صواريخ المالكى و أقماره الصناعية/ جودت هوشيار


فى أواخر أيام حكم ابراهيم الجعفرى نشرت مقالة تحت عنوان " الرجل القوى الأمين " و هو شعارحملة الجعفرى فى الأنتخابات التشريعية الأولى فى العراق ، و قد أشرت فى تلك المقالة الى أهم انجازاته على كافة الأصعدة وفى مقدمتها :
- تعميق الأنقسام الطائفى وتفكيك النسيج الأجتماعى العراقى
- تعزيز العلاقات الأقتصادية مع ايران والتوقيع على اتفاقية جيدة معها لتزويد مصفى عبادان العتيق ( الذى انشىء قبل ما يزيد على ثمانين عاما ، حيث ان المصافى كالخمو المعتقةر ، كلما زاد عمرها اصبحت افضل لتراكم الخبرة فيها ولو كانت قديمة ومستهلكة ) بالنفط لقاء سعر رمزى، واعادة تصدير المنتجات النفطية الى العراق بسعر عال وذلك من اجل دعم الجمهورية الأسلامية الأيرانية ماديا فى نضالها مع الغرب الكافر .
- بذل جهود مكثفة من اجل القضاء على الأرث الثقافى العراقى الدخيل على الأسلام مثل النصب والتماثيل، ومنها تمثال ابو جعفر المنصور ومحاربة كل اشكال الثقافة العراقية والأجنبية المعاصرة المستوردة، ومن اجل تحقيق هذه الغاية النبيلة تمت الأستعانة بخبرات تاجر اعلاف متمرس، يعرف كيف يميز بين الثقافة الأصيلة والدخيلة .
- أستيراد مستلزمات التطبير و الضرب بالسلاسل من ايران بقيمة 50 مليون دولار ،
وغيرها من الأنجازات التى سيخلدها التأريخ بمداد من ذهب . !

و قد أثارت المقالة ردود فعل غاضبة و بخاصة من قبل بعض " أتباع " حزب الدعوة الحاكم " . اتهمنى أحدهم بأن مقالتى هى بالضد من " التحالف الكردى – الشيعى " .و لا أدرى ما هى العلاقة بين مقالة يكتبها كاتب مستقل والعلاقة بين الأحزاب الكردية و الشيعية؟ . الا اذا كان هؤلاء الأتباع ، يقيسون كل شىء بمقياس المحاصصة و تقاسم السلطة و الغنائم .

و قبل أن أتحدث عن أنجازات السيد نورى المالكى خلال عهده الزاهر الميمون الذى دخل عامه السادس ، أود ان أطمئن الأخوة " كتبة " حزب الدعوة أننى كاتب حر و لا علاقة لى بهذا التحالف أو ذاك ، بل اكتب ما يمليه على ضميرى و ما أراه يخدم بلدى و أنقل الواقع كما هو ، لا كما تصوره شبكة الأعلام العراقى و المكاتب الأعلامية فى الوزارات العراقية و لا أهتم كثيرا بما يقوله أهل السبح و الخواتم .

هذا المدخل كان ضروريا ، لأن " كتبة " المالكى يفوق عددهم عشرات المرات ، عدد " كتبة الجعفرى "
كما ان وسائل الأعلام المرئية و المسموعة و المقروءة ، التى يمولها المالكى من خزينة الدولة تكاد لا تحصى لكثرتها . ورغم ان المالكى اطلق اسم " مكب النفايات " على شبكة الأنترنيت ، الا أنه أسس عشرات المواقع الألكترونية ، التى تسبح بحمده ليل نهار دون ملل أو كلل . و من يقرأ " سيرة المالكى " كما كتبها أتباعه فى الموسوعة الحرة " wikipedia "
لا يمكنه الا ان يحمد الله على هذه النعمة التى هبطت على العراق و العراقيين ، بمولد عبقرى فذ لا يجود به الزمان الا نادرا .
و لم اكن متحمسا كثيرا للحديث عن أنجازات المالكى الكبرى خلال فترة و لايتيه الأولى و الثانية ، لأن ثمة أقلام أتباعه القادرين على أسباغ صفات مثالية على الحاكم ، صاحب النعمة ، أيا كان هذا الحاكم . و لكن وسائل أعلام المالكى نقلت مؤخرا خبرا عن انجاز جديد للقائد الضرورة فى غاية الأهمية ، خبر أدخل السرور الى قلوب العراقيين و أصبحوا يحلمون باليوم الذى يستطيعون فيه القيام بجولات سياحية على ظهر المركبات الفضائية العراقية و اليكم نص الخبر الذى نشر تحت عنوان :
العراق سيبدأ بصناعة قمر صناعي خلال سنتين

" أعلن الوزير المفوض في وزارة الخارجية الايطالية عن إدخال مهندسين عراقيين دورة لمدة سنتين في ايطاليا لغرض تأهيلهم لصناعة قمر صناعي يطلق في الفضاء ليصبح العراق الأول عربيا في صناعة الأقمار الصناعية .وقال ايرنيستو ماسيمو بيليلي " أن " الحكومة الايطالية ستقوم بتأهيل مهندسين فضائيين عراقيين في نهاية العام الحالي لغرض صناعة أول قمر عراقي وعربي " انتهى .

و يبدو ان القائد الضرورة ، أستطاع ان يحقق خلال ست سنوات من عهده الذهبى معظم احلام العراقيين و تطلعاتهم المشروعة فى اعادة أعمار العراق و بناء دولة متقدمة و أقامة نظام حكم ديمقراطى ترتكز على قيم الحرية و العدالة والمساواة و الحفاظ على الكرامة الأنسانية . و أن يحول العراق الى بلد ينعم فيه المواطن بالأمن و الأمان و الحياة الرغيدة بفضل الثروت الطبيعية الوفيرة التى تستخدم مواردها فى التنمية المستدامة وفى جعل العراق دولة نموذجية فى منطقة الشرق الأوسط .

و بفضل القائد الهمام أصبحت ظاهرة الفساد السياسى و المالى و الأدارى و جيوش العاطلين عن العمل و الأرامل و اليتامى و المتسولين و مشاكل الماء و المجارى و الكهرباء و المدارس الطينية و المستشفيات التى تجول فيها القطط و الكلاب و جبال النفايات فى بغداد و الأكواخ و الصرائف التى كان يعيش فيها النازحون و فقراء العراق و غيرها من الظواهر و المشاكل و الأزمات ، اصبحت كلها من ذكريات الماضى البغيض حيث تمت معالجتها فى فترة زمنية قياسية . و لم يتبقى سوى العمل على اللحاق بالدول الصناعية المتقدمة . و من اولى المهام العاجلة فى هذا الشأن ليس تطوير القطاع الزراعى و ضمان الأمن الغذائى أو اعادة تشغيل و تحديث مئات المصانع الحكومية و عشرات الألوف من معامل القطاع الصناعى الخاص المتوقفة - فهذه كلها امور هامشية تافهة لا تستحق الأهتمام بها - ، بل الأهم من كل ذك هو البدء بتصنيع الأقمار الصناعية وغزو الفضاء الخارجى.
و لا شك ان المالكى و و زراؤه و مستشاروه الأفذاذ ، الذين هم بحق من أفضل الخبراء النكنوقراط فى العراق و المنطقة ، قد وضعوا الخطط اللازمة لبناء قاعدة صناعية متطورة قادرة على أنتاج صواريخ لأطلاق الأقمار الصناعية و أقامة محطات الأتصال الأرضية .
و اذا كانت الدول شبه الصناعية تلجا الى الدول المتقدمة صناعيا مثل روسيا و فرنسا لوضع أقمارها الصناعية فى الفضاء الخارجى و تأمين الأتصال معها ، فأن خبراء المالكى فى مجال الصواريخ و تقنية الفضاء قادرون لوحدهم من دون مساعدة خارجية على تخطى كل الصعوبات الفنية التى تقف أمامهم بعزيمة لا تلين مستمدة من عزيمة " القائد الضرورة " و وضع أول قمر صناعى عراقى فى مدار حول الأرض بحلول عام 2013 .
و الحق ان خطط القائد الضرورة فى مجال غزو الفضاء ، تتسم بأبعاد ستراتيجية مهمة ، ،حيث ان تركيز الجهود فى أنتاج صواريخ الأطلاق و الأقمار الصناعية و أنشاء محطات الأتصال
يمهد لأنتاج صواريخ أرض – أرض . و ينبغى الأشارة هنا ،الى عدم و جود فروق جوهرية بين صواريخ الأطلاق و الصواريخ البالستية ، فالصاروخ الذى يحمل قمرا صناعيا ، يمكنه ، بتعديلات بسييطة ، ان يحمل رأسا حربيا تقليديا أو كيمياويا أو نوويا ، و لذلك فأن أمتلاك العراق لصواريخ اطلاق الأقمار الصناعية ، يخدم اكثر من هدف واحد . ألم أقل لكم ان المالكى نعمة من السماء ، و هو القائد الوحيد الذى جعل العراق دولة قوية ، مرهوبة الجانب ، فلا تسلل و لا أختراق للحدود العراقية الحصينة بعد اليوم ، و لن تجرؤ الجارة الأسلامية العزيزة الآن على قصف القرى الكردية الآمنة و لا على احتلال الآبار النفطية العراقية أو قطع منابع الآنهار المشتركة و لا على اغراق مساحات واسعة من جنوب العراق بمياه المبازل و لا حتى على مس شعرة واحدة فى رأس أى صياد عراقى . فهنيئا للشعب العراقى على هذا الأنجاز العلمى – التكنولوجى الجديد لحكومة القائد الضرورة ، حفظه الله و رعاه .

CONVERSATION

0 comments: