إلي الرئيس مبارك: ولا يوم من أيامك يا ريس/ سلوي أحمد‏

خرجت الجماهير يوم الخامس والعشرين من يناير منساقة خلف الدعوات المنادية بالعيش والحرية والعدالة   الاجتماعية وفي الايام الاولي لم يكن هناك شعار الشعب يريد اسقاط النظام بل كان الشعار -عايز اعمل يا كبير - وسرعان ما تطورت الاوضاع فبدأنا نستمع الي شعار الشعب يريد اسقاط النظام وتحول الكبير الي خائن وعميل ومنذ تلك اللحظات بدأ التزييف وقلب الحقائق وتغيير التاريخ .

      ما بين ليلة وضحاها تحول كل رموز الوطن الي لصوص وجناه وكل من يؤيدهم الي فلول وعملاء وتحولت فترة حكم الرئيس مبارك إلي فترة بلا انجازات واختصرت سنوات حكمه في مقوله ثلاثين سنة فساد وعرفنا ولاول مرة ان مصر دولة من اغني الدول ولكنها منهوبة الخيرات ممن حكموها وتولوا امورها ووعد الشعب  بالحياة الافضل والمستقبل المشرق .

    ومرت  الايام والشعب ينتظر الحياة الوردية التي رسمت له ولكن ما حدث خالف امنياته والوعود التي وعد بها فتحولت حياته الهادئة الامنه الي حياة يملؤها الخوف بعد ان انهارت الشرطة التي صورتها الاحداث علي انها العدو الاكبر للشعب المصري فوصل به الامر الي  ان يفرح بمقتل افرادها ويقتحم مقراتها ويرفع علامة النصر عند تمكنه من الاعتداء عليها انهارت الشرطة  و دب الخوف في القلوب وانتشرق حوداث القتل والسرقة وانتهاك الاعراض .

    مرت الايام وبدأت كثير من القطاعات في التوقف عن العمل فاغلق العديد من المصانع وشرد العديد من العمال وازاردات المعاناة وازادات الاحوال سوءا يوم بعد الاخر كل هذا ومازال الشعب ينتظر ويصبر نفسه ويستمع الي تلك الوعود وتلك الكلمات من تلك الحناجر التي اتخذت من الاعلام منابر تسب وتلعن في ايام الرئيس مبارك وعصره وتمني الجماهير بالحياة الوردية والمستقبل المشرق بعد ان قضوا علي هذا النظام الفاسد العميل.

   ظل الشعب يتحمل معتقدا ان الانتخابات الرئاسية واختيار رئيس للبلاد هي نهاية هذه المعاناة وبداية الحياة التي وعد بها ولكن للاسف خدع الشعب للمرة الثانية فقد جاء الرئيس ومعه مزيد من الازمات ومزيد من المعاناة لهذا الشعب فبدلا من ان يقدم له حياة افضل من تلك التي كان يعيشها في العهد البائد وجدناه يطالبهم بالتخلي عن المزايا التي كان يتمتعون بها .

    فها هي الكهرباء في انقطاع دائم وبدلا من ان يجد الرئيس حلا للمشكلة التي لم يكن يعاني منها الشعب في النظام البائد وجدناه يطالبهم بترشيد الاستهلاك فدعاهم الي استخدام مروحة الخوص بديلا عن المروحة الكهربائية والتكييف  والقلة بديلا عن الثلاجة وكانت هذه هي الحلول التي طرحها الرئيس للمشكلة ولكنه نسي ان المروحة الخوص والقلة لن تنقذ حياة اطفال الانابيب عند انقطاع الكهرباء ولن تنقذ المريض الذي تجري له عملية جراحية فراينا وفاة العديد من الاطفال في الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء .

    ولم يتوقف الامر عند الكهرباء بل المياه ايضا بدات في الانقطاع بشكل متكرر والحل ايضا عند الرئيس هو ترشيد الاستهلاك ورغم تلك الحلول العبقرية من الرئيس الا ان الشعب التمس له العذر لحين تشكيل حكومة جديدة الي ان جاءت حكومة قنديل وجاء حلها لمشكلة انقطاع التيار الكهربي بارتداء الملابس القطنية والجلوس في غرفة واحدة لترشيد الاستهلاك في الوقت الذي اعلن فيه ان امداد عزة بالكهرباء  ليس  له تاثير علي المشكلة التي يعاني منها الشعب المصري .

     لم يتوفق الامر عند الكهرباء والماء فوجدنا مشكلة القمامة وكان الحل العبقري من الرئيس ايضا حملة وطن نظيف تلك الحملة التي يتولي فيها الشعب تنظيف وطنه ونسي ان المشكلة اكبر من هذا وانها تحتاج الي جهد حكومي يبذل للقضاء عليه ولانه نسي ذلك ظلت مشكلة القمامة قائمة دون ان يجد لها حلا .

      في ظل هذاه المعانة للشعب راينا الرئيس المنتخب وهو يلتقي بهنية ويبحث المشكلة الفلسطنية وحل مشكلة قطاع عزة فامر بفتح المعابر التي كان ضحيتهااستشهاد جنود حرس الحدود برفح عندما تم الهجوم عليهم اثناء تناول الافطار في وقت المغرب فقتل سبعة عشر جنديا واصيب اخرون  في مشهد لن تنساه العين ولن يغيب عن الذاكرة هذا المشهد الذي افترشت فيه الرمال بجثث الجنود وغطتها دماؤهم الذكية هؤلاء الجنود الذين قتلهم المؤامرة الدنيئة  والقرارات الخاطئة .
      لم يكتف الرئيس بذلك فترك الشعب لمعاناته وراح يصدر قرار العفو الرئاسي عن اناس حكم علي بعضهم بالمؤبد والاخر بالاعدام لضلوعهم في جرائم قتل واغتيال ولم يكتف بذلك فراح يمنح نفسه كل النياشين والاوسمة ولا ادري علي اي شئ هل لانه نجح في حل ابسط المشكلات وهي الماء والكهرباء؟!!!1 ام لانه اعاد الامن الي الشارع المصري ؟!!!!ام لقرارتها الصائبة التي راح ضحيتها سبعة عشر جنديا من ابناء الوطن؟!!!!!!!!!

   بعد كل هذا ولا ادري ماذا ينتظر الشعب ليعرف ان احداث الخامس والعشرين من يناير كانت نكسة وليست ثورة ؟ لا ادري متي يعرف الشعب ان حكم مصر لم يكن بالامر الهين وان ما كان يتحملة الرئيس مبارك يفوق طاقات البشر؟ متي يعود الشعب الي عقله ليعرف ان كل ما حدث وما قيل من محاولات التشويه والتزييف لا اساس له من الصحة ؟

       ان ما تعاني منه مصر الان يجعلنا نقولها بكل ثقة ولا يوم من ايامك يا ريس تلك الايام التي عاشت فيها مصر امنه مستقرة تحت قيادة حكيمة لا تنطق بكلمة قبل ان تكون علي تقة ويقين بما تقول وما تفعل  ان ما نعيشه اليوم يجعلنا ندرك قيمة الرئيس مبارك  فمتي نقدر هذا الرجل ومتي نتعرف بفضله ؟متي ندرك ان مبارك اشرف من كل من اهانه وسبه وان مصر مبارك كانت الافضل مما نعيشه اليوم واننا بايديا حولنا حياتنا الي مزيد من المعاناة واليأس الي مزيد من الغموض والمستقبل المجهول الذي لا يعلمه الا الله ؟
 

CONVERSATION

0 comments: