إلي الرئيس مبارك: عذرا فنحن في زمن النفاق والمتاجرة بالدين/ سلوي أحمد‏

 الرئيس مبارك وبعد حكم دام ثلاثين عاما لمصر وشعبها يرقد الان مرضا في غرفة بمستشفي طره يرقد مريضا بعد أن بلغ من العمر اكثر من اربعة وثمانين عاما يعاني من تدهور في حالته الصحية يوما بعد الاخر وتزداد معاناته في ظل تواجده في هذا المكان الذي يفتقر الي ادني الامكانات الطبية التي يحتاج اليها من هم في مثل حالته مما يتسبب في مضاعفة الالم عليه وازدياد التدهور في حالته الصحية بشكل يقر به كل من ملك ضميرا حيا وامتلك القدرة علي النطق بكلمة صدق دون ان يتأثر بما يدور حوله من نفاق ورياء.

   ليست هذه هي المرة الاولي التي اتحدث فيها عن هذا الموضوع بل تحدثت فيه كثيرا وربما بنفس الكلمات علي امل ان اجد من يستمع الي صوتي ويستجيب لندائي بضرورة المطالبة بنقل الرئيس مبارك الي مستشفي عسكري يجد فيه ما يناسب حالته ويخفف من الامه بعد هذه الرحلة من العطاء  في خدمة مصر وشعبها سلما وحربا وبعد هذا السن المتقدم الذي افني اغلبه في خدمه الوطن تمنيت ان اجد تلك المطالبة من الشعب ومن رجال الدين ولم انتظرها من حاكم او مسئول ولكن للاسف لم اجدها. .
    ولا اتعجب من هذا ومصر الان تعيش مرحلة غلب فيها النفاق والمتاجرة بالدين بصورة لم ارها من قبل  فلا احد يعنيه رجل ترك الحكم واصبح بلا اي سلطات فقط ما يعنيهم هم من في السلطة الان كيف يهللون لهم؟ وكيف يطلبون ؟كيف يجاملون ؟وكيف يرضون ؟حتي رجال الدين للأسف انضموا الي تلك القافلة فها هم ياتون بالايات ويفسرونها بما يصب في مصلحة اصحاب السلطات ها هم يذكرون الناس بالانتقام والقصاص وتناسوا ان يذكروهم بالايات التي تحث علي التسامح والعفو والصفح .

كما كنت اتمني ان اجد رجل دين يتحلي بالشجاعة ويتحدث بلسان الاسلام الحقيقي فيدعو الناس الي الكف عن الانتقام والتشفي الغير مبرر من الرئيس مبارك خاصة وان الرجل تثبت براءته يوما بعد الاخر فما اعرفة ان الجميع تعاطف مع الرئيس مبارك بعد خطابه الذي سبق الموقعة المسماة بموقعة الجمل المؤيد منهم والمعارض  الي ان جاءت تلك الموقعة التي كانت سببا رئيسيا فيما يتعرض له الرئيس مبارك الان حيث انقلب الجميع عليه بحجة انه قتل المتظاهرين .

ومن ايام حكمت المحكمة ببراءة كل المتهمين في تلك القضية وهذا الحكم ليس حكما ببراءتهم فقط ولكن ببراءة الرئيس مبارك ايضا وهنا كنت اتمني ان يعود الشعب الي اليوم الذي سبق تلك الموقعة التي كانت سببا في غضبه من الرئيس مبارك ولكن للاسف لم يحدث وظل الجميع يصدق الاوهام وما يبثه الاعلام العميل حتي بعد ان اثبت القضاء زيفه وكذبه ولا استطيع ان اجد سببا لذلك .

     فكأن الجميع يصر علي ادانه مبارك حتي وان كان برئيا في الوقت الذي لا يحاسب فيه الرئيس الجديد علي ما يحدث من احداث مشابهة لتلك التي  ادان بها الشعب مبارك وانقلب عليه بسببها في الوقت الذي سكت فيه عن معاناته التي خرج مطالبا مبارك من اجلها بالرحيل  في الوقت الذي اثبتت فيه الايام وبشهادة الكثيرين  ان زمن مبارك كان الافضل فسمعنا علي الالسنه  ومن الكثيرين مقولة ولا يوم من ايامك يا ريس .

وبرغم هذا لا يزالون يدينون الريس ويسبونه و يتركونه عرضة للالام التي  تفترس جسده الذي ابلاه حمل مسئوليه شعب تجاوز تعداه الثلاثة والثمانين مليون نسمة حاول الرجل ان يوفر لهم الحياة الكريمة قدر الاستطاعة وكان همه تخفيف المعاناه عنهم فلمدة ثلاثين عاما ظلت مسالة الدعم شئ مقدس لدي مبارك لايمكن  المساس به تحت اي ظرف من الظروف هذا  في الوقت الذي كان اول قرار للحاكم الجديد هو الغاء الدعم عن اشياء اساسية في حياة المواطن لا يستطيع الاستغناء عنها .

      بعد كل هذا لا اعرف لماذا  هذا التعنت مع مبارك؟ وما الذي  يضير الشعب من تواجد مبارك في مستشفي طره او مستشفي اخر؟ لا اعرف اي ضرر سوف يصيبنا في تواجد مبارك في مكان يجد فيه العناية والرعاية المناسبة له بعد كل تلك السنوات في خدمة مصروشعبها ؟ لا اعرف ما سر القسوة التي تمكنت من القلوب لدرجة اننا جميعا اصبحا ننتقم من رجل واحد بذنب وبغير ذنب؟ لا اعرف الي متي سوف نظل علي هذه الحاله وما هو مصيرنا جراء من نقوم به من ظلم انسانا ان هناك اله يحاسب علي كل كبيرة وصغيرة .

CONVERSATION

0 comments: