كلما اغلقت الدنيا ابوابها في وجه الشعب الفلسطيني وثورته فتح الشاذلي ابواب الجزائر مشرعه/ سري القدوة

لم يبدو موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية ألا موقف اخوي أصيل يعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري حيث أن فلسطين هي امتداد طبيعي للجزائر فالثورة الفلسطينية ولدت من رحم ثورة أبناء الجزائر فكانت كلمات الرئيس الخالد هوراي بومدين ( مع فلسطين ظالمة او مظلومة ) لترى وتشاهد وتسمع كل أبناء الجزائر يرددون علي مسامعك هذه العبارة كل ما عرف انك فلسطيني وتجسد الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا هذه المقولة الهامة والمهمة في تاريخ العلاقات الفلسطينية الجزائرية فتشعر انك تجسد تاريخ مشترك وواقع واحد وهدف واحد لشعب واحد لا شعبين ..

تلقينا بمشاعر الألم والتأثر الأخوي الكبير، نبأ وفاة الأخ المرحوم الشاذلي بن جديد الرئيس الجزائري الأسبق، بعد حياة قضاها مدافعا عن وطنه وشعبه الشقيق، وقد عرفناه في مسيرته رجل دولة من الطراز الأول، ومجاهدا كبيرا من الأوفياء، مستذكرين بالكثير من الإكبار والاعتزاز مناقبه ومواقفه المشرفة، في خدمة قضايا شعبه وأمته وفي طليعتها قضية شعبنا الفلسطيني، لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف’.

لقد سار المرحوم الرئيس الشاذلي بن جديد على خطى الرئيس هواري بومدين فكان مع فلسطين قولا ودعما وعملا...وكان قريبا لقلب الرئيس ياسر عرفات رحمه الله الذي قال فيه ( كلما اغلقت الدنيا ابوابها في وجه الشعب الفلسطيني وثورته فتح الشاذلي ابواب الجزائر مشرعه ) ... حيث عقدت العديد من مؤتمراتنا ومجالسنا الوطنيه في فترة اشتد فيها الحصار على شعبنا وثورته.... رحم الله الرئيس الشاذلي ...تعازينا للشعب الجزائري العظيم ..

فهذا التاريخ لم يكن مجرد صدفة بل تاريخ يمتد عبر الأجيال وان الدعم المعنوي والمادي والروحي والتقني والفني للثورة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية تواصل عبر المراحل المختلفة وقد جدد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مناسبات عديدة   دعمه المطلق للقضية الفلسطينية.

أن هذا الحرص والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية والتي يؤكده دوما قادة الجزائر  يأتي في مقدمة المواقف العربية الحريصة علي الشعب الفلسطيني ونيله حقوقه الكاملة الغير قابلة للتصرف ..

ومما لا شك فيه بأن الجزائر وفلسطين حريصتين اليوم أكثر من أي وقت مضى علي المضي قدما في تعزيز العلاقات الأخوية والشراكة بين الشعبين .

أن حرص الرئيس الشاذلي بن جديد علي دعم الشعب الفلسطيني كان حرص مستمر وموضوعي ويهدف إلى دعم الثورة الفلسطينية ويعزز النجاحات التي شهدتها القضية على المستوى الدولي.

واليوم بات الموقف الجزائري الداعم لنضال الشعب الفلسطيني واستقلاله موقفا وطنيا قوميا مشرفا ويأتي كطليعة لموقف الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم لدعم قيام الدولة الفلسطينية .

أن العلاقات الأخوية الفلسطينية الجزائرية الممتدة عبر الأجيال تتواصل اليوم في ظل دعم مطلق من قبل القيادة الجزائرية وتأتي من اجل التأكيد علي حقوق الشعب الفلسطيني ومواصلة دعم الجزائر لنضال الشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .

ان الرئيس الشاذلي بن جديد  كان  دوما حريصا  علي وحدة الموقف الفلسطيني ودعم الشعب الفلسطيني ونضاله  وحرص دوما علي أن تتواصل   تلك العلاقات الأخوية الجزائرية الفلسطينية لتأكد حرص الجميع علي المضي قدما من اجل دعم   الوحدة الوطنية الفلسطينية   ووحدة الصف ولم الشمل لتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني .

أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكا بحقوقه الوطنية مستلهما إرادة الانتصار من الثورة الجزائرية ، مواصلا مساعيه بكل ثبات ومثابرة لانتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.

وإن الجزائر تبنت دوما قضيتنا في كافة المحافل الدولية، وتحملت مسؤوليتها كاملة حتى الظروف الصعبة التي مرت بها لم تثنيها عن أداء واجباتها.

المجد للراحل البطل المناضل الشاذلي بن جديد والعزاء للجزائر احد ابرز اعمدة الثورة الجزائرية ..

نتقدم للجزائر شعبا وقيادة ونشارككم شعب الجزائر الشقيق، بأصدق عبارات التعازي والمواساة الأخوية، بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى، الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد سائلين الله سبحانه وتعالى، أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظ الجزائر وشعبها  بكل خير.

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

CONVERSATION

0 comments: