مشـــاركة المســـلمين للمســـيحيين الاعيــاد المجيده/ فـــادي الحـــاج

 ردا على مقالة مكتوبة في جريدة Sydney Morning Herald  22.12.2012

انا لست بشيخ ولا عالم بالدين ولا اعطي الفتاوي ولا العظات ولا اتكلم نيابة عن المسلمين, انا اتكلم عن نفسي كمسلم ادعي استراليا موطني الان ولكن ولدت وعشت في بلد مثل لبنان, الله انعم عليه بنعمة التنوع والتعايش الطائفي المثيل, ففي اعياد المسلمين كعيد الفطر وعيد الاضحى كنا نتقبل المعايدات واللتبريكات والهدايه الرمزية بمناسبة الاعياد من اخواننا وشركاؤنا في الانسانية والوطن وكنا نعمل بالمثل وعلى قاعدة "هَل جَزاءُ الإحسَانِ إلا الإحسَان" (الرحمن/ 60). وتبادل التحيّةُ خيرُ مثال، فهي رمز لكلِّ عمل من أعمال البرّ والإحسان، فالردّ عليها إمّا (بمثلها) أو (بأحسن منها)، والثاني أفضل, قال جلّ جلاله: (وإذا حُيِّيتُم بِتَحيّةٍ فَحَيُّوا بِأحسَنَ مِنهَا أو رُدُّوها) (النساء/ 86).  وكما ترعرعت على ان الاسلام دين المودة الخالصة ودين الحب والعشق ودين التسامح والتعايش مع الآخرين مسلمين وغير مسلمين ولذا جميع المسلمين يفرحون ويسرَّون في يوم عيد ميلاد المسيح (ع) إلاّ الجماعات المتعصبة التكفيرية المتحجرة وعلماؤهم الذين لم يدخل الإسلام الاصيل في قلوبهم ولم يعرفوا غير التعصب الأعمى، قال الله في القرآن الكريم: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» سورة الممتحنة آية 8. ). فشُكر المُحسن، سواء بكلمات الشكر المعهودة، أو بإهدائه هديّة، أو بإرسال رسالة رقيقة تُعرِب عن الإمتنان، أو بأيِّ لونٍ من ألوان الشكر التي يراها المُحسَن إليه مناسبة. يقول الإمام علي (ع): "الشكر أحد الجزائين"!.والجزاءان هما: الجزاء المادّي والجزاء المعنوي.ويقول (ع): "حقٌّ على مَن أُنعِمَ عليه أن يُحسِن مكافأة المُنعِم، فإن قصُرَ عن ذلك وسعهُ طاقته فعليه أن يُحسِن الثناء، فإن كَلَّ عن ذلك لسانه فعليه بمعرفة النعمة ومحبّة المُنعم بها، فإن قصرَ عن ذلك فليسَ للنعمةِ بأهل"!. فإكرام الكريم، والإحسان إلى المُحسِن، يزيد من كرمهما وإحسانهما، ويُشجِّع الآخرين على الإقتداء بهما، ويُعرب ويُعبِّر عن أخلاقية المُكرم للكريم.قال رسول الله (ص): "إذا أتاكُم كريمَ قومٍ فاكرمُوه".
انا اعمل بهذه التربية والاخلاق وكل من اعرف يفعل الشيء ذاته من الاهل والاقارب والاصدقاء من ديننا الحنيف المسلمين على ان تهنئة أهل الكتاب بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح وعيد الفصح وعيد رأس السنة الميلادية وتعلمت ان للمسلم يجوز اقامة علاقات معهم يُخلص لهم ويخلصون له ويستعين بهم على قضاء حوائج الدنيا وأن يشارك في مراسيم تشييع جنائزهم والتصدق عليهم ويثاب المتصدق على الكتابيين، ولا يجوز ازعاج الجار غير المسلم كما لا يجوز السرقة من أموالهم الخاصة والعامة وتحرم خيانتهم والغدر بهم
ومن هذا المنطلق الاسلامي نحن هنا في استراليا بلد الحرية والديموقراطية وبلد المؤسسات والجمعيات أسسنا مع اخواننا المسيحيين اجمل العلاقات الاسلامية المسيحية لكي نجسد ونطبق فقه الاسلام ومبدأ التعايش السلمي مع البشرية جمعاء ولكي يعرف العالم ان استراليا بلد مسالم ويحترم الحريات وعقائد الآخرين ودستوره  يُعطي الحرية لكافة الاديان لممارسة شعائرهم وطقوسهم.
وبهذه المناسبة العطرة نبارك للعالمين الاسلامي والمسيحي حلول هذا العيد المبارك  عيد ميلاد مجيد وسعيد ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يجعله عام خير وبركة وعام استقرار واطمئنان للجميع سائلين الله أن يسود العالم الأمن والأمان والخلاص من الشرور والآفات والإرهاب والحروب المدمرة وان ينقذنا الله سبحانه وتعالى من ايدي الارهابيين الذين لا دين لهم ولا ذمة ولا أخلاق ولا يمتون إلى الاسلام الاصيل بصلة ولا يعترف بهم الإسلام.

CONVERSATION

0 comments: