عيب.. يا د كتور/ حسن سعد حسن

فى عدد جريدة ( الوطن ) الصادر يوم الجمعة الماضى بتاريخ19/10/2012 ،وفى صفحتها الاّخيرة استوقفنى خبر
رفض طبيب علاج مريضة لا نتما ئها لتيار سياسى مخالف لتياره الذى ينتمى إليه.
وذكر الخبر التفاصيل الدقيقة للحادث  حيث تم ذكر اسم الطبيب ( الفا ضل ) ،والمريضة التى رفض علاجها ،وماذا قال لها.
والحقيقة اندهشت، وفزعت لما قرأت ،وتساءلت فى عجب:-
ألهذا الحد وصل الخلاف السياسى بيننا ؟!
 ألهذا الحد أصبحنا لا نطيق بعضنا البعض ؟!
وكيف يحدث هذا التصرف من طبيب مهما كا نت أيدلوجيته ، أودينه ،أوحزبه الذى ينتمى إليه فالمصيبة واحدة ؟!
هل نسى الطبيب الفاضل أن مهنة الطب رسالة قائمة على الإنسانية ، والرحمة قبل كل شئ ؟!
هل ما تعلمه هذا الطبيب الفاضل فى كلية الطب وما صُرف عليه فيها من ضرائب تدفع من أبناء هذا الوطن بمختلف مشاربهم ،وتوجهاتهم ، حكراً على تيار دون الاّخر؟!
هل استطاع هذا الطبيب الفاضل أن ينام ليلته بعد أن رفض علاج المريض ،وتركه ينزف ؟!
اّيها الطبيب المحترم ما فعلته ( عيب ) ،وحرام شرعاً لأنك أهملت فى عملك ،وقصرت  فقد تركت نفساً تنزف ،وفى حالة  خطرة ، ورفضت علاجها لأ نها تختلف معك سيا سياً ،ونسيت أنك يجب أن تتعا مل مع المريض على أنه( روح ) فقط لا علاقة لك بد ينها ،أو غناها ،وفقرها ،أو جهلها، وعلمها، ولا علاقة لك إلى أى حزب تنتمى.
 ما عليك فقط أن تقوم بوظيفتك ،وعملك الذى حثك الإسلام على القيام به بدقة ،وإتقان ،والذى تتقاضى عليه أجرك ( الحلال ).
أما إن كان، ولابد أن تنصر تيارك فلتنصره كما شئت، ولكن فى مكان اّخر غير مكان عملك ،فميدان العمل شئ ،وميدان التنافس السياسى شئ اّخر.
وأتساء ل:-
كيف مر هذا الخبر مرور الكرام على وزارة الصحة ،ونقابة الأطباء التى نجلها ،ونحترم رجالها، ونقدرهم؟!
وكيف نأمن لهذا الطبيب ،وأمثاله بعد اليوم؟!
يجب أن يُحاسب هذا الطبيب حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه تكرار هذا الأمر فى أى مكان اّخر.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولله الأمر من قبل ، ومن بعد.

CONVERSATION

0 comments: