إذا رحل مبارك فهل هناك مبارك بديل/ نافزعلوان

معلهش ( باللهجة المصرية ) ، ودعونا نقول أن المظاهرات المصرية كانت جس نبض بين الشارع المصري والحكومة وعرفنا من جس النبض هذا أن الشرطة وحدها وجهاز الأمن المركزي المصري لا يستطيع مواجهة الثمانين مليون نسمة، ربما كان هذ الأمر ممكناً عندما كان الشعب حوالي الخمسين مليون نسمة حيث أن تعبئة جهاز الأمن المركزي لا تزال تستخدم في لوائح تجنيدها أرقام وإعداد الأمن المركزي عندما كان الشعب كما قلنا لكم حوالي الخمسين مليون نسمة ولكن اللافت للنظر أن عدد أفراد الجيش الذي نزل إلي الشوارع يقدر بثلاثة أضعاف ما كان علي خط برليف في حرب الثلاثة وسبعين، كان هناك ما يقترب من الأربع مائة ألف جندي مصري يشاركون في حرب الثلاثة وسبيعن ومن يشارك اليوم في حرب الشعب المصري من الجيش المصري حسب معلومات وزارة الدفاع الأمريكية فهو يزيد عن المليون وثلاثمائة ألف مجند مصري منتشري اليوم في أنحاء الجمهورية لإعادة الإستقرار إلي البلاد.

في الحقيقة لا أحد يستطيع أن يلوم أي إنسان الرئيس مبارك علي إتخاذه لتلك الخطوة وخطوات أخري قاسية وصارمة قادمة علي الشارع المصري.

أولاً الحركة الشعبية كانت عشوائية وغوغائية ولا قيادة شعبية ورائها تقول للعالم أنها أصلح من حكم مبارك لقيادة البلاد. ثانياً الدكتور البرادعي والذي كان السبب في فناء ما يزيد عن المليون عراقي بتقاريره عن مواد الدمار الشامل في العراق فإنه لا يصلح علي الإطلاق لقيادة الشعب المصري والفاشل في قيادة وإدارة جهاز دولي وقيادته لذلك الجهاز تسببت بهذا الموت الهائل لشعب من شعوبنا العربية فلا نعتقد لثانية أنه مؤتمن علي قيادة مصر والثمانين مليون نسمة التي تدب أقدامهم علي أرض مصر.

الواقع يقول أن هناك إنجازات ظخمة لنظام مبارك ولكن في المقابل كان هناك إهمال لنواحي عديدة تهم المجتمع المصري ولم تراعي الحكومة هذه الأشياء الضرورية للفرد المصري بدأ من أحواله المعيشية المتردية ووصولاً إلي الإستهانة بالحركات الدينية التي إستغلت ونقول للأسف إستغلت سوء الأحوال المعيشية للشعب المصري وأقنعته أن الحركات الاسلامية هي طريق للعيش الرغد والمستقبل السعيد. لم يكن ممكنناً لنظام مبارك أن يسلك أو أن يتخذ مساراً يقود الشعب المصري من خلاله للأسف الشديد خلاف ما سلكة وإتخذه النظام المصري خلال الثلاثين سنة الماضية، كان التعاون والتمادي الأعمي في الإنصياع لكل ما يمليه الغرب والولايات المتحدة هو باب الرزق الوحيد الذي وجده النظام المصري لدولة شبه معدومة الموارد وتحت عجز مزمن وتضخم سكاني جنوني فما كان للنظام المصري إلا أن يتجاهل الكثير من الأشياء لكي يعيش هذا الشعب ولولا ذلك لكان في مصر مجاعة بمعني الكلمة ولما وصل عدد السكان إلي مايزيد اليوم عن الثمانين مليون نسمه لأن الجوع والأوبئة والأمراض كانت ستأكل نصفه إن لم تأكله وتقضي عليه بأكمله.

هذا الباب هو باب أن الضرورات تبيح المحضورات، إسلوب إستخدمه الإسلاميون والعلمانيون وكل بلاد الدنيا التي تعيش بمذهب او تلك الملحدة التي لا مبداء ولا دين لها. الضرورة تجبر الأفراد علي إتخاذ سولكيات يعاقب عليها القانون والجبرية في الفعل لم تعفي الأفراد من العقاب وهي كذلك اليوم لا تعفي الحكومات من العقاب الذي يقع عليها وعقاب الحكومة المصرية هو الإطاحة بها أما الإطاحة بالنظام في ظل الفراغ القيادي في كل الأحزاب والحركات التي تدعي أنها وطنية ولديها قاعدة شعبية فهذه جريمة في حق الثمانين مليون والذين كما تشاهدون علي شاشات التلفاز كيف عم النهب والسلب ولم يقم الشعب بحماية نفسه من نفسه ولو كان هناك قيادة بديلة عن النظام المصري الحاكم اليوم لقامت بتنظيم هذه الثورة وأمرت المتظاهرين بحماية نفسه ومكتسباته لا أن يقوم بحرقها وسلبها ونهبها علي الشكل الذي شاهدناه عندما سقطت بغداد والذي نشاهده في أحداث تونس ومصر.

لا يجوز أن تقوم ثورة تحمل أسم الشعب فتحرق المحال التجارية وتنهبها وتشعل النيران في الطرقات العامة وتخريبها وهي نفس الطرقات التي إستخدمها هذا الشعب والذي بنته له الحكومة المغضوب عليها ليصل هذا المواطن عن طريق إستخدامه لذاك الطريق والشارع الذي يقوم اليوم بحرقه وتخريبه، نحن نفتقد أبسط قواعد الثورة الشعبية ونفتقد أبسط مقوماتها وهي أولاً عدم السماح بتحطيم البلاد بإسم الثورة الشعبية و إحترام المستقبل الذي سيصبح معدوماً وصعب المنال إذا كان الحل هو العودة إلي نقطة الصفر والبناء من جديد وهذا ضرب من الجنون الذي يدل علي أن هناك ايدي وراء حتف البلاد إلي هذا الخراب والزج به في عمليات لإعادة بناء ما قامت ثورة الشعب بتدميره.

- لوس أنجليس

CONVERSATION

0 comments: