العـُنـفُ سـتارُ الضَعـفِ/ مهندس عزمي إبراهيم

ليس أعظم وأكرم ديموقراطية من وطن يحتضن الأحزاب النزيهة ويلتزم بتعددها ويستثمر خيرها. فتحت ظل تعدد الأحزاب بالوطن يقدم كل حزب للشعب مبادئه وبرامجه للإصلاح ومشروعاته للتقدم والتنمية والارتقاء بشفافية وصدق. ولأفراد الشعب حينئذ أن يختاروا من بين تلك الأحزاب الأصلح والأفضل لعضويتهم ومن يرضوا به حاكماً للوطن دون ضغط أو ترهيب.
فالاحزاب في ذاك الوطن تتحاور وتتنافس لإقرار الحق والعدالة وتقديم وتشجيع برامج الإصلاح والتنمية، وتعارض الخطأ وتحذر من الخطر وتقدم البديل. ومن طبيعة الأحزاب أن كل حزب يسعى لتوسيع أو ترسيخ قاعدته باكتساب شعبية بين المواطنين.ولذلك يحاول دائباً أن يتلتزم بالصدق والصواب والجَدِّية في مبادئه وأجنداته وتصرفاته وقراراته لأنه يعلم أنه تحت المراقبة الواعية من الشعب ومن وسائل الاعلام النزيهة. وعلى درجة متساوية من ذلك يعلم أنه تحت مراقبة الأحزاب الأخرى المنافسة له.
وفي تنافس الأحزاب لا بد من حدوث تناحر واحتكاكات. وإذا حكم حزبٌ منها فهناك باقي الأحزاب تراقب وتعارض والشعب يرقب ويقرر ويحفظ التوازن. ولكن في الدول الحرة لا يصل ذلك التناحر وتلك الاحتكتكات إلى الفوضى والعنف وتدمير المنشئات وسفك الدماء وفقد الأرواح.
العنف أمر مُقيت مُدمِّـر. والعنف ليس دليل القوة كما يعتقد الأغبياء والبلطجية والفوضويون والقراصنة. وكذلك علو الصوت ليس دليل امتلاك الحق أو الحقيقة. الأمر عكس ذلك  تماماً، فالعنفُ دليل ضعفٍ، والصوت العالي دليل صلفٍ وخواءٍ.
من ذلك.. لو كان حزب أوفصيل يتنافس لحكم الوطن يجند جيشاً من أعضائه. خاصاً به داخل الوطن مسلحاً بالأسلحة النارية الثقيلة والأتوماتيكية والأسلحة البيضاء، تخزينها وتوفيرها وتدريب أعضائه على استعمالها والسماح لهم بحملها في شوارع وميادين الوطن يطيح بالمواطنين الأحرار الأبرياء لا لغرض إلا اغتصاب الوطن رغم أنف مواطنيه، والأستحواز على الحكم قصراً بدون أحقية، حزباً كهذا يجعل منه عصابة بلطجية، ومن أفعاله قرصنة صريحة لخطف ما لا حق له فيه، ما ليس هو مؤهل أو كفء له.
جماعة الأخوان المسلمين كحزب متواري زوراً خلف ستارة الدين، ومثلها الجماعات السلفية والمتأسلمة، كفصائل أو أحزاب تتسابق مع أحزاب الوطن للرئاسة والحكم والسعى للسطة مستعملة وسيلة العنف والترهيب والتهديد والتدمير والتخويف والسباب والتكفير دليل صارخ على ضعفها. وأقصد ضعف منطقها، وضعف مبادئها القومية، وضعف مقوماتها الوطنية الشعبية، وضعف في شرعيتها.
العنف، ربما يكسب معركة، ولكنه لا يكسب الحرب.
مهندس عزمي إبراهيم

CONVERSATION

0 comments: