يعيش قطاع غزة هذه الأيام أزمة تكاد تكون من أصعب الأزمات التي شهدتها غزة، من حصار خانق ألقى بظلاله على جميع مناحي الحياة في قطاع غزة، وإغلاق لمعبر رفح بشكل شبه كامل، وحالة اقتصادية يرثى لها، وجيش من البطالة في صفوف العمال والخريجين، وأزمة كهرباء خانقة، ووقود باهظ الثمن وإغلاق للأنفاق التي تعتبر شريان حياة لغزة، واغتيالات وقصف صهيوني متكرر، واتهامات مصرية للمقاومة في قطاع غزة بتهديد الأمن القومي المصري والتدخل بشأنها الداخلي، إضافة إلى تهديدات عربية ودولية ظاهرها يعنى به أحزاب وجماعات وباطنه يقصد به غزة ومقاومتها وأهلها.
لقد تعودنا ومنذ عشرات السنين أن نسمع استنكاراً وشجباً عربياً وإسلامياً عندما يرتكب العدو الصهيوني جرائمه بحق الفلسطينيين، وإن بالغوا بالنصرة والتضامن يقدموا فتات مالهم أو بعضاً من الأدوية، وكان الشعب المكلوم بل والشعوب العربية الحرة تتهم الحكام بالخنوع والضعف وأن الرد ليس بالمستوى المطلوب، أما اليوم فلم نعد نسمع شجباً أو استنكاراً، بل يُجَرم كل من يساعد المقاومة في غزة أو يقدم العون للشعب المحاصر، ويُتهم بالإرهاب من يجمع لأهل غزة مال، أو يفكر في تشكيل وفد للتضامن مع المحاصرين في غزة ونصرتهم.
القضية الفلسطينية كانت وعلى مر الزمان رافعة للحكام العرب الذين يتقربوا من شعوبهم، فبقدر نصرتهم لفلسطين والمساهمة في تقديم يد العون السياسي والإنساني بقدر ما يحقق رضى شعوبِهم عنهم، أما الآن وبعد تعدد استخدامات كلمة إرهاب فقد وجد الحكام ما يتذرعون به لإدارة الظهر للفلسطينيين بل أكثر من ذلك، فقد أصبحت بعض الأجهزة الأمنية العربية تدبر مع الكيان كيف تكسر شوكة المقاومة وتحضر غزة الأبية إلى بيت الطاعة.
كثر من يسألوا لماذا غزة؟ وما الذي يريدونه منها؟ بكل تأكيد نجيب بأنهم لن يكفيهم إلا أن تكون غزة خالية من المقاومة، مكسورة الإرادة، منحنية الجبين، تقبل بفتات المعونات، يسرح ويمرح على أرضها أجهزة مخابرات كل من له مطمع، أو خائف على كرسيه.
فلا تحزني يا غزة.. فعلى أرضك رجال مرغوا أنف الصهاينة في التراب حتى ترك القطاع بلا رجعة.
فلا تحزني يا غزة.. فأنت حاضنة جيش التحرير والأمة تستلهم منك الثورة والتغيير.
فلا تحزني يا غزة.. فشعبك هم مضرب الأمثال في الإرادة والصمود والتحدي.
فلا تحزني يا غزة.. لأن إرادة التغيير لدى أهلك أقوى من كل مؤامراتهم وتهديداتهم.
فلا تحزني يا غزة.. فأنتِ على موعدٍ مع التحرير واستعادة الأرض ودحر المحتل "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً".
0 comments:
إرسال تعليق