ريهام تكمل فصول المأساة/ سري القدوة

من روحكم ننسج خيوط الامل والصمود والتحدي .. من عبقكم الباقي فينا روحا وثورة تمتد لتتواصل رايات الانتصار وتكون فلسطين علي قدر تحمل المسؤولية الكفاحية والنضالية ..
لن نركع ما دام فينا طفل يرضع .. لن تكسروا ارادة شعبنا وتسقط كل الشعارات الرنانة الكاذبة وتبقي رياة الانتصار الفلسطيني خفاقة في عنان السماء .. 

واستشهدت "ريهام" لتكتمل فصول المأساة ..!
اعلن مستشفى تل هشومير الاسرائيلي عن وفاة الأم "ريهام دوابشة" لتلتحق بولدها وزوجها الذين استشهدا بعد حرق منزلهم على ايدي مجموعة من المستوطنين  المتطرفين بقرية دوما .

وكان مستوطنون اسرائيليون أضرموا النار الشهر الماضي في منزل عائلة دوباشة في دوما جنوب نابلس، ما أدى الى إحراق المنزل ومصرع الطفل سعد دوابشة حرقا على الفور ومن ثم ووفاة والده متأثرا بجراحه، فيما أصيبت ريهام وطفلها بحروق بليغة. يذكر أن تاريخ 5/ 09/ 2015 يصادف عيد ميلاد ريهام الـ 27.

انها جريمة العصر .. من تلك الفصول المأساوية ومن تلك الوقائع والاحداث التي نمر بها ومن هذه الجروح لا بد من اعلان الثورة .. ثورة من اجل كرامتنا وعزتنا وحياتنا ومستقبل اطفالنا .. 

هذه الاسرة الفلسطينية حرقت بالكامل توفي الطفل ليلحق به الاب وتلحق به الام وصغيرهم المتبقي يبكي واقع هذا الشعب وهذه المأساة .. 
جريمة بشعة نكراء تضاف الي سجل جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ومن دمهم وتلك الارواح التي تصعد الي السماء يسجل الفلسطيني غضبه ويتعمق جرحه ويحبس دموعة ويتجرع الالم بكل مرارة وهو يشاهد المشهد ويعيش فصول الجريمة .. 

تسقط كل العبارات وتسقط كل الكلمات .. تسقط شعارات المتاجرة بدماء الشهداء وتسقط عبارات الخداع العابرة وتبقي الحقيقة الصعبة التي نتجرعها كل يوم واننا نقدم شهدائنا ونبكيهم ولا نحرك اي ساكن .. 
لقد توسعت الجراح وتعمقت المأساة وتضررت القضية الفلسطينية ولم تعد في مكانتها ولا بريقها ولا خطها الوطني .. تبعثرت الاوراق وتشتت الجهود وغابت الحقيقة في ظل هذا الظلام الدامس الذي نعيشه واقعا مريرا يصعب علي شعبنا الاستمرار به .. 
انها المأساة التي تكتمل فصولها ومن دماء ريهام وصوتها الخافت تتعمق جراحنا ونكون امام حقيقة وواقع جديد يقرض علينا تحديد الهدف وان هدفنا الاول هو التحرر من الاحتلال واقامة دولتنا الفلسطينية .. وان ردنا علي جريمة احراق العائلة الفلسطينية تكمن في تسمكنا في حقنا واتخاذ قرارات هامة والغاء اتفاقيات اوسلو هو اضعف الايمان لنكون مع شعبنا ومع اهلنا ولنعيش الواقع لو للحظات مع انفسنا قبل ان نغرق جميعا ويبتلعنا البحر .. 

إن تلك الاحداث وهذه الجراح التي تتواصل كل يوم وتتعمق في نفوسنا تدفعنا الي مزيدا من الصمود والتكاتف والاتحاد ومزيدا من الوعي والحرص الشديد وان يكون الفلسطيني علي قدر تحمل المسؤولية في التعبير عن رفضه للاحتلال وان يعبر  عن آمال الشعب الفلسطيني كلها وطموحاته .. وان يكون جسرا  لعبور شعبنا نحو النضال لنيل حقوقه، ويتحمل مسؤوليات خطيرة ويواجه التحديات وان  يخوض معارك النضال ضد الاحتلال والظلم والاستبداد .. 

هذا هو قدرنا .. وهذا هو واجبنا وحتي لا نكون مجرد اصنام علينا اتخاذ موقف موحد وهام وان نقرر كيف نكون .. 

لقد حائت لحظة العمل ودق الواجب الوطني وحانت الفرصة لنعلن ثورتنا ونجدد انتفاضتنا الشاملة .. من اجل اقامة دولتنا وتحقيق طموح شعبنا الفلسطيني في العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .. 

اننا ندعو جماهير شعبنا لإعلان حالة المواجهة والغضب والتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين .

ان جماهيرنا ستقوم بدورها وواجبها المقدس في الدفاع عن الشعب والأرض ولن تسمح أبدا بالاستفراد باهلنا في الضفة الغربية والقدس أو اي مكان آخر ، فالمعركة واحدة والواجب واحد.

إن من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة هي حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو الذي أعلن أمس عن تمسكه بالاستيطان والمستوطنين وحمايته لهم.

أن التحريض المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وقيادته من قبل قادة المستوطنين وهم ذاتهم أقطاب في حكومة نتنياهو أدى إلى هذه النتيجة الكارثية صباح هذا اليوم.

أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية أمام اختبار حقيقي، فإما الانحياز للحق والعدل وأخذ خطوات عملية لمحاسبة هؤلاء المجرمين القتلة والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أو الانحياز للإرهاب والصمت على هذه الجرائم أو الاكتفاء بالإدانات اللفظية.


أن نضال شعب فلسطين سيثمر علي قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الاسرائيلي الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقي بوصلة فلسطين تجاه الوطن الفلسطيني مستمرة .. ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر .. لن تسقط قلاع الثورة وستستمر حتى قيام الدولة الفلسطينية واحده موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني .

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

CONVERSATION

0 comments: