روسيا قادرة على فك الأشتباك فى سوريا بكل الطرق/ الدكتور حمدى حمودة

التحالف الأمريكى المزعوم لضرب داعش فى سوريا والعراق طال أمده ولم يأتى أكله حتى الآن بعد كل هذه الطلعات الجوية المخادعة والتى تحرص كل الحرص واشنطن وأنقرة على الحفاظ على توازن القوى بين الجيش العربى السورى وبين المسلحين أيا كانت مسمياتها ( معارضة معتدلة ، نصرة ، جيش الأسلام ، داعش ) وللأسف لم يتحقق لهذا التحالف أحلامه على تحقيق التوازن المنشود ، الا أن الجيش السورى يخيب آمالهم بالقضاء عل هؤلاء المسلحين وأسر أكبر قدر منهم . الولايات المتحدة لاتريد انهاء الحرب فى سوريا او العراق ، وتتخذ الزرائع الواهية لأفشال أى مبادرة سياسية روسية أو ايرانية ، وذلك لأطالة زمن الحرب فى المنطقة حتى تتمكن من تقسيم وتجزيئ البلدين وليس للقضاء على النظام أو اسقاط الرئيس السورى كما تدعى هى وحلفائها من دول اسلامية وعربية خانوا عقيدتهم وعروبتهم وأنفقوا على هذه الحرب التى قاربت الخمس سنوات مليارات الدولارات مابين شراء أسلحة ورواتب باهظة للمسلحين التكفيرين والمعارضة الخارجية فى دول العالم ، ولو انهم أنفقواهذه الأموال الطائلة على القضية الفلسطينية أو على الدول الفقيرة مثل الصومال وجيبوتى ومصر واليمن المتحالف عليه بقيادة الجزيرة العربية التى ما زالت تطمع فى ابتلاع ما تبقى منه  بعد جيزان وعسير ونجران ..!!                                         
كنا نقول ان روسيا التى وقفت بجانب سوريا هى وايران والصين من أول يوم للحريق العربى الذى بدأ فى تونس فمصر فليبيا ثم اليمن وأخيرا فى سوريا ، وبعد أن احترقت ليبيا بقوات النيتو والقوات الخليجية ( الدوحة ودبى ) أبت كل من موسكو وطهران أن يتكرر هذا العدوان فى سوريا ، لذلك كان لزاما عليهما أن يحصنا سوريا ، فقامت موسكوبعمل قاعدة فى طرطوس ، وتواجد قطع بحرية فى البحر الأبيض وامداد سوريا بمختلف الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوى وأحدث الطائرات المقاتلة ، وهكذا كان موقف طهران من سوريا علاوة على امدادها بالمساعدات الغذائية واللوجيستية ولما كانت طهران تعتبر الضلع الأكبر فى مربع المقاومة ، فكان لزاما على حزب الله اللبنانى الذى تمده طهران بكل أنواع الأسلحة خاصة الصاروخية أن يشترك جنبا لجنب مع الجيش العربى السورى فى تحرير مدن ومناطق شاسعة كانت قد وضعت المسلحين عليها يدها ، وبالفعل تم تحريرها بالكامل وكان آخرها الزبدانى .                                                              
   اذا استطاعت موسكو والصين من أول الأحداث الوقوف جانب سوريا خاصة عندما كررتا موسكو وبكين لأكثر من مرة الفيتو فى مجلس الأمن عندما أرادت واشنطن التدخل العسكرى فى سوريا وبالفعل أحببطت محاولات الأتحاد الأوروبى وواشنطن فى اسقاط سوريا أو النظام السورى كما ادعوا خلال اسبوعين أو شهرين ، لكن بعد تماسك النظام وجيشه وشعبه حتى اليوم انقلبت المعادلة ، وأصبح الغرب يبحث عن حلول سياسية للأزمة التى تفاقمت بسبب التحالف الأمريكى وملك الرياض الذى ما زال مصر على تفكيك سوريا وتجزئتها لصالح صديقيه واشنطن وتل أبيب ..!!! راهنت ملوك وأمراء الخليج على تحول موسكو تجاه حليفتها سوريا بتقادم الأيام ، وحاولوا بقدر امكاناتهم ارسال المبعوثين لأغراء بوتن وشراؤه كما اشتروا بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ، الا ان بوتن رقض وكذلك الصين وعادوا طهران التى تمثل لهم العدو الأكبر الطامع فى التمدد الشيعى فى الدول السنية وهذا ما فتنوا به من جراء صداقتهم لواشنطن وتل أبيب ، لدرجة أن بعض الأنطمة العربية قلبت المعادلة التى كانت فيها اسرائيل هى العدو الأول للعرب وللمسلمين ، لتصبح طهران هى العدو وتل أبيب هى الصديق ..!! هذه المفاهيم الجديدة من جراء الفتنة التى أوجدوها لدى حكام وأمراء عرب يفكرون بعقلية القرن الخامس عشر ، بعد عن عقولهم المظلمة أى فكر تنويرى مما أدى لمروجون الفتنة التمكن منهم واسقاطهم فى لهيبها ..!!            
                    وبعد أن عجزت هذه العقول الظلامية تغيير موقف موسكو أو بكين أو حتى حلحلة طهران ، قاموا بشن حرب جديدة على اليمن ليداروا بها سقوطهم فى الوحل السورى ، فغرقوا فى الوحل اليمنى وكانت خيبتهم أكبر من سابقتها ، واشتدت صلابة الرئيس الروسى خاصة بعد الأتفاق الننوى بين طهران والستة والذى مثل صفعة قوية لدول الخليج ولبعض حكام دول عربية معتدلة كما يدعون ، لهذا نجد الآن التخبط الأمريكى الذى لايعرف الى أين هو ماض .؟؟ وبناء عليه خطفت موسكو زمام المبادرة من يد واشنطن ودفقت السلاح لكل من سوريا وطهران لأنها تعلم أن فى حالة نشوب حرب بالضرورة ستكون طهران وحزب الله طرفى فيها ، كما عززت موسكو بخبرائها فى سوريا علاوة على بعض الجنود والضباط الذين يدربون الجيش السورى العربى المقاوم على استخدام الأسلحة المتطورة التى وصلتهم ، الأمر الذى جعل بوتن يتكلم بصوت عال بقوة وحزم بأنه يقف بجانب حليفته ويدعمها بعد أن قامت واشنطن بعمل تحالف من ستون دولة لضرب داعش فى سوريا ولم تشرك فيه موسكو ولا طهران ولا حتى سوريا صاحبة الأرض والقضية ، ولذلك اتخذ بوتن القرار بضرب داعش بعد الأنتهاء من مؤتمر الأمم المتحدة الذى سيتم انعقاده فى آخر سبتمبر والذى سيشرح فيه وجهت نظره فى كيفية التخلص من داعش وغيرها والقيام بعمل تسوية سياسية لحل الأزمة السورية مع بقاء الرئيس السورى على رأس السلطة ، حيث أن استبعاد بشار سيكون بمثابة تمزيق سوريا ونكبتها كما حدث فى ليبيا بعد القضاء على القزافى ..!! 
                 روسيا قادرة على حل هذا النزاع فى الشرق الأوسط أما بالطرق الدبلوماسية أو باشتعال المنطقة بأكملها والتى سيكون الخاسر الأكبر فيها هى تل أبيب ودول الخليج وعلى رأسها الرياض ، كما قال بوتن أن ارهاصات ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط اليوم ، متشابهة مع الأرهاصات التى سبقت الحرب العالمية الثانية ، هناك خطوط حمر وضعتها موسكو ولن تتنازل عنها لأن هذا يمثل أمنها القومى فى الشرق الأوسط وهو أمن سوريا ، وهذا ما جعل الحكومة المصرية تغير مسارها تجاه سوريا ، حيث أن القيادة المصرية تعلم كل العلم بأن أمن سوريا القومى ، من أمن مصر القومى ، واذا تففكتت سوريا وتجزأت ، سيكون ذلك وبالا على مصر المطلوب القضاء على جيشها وتقسيمها وتجزئتها هى الأخرى بعد التخلص من العراق وسوريا المثلث الذى يمثل الخطر الداهم لتل أبيب والتى قامت الولايات المتحدة بغزو العراق وتفتيته وتجزئته والقضاء على جيشه ونهب مقدراته من أجل اسرائيل ، لكن روسيا التى ليس لديها أى مانع من الحفاظ على حلفائها فى الشرق الأوسط ،مستعدة للحرب حتى لو أدى ذلك الى حرب عالمية ثالثة ..!!                                                                                            
Dr_hamdy@hotmail.com

                                                                      

CONVERSATION

0 comments: