رد اعتبار الرئيس مبارك مطلب وطني/ سلوى أحمد‏

من هو مبارك ؟ لن أتحدث عن مبارك الطيار الذي خاض حروب مصر مضحيا بنفسه من أجل الوطن ، لن أتحدث عن مبارك الذي اشاد به عبد الناصر والسادات ، لن أتحدث عن مبارك الذي كان قائدا للقوات المسلحة في حرب أكتوبر والذي خطط للضربة الجوية التي فتحت باب النصر ، لن أتحدث عن مبارك الذي تولى حكم مصر بعد اغتيال السادات في ظروف بالغة الصعوبة فمعاهدة السلام في بدايتها والقوات الإسرائيلية لم تنسحب من الأرض بعد ، لن أتحدث عن مبارك الذي أصر علي استعادة آخر شبر من أرض مصر ، لن أتحدث عن مبارك الذي تولى الحكم لدولة تفتقد لكل شئ بعد حروب متواصلة فاعاد بناء كل شئ فيها لتصبح مصر التي نعيش فيها الآن ، لن أتحدث عن كل هذا ولكن سأتحدث عن مبارك بعد 25 يناير
خرجت الجماهير خلف نداءات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لتساهم وبدون وعي في تنفيذ مخطط الغرب لهدم الدول العربية فخرج عليهم الرئيس مبارك يحذرهم من تلك المؤامرة وما ترمي إليه من أهداف ولكنهم لم يستمعوا إليه واستمروا في عنادهم الذي مازالت مصر تدفع وستدفع ثمنه لسنوات ، طالبوه بالرحيل فما كان من هذا الحاكم الذي صوروه كديكتاتور باطش ظالم إلا أن يترك الحكم طواعية في غضون ثمانية عشر يوما ،أملا منه أن هذا سينقذ مصر ويعيد الناس إلى منازلهم حتى لا يعرضوا الوطن لمخاطر خطط ودبر لها بعناية ، وقبل أن يفعل ذلك ولأنه يدرك حجم المؤامرة فقد ترك البلاد للقوات المسلحة المصرية ممثلة في المجلس الأعلي لها لإدارة شئون البلاد .
تعالت الصيحات منادية بمحاكمة مبارك فماذا فعل ؟ هل هرب هل راوغ ؟ لم يهرب ولم يراوغ ولكنه أمتثل وقبل بعد كل هذه الرحلة من الدفاع عن مصر وشعبها قبل أن يدخل القفص في تهمة قتل المتظاهرين والفساد المالي وهو من عاش محافظا علي الدماء المصرية قبل وهو من أعاد بناء كل شبر في أرض مصر بالعرق والكفاح والعمل المتواصل ليل نهار قبل بالمحاكمة ودخل قفص الإتهام وهي في الثماننيات من عمره كل هذا من أجل مصر مقدما مصلحتها ومصلحة شعبها علي نفسه .
ظل مبارك في مصر ولم يهرب ظل وقبل بكل شئ قبول الواثق من عدل الله قبول الواثق فيما قدمه من أجل مصر وشعبها قبول المضحي من أجل الوطن مهما كلفه الأمر ومرت الأيام وتعرض الرئيس مبارك للإساءة من الجميع فهو القاتل والسارق والحرامي والمخلوع هو التابع والعميل والخائن القيت عليه الأحذية وهو في قفص الاتهام أهين وسب وظلم ولكنه تحمل .
تحمل ما لا يتحمله بشر ومرت الأيام لتثبت صدق الرجل وكذب كل من ظلمه تثبت حجم المؤامرة التي تعرضت لها مصر ورغم ذلك ظل الحال على ما عليه ظل مبارك الخائن والقاتل و25 يناير هي الثورة المجيدة الغي تاريخ الرجل حتي من أعظم انتصار قام به فرأينا القوات المسلحة تزيل اسمه من كتبتها وتتجاهل ذكره في الوقت الذي تتباهي فيه بعبد الناصر وتمجد في السيسي الذي لم يظهر ولم نره إلا 3 يونيو .
صبر مبارك وتحمل وتحمل معه كل من أيده وأحبه انتظارا لحكم القضاء الذي ارتضى به الجميع وجاءت المحكمة لتبرأ الرئيس مبارك من تهمة الفساد المالي و قتل المتظاهرين لتثبت بهذا الحكم أن كل ما قيل وروج من أربع سنوات ما هو إلا كذب وتضليل وإفتراء على الرجل فماذا حدث بعد البراءة ؟
انتظرنا أن يرد اعتبار مبارك من الشعب ومن القوات المسلحة علي وجه الخصوص فما كان إلا ان رأينا مزيدا من الظلم للرجل من الجميع فها هو الاعلام مازال يسب ويهين ويشكك ، ها هم أصحاب القلوب المريضة يبحثون عن كلمات وشعارات جديدة يهينون بها الرجل ، حتي من هو من المفترض أن يحترم أحكام القضاء أكثير من أي شخص باعتباره رئيسا للبلاد خرج مع مجموعة ممن يسمون أنفسهم شباب الاعلاميين _ هؤلاء الذين لا يعرفون سوي االسفالة والتطاول هؤلاء الذين لا يعرفون عن التاريخ شئيا سوي يوم 25 يناير هؤلاء الذين لا يملكون إلا الجهل - خرج معهم ليخبرهم بأن الحكم لا يرضي الله ولا يرضي الناس وأتساءل كيف علم أن الحكم لا يرضي الله فلو كان لا يرضي الله ما كان ليكون وأذكره بقول االشيخ الشعراوي رحمه الله لن يحكم أحد في ملك الله إلا بمراد الله ، أساله أيضا ما الذي اعلمه بأن الحكم لا يرضي الناس هل استمع إليهم هل استمع لتلك المرأة البسيطة التي تقول أن الحكم عادل وتتمناه لأبناء مبارك أيضا وتعلن عن فرحتها في رغبتها بإطلاق الزعاريد تعبيرا عن تلك الفرحة أي ناس هؤلاء الذين استمع إليهم الرئيس هل استمع لأصحاب القلوب المريضة من الاعلامين والمنافقين والمطلبين ؟!!

إن ما يحدث مع الرئيس مبارك على يد قله على رأسها رئيس الدولة هو الظلم البين الذي لا يجب السكوت عليه فبدلا من أن نرد اعتبار الرجل ونعتذر له نخرج بتصريحات تزيد من ظلمه وتجرده من حق أعطاه له الله قبل القانون فمبارك برئ من تهمكم وزيفكم برئ من نفاقكم وشعارتكم الزائفه مبارك برئ ولذا وجب رد اعتباره فلن نلوث هذا التاريخ لهذا البطل بتهم النفاق والزيف من أجل 
ان نمجد في نكسة دمرت الوطن .
الكاتبة \ سلوى أحمد 

CONVERSATION

0 comments: