عندما السياسة تكون أشبه بعاهرة/ سعيد الشيخ


البوسنه والهرسك، هل تذكرونها.. تلك البلاد المسلمة التي توجّعت وأوجعتنا معها. وتأوًّهت فشعرنا بآهاتها تحفر في قلوبنا ووجداننا. وأستضعفت بالمجازر من قبل الميليشيات الصربية عام 1995 ، فهرعنا الى المساجد متضرعين متجهدين والدموع تغسل مآقينا ندعو الله أن ينصر أهل البوسنة والهرسك ويكتب لهم التمكين.

وقد تمكنوا اليوم وصارت لهم دولة مستقلة في هيئة الامم المتحدة، دولة لها وجه سافر وتقف بوجه فلسطين... هكذا، ترمي لاءها بكل أريحية رافضة لأن يكون لفلسطين مقعد في منظمة التربية والثقافة والعلوم "يونسكو". ولكن فلسطين فازت بفضل الحشد الاممي الذي ضاق ذرعا من السياسات الاميركية التي لا ترى أبعد من مصالحها.

وفي هيئة الامم المتحدة كانت فلسطين تحتاج لصوت واحد قبل ان تواجه الفيتو الامريكي الرافض لعضويتها جملة وتفصيلا... ومرة اخرى يكون هذا الصوت هو صوت البوسنه والهرسك الذي يمنع فلسطين من ان تتقدم الى شرعية وجودها باعتراف دول الكون..

هذا الاذى الذي يجيئنا من دولة دينها الاسلام لا يمكن ان يمحى من ذاكرة الشعب الفلسطيني..وأركان الاسلام الخمسة لا يمكن ان تمحو آثام البوسنيين وعارهم.

عزائي الشخصي انني لم اعتبر قضية البوسنيين يوما بأنها تمسني او تعنيني بالرغم من تعاطفي الانساني معهم، كردة فعل على الويلات التي لاقوها. وكنت في مجالسي الخاصة اردد دائما للاصدقاء الذين يذرفون دموعا غزيرة على حال الاخوة في البوسنة: ان الامر لا يحتاج لهذه المبالغة العاطفية..ان القضية اوروبية بامتياز وسيجدون في الغرب لها الحل. هذا عزائي، ولكن ماذا عن عزاء مشايخنا الذين هيّجوا الامة. وهؤلاء الذين ذهبوا للجهاد في البوسنة ضد الصرب الذين صوتوا لصالح فلسطين في اليونسكو.

للتتأملوا في الصورة!!


CONVERSATION

0 comments: