أعرف بحكم معاشرتي للكويتيين بأنهم كرماء.. يقدرون معنى العشرة ويعرفون جيداً أصحاب الفضل، لأنهم كذلك أصحاب فضل، والرئيس السابق مبارك لا شك أن له إنجازات هامة كما كانت له سلبيات خطيرة تحتاج إلى تضحيات كبيرة من سائر المصريين وكذلك إلى وقتٍ كاف يساعدنا في التخلص من أثارها وتوابعها الكثيرة، هذه من ناحية.
ومن ناحية أخرى يعد الموقف السياسي للرئيس السابق مبارك مع الشعب الكويتي وحكومته خلال احتلال نظام صدام حسين لبلاده وحتى إتمام تحرير الكويت هو موقف وطني وكان يعبر عن إرادة الشعب المصري كله على اختلاف طوائفه السياسية تجاه قضية مصيرية كانوا الكويتيون لا شك هم أصحاب الحق فيها.
ومن هنا لا أعتقد أبدا أن الشعب المصري يمنعهم حقهم في الدفاع عنه أو عن معتقدهم في وطنيته حسبما يرونه، ولكن.. الوطن الآن أمام قضية حق استباح فيها الجناة دماء شهداء المصريين في وضح النهار، وأصبح لزاماً على أولي الأمر أن ينتصروا لأسر شهدائهم والمصريين سواء ليعرفوا قتلة أبنائهم، ثم ينالوا هؤلاء حق الله في القصاص العادل منهم، هذا إذا ما أردنا أن نكون جادين في إصلاح حال بلادنا.
وفي نهاية القول لا شك في أن النيابة العامة قد وجهت اتهاماتها بناء على حيثيات وأدلة يعتقدون في صحتها ولم يصبح أمامنا الآن إلا أن ننتظر الحكم حتى آخر مراحله وحينئذ.. يكون هو ( عنوان الحقيقة )، ولأنه كذلك سوف نحترمه ويحترمه الجميع لأنه ليس من المعقول أن يرفضه أحد، ونحن نؤسس لبناء دولة سيادة القانون في هذه المرحلة.
وأخيرا.. وبما أنني مصري يعاني طوال عقود حكم النظام السابق لا أحمل أبدا حقدا شخصيا على فرد فيه، ولا أريد إلا أن يتحقق عدل الله في الجناة الحقيقيين كي يرحم الله بلادنا.
ولا أظن إلا أن نكون وجهاء ونعتذر لرئيسنا السابق إذا ما نال البراءة هو ونظامه، أو أن يلقى جزاء جرائمه إذا ما ثبتت عليه ورفاقه الإدانة.
أسأل الله العظيم أن يوفق القضاء المصري لعدلٍ يرضيه يحقن به دماء المصريين، ويشفي به صدور أمهاتٍ فقدت الأحبة وهم يدافعون عن حرية مصرهم الغالية، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
0 comments:
إرسال تعليق