى قيمة

رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي

مظاهرة ملوخية بالأرانب/ د. ماهر حبيب

 عندما تنحمق منظمات حكوك الإنسان على قانون التظاهر فى مصر يبقى ده قانون 100% ولما تتجمع تمرد مع 6 إبليس على قانون التظاهر فده أكبر دليل إنه قانون فى الطريق الصحيح ولما النوشتاء الثياثيين يعترضوا على القانون تتأكد مليون فى المية إنه قانون مفيد لمصر ولما تشوف إن الببلاوى وعدلى منصور مترددين فى الموافقة على القانون يبقى القانون ده هو الصحيح فما أكثر المبكيات المضحكات فى مصر وعندما يشير لك أحد أن تمشى فى أتجاه اليمين تروح ماشى شمال لكى ما تصل لهدفك أما لو قال لك شرق فتأكد إن الطريق الصحيح هو الغرب ...نعمل أيه بقى إبتسم أنت فى مصر.

لكن قانون التظاهر يجب أن يعاد صياغته ليس بما تطرحه وزارة الداخلية بل يجب ان يصدره وزارة القوى العاملة والنقابات العمالية على إعتبار إن التظاهر فى مصر هو سبوبة وأكل عيش فيجب ان تكون هناك قواعد توحد قواعد التظاهر فيجب أن توفر حد أدنى للدخل من التظاهر وكذلك حد أقصى فمش معقول إن واحدة بنص لسان كانت بتروح الشغل عند أيمن نور بالشبشب وتتشعبط فى الإتوبيس وبعدين لما تنزل فى المظاهرات تبقى نجمة مجتمع لغاية ما تلاقى إبن الحلال إللى بيوافق على الجواز من الهانم إللى عندها شقة فى الزمالك وعربية بى إم دبليو وكمان بتترحل من الدول العربية بإعتبارها غير مرغوب فيها . فيجب أن يتساوى جميع المتظاهرين فى الدخل وليس بإنفراد شلة التليفزيون والفضائيات بكل السبوبة بينما يأخد الغلابة ساندوتش حوواشى مسموم أو 50 لحلوح فى اليوم.

أما إذا أصرت الحكومة على إصدار القانون بعيدا  عن وزارة القوى العاملة فيجب إضافة البنود التالية

أولا عند حدوث مظاهرات فإذا بدأ العنف فيجب على الشرطة رش كوكاكولا أو فانتا ويمتنع عن إستخدام البيبسى أو سفن أب كما يحظر تماما إستخدام المياة إلا إذا كانت مياة معدنية.

ثانيا فى حالة حدوث إلقاء طوب أو حجارة فيجب على الشرطة التخلى عن موضوع الكوكاكولا وتبدأ فى إستخدام البون بونى أو الشيكولاتة صغيرة الحجم بشرط أن تكون مغلفة بطريقة تتيح إعادة إستخدامها من المتظاهرين وأن لا يكون البون بونى صلب حتى نتجنب إصابة أى متظاهر.

ثالثا فى حالة إستخدام المتظاهرين للخرطوش فيجب أن تمتنع الشرطة عن إستخدام البون بونى صغير الحجم على أن تستخد قوالب الشيكولاتة من فئة 100 جرام وفى حالة التصعيد من المتظاهرين فيتم إستخدام الشيكولاتة من فئة 200 جم مع إشتراط أن تكون الشيكولاتة مستوردة غير محلية لضمان الجودة.

رابعا فى حالة إستخدام الطلقات الحية من المتظاهرين فيجب أن تبدأ الشرطة فورا فى قذف المتظاهرين بالتورتة من فئة بلاك فورست أو تشيس كيك على أن تتناسب قطر التورتة طرديا مع حجم الرصاص المستخدم من المتظاهرين.

خامسا فى حالة إشعال النيران وتدمير الممتلكات العامة يتم تحذير المتظاهرين بالميكروفون وفى حالة تماديهم يتم إرسال متفاوضين لصرف تعويضات فورية للمتظاهرين ودفع فورى لكل الأموال اللازمة لترضية المتظاهرين فى عدم الإستمرار فى المظاهرة ومحاولة تقدير فورى للخسائر المادية ومنح تلك القيمة للمتظاهرين بشرط عدم الإستمرار فى الحرائق والحكمة فى ذلك إنهم حا يكسروا الدنيا حا يكسروها وإحنا حا ندفع ونصلح فى الأخر يبقى ندفع لهم علشان ما يكسروش ونبقى كسبنا المبانى وهما خدوا الفلوس وروحوا.

سادسا تحدد مدة المظاهرة ب 48 ساعة قابلة للتمديد وبحد أقصى 40 يوم للمظاهرة وفى حالة الرغبة فى التمديد بعد ذلك يتم منح المتظاهرين راحة سبت وحد وبعدين يرجعوا يتظاهروا 40 يوم كمان.

سابعا يشترط أن تكون حجم المظاهرة كافيا لشل المرور فى مساحة لا تقل عن دائرة قطرها 10 كيلومتر مربع وفى حالة عدم كفاية العدد لتعطيل المرو يتم التباعد بين المتظاهرين بالمسافة الكافية لتعطيل المرور فى المساحة المطلوبة

ثامنا فى حالة عدم حدوث خسائر مادية أو تعطيل المظاهرة يتم معاقبة المنظمين بإعادة المظاهرة حتى تحدث الخسائر المناسبة.

تاسعا يتم حظر المظاهرات الصامتة أو المظاهرة القصيرة السلمية ومن شجع على ذلك يحرم من التظاهر نهائيا.

عاشرا فى حالة ظبط دولارات خضراء فى المظاهرة وثبت أنها تمثل تمويلا خارجيا يتم مصادرة المبلغ وإعادة صرفه لهم بالجنية المصرى طبقا للسعر الرسمى فى البنوك وإذا زعل المتظاهرين يمكن معادلة المبلغ بسعر السوق السودا بعد إستئذان البنك المركزى ومباحث الأموال العامة عن ذلك.

أنا أعتقد إن ده قانون المظاهرات إللى حا يرضى إخوان رابعة وأصحابهم السلفيين والقاعدة والإرهابيين ومعاهم النوشتاء الثياثيين وحكوك الإنسان والفسيل الوطنى وبتوع المصالحة ويلا بينا كلنا تظاهر بلا شغل بلا نيلة ومش ضرورى نعمل زى بلاد برة إللى عندهم قوانين تظاهر إحنا المصريين إللى خرمنا التعريفة لازم يكون عندنا مظاهرات بالبون بون والشيكولاتة والكريم كراميل أو بالملوخية والأرانب وبالهنا والشفا   

سوريا تمسك بالمقود من جديد/ راسم عبيدات

..... من الواضح بأن الحرب الكونية التي شنت على سوريا،وشاركت فيها قوى عالمية وإقليمية وعربية ومحلية،وقفت على رأسها امريكا وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية وحركة الإخوان المسلمين بالأساس،قد فشلت في تحقيق اهدافها،فشلت في تطويع سوريا إرادة وشعباً وجيشاً وقيادة وموقفاً،كما فشلت في تقسيم وتجزئة وتفكيك وتذرير الجغرافيا السورية وإدخالها في دائرة الفوضى الخلاقة والحروب المذهبية والطائفية،وأيضاً فشلت في فك عرى التحالف بينها وبين حزب الله وايران كمحور مقاومة وممانعة في المنطقة،ولعلنا لا نريد ان نكرر ونقول بأن الصمود السوري وما تحقق من انتصارات وانجازات ارتبطت بالأساس وتوقفت على التفاف الشعب والجيش حول القيادة،ووعيها بحقيقة المؤامرة التي تحاك ضد البلد،وكذلك ما كان لذلك ان يتحقق لو الدعم والإسناد من حلفاء واصدقاء سوريا وفي المقدمة منهم حزب الله وايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية ودول البركس .....الخ،وهذا الصمود والإنتصار السوري المتحقق بعد قضية  ما يعرف بكيماوي الغوطة بالتحديد،سيترتب عليه خلق معادلات ومتغيرات وتحالفات جديدة في المنطقة،اول هذه المتغيرات وأمريكا على اواب مرحلة من الانهيار الاقتصادي واعلان الافلاس بأنها لم تعد قدر هذا العالم ولا شرطيه،بل ظهرت عدة احلاف وتكتلات واقطاب جديدة لتنازعها على قيادة العالم،وواضح بأن روسيا العائدة الى الساحة الدولية بقوة،في المرحلة القادمة ستكون القطب الأبرز في قيادة العالم،وايران حجزت لها مقعدا في ان تكون قوة اقليمية ومعترف بمصالحها في المنطقة،وهذا ما ظهر في الجمعية العامة خلال دورتها السادسة والستين حيث كانت الرئيس  الإيراني حسن روحاني نجم الدورة،والمالك للقرار والخيار،اما سوريا التي وقفت تاريخياً ضد المشاريع الأمريكية والغربية الاستعمارية في المنطقة،حيث لم تنجح امريكا  من بعد مؤتمر مدريد في تطويع سوريا،حيث استخدمت معها كل اساليب الترهيب والترغيب،من حصار اقتصادي ومالي وتجاري ودبلوماسي واتهامات بدعم  وايواء"الارهاب" قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وغيرها،وكذلك توجيه الاتهامات لقيادتها بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واستقبالها واستضافتها ودعمها لحركة حماس في وقت رفضها محيطها العربي والاقليمي...وغيرها ،ولذلك كانت سوريا على رأس اهداف  أصحاب مشاريع الفوضى الخلاقة وأصحاب الثارات والاطماع من دول مشيخات النفط والكاز التي قال عنهم الرئيس السوري بعد الحرب التي شنت على حزب الله في تموز/2006 بانهم أشباه الرجال والحالمون في انقرة بإقامة خلافتهم على انقاض الدم والجغرافيا السورية والعربية.
ومن اجل ذلك  كله تكالبت كل اقوى على سوريا،حيث شاركت كل تلك الأطراف المذكورة في تسليح وتمويل ودعم وارسال اكثر من مئة الف من الارهابيين والعصابات والمجرمين وقطاع الطرق الى سوريا،وكذلك وفرت لهم كل سبل الدعم السياسي والاعلامي  واللوجستي،بهدف ليس اشاعة الديمقراطية والحرية ومحاربة الفساد وتحسين ظروف معيشة العباد ووقف تغول الأجهزة الأمنية والاستيلاء على السلطة،كما يدعون،بل الهدف تدمير سوريا دولة ومجتمع وسلطة وجيش وشعب،واخراج سوريا من دائرة الفعل والتأثر في القضايا العربية والاقليمية والدولية وتحويلها الى دولة فاشلة،ولكن وجدنا ان هذا المخطط والمشروع بعد عامين ونصف يوشك على الأفول، فنرى حلقاته تتساقط وتتهاوى،والقيادة السورية تعود الى قيادة مقود المنطقة من جديد،حيث القوى الارهابية او ما يسمى بالمعارضة تتهاوى وتاكل بعضها البعض،والدول التي مدتها بالمال والسلاح والرجال،بدأت تدير لها ظهرها،فها هي قطر والتي كانت مسؤولة عن هذا الملف القذر،ترسل اشارات ومع اكثر من وسيط عربي ودولي من اجل ان تعيد العلاقات مع النظام السوري،بعدما سطت على قرارات الجامعة العربية وكذلك القمة العربية الخيرة في الدوحة،وطرحت تسليم مقعد سوريا لما يسمى بالمعارضة السورية،واجبرت الجامعة العربية  على إستصدار قرارات تجرم النظام السوري وتدعو لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية عليه،وكذك طرحت القضية السورية على مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع.
ومحاولة قطر مد الجسور من جديد مع النظام السوري جزء له علاقة بالنكاية من النظام السعودي وتحديدا بندر بن سلطان الذي قال عن قطر بانها 300 شخص وتلفزيون،وجزء متعلق  برفض امريكا توجيه ضربة عسكرية لسوريا  والاتفاق مع ايران دون حتى ابلاغها،والأهم من ذلك عودة سوريا لقيادة المقود من جديد سيجعل سوريا تتفرغ لمحاسبة من  تامروا عليها وفي اولهم قطر.
وكذلك فعلت حماس تلك الحركة التي وفر لها النظام السورية الاقامة وحرية الحركة والعمل وكل اشكال الدعم،في وقت رفضها ولفظها أقرب المقربين لها،حتى من تتماثل معهم فكريا وسياسياً،حيث اختارت الوقوف الى جانب مصالحها واعماها بريق المال القطري،فوجهت طعنة غادرة للنظام السوري على رأي الرئيس بشار الاسد،وهي الان تحاول وبالذات بعد سقوط نظام مرسي والاخوان في مصر،مد الجسور مع النظام السوري من جديد عبر البوابة الايرانية،وكذلك العلاقات المصرية السورية تشهد تحسناً ملحوظاً بعد رحيل مرسي والاخوان. 
هذه التطورات والمتغيرات تثبت بأن النظام السوري عاد ليمسك بالمقود من جديد،عاد لفرض نفسه كقوة مؤثرة وفاعلة عربيا واقليميا ودولياً،وان من استعدوا النظام او تامروا عليه بدؤوا يعيدون حساباتهم من جديد،وهم لم يستفيدوا ولم يتعظوا من ان امريكا والغرب الاستعماري لهم مصالح دائمة وليس صدقات دائمة.

يهودية الدولة بين الواقع والخيال/ جواد بولس

يصر بنيامين نتنياهو، ومعه قيادات من التيّار اليميني، وفي مقدمته "البيتاري" والمتدينون القوميون، بجميع تفرّعاتهم، على مطالبة الفلسطينيين والدول العربية بضرورة اعتراف هؤلاء بـ"يهودية دولة إسرائيل".
لقد جاء قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية برفض طلب مجموعة مواطنين، يهود وعربي واحد، بتسجيلهم  كإسرائيليين في خانة القومية، بدل ما هو قائم اليوم حيث يصنّف المواطنين كيهود وعرب، ليثير هذه المسألة، ليس فقط ببعدها السياسي الشعبوي إنّما ببعد قانوني جنّده البعض ليدلّل على عنصرية هذه المحكمة وكونها جزءًا من منظومة السيادة الإسرائيلية وذراعًا في تكريس سياسية التمييز العنصري بحق المواطنين العرب في الدولة. 
عمّا طرأ من متغيّرات على الجهاز القضائي الإسرائيلي كتبت في مقالات سابقة كثيرة وأشرت إلى ما يعتريه من تقهقر وإعطاب جعلاني أؤكد أننا نمضي في منزلق خطير وهاوية تطل من وراء أكتفانا. 
يثيرني ظل  هذه المفارقة؛ فماذا لو قبلت المحكمة العليا الإسرائيلية تسجيل العرب كإسرائيليين واليهود كذلك؟ وهل عندها ستصبح حقيقةً ملجأً للهاربين من دلفة القمع، وستصير مأوى يكسو حقوقهم المسلوبة؟ 
 أعفانا عدل المحكمة الغائب من وزر هذه الحيرة والمفاجأة، وبقينا على رصيف قطار نتنياهو وصياح صافراته كالديك يشاكس الشمس بمنقاره وعلى عُرفه خط متخايلًا "اعترفوا يا عرب: إسرائيل دولة يهودية".
لماذا هذا العناد؟ بمن يتحرّش نتنياهو؟ ماذا يستهدف؟ أي حق نقيض يهزم؟ 
ذهب محللون وأكّدوا أن مطالبة نتنياهو هذه دليل على ضعف دولة إسرائيل ومؤشر على انعدام ثقة المؤسسة الإسرائيلية بنفسها. أمّا أنا أقول عكس ذلك؛ فقادة إسرائيل يستشعرون ضعف الأنظمة العربية والإسلامية ويقفون على حقيقة ما سبّبه انزلاق إقليم غزة من انفصال تام قد يولّد كيانين ولو لحين. هذه وغيرها من عوامل أعطت قادة إسرائيل ما يكفي من أسباب الاستقواء علمًا بأن تاريخهم لم يعدم نزعة الغطرسة منذ بدايات الصراع.
صدق من نبّه إلى كون هذه المطالبة الإسرائيلية استفزازًا للقيادة الفلسطينية والعرب، تلجأ إسرائيل إليها في كل مرّة تحرز الديبلوماسية الفلسطينية تأييدًا لمواقفها يستجلب ضغوطًا  تطالب إسرائيل بضرورة التقدم في اتجاه بذل جهود لحل المأساة الفلسطينية. إنّه تكتيك الولد البلطجي المشاغب الذي لا يجيد إلا الرقص بالخناجر وإشعال الحرائق. 
إسرائيل دولة يهودية تعني كذلك، كما رآها البعض، خاتمة لما أقرّته الشرعية الدولية العاجزة عن تطبيق ما اعترفت به حقًا لمن شرّد من لاجئي فلسطين وما زالوا ينتظرون عودتهم إلى وطن وحقل ودار. وهو كذلك إقرارٌ بصحّة ما روته الحركة الصهيونية مخاطبةً أمم المعمورة بما وعدها رب السماء وأوصى؛ ففلسطين، من البحر إلى النهر، أرض الميعاد، قاحلة خاوية من بشر حتى جاءها أبناؤها ليَخلصوا وليخلّصوها من أغيار غاصبين. اعترفوا يا عرب بزيف رواياتكم وأقروا أن الصهيونية كانت ولم تلبث هي حركة تحرير شعب الله المختار وهي من أعاد حقًا ضائعًا منذ ألفي عام لأصحابه. 
وفي جزئية تخصّنا، كما أشار البعض، يؤدي قبول قادة الجماهير العربية في اسرائيل بهذا المطلب إلى تراجع في مكانة هذه الجماهير وفقدانها شرعية الوجود كأقلية قومية جديرة بحقوق سياسية ومواطنة تامة. 
لو افترضنا أن الاعتراف المنشود من شأنه أن يشرعن كل تلك المخاطر، فإفشال مآرب إسرائيل أمر بسيط ومقدور عليه؛ على الجميع عدم تقديم الاعتراف وبهذا نحرمهم من كسب ما خططوا له. هذا علاوةً على أن جميع من أشار إلى تلك المخاطر يفترض ولو نظريًا  أن إسرائيل قد تعترف بيوم ما بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وانها ستعيد ما احتل عام ٦٧ كاملًا شاملًا وأنها تمارس اليوم سياسة عادلة وتعطي جميع ما تستحقه الأقلية الفلسطينية من حقوق قومية ومدنية قد يخسرونها في حالة قبول قادتهم لطلب قادة إسرائيل. 
باعتقادي إن إصرار قادة اسرائيل على ضرورة اعتراف العرب والفلسطينيين بيهودية الدولة هو الخطوة التي تتوج وضعًا نجحت إسرائيل في تحقيقه على جميع جبهات الصراع معها.  إنها انعكاس لأيديولوجية واضحة، صقلها تحالف نتنياهو، بينيت ولبيد ومن معهم، تؤمن  بحق اليهود على إسرائيل الكبرى وبفلسطينيين قد يسكنونها مع حقوق محدودة. هذه القيادة الحاكمة اليوم تؤمن أن الإستطيان حق وواجب وليس مخزونًا تكتيكيًا لساعة مفاوضات مستقبلية. إنه، عندهم، إستيطان نوعي. ولذلك نشهد هذه الهجمة على كل ما كان يشكل حدًا بين فلسطين المحتلة ٦٧ وبين أي منطقة أخرى وما يفسر محو ما كان يسمى مناطق الحياد وما تدعمه  عملية تفريغ مناطق غور الأردن. إنها قوى سياسية تؤمن أن مبادرة العرب قد تصير مبتدأً لعملية تفاوض على كيان لن يكون يومًا دولةً كما يريدها الفلسطينيون ويعوّلون بذلك على حلفائهم في العالم وفي المنطقة. إنه نظام سياسي تحدى الشرعية الدولية بإصراره على تعيين مستوطن - والاستيطان عرّفته محكمة لاهاي كجريمة حرب- قاضيًا في محكمة العدل العليا. 
نحن نعايش نظامًا سياسيًا أحكم قبضته على مفاصل الدولة وأنتج منظومة قوانين خانقة سيتوجها بعد حين ما أسمي بقانون "ديختر" وتحوّلنا كسكان نعيش بمنّة النظام وحسناته. فوق كل ذلك لن أبالغ إذا قلت إنّها صيغة بديلة لما يعلنه بعض من هؤلاء بأن فلسطين كلّها هي أرض إسرائيل وليكن شرقي النهر/الأردن وطنًا للفلسطينيين. 
هو واقع أم خيال؟ كل الأسئلة مشروعة، فلماذا الآن وماذا تستهدف وما إلى ذلك، ستبقى الأسئلة الأسهل، أجاب عليها أكاديميون، باحثون وساسة. يبقى السؤال الأهم ما العمل؟ فالقضية لن تقف عند اعتراف أم لا. القضية تستدعي أكثر من مقال وذلك سيأتي.