الدرس لم يصل إلي مقاومي الكراسي/ سامي الأخرس

إن الهجمة الأخيرة على غزة والتي استهدفت الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد "زهير القيسي" والأسير المحرر "محمود حنني" أكدت على العديد من المتجهات الإيمانية بقناعة شعبنا الفلسطيني الذي يمكن له التنازل عن كل شيء إلا كرامته، ودماء أبنائه، وهو ما أثبت عكس تصريحات العديد من رواد السياسة بأن الشعب الفلسطيني وعلى وجه الخصوص في غزة ليس بحاجة إلي مواجهة جديدة مع المُحتل، وإن ظروفه القاسية لا تتطلب خوض جولة جديدة من المواجهة، وهي النغمة التي بدت تسود منذ عام 2005م على وجه العموم، ومنذ عام 2008م على وجه الخصوص أي بعد حرب غزة.
إن ما أفرزته المواجهة الأخيرة بين فصائل الفعل الوطني التي شاركت بحياء في المواجهة، وتركت حركة الجهاد الإسلامي وحيدة في أرض المعركة، وامتناع حركة حماس من المشاركة الفاعلة، قد أوضح بشكل قاطع أن الشعب الفلسطيني عامة، وأهل غزة خاصة يعضون على جراحهم من أجل كرامتهم، وإنهم يتنازلوا عن كل شئ من رفاهية الحياة ورغدها- التي لم يعيشوها- إلَّا الكرامة فهي القوت الأخير الذي لهم، والذي تبقى لهم في هذا العالم الصامت من حولهم، وهو ما اتضح من خلال الشعبية والجماهيرية التي اكتسبتها حركة الجهاد الإسلامي في أعقاب المواجهة الأخيرة مع العدو، والتراجع الكبير الذي أثر على باقي الفصائل الأخرى وعلى وجه الخصوص حركة حماس التي لم تجد ما يبرر صمتها الأخير على العدوان ضد غزة، إلَّا بتهديد العدو بعدم المراهنة على صبرهم، وهنا الصبر أو التهديد بعدم الرهان على الصبر لغة مطاطية تبريرية، وتخديرية للشعب الفلسطيني ولعناصر حماس الذين يعضون على بنانهم غيظاً من هذا العدو الذي يستغل وجودهم في السلطة وقيودها، وعدم قدرتهم على الإستنفار للدفاع وحماية أبناء شعبنا في غزة، فإن هددت حماس العدو بعدم المراهنة على صبرهم، فإنني أُحذر حركة حماس بعدم المراهنة على صبر أبنائها وهم يكظمون لهذا العدو قهرًا، دون القدرة على الحركة، وجل صقور حماس لن يرضخوا أكثر لسحب قاعدتهم الشعبية ومنجزاتهم التي تحققت بالدم من تحت أقدامهم لأجل سلطة وهمية، محاصرة، ومقيدة، وهذا أيضًا ينطبق على باقي الفصائل الأخرى التي تضع نفسها على قائمة الممالك الحزبية، فلا يمكن لشعبنا قبول أشخاص يريدون على الرأس تاج وبالكرش دجاج، فشعبنا يدرك فعلاً متى يحاسب ومتى يعاقب، وذاكرته لازالت حية تختزن كل شئ، وعلى الجميع الإستفادة مما حدث في الانتخابات الأخيرة والتعلم من الدرس.
إن الحقائق الفعلية التي أفرزتها المواجهة الأخيرة في غزة بين العدو الصهيوني وحركة الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين تؤكد على التالي:
1. سقوط كل الشعارات التي يطرحها المتسلقون والانتهازيون بأن شعبنا الفلسطيني عامة، وأهل غزة يمكن لهم التنازل عن كرامتهم مهما بلغ بهم الألم مبلغاً.
2. إن شعبنا الفلسطيني يقف ويساند قواه المقاومة الحية والفاعلة وهو ما أثبته بالالتفاف حول حركة الجهاد الإسلامي وقفزها لصدارة القوى الفلسطينية شعبياً وجماهيرياً.
3. إن ذاكرة شعبنا الفلسطيني لا تروض بالشعارات والتصريحات والمؤتمرات، وهو ما يجب أن يدركه ويتقنه الفصائل الفلسطينية، وإدراك أن من يريد الجماهير عليه العمل على الأرض وليس خلف الميكروفونات والكاميرات.
4. إن هذا العدو لا يحتاج لمبررات للإغالة في الجسد الفلسطيني قتل واغتيال وتدمير، وان حالة اللاسلم واللاحرب التي ينتهجها ما هي سوى خديعة يتلاعب بها بفصائلنا التي يستخدم معها قطعة الجبن لإيقاعها في فخ الفئران والجرذان وانه لا يصمد في أي مواجهة حقيقية رغم موازين القوى لصالحه، ولكن هذه الموازين تتساقط مع هشاشة جبهته الداخلية، وعدم قدرته على الصمود عندما يتم ضرب عمقه الجغرافي.
بناءً عليه إن الدروس والعبر من المواجهة الأخيرة كثيرة وعديدة، وتحتاج لقراءات عميقة من الفصائل والقوى الفلسطينية وعلى وجه الخصوص (حركة فتح، حركة حماس، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)

CONVERSATION

0 comments: