الحصاد المر لـ 2012 .. مصر إلى أين؟/ مجدي نجيب وهبة

** للأسف الشديد .. هذا هو الواقع ، والحصاد المر منذ بداية 28 يناير 2011 .. وحتى بداية 2013 .... ولكن الحقيقة أنه يبدو أن مصر لم تسقط فقط ، ولم تركع فقط على أيدى الإخوان المتأسلمين .. بل مصر توفاها الله .. وعلينا أن ننعى الشعب فى وفاة الدولة ..
** لم يعد هناك أسوأ مما تعيشه مصر الأن بعد هذا السقوط المروع لدولة القانون ، ودولة الحضارة والمواطنة .. بفضل العاهرة "اأمريكا" التى دبرت كل شئ ولم يكن على الإخوان إلا تنفيذ السيناريو .. وللأسف هناك بعض البلهاء من الكتاب المصريين الذين يعيشون بأمريكا ويتفاخرون بعلاقتهم بالكونجرس الأمريكى مازالوا يبررون علاقة أمريكا بالمتأسلمين ، وإنهم الخيار الوحيد الذى تعاملوا معه فى مصر .. ليت هذا الكاتب الأفاق أن يكف عن بث أحقاده وسمومه تجاه شعب مصر !! ..
** لم يعد هناك مجالا للشك أن أمامنا مع بداية عام 2013 ، إنها ستكون سنة سودة على الشعب المصرى ، سلوا الشوارع والميادين والأزقة .. جوبوا المقاهى والنوادى ووسائل المواصلات .. إقرعوا الأبواب المغلقة ودققوا فى وجوه المصريين ، لن تجدوها إلا عابثة مكتئبة شاحبة ، ينظرون إلى سراب من الوهم والضياع .. ولا تجد على ألسنتهم إلا تساؤل ودعاء واحد "الله يخرب بيوتكم" .. مصر رايحة على فين !! ..
** هذا الشعب المقهور والمغلوب على أمره .. والمفروض عليه واقع لا يريده .. لا يصدق ما يحدث ..
** هذا الشعب فرض عليه رئيس إخوانى بالإكراه وبالتزوير وبتآمر المشير وعنان وأمريكا واللجنة العليا لتزوير الإنتخابات الرئاسية ..
** هذا الشعب المقهور .. فرض عليه مجلس شورى بالإكراه ، وجمعية تأسيسية لعمل الدستور بالبلطجة .. ودستور باطل .. ويتم كل ذلك أمام أعين الشعب وهو عاجز عن الصراخ .. فلن يجد من يسمعه ، فقد أصم الجميع أذانهم ..
** تهريب أطنان من الأسلحة داخل البلاد .. سفك دماء ضباط الجيش على الحدود ورغم معرفة الجميع بالجانى .. إلا أنه أغلق الملف ..
** الإنقضاض على مشجعى ألتراس الأهلى فى بورسعيد ، وقتل 74 شاب من جمهور الأهلى فى مدة لا تتجاوز نصف ساعة ، وهو ما يدل على أن الجريمة أعد لها ومدبرة ، ولم يقم بها أفراد بل ميليشيات مدربة على أعمال الكراتيه والكونغوفو .. وكان الهدف إلهاء الوطن فى مشاكل وصراعات أهلية لإسقاط الداخلية والحكومة .. ورغم أن الجناة معروفون إلا أنه تم الزج ببعض مشجعى النادى المصرى الذين تورطوا فى المعركة دون أن يدروا أنه مخطط لها .. ومن ثم إختفى الملف ..
** محاصرة المحاكم .. ومنع القضاة من أداء عملهم بتحريض مباشر من مكتب الإرشاد .. وموافقة رئيس الدولة الذى لم يحرك ساكنا ، بل ولم يدين هذه الأفعال الهمجية والغير قانونية .. بينما يتكلم عن إستقلال القضاء ونتساءل أى قضاء يتحدث عنه ..
** تمرير دستور مصر بالإكراه ، وإعلان موافقة شعب مصر على إقراره بالتزوير وبالبلطجة والإرهاب .. والجميع صامت ..
** إقرار مادة بالدستور تتيح إستمرار فترة رئاسة الرئيس "محمد مرسى" مخالفا للقانون والدستور .. لأنه كان يجب لو صح وضع دستور للبلاد أن يتقدم رئيس الدولة بإستقالته .. وإعادة الإستفتاء على رئيس جديد .. وهذا لم يحدث ، والجميع صامت ..
** قتل المعتصمين أمام قصر الإتحادية والجناة معروفون وهم ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين .. وبعد أيام سيختفى الملف وتنسى شهداءنا ..
** عزل النائب العام وتعيين نائب عام تابع لجماعة الإخوان المسلمين ، حتى يتسنى له تقديم رموز المعارضة ، ومعظم القوى الثورية وكل من يعارض الإخوان إلى المحاكمة وهى سابقة لا تحدث إلا فى دول المافيا والعصابات ..
** الإعتداء على رئيس نادى قضاة مصر ، المستشار الجليل "أحمد الزند" ، من قبل عناصر فلسطينية وميليشيات مصرية أمام كل وكلاء النيابة ، وأمام هذه الجموع العظيمة من قضاة مصر وعندما تم القبض على الجناة وعند بداية محاكمتهم ، تحاصر المحاكم بالبلطجية وجماعة 6 إبليس لتمنع وكلاء النيابة من إتخاذ الإجراءات القانونية .. والجميع صامت .. يشاهد ولا يتكلم .. فمصر فى عالم أخر ، لا دولة ولا قانون ولا جيش يدافع عن الشعب .. ولا جيش يدافع عن سيادة القانون .. والشرطة فى الطراوة لا تستطيع تحرير محضر واحد ضد الجماعة أو مكتب الإرشاد ، أو أنصار "حازم أبو إسماعيل" .. فكل هؤلاء هم القانون .. الذى أصبح مفروضا على الشعب .. والجميع صامتون ..
** رئيس الدولة .. يفعل ما يحلو له .. فهو الرئيس الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الأعلى للشرطة .. والرئيس الحاكم وهو القانون وهو الحاكم الأوحد فى البلاد .. ولا تعقيب على قراراته .. ولكن هناك الرضا الأمريكى والعلاقات الطيبة بين اللقيط أوباما والعاهرة "كلينتون" ، وبين مكتب الإرشاد .. وليذهب هذا الشعب المعتوه إلى الجحيم .. وللأسف مع كل هذه الفوضى المعلنة والصريحة .. يقف الشعب المصرى مشلولا وعاجزا عن المواجهة ..
** أقول وأكرر وأؤكد .. أن المسئول الأول عن هذه الفوضى وهذا السقوط لدولة مصر .. هو الجيش المصرى .. فلا شرعية لأى نظام دون أن تحميه الإرادة الشعبية الحرة .. ولن توجد إرادة شعبية حرة دون توفير الحماية القانونية لهذا الشعب .. ولكن للأسف لا قانون ولا حماية ولا قضاء .. يستطيع أن يقول كلمته .. وأؤكد أنه إذا كان هناك قضاء فى مصر الأن لكان يجب تقديم مرسى العياط وجماعته إلى محاكمات عاجلة وأولها الخيانة العظمى للوطن ..
** ومع ذلك .. لم نسمع منذ بداية فوضى 28 يناير وحتى الأن كلمة واحدة حاسمة من الجيش المصرى لتحجيم الفوضى والمسخرة التى بليت بها مصر .. ومحاكمة كل من تطاول على جيشنا العظيم وهم معروفون بالإسم ، ومعروفون بإنتماءاتهم لتنظيمات إرهابية ، ومعروفين بأنه تم تمويلهم من أمريكا وبعض الدول الغربية والعربية لإسقاط مصر وهدمها .. فهل كان يعجز الجيش عن إتخاذ قرار حماية الدولة التى تدمر من الداخل ..
** للأسف الشديد .. صمت الجيش ، بل أنه يقوم بحماية مقرات الإخوان وكأنهم يحمون الشرعية فى مصر ..
** إنها أيام عار .. سيذكرها التاريخ .. وسيدفع ثمنها كل خائن وأجير ومتواطئ لإسقاط هذا الوطن ..
** لقد تعلمنا فى مدارس الحضانة أن منع موظف عام من أداء عمله يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون .. فما بالنا من منع القضاة ومحاصرة أكبر محكمة فى مصر ، وهى المحكمة الدستورية العليا .. ثم يهل علينا بعض العاجزين من الإخوان الكذابون ويدعون أنه إعتصام سلمى مكفول للجميع .. فهل هؤلاء البلهاء والأغبياء يضحكون على أنفسهم ، أم يسخرون من هذا الشعب ..
** هل محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ، وإرهاب الإعلاميين  ، هو إعتصام سلمى .. للأسف الشديد ، مصر كلها محاصرة من قبل البلطجية والميليشيات المسلحة ، وشعبها محاصر ولا يجد من ينقذه .. فإلى من يلجأ هذا الشعب ..
** هل يخرج لنا عبد الناصر من قبره .. أم هناك من له روح عبد الناصر لإنقاذ مصر .. فمصر تسير من سواد إلى سواد .. ولا سبيل لإنقاذها طالما الجيش سيظل صامتا رغم الإهانات التى يتعرض لها القادة العسكريين على أيدى من خرجوا من المعتقلات والسجون والكهوف ..
** وفى النهاية .. رغم كل هذا السواد .. ونحن على أعتاب عام جديد .. سنظل نحتفل به أقباط ومسلمين .. وبمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح .. فأقول لأحبائى وإخواتى المسلمين .. كل سنة ونحن وأنتم طيبون ، رغم أنف الإرهاب الإسود والمتطرفين وأرباب السجون ... تحيا مصر .. وليسقط كل إرهابى متآمر على وطننا الحبيب مصر !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: