ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلي، ليبرمان، شن نقداً قوياً على قناة الجزيرة، ودولة قطر، ودعا ليبرمان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيرته الرواندية في القدس، مساء يوم الاثنين 21/7/2014، إلى منع بث قناة الجزيرة الإخبارية في إسرائيل، والبحث عن سبل قانونية لطرد طاقمها من الأراضي الإسرائيلية.
إنه الزمن غير المعقول عندما يتهم كبير الإرهابيين ليبرمان وزير خارجية الدولة العبرية الذي يصفه عقلاء اليهود ومنصفيهم بأنه كبير المتطرفين في إسرائيل وبأنه صاحب الأفكار العنصرية التي تسود الدولة العبرية في هذه الأيام، وهو من طالب حكومته بقتل الفلسطينيين واستئصالهم وطردهم من فلسطين، وهو من طالب بمحاكمة أي عضو في الكنيست يلتقي بأعضاء حماس بتهمة الخيانة العظمى.. هذا الإرهابي يتهم في مقابلته الصحفية دولة قطر بأنها "دولة إرهابية" وأنها من أكثر البلدان التي تدعم الإرهاب في المنطقة وأنها الشريك الأساسي للإرهاب، وأنها عدو لإسرائيل مثل حركة حماس، ويبرر هذا الاتهام بأن قطر تأوي زعيم حركة حماس خالد مشعل.
كما شن ليبرمان في المقابلة حملة قوية على قناة الجزيرة متهماً إياها بعدم المهنية وأنها لا تمارس عملاً صحفياً وإعلامياً بل تحاول غسل الأدمغة من خلال بث أخبارها وأفكارها "الإرهابية".
وسام على صدر قطر عليها أن تزهو وتفخر به وقد جاءها الزم والقدح من كبير الإرهابيين ليبرمان عدو العرب الأول وعدو الإنسانية الذي لا يجارى، كما وأن على قناة الجزيرة أن تفخر بوسام الاتهام الذي كاله هذا العنصري المهووس ليضاف إلى سلسلة الأوسمة التي تزين صدر كل عامل في قناة الجزيرة التي أثبتت في كل المجالات مهنيتها وحيادها وصدقها وتبنيها لقضايا العرب وتفاعلها مع ثورة الشعوب العربية على الظلم والظالمين والفساد والفاسدين.
وحتى تكتمل صورة هذا الإرهابي فإنني أضع القارئ أمام نسب وحسب هذا العنصري مستعرضاً بإيجاز سيرة هذا الأفاق الذي دنّس أرض فلسطين:
ولد ليبرمان في الخامس من حزيران 1958 في بكيشيناو في مولدافيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وكان ليبرمان أحد مؤسسي المنتدى الصهيوني ليهود الاتحاد السوفيتي.
قدم إلى إسرائيل في 18 حزيران 1978، وتعلّم اللغة العبرية، وخدم في الجيش الإسرائيلي لعدة أشهر.
تواصل في سنة 1988 مع بنيامين نتنياهو الذي عاد إلى إسرائيل بعد إنهاء مهامه كسفير لإسرائيل في الأمم المتحدة ونجح ليبرمان بالدخول بقائمة حزب الليكود وأن يكون عضواً في الكنيست ورافق نتنياهو لمدة عشرة سنوات "إن الطيور على أشكالها تقع".
بعد انتخاب نتنياهو رئيساً لحزب الليكود سنة 1992، تم تعيين ليبرمان مديراً عاماً لحركة الليكود، في سنة 1996 وبعد اختيار بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة الإسرائيلية عُيّن ليبرمان مديراً عاماً لديوان رئاسة الوزراء حتى عام 1997 وتخلى عن منصبه، لفتح ملف تحقيق ضده بتهمة أخلاقية.
في انتخابات سنة 2009 حصل حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يرأسه ليبرمان على 15 مقعداً وبات ثالث أكبر حزب في إسرائيل، في آذار 2009 مع تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الوزارة عين ليبرمان نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للخارجية وعضواً في مجلس الوزراء الأمني لإسرائيل وأيضاً عضواً في المطبخ الإسرائيلي.
ويعد ليبرمان في أوساط الدولة العبرية من اليمين المتطرف، وله رأي متعصب بالصراع العربي- الإسرائيلي، ومع استلام ليبرمان مهامه كوزير للخارجية أعلن أنه غير ملزم باتفاقيات مؤتمر أنابوليس، وبهذا غير ليبرمان مسار توجه الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت لحل الدولتين .
على خلفية الوضع غير المستقر بعلاقات السلام بين مصر وإسرائيل يقول ليبرمان بلقاء مع سفراء اتحاد الدول المستقلة خلال انتخابات 2001 أنه في حال نشبت حرب بين مصر وإسرائيل على إسرائيل أن تفجر السد العالي وتغرق بالمياه بحيرة ناصر والمناطق المحاذية لها، وفي هذا السياق نذكر قائد الانقلاب في مصر بأن يحبب حبيبه هوناً ما عسى أن يكون بغيضه يوماً ما.
عند استلام ليبرمان مهام وزير الخارجية أعلمت مصر إسرائيل أن مندوبها لن يلتقي بليبرمان حتى يعود عن أقواله، ومع هذا جاء رئيس جهاز المخابرات المصري السابق عمر سليمان للقاء ليبرمان، وحسبما عرض بالصحف أن عمر سليمان قد دعا ليبرمان لزيارة مصر.
يعتقد ليبرمان أنه يجب إدخال تعديلات في "حقوق المواطنة" لدولة إسرائيل، وبحسب هذه التعديلات يُلزم كل مواطن في إسرائيل التوقيع على "إعلان وفاء" لدولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ولمبادئها ولقوانينها. ومن يرفض التوقيع يخسر صلاحياته بالانتخاب والترَشُح وربما تؤخُذ منهُ بطاقته الشخصية، ويعتقد ليبرمان أنه يجب إلزام كل مواطن إسرائيلي عند وصوله إلى عمر 16 سنة بالتوقيع على هذا التَعَهُد.
بنهاية عام 1991 قدمت دعوى ادعاء ضد ليبرمان تتهمه بالاعتداء على قاصر (دون سن 18)، وقد هدد ليبرمان الفتى القاصر بالاعتداء عليه مرة أخرى في حال عودته لمستوطنة "نوكديم". في أيلول 2011 أدين ليبرمان بالاعتداء على قاصر وتهديده، وأمر بدفع 7500 شيكل تعويضاً للفتى و10.000 شيكل غرامة.
اتهم وابنته بقضايا فساد بينها فضيحة كازينو "واحة لادن" في الخليل الذي أعيد فتح التحقيقات به والمستمرة منذ سنوات. في كانون الثاني 2008 بعيد مغادرته بأسابيع كوزير للشؤون الاستراتيجية.
وخلصت الشرطة أن أرئيل شارون تلقى 3 ملايين دولار كرشوة في نفس القضية. ولايزال ليبرمان يخضع للتحقيق لتلقيه رشوة من رجل الأعمال النمساوي اليهودي مارتن شلاف.
هذا هو سجل حياة هذا الإرهابي العنصري البغيض الذي تطاول على دولة قطر واتهمها بدعم الإرهاب واتهم قناة الجزيرة بعدم المهنية في هذا الزمن غير المعقول، ورحم الله فيلسوف الشعراء وحكيمهم المتنبي عندما قال:
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ
فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ
0 comments:
إرسال تعليق