تماسيح وخنازير، أفاعي وحيتان/ سعيد علم الدين

تحية اكبار واجلال الى شهداء ثورة الحرية والكرامة السورية الأبطال من رجال ونساء وشيوخ وأطفال وهم يواجهون أعتى الشدائد والمحن والأهوال وفي ظروف صعبة جدا وبصدور عارية عصابات بشار المسلحة المتوحشة وشبيحته الأنذال.
نحن لا نحتاج بعد لكثير عناء، في المجهود العلمي البحثي التطبيقي الدقيق والفكري النظري الفلسفي العميق، لاثبات ان نظرية العالم الفذ داروين في النشوء والارتقاء صحيحة مئة بالمئة.
وان لب الحقيقة التي لا غبار عليها بعد ان نفض غبارها داروين يكمن في ان هذا الانسان الذي تطور خلال ملايين السنين من وحش حيواني بدائي مفترس الى انسان متحضر بضمير ومشاعر وحس ما زال يملك بقايا فلول متأصله في أعماق ذاته وفي ثنايا دواخله بحاجة فقط لمن يشجعها ويحرضها ويفلتها من عقالها لكي تطل برأسها كالكلب المسعور الهائج عائدة بلا حس وشعور وبتلذذ وغرور وتيه الى طبيعتها الوحشية الدموية الحيوانية المفترسة.
عودة الى مراجع التاريخ ومراحله القديمة والحديثة وما يحدث حاليا يوميا امام اعيننا وعلى مسامعنا يؤكد صحة ما نقول.
خاصة وان فلول هذا الانسان الدموي المتوحش المفترس نراها اليوم في سوريا المنكوبة بهذا الوحش البشري الدموي الطاغي المرعب على كل ما هو نضر وخلوق وطيب وجميل وانساني حضاري نبيل والذي التفت حوله قطعان مرعبة شريرة من التماسيح والخنازير والأفاعي والحيتان، التي ليس لها مثيل في القرن الواحد والعشرين قرن التطور الاتساني العظيم بثورته المعلوماتية العلمية السلمية التي قلبت من خلال الفيس بوك كل الموازين وخلعت الحاكم الظالم بنقرة فأر صغير عن عرشه المكين.
هؤلاء تماسيحٌ بشرية متوحشةٌ لا تحس بعد أن تربت وترعرعت ونمت وتوحشت في مستنقعات النتانة والعفن والفساد المخابراتي فاقدة حاسة الاحساس الإنساني بالكامل وأخجلت بممارساتها الهمجية حتى التماسيح.
فالتماسيح هي حيوانات مفترسة لكن أذاها محدود، أما التمساح البشري اذا تَمْسَح فأذاه شر مستطير وشرور ليس له حدود.
وهؤلاء خنازيرٌ بشرية لا تشعر بعد أن فقدت حاسة الشعور الإنساني. فالخنزير حيوان بريء وعلى العموم أليف أما الانسان اذا خنزر وتخنزر فسيغدو وحشا رهيبا ومن توحشه المرعب استر بنا يا لطيف!
وهم ثعابين وأفاعي تبث الفتن والحقد والسموم وتنشر النفاق والدجل والأضاليل والأكاذيب ومن جحورها تلدغ بخبث مريب وغباء غريب.
وهم حيتان من فصيلة القرش ومصاصي الدماء في عز النهار تبلع الأموال ولا تشبع ومن شرب دماء الأبرياء لا ترتوي وتقنع.
هم كل هؤلاء الذين ما زالوا يدعمون اجرام النظام السوري بحق شعبه ويدافعون عن جرائمه ويقفون الى جانبه ويرسلون له الأسلحة والعتاد ويمدونه بالمرتزقة قتلة الأطفال والنساء.
هم كل هؤلاء الذين لم يحسوا ولن يحسوا ولم يشعرو ولن يشعرو بالمآسي الدموية الرهيبة والمرعبة التي يمر بها الشعب السوري يوميا.
هم كل هؤلاء المستفيدين الذين أعمت بصيرتهم مصالحهم الفئوية الضيقة والآنية المادية فأغلقوا أعينهم عن رؤية الحقائق المرة ومآسي العائلات المنكوبة والضحايا البريئة وسدو آذانهم عن سماع صراخ الأطفال المرعوبة والنساء الثكالى.
هم كل هؤلاء الطغاة واتباع الطغاة الظالمين المستكبرين المتجبرين بلا رحمة ولا قلب ولا شعور ولا ذرة من أخلاق وانسانية ورحمة ودين.
هم كل هؤلاء الطائفيين الحاقدين الخارجين من سراديب الثأر ومراتع الجهل ودهاليز الظلام وآفات الغزو والسلب والنهب والسبي والاغتصاب والقتل وسفك الدم البريء بلا حسيب ولا رقيب.
هم كل هؤلاء التماسيح والخنازير والأفاعي والحيتان الذين كانوا يتلذذون بتعذيب الطفلة الرضيعة عفاف محمود سراقبي البالغة من العمر أربعة أشهر أمام أعين والديها ومع صراخها الملائكي المدوي في الكون حتى الموت كانت قهقهاتهم تعبر وحشيتهم القذرة.
نسي كل هؤلاء التماسيح والخنازير والأفاعي والحيتان بأنهم وحوش مفترسة في صورة انسان فقد انسانيته بالكامل خدمة لجور وظلم واستبداد الحكام.
ولكن عودة الى مراجع التاريخ ومراحله القديمة والحديثة وما حدث سابقا ويحدث حاليا امام اعيننا وعلى مسامعنا يؤكد أن النصر الأكيد في النهاية للشعوب الحرة الثائرة.
وان الحرية الحمراء الباهظة الثمن هي اجمل ما في الوجود الانساني وهي تؤخذ من الحاكم الظالم لا تعطى بالمجان.
وان الشعب الذي يقدم الشهداء بسخاء كالشعب السوري البطل سينال حريته بالكامل ويستعيد كرامته في الحياة، رغم انف الحكام الطغاة.
وان الطغاة ومهما تكبروا وتجبروا، ظلموا وقتلوا، احتالوا واغتالوا، كذبوا وضللوا، أرهبوا وأرعبوا، أفسدوا وخربوا، فخخوا وفجروا، قصفوا البنايات بمدافع الدبابات وأنزلوها على رؤوس ساكنيها ودمروا، فهم وتماسيحهم وخنازيرهم وأفاعيهم وحيتانهم وكلابهم المسعورة وشبيحتهم الموتورة ومخابراتهم المغرورة الى مزبلة التاريخ حتما ذاهبون!
عودة الى مراجع التاريخ ومراحله القديمة والحديثة وما يحدث حاليا امام اعيننا وعلى مسامعنا يؤكد صحة ما نقول.

CONVERSATION

0 comments: