عندما كنت طبيبا عسكريا اخدم في امرا لمستشفى الوليد العسكري في الرطبة الايج اثري وكانت تسمى قاعدة الوليد في بداية تسعينات القرن الماضي وبعد معركة ام المهالك والحصار الجاثم على صدورنا وكانت مثل الابعاد القسري اي كانت معزولة عن العالم فحتى الاشارة التلفزيونية بالكاد يصل وكنت اقضي الليل بقراءة الكتب الادبية والتاريخية والعلمية حيث خلال سنتين من خدمتي هنالك اكثر من الفي كتاب وكنت انفض بعض الكتب في يوم واحد وعند انقطاع الكهرباء على الالة والفانوس اتابع القراءة وكنت انام بعد اداء صلاة الفجر....
وكم كان يزعجني التليفون وهو يرن بصوته الجرسي صباح كل اليوم الساعة السادسة صباحا يحمل صوت اجش لاحد العقداء في الدفاع الجوي وهو يشكو من نوبة اسهال في الصباح كان هذا العقيد كانه موقت اتصاله في الساعة السادسة بعد الغفوة الاولى وقد وصفت له ادوية متعددة ومحاولات تشخيصة متعددة استنفذت فيها يومان من اجازتي في بغداد لاستشارة الاطباء الاختصاص في مستشفى الرشيد لعلنا نقع على العلة وسبب الاسهال الصباحي ورغم كل الفحوصات والنواظير لم افلح في علاجه والتحلص من استشارته اليومية المزعجة في الساعة السادسة صباحا عبر الهاتف وهو يشكو الاسهال الصباحي......
هكذا وانا في احدى الليالي وانا اقراء كتاب انكليزي يتحدث عن طرائف الاطباء ونكاتهم لعلي اجد حلا مقنعا لمريضنا صاحب الاستشارات المزعجة ولم اجد حلا وقلت مع نفسي طريفة جديدة تضاف الى طرائف الاطباء وهكذا بعصف ذهني سريع تبادر الى ذهني وانا انظر الى بعض القناني الدوائية القديمة المحفوظة في غرفتي مثل الانتيكات وقد انتزعت احدى السدادات للقناني التي تسمى تبدورة وتصفحتها باصبعي وقلبتها يمينا ويسارا وهنا انبرت الفكرة لاقناعه وسارعت الخطى وخير البر عاجل اتصلت بالعقيد في الساعة الحادية عشر مساء في شهر شباط البارد وانا ابشره بالخبر السار والعلاج الناجع والا كتشاف المذهل مثل اكتشافات التصنيع العسكري وقتها وقلت له لقد وجدت الحل السري لحالتك المزمنة وبعد ربع ساعة وصل العقيد بسيارة الكاز قيادة وصوتها المدوي وهو يبشرني بحضوره لعلي احضى بنومة هنية في الايام القادمة دون ازعاج هذا العقيد واستشاراته الاسهالية.
وعند حضوره رحبت به كثيرا وبعد تقديم الشاي بالدارسين (القرفة) قلت له لقد اوجدت لك علاجا جديدا ومجربا في عمل استغرق مني اسبوعين من الابحاث والمتابعة العلمية حيث خمرت هذه التبدورة في خلطة من الادوية المانعة للاسهال وعليك بدسها في فتحة الشرج في الساعة العاشرة مساء ونزعها الساعة العاشرة صباحا وهي فترة نهوضي اليومي ودوامي في مستشفى القاعدة ....
فبعد صفنة فرح السيد العقيد بالوصفة قائلا ساجربها ولك مني هدية كبيرة دكتور في حالة الشفاء وهكذا وبعد اسبوع وانا لا استيقظ مبكرا على الاستشارة المزعجة في الساعة السادسة صباحا مثل باقي الايام السالفة وقد نزلت بعد الاسبوع في اجازتي الدورية وعند عودتي من الاجازة والتحاقي بالمستشفى استقبلني المراسل سيدي الدكتور هاي هدية من العقيد وهو شاكرا لك وبعد وصولي بساعة دق هاتفي وانا ارفع السماعة انطلق صوت لي بالدعاء والشكر من السيد العقيد وهو يدعوني لمائدة طعام شهية كانت ثمينة في وقت الحصار الظالم وكان العقيد وهي يفرق لي اللحم من القوزي المشوي بيديه وينثر المرق على ماعوني الممتلى باللحم وهو يلهج بالدعاء والشكر على شفائه من حالة الاسهال المزعجة بسبب التبدورة السحرية وهو يشرح لباقي الضباط والضيوف المدعوون على شرف التبدورة السحرية فوائدها وكيف ينام مرتاحا وفرحا ونوم بدون ازعاج والضيوف صاغرين فاهرين الاشداق لمحدثهم العقيد وهكذا كانت التبدورة محط كل من يعاني من الاسهال الوظيفي.......
ولكن رباط سالفتنا كيف نصنع سدادة تحمي دبر حكومتنا من الاسهال الامني الخارق المتجدد كل يوم سؤال مطروح للباحثين والمكتشفين لان مازال الدبر كل يوم ينزف شهداء وجرحى ونحن غافلون ام ان التحالف السعودي الدولي سيجد تبدورة لنا.
0 comments:
إرسال تعليق