ما من شك أن الشعب الفلسطيني عرضة لمراوغات سياسية وضغوطات كثيرة في زمن الردة العربي ، وفي ظل حالة الانقسام المدمر المتواصل على الساحة الفلسطينية ، وأن التلويح بتمديد المفاوضات وإعادة العملية السياسية السلمية إلى مسارها هو أمر زائف ، وسيكون مرهوناً بتنازلات مجحفة بحق شعبنا وقضيته العادلة ، وأن التصريحات التي نسمعها بين حين وآخر من بعض الأصوات والقيادات الفلسطينية ، والتلميح بالموافقة على خطة كيري و"يهودية الدولة" يلحق ضرراً بالغاً وكبيراً بالمشروع الوطني الفلسطيني ويشكل ضربة قوية في الجسد الفلسطيني وبين شقي البرتقالة الفلسطينية .
إنها ألاعيب سياسية ، ومحاولات تضليلية وتسويقية بائسة ، وخطط ومشاريع خطيرة ومخيفة ، تمس جوهر النضال التحرري الفلسطيني والمسائل والثوابت الوطنية الأساسية ، وهدفها تمزيق شعبنا ، وضرب وحدته ، وتصفية حلمه ، وكسر إرادته، وتوسيع رقعة الاستيطان ، وتكريس الاحتلال ، وإعادة التهجير، وشطب حق العودة.
لا يختلف اثنان أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ عشرين عاماً ، أثبتت بالدليل القاطع الملموس أنها مفاوضات عبثية وعقيمة لم ولن تؤدي إلى أي نتيجة ، ولن تثمر شيئاً لصالح شعبنا ، وإطالة أمد هذه المفاوضات لا جدوى منه سوى كسب الوقت والمماطلة والتسويف . وعليه يجب رفض مقترحات كيري وكل المراوغات الإسرائيلية ، وعدم التعاطي مع الرهانات الأمريكية ، فهي بمجملها تأتي دائماً على حساب الحقوق والمصالح الوطنية ، وتخدم الأهداف الكوليونالية الاستيطانية لحكومة نتنياهو – ليبرمان .
من هنا نرى أهمية وقف هذه المفاوضات ، وآن الأوان لإعادة الأمور إلى نصابها ، والتعجيل في طي ملف المصالحة ، وتوحيد الصف الفلسطيني وطنياً وكفاحياً لمواجهة ما يحاك من مؤامرات تصفوية للقضية الفلسطينية ، باعتماد إستراتيجية نضالية واضحة تمكنه من تجاوز المرحلة بسلام . وحذار من مروجي الكذب والوهم والتضليل السياسي والإعلامي ، ومن المطبلين والمتخاذلين والمتهادنين مع خطة كيري والمتساوقين معها ، ولنكرر صرخة النائب محمد بركة ، ابن صفورية المهجرة، الصادقة في وجه قادة العنصرية والاحتلال والتطرف والابرتهايد في الكنيست الإسرائيلي : " سيأتي اليوم الذي تتوسل فيه إسرائيل وقادتها لاستجداء السلام وحل الصراع ".
0 comments:
إرسال تعليق