قسموها وريحونا" .. أو .. "إحرقوها وخلصونا"/ مجدى نجيب وهبة

** بصراحة كدة .. الواحد فاض به الكيل وطفح .. وبصراحة كدة .. الشعب المصرى بقى عامل زى خيال المأتة الذى يوضع فى الحقل .. لا يهش ولا ينش .. وسيبونا بقى من الكلام المنمق والمزوق ، والعبارات الإنشائية التى لم تعد تجدى فى وطن سقط وضاع ، وشعب تائه وفاقد الأهلية فى تحديد مصيره .. تعالوا نشوف أخبار مصر النهاردة .. اللى تحرق الدم ..
** فى جريدة الأخبار .. خبر بالبنط الكبير ، باللون الأحمر ، فى الصفحة الرئيسية .. كارثى مش قادر أبلعه ، أو أهضمه .. سبب لى حالة قرف غير عادية .. وياريت بقى بعد قراءة هذا الخبر ، نبطل كلمة "مؤامرة" .. فكل شئ واضح ، وكفانا كتابة وحرقة دم ، فى وطن بلا دم ..
** يقول الخبر .. "الإخوان تختار اليوم مرشحها للرئاسة بين الشاطر ، ومرسى ، والكتاتنى" .. بالذمة ما أثر نشر هذا الخبر فى جريدة ، المفروض أنها رسمية .. بالتأكيد بعد الخبر ده ، البورصة سقطت أكثر ما هى ساقطة .. السياحة إتنيلت بستين نيلة أكثر ما هى متنيله .. الناس اللى بتقول إحنا قمنا بثورة فى 25 يناير .. بيسألوا نفسهم .. هى كانت ثورة ، ولا إنقلاب .. ولا إخوان ، ولا فوضى .. السفارات الأجنبية حذرت رعاياها من السفر إلى مصر .. فرحة عارمة فى حماس ، والعراق ، والصومال ، وأفغانستان ، وإيران ، وليبيا ، واليمن ، وقطر .. أما الأقباط فقد أصابتهم وكسة أكثر من وكستهم وخيبتهم ..
** بصراحة كدة .. أنا صعبان علىّ الأقباط فى مصر .. لكن هاعمل إيه .. ياما حذرت ، وياما كتبت ، وياما نبهت .. وكنت أتلقى البذاءات والسباب والإتهامات من بعض من يدعون إنهم نشطاء ، ومفكرين سياسيين ، أو نشطاء حقوقيين .. المهم أن لا يلوم الأقباط غير أنفسهم ، بعد أن خدعوا أنفسهم ، وخدعوا كل المحيطين بهم ، وهرولوا وراء الإخوان ، والتنظيمات السرية فى ميدان "نكبة مصر" – التحرير سابقا - ، لتهل علينا الصحف والإعلام بصور للأقباط وهم يحرسون المسلمين فى صلاتهم .. أو العكس .. وتساءلنا بيحرسوهم من مين .. قالوا أصلهم بيحرسوهم من البلطجية بتوع "مبارك" .. جاتكم ستين وكسة .. خلاص الصلاة زنقت عليهم قوى ، عشان يمثلوا هذا الفيلم الهندى الساقط كل يوم ... وإحنا فرحانين قوى ، وأمريكا عمالة تشيد بالديمقراطية ، والإخوة المسيحيين بتوع جماعة حقوق الإنسان عمالين يشيدوا بالتحول الديمقراطى والربيع العربى ...
** بل إنه ظهر تيار إخوانى مسيحى ، كانوا على إستعداد للإشتباك معك لمجرد إنك حاولت أن تناقشهم .. والنتيجة خبر صفحة أولى بأخبار 27 مارس 2012 .. وكأنه أصبح أمر واقع .. عليك أن تختار بين "الشاطر" ، و"مرسى" ، و"الكتاتنى" ..
** طبعا هذا الخبر وعنوانه .. للى مش فاهمين .. لن يكتب بهذا الشكل ، أو هذه الكيفية إن لم يكن هناك شبه إتفاق بين المجلس العسكرى والإخوان والأخبار ..
** وأسفل الخبر ، صورة للإخوانى "محمد البلتاجى" ، وهو يبدو حزين ومكتئب ، ويصرح "أنا ضد تقديم مرشح للإخوان ، ومن الظلم للوطن تحمل فصيل واحد كل السلطات" ... ياحرام ، الراجل كتر ألف خيره .. صعبان عليه تحمل جماعة الإخوان المسلمين كل السلطات !!! .. بعد أن فوضهم مجموعة الجهلاء ...
** أما على الجانب الأخر من الصفحة .. فصورة لمرشح الرئاسة "عمرو موسى" ، ويبدو أنه مازال يعيش فى وهم أحلام الرئاسة ، ويقول "أتوقع أزمة بين المجلس العسكرى والإخوان .. الدستور سيسقط ما لم يحدث توافق" .. لا ياسيدى إطمن ، لا وجود خلافات ولا يحزنون .. وهى كلها تمثيليات وأفلام هندية ، ومصر إتقسمت خلاص ، والحاضر يعلن الغايب .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
** أما الصورة الأخرى فهى للفريق "أحمد شفيق" .. المرشح المحتمل الأخر ، وهو يصرح "لن نجد الرغيف إذا إستمر التهريج الحالى!!!" .. ياعم شفيق .. إنت راجل عسكرى ومحترم وتقدر ظروف هذا الوطن ، وتحمل فوق كتفيك إسم مصر ، وفاهم الضبط والربط معناه إيه فى العسكرية .. وإحنا منذ 28 يناير ، والبلد سداح مداح ، تسبح فوق بركان من الفوضى ، والنهب ، والسلب ، والتخريب ، والدنيا سايبة .. وكل اللى نفسه فى حاجة بيعملها .. ومصر بقت خرابة كبيرة إنتشرت فيها رائحة العفونة .. ونصيحتى لك ياسيادة الفريق ، تشوفلنا حتة أرض بعيدة عن هذا الجو الفاسد ، ونطلق عليها مصر الطاهرة الشريفة .. حتى ولو فى جنوب سيناء .. وندعو كل من هو راغب للإنضمام لمصر الجديدة أن يأتى معنا بشرط أن يحمل الجنسية المصرية ، أو من يكون مغتربا ويرغب أن يعود إلى مصر الشريفة ، أن يشرفنا ، وأنا سأكون أول الموافقين .. نعم .. هيا بنا إلى مصر الطاهرة ، لنشم هواء نقى ، ونسمات الحرية ، وطعم العدالة .... وهى دعوة عامة إلى كل العقلاء فى مصر .. وربنا يريحنا من هذه الأشكال ..
** وتتوالى الأخبار التى تحرق الدم .. لننتقل إلى جريدة أخرى "المصرى اليوم" .. أهم ما فيها خبر يقول "الجماعة ترفض تهديدات العسكرى ، وبديع : لا بد من إقالة الحكومة فورا" .. وإستمرارا لأخبار حرقة الدم خبر أخر "شورى الإخوان يحسم أزمة مرشح الرئاسة اليوم ، ومصادر : الإختيار بين الشاطر ومرسى" ...
** أما الوكسة السودا فى الصفحة الثالثة ، خبر بالبنط الكبير .. "دستور الحرية والعدالة : النظام "رئاسى برلمانى" ، ومفوضيه للإشراف على كل الإنتخابات" .. "النور يتمسك بكلمة "مدنية" فى الدستور" ..
** أما الأخبار المفرحة .. "إضراب النقل العام ، ينعش سوق الميكروباصات ، و3 ملايين راكب فى المترو ، لأول مرة فى تاريخه" ، ولم يفدنا الخبر ويقول لنا ، هل إنتعش سوق السياحة .. وهل إرتفعت أسهم البورصة ، وحققت أرباح بعد إنتعاش سوق الميكروباصات ؟!!!!! ...
** أما الأخ "عمرو حمزاوى" .. فهو دائما يجيد إنتقاء العبارات الفضفاضة ، فقد أعلن عن إنسحابه من الجمعية التأسيسية للدستور ، لرفضه تشكيل الجمعية على نحو يغلِّب معيار الولاء على معيار الكفاءة .. وأضاف "حمزاوى" أن إنسحابه جاء بسبب رفضه لتهميش المرأة والشباب والأقباط فى الجمعية .. طيب ياأخ "حمزاوى" .. المرأة وعرفناها والشباب ، وينقصهم الخبرة ..
** أما الأقباط بقوا سبوبة ، لكل من يريد أن يجاهر بوطنيته .. ياعم إصحى وفوقوا بقى ، وكفاية الهبل اللى إنتوا عمالين تتكلموا فيه .. الأقباط دول أساسا أصحاب البلد ، ولم يأتوا من الجزيرة العربية ، ولكن الأقباط هم الذين أضاعوا حقوقهم ، عندما ظهر بينهم أصحاب المصالح والبيزنس ، وأصدقاء 25 يناير .. وإنضموا للأحزاب التخريبية .. ولم يجنوا من وراء شرذمتهم إلا تعاطف أصحاب المعالى من بعض الكتاب والمفكرين ، عندما يشيدون بالأقباط ويبكون عليهم ، بينما تستضيفهم بعض القنوات المسيحية ، ونحن نصفق لهم ، وكان بالأجدر للأقباط أن يتحدوا على فكر رجل واحد .. لنبذ كل الثعالب والخبثاء الذين باعوا الأقباط وخانوهم ، وأسقطوهم ، وقبضوا الثمن .. وهم كثيرين لا أريد أن أفصح عن أسمائهم ، فهم يعرفون أنفسهم جيدا .. وكيف أصبحوا أصحاب سيارات ، وشقق تمليك ، ومدمنى مؤتمرات بالخارج ، ومصالح وبيزنس ...
** أما فى الصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار .. فسوف أقتبس بعض كلمات لمقال الأستاذ "جلال دويدار" .. الذى يتفق معى فى كل ما أكتبه .. ففى عموده اليومى "خواطر" .. مقال بعنوان "مرحلية الإستيلاء على حكم مصر .. تمهيد الطريق أمام الإخوان" ..
** يقول الكاتب .. "إختار المجلس الأعلى للقوات المسلحة – وليس الجيش – أن يكون فى موقف المتفرج المتواطئ ، مع توجهات جماعة الإخوان المسلمين دون أى إعتبار للنتائج المدمرة التى يمكن أن تلحق بالوطن ومستقبله ، ثم تبنى هذه الإستراتيجية المتعمدة بعد سقوط النظام السابق" ..
** ويواصل .. "إستندت هذه الخطة على برنامج ممنهج لإقصاء كل التيارات الوطنية الأخرى " .. "كان ذلك واضحا تماما فى السكوت على دور الإخوان فى مهاجمة السجون ، والإفراج عن مسجونى حماس ، وحزب الله ، وتهريبهم إلى بيروت وغزة .. جرى ذلك فى الوقت الذى إسندت للجيش مسئولية إدارة شئون البلاد ، وحفظ الأمن بعد إنهيار الشرطة بفعل فاعل" ..
** ويضيف .. "توالت المبادرات الودودة تجاه الجماعة ، بإطلاق سراح المحبوسين على ذمة التحقيقات ، والعفو عن المتهمين فى قضايا جنائية ، والمتورطين فى إغتيال رئيس مصر الراحل "أنور السادات" .. وشارك الإعلام للأسف الشديد ، عملا بمبدأ "السير فى الجنازات حتى يشبع فيها لطما"" ...
** ويضيف أيضا .. "إن ما شهدته مصر من أخطاء متعمدة ، أو غير متعمدة لتحقيق مصالح تيار بعينه ، لا بد وأن يفتح شهيته إلى المزيد من التنازلات والمكاسب .. هذا يتمثل حاليا فى محاولة تمرد الجماعة على المجلس العسكرى ، والتهجم عليه .. واللى يلاقى دلع ومايدلعش يبقى ... " ..
** ويختتم الأستاذ العظيم "جلال دويدار" مقاله ، بقوله .. "إنه ليس مقبولا بأى حال ، أن يصبح مستقبل مصر بتاريخها وعراقتها ومقدرات شعبها ، مرهونا بمخططات جماعة ، أو تيار مهما كانت فتنة المظاهر الخداعة ، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون" ...
** هذا بعض ما كتبه الأستاذ "جلال دويدار" .. ليتفق مع كل مقالاتنا ، بعد ما كتبت مقالا بالأمس بعنوان "الفيلم الهندى : "الهاوية" .. بين "المجلس العسكرى" .. و"الإخوان"" .. وهو ما يؤكد ما سبق أن نشرناه .. وتساءلنا عنه .. أين إختفت ملفات الذين قبضوا عليهم فى أحداث 28 يناير .. أين إختفوا الذين قبض عليهم فى عمارة "البغل" فى السيدة زينب ، وضبط معهم أسلحة نارية ، ونظارات ميدانية تصل مداها من السيدة زينب إلى التحرير وباب اللوق .. أين إختفوا هؤلاء ؟!! .. ما هى حقيقة موقعة "الجمل" ؟!! .. وأين إختفوا الذى قيل عنهم إنهم إقتحموا الميدان لقتل المتظاهرين؟!! .. أين إختفوا الذين تم القبض عليهم أعلى العقارات والمبانى بميدان التحرير ، والذين ألقوا زجاجات المولوتوف منذ عصر 28 يناير على المتظاهرين بميدان التحرير ، وقد شاهدنا ذلك جميعا عبر شاشات التليفزيون ؟!! .. أين الذين قبض عليهم فى أحد مراكز حقوق الإنسان ، وهم أكثر من 30 فلسطينى كان بحوزتهم جراكن بنزين ، وأكثر من 50 مليون دولار ؟!!! .. وهذا الخبر ليس من فكرى ، ولكنه نشر بجميع الصحف فى ذلك الوقت ... أين العناصر التى تم ضبطها بميدان التحرير ، من قبل اللجان الشعبية ، وهى عناصر أجنبية كانت تقوم بتوزيع المنشورات ؟!!! ... أين هؤلاء الذين يعدون زجاجات المولوتوف ، وكانوا متواجدين فى قلب ميدان التحرير ، وسلطت عليهم كاميرات التليفزيون ، وكان أحدهم يرتدى كوفية فلسطينية ، ويستخدمون قماشة خضراء فى تعبئة زجاجات المولوتوف؟ !!! .. من الذين إقتحموا جهاز أمن الدولة ، وقاموا بسرقته ، وحرق جميع ملفاته ، لإخفاء كل جرائم الإخوان ، ونشر على جميع وسائل الإعلام ، وفى الصحف بالكذب وبالخديعة والتضليل أن هؤلاء ثوار ، قاموا بإقتحام هذه المبانى للحصول على هذه الملفات قبل أن تقع فى أيدى ضباط أمن الدولة لحرقها ، وبالقطع كان هذا لتضليل الرأى العام؟!!! ... وقد شاهدنا فى أحد مبانى الإقتحام شاب يرتدى كوفية فلسطينية ، ويحمل سلاح كان يستعرضه أمام الكاميرا؟!!!! .... ثم كان لنا تساؤل نعيده الأن .. من كان يقود الحملة الإعلامية بجميع القنوات التليفزيونية بالتضليل ، والتعمد ، التى أرادت أن تسقط مصر ، وأن تمهد لحكم الإخوان ، وأن تهيل التراب على كل من يتهم بأنه ينتمى إلى نظام مصر السابق ؟!!! .. وأسئلة كثيرة ، وكثيرة .. إختفت جميع ملفاتها .. وهو ما يؤكد ، وما كتبناه ، أن هناك عناصر تنظيم من حماس – الذراع العسكرى للإخوان المسلمين ، وراء جريمة إقتحام السجون ، والأقسام ، وقتل المتظاهرين ، وقتل الضباط ، وإحداث فوضى فى البلاد ..
** أما الكارثة التى إكتشفناها أخيرا .. هو تواطؤ المجلس العسكرى ، والإخوان .. وهو ما يدعونى إلى الدعوة لتقسيم مصر الأن .. أو إحراقها .. وكفانا ضحك على المواطنين ؟!!!!!!!!!!!
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: