سباق بين إعلان لبنان دولة فاشلة والاستيلاء على هذا اللبنان/ لاحظ س حداد


حزب الله يحضِّر الساحة جنوبيا وعون يستكمل تقويض الدولة في الداخل!

1) الاعتداء الأخير على قوات الأمم المتحدة إشارة متقدمة لنوايا حزب الله في دفع هذه القوات إلى التخلي عن دورها وترك مهمتها في تنفيذ القرار رقم 1701 والعودة إلى بلادها..
ونتساءل: هل في إخلاء جنوب لبنان من قوات الأمم المتحدة يخدم لبنان ويحمي حدوده أم أنه سيُعيد قوات المقاومة الإسلامية إليه ومعها بالطبع "جحافل العائدين" ستقوم بهذه الحماية، أم أن الأمر لا يعدو كونه تحويل الأنظار عما يجري في "القطر" السوري؟ في كلتا الحالتين سيكون مبرراً هاماً أمام الأمم المتحدة لإعلان لبنان دولة فاشلة!

2) استفزاز وزير تكتل الاصلاح والتغيير وتحريك موضوع شبكة الاتصالات الثالثة في هذا الوقت بالذات الذي إن دل على شيء فهو استكمال خطوات زعيم الرابية ( واجهة حزب الله السياسية ) في تقويض مؤسسات الدولة، بعد استمرار تعطيله تشكيل حكومة العهد الثانية، ومثابرته على التهجّم على رئيس الجهورية ومعه الرئيس المكلّف، كل هذه المؤشرات تؤكد الشك بيقين العلم أن وزير الاصلاح والتغيير كان يحضّر لتفكيك أجهزة هذه شبكة الاتصالات وتسليم مخزوناتها إلى حزب الله، بما فيها "الداتا" المطلوبة من شعبة المعلومات عن تحركات الخاطفين المخطوفين من أستونيا..

3) كل هذه التحركات المشبوهة تشير بوضوح ليس بعده أن السباق بين إعلان لبنان دولة فاشلة والاستيلاء على هذا اللبنان واستبدال نظامه الديمقراطي بنظام شمولي دكتاتوري يبدأ بِ" تحت الزنار" وينتهي بِ " فك الرقاب"..
ما يشجّع على هذا اليقين أن هذا السباق واقعي بين هاتين الحالتين، أثبته الشعب السوري بتنقيس غضبه يوم جمعة "حماة الديار" بتمزيقه صور حسن نصرالله بعد تأكيد اتهام حزبه والإيرانيين بالاعتداء على وقتل المتظاهرين في مدن سوريا، خاصة بعد خطاب نصرالله الأخير الإرشادي والداعم للنظام الأسدي..
ربما كان هذا الدافع أساسي لإسراع حزب الله وزعيم الرابية في توجيه ضربتيهما النوعيتين إلى حماة الديار اللبنانية، جيشه وقوه الأمنية معاً وفي وقتٍ واحد، وفي ظنهما أن عملهما هذا سيحول دون تحرُّك الشارع اللبناني للدفاع عن اللاجئين من إنتقام النظام السوري وذلك بجعل لبنان الدولة خارج تعهدات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الانسان..
ومن هنا كان موقف زعيم الرابية الفوري ودعم حزب الله له فيما تصرَّف به وزير الاتصالات عن سوء نية واضحة لتحويل الأنظار أيضاً إلى الداخل اللبناني، عوض الاهتمام بباقي الأمور المستحقة، والمباشرة في تحدي رئيس البلاد على الوجه الذي رأيناه في الوقت الذي يتابع الحزب مهماته لخلخلة الاستقرار في الجنوب..

4) صحيح أن رئيس البلاد، رئيس الجمهورية، هو المسئول والقائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية كما ينص الدستور وليس كما يصفه زعيم الرابية في مؤتمره الصحافي، باستخفاف منقطع النظير:"" هو يقول "، لهذا نحن ندعم طلب زعيم الرابية في التسليم الكلي لإرادة الرئيس للتصرف بما يمليه عليه دستور البلاد الذي أقسم بالمحافظة عليه، ولكن ليس كما يطالب زعيم الرابية أو حزب الله أو أي طرف آخر يعرقل سير الدولة كي يطالب بتدميرها!

أهم ما نعتقده ملحاً اليوم هو أن يضع رئيس البلاد يده بالكامل مع يد الرئيس المكلَف فيشكلا الحكومة المطلوبة على الشكل الذي في نظرهما يحقق حماية الدولة ونظامها من جميع المخاطر التي تهدد البلاد من الخارج إضافة إلى تهديدات من لم يعد يعشعش في عقولهم سوى التمكّن الكلي من السلطة، وبكل وسيلة ممكنه حتى ولو بتدميرها، إذ أن لبنان بات بالنسبة إليهم دولة شمشون الذي هدم هيكلها تحت شعار: عليّ وعلى أعدائي!
أجل ، فخامة الرئيس، لبنان اليوم في أشد الحاجة إلى تحركٍ سريع من قبلكم يقي البلاد مغبة السقوط في أيدي الغباء السياسي المستشري في عقول هؤلاء السياسيين الذين لم ولن يألوا جهداً في تدميرها لاستلامها وتغيير نظامها؛ هؤلاء باتوا متأكدين أن سقوط سوريا في فخ التغيير لن يساعدهم في تحقيق مآربهم الشخصية مهما غلفوها بشعارات محاربة الفساد وسفسطائية تناظرية عن الدستور وسوء استعماله في الوقت الذي يقطعون أوصاله يوماً بعد يوم..

إن لبنان في حاجة ماسّة إلى يدٍ حديدية تُمسك بتلابيب كل معتدي على أمنها تحت أية مسميّات فالوقت بات داهماً وما لم تبادروا إلى اتخاذ الخطوات المناسبة فإن سقوط لبنان في أيدي حزب الله وواجهته، سوداء الجبين، سوف يقود البلاد حتماً إلى صراع مخيف أين منه حرب الأيام السوداء التي ضربت لبنان طوال السنوات العجاف الماضية وذهب ضحيتها ما يزيد عن 200 ألف قتيل ومئات ألاف الجرحى والمعوّقين..

إعلان لبنان دولة فاشلة سيحيل بلدنا إلى انتداب أممي أين منه الانتداب القديم إثر الحرب الثانية والذي عاني لبنان واستقلاليّوه سنوات من الجهاد للخلاص من ربقته..
إقطعوا يد المارقين قبل أن يقطعوا رقاب اللبنانيين.. وشكراً .

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا


CONVERSATION

0 comments: