هل الغارة الجويّة العدوانيّة على سوريّة جاءت عقب استحقاقات إسرائيليّة داخليّة؟/ سعيد نفاع

تغيب عن بال معظم، إن لم يكن كل المتناولين الشأن السوريّ من معلقين ومحللين وخبراء نتابعهم عبر الفضائيات السوريّة أو المؤيدة لسوريّة وحتى الحياديّة منها، حقيقة هي: أن إسرائيل ومنذ عدوان تموز 2006 على لبنان وهزيمة جيشها راحت تدرّبه في مناورات عسكريّة سنويّة تحت المسمى "نقاط التحول"، تأهيلا له لمواجهة ما تراه خطرا استراتيجيّا مصدره الهلال المتشكل شمال شرقها، ميمنته المقاومة اللبنانيّة وقلبه سوريّة وميسرته العراق وإيران، ويشمل هذا التدريب أيضا تأهيلا في مواجهة إمكانيّة أن يكون لفلسطينيّي الداخل والفلسطينيين عامة دور في ذلك، إن حدثت المواجهة بمبادرة الهلال أو بمبادرة استباقيّة إسرائيليّة.
هذه الرؤية هي بوصلة إسرائيل على الأقل في السنوات الأخيرة، خصوصا وأنها ارتاحت فلسطينيّا نسبيّا ومرحليّا بعد أن تُرك الفلسطينيّون بدون ظهير بغياب استراتيجيّة عربيّة جامعة بديلة داعمة ،لا بل أكثر من ذلك بعد أن تُركوا لقمة سائغة بتخلّ عربيّ وانشغال بعدو جديد متخيّل هو إيران، اللهم إلا من صمودهم وبقائهم على الأقل رغم المعاناة، ومن أمل يتوسمونه في هذا الهلال ولو بعد حين.
وإن غاب ما سقناه أعلاه فلم يغب عن نقاش البعض من المتناولين الغارة ربطُها باستحقاقات داخليّة إسرائيليّة تتعلق بتشكيل الحكومة ومعولين كثيرا على خسارة نتانياهو بعضا من مقاعد تحالفه مع ليبرمان رغم أن حساباته كانت أن يكون الكتلة الأكبر ولو على حساب خسارة بعض المقاعد وقد أخطأوا في هذا. الاستحقاق الوحيد الذي يمكن أن يكون لمثل هذا التصعيد والذي مهّد له نتانياهو أياما بتصريحات ناريّة ضد سوريّة وحزب الله، هو فقط رغبة نتانياهو إبقاء حقيبة الدفاع في يد براك الذي لم يخض المعركة الانتخابيّة وأعلن اعتزاله الحياة الحزبيّة لكن لم يسمعه أحد قال كذلك الوزاريّة، رغبة عند نتانياهو يغذيها بذريعة هشاشة الوضع الأمني الإقليمي وضرورة منع أي اهتزاز في القيادة (الوزارة) على الأقل في الوضع الراهن، لكن الحقيقة الأقرب للعقل هي رغبة في بقاء من لا يشكل عليه خطرا سياسيّا وسدّ الطريق أمام بدائل يمكن أن تشكل مثل هذا الخطر كبوجي يعلون القائد الأعلى الأسبق للجيش الإسرائيلي عضو حزب الليكود اليوم أقوى المرشحين ل"الدفاع" إن لم تُسند الحقيبة لبراك.
هذا هو الاستحقاق الوحيد الذي يمكن أن يكون مثلُ هكذا تصعيد دافعا له. كل ما عدا ذلك في هذا السياق هو اجتهاد ليس بالعمق المطلوب في تحليل أسباب هذا العدوان، فنتانياهو ضامن رئاسة الحكومة وسهولة تشكيلها قبل الانتخابات وبعدها وليس بحاجة لمثل هكذا عمليّة ضغطا على الأحزاب المختلفة ائتلافيّا.
لن تبلغ السذاجة حدّا عند أحد وبغض النظر عن موقعه من العدوان على سوريّة، أن يعتقد أن إسرائيل ومثلما يبدو ظاهرا تقف موقف المتفرّج ممّا يُسمى خطأ "الأزمة السوريّة" حيث أن ما يحدث في سوريّة هي حرب عدوانيّة استباقيّة مخطط لها طويلا، ركب أصحابها ظهر "الربيع العربيّ" ومطاياهم بعض أدوات سوريّة جهلا، وعمالة في بعض ليس بقليل، حرب تصبّ في الرؤية الاستراتيجيّة الإسرائيليّة آنفة الذكر بضرب هذا الهلال مصدر الخطر الاستراتيجي، ولذا فإسرائيل جزء فاعل في هذه الحرب كثيرا قبل اندلاعها تخطيطا ونصحا وتدريبا وعونا ومشاركة عينيّة مخفيّة أحيانا وظاهرة حينا وبالذات والضربة لقلب هذا الهلال.
لم يبق خبير إسرائيليّ ذو قيمة لم يعلنها صراحة أن الأسد ونظامه خطر على إسرائيل وأي بديل سيأتي بعده سيكون في مصلحة إسرائيل حتى لو كان الإخوان المسلمين لا بل فليكن الإخوان المسلمين، رغم كل الترهات التي نسمعها في هذا السياق. المفاجأة كانت أن الأسد ونظامه صمد هذا الصمود الأسطوريّ أخذا بالحسبان عتاوة الأعداء والعدوان، وظهيره غالبيّة عظمى من شعب سوريّ عصيّ وجيش سوريّ فكريّ أعصى.
لا يجب أن يكون المراقب خارق الذكاء حتى يستنتج أن من سرّب المعلومة عن الغارة وصاغها وكأنها ضرب لقافلة أسلحة في طريقها إلى حزب الله لوكالات الأنباء الغربيّة، هي المخابرات الإسرائيليّة ظنّا من إسرائيل أن سوريّة سوف تصمت على حدوثها، لكن "العتمة لم تأت على قدر يد الحراميّ".
يظلّ السؤال إذ  نفينا أن يكون وراء الغارة موضوع الاستحقاقات الداخليّة الناجمة عن نتائج الانتخابات البرلمانيّة: لماذا قامت إسرائيل بما قامت به والآن بالذات وبهذا الشكل بالذات؟!
إسرائيل لا شكّ ومهما كانت أسبابها وضعت أمامها "سيناريوهين" اثنين، الأول ردّ سوريّ فوريّ سيجرّ وراءه سلسلة ردود يمكن أن تؤدي إلى تدخل غربيّ يحقق لإسرائيل ما لم تستطع أن تفعله طويلا ليخوض عنها الغرب حربا هي عاجزة عنها ضدّ ما تراه ومنذ هزيمة تموز 2006 أمام المقاومة اللبنانيّة خطرا استراتيجيّا عليها، وتزيح بذلك عن كاهلها جزء من الضربة الارتداديّة المتوقعة وفي هذا هي رابحة قياسا وتكون أسدت لحلفائها العرب خدمة كبرى.
أمّا السيناريو الثاني هو أن لا تردّ سوريّة فتكون بذلك إسرائيل كذلك كمن أسدت خدمة لحلفائها الفعليين والموضوعيين على الساحة السوريّة دون أن تتكلّف ثمنا، خصوصا وأن الدلائل تدّل والمؤشرات تشير أن الرياح في سوريّة تهبّ لا كما اشتهت الأدوات سوريّة كانت أو عربانيّة أو عثمانيّة، وبالتالي لا كما اشتهى المفعّلون وفي مقدمتهم إسرائيل، ولذا فالحاجة ماسّة لإعطاء هذه الأدوات جرعة تنشيطيّة وبالأساس معنويّة ميدانيّة خصوصا وقد جاءت تزامنا مع مؤتمر باريس ومؤتمر الكويت وليس صدفة بتاتا وإنما دليلا على الغرفة العمليّاتيّة الواحدة.
رغم أن السناريوهين الاثنين يصبان في مصلحة إسرائيل لكنها استبعدت الأسوأ الأول ومن الصعب التصوّر أنها ورغم ربحها من الأول، كانت يمكن أن تّقدم على فعلتها لو لم تعط الثاني الحظ الأوفر.
هذا هو المنطق الأقرب إلى العقل الذي حكّم الخطوة الإسرائيليّة لا استحقاقا داخليّا ولا يحزنون، وبغض النظر عن ذلك أحسنت القيادة السوريّة صنعا أن كشفت عن الغارة وأهدافها ونتائجها واحتفظت بحق الرد في المكان والزمان الذي ترتأيه. ورغم أني لست خبيرا عسكريّا ولا خبيرا سياسيّا في قنوات القرار السياسيّ السوريّ، لكني أسمح لنفسي كقاريء ومراقب تعزّ عليه سوريّة بشعبها وجيشها وقيادتها أن أقدر أن سوريّة وحلفاءها أحسنوا كذلك صنعا أن تغاضوا عن الرّد الميدانيّ على هذه الغطرسة وهذا ما أعتقد أنهم فاعلون وفي هذا رأس الحكمة في الظرف الحاليّ تفويتا على إسرائيل وحلفائها وأدواتهم أي هدف لهم من وراء الغارة، حتى لو كان في ذلك بعض مكسب معنويّ آنيّ لهم.
sa.naffaa@gmail.com

درس في الديماغوغية/ جواد بولس

سيقال عنه الكثير، وسيكتب فيه ما يليق بمن يكون أقوى من النسيان. رحيل "نمر مرقس" بداية أعادتني إلى تلك البدايات التي يتنكر لها اليوم من في أحضانها تكشّفت له معاني الحياة. بدايات على صدورها غفونا، فكبرنا وصار الزغب في الوجوه لحى بها تقسم الرجال. معه ورفاقه حافظ النرجس على زهوه وصار للوطن معنى. كانوا شوكة في حلق من غنّى "لاستقلال بلاده" الجديدة.
رحيل "أبو نرجس" اليوم، يظهر عبث ما نقرأ ووجع ما نسمع، يعيدنا إلى ذلك التاريخ الذي يريدنا كثيرون أن نجهله أو ننساه. جيل البنّائين المعلّمين. الذين رفضوا وعود النخاسين والمرابين فبقوا في الوطن، ليحموا ترابه وليرعوا "الدراويش" ورفاقهم، أبناء الحقول والمحاجر، كادحين ملأوا في زمن النكبات والذل سماء الشرق عزّة وتحديًا وكرامة.
حنا ومحمود وصليبا وراشد وسميح وسالم وتوفيق وإميل وعلي وعصام وقوافل من وطنيين عتاة أشدّاء، كواكب تلألأت وصانت للعربية والهوية شرفًا وللبقاء في الوطن معنى وللإنسانية جزاءً. من هناك يا سادتي، من ذلك الجيل حبل الفضاء بالوطنية، في ذلك الزمان أنجبت الأرض سادتها عصافير الأساطير بلا أجنحة، من رمادها يولدون ومن أجلها.
من يريدنا أن ننسى ذلك الزمن الترابي؟ من يريدنا أن نمحو من ذاكرتنا أسماء كحنا نقارة ومحمد الحاج ومعاركهم من أجل بقاء وهوية وبيادر؟ من يريدنا أن ندفن وننسى شهادة توفيق طوبي وماير فلنر، مناضلين كبيرين شقّا عباءة الغدر والقتل وكشفا فظائع "شدمي" وشركائه، آباء ما سبق وتلا من فظائع وجرائم. من يريدنا أن ننسى من صرخ وقال "سجِّل أنا عربي" في زمن كانت فيه الأعراب تزحف عند أقدام مناديب سامين ورعاة بقر. من يريد أن ننسى كيف حاول مجرم عنصري بسكينه الأجرب أن يقتل ماير فلنر، رفيق أبي النرجس، لأنه صرخ في وجه إسرائيل المعتدية المحتلة بعد حرب ١٩٦٧.
من يريد أن ننسى قادة يوم الأرض وآذار ذاك الذي صار نوّارُ لوزِه بلونِ الصبحِ أحمر؟ من يريدنا أن نخون ونقبل وطنيّة تبدأ في قناة وتنمو على "جزيرة"، لا ينتعش عليها إلا من يحلف بموزة سيدةً وربة نعمه ومستخلفٍ يجيد صناعة السوس وتأليب الفلسطيني والعربي على أخيه؟
أكتب، بأسف وملامة، بعدما قرأت على لسان قادة حزب "التجمع"، المنتشين بـ"نصرهم" وإدخالهم ثلاثة أعضاء لكنيست إسرائيل، ما أعتبره إهانة لجماهيرنا العربية ونضالاتها عبر العقود وما أعتبره إهانة لي ولكثيرين نرفض هذا الاستعلاء واتهامات الغير بهذه الكيدية وبدون وجه حق.
لست قاضيًا يحاسب ديماغوغية تلك التهجمات والادعاءات، لكنني أحذِّر أن من شأن تكرارها التسبب بأضرار جسيمة للمجتمع العربي ككل، فهذه المواقف التشاوفية تربّي الجيل على الحقد والكراهية وتؤدي إلى صقله بهوية مزيّفة جوفاء مبتورة عن ماضي الشعب العريق والمشرّف.
يعتبر قادة التجمع أن من صوَّت لهم فعل ذلك عن قناعة سياسية ونضوج، فأصواتهم عفيفة صافية طاهرة، بينما أصوات غيرهم نجسة ملوثة بالابتزاز والمصالح. قادة "التجمع" خوّنوا قادة "الجبهة" و"الموحّدة" لأنهم قابلوا في حينه الوزير بيغن ونقلوا إليه وأسمعوه معارضتهم واعتراضات أهل النقب على مشروع الدولة لسرقة ما تبقى من نقب. قادة "التجمع" طالبوا زملاءهم بالاعتذار على الملأ والاستغفار على "كبيرتهم" تلك. قادة التجمع ومن ورائهم كوادرهم يعلنون أن التجمع، وفقط التجمع، هو "الحركة الوطنية" وما تبقى من حركات وأحزاب لا يصح نعتها بالوطنية.
هل حقًا كانت أصوات التجمعيين عفيفة طاهرة؟! كي يصحُّ هذا الادعاء على "التجمع" أن ينشر ميزانية الحزب التي رصدت للانتخابات ومصادرها وكيفية صرفها، خاصة وأن هنالك ما يشبه المعلومات عن ما رصدته قطر من ملايين يوروهات أطلقت يد الحملة الانتخابية إلى آفاق غير مسبوقة وحلَّقت في فضاءات جيوب عوائل ومخاتير فأقنعتهم بيورو-وطنية ركيكة. هذا علاوة على ما نشر في الصحف من ضبط أفراد من حزب قومي يُدخِلون مبالغ كبيرة من الحدود من أجل دعم "الأصوات النزيهة".
لقاء بيغن لإسماعه موقف المغبونين العرب ليس خطأ ولا خطيئة وهو أقل خطورة ورجسًا من لقاءات بيرس ورؤساء بنك إسرائيل ومسؤولين حكوميين مختلفين، قابلهم قادة حزب "التجمع" وملأت صورهم صحف الدولة بما فيها مجلة "مالكم". أم كان اسمها في ذلك الحين "ما لكم!".
"التجمع" هو الحركة الوطنية الوحيدة في إسرائيل. هل يعقل؟! وكيف يعرِّف المعرفون هذه الوطنية أفلسطينية؟ وهي من حليب قرار عدل إسرائيلي! وطنية فلسطينية فما لها والبرلمان الصهيوني؟! هل قرأتم ما جاء في تصاريح قادة التجمع في محكمة العدل العليا الإسرائيلية؟ هل سيتعهد قادة "التجمع" أنهم لن يقفوا ولن يقسموا قسم الولاء لدولة إسرائيل عند استنابتهم في الكنيست؟ وهل سيعدنا النواب انهم لن يقفوا على نشيد "هتكفا" عندما يعزف في المناسبات الرسمية التي تحتِّم مشاركتهم؟ هل سينادي الوطنيون بضرورة طلاق الفرق الرياضية العربية من انتماءاتها التنظيمية مع "هبوعيل"، "مكابي" و"بيتار"؟ (هل يعي القارئ أن معركة العرب الأخيرة كانت بين بيتار القدس ومكابي أم الفحم!).
كبرتُ في كفرياسيف. في ساحاتها وميدانها حيث كانت الجموع في الخمسينيات تأتيها "سجناء". على ترابها نشأت حرًا وطنيًا ومن حليب نمورها رضعت وجيلي. وطنيّتي إنسانيتي. وطنيتي هويتي التي رسمها أول من رسمها ذلك الجيل من الكبار. رفقًا يا أبناء جلدتي واهتدوا أم نسيتم أحاديثكم عن الوحدة؟ أكان ذلك هراءً؟ ألم تقل اللغة: "تقاربت الجسوم وأي نفع/ يكون إذا تباعدت القلوب؟".

مناضلون من اجل الحرية/ راسم عبيدات

لم يدر لا بخلد المناضل عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني والمسجون حالياً في السجون التركية،ولا بخلد المناضل جورج عبدالله او المناضل الأممي كارلوس المسجونان في السجون الفرنسية،بأنه سيأتي وقت تضيق فيه البلدان والأوطان بالثوار والمناضلين،ففي الوقت الذي كانت فيه الكثير من العواصم تتسابق على استقبال الثوار والمناضلين واحتضانهم،نجد ان المناضل جورج عبدالله والذي دفع 28 عاماً من عمره دفاعاً عن قضايا الثورة والمقاومة والنضال العربي والأممي،بان لبنان مسقط رأسه والذي كان احد أبطال مقاومته ونضاله يرفض او يستصعب استقباله وعودته.
نعم كما علم الروائي الجزائري الراحل الكبير الطاهر وطار،نحن في الزمن الحراشي والرديء،نحن في زمن الذل والهوان والهزيمة،وإلا لما وصلت الأمور الى حد إقفال الحدود والأجواء والشواطئ في وجه الثوار والأبطال ولم يسمح لهم بالعودة.
ولعل الجميع يذكر أنه عندما كانت الثورة الفلسطينية ثورة بالمعنى الحقيقي،وكانت قبلة ووجهة كل الثوار العرب والأممين،قبل ان يحولها البعض إلى ثروة ومشروع استثماري،هناك الكثير من المناضلين العرب والأممين انتموا وانضموا الى الثورة الفلسطينية،من اجل المساهمة ودعم الثورة الفلسطينية في رفع العدوان عن الشعب الفلسطيني،ومشاركته مقاومته ضد العدو الصهيوني،وتحقيق حلمه في الحرية والاستقلال والدولة المستقلة،وكانت تحركهم في ذلك قناعات فكرية وصدق انتماء،ورغبة جادة وحقيقية في المقاومة،وليس طمعاً في جاه أو مصلحة او منفعة أو منصب،وفي خضم ذلك استشهد العشرات من المناضلين العرب والأجانب على مذبح المشروع الوطني الفلسطيني،وكذلك اعتقل العديد منهم فكان المناضل الياباني كوزو اكاموتو صاحب عملية اللد الشهيرة،قد انتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،هو وعدد من رفاقه في الجيش الأحمر الياباني،حيث جرى اعتقاله وسجنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي،وليتحرر لاحقاً في صفقة التبادل الشهيرة التي نفذتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة في ايار/ 1985،وكما هو أكاموتو،كان المناضل الأممي كارلوس والمسجون حالياً في السجون الفرنسية،حيث عمل في فرع العمليات الخاصة التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الشهيد وديع حداد،والذي جرت مطاردته لعدة سنوات من الدوائر الإستخبارية الغربية والأمريكية والصهيونية،حيث قام بتسليمه في صفقة مهنية للمخابرات الفرنسية، نظام الرقص بالسيف والعصا – نظام البشير- الذي لعبت سياسته وعنترياته الفارغة دوراً بارزاً في تقسيم السودان،وفي عهده استباحت وتستبيح إسرائيل ارض وأجواء السودان،تغير وتقتل وتدمر،ويكتفي نظام البشير ب"الجعجعة"والتهويش،وممارسة الكذب والدجل والخداع،عن رد مؤلم على إسرائيل لا يملكه او يقدر عليه.
والثائر الأممي كارلوس ما زال قابعاً في الزنازين الفرنسية،رافضاً التخلي عن قناعاته أو بيع القيم والمبادئ التي تربى عليها في مدرسة الحكيم وابو هاني وابو علي وأبو غسان،وكذلك كان المناضل الثوري جورج عبد الله اللبناني،والذي سيرى الحرية بعد 28 عاماً من الاعتقال في السجون الفرنسية،تلك الحرية المعلقة الآن على وجود بلد يستقبل هذا القائد المناضل،لكونه آمن واقتنع بأن الحرية والتحرر،تمر عبر النضال والكفاح ضد قوى الظلم والطغيان والاستكبار العالمي وفي المقدمة منها أمريكا رأس الحية كما علم القائد القومي والوطني الكبير الراحل جورج حبش،حكيم الثورة،والمناضل الكبير جورج عبدالله رفض كل المساومات والإغراءات من أجل أن يتخلى عن فكره وقناعاته ومبادئه،ومحاولة اللعب على الطائفية.
التعاطف العالمي مع المقاومة والثورة الفلسطينية من قبل قوى وحركات واحزاب التحرر العالمية والأحزاب الثورية والتقدمية،موجود على كل ساحات أوروبا وأمريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم،وما زالت الكثير من القوى والأحزاب،تتغنى بالثورة الفلسطينية كرمز للنضال والثورة ضد الصهيونية والامبريالية والرأسمالية المتغولة والمتوحشة،ونحن نشهد في الكثير من المسيرات والمظاهرات والمؤتمرات والإعتصامات والمهرجانات لتلك القوى والأحزاب الثورية،صور قادة المقاومة من حبش الى ابا عمار وليلى خالد وسعدات وغيرهم،ترفع وتتصدر تلك المسيرات والمظاهرات،والجماهير والقوى الثورية تكن الاحترام لثورتنا وقادتها التاريخيين ورموزها،فمن يعيد للثورة بريقها ومجدها في زمن حولها البعض لثورة رتب وراتب،فرحم الله ذلك الزمان الذي كانت فيه كل العواصم الغربية ترتعد خوفاً من الانتقام وردة الفعل الفلسطينية على اعتقال مناضليها او قادتها على أرض أي من هذه الدول،تخشى
واجبنا كثورة ومقاومة فلسطينية،وقوى واحزاب أن لا نتخلى عن المناضلين الذي ضحوا وقدموا أرواحهم ودمائهم فداء لثورتنا ومقاومتنا،ثوريتنا وواجبنا وقيمنا واخلاقنا تملي علينا ان نتبنى قضاياهم،وان ندافع عنهم،فعار علينا كثورة أن لا ننظم المسيرات والمهرجانات والإعتصامات المطالبة بإطلاق سراحهم،فهذا بحد ذاته نكران وجحود منا بحق هؤلاء الثوار والمناضلين.
ولنرفع صوتنا علينا ضد الحكومة الفرنسية،من اجل أن لا تستجيب للضغوط الأمريكية والإسرائيلية،باستمرار احتجاز المناضل جورج عبدالله،وعلينا قيادة حملة في كل عواصم ومع كل قوى الحرية والديمقراطية في العالم من أجل إطلاق سراحه،فهذا أقل واجب مطلوب منا كثورة ومقاومة وشعب فلسطيني تجاه مناضل دفع ثمانية وعشرون عاماً من عمره في سبيل ثورتنا وقضيتنا.
ولنبقي صورة ثورتنا ومقاومتنا مشرقة ومثالاً إيجابياً في قلوب وعقول الكثيرين من الثوار والمناضلين وحركات التحرر والأحزاب والقوى الثورية،الذين يطلعون لثورتنا كملهم وهاد لهم في نضالاتهم وتضحياتهم،وصور قادة ثورتنا ومناضلينا التي تتصدر إحتفالاتهم ومهرجاناتهم ومسيراتهم وإحتجاجاتهم،خير شاهد ودليل على مدي تأثرهم بهؤلاء القادة وتلك المقاومة والثورة العملاقة.

المرابطون الموحدون العرب في الأنبار/ أسعد البصري

لقد كان للجيش العراقي القومي القديم
مواقف مع العرب
على جبهة سورية و فلسطين
و البوابة الشرقية
الآن بقايا و فلول هذا الجيش
في الأنبار تتجمع
ربما هم بحاجة إلى سلاح و خبرات عسكرية و شهداء
إلى حملات إعلامية و دبلوماسيين و حقوقيين عرب
هل يعتبر الدعم العربي للأنبار إرهابا ؟؟
ليكن هناك ضباط مصريون مثلا
بعدد الضباط الإيرانيين في العراق
لا أرى مشكلة في هذا من ناحية قومية
لن تكون هناك حاجة إلى ضباط أتراك
لكن أن تكون القوات التركية عنصر ردع و تهديد
ضد اجتياح فارسي شامل للعراق
هذا أمر طبيعي و موضع ارتياح بكل تأكيد
الإعلام والدبلوماسية العربية تضمن حيادا أمريكيا على الأقل
حتى انتهاء المهمة
لن يحتاج الأمر إلى متطوعين عرب
إلا إذا كان عدد الضحايا فوق طاقة الثوار
حين عبر المرابطون الموحدون العرب
البحر الأبيض المتوسط في القرن الحادي عشر إلى الاندلس
لم يقل لهم العرب في قرطبة وأشبيلية
و طليطلة و غرناطة عودوا إلى الصحراء
لم يقولوا لهم أنتم إرهابيون
بل حملوا قائدهم يوسف بن تاشافين
على الأكتاف
فتحوا لهم الأبواب حتى قاتلوا الصليبيين
و أنقذوا بلاد الأندلس و وحدوها
لا نريد مجاهدين عربا
من الصحراء العربية
ولا من صحراء المغرب وليبيا والجزائر
ولا من صحراء سيناء ولا من جبل الدروز
فقط نريد الدعم العربي الطبيعي
وهو عودة بغداد عربية
بغداد بستان العرب و سؤددهم
asaad76@hotmail.com

نمر مرقس.. هل تدري كم نحبك!/ شاكر فريد حسن

بوفاة نمر مرقس ، القائد الشيوعي الاممي والشخصية الوطنية والاجتماعية والفكرية والتربوية البارزة العريقة ، تفقد وتخسر اوساط شعبنا والقوى التحررية والتقدمية والديمقراطية والحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية والحركة الوطنية والشيوعية  والثقافة الوطنية الديمقراطية الجديدة في فلسطين مناضلاً عنيداً صلباً ، وقائداً سياسياً حكيماً شجاعاً واصيلاً ، وانساناً رائعاً وعظيماً .. انساناً متواضعاً وناكراً للذات ، ومثقفاً فكرياً بعيد الروى والنظرة الثاقبة الحادة ، ومربياً وطنياً ديمقراطياً مخلصاً للرسالة في نفوس طلابه الروح الوطنية والثورية الكفاحية المقاتلة ، فدفع ثمن هذه المواقف بالفصل من عمله في سلك التدريس .
عرفنا الفقيد نمر مرقس كأحد اعلام النضال الوطنية الساطعة في حياتنا السياسية والفكرية والاعلامية وميادين الكفاح السياسي والشعبي ، وواحداً من المناضلين والمقاتلين الاشاوس المسلحين بالفكر الطبقي الايديولوجي الماركسي _ اللينيني ، والمتمسكين بالهوية الطبقية والمثل الاخلاقية والمبادئ الثورية العظيمة والاممية الجذرية . فكان نموذجاً يحتذى في الالتزام التنظيمي والنقاء الثوري والاستقامة والاخلاص للمبدأ ، ومثالاً للعطاء والتضحية من اجل وطنه وشعبه ومجتمعه وحزبه وطريقه السياسي ، وفي الكفاح العنيد والشرس ضد كل اشكال القهر والظلم والاضطهاد والاستبداد والاستغلال الطبقي ، وضد الاحتلال والاستعمار .
تميز الفقيد نمر مرقس بانسانيته الصادقة العميقة ، وهذا انعكس في تربية بناته وافراد اسرته . وقد تجلت في شخصيته وحدة النظرية والممارسة الثورية الواقعية ، وكان في حياته ومسلكه ونهجه واسلوبه وتعامله مع الآخرين يطبق هذه الانسانية .
ومنذ صغره وشبابه المبكر، شّد نمر مرقس الانتباه لدى ابناء جيله ، بوعيه ونباهته وثقافته،وعشقه للمعرفة ، ورغبته المتنامية في التغيير ، وسخطه على التخلف ،الذي يطبع ويسم حياة مجتمعاتنا العربية التقليدية ، وتمرده على واقع القهر والبؤس المحزن الذي يعيشه الناس المسحوقين والمضطهدين والمحرومين والمعذبين . كل ذلك دفعه الى تلمس طريقه نحو الحزب الشيوعي ، الذي وجد فيه ضالته ونفسه ومكانه الصحيح وموقعه الطبيعي ، كقوة سياسية ووطنية وفكرية مناهضة وطليعية معنية بالتغيير في سبيل غد افضل ومستقبل اجمل ينعم فيه ابناء الفقراء والناس البسطاء بالحرية والفرح والسعادة .
اضطلع نمر مرقس في حياته بمهمات حزبية ومسؤوليات متعددة وهامة وحيوية ، فكان مسؤولاً تنظيمياً في منطقة عكا ، ومحرراً لمجلة "الغد" الصادرة عن الشبيبة الشيوعية لمدة 15 عاماً ، ومحرراً لمجلة "التقدم" الصادرة عن كتلة المعلمين الديمقراطيين ، ورئيساً لمجلس كفر ياسيف المحلي لمدة عشرين عاماً حتى استقالته . وكان احد القادة المؤسسين في مسيرة الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية ، وعضواً فعالاً ونشيطاً في هيئاتها ومؤسساتها ، وعضواً في لجنة الدفاع عن الاراضي وغير ذلك.
وكان كاتباً ومحللاً سياسياً عميقاً ومؤثراً ، وقد نشر عشرات المقالات الادبية والمداخلات والمعالجات السياسية في "الاتحاد" و"الجديد" و"الغد" و"الدرب" وسواها من نشرات ودوريات الحزب التثقيفية التعبوية. وقد صدر له كتاب "اقوى من النسيان" تناول فيه اهم وابرز المحطات النضالية في تاريخ ومسيرة الجماهير العربية الفلسطينية الكفاحية ، باسلوب ادبي شائق وجذاب .
اننا نودع نمر مرقس مناضلاً وشيوعياً كبيراً ، وشاعراً واديباً مرهفاً حالماً ، ومعلماً وفياً سكن قلوب طلابه ،فعلّم محمود درويش لغة الشعر والوطن والمقاومة ، وعلمنا لغة الفكر والنضال في ذلك الزمن الصعب والايام السوداء الحالكة ، ومثقفاً تنويرياً وعقلانياً صميمياً في رؤاه وكتابته السياسية والادبية ، مجسداً الروح الحقيقية الثورية والطليعية الريادية للمثقفين الفلسطينيين العضويين الاحرار الملتزمين بهموم وقضايا مجتمعاتهم ، والحالمين بالثورة والتغيير والمستقبل .وكم سنحس بالخسارة الفادحة لغياب هذه النجمة الفلسطينية والجليلية الشامخة في بدر سماء الفكر السياسي والثقافة الحرة الديمقراطية والكفاح البطولي ضد المشاريع العنصرية للمؤسسة الاسرائلية الحاكمة.
ستخلد ذكرى نمر مرقس الى الابد في قلوب رفاقه واصدقائه ومعارفه وبناته واهل بيته وعائلته وكل الناس البسطاء والشرفاء من ابناء الفقر والانسحاق ، وكل انصار السلام والتعايش والحرية والديمقراطية ، الذين احبوه وقدروه واعتزوا بالعمل معه . وستخلد ايضاً في سيرته الشخصية وسماته الخلقية ، التي اثارت الاعجاب والتقدير لدى قطاعات شعبنا وقواه الوطنية والسياسية ، وفي التراث الفكري والسياسي والادبي والتاريخي والسياسي والنضالي لشعبنا الحي الصامد فوق تراب وطنه . هذا التراث الذي اضحى تراثاً لكل الحركة الوطنية ويتمسك به كل التقدميين والديمقراطيين وطلائع النضال والثورة تراثاً هاماً، وسلاحاً حاداً بتاراً في معارك الثقافة والحضارة والمستقبل ، وفي مواجهة قوى البغي والعدوان والاحتلال ، وقوى الجهالة والتكفير والتخلف .
ان امثال ابي نرجس لا يموتون ، انهم خالدون واقوى من الموت والنسيان ، ويتحولون بعد موتهم وغيابهم عن الدنيا مثالا وقدوة عليا ، وبذلك يواصلون  وهم في اضرحتهم، التأثير على العملية الثورية والتحولات الديمقراطية والتطور النوعي لمجتمعاتنا العربية الانسانية ، بما خلفوه من تراث فكري ومواقف وطنية وسياسية لا تنسى .
اخيراً ،عزاؤنا لافراد العائلة ونخص بالذكر زوجته المناضلة نبيهة مرقس وابنته الفنانة الملتزمة امل مرقس واخواتها ، ولحزبه الشيوعي وجبهته الديمقراطية ورفاق دربه وكل السائرين على طريقه .وسيظل نمر مرقس حاضرا! في وجداننا وضمائرنا وقلوبنا وادبياتنا .

البعثيون العراقيون/ أسعد البصري

طلبت مني الممرضة في المستشفى خلع كل ملابسي
وارتداء الملاءة الزرقاء . هكذا ، أخذت أخلع ملابسي قطعة فقطعة
وأعلّقها على الباب. أسمال بالية على جسد بائس
سألتني الممرضة قبل لصق المجسات
على جسدي لأخذ تخطيط القلب
هل تعرف يا أسعد في أية سنةٍ نحن؟ ، وفي أيِّ شهر؟ ، في أيِّ يوم ؟
كانت الساعة الثالثة فجراً عندما سحبوا أربع زجاجات لفحص الدم
بعد حوالي ساعة جاءت طبيبة صينية غاضبة وقالت :
تناول قرص المنوم ، أنت تدخن وتشرب ولا تنام
هذا الخفقان هو ( رهاب ) لهذا أنت خائف الآن . يجب أن تنام فوراً
نمتُ في قسم الإسعاف . ورأيتُ عامر بدر حسون يذكرني
بما قاله قبل عقد ونصف في ضرورة أن ينظر الكاتب إلى يديه بعد الكتابة
ويتأكد أن أحداً لن يُقتل بسببه . الكتابة في نظر عامر
هي حرص وطني على حراسة الجمال
كان عامر يقول لكل أديب شاب عراقي موهوب :
(( اكتب ما تشاء لكن لا تقتل أحداً بقلمك ))
عندما أفقتُ طردوني من المستشفى على عجل بعد أن أعطوني حبوباً مهدّئة
أنا رجلٌ محطَّم ، أقرب إلى الميّت من الحيّ
والكتابة عن حسن العلوي تسبب لي مشاكل صحية
فهو رجل قاسٍ لا يرى في العراقيين
سوى طوائف متناحرة يمكر بعضها ببعض
حسن العلوي هو غياب الحب في الثقافة العراقية
يقول مجنون ليلى :
ضاقت عليَّ بلادُ الله ما رحُبَتْ
يا للرّجالِ فهلْ في الأرضِ مُضْطَرَبُ
~~~~~
وكذلك يقول المتنبي :
وما آنسدّتِ الدّنيا عليّ لضيقها
ولكنَّ طرفاً لا أراكِ بهِ أعْمى
~~~~~~~~
هناك ضيقٌ وآختناق بسبب نقص الحب في هذا العالم
وهذا ما يشخصه ماركيز في روايته حين يقول:
إنَّ العزلة هي نقص الحُب ، وقد يعاني ذلك شخص أو دولة أو حضارة بأكملها
أنا أخشى الغوغاء وأعاني ما كان يعانيه أبو حيان التوحيدي
الذي كان عروبياً يعشق الجاحظ في زمن بويهي شعوبي
حتى أنه اعتزل الناس وآتقى شرهم ليعيش حياة البهاليل والمتسولين
رغم ذلك لم يشتم الرعاع
وقال بقول الحكماء (( لا تسبوا الغوغاء فإنهم يخرجون
الغريق ، ويطفئون الحريق ، ويؤنسون الطريق ، ويشهدون السوق .))
يرى البعض خطأً أن قسوة العلوي بسبب بعثيته السابقة
وهذا بكل تأكيد غير صحيح
البعثيون كما رأيتهم كانوا يعانون ويتذمرون من الإعلام والأجهزة القمعية
النظام كان يفضل الأبواق والعناصر على الرفاق
فالبعثي أكثر وعياً واعتداداً
بالمقابل تحولت عناصر الأمن والقمع إلى صفوف الميليشيات
والسجون السرية الحالية
وحده البعثي ينبغي اجتثاثه
البعثيون هم الأستاذ عباس عبد اللطيف معلم الإبتدائية
الذي طار صوابه حين سألته عن قصيدة حفظتها للإصطفاف :
حاولن تفديتي وخفن مراقباً
فوضعن أيديهنَّ فوقَ ترائبا
~~~~~~
كيف نقول (( ترائبا )) وليس (( ترائبٍ )) نادى الأستاذ عباس المدير
وكرموني يومها ثم قالوا يا إبني هذه ممنوعة من الصرف
وسوف تتعلم ذلك في الإعدادية
البعثيون هم مدراء الإعدادية الأنيقون
الأستاذ جواد صندل الذي يدور بين الصفوف يراقب نظافة المدرسة والإنضباط
ينظر من نافذة الإدارة نظرته إلى عنقاء تنهض من رمادها
وتنفض الخنوع . كان يقول لي :
يا أسعد لا تقرأ حسب قدرتك على حفظ الشعر
بل على قدرة الناس على الإصغاء . ويالها من نصيحة بألف جمل
و الأستاذ الرائع حميد فاضل خضيّر
الذي كلما خسرت مسابقة المطاردة الشعرية لصالح أخيه الأصغر ميثم يقول :
لكن أنت ستصبح شاعراً وليس ميثم
وفعلاً أصبح ميثم طبيباً بارزاً وأصبحتُ أنا لا شيء أي شاعراً
مرّةً سألنا الأستاذ حميد عن الصورة الشعرية
فكتب أبياتاً ليست من المنهج وقال هذه هي الصورة :
( وأمسِ ،
مرّةً أخرى حلُمت ،
رأيتُ هولاكو معلّقاً وفي يديه قلب .
رأيته يبصق في كتاب ،
وحوله كان رفاق البعثِ يهتفونْ
جاء الحسابُ فلتمُتْ يا مجرمَ القرونْ . )
~~~~~~~~~~~~~~
كان هؤلاء الرجال ولا شك صارمين وحالمين
لكنهم لعبوا معنا كرة المنضدة والطائرة ولم يمدوا يدهم لنقبلها
في الجامعة كان هناك الدكتور عبد الحسن خريج ألمانيا بالجغرافيا
يأتي إلى كليتنا لتدريس إلياس فرح في درس الثقافة القومية
يردد هكذا ( صدقوني ، صدقوني ) وحين نزوره في كليته
لا يجلس خلف مكتبه احتراماً لنا نحن الفتيان
يهبنا دواوين سليمان العيسى ومحمود درويش والسياب
وكتب شبلي العيسمي هدية لنا . يقول أنتم رفاقي وليس طلابي
هذا الحقد على البعثيين لا مبرر له صدقوني
معظم هذه الكتابة الحاقدة على البعثيين من أقبية السجون والمقابر الجماعية
هي إبداع الأمم المتحدة والولايات المتحدة
حيث قاموا بحصار العراقيين وتجويعهم
ثم استقبلوهم في مخيمات تشترط حكاية تعذيب
و لغة ضحية لإعادة التوطين في بلد أجنبي
أنا في الحقيقة أشعر بشفقة شديدة على البعثيين
حيث كان عليهم التعامل مع كل هذه المخلوقات المتآمرة والماكرة
عندما جاء الجنرال غورو عام ١٩٢٠ م إلى سورية
دخلها بعد نصر سريع على الوطني يوسف العظمة
الذي سقط في تلك المعركة شهيداً
لأنه رفض أن يكتب التاريخ احتلال سوريا دون مقاومة
أطلّ غورو من مبنى العبد في ساحة المرجة
وسأل عن قبر صلاح الدين . فوقف أمام القبر ورفسه قائلاً :
( ها قد عدنا صلاح الدين )
كذلك البريطانيون في مدينة الناصرية
نسفوا تمثال المرجع محمد سعيد الحبوبي أبي الوطنية العراقية
الذي نادى بالجهاد منذ ١٩١٧ م ضد الإنكليز
وكان ينفق من ماله الخاص وحين عرض عليه العثمانيون
خمسة آلاف ليرة ذهب لدعمه رفض وقال :
إذا نفذ ما عندي آكل مما يأكل الناس
جورج واشنطن عندما حارب الإحتلال البريطاني لبلاده
أمر أن يحرق بيت كل من يتعامل مع المحتل الإنكليزي
ويُقتل وتُرمى عائلته في البحر
بالمقابل قدم السيد إبراهيم الجعفري سيف ذي الفقار
هدية إلى وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رامسفيلد
المحتل الذي يحتقره مثقفو أمريكا نفسها
وأطلق البريطاني هارولد بنتر الحائز على جائزة نوبل للآداب
عام ٢٠٠٥م على جورج بوش لقب (( القاتل بالجملة )) كيف ينظر
جورج بوش و بريمر إلى الجعفري والمالكي وأمثالهم ؟
هؤلاء في نظرهم ليسوا أكثر من أولئك السوريين الخونة
الذين سحبوا عربة الجنرال غورو من قرية تدمر إلى دمشق بدلاً من البغال
وحين وقفوا أمامه سأل غورو ماذا يريد هؤلاء ؟
فقالوا :المكافأة . فضحك وقال ماذا تأكل البغال ؟ . قالوا الشعير
فأمر لكل واحد منهم بكيس من الشعير ..
نحن نحب الحسين ونفضله على الخلفاء الأمويين
لأنه أكثر نزاهة وسؤدداً . لكن من يُنكر أن الوليد بن عبد الملك
كانت أيامه مملوءة بالفتوح
ذلك الذي فتح الهند والأندلس وبنى مسجد دمشق
وكان يعطي قصاع الفضة على فقراء بيت المقدس
من يستطيع أن يُنكر أن هشام بن عبد الملك
هو الذي بنى أعجوبة الدهر والرخاء بستان هشام
وأن عبد الملك بن مروان هو الذي بنى مدينة شيراز التي أصبحت قلب فارس
يقول ويل ديورانت في قصة الحضارة :
(( وكان بنو أمية حكماء إذ تركوا المدارس الكبرى
المسيحية والصابئة والفارسية قائمة ولاسيما في حران
ونصيبين وجنديسابور وغيرها ولم يمسوها بأذى
فآحتفظت بأمهات الكتب الفلسفية والعلمية
ومعظمها في ترجمته السريانية
 وما لبثت أن ظهرت ترجمتها إلى العربية على أيدي السريان المسيحيين
لقد تمت أول ترجمة في عهد الخليفة مروان بن عبد الملك
فنُقل بأمره من السريانية إلى العربية
ماسرجويه الطبيب أول كتاب طبي
وهو الموسوعة الطبية ، ويسمى بالسريانية ( كناش ) تأليف
أهرون بن إيجه الإسكندري . ))
الأمويون بدأوا حركة حضارية إسلامية وصلت قمتها في العهد العباسي
مع كل هذا المجد أتمنى لو أن مدرسة الحسين بن علي
هي التي حكمت . لأن الحسين قائد عربي يمثل النزاهة والعدالة والكرامة
فماذا يمثل الجعفري والمالكي وحسن العلوي ؟
ليس عندهم كبرياء الوليد ولا نزاهة الحسين
مجرد عملاء تقدم سيف ذي الفقار هدية إلى المحتل
البعثيون علمونا في المدارس تاريخنا القومي
وعلمونا الإعتزاز به لأنه وجداننا القوي الثابت الحقيقي
البعثيون أدركوا مبكرا شراسة الحملة الصفوية التي تخلق عربا مسوخا
و كافحوا التوسع الإيراني بكل ما بالثقافة العربية من قوة و إبداع
أستذكر الآن نصيحة عامر بدر حسون
في وجوب النظر الى أيدينا بعد أن نكتب
هل كان عامر قبل عشرين عاماً يرى دماً سيجري بأقلامنا

باب الكرامة.. باب الحياة/ سامح عوده

مدير دائرة الإعلام – محافظة قلقيلية

ليس بإمكان الفجر النقي الآن  إلا أن يشرقَ من بوابات الطهارة على سفوح جبال  " ايلياء"  - القدس إن أحببتم-  فباب الشمس وباب الكرامة وباب الزيتون وأبواب أخرى يستعد الفلسطينيون لفتحها في وجه الاحتلال هي باب الحياة للخلاص  بوصلتهم للخلاص من ذاك الاحتلال البغيض..!! الخلاص من احتلال ظل رابضاً على الصدور ما زاد عن النصف قرن وبضع سنين، هو الفجر النقي ذا الشمس الخجولة يفتح للكرامة باباَ  وللخلاص باباً آخر، فصخور جبال بلادي الباردة حنونة على أهلها والقابعون تحت الخيام لم يجدوا طريقاً للخلاص سبيلاً إلى عناق ذاك الصخر الحنون وإن كان أصم..!! لهذا افترشوا تحت الليل البهيم سريراً تنام عليه روح وطنهم الجريح.
تكاتفت السواعد .. ساعداً بساعد وشمرَّ الشبان عن زنودهم السمراء فتسللوا إلى باب الكرامة القرية الفلسطينية الثانية التي شيدت بعد باب الشمس، في ذاك المحيط متداخل التضاريس يتكئ الفجر على لحن أغنية أوتارها لا تعزف إلا لحناً باذخَ السطوع هو  لحن الكرامة ذاتها ما استطاعوا إليها سبيلا، الكرامة التي تسابقَ الشبان الفلسطينيين  لترسيخها  في قريتهم تلك  - " باب الكرامة " – لم تكن إلا باب الحياة المنتظر، حياة بكرامة في وطن  نقي خالص لهم، دون غيرهم خالٍ من جدار يتلوى كأفعى تغرق في تخريب الأرض ونهبها واستيطان ينهش جسدنا الأرض وإنسانها كسرطان أوغل فينا الموت، ومستوطنون عاثوا في الأرض دماراً وخراب .
باب الكرامة القرية الفلسطينية الوليدة على أراضي  " بيت اكسا " شمال غرب القدس أنموذجاً فريداً للعزيمة التي لا تلين، وفيه إصرار الفلسطيني الحالم بشمس الحرية عبر باب الكرامة الذي اختاروه، تسلل الجيش والعسكر إلى الوليد الجديد " باب الكرامة "  فدمروا الخيام واشتبكوا مع المرابطين  الذين يحرسون الحلم ، فلم يجدوا بحوزتهم إلا  صدورهم العارية يجابهون بها  لصوص الليل ، ظنوا زيفاً أن دروعهم المحصنة ستكسر حلم الفلسطيني ببناء صرح حريته، كانوا خاطئين في تقديراتهم، لن يسمحوا لأحد مهماً كان أن يدمرَ صرحاً شيدوه  بعرقهم الشهي، ظنوا أن عنجهيتهم كافية لهدم حلمهم الوليد ..!!
نعم .. دمرَ لصوص الليل قرية  " باب الشمس"  خربوا قرية  " باب الكرامة  " فبنينا خيمة " صمود الزيتون "  على أراضي القدس، وأعلننا عن  " قرية الأسرى " في جنين.
 نحن الآن أكثر تصميماً على جعل أرضاً ورشة عمل مفتوحة للإنجازات، في رسالة إلى الاحتلال عنوانها " إن قلعتم شجرة "  فسنبني قرية وان أردتم أن تقتلوننا فلحمنا مرّ..!! وإياكم الاقتراب منا أكثر لأننا بصمودنا  نصنع معجزة، وحكاية اللجوء الأولى لن تتكرر، لذلك سخرنا المستحيل كي يكون معنا لنبقى أسياداً على هذه الأرض لا مكان للعبيد بيننا. نحن الباقون حتماً والاحتلال إلى زوال،  وهذه الأرض الممتدة تحت الشمس لا تتسع لنا ولهم أما أنتم فسترحلوا مرغمين وستجرون أذيال الخيبة ورائكم، واعلموا أن الذين فتحوا باب الكرامة بعد باب الشمس لن يركعوا ولن ينهزموا  .   
  باب الكرامة .. وباب الشمس  فيهما رسالة واضحة للغاصبين عنوانها سنشتبك معكم في كافة المناطق الساخنة، ولن تجدوا منا إلا الصبر والمقاومة ، وما عاد لنا أن نتراجع خطوة إلى الوراء لأن الأمس بات في عداد الماضي، ونحن ماضون  إلى المستقبل ، مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، وأبواب " الكرامة" وباب " الشمس" لن تكون مسلسلاً درامياُ على غرار "  باب الحارة " حلقات للتسلية، إننا الآن أمام حكاية جديدة حكاية حقيقية فصولها الخلاص من الاحتلال، وأبوابها باب الشمس وباب الكرامة وباب الحياة  .. 

هل تكون المعارضة سورية عندما تسند ظهرها لإسرائيل/ نقولا ناصر

(إن تفسير "التنسيق الأمني" غير المعلن الذي يسمح لمسلحين محسوبين على "المعارضة السورية" بإسناد ظهورهم إلى قوات الاحتلال الاسرئيلي يظل استحقاقا مطلوبا من أي قوى تدعى تمثيلها للمعارضة السورية)

إن ما وصفه تقرير لصحيفة النيويورك تايمز يوم الأحد الماضي ب"التركيز المكثف على سورية" في دولة الاحتلال الاسرائيلي، "وسط تقارير عن مشاورات أمنية مكثفة" لحكومتها ورئيس وزرائها، وإعلان المتحدث باسم جيشها عن نقل بطاريات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ إلى الجبهة الشمالية، والتهديد العلني ب"التدخل" العسكري المباشر في سورية إذا صدرت "أي إشارة" إلى أنها تفقد سيطرتها على أسلحة كيماوية تقول تقارير إسرائيلية وغير إسرائيلية إن دمشق تملكها، باعتبار ذلك "خط أحمر"، إنما هي وغيرها مؤشرات تفسر غض النظر الإسرائيلي عن تحويل "المنطقة الحرام" بين سورية وبين هضبة الجولان السورية المحتلة إلى قاعدة آمنة وخط إمداد عسكري ل"الجهاديين" الذين تحذر تل أبيب من سقوط أسلحة كيماوية سورية في أيديهم.     
لقد تراكمت الأدلة التي تؤكد بأن "المنطقة الحرام" التي تشرف عليها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للفصل بين سورية وبين هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل قد تحولت إلى قاعدة "آمنة" لمسلحين "جهاديين" سوريين وغير سوريين حولوها إلى خط إمداد عسكري بين لبنان وبين محافظة درعا في الجنوب السوري التي يتدفق منها المزيد من اللاجئين السوريين إلى الأردن إلى حد يكاد يتجاوز قدرة المملكة على استيعابهم، ما قد يضطرها إلى "إغلاق" حدودها أمامهم في "حالة الضرورة" كما حذر رئيس الوزراء د. عبد الله النسور في حديث لفضائية العربية الجمعة الماضي.
ويدرك د. النسور أن حدة الصراع الدائر واستفحاله تجعل إمكانية نزوح هؤلاء اللاجئين "إلى جزء آخر من سورية"، كما اقترح في حديثه، أقرب إلى التمني غير الواقعي، لكنها "أمنية" تسلط الضوء على "العامل السوري" الداخلي كسبب رئيسي لتدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة، وهو سبب غني عن البيان.
غير أن ما يحتاج إلى توضيح هو مسؤولية دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة عن تسهيل تحويل "المنطقة الحرام" السورية – الإسرائيلية إلى قاعدة آمنة وخط إمداد عسكري للمسلحين الذين يقاتلون من أجل "تغيير النظام" في سورية انطلاقا من سهل حوران مباشرة على الحدود الشمالية للأردن، فلم يعد من الممكن تجاهل هذه المسؤولية كعامل رئيسي آخر يؤجل سيطرة الجيش العربي السوري على محافظة درعا إلى أطول وقت ممكن وبالتالي يطيل أمد الصراع المسلح ويخلق الظروف الموضوعية في المحافظة لدفع المزيد من المدنيين السوريين فيها إلى البحث عن ملاذ آمن لهم في الأردن، فهذا الدعم الإسرائيلي "غير المباشر"، ظاهريا في الأقل، مضافا إليه استنكاف الأمم المتحدة عن تحمل مسؤوليتها في "المنطقة الحرام"، يرقيان إلى تواطؤ مكشوف يساهم في تأجيج الصراع المسلح وفي إطالة أمده في سورية، لكن الأهم هو أنه تواطؤ بدأت نتائجه تتجاوز الحدود السورية لتطال الأردن فتحمله المزيد من الأعباء الأمنية والاقتصادية والمالية في وقت تتفاقم فيه هذه الأعباء عليه حتى من دون مضاعفات تدفق اللاجئين السورين على أراضيه.
وهي مضاعفات سوف "تتضاعف" على الأرجح بوتيرة متسارعة. فالملك عبد الله الثاني، كما قال في قمة دافوس بسويسرا، لا يتوقع نهاية قريبة للصراع ويرى أن الحكم في سورية يمتلك "القدرة" و"القوة" للاستمرار "ومن يقول" إنه "سيصمد لأسابيع فقط لا يعرف حقا الواقع على الأرض" حيث أقام مقاتلو تنظيم القاعدة قواعد في سورية ويحصلون على مال وعتاد من الخارج وحيث يحتاج التخلص منهم إلى ثلاث سنوات، ف"طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سورية"، وتقدير الوضع السوري المرتقب كما قدره الملك مؤشر هام إلى أن الأردن سوف يظل في المدى المنظور عرضة لمضاعفات الأزمة السورية وللمزيد من اللاجئين السوريين وأعبائهم.
وفي مؤشر آخر إلى هذا الاتجاه "الرقم القياسي" الذي سجله عدد السوريين اللاجئين إلى الأردن خلال كانون الثاني الجاري، حيث زاد على ثلاثين ألفا، ليضاعف العدد في مخيم الزعتري إلى 65 ألفا، حسب ميليسا فليمينغ المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي تتوقع أن يكون ثلاثون ألفا آخرين "يستعدون" الآن للنزوح إلى الأردن.
لقد ناشد الأردن "المجتمع الدولي" مساعدته في احتواء استمرار تدفق اللاجئين السوريين عليه، لكن الدعم المالي واللوجستي الذي يمكن لهذا المجتمع تقديمه للأردن، على أهميته، يظل محصورا في احتواء نتائج الأزمة السورية في الأردن، لكنه لا يعالج أسبابها، ومن المؤكد أن إغلاق القاعدة الآمنة وخط الإمداد العسكري الذي اقامه المسلحون الذين يقاتلون الدولة السورية في المنطقة الحرام الواقعة تحت مراقبة وإشراف الأمم المتحدة بينها وبين هضبة الجولان المحتلة سوف يكون مساهمة أهم كثيرا في مساعدة الأردن.
وفي هذا السياق تتحمل دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة والدول المساهمة في قوات حفظ السلام التي تراقب "المنطقة الحرام"، ومنها الهند واليابان والنمسا، وكذلك الولايات المتحدة مسؤولية خاصة. والمسؤولية الأميركية لا تنبع فقط من كونها راعية لاتفاقية وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وبين سورية بل تنبع أيضا من قرارها في كانون الأول الماضي تصنيف "جبهة النصرة" منظمة إرهابية، وهذه الجبهة موجودة في المنطقة الحرام بدليل أن المرصد السوري لحقوق الانسان قد أعلن مسؤوليتها عن السيارة المفخخة التي أودى تفجيرها يوم الجمعة الماضي بحياة ثمانية من عناصر الاستخبارات العسكرية السورية قرب الحدود الجنوبية مع الهضبة المحتلة، بالإضافة إلى "نسور الجولان" و"لواء أحرار القنيطرة" و"لواء أحفاد الرسول" و"لواء الفرقان"، وجميع هذه الفصائل "جهادية" على نمط جبهة النصرة، ولا تختلف عن "طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها في سورية" والتي لا تزال القوات الأردنية "تحاربها" في أفغانستان كما قال الملك عبد الله الثاني، و"بعضهم من عناصر الجهاد العالمي"، أي غير سوريين، ممن "يعملون واقعيا بغطاء من الجيش الإسرايلي .. مشيا على الأقدام قريبا قدر ما أمكن من السياج الأمني" الإسرائيلي كما قال قائد لواء "حرمون" في هذا الجيس العقيد اريك حن لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في الحادي عشر من هذا الشهر.
وإذا كان هذا الدعم الاسرائيلي مفهوما في ضوء حالة الحرب القائمة مع سورية، فإن الخارجية الأردنية سوف تكون محقة في طلب استخدام المساعي الحميدة للحلفاء الأميركان والأصدقاء الأوروبيين لحث دولة الاحتلال الإسرائيلي على التوقف عن تقديم تسهيلات لاستخدام المجموعات المصنفة إرهابية دوليا لجانبها من المنطقة الحرام في ضوء معاهدة سلامها مع الأردن كون النتائج العملية لهذه التسهيلات تنعكس سلبا على الأردن إن لم ترق إلى عمل عدائي "غير مباشر"، فمن مصلحة الأردن كما تكرر قيادته التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، ولحث الأمم المتحدة على تحمل مسؤولياتها في المنطقة الحرام، بدلا من حث أمينها العام بان كي – مون لسورية في الرابع من الشهر الماضي على "عدم نشر قوات ومعدات عسكرية في المنطقة الحرام".
القبعات الزرق تبدأ انسحابها
وتبلغ مساحة المنطقة الحرام 235 كيلومترا مريعا، بطول حوالي ثمانين كيلومترا وعرض يتراح بين خمس وعشر كيلومترات، وتحاذي "الخط الأزرق" في اللبناني في الشمال مع حدود يقل امتدادها عن كيلومتر واحد مع الأردن جنوبا، وفي وسطها خط يحظر على القوات الاسرائيلية تجاوزه شرقا وعلى القوات السورية تجاوزه غربا، وتقع المنطقة الحرام بين الخطين.
إن عدم قيام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بواجباتها وعدم مطالبة الأمين العام كي – مون بتعزيزها والتواطؤ الإسرائيلي، وهي الأسباب التي حولت المنطقة الحرام إلى قاعدة وخط إمداد للمسلحين الذين يتسللون منها للقتال ضد الدولة السورية في محافظة درعا، هي عوامل دفعت اليابان إلى إنهاء مشاركتها في قوات القبعات الزرقاء لتسحب معظم جنودها بنهاية الشهر الماضي ومن المقرر أن تسحب بقيتهم بنهاية الشهر الجاري حفاظا على سلامتهم، بينما سحبت كندا وحدتها المشاركة في هذه القوات في أيلول / سبتمبر الماضي للسبب ذاته، لتصبح القوات الباقية تحت الحصار عمليا ويزداد احتمال سحبها.
وكان سفير فرنسا في الأمم المتحدة جيرارد ارود قد حذر في مقابلة مع جريدة "الحياة" اللندنية في الثامن عشر من الشهر الماضي من أن وجود المسلحين في المنطقة الحرام أثار مخاوف البلدان الغربية على سلامة قواتها العاملة في قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة مما يثير احتمال سحبها، لكن هذا السفير بدلا من أن يطالب وبلاده الأمم المتحدة بتعزيز قواتها في المنطقة الحرام لتمكينها من القيام بمهمتها ما زالوا يطالبون بقرار من مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري الدولي ضد الدولة السورية وبدعم المسلحين الذين يكاد وجودهم في المنطقة الحرام يجعل قيامها بهذه المهمة أمرا مستحيلا.
وكان هؤلاء المسلحون قد استولوا على قرية "رويحنة" التي تبعد حولي كيلومتر عن قوات الاحتلال الإسرائيلي في تموز الماضي، وفي أواسط تشرين الثاني الماضي على قريتي "بير العجم" و"بريقة"، والقرى الثلاث وغيرها تقع في المنطقة الحرام المفترض أن تراقب قوة الأمم المتحدة بقاءها منزوعة السلاح، لكن المسلحين ينطلقون منها "لمهاجمة مواقع الجيش السوري ويعودون إلى قواعدهم" فيها، كما قال العقيد الاسرائيلي اريك حن، تحت بصر قوات الاحتلال الاسرائيلي وسمعها، ليقول مصدر عسكري اسرائيلي رفيع المستوى للجروزالم بوست العبرية في الثالث عشر من الشهر الماضي إن "سيطرة المتمردين (السوريين) على المنطقة لا تستدعي تغييرات من جانبنا".
في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي نقلت الأسوشيتدبرس عن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك تأكيده لسيطرة "المتمردين السوريين على كل القريبة تقريبا القريبة من الحدود" مع هضبة الجولان المحتلة. وفي مقابلة مع مجموعة صحف ماكلاتشي الأميركية في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي قدر ضابط في القيادة الشمالية لقوات الاحتلال الاسرائيلي عدد هؤلاء "المتمردين" بألف مسلح، وهذا هو عدد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، وقال إنهم يحاصرون مدينة القنيطرة من الغرب والشمال والجنوب من داخل المنطقة الحرام.
وفي الثاني والعشرين من الشهر الجاري وثقت فضائية "الميادين"، في تحقيق حصري أعدته مراسلتها أوغاريت دندش، "تحرك مسلحي المعارضة" السورية في صور "تؤكد على نحو واضح علم قوات الطوارئ وجنود الاحتلال بوجود هؤلاء وبتنقلاتهم أيضا" حيث "تبدو المناطق المحاذية للجانب الاسرائيلي في الجولان المحتل وكأنها تحولت إلى ممر" لهم، وحيث "تظهر الصور تساهل الجيش الاسرائيلي وعدم اعتراض طريق هؤلاء المسلحين رغن أنهم يحملون السلاح علنا".
ومن المعروف أن اتفاق الهدنة لعام 1974 الذي أوقف إطلاق النار في حرب تشرين الأول/ اكتوبر في السنة السابقة يحظر على الحكومة السورية القيام بأي نشاط عسكري في المنطقة الحرام، وبالتالي لا يستطيع الجيش السوري مطاردتهم فيها لأنه محظور عليه دخولها، "والجيش السوري ليس معنيا الآن باستفزاز اسرائيل، فسورية لديها ما يكفي من المشاكل" كما قال موشى ماعوز البروفسور بالجامعة العبرية في القدس المحتلة، على ذمة الأسوشيتدبرس.
إن تفسير هذا "التنسيق الأمني" غير المعلن الذي يسمح لمسلحين محسوبين على "المعارضة السورية" بإسناد ظهورهم إلى قوات الاحتلال الاسرئيلي والتي تسمح لهم بدورها بالتواجد في مناطق من المفترض أنها منزوعة السلاح ولا يجوز دخول المسلحين إليها يظل استحقاقا مطلوبا من أية قوى تدعى تمثيلها للمعارضة، سواء داخل سورية أم خارجها.
* كاتب عربي من فلسطين   
* nassernicola@ymail.com
 

مراهنات فلسطينية جديدة على المفاوضات/ ابراهيم الشيخ

انتظرت القيادة الفلسطينية بفارغ الصبر تنصيب الرئيس الامريكي ونتائج الانتخابات الاسرائيلية على امل تحريك المفاوضات المتوقفة منذ عدة سنوات، وجميع الاطراف تبدي اهتمامها بالبدء في مفاوضات جديدة، ولكن لا أحد يطرح الأسس التي ستقوم عليه هذه المفاوضات، أم ستكون مفاوضات لمجرد المفاوضات كما أرادتها اسرائيل في السابق، ويبدو ان الفلسطينيين يستعجلون العودة الى المفاوضات والوصول الى حلول ممكنة قبل ضياع الاراضي المتبقية، والتي لم تبنى عليها المستوطنات الاسرائيلية بعد.
ان الحماسة التي أبدتها ادارة اوباما عند توليها السلطة منذ اربع سنوات تصرفت كباقي الادارات السابقة التي في بداية ولايتها دائماً تطرح المبادرات من اجل حل القضية الفلسطينية، ولكن هذه المبادرات لا تلقى اذانا صاغية من قبل دولة الاحتلال الاسرائيلي التي لا تؤيد أي حل لا  يعترف بشرعية مستوطناتها على الارض الفلسطينية وتطرح شروطا تعجيزية وتطلب من الفلسطينيين القبول بما تقدمه من حلول لا تحقق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة، وتسعى ايضاً الى فرض الوصاية والتبعية بكافة اشكالها على الشعب الفلسطيني.
ولكن ما الذي تغير من اجل عودة الفلسطينين الى المفاوضات مع العدو الاسرائيلي، فالادارة الامريكية لم تغير موقفها ولن تغيره من مسألة دعم اسرائيل، واسرائيل لم تغير من سياساتها وشروط الحل مع الفلسطينيين، وما زال نتنياهو الذي يعمل حاليا على تشكيل حكومة ائتلافية يمينية جديدة يشترط عدم طرح شروط  مسبقة للعودة الى المفاوضات من قبل الفلسطينيين كما اعلن مؤخرا، وبغض النظر عمن يحكم ومن سيحكم في اسرائيل فان الشروط تبقى كما كانت والتي تتمثل بعدم تفكيك المستوطنات، وعدم الاعتراف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وابقاء القدس موحدة كعاصمة لدولة الاحتلال.
 ان القيادات الفلسطينية طوال الوقت تراهن وتنتظر تغير الوضع الدولي، وانتظار المبادرات من قبل الدول الكبرى وخاصة من قبل بريطانيا وفرنسا كما اشيع مؤخراً من اجل الضغط على دولة الاحتلال والعودة الى المفاوضات وإجبارها على تقديم التنازلات وقبول حل الدولتين، ولكن هذا الانتظار من الممكن ان يطول في ظل ضعف عربي، واطراف دولية لا تملك الارادة وهي غير مستعدة للتضحية بعلاقاتها مع اسرائيل وبالتالي مع الولايات المتحدة من اجل عيون الشعب الفلسطيني.
ولكن على الصعيد الداخلي الفلسطيني فما زالت القيادات الفلسطينية غير قادرة على تحقيق الوحدة وانهاء الانقسام الذي افقد القضية الفلسطينية الكثير، والنهوض بالموقف الفلسطيني على مستوى التحديات الجمة التي تواجه الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية قضيته.
ان الانتظار الذي ادمنت عليه القيادات الفلسطينية دون امتلاك استراتيجية للخطوات القادمة افقد القضية ديناميتها، واصبح الموقف الفلسطيني ضعيفا لا يملك من اوراق الضغط ما يؤهله الضغط على الاحتلال، وخاصة بعد التعهد بعدم القيام بأي انتفاضة وممارسة المقاومة المسلحة ضده، مما شجعه على عدم الخوف من اي عواقب قانونية على اعماله التي يقوم بها، بدءأ من سرقة الاراضي وتدنيس المقدسات وقتل واعتقال الفلسطينيين، وتُقابل جرائم الاحتلال دون اي ردة فعل من القيادات الفلسطينية التي تعمل طوال الوقت على ابداء حسن النية تجاه دولة الاحتلال، والنتيجة هي عدم  تقديم مقابل من قبلها.
 من جهة اخرى ان التلويح بالذهاب الى محكمة الجنايات الدولية من قبل القيادات الفلسطينية التي تعتبر هذه المسألة ورقة قوية في يدها يجب ان تستعملها في الحال، وعدم انتظار المزيد من القتل وسرقة الاراضي، وألا يكفي ما فعله ويفعله الاحتلال من ممارسات تعسفية ومجرمة بحق هذا الشعب طوال اربعة وستين عاما، وهنا نطرح سؤالا ما معنى حسن النية تجاه اسرائيل، والتنسيق الامني الذي يضر فقط بالمصلحة الوطنية والذي يستفيد منه العدو الاسرائيلي فقط، هل في مقابل هذا كله استطاعت السلطة الفلسطينية اطلاق اسير واحد من سجون الاحتلال.
ان ممارسة السلطة  مسؤولية يجب ان يحاسب اصحابها على الاخطاء التي يقومون بها والرجوع الى الشعب في اي قرار يتخذونه مثل العودة الى المفاوضات وايضاح كل خطوة يقومون بها، وان أي عودة للمفاوضات مستقبلا وفي حال فشلها ستكون المحاولة الاخيرة للقيادة الفلسطينية للاستمرار في مسلسل المفاوضات العبثية والغير مجدية.
وفي هذه  الحالة لا يبقى امام الشعب الفلسطيني سوى تفجير انتفاضة ثالثة ومقاومة المحتل دون قرار من القيادات التي تظن نفسها قادرة على لجم ومنع الشعب الفلسطينيي من اتخاذ قرارات تهم مستقبله ومصيره للتخلص من الاحتلال، وتحاول هذه القيادات فرض سياسة القوالب الجاهزة على الشعب الفلسطيني حسب رؤيتها للامور، والتي تعمل طوال الوقت على الحفاظ على سلطاتها ومكتسباتها ولو على حساب معاناة الشعب الفلسطيني الذي يريد اليوم قبل الغد التخلص من حراب الاحتلال الاسرائيلي، وعدم الانتظار اكثر  والمراهنة على المفاوضات التي لا يمكن الاستمرار بها الى ما لا نهاية.
ابراهيم الشيخ
كاتب وصحفي فلسطيني

قراءة في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة/ راسم عبيدات

الآن انتهت الانتخابات الإسرائيلية المبكرة،وواضح ان قوى اليمين الإسرائيلي هي الأكثر حظاً لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ،وهذا ليس مربط الفرس،ولكن ما يثير استغرابي سذاجة وسطحية بعض التحليلات والتمنيات للعديد من الكتاب والقادة الفلسطينيين والعرب،والتى ترى بان ما حدث،هو تحطيم لليمين الإسرائيلي،او انقلاب جذري في السياسة الإسرائيلية،والبعض العاجز فلسطينياً وعربياً،كان يتمنى أن تفوز ما يسمى بقوى اليسار الصهيوني،ولتصل درجة العجز والهوان والذل،تحت ذريعة وحجة التأثير على الناخب والمجتمع الإسرائيلي الى درجة أن تدعو جامعة الدول العربية بعد أن “تعبرنت”،ولم يبقى من عربيتها غير الاسم ،المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني للمشاركة في الانتخابات الإسرائيلية،والإسرائيليين إلى انتخاب أحزاب اليسار الصهيوني.
وقبل القراءة لهذه النتائج فإنني او التأكيد على حقائق ثابتة في الفكر الصهيوني،وتتبناها وتؤمن فيها كل ألوان الطيف الإسرائيلي من أقصى يسارها الى أقصى يمينها،ألا وهي أن الاستيطان مرتكز أساسي وعامل رئيسي وجوهري في كل برامج الأحزاب الصهيونية،وهي بمثابة الثابت لا المتغير،واي حزب يحاول أن يقفز عن هذا الثابت،فهو يدرك تماماً بانه منتحر سياسياً،ويخسر وجوده في البرلمان"الكنيست" ويعزل جماهيرياً،ولذلك كان هذا الثابت البند الأساسي في دعاية أغلب إن لم يكن جميع الأحزاب الصهيونية،والعديد منها بدء دعايته الانتخابية بزيارة المستوطنات،او القيام بزيارة استفزازية للمسجد الأقصى،او إطلاق تصريحات حول هدمه وتفجير قبة الصخرة المشرفة،والمركب الثاني الثابت في كل برامج الأحزاب الصهيونية انها جميعاً ترفض حق العودة للشعب الفلسطيني،وحتى أكثر الأحزاب الإسرائيلية يسارية لا تصل الى حد الإقرار والاعتراف بالحدود الدنيا من حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران.
والثابت الثالث،هو ان الأحزاب الصهيونية،ترى بان العرب يخضعون بالقوة فقط،ولذلك كل حزب يريد ان يحقق نتائج سياسية وشعبية وتمثيل أوسع واكبر في البرلمان"الكنيست"والحكومة،يرى الطريق الى ذلك من خلال الإيغال في الدم الفلسطيني والعربي،عبر ارتكاب الجرائم والمجازر وتوسيع القمع والإذلال وامتهان الكرامة لشعبنا الفلسطيني،ولم ينتهي العرس الانتخابي الإسرائيلي،حتى كان الرد سريعاً،إطلاق النار على الطالبة الجامعية لبنى الحنش وإستشهادها،واستشهاد الطفل صالح عمارين متأثراُ بجراحه.
ولذلك من يراهن على ان فوز احزاب ما يسمى باليسار الصهيوني سيجلب اللبن والعسل لشعبنا الفلسطيني وينتظر دبساً من قفا النمس،فهو واهم ولديه حالة من عمى الألوان المزمنة.
علينا أن نغادر خانة رهن حقوقنا وقضيتنا وثوابتنا على من سيفوز في الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية،فهذا الخيار والرهان ثبت عقمه وفشله وعدم واقعيته،فكم مرة تغيرت الحكومات الأمريكية والإسرائيلية،وكنا نطلق التمنيات ان يفوز فلان أو علان من المرشحين في الانتخابات الإسرائيلية والأمريكية ومن أحزاب مختلفة،حتى وصلت بنا الأمور الى حد دعم ومساندة العديد من المرشحين،ومن بعد فوزهم نكتشف بأن "الكلب اخو السلك"،وخير مثال على ذلك عندما فاز الرئيس الأمريكي أوباما في الدورة الانتخابية الأولى،وصل الحد في البعض فلسطينياً وعربياً الى حد القول،بان هناك انقلاب في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العرب والفلسطينيين،وكل ذلك لأن اوباما حاول ان يسوق السياسة الأمريكية ويعرضها بطريقة جديدة،تركز وتلعب على المشاعر والعواطف،وعلى تسامح الدين الإسلامي..،وطرح خطته لإقامة دولة فلسطينية مستقلة،خلال فترة ولايته الأولى،ولنكتشف لاحقاً،أن ذلك مجرد اوهام وشعارات فارغة وشيكات بلا رصيد،حتى وجدنا ليس هناك تطابق في المواقف الإسرائيلية والأمريكية من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني فقط،بل كانت المواقف الأمريكية أكثر تطرفاً من نظيرتها الإسرائيلية في العديد من الأحيان،فلكلاهما ثوابت وعلاقاتهما إستراتيجية وإن اختلفتا في التفاصيل والتكتيكات والأولويات،فهما متفقتان على استمرار إدارة الأزمة،وعدم تقديم أية تنازلات جدية،أو حلول تلامس الحدود الدنيا من الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، وانا أرى ان ذلك في الوضع والحالة الفلسطينية والعربية الواهنة والضعيفة غير ممكن الإ اذا ما حدثت تطورات فلسطينية وعربية واقليمية ودولية تعدل وتغير في ميزان القوى،يجبر امريكا وإسرائيل على عقد صفقة سياسية شاملة،وهذا رهن حالياً في ما ستؤول إليه الأزمة السورية والملف النووي الإيراني،فهما العاملان الأساسيين في هذا الجانب،وكذلك المواقف الروسية والصينية.
إن الخلاف بين الأحزاب الإسرائيلية ليس جوهرياً في الجوانب السياسية والموقف من حقوق شعبنا الفلسطيني،وبالتالي الخلافات والتغيرات في الخارطة السياسية والحزبية الإسرائيلية في الإنتخابات الأخيرة تتمحور حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية وديمقراطية وعلمانية الدولة،فالسياسات الإقتصادية والاجتماعية لحكومة نتنياهو،زادت من حدة الفوارق الطبقية في المجتمع الإسرائيلي،ووسعت من دائرة الفقر والبطالة،وإرتفاع الأسعار وغلاء المعيشة،وخصوصا في أسعار الشقق والسكن،وبالمقابل فإن القوى الدينية المتشددة،حاولت ان تفرض رؤيتها وتصوراتها وأفكارها وقناعاتها على المجتمع الإسرائيلي،من خلال إعادة صياغة علاقة الدين بالدولة وبرزت ظواهر مقلقة في المجتمع الإسرائيلي مثل تخصيص حافلات خاصة للنساء واخرى للرجال،والتدخل في اللبس والعلاقات العاطفية وغيرها،والشعور بالخطر من ان ذلك قد يضر بصورة اسرائيل وسمعتها عالمياً،كما تحاول أن تصور وتسوق نفسها،على انها واحدة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة،دفع تجاه التغير في التصويت والانتخاب لصالح قوى علمانية .
وبغض النظر عن الشكل الذي ستكون عليه الحكومة الإسرائيلية،فإن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة على رأس جدول اعمال تلك الحكومة،ولكن بدون أن نبني اوهاماً،بأن هذه الحكومة لو تشكلت من ما يسمى بقوى الوسط واليسار الصهيوني،فهي لن تكون جاهزة او مستعدة لتقديم تنازلات جدية من أجل السلام أو الإعتراف بالحدود الدنيا من حقوق شعبنا الفلسطيني،فعلينا مغادرة الأوهام والأحلام،والعمل على إستعادة وحدتنا الوطنية وتقوية وتصليب جبهتنا الداخلية،وبناء إستراتيجية جديدة موحدة تلتف حولها كل فصائلنا الوطنية والإسلامية.،استراتيجية تقوم على إعادة الاعتبار لبرنامجنا الوطني،وتعتمد على الصمود والمقاومة،وإنهاء ظاهرة انقسام المدمرة التي تفعل كالسرطان في الجسد الفلسطيني،ودون ان نرهن مصيرنا وقضيتنا لهذه الحكومة الإسرائيلية أو تلك.
القدس- فلسطين

فقاعات الصابون والبراشوت/ مأمون شحادة

كثير من المراقبين جزموا ان اقرار اسرائيل توسيع استيطانها في القدس والضفة الغربية يحمل رسائل مباشرة لكل من صوت لصالح فلسطين لنيل صفة 'دولة مراقبة' في الامم المتحدة.
وعلى الطرف الاخر من النقيض حلل البعض ان اللعب بأعواد الثقاب ضمن حدود مدينة القدس لم يكن متوقعاً بالنسبة لحسابات المعادلة الاسرائيلية، مقارنة بامتداد افق الشجب والاستنكار ابتداء من الولايات المتحدة وصولا الى الصين.
صحيح ان الانتقادات توالت بشدة على هذا القرار الاسرائيلي وكان ابلغها من حيث المعني المضحك تصريح بان كي مون، قائلا: "ان هذا سيكون الضربة القاضية للعملية السلمية"، الا ان هناك مقولة اكثر خجلاً وارتباكاً قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت: "أنا على استعداد بالسماح لسيادة دولية على مدينة القدس، وتقديم تنازلات".
الرابط بين هذه الردود المفاجئة والمتسرعة لم يكن وليد الساعة، فالسياسة معروفة بجذورها وسلمها وفق التراتب الهرمي، ولا يوجد في السياسة تصريحات فجائية تهبط بالبراشوت، بل يوجد مطبخ سياسي يخفي قرارات الطاهي.
اذن، ما هي القرارات المبهمة دولياً من وراء هذا التغيّر المفاجئ تجاه اسرائيل؟، أهي فبركة دولية يراد بها باطل؟ ام انها مقدمة لتهدئة منطقة للانتقال الى اخرى؟! ام انها فقاعات صابون تتأدلج بالفبركة وعملية الانتقال؟
الجواب واضح وصريح، وليس امامنا الا ان نقول كما قال شاعرنا قباني: لا تُفَكِّرْ أبداً.. فالضوءُ أحمَرْ.. إنَّ العقلَ ملعونٌ، ومَكْروهٌ، ومُنْكَرْ...!

في المسألة السورية/ شاكر فريد حسن

حين بدأ الحراك الشعبي السوري في سوريا قبل حوالي سنتين ، كنت قد وقفت وايدت هذا الحراك السلمي ورأيت فيه امتداداً لثورات ما يسمى بـ "الربيع العربي" ، خاصة وان المطالب الشعبية عادلة كمطلب الديمقراطية والحرية والتغيير والاصلاح السياسي والاجتماعي . لكن للاسف ان هذه التحركات السلمية اخذت منحى آخر وطابعاً عسكرياً  تدميرياً، حيث اتسعت الاعمال العسكرية والتفجيرات الارهابية ، التي راح ضحيتها الآلاف من ابناء الشعب السوري العظيم . وقد اثبتت تطورات وتسلسل الاحداث ومجريات الامور  بالدليل القاطع، ان ما يحدث ويجري في سوريا ليس ثورة ، وانما مؤامرة امبريالية واستعمارية بشعة وقذرة ودنيئة ومدمرة، وحرب عصابات دموية تقودها جماعات ارهابية مسلحة من السلفيين والاصوليين والتكفيريين الجدد والمتأسلمين المتطرفين ، الذين غسلوا ادمغتهم ب"الدين" والدين منهم براء ،وتسللوا الى الاراضي السورية عبر الحدود.
وهذه المؤامرة تستهدف تدمير وتفتيت الكيان السوري وضرب سوريا كدولة ممانعة تغرد خارج السرب، وتقف في خط الدفاع الاول امام الهجمة الاستعمارية والمخططات العدوانية والكوليونالية ، التي تستهدف شعوبنا وامتنا العربية وشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية والتحررية ، والرامية الى مصادرة الهوية العروبية والقومية، وتجزئة الوطن العربي، ومحاصرة محور الممانعة والمقاومة ، حتى تفرض على عالمنا العربي الحلول الاستسلامية والتصفوية وتنهب خيراته الطبيعية وموارده النفطية.
وفي الحقيقة ان المعارضة المسلحة عجزت عن زعزعة اركان النظام الحاكم او انجاز تسوية سياسية معه ، وللتغطية على عجزها وفشلها بدأت تتوسل وتطالب بالتدخل العسكري الخارجي لمساعدتها في القضاء على نظام بشار الاسد . وقد تم طرح هذه المسألة اولاً في جامعة الدول العربية ، التي بانت حقيقتها وانكشفت عورتها كأداة تنفيذية وختم مطاط بيد الادارة الامريكية والبنتاغون ومتساوقة مع السياسة الامبريالية ومشاريعها في المنطقة، ثم طرح موضوع المسألة السورية في مجلس الامن ، لكن الجهود الدبلوماسية التي بذلت من قبل امريكا وحلفائها اصطدمت بالفيتو الروسي- الصيني .
وفي ظل عجز العصابات المسلحة واستمرار الاقتتال الدامي استخدمت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها، الجيش الاحتياطي الاستراتيجي في سوريا ، الجيش الحر المتمثل بالحركات السلفية والظلامية التكفيرية كقاعدة استراتيجية لها لتحقيق اهدافها والاطاحة بالنظام السوري المعادي والمناهض للسياسات التوسعية والعدوانية في المنطقة.
ان اكثر ما يؤلمنا ويحز في نفوسنا هو مشاهد الموت والدمار وانهر الدم التي سالت وتسيل من ابناء الشعب السوري .فبحجة الدفاع عن هذا الشعب يدمرونه ويلحقون به الأذى ويصادرون حقه في اختيار مستقبله واختيار النهج والمسلك السلمي لتحقيق مطالبه العادلة والمشروعة بالتغيير والاصلاح الشامل .
ومن نوافل القول ، ان سوريا الآن تواجه ارهاباً منظماً مدعوماً من المجتمع الدولي المخادع والمنافق والممالئ، ومن خلال وكلائه في قطر والسعودية وتركيا والخليج العربي، ويتعرض لاقذر وأسوأ واخطر مؤامرة بهدف تغيير الموقف السوري وتدجينه . هذا الموقف المعاضد للمقاومة والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني وللحلول التصفوية والاستسلامية، والرافض لاي تنازل يتعلق بحقوق الشعب العربي الفلسطيني . ولا ريب ان التدخل الاجنبي في الشأن السوري هو بمثابة اعتداء سافر على سيادة واستقلال سوريا كدولة عربية لها تاريخها وحضارتها واهميتها الثقافية والسياسية والاستراتيجية في المنطقة . وان هذه المؤامرة باتت مكشوفة للجميع ، والشعب السوري واع ومدرك تماماً لم يحاك ضده وضد وطنه في الخفاء والعلن ، وكلنا ثقة بانه سوف يجتاز هذه الازمة عاجلاً ام آجلاً ، وينهض من جديد ليبني سوريا الحب  والوطن والمستقبل .
اخيراً، ان الخروج من المأزق السوري الراهن يتطلب اولاً وقبل كل شيء وقف الهجمات والعمليات العسكرية الارهابية ، والبدء بحوار وطني مسؤول بين قوى المعارضة الحقيقية وبين النظام السوري الحاكم  بهدف اعادة الأمن للوطن السوري، والسعي لتحقيق الاصلاحات الجذرية العميقة ، وتوسيع هامش الديمقراطية ، وبناء المجتمع المتقدم والمتحرر والحضاري البعيد عن التعصب والتشدد والطئفية البغيضة والمقيتة.

إلى كل من إنتخب "مرسى" وندم .. مازالت الفرصة أمامكم/ مجدي نجيب وهبة


** قال "جمال عيد" ، الناشط الحقوقى .. فى إعتذار له على الملأ لإنتخابه "مرسى" .. حيث قال "إننى أشعر بالخجل والندم أنى إنتخبته ، وأعتذر على الملأ على ذلك .. فقد خدعنا وغدر بنا" ..
** لم يكن "جمال عيد" هو فقط الذى أعلن عن إعتذاره لإنتخاب "مرسى العياط" .. بل سبقه الإعلامى "محمود سعد" ، وسبقه الإعلامى "وائل الإبراشى" ، و"إبراهيم عيسى" الذى أعلن بكل فخر عن إنتخابه لـ "محمد مرسى" بعد ظهور النتيجة مباشرة فى برنامجه "هنا القاهرة" .. ثم بعد ذلك ندم وتأسف .. وأيضا "جمال فهمى" ، والناشطة "نوارة نجم" ، وكل شباب 6 إبريل ، وجماعة البرادعى ، وأنصار "حمدين صباحى" ، والوطنية للتغيير ، والإعلامى "يسرى فودة" ، والإعلامية "ريم ماجد" ، ومقدم برنامج مانشيت "جابر القرموطى" .. والعديد .. والعديد .. والعديد مما أطلقوا على أنفسهم النخبة السياسية ، وعلى رأسهم "فريدة الشوباشى" ، والإستشارى "ممدوح حمزة" ، والكاتب "عمار على حسن" ، والكاتب الإسلامى "حسن نافعة" .. إنه خيط ملئ بالأحزان والألم ، وأنا أستعيد ما فعله كل هؤلاء .. عندما كانوا ينتقلون من ستوديو إلى أخر ، ومن برنامج إلى أخر .. ونحن نصرخ ونحذر ، ونكتب ولا صوت يسمع لنا .. فالجميع فى حالة توهان وسكر ونشوة لتنحى مبارك عن الحكم .. ولكنهم لم يروا أكثر من ذلك ، بينما كل من قرأ لى ما كنت أكتبه ومازلت .. فمعظم تلك الأحداث التى نعيشها الأن بكل مساوئها ، ظللت أصرخ "إحذروا الإخوان .. إحذروا وصول مرسى للحكم" .. وكانت الردود "نحن لا نريد عودة النظام البائد" .. وتساءلنا ، هل تنحى مبارك عن الحكم يعنى إستيلاء الإخوان على مصر ؟!! ..
** وعندما بدأت الإنتخابات الرئاسية .. حذرنا ثم حذرنا ثم حذرنا .. وكتبنا مقالا بعنوان "ماذا يعنى مرسى رئيسا لمصر" بتاريخ 24 يونيو 2012 .. وهذه هى أسبابنا التى ذكرناها فى مقالنا المنشور على هذا الرابط http://www.egyptian-copts.com/article.php?id=9372  .. والأن نعيد عرض بعض نقاطه ليدرك كل العالم أننا لم نكتب كلمة واحدة إلا وتحققت .. ولكن الجميع أدركوا ذلك بعد فوات الأوان ..
** كتبنا أن وصول مرسى لرئاسة مصر يعنى .. إنهيار السياحة فى مصر ، وهروب كافة السائحين ، وغلق الفنادق ، وإنتشار السياحة الدينية لجماعات طالبان ، وإيران ، وأفغانستان ، والصومال .. يعنى كذلك إنهيار مورد رئيسى من الإقتصاد المصرى ، والحكم بالبطالة على أكثر من خمسة مليون مواطن ، ترتبط دخولهم بالسياحة ...
** يعنى .. غلق البنوك والإستثمارات ، والبورصة ، وتحكم الإخوان فى الإقتصاد المصرى ، بعد إنهياره .. وهو ما يؤدى إلى التحكم فى المواطن المصرى ..
** يعنى .. سقوط دولة المواطنة ، وجمهورية مصر العربية ، وهروب كل رجال الأعمال سواء الأقباط أو المسلمين !!..
** يعنى .. فتح الحدود على كل دول الإرهاب لتصبح مصر الدولة الرائدة فى تصدير كل التنظيمات والحركات الإرهابية إلى كل دول العالم ...
** يعنى .. تلوث سمعة المواطن المصرى ، وإطباغ صفة "إرهابى" عليه .. ليكون دخوله إلى أى دولة فى العالم ، هو محظور ، وأن تصنف مصر على أنها دولة تأوى "الإرهاب"!!!..
** يعنى .. عودة دولة الخلفاء الراشدين ، وتطبيق شرع الله ، ودولة المرشد ..
** يعنى .. سقوط مصر بالسكتة القلبية ، ودخولها فى غيبوبة ، ربما تستمر عشرات السنوات ..
** يعنى .. إلغاء وزارة الداخلية ، وظهور جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. وإنهيار القضاء المصرى ، وتفكيكه ، وعودة القضاة المستبعدون ، وبداية عمل قضاة للمحاكم الشرعية الإسلامية ..
** يعنى .. إقصاء كل الرتب العسكرية ، ومحاكمتهم ، ودمج الجيش المصرى فى جيش الإسلام الفلسطينى .. ومنظمة حماس ، وحزب الله ، والأقصى .. على أن يكون القائد العام للجيش الإسلامى الجديد هو النائب الأول للمرشد العام !!..
** يعنى .. إختفاء الصحافة والإعلام فى مصر ، وإرتداء معظم المذيعات الحجاب ، وتغيير البرامج التليفزيونية ، وتقليص الأفلام والمسلسلات وتحويلها إلى برامج دينية !!..
** يعنى .. تغير كل مناهج التعليم .. وتحويل التعليم إلى حفظة القرآن .. ومروجى الفتاوى التكفيرية ..
** يعنى .. البقاء لله فى دولة مصر ، بعد أن سلمها المجلس العسكرى للجماعة .. مما يؤكد كل مقالاتنا التى بدأنا سلسلة كتاباتها منذ نكبة 25 يناير .. ونحن نحذر المجلس العسكرى فى مقالات عديدة بألا يسلم مصر لجماعات متطرفة ، وأن يوفى بالعهد .. وكما تسلمها دولة مدنية ، عليه أن يسلمها دولة مدنية ..
** يعنى .. نجاح المخطط الأمريكى فى أسلمة وتخريب مصر ، وإسقاطها .. وهو ما حذرنا منه منذ 25 يناير .. وسخر منا الجميع .. أقول لكل هؤلاء .. إشربوا أيها الكذابون والمنافقين والأفاعى من كئوس السم الذى قدمته أمريكا إلى مصر ..
** وفى النهاية .. علينا أن ننشط ذاكرتنا ، ونعود إلى الوراء قليلا .. إنه لم تكن هناك ثورة .. بل كان إنقسام .. جزء قليل من الإخوان ، والحركات المعارضة ، و6 إبريل ، إعتصموا فى التحرير ، وقيل أنهم معارضين للحكم .. وبقية الشعب خرج فى كل الميادين بالألاف مطالبين بالإستقرار .. بعد التنازلات التى قدمها الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" ، وتعيين اللواء "عمر سليمان" نائبا له ، وتعهده بأن تكون هذه أخر فترة لولايته ، وأنه يسعى لتسليم مصر إلى حكم مدنى ، حتى يجنب الشعب المصرى الفوضى الهدامة .. وهذا يعنى أنه قد تحولت بعض الميادين إلى معارضين ومؤيدين .. وبعد إندلاع الفوضى فى 28 يناير 2011، ونزول الجيش للميادين والشوارع .. أعلن المجلس العسكرى أول بيان له .. بأنه "مع المطالب المشروعة للثوار" .. ومن هنا إنطلق لفظ "ثوار" على هؤلاء المعارضين .. وهذا ما يؤكد أنه لم يكن هناك ثورة ، بل كانت مظاهرة ، ثم معارضة للإخوان والتنظيمات السياسية !!!..


** والأن .. بعد هذا العرض .. ألم نعيش الأن فى كل ما كتبناه فى هذا المقال .. ألم تنهار السياحة ؟ .. ألم ينهار الإقتصاد المصرى؟ .. ألم تتلوث سمعة المصريين ويطردون ويطاردون من كل الدول ؟ ..
** كانت رؤيتنا واضحة وصريحة قبل وقوع الأحداث .. وحتى لا أنتزع اليأس من نفوسكم .. فأمامنا يوم 25 يناير .. علينا أن نخرج جميعا ، شعبا وقضاة وإعلاميين وصحفيين ومفكرين ونشطاء سياسيين ضد المؤامرة الأمريكية والقطرية والإسرائيلية التى تنفذ الأن لإسقاط مصر بإستغلال فصيل الإخوان ، لتدمير هذا الوطن ..
** علينا أن نقف جميعا ضد هذا التيار الهكسوس .. ولا نعود من الميادين إلا بعد سقوط هذا النظام الفاشى ، وهذا الحكم الإرهابى .. حماكِ الله يا أرض مصر .. وحمى شعبك من طيور وخفافيش الظلام والإرهاب الإسود !!!!
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

والدنيا لمن غلبا/ جواد بولس

لم يحظَ النداء الصادر عن أمانة سر الجامعة العربية للمواطنين العرب بأهمية تليق بمفرداته. إهابة الجامعة العربية بنا للتصويت لكنيست إسرائيل تحمل من المعاني ما يستوجب وقفة وأكثر، لا سيمّا وأن الصوت كبّر من على منصة تمثل جميع الدول العربية التي ما زالت تعلن أنّها لا تؤيد التطبيع مع إسرائيل. ألا يحمل الموقف العربي المعلن تناقضًا أو يستوجب تساؤلًا أو يسترعي تنقيبًا ووقفة؟ كيف ولماذا صمتت أحزاب العرب وحركاتهم عن هذا؟ أيكفيها تبريرًا أن النداء يتساوق مع ما سعت إليه هذه الأحزاب والحركات، أيصحّ أن أكتب: إذا تقابلت المصالح، فكفٌك على المواقف.
أشغلتني هذه المسألة حين إعلانها. لم تكن المسألة الوحيدة التي لم أكتب عنها كي لا أزجّ في خانة الندّابات النقاقات، وكنا رفعنا صلوات الاستخارة واستمطار السماء والأرض لهبّة العرب نحو الصناديق.
اليوم وبعد أن "نشّفت المي وبانت البلاعيط"، أعود إلى حيث توقّفت وأسأل ماذا بعد؟ هل حقًا كسبت مصلحة الجماهير العربية نقاطًا في هذه النتائج المحرَزة؟. يحق لمن يريد، أن يرفع رايات النصر ويهزج بأوفه وعتاباه، أمّا أنا فسأسجّل ما يلي.
أنا لا أعتبر أن المحافظة على قوة الأحزاب تعدّ نصرًا ولا تستدعي رضا من باب كونها أهون البلاء، كما يرشح من تصريحات بعض القادة والمسؤولين. العرب أضاعوا فرصة ثمينة وليس فقط بما كانوا قد يحصلون عليه من مقاعد، بل بتغييبهم خطابًا سياسيًا اجتماعيًا كان من شأنه أن يؤثّر على المجتمع اليهودي ويكون قوةً دافعة مساعدة لما أبدته بعض القوى اليهودية من خوف وحذر، كما تبين من تراجع في قوة اليمين بغلاته العنصريين وبعض جيوبه الفاشية الواضحة. هذه المقولة تلائم، تحديدًا، نشاط الجبهة الديمقراطية، التي سلكت سياسة توافقية في العديد من المسائل وقبلت شعارات حيّدت أهميتها وتميّزها كقوة مؤهلة للتأثير بين اليهود. "صوّتوا للأحزاب العربية" شعار أتاح قراءة مغلوطة بين الجماهير العربية من جهة وخلّف عجزًا وأجاز تناقضًا في فهمه بين اليهود. كيف تفسّر الجبهة نكوصها في الشارع اليهودي على الرغم من دورها في النشاطات الاحتجاجية الاجتماعية؟.
إلى ذلك، صمت الجميع عن شعار القائمة العربية الموحّدة "من لا يصوت للعربية يصوّت للصهيونية" أضرّ بالحملة الانتخابية بشكل عام وعرّى هشاشة وحدة عربية مدّعاة. فالشعار أخاف وخوّن المصوتين على الرغم من كونه شعارًا ديماغوغيًا مؤذيًا، وإذ سحب الشعار من إعلانات الموحّدة في الصحف إلّا انه بقي على كل قارعة طريق ومنعطف.
لقد ساد جو من القبلية وهيمنت نداءات النخوة البدائية الفطرية. "هيا للتصويت يا عرب" هكذا صدح الصوت والصدى. هذا فضاء مريض يحافظ على بدائية قبلية سادت في الماضي وستعود. فعندما تغيّب العلاقة الحزبية المدنية الحديثة ما بين التنظيم وجماهير الشعب تغلب وشائج وعلائق تتغذّى من منابع أخرى، كالطائفة والقبيلة والعائلة والبلدة والحي والمال. وإلّا كيف يفسّر قادة الجبهة مثلًا غياب دعم الجبهة في النقب على الرغم من ريادة الجبهة في كثير من النشاطات الكفاحية في قضايا الأرض والمسكن. هل يستطيع مخلص أن ينكر التزام سكرتير الجبهة أيمن عودة في قضية العراقيب وغيرها وهو الذي التحفَ أرض النقب وأصبح "نجم" محاكم الجنوب مُتهمًا دفع وما زال يدفع ثمن وقفته كالشمس.
كثيرون لم يصوّتوا عن استياء. يهمنّي ذلك البعض الذي رأى فرح الميادين وما بعثته بواكير ثورات ما زالت تتضرّج بدمائها. إنّهم مستاؤون لافتقادهم فضاءات تلك الديمقراطية في مطارحهم وأحزابهم، القيادات تغنت برياح التغيير وعندنا ركبتها نياقًا، على ظهورها حلٌقت وأناخت لتتصدر قوائمها الانتخابية. لم تسعف جميع القوائم العربية التبريرات التي سيقت لتبيح المحظورات. ما سوّقته قيادة الجبهة كحلّ معقول لتركيبة القائمة، ربمّا امتص بعضًا من غضب لكنّه لم يقنع كثيرين استصعبوا بقاء محمد بركة في الصدارة وتجاهل الدعوات لإشراك دماء جديدة وقيادات نسائية وشبابية.
من جهة أخرى، لا يخفى على أحد أن القائمة العربية الموحدة هي حركة طائفية وتجمّع لبعض الشخصيات ومخاتير ورؤساء عشائر وعائلات، وهي بذلك تركيبة محدّثة لأحزاب عربية تقليدية ليست من مواليد ميادين التحرير، هذا علاوة على وجود النائب الطيبي بين صفوفها وهو البرلماني المتميز ولهذا أضحى وجوده في هذه القائمة دلالة على انتهازية بدل أن يكون موئلًا وملاذًا لكثيرين يقدّرون نشاطه.
أمّا ولاء حزب "التجمع" لمؤسّسه وقائده التاريخي عزمي بشارة أبقى ويبقي تساؤلات كبيرة أحبطت حائرين أحيانًا وشكّكت غيورين في أحيان أخرى، إذ كيف يمكن تسويغ ديمقراطية حزب وثوريته وقائده يسكن في فيء خليفة وينشط من حضن إمارة تفعل ما تفعله في الشرق من أجل عيون نفط وسلطان.
نماذج من مسائل غيّبها "من كان أبصر شيئًا أو رأى عجبًا" وأعجز قائلًا: "فأنني عشت دهرًا ولا أرى عجبًا"، لكنّها كانت، ومسائل جوهرية أخرى، في صدور كثيرين وتحت وسائدهم شوكًا قض وما زال يقض نومهم ويعكر صفو صباحاتهم.
التهرب من مواجهة مسائل خطيرة ومصيرية سيهدم ما تبقى من ثقة، ولذلك أقول، وأعد بعودة لتفصيل ما غاب وما بَهم، كما قال ذلك الأعرابي: "الناس كالناس والأيام واحدة/ والدهر كالدهر والدنيا لمن غلبا" أو ربما لمن دفعَا ...

واقعٌ عربي: قديمُه عجوز، وجديدُه عاجز!/ صبحي غندور

رغم تنوّع التحدّيات التي يواجهها الآن العرب، ومع اختلاف ساحاتها، فإنَّ كلاً منها يصيب المنطقة العربية كلّها ولا يعني بلداً دون الآخر، كما أنَّ للولايات المتحدة دوراً حاسماً في كيفيّة التعامل سلباً أم إيجاباً مع كلِّ عنصرٍ من هذه التحدّيات.
والمؤسف في واقع الحال العربي، أنَّه رغم الاشتراك في التحدّيات والهموم، فإنَّ الحكومات العربية تتعامل مع هذه المسائل (ومع غيرها أيضاً) من منظورٍ فئويٍّ خاصّ، لا في إطار رؤيةٍ عربيةٍ مشتركة تحقِّق المصالح العربية.
وإذا كان من الطبيعي أن تكون المنطقة العربية في مقدّمة الدول التي تضع الآن نفسها على "لائحة الانتظار" لمعرفة تفاصيل السياسة التي سيتّبعها الرئيس الأميركي أوباما في بداية عهده الثاني، فإنّ من غير الطبيعي أن تستمرّ الأوضاع العربية مرهونةً بما يريده الخارج، أو بما يحدث فيه من متغيّرات، دون أي تدخّل فاعل للإرادة العربية، أو بسبب عدم وجود إرادة عربية مشتركة أصلاً كي تتعامل مع المشاريع الدولية والتحديات الإقليمية بما يُحقق المصالح العربية، ولا ينعكس سلباً على شعوب الأمّة العربية وأوطانها.
أيضاً، هناك حالة ترقّب وانتظار (عربية ودولية) لمعرفة ما ستفرزه الانتخابات الإسرائيلية من حكومة جديدة، وما ستقرّره لاحقاً بشأن مصير الاتفاقات والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وأزماتٍ أخرى في المنطقة.
فالمراهنات العربية على "الخارج" هي، لحوالي قرنٍ من الزمن، سمة السياسات الرسمية العربية، وباستثناءٍ محدود في عقديْ الخمسينات والستينات من القرن الماضي، فإنّ الاستقطاب الدولي لدول المنطقة العربية كان الحالة الغالبة على قضاياها وحكوماتها. وهاهي المنطقة الآن تعيش مرحلةً جديدة من الاستقطابات الدولية/الإقليمية في ظلّ تفجّر بعض أوطانها من الداخل، وفي غيابٍ متواصل لمشروعٍ عربيٍّ مشترَك ولإرادة عربية مشتركة.
إنّ انعدام الرؤية العربية المشتركة سببه أولاً غياب دور مصر الريادي التاريخي، ثمّ حالة الصراعات العربية وتجزئة الإمكانات والطاقات العربية، ممّا يجعل "رغبات" الخارج أشبه ما تكون بأوامر سياسية يتوجَّب تنفيذها، وإلا فإنَّ الضغوطات تفرض تنفيذ هذه "الرغبات"!. فالمشكلة عربياً هي بانعدام القرار العربي في وضع رؤيةٍ عربية مشتركة، وفي عدم تحمّل مسؤوليات الدور القيادي المتوجَّب على أكثر من طرفٍ عربي. وستبقى التحدّيات على العرب قائمةً بل ومتراكمة طالما أنَّ منهاج التعامل معها لا يخرج عن صفقاتٍ فئوية تحدث في السرِّ والعلن، فتُحقِّق منافع خاصَّة لكنّها لا تؤدّي إلى معالجة الأمراض العامَّة في المنطقة، وتتحوَّل إلى أوبئةٍ تصيب أيضاً من عقدوا الصفقات واعتقدوا أنَّهم قد حقَّقوا الأمن الخاص لأنفسهم.
إنّ الحكومات العربية مدعوّة ليس فقط لوقف الصراعات بينها بل أيضاً لبناء رؤية عربية مشتركة، تتضمّن خططاً عملية لقضايا عديدة مشتعلة الآن في المنطقة ومحيطها. رؤية تساهم إيجابياً في وقف الأزمات والحروب العربية الداخلية. رؤية تجمع بين نهج التفاوض مع إسرائيل وبين حقّ المقاومة ضدّ الاحتلال. رؤية تفرز بين العدوّ والخصم والصديق فلا تنجرّ الأوطان أو الأمّة إلى معارك هامشية تخدم الأعداء وتخسر فيها الأصدقاء.
لكن الحديث عن أهمّية التضامن العربي هو الآن مجرّد أمنية، فتداعيات التحدّيات الخطيرة التي تواجه الأمَّة العربية تجعل الوضع العربي؛  بواقعه القديم العجوز، وجديده العاجز، مهموماً بأكثر من قضية، في ظلِّ أكثر من رؤية وقيادة، لأمّةٍ محكوم عليها بالخيار بين حاضرٍ مذموم ومستقبلٍ مجهول.
إنّ التشويه يحصل الآن للصراعات الحقيقية القائمة في المنطقة، ولمواصفات الأعداء والخصوم والأصدقاء، بحيث لم يعد واضحاً مَن العدوّ ومَن الصديق، وفي أيِّ قضية أو معركة، ولصالح من؟! بينما الأمّة العربية اليوم هي في انشدادٍ كبير إلى صراعاتٍ داخلية قائمة، وضحايا هذه الصراعات ليسوا من البشر والحجر في الأوطان فقط، بل سقط ضحيّتها أيضاً الكثير من القيم والمفاهيم والأفكار وعناصر الوحدة الوطنية.
فالدين والطائفة والمذهب، كلّها تسميات أصبحت من الأسلحة الفتّاكة المستخدمة في هذه الصراعات. كذلك العروبة والوطنية، هما الآن أيضاً موضع تفكيك وتفريغ من أيّ معنًى جامع أو توحيدي، في الوقت الذي يتمّ فيه استخدامهما لصراعاتٍ مع جوارٍ "عربي" أو "إسلامي"!.
والحرّية والديمقراطية مطلبان يتصادمان الآن، فالنماذج "الديمقراطية"، التي جرى التشجيع في العقد الماضي عليها، كانت تقوم على قبولٍ بالوصاية الأجنبية على الأوطان من أجل الحصول على آليات ديمقراطية في الحكم! أمّا المقاومة ضدَّ الاحتلال الإسرائيلي، فقد أصبحت لدى الرافضين لها مذهباً فئوياً!!
ورغم ومضات الأمل، التي تظهر عربياً بين فترةٍ وأخرى، ورغم استمرار العمل من أجل التغيير السليم على أكثر من ساحةٍ عربية، فإنّ المراوحة في المكان نفسه (إن لم نقل التراجع) هي السمة الطاغية على الأوضاع العربية.
وقد تعرّضت خلال العقود الماضية أممٌ كثيرة إلى شيء من الأزمات التي تواجه الآن العرب، كمشكلة الاحتلال أو التدخّل الأجنبي، أو كقضايا الاستبداد والفساد، أو سوء الحكم والتخلّف الاجتماعي والاقتصادي، أو مسألة التجزئة السياسية بين أوطان الأمّة، أو الحروب الأهلية في بعض أرجائها.. لكن من الصعب أن نجد أمّةً معاصرة امتزجت فيها بآنٍ واحد كلّ هذه التحدّيات، كما هو حاصلٌ الآن على امتداد الأرض العربية. فخليط الأزمات أدّى ويؤدّي إلى تيهٍ في الأولويات، وإلى تشتّت القوى والجهود، وإلى صراع الإرادات المحلية تبعاً لطبيعة الخطر المباشر، الذي قد يكون ثانوياً لطرفٍ من أرجاء الأمّة بينما هو همّ الطرف الآخر الشاغل.
إنّ الأوطان العربية مهدّدةٌ الآن بمزيدٍ من التشرذم، ليس حصيلة التدخل الأجنبي والدور الإسرائيلي فقط، بل أصلاً بسبب البناء الهش لدول هذه الأوطان، ولعدم تحصينها ضدّ التدخلات الأجنبية. فالمنطقة العربية لم تستفد من دروس مخاطر فصل حرّية الوطن عن حرّية المواطن. لم تستفد المنطقة أيضاً من دروس التجارب المرّة في المراهنة على الخارج لحلِّ مشاكل عربية داخلية. والأهمُّ في كلّ دروس تجارب العرب الماضية، والتي ما زال تجاهلها قائماً، هو درس مخاطر الحروب الأهلية والانقسامات الشعبية على أسسٍ طائفية أو إثنية، حيث تكون هذه الانقسامات دعوةً مفتوحة للتدخّل الأجنبي ولعودة الهيمنة الخارجية من جديد.
إنّ سلبيّات الواقع العربي الراهن لا تنحصر فقط بالمخاطر الناجمة عن التدخّل الأجنبي، أو بسبب سوء الحكم والحكومات، بل أيضاً في واقع العديد من قوى التغيير العربية، ولكيفية أسلوب عملها من أجل الإصلاح السياسي والاجتماعي. فتداعيات العنف الداخلي المسلّح، الذي رافق انتفاضاتٍ شعبية في بعض البلدان العربية، تُنذر بالتحوّل إلى حروبٍ أهلية عربية يكون ختامها نجاح المشروع الإسرائيلي حصراً، حتّى على حساب المشاريع الدولية والإقليمية الأخرى الراهنة للمنطقة.
أيضاً، من المهمّ في هذه المرحلة عربياً عدم الفصل بين الحاجة لتغييراتٍ وإصلاحات داخلية في بعض الأوطان، وبين مسؤوليات ما تفرضه التحدّيات الخارجية على المنطقة ككل، ثمّ ما تحتّمه أيضاً دواعي الأمن الوطني، كما الحال الآن بالنسبة لمصر المنشغلة في ترتيب "البيت الداخلي" المصري، بينما تشتعل النيران في "البيوت العربية" المجاورة لها!.
أمرٌ ملفت للانتباه، ما حدث ويحدث في مصر وتونس واليمن. ففي هذه البلدان الثلاثة كان الجيل الجديد، غير الحزبي أو المنظّم سياسياً، هو أساس الحراك الشعبي السلمي الذي حدث في كلٍّ منها، والذي أدّى إلى تغييراتٍ في الحكم والقوى السياسية الحاكمة. لكن، إلى الآن، نجد أنّ هذه القوى الشبابية الثائرة لم تقتطف ثمرة هذه الانتفاضات الشعبية، بل قام بحصد النتائج السياسية قوًى لها تاريخها العريق في العمل السياسي وفي المعارضة لكنّها حتماً لم تقد هي الانتفاضات الشعبية، ولم تُشعل شرارتها، ولم تصنعها، فهي حصدت سياسياً أو أنتخابياً ما زرعه غيرها من قوًى شبابية، لم تكن أصلاً مسيّسة، ولعّلها لا تجد الآن في الحكومات الجديدة من يُمثلها أو يُعبّر عن أهدافها وطموحاتها.
هي معضلةٌ ترمز أيضاً إلى حال كثير من البلدان العربية الأخرى، حيث يحصل حراكٌ شعبيٌّ شبابي بمعظمه لكن بلا وضوح في القيادة والهُويّة الفكرية والسياسية، وإذا حصل أحياناً هذا الوضوح، نراه بعيداً عن السّمة الوطنية العامة، ونافراً من الهوية العربية، ومتّصفاً بالفئوية الطائفية والحزبية.
رغم ذلك، ستبقى المراهنة دوماً على الأجيال الشّابة، وعلى دورها الفاعل في صناعة المستقبل، وفي إحداث التغيير السليم في الأوطان العربية نحو الأفضل.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

أختى وصديقتى إتقى الله فى نفسك/ ايمان حجازى

الإحترام لا يعنى البرود
الإحترام لا يعنى إنعدام العاطفة
الإحترام لا يعنى موت المشاعر
الإحترام لا يعنى عدم الثقة بالنفس ................
بالأمس رأيت منظرا أثار حفيظتى وغيرتى أيضا ... نعم غيرتى على بنات جنسى اللائى أكن لهن الإحترام وأتمنى لهن العفو والسلامة
فقد كانت معلوماتى دائما - ومن خلال خبرتى البسيطة بالحياة - أن اللقاءات العاطفية الرومانسية البريئة التى تتم بين الشاب والفتاة أو الرجل والسيدة قد تأخذ بعض اللمسات ويعتريها بعض النظرات الحانية العاطفية , وهذا وضع طبيعى لأن الجو يكون رومانسيا والمناخ يحيطه الخيال والعواطف تكون متأججة
وكان دائما راسخا فى إعتقادى أن الرجل أو الشاب هو من يبدأ بمثل تلك اللمسات لما يمتاز به أو يوصف به من الجرأة والإقدام أو لأنه الرجل كدة ببساطة , فتقابله الفتاة أو السيدة - حسب تصرفها أو حسب قبولها - إما بالرفض المعلن بالنظرة أو الكلام , أو بالقبول النابع من الرضا
لكن ما رأيته كان مثيرا للجدل مثيرا للتساؤل مثيرا للتعجب !!!!!
فقد رأيت فى وضح النهار وعلى رصيف المترو سيدة أو آنسة ثلاثينية تجلس بجوار شاب ربما يكون فى مثل عمرها وتبادئه باللمس ويداها تتحرك بحرية على رجله وزراعه بل وقد وضعت زراعها خلف ظهره فى شبه إحاطة , أو ما يسمى ضمة , والضمة هنا ليست أخت الفتحة أو الكسرة !!!!
فهالنى ما رأيت , وكدت أسألهما لماذا هما متبادلان المواقع !!!!!
وما هالنى أيضا أن السيدة لم تكن فى سن الإتاشر المتسم بالتهور أو البلاهة ولم تكن عشرينية ملتهبة المشاعر وعاطفية بل هى ثلاثينية يجب أن تكون أكثر عقلانية مما رأيت !!!!!
أدهشنى كثيرا وحيرنى هذا المشهد وأثار الكثير من التساؤلات فى ذهنى بداية بسؤال
هل هذا هو المدعو الحب !!!!!؟؟
ومنذ متى تم الفصل بين الحب بمشاعره الجميلة وبين الإحترام !!!!!؟؟
أنا كمرأة لست ضد الحب ولست متزمتة ولست رجعية ولكنى أحمل لنفسى الكثير من الإحترام الذى لا يمكن أن يضعنى فى مصاف الإبتذال أو الإستهلاك
أنا ككاتبة وشاعرة وصحفية لست إخوانية ولا سلفية ولا أمت بصلة لجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولكن إعتقادى الشخصى بإحترامى لذاتى نابع من كونى مسلمة متدينة وسطية حنيفية تعى تعاليم دينها وما يحض عليه بصراحة وببساطة
أنا كإنسانة متعلمة - من واقع شهاداتى العلمية - مثقفة - قدر إستطاعتى - مستقلة بآرائى وشخصيتى واثقة من نفسى قادرة على فرض وجودى على أى مجتمع أعيشه محترمة معتنقة لمبدأ أنت حر ما لم تضر - ما لم تضر نفسك ما لم تضر الناس - من هذا المنطلق لا أعتقد أنى إن تركت نفسى للرجل - أيا كان من هو - ليعبث بى أو أن أتجاسر وأدلله على حساب كرامتى ,, لست أعتقد أنى بهذا أنال إحترامه !!!!
لمثل هذه السيدة أقول .............
مثل هذا التصرف يا سيدتى عندما كان يجىء من رجل كنا نثور عليه ونقول له إتقى الله فى عرضها وكيانها فماذا نحن قائلين لك أنت الآن !!!!!!
يا بنات حوا
يا سيدات وفتيات المجتمع المصرى ,,,,
هل ما حدث يعتبر خطأ المجتمع فى حقكن !!!! أن أوهمكن أن الحياة بغير رجل وبعيدا عن كنف رجل لا تعتبر حياة فأرغمكن على أن تهدرن كرامتكن إبتغاءا لكسب رضاء هذا الرجل بأى شكل إن كان المهم أن تكون النهاية زواج !!!!!!
يا بنات حوا
ليت أحلامكن لا تقف عند حدود الرجل ,,,, نعم أنا معكن ومثلكن أحلم بالرجل بالزوج بالآخر ولكن أحلامى يغلفها الإحترام , وهو ما يبعد يد الرجل عن يدى فى غير لمسات الحلال ,, وهو ما يترك عينى تذهب فى نظراتها الى البعد الثالث فلا تحيرها نظرة رجل ولا تدوبها همسة حب من رجل فتخرجها عن حدود اللياقة والإحترام
وأخيرا وليس آخرا أهمس للمرة المليون فى
آذان الأمهات أن كفى عن ذكر الزواج كقارب نجاة لحياة إبنتك المهدرة
الى المجتمع بكافة عناصره وأدواته أن أعيدو تشكيل منظومة تكوين المرأة بإعتدال فلا تعتصروها بين الجهاد والزواج ,, ولتكن خطتكم معتدلة تراعى أن تكون الأنثى إيجابية فى كل تواجد ولا تهدر كرامتها على عتبة الرجل كما لا تستغنى عن أنوثتها على عتبة العمل , بهذا ستكون الأنثى متزنة متوازنة عقلانية تحسن التصرف وقت اللزوم كما تحسن الإختيار
الى المرأة أو الفتاة أو السيدة .... كفى عن إعتبار أن الرجل هو سفينة نوح التى سوف تهل على حياتك فتنجيكى من الطوفان ,, لربما كان نتيجة التسرع أن يكون الرجل هو الطوفان نفسه وقتها تحتاجين الى سفينة نوح فلا تجدينها حتى بداخل نفسك

عليكن أن تكن أكثر ثقة فى أنفسكن , والأجدى أن تكن أكثر ثقة فى الله عز وجل
عليكن الإيمان بأن ما أصابنى لم يكن ليخطأنى وما أخطأنى لم يكن ليصيبنى
ألا هل بلغت اللهم فأشهد