ـ غياب
...على رصيف الدموع ،التي تنتظر عودة الروح، إلى من يحمل رائحة الأشياء الهاربة عند صور معلقة ،في حائط الزمن ،تغيرت ملامحه القديمة في مسحة ابتسامة خجولة ، تبحث عن مواطن الفرح ، واضطراب القلب حين يعاني وحشة أسطورية المداخن ، يدق الخوف باب الجزر الخرافية ؛ التي تعيش فطرتها الأولى فرمت عذرية الملابس العذبة فوق سرير الولادة ، ولا يمكن وضعها في تركيبة الأحلام ، التي تنتابها وحشة الغروب الطالع من حرقة الإنتظار . و من يملك حق العودة إلى الديار ، و الأفق المسدود لإثبات ضعف الذات أمام رغبة الإنصياع لأشكال الصمود ، وتفضح الدموع الغارقة في لهفة السؤال المبحوح : متى تعود ؟، أسأل نفسي ،ذاك السؤال ،يعود تردد الصدى من جديد ، و أراقب المدى ، أرى قراصنة البحر ترمي شباكها القاتمة على سفن هاربة من جحيم المواجهة ؛ أشم فيك رائحة العائدين إلى أوطانهم جاثمين ، و الفرحة تلبس ثوب عروس لإعلان الحداد على مداخل المدن المجروحة بملح الغياب ، تزرع الآهات قرب شواطئ ملغومة بالصرخات ... تجف العيون في مراكب صيد قديمة من أثر السهاد و العناد ، و من أجل دهشة الحضور الغائب في التلاشي و الصور العالقة في صرخة الجدار الصامت خلف الحصار ...
ـ عتاب
عتاب صغير يقف على بابك ، تخجل من مسمع الجرس ، يرن خفقان الفؤاد عندما لا يقوى ركوب الأخطار في مغازلة العيون النائمة في صفاء الروح ، تجد الكلمات فرصتها السانحة في البوح و البكاء ، تمزج الإبتسامة خليط حزن يترامى في مشهد اللقاء ، أعذريني بكل حواسك الخمسة ، و لا تخاصمي برودتي الزائدة في تقابل الشمس و القمر على هضبة ليل موقن بالعذاب و الفرص النادرة في كل مشهد يحاول أن يجمع فراشة الإنعتاق ، وزهرة الياسمين ,سرعان ما يذبل صوتها في طول الإنتظارالمرتقب بكل المشاعر المتداخلة ,في زحمة الأسئلة المحرجة ،عندما تصارحها بحقيقة الأوراق المختزلة في ذاكرة الهروب المفتعل ، عند اختلاق الأعذار ، كلما سنحت لحظة المغادرة مهبط الحرج ...ينزف الوقت ساعة نبض يحدد مشاهد الرؤية ، في كتابة رسائل الإعتذار ،ومهما كانت الصورة المعلقة في جفون من يخاف لمس رموش احساس يحمله جناح طائر حزين ,فوق غصن ريح تقلب توازن الظل تحت شجر الصفصاف .تستحيل تغريدة مستوردة على صرخة الإدعاء...تزامن الوقت ،وقت الظهيرة ،ما زالت الإبل في الحظيرة . فهل تخرج ليلى تمسح دموع عنتررة ،برذاذ سيل سيف مسنن الأضلاع ؟ وهل تعود الجرأة إلى سابق عهدها حد القتل ...؟،
ـ كتاب
كتاب ألفته الأيام ،ورسمت حدوده العبارات . إلى الذين دخلوا سجون الغياب ، وأقلام تصارع الموت بين طيات الورق المتعفن فوق رفوف الذكريات ، تسبح الطفيليات في عصارة فكر يغرق في رطوبة الهواء ، و الظلال الباهثة تحت سراديب الإقصاء لرائحة الورق القديم المشبع بآهات الألم الأزلي ، تنهار الكلمات على الذين عذبوا على إيقاع السياط ، وكراسي الإعتراف ، وظلت خطوط المداد تشخص تفاصيل الإعتقال ، ونفي العقول إلى تخوم القفار ؛ عذرا يا صاحبي ، هل قرأت الفصل الأخير من مسرحية طروادة ؟ أم أنك شهدت زمن إحراق المعرفة... تقف الأفكار شامخة عند حافة بحر يقصي شطوط الرحيل قرب المنزلق الأخير ، وتشتد المعارك الكلامية على صفيح خطابات طائشة ، و النميمة الصاعدة من دخان المقاهي التافهة ، ورونق البوح عند مؤانسة الغريب لشهقة الإنتظار ، و يعود المديح الساقط على أزقة الشتاء الطويل ، أحمل قراءتي الأولى في محفظة تراكم الأوزان ، وأمسح بالبياض حروف خجولة على لوحة داكنة السواد ، وأمسح وجهي بإختلاط الألوان... أحاول أن أتذكر كل شيء في الجولة الثانية حيث ترفع الألواح أمام صخب الأمكنة ، ورعشة الأصابع في تدقيق الحروف خوفا من أشكال العقاب ، وأوشكت على فتح كتابي الأخير ، لكي أسمع صوتي في صمت المعاني القادمة من قناة فضائية مأجورة تحتفل بتنحي الظلم في الكواليس المكشوفة ، ولا تستطيع الإقتراب من صانع القرار الجائر في الصور المحذوفة...
ـ سراب مر العمر سريعا دون أن تدري النفس بأرض ستموت ٬إنها ساعة النزول قد أوشكت على النهاية ٬ وعقارب الوقت تتسارع في تجاه زوال محتوم على فراش الموت ٬ لكنك تحاول أن تعيش حياتك على طريقتك الخاصة ، تقاوم انفعالات الذات ، ورغباتها المجنونة تكبح جماحها ، تريد السيطرة على ما بداخله من أحلام ، وآفاق واسعة للتأمل و التمني ، تعاود التفكير في ما حولك من أصغر شيء إلى آخر إهتماماتك اليومية في زحمة الحياة المتلاطمة كأمواج بحر هائج ، يرفض هدنة مؤقتة مع وجود عواصف شاحبة في تكرار المواسم المتكررة ، دون فصل يحميها من رياح الإنقلابات الخاسرة ، كلما حلت حكومة جديدة ؛ يتكرر المشهد في الإنتخابات المقبلة ، و تستنسخ النتائج حسب التوصيف نفسه إبان عشرين سنة الماضية ، والمكاشفة الخبيثة أمام شاشة كبيرة تعكس مدى صدق النوايا في إختلاط الأخطاء الموغلة في تراسبات الأشلاء ، التي تشكل صناعة نفسها قرب حاضر يطمح لشيء آخر خارج دائرة الأجوبة الجاهزة ؛ قبل أن تطرح أسئلتك الحرجة إلى من يقطعون الكعكة نصفين واحدة للغرب والأخرى لأمريكا ، وما تبقى من فتات تلتقطه فراشات الحلم العربي على حدود العدو ؛ يكفينا حراسة أسيادنا على غيرنا في طابور الخائنين لدم
عربي يقطر من كل عين تنتمي إلى هذا الوطن الكبير ٠٠٠
عربي يقطر من كل عين تنتمي إلى هذا الوطن الكبير ٠٠٠
نقاب -
تناهى إلى مسمعي صوت خلخال ، يدق أرض الأنوثة ، ويثير فضول الرغبة العالقة في ثوب أغلقته عيون المتربصين قرب شواطئ الإنتظار، لاشيء يبدو واضحا في ليل السواد الفاتن ; يتحرك في دجى الإدعاءات المشحونة بحمل الحجاب عن وجه من تتزين بعطر أنوثتها الأولى ; في ممرات الخارجين عن قواعد العرف ، ومسالك الحيرة ، وفتح آفاق السؤال الرحب والفضفاض حتى أبعد الحدود ; يشتد غيظ صاحبي ،كي يعرف من تمشي داخل هذه الملحمية المثيرة الجدل في العواصم الغربية ، لأن العري سوق المشاهدة المجانية دون حرج الشاهد والمشهود . يسألني بلهفة من تكون ؟ يلح في السؤال ; وهي ترمقه بكحل عينبها الجارحتين لجدار قلب لا يقوى على النبض السريع ، ومعانقة الإحساس المنفلت من دهشة المغازلة المبطنة بإكتشاف تقاطيع الفتنة الهاربة خلف احتكاك ثوبها بمنزلقات الإعتراف الأخير ، وفضح تداعيات جسد يحرس نفسه من الكلام المباح قبل صياح الديك ، وتشتعل الشموع في أقداح السهر الطويل في أدغال الكثمان ، وصراخ القلوب المتعطشة لندى ربيع يعالج الصمت بالكلام . أقف حائلا بين وقوع الخطيئة الأولى ،وغريزة التكاثر في أرض لم تعد تنجب فحولة البقاء...
0 comments:
إرسال تعليق