مبروك قانون الطوارئ/ ماهر حبيب

مبروك علينا عودة قانون الطوارئ فهذا أحسن خبر سمعته من يوم كارثة 25 خساير والمهم التطبيق بكل شدة فمن نراهم فى ميدان التدمير ومن يقودوا الشعب إلى غياهب الفوضى لا يستحقون الحرية ولا الديموقراطية فالحرية بالنسبة لنا فوضى وقله أدب فلقد تحول السياسيين فى مرحلة ما بعد مبارك إلى مجموعة من السكارى بنشوة إسقاطه وهم كل واحد فيهم أن يمشى فى الزفة التى ستضمن له الحماية من كشف المستور ف 90% ممن يقودون العملية السياسية سياسيون يمارسون السياسة فى خلال 60 سنة مضت ومثلهم مثل كثير من المصريين أيديهم ملوثة بالفساد ولذلك يمشون فى الزفة مدعين أن أحسن من الشرف مفيش يا أه يا أه.

الفوضى التى حلت بمصر أثبتت بما لا يدع مجالا من الشك بأن مبارك كان على حق حينما مد العمل بقانون الطوارئ طوال فترة حكمه وكان مبارك على حق حينما أغلق الفرصة على هؤلاء لممارسة حقوقهم السياسية فهم مجموعة من مراهقى السياسة الذين لا يجيدون غير الظهور فى التليفزيون يتفزلكون وكلما سألوهم سؤال يكون الجواب فى الواقع وحيثما وكأنما وأى كلام مفهوش كلمة مفيدة زى المرحوم يونس شلبى ما بيجمعوش. وكان مبارك على حق حينما حرم الجماعة المحظورة من أن تتسيد المشهد السياسي وكذلك كان على حق حينا أودع السلفيين فى السجون أو على الأقل كان مخليهم حالقين دقونهم وقالعين الجلابية النص رجل إللى بيلبسوها دلوقتى.

إن كان على الفساد الموجود فى مصر فأغلب المصريين يمارسون الفساد بطريقتهم والبلد كان فيها حرامية شغالين الله ينور والباقى ناس نفسها تسرق ومش عارفه تسرق يعنى الناس كلها تقول لبعض لا تعايرنى ولا أعايرك فالهم طايلنى وطايلك فالطبيب إللى بيغش زبونه وياخد منه فلوس ما يستحقهاش فاسد والمدرس إللى ما بيراعيش ربنا فى شغله وبيشتغل بس فى الدروس الخصوصية فاسد والموظف إللى فاتح الدرج علشان الإسطباحه فاسد والمهندس إللى بيعطل الشغل لغاية المعلوم ما يندفع فاسد وإستاذ الجامعة إللى بيورث وظيفته لعياله فاسد ونفس الشيئ على الظابط والقاضى وكل وظائف التوريث حالهم من بعض مايفرقوش عن مبارك وأولاده والموظف إللى بيزوغ من شغله علشان يسوق التاكسى بتاعه فاسد وهكذا لو قعدنا نعد الوظائف حانكشف المستور وإحنا محتاجين نجيب مبارك ونجيب الناس ونكشف خطاياهم وبعدين من منكم بلا خطية فليرميه بحجر.

إذا كنا بعد سبع شهور عجاف مروا على مصر إنتهت بتوريط مصر فى أصعب المشاكل الدبلوماسية التى تواجهها كدولة محترمة ترفض العبث بمقار السفارات منعا للحرج مع العالم المتمدين والذى إستنكر الفعلة الشنعاء بالهجوم على سفارة إسرائيل فمن الخير أننا خرجنا بتلك الواقعة والدولة ممثلة فى الجيش (وليس الحكومة التى مثل الزوج أخر من يعلم أو حنفى فى فيلم إبن حميدو) قد قرر فرض أحكام الطوارئ وفرض الشدة فى التعامل وأعطى الضوء الأخضر للشرطة للعودة للعمل بكامل طاقتها بعيدا عن سياسة ضبط النفس الخايبة التى لاتنفع مع بلطجية هذا الزمن الأغبر زمن الفلتان والإنهيار زمن ضياع هيبة البلد وأمانها.

فإذا كان قانون الطوارئ ضرورة والتوريث موجود فى كل خرم فى البلد والفساد فى مصر أشهر من نار على علم وإذا كان بقاء مصر كدولة مرهونا بعودة المتطرفين لجحورهم وإذا كانت الأحزاب التى تكونت من رحم ميدان التدمير شغل عيال وعبارة عن علب كارتون لا يزيد حجم كل حزب عن حجم كارتونة الشيبسى فيبقى عملنا أيه غير إننا خربنا البلد ودهورنا الإقتصاد وبالتالى يكون التهم الموجهة لمبارك فاقده لشرعيتها بل أستطيع القول بأنه يجب محاكمة من طالبوا بمحاكمة مبارك فاللى بيته من قزاز مايحدفش الناس بالطوب