الدكتورة منى مينا قامت بعمل خارق للعادة بإنتصارها على 35 عاما من إكتساح للتيار الدينى بنقابة الأطباء فى عمل يوازى لثورة 30 يونيو بقيادة المارشال السيسي ولا يشعر بقيمة هذا الإنجاز إلا طبيب رأى كيف كان إكتساح هذا التيار بسهولة ويسر وإستمراره كان شيئا منطقيا فى ظل إنتشار نظرية إنتخاب بتوع ربنا التى كانت ومازلت مشكلة مصر الديموقراطية ولم تكن مشكلة نقابة الأطباء من التيار الدينى فيهم كأشخاص فقد كانوا يؤدون وظيفتهم فى حدود المتاح وإمكاناتهم الفكرية ولكن خلط العمل المهنى بالدعوى والسياسي أطاح ببوصلة النقابة وأهدر مجهودها ففشلت فى أن تحدث التغيير فلزم التغيير.
وجاءت الدكتورة منى على رأس التيار المدنى ليحكم النقابة بفكر جديد ولكنها عجزت وستعجز لسبب بسيط جدا هو أن جموع الأطباء وخصوصا الشباب يأملون فى تغيير أرض الواقع بسرعة وكأن النقابة تملك العصى السحرية فثاروا فى وجه التيار المدنى وأحسوا بالفشل فصرخوا فى وجه منى إرحلى وليرحل معك كل الفاشلين الجدد فالتيار الذى إنتخب منى كان يتوقع أن ترفعهم النقابة إلى السماء فى شهور قليلة والتيار الدينى يريد الإطاحة بها لكى ما يترحم على أيامهم الأطباء الجدد والقدامى ولكن الواقع يقول أن مصر كلها هى صورة مكبرة لنقابة الأطباء والمصيبة الكبرى أن الدكتورة منى الصورة النقابية للسيسي الأصلى فالخوف كل الخوف أن ننتهى كبلد مثل نقابة الأطباء بعد إنتهاء شهر العسل والإستيقاظ على الواقع المرير.
فحتى يكتشف الأطباء بأنهم يواجهون مشكلة مزمنة تحتاج التدرج فى الحل فلن تنجح النقابة حتى لو خرج أبو قراط وإبن سينا وكل جهابذة الطب لقيادة نقابة يصر أبناءها على الإضراب فى وظيفة لا يصح أن يكون حل من الحلول هو الإضراب للضغط على الحكومة وحكومة تصر على التحرك بسحلفاة لحل كل المشاكل بما فيها مشاكل الأطباء فإلى حين الوصول لقناعة العمل الجاد والصبوروهارمونى بين الحاكم والمحكوم فعلينا أن نغير مجلس نقابة الأطباء والحكومة كل يوم.
وحتى يكتشف المصريون بأنهم يواجهون مشكلة مزمنة تحتاج للتدرج فى الحل فلن ينجح السيسي حتى لو عاد الأنبياء والملائكة لقيادة مصر والتى يصر أهلها بأن الحل فى أيدى الحكومة والقائد سواء كان هذا القائد ناصر السادات مبارك مرسى أو السيسي وليس عن طريق الصمت ثم العمل والإنضباط والإنخراط فى مسار الدولة التى يحكمها القانون وليست قنوات التلفزيون ومجموع النخبة السياسية العاجزة فكريا المدنى منها والدينى فكلاهما مجموعة من العجزة والذى يجب إيداعهم فى دور المسنين أو وضعهم فى موسوعة جينز للأرقام القياسية فى كيفية صناعة الفشل ..فإذا إستمر الحال كما هو الحال سترحل منى سيسي نقابة الأطباء وسيأتى السيسي قائدا وسيرحل لأنه سيفاجئ بأنه يقود شعبا يريد أن يغمض عينيه ويصحى مبكرا ليجد مصر قد تحولت لسويسرا وسيفاجئ الشعب بأن السيسي يطالبهم بالعمل ليلا ونهارا فسيصرخون ...لا إحنا ما إتفقناش على كده ..لندور فى حلقة مفرغة لنعود لنبحث على المارشال منى أو الدكتور السيسي فلا نجدهم بل نجد إستقالتين مسببتين مكتوب فيها حضرنا ولم نجدكم لعل المانع خير
0 comments:
إرسال تعليق