المنظمات الدولية وحرية الاسري/ سري القدوة

أن المجتمع الدولي مطالب اليوم ممارسة الضغط ، على حكومة الاحتلال الفاشية ، واتخاذ إجراءات عملية ترغمها على الانصياع للقانون الإنساني والإرادة الدولية ، خاصة وإنها تعتبر نفسها دولة فوق القانون ، ولا تعير اهتماما للشرعية الدولية ، الأمر الذي يستدعي محاسبة قادتها أمام محاكم مجرمي الحرب الدولية على ما يرتكبوه من جرائم يومية بحق أسرانا وعموم أبناء شعبنا الفلسطيني .
أن مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي ، ومنظمات حقوق الإنسان ، وكافة المؤسسات الحقوقية ذات العلاقة مطالبة  بالوقوف أمام مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لحماية الأسرى ،والتحرك الفوري لإنقاذ حياة المضربين منهم عن الطعام منذ أشهر ، وكذلك والمرضى والنساء والأطفال .. وتمكينهم من تحقيق مطالبهم المشروعة ، والعمل على إطلاق سراحهم جميعا كونهم مناضلين من اجل حرية شعبهم .
ان السلطات الإسرائيلية تحتجز الأسرى الفلسطينيين بعيدا عن مناطق سكناهم، في معتقلات تقع خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، مخالفة بذلك المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 التي تنص على انه "يحظى النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال.."، والمادة 76 التي تنص على انه "يحتجز الأشخاص المحميون المتهمون في البلد المحتل، ويقضون فيه عقوبتهم إذا أدينوا".
وان سياسة تعذيب المعتقلين التي تتبعها إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين تخالف أحكام اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية، والمادة 32 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع تعذيب الأشخاص المدنيين من الحرب، وتخالف أيضا المبدأ 21 من مجموعة المبادئ الخاصة بحماية جميع الأشخاص الخاضعين لأي شكل من إشكال الاعتقال أو السجن، والمادة 40 من اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر الاستغلال غير المناسب لوضع المعتقلين بغية إجبارهم على الاعتراف وتوريط أنفسهم في تهم جنائية أو تقديم معلومات ضد أشخاص آخرين".
وإن استمرار السلطات الإسرائيلية في احتجاز الأسرى في ظل ظروف صحية سيئة، يشكل خرقا صارخا للمراد 91 و92 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص، من بين أمور أخرى، على: " أن يتوفر لكل معتقل عيادة مناسبة يشرف عليها طبيب مؤهل ويحصل فيها المعتقلون على ما يحتاجونه من رعاية طيبة، وكذلك على نظام غذائي مناسب، وتخصيص عنابر لعزل المصابين بأمراض معدية أو عقلية".
في ضوء هذه القوانين الدولية الخاصة بالأسري بات من الاجدر علي المنظمات الدولية العاملة في فلسطين الخروج عن صمتها وقولها الحقيقة ونستغرب هنا عن دور منظمة الصليب الاحمر الدولي وتلك المواقف الصامتة والمريبة في نفس الوقت  وهنا وبعد الاعتراف الدولي في دولة فلسطين كعضو مراقب بات من الضروري العمل علي تطبيق معايير القوانين الدولية الخاصة بالتعامل مع اسري الحرب وان بنود القانون الدولي الإنساني وقوانين الاحتلال الحربي لا تزال تنطبق على الأراضي ألفلسطينية التي تنص على استمرار تطبيق بنودها طوال مدة الاحتلال ما دامت الدولة المحتلة تمارس وظائف الحكومة في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال وهنا يجب معاملة الاسري الفلسطينيين كاسري حرب ضمن المعايير الدولية وبات من المهم الان أن لا تقف منظمة الصليب الاحمر الدولي صامتة عاجزة لا تعمل أي شيء سوى الزيارات الشكلية للأسري فلسطين في سجون الاحتلال .
أن المؤسسات الدولية مطالبة اليوم بضرورة التحرك والخروج عن صمتها إزاء استمرار إضراب الأسرى دون التدخل لإنقاذ حياتهم، والعمل على الإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام، منذ أكثر من 210 يوما مع كتابة هذا الموضوع خاصة وأن الأسرى المضربين يعيشون أوضاعا صحية صعبة للغاية وباتت حياتهم مهددة بالخطر وفي حالة انتظار الموت المحقق وهنا نتساءل اين دور منظمة الصليب الاحمر الدولي في ادانة اسرائيل من ممارساتها بعد استمرار الاسري في اضرابهم الي هذه المدة لماذا لا تخرج منظمة الصليب الاحمر الدولي وتدين اسرائيل علي ممارساتها وإجرامها الوقح .. وفي ضوء ذلك بات لا بد من تحرك دولي مدين ومناهض لسياسات الاحتلال الاسرائيلي وخاصة بعد استمرار اضراب المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تمارس رفضها بكل وقاحة وتبجح الي الاستجابة لمطالبهم العادلة وتمارس عمليات قتلهم وإعدامهم بشكل ممنهج ومباشر ..
وأن الفعاليات التضامنية مع الأسرى التي تقام أمام مقرات المؤسسات الدولية تهدف إلى إيصال رسالة إلى الأمم المتحدة، وإلى المجتمع الدولي بأسره بضرورة أن يمارس دوره الإنساني من أجل اطلاق سراح الأسرى المضربين عن الطعام، وأن يقوم بدوره بالضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء معاناة الأسرى وذويهم وان حق الأسرى المشروع في الحصول على حقوقهم التي نصت عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية يعد من اهم اهداف هذه المنظمات وخاصة منظمة الصليب الاحمر الدولي ، ولدعم صمودهم وتحديهم لسلطات الاحتلال التى تمارس جميع أنواع الغطرسة بحقهم .
انهم ابناء فلسطين والرجال الابطال الذين يشرفون الشعب الفلسطيني .. انهم الاسري في سجون الاحتلال هؤلاء الذين يعلمون الاجيال القادمة معني الصمود والنصر والتضحية بكل شيء من اجل الوطن .. هناك في باستيلات الاحتلال الصهيوني تعتقل اسرائيل ابناء الشعب الفلسطيني وتمارس ابشع انواع التعذيب بحقهم وتحرمهم من ابسط الاحتياجات الانسانية ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية فالي متي سيستمر هذا الصمت الدولي المريب ومتي سنسمع تقارير منظمة الصليب الاحمر الدولي الفاضحة للاحتلال الاسرائيلي والتي تطالب بمحاكمة قادته كمجرمي حرب ..
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

CONVERSATION

0 comments: