منذ العام 1948 بعد ارساء القانون اللازم في الامم المتحدة للاعتراف باسرائيل كدولة ذات سيادة كان لابد من حماية هذا الكيان وهذه الدولة من كل مايهدد امنها ووجودها كانت الفكرة انذاك ان القوة وحدها كافية وان امريكا صاحبة النفوذ الاكبر كأعظم دولة في العالم قادرة على بسط النفوذ الصهيوني في ارض فلسطين وهيمنتها على المنطقة باسرها خلال سنين او عقد من الزمن لتصبح امرا واقعا وعلى العرب اصحاب الارض والمسلمين اصحاب المسجد الاقصى ان يسلموا بهذا الامر ولو بعد حين كما ان حرب عام 1967 كانت حرب توسعية بغرض التسليم باراضي عام 1948 كارض شرعية لاسرائيل والصراع للعودة الى ماقبل 1967 وهذا ما حدث بالفعل هذا ما اعترف به السادات لاسترجاع سيناء لقد كانت امنية اسرائيل انذاك ان تجد من يعترف بوجودها من العرب والمساومة على ماتم احتلاله بعد حرب 1967 ثم ياتي التوسع لاحقا من خلال النفوذ الصهيوني بعد التغلغل في العالم العربي وانتزاع الاعتراف الضمني بحق اسرائيل في كامل فلسطين , جاءت حرب تشرين 1973 لتخمد الامل لدى الكيان الصهيوني بامكانية الاستمرار والعيش المشترك مع جيرانها العرب حيث هب العرب جميعا لمشاركة مصر وسوريا في الحرب والدعم المادي والعسكري وبذل مايمكن من دعم لنصرة مصر وسوريا لقد شكل موقف العرب انذاك صدمة كبيرة للصهاينة و المتصهينين وكان لابد من ايجاد الية تضمن ابقاء اسرائيل كدولة طبيعية في محيطها العربي تحظى باعتراف جيرانها وتقيم معهم علاقات طبيعية وممكن ان تدعم دولة عربية في مواجهة اختها ان ضمرت لها شرا وهذا ماعملت الدولة الصهيونية عليه بجد ودأب لقد نجحت خطة الايهام لصدام حسين بدخول الكويت ودخلها حيث كانت الشرارة الاولى للفرقة بين العرب كما ان حرب الخليج الاولى بين ايران والعراق هي ايضا من ضمن الافكار التي دعمتها امريكا واذكت في نارها ثمانية سنوات لكن خطورة ماكان يوحى به للعالم هو بقاء صدام حسين في السلطة مع اسلحة دمار شامل يمكن لها ان تهدد الامن القومي الامريكي حسب زعم بوش ورامسفيلد حيث كان الجيش العراقي رغم انهاكه في الحرب مع ايران وحرب تحرير الكويت هو من اهم الجيوش في المنطقة تمت المؤامرة ضد العراق والتي لم تكن لتحصل مع استمرار التضامن العربي لكن خبث المؤامرة التي حيكت مع السعودية والكويت وبقية دول الخليج لتشكل طوق شبه قانوني لاتمام التخلص من العراق كدولة عربية صاحبة اكبر الجيوش في المنطقة وصدام حسين رحمه الله الذي كان يؤمن بالقضية الفلسطينية كاحدى اولويات الصراع نعم ان من يؤمن بالقضية الفلسطينية هو هدف مشروع للعالم الغربي والذي بات العرب يؤمنون به كعالم متحضر جميل يتسابقون للارتماء باحضانه تم احتلال العراق وتم حل الجيش العراقي بقرار امريكي وارجاعه كدولة فاشلة 100 عام للوراء نعم كان ما ارادت امريكا والصهيونية للعراق مرورا بهذه الاحداث كانت احداث اخرى اكثر اهمية للمشروع الصهيوني كانت الاحداث في لبنان وحرب تحرير الجنوب والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله مدعومة من سوريا وايران هي هاجس اكبر من هاجس العراق لكن هذا الهاجس كان لابد له من التقكير مليا والتحضير له جيدا فهذا النوع من الصراع مختلف تماما عمن سبقه اذ ان حزب الله ومن خلال الدعم العسكري الايراني السوري واللوجستي الذي صدم امريكا والغرب بعد العام 2000 والانسحاب الاسرائيلي الطوعي ماكان ليتم لولا الضربات الموجعة من المقاومة اللبنانية اذ ان يقينهم انذاك ان اسرائيل لن تبقى على الخارطة ان هي عملت على اجتياح لبنان واقصاء حزب الله من المعادلة اللبنانية والتي هي بحكم الزعامات الطائفية اللبنانية هي الزعامة المسيطرة على كامل الارض اللبنانية فقرب المسافة من اراضي فلسطين لسوريا ولبنان لاتحتمل دخول حرب شاملة ستنهي الوجود الاسرائيلي يقينا اذ ان الاحتقان العربي ضد اسرائيل بلغ اوجه وهذا ماسيجعل التهديد الشعبي الجماهيري من قبل جيران الكيان اخطر من اي حرب تقليدية تفوز بها اسرائيل بسهولة كما في السابق عداك عن القوة الصاروخية الضاربة التي تملكها سوريا وايران وحزب الله وقرب المسافة من ارض فلسطين , اذا الهم الاسرائيلي الاكبر هو سوريا وحزب الله وايران اضافة الى التهديد من قبل حماس في الجنوب والذي ارق اسرائيل كثيرا , هنا التروي قد اتضح جليا ضد سوريا وحزب الله وايران وان اليأس من سوريا بدا جليا عندما طرد كولن باول وزير الخارجية الامريكية من دمشق باملاءاته لسوريا قبيل اجتياح العراق اذا القلق المؤرق لدى اسرائيل هو من جيرانها واعداءها الحقيقيين سوريا ايران حزب الله حماس , اذا مالحل : شيطنة سوريا لقطع حبل الوتين بين هذه القوى المؤرقة لاسرائيل تم اغتيال الحريري في العام 2005 مع اثباتات كانت جاهزة بحوزتهم لهذا الاغتيال لاتهام سوريا وادلة جنائية ومحقق دولي مع كامل (عدة الشغل) مضت سنة ونصف من الاغتيال وقضية الحريري التي يفترض ان تاتي ثمارها باقصى سرعة ضد النظام السوري لم تفلح وعزل سوريا في ذلك الوقت لم يتم بما سعت له واشنطن ولم يؤتي اكله كما اريد له واستطاعت التفنيدات السورية اللبنانية لهذه الاتهامات ان تبرئ ساحتها من هذه العملية على الاقل من قبل المحيط العربي , جاء القرار الاسرائيلي الامريكي بشن حرب تموز في العام 2006 والذي قض مضاجع بنو صهيون وصعق المراهنين على سقوط حزب الله ومن ثم سوريا بعد الهزيمة التي تلقتها اسرائيل على يد رجال حزب الله والتي لم تعجب امراء الخليج ولا مبارك حاكم مصر ولا المتصهينين اللبنانيين والعرب وبعد اتهام الرئيس بشار الاسد بعيد انتصار المقاومة للزعامات العربية بانهم انصاف رجال حيث ان مبارك كان المعني الاول هو والملك السعودي بهذا الاتهام لقد شكل انتصار حرب تموز عقدة نفسية للحكام العرب وضغينة في صدورهم ضد الرئيس الاسد ,
امريكا المنهكة في العراق وافغانستان كان لابد لها من الخروج باي ثمن من العراق فقد كانت الضربات ضد الوجود الامريكي في العراق غير محتملة والتكاليف التي انهكت ايضا الاقتصاد الامريكي ايضا عبئا على الرئيس الامريكي ودافعي الضرائب الامريكيين ايضا غير محتملة فكان قرار الرئيس اوباما بالانسحاب من العراق صدمة اخرى للولايات المتحدة حيث ان امريكا بعد حربها وخسائرها الضخمة في العراق وجدت نفسها مضطرة لاخلاء الساحة العراقية للنفوذ الايراني وفعليا بدأ الانسحاب من العراق في بداية العام 2011 ليتنهي في نهاية العام نفسه والذي بدأ يشهد ثورات شعبية ضد حكام تونس ومصر واليمن وليبيا وهنا بعد ان فرض المصريون ثقلهم في الشارع بعد سقوط بن علي السهل وفرض على الحليف الاوثق لامريكا واسرائيل حسني مبارك ان يتنحى بعد ثورة شعبية مليونية لم يستطع مبارك ان يصمد اكثر من ثمانية عشر يوما ومالبث ان انقلب الليبيون على زعيمهم القذافي بمباركة غربية وعربية وبدأت المعارك بين الثوار وقوات القذافي ليظهر ضعف القيادة الليبية وبداية انتصار الثوار طبعا بدعم غربي عربي .
اثناء ذلك كان حراكا شعبيا بدأ في سوريا في مدينة درعا في الجنوب بعد حادثة اطفال درعا والذي كان حراكا بسيطا يريد التعبير عن غضبه على الحادثة وهنا كان خطأ فادحا من القيادة السورية والذي اعتبرته تمردا ضد النظام وقمعت هذا الاحتجاج الذي لم يكن ينادي لا باسقاط رئيس ولا اسقاط النظام والدولة نعم كان خطأ جسيما حيث اعتبرت سوريا ان التراخي في درعا سيؤدي الى امتداد الاحتجاج لمدن اخرى وهنا وقعت القيادة السورية في المصيدة حيث ان الاستخبارات الغربية والاسرائيلية والعربية كانت تتابع الاحداث خطوة خطوة واستغلت الاحداث ايما استغلال فهي فرصة لن تتكرر وهنا بدا جليا الموقف التركي الذي بدأ بعبارات ضد الرئيس الاسد هي ليست نصائح بل اقرب الى التوبيخ لم يكن اردوغان الصديق الحميم للرئيس الاسد لينقلب على صديقه بهذه السرعة خلال ايام من بدء الاحتجاجات وهذا مايدلنا على شيئ هام من اردوغان حيث كان بامكانه ان يحاول مع صديقه الاسد بأقل تقدير أن يحاول ناصحا لو كانت لديه حسن النوايا لكن من المعروف لدى القيادة السورية سهولة الاستفزاز عندما يتعلق الامر بالسيادة الوطنية والكرامة الشخصية فكل ماشاهدناه في بدايات الازمة في سوريا هو توبيخ واستفزاز وتقريع خوفا من أن يأتي النصح المتأني اكله ويحقق غاياته فتشفل خططهم في ايقاد نار الفتنة واستثارة الفقراء والمضطهدين من كافة الارياف السورية واستغلال فقرهم وحاجاتهم اضف الى ذلك عنجهية النظام والثقة الكبيرة في الشعب الذي لازال اغلبه مؤيدا للنظام رغم ال15 شهرا من العنف من قبل النظام والعنف المضاد ....يتبع.
Jack1_970@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق