صناعة الدروع.. مصلحة رابحة!/ اكرم المغوّش

قيل أن سنبلة القمح لأنها مليئة بالخير تنحني بتواضع وقيل ايضا أن سنبلة الشعير تشمخ لخفتها والفرق بينهما واضح ونحن لا ننتقص بكلامنا من الشعير وإنما من الذين يدعون المعرفة  ويغرقون في بحر من الجهل والنفاق ويطيب لنا أن نردد مع الشاعر:

ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ .

فمثلاً ما هو الداعي ليتسابق العديد من جهابذة دعاة الوطنية على توزيع الدروع بعضهم لبعض بهدف «تبييض الوجه» و«التفنيص» وحب الظهور لا اكثر ولا اقل.. فلا معطي الدروع مؤهل لذلك وليس لدى  متلقيها اي مقومات ليستحقوها.

وبالمناسبة نرى أنه إذا اراد أحد الغنى السريع فما عليه سوى إفتتاح مصنع لصناعة الدروع اذ ان هذه الصناعة أصبحت مصلحة تدر ارباحاً كبيرة هذه الايام نظراً لكثرة موزعي الدروع ومتلقيها.

هذا يلقب نفسه بالدكتور (دكتور ماذا وبماذا؟!) وذاك يصنف ذلك بالناشط.. فلان يقيّم فلانا ويصفه بـ «الوطني الكبير».. وفلان خائن وفلان كذا !!!!!

وما أكثر هؤلاء الذين يعيشون على الهامش في هذه البلاد الاسترالية العظيمة التي أحسنت اليهم و«ضبتهم» فتوهموا أنهم وصلوا إلى آخر حدود الدنيا وهم يتسامرون في قعدات وجلسات وهمية.

هؤلاء الجهابذة ينقلون البارودة من كتف إلى كتف بين ليلة وضحاها وفقا لاتجاه الريح.. هذا يقول لك وهو يقسم بالله والانبياء بانه ليس مذهبيا ولا طائفيا وعندما تمتحنه تجده عنصريا وطائفيا ومذهبيا يقدم الاستعمار الاجنبي على قوميته ووطنه لأن الاستعمار ينتسب  لمذهبه!!!!! ويترحم على الاستعمار (الاستحمار).. وآخر يفتخر بالعدو الصهيوني لأنه يكره العرب وهو يتكلم عربي ويتنفس الهوى العربي ويأكل الأكل العربي ويكتب بالعربي ويشتم العرب ومع الأسف يستقبله جهابذة الأحزاب القومية  «مرحبا قومية»  ... إن الحياة كلها لديهم «طق حنك».

ومع العلم ان النكرة هذا لم يأتِ بجديد اذ انه ليس بعربي لأنه من بقايا الاستعِمار وهو ما يفتخر به.. والسؤال لماذا يكرمه جهابذة الاحزاب القومية والحركات والتيارات  وما أكثرها لماذا ؟؟

الجواب من أجل صورة !!!!!

هيك الوطنية يمّا بلا «كوني لي وطناً».

وهيك جهابذة «مثل المضبطة اللي بدها هيك ختم».

بربكم أي جهابذة أنتم وأي جامعات هذه التي أعطتكم تلك الشهادات المزّورة وغير المزّورة.

حدّث ولا حرج، شهادات ودروع بالجملة الى رؤوس وبدون رؤوس  «من شان شو» .. «تعالوا شوفونا» مرحبا يا جبران  أين أنت !!!

والسؤال هنا من يوقف هذه المهازل ؟؟

ومن يضع حداً لها ؟؟.. وخاصة  مهازل كتّاب الاجرة !!!!!

الجواب هو أن يجتمع أصحاب الرأي الصادق من حملة شهادات صحيحة وحقيقية ومن أخلاقيين  ومثقفين ووطنيين بكل ما للكلمة من معنى.. و «يطلعوا» بقرار واحد يكون سداً منيعاً بوجه هذه «الزمر» التي شوهت العمل الوطني والثقافي وان يرذلوها ويُقصوها من الظهور في المناسبات الوطنية والثقافية والاجتماعية إحتراماً وتقديراً للكلمة والادب والثقافة والوطنية، وإلا إذا بقيت الحالة على هذا المنوال فما علينا سوى ان نردد مع الشاعر الكبير نزار قباني:

انعي لكم يا أصدقائي الكتب القديمة

ومفردات العهر والهجاء والشتيمة

ولكن كلنا أمل بأحرار وشرفاء الجالية العربية أن يجتمعوا على الخير والاصلاح لينهضوا بالجالية ويقدموا الشرفاء منهم على متسولي الوطنية المغلفة برداء الزيف الوطني الكاذب والنفاق اللا أدبي واللا أخلاقي على جميع المستويات مع إعلام الصهاينة والطائفية والعنصرية لترتقي الجالية وتأخذ مكانها اللائق في المجتمع التعددي الذي يشكل المجتمع الاسترالي الواسع والمميز.

CONVERSATION

0 comments: