بعد الاحداث الاخيرة بداية من شهر3 شهر اندلاع الثورة الليبية , وحتى اللحظة يقف مئات الليبيين الان في الساحة الخضراء مطالبين بتغير اسمهما الى ساحة الشهداء , الجميع الان يبحثون عن اسماء تمكنهم من العيش وسط او بعد اتون الحرب الاهلية التي حصدت عشرات القتلى يوميا بين كتائب العقيد القذافي وما يقال عنهم الثوار المدعومون من الغرب بمساعدة حلف الناتو, لسبب وحيد هو اسقاط نظام العقيد معمر القذافي .
القتال من أجل تغير الهوية الحالية , والقتال من اجل الوطن والحرية , مصيبة أخرى من مصائب ليبيا " الجديدة " تكبده نظام العقيد القذافي الذي اصبح يشبه نظام صدام حسين سابقا , وما انفك , في اطار الدمار ألم ومنهج , يغير ماضية ويتنكر له , الى حد المطالبة بتغير العلم الليبي وحتى يمكن النشيد الوطني .الامر بدعه ,فلقد لجأ الكثيرون في عهد القذافي الى تغير اسمائهم , لما تثيره من شكوك لدى اجهزة النظام , حيث أن البدعة تحدث خدعة تثير حماس الجميع لكل الشعب , ولا أدري بصدق ان كانت تثير حزن احد ... بعد أن يخلع الليبيون اسمائهم , ماذا سيبقى في حوزتهم ليتعرفوا الى انفسهم ؟ بعد انهيار نظام العقيد القذافي .
الكتاب الاخضر: اعجوبة هذا الزمان
اليوم يوجد من كل ليبي نسختان , الاولى في داخلة لا يعلم بها سواه , والثانية في الجيب مكتوبة على ورق , فقد نجحت ماكينة الحرب من قبل الناتو في اختراع شيء جديد يتكفل الليبيين من الوصول الى طموحاتهم التي كانوا يحلمون بها , بما في ذلك طموح البقاء على قيد الحياة . حيث كان اول طموح لهم حرق وتمزيق الكتاب الاخضر , في هذه اللحظة يحتاج الشعب الى الشجاعة , ام الى الجبن , لياخذون قرار البقاء لإنقاذ حياتهم ؟ مع الادراك تماما ان لا حياة لنظام العقيد القذافي بعد الان ,وان كل شيء مات والشعب يحمل الراية , باختيار اسم جديد وعلم جديد ونشيد وطني جديد .
في كل هذه الاحداث يحتاج المريء فينا الى ان يرتاح , فواجب على الجميع ان يوقن بأن راحة العقل تكمن في قلة التفكير ما استطعتم في يوم من الايام شيئا , لقد عشت وفيا للاشاهد هذا المشهد التاريخي والشعب الليبي يقتحم باب العزيزية , حيث كانت هي قناعاتي ولقيم اريد ان تكون خط احمر لا يمكن تجاوزها .. فأجهزت هذه القيم علي , منذ ان اورثت في هذه الحياة احلام القومية العربية ... في خضم ربيع الثورات العربية. فأنا منتسب الى عروبتي في تحرر كل شعوب العالم العربي, حيث كانت العروبة لعنة وعقاب ؟ فتأخر الوقت يا عرب , فالعروبة كما يقال هي بلاء وداء , وفتن ومحن , وخونة واعداء , ويساريون ويمينيون , وفرقاء يساومون على دم الفقير الذي يسيل , واحياء مكلفون بدفن الجثث وطمرها كل هذا , بذريعة الدفاع عن الاوطان والانظمة والحق في الحياة .
الشاعر الراحل محمود درويش رأي طول عمرة الفلسطينيين اصحاب قضية عادلة لوطن مسلوب , ولكن بعد ان رأى الفلسطينيين ينقضون بعضهم على بعض بتهمة الخيانة والاختلاس , اصيب بصدمة قوتها 1000فولت في الدماغ , حيث أفقدته كل شبكة التفكير في عقلة , واعادت الى اذكارنا حقبة الثمانينات تحديدا عام 1982الحرب الاهلية اللبنانية و حصار بيروت , وذكرى اشلاء اللبنانيين والفلسطينيين المتناثرة حول السيارات المفخخة , بالحق الطائفي البغيض , كل ذلك من اجل اكمال مالا وقت للجيش الاسرائيلي لا تجازه خلال الحرب وحصار بيروت . يسأل الشاعر الراحل محمود درويش فيقول : من الذي يدخل الجنة اولا ؟ هل من مات برصاص العدو او مات برصاص الاخ ؟ فبعض الفقهاء يقولون : رب عدو لك ولدته امك !!...
السؤال هنا : كم من الاخوة الاعداء انجبت لنا امة العروبة ؟
في العراق وفي اليمن وفي فلسطين وفي السودان وفي الصومال وفي الجزائر وفي... وفي ... حيث الجثث بالعشرات وذهب القتل العبثي بدون وجه حق يغتال الف جزائري على يد جزائريين اخرين على سبيل المثال , يزعمون ويدعون انهم يمتلكون حقا بأرسال الناس الى المقابر , كي يتمكنوا هم من الذهاب الى الفردوس الاعلى . من يقتل من ؟! واجب علينا ان نختار احد الفرقتين اما الذين يقتلوننا او الذين نقاتل معهم ؟ ثم بعد ذلك يعودون للبقاء والمحافظة على الكرسي والجاه والسلطة , ذلك ان قدر المواطن القومي العربي محدود في هذين الاختيارين , لذلك نحن كمن علية ان نختار بين الطاعون القاتل والكوليرا الفتاكة ...!
من جديد المشهد الليبي وحروب الدم , والقبائل الليبية التي تشتري وتباع في مؤتمرات التسليم والاخضاع الاقليمية , فيستوقفك حاجز فكري ليسألك : انت يا هذا مع من ؟ ومع اي حي تسكن ؟ ومع اي علم ترفع ؟ ومع اي فضائية تشاهد ؟ ومع اي زعيم ترفع صورته ؟ ومع اي وطن تحب ؟ هل مع النظام السابق للعقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا قرابة ال42سنة , ام مع ما يسمون انفسهم ثوارا وهم مدعومون من الغرب وحلف الناتو !!؟
في النهاية : لا ارى من خلاص سوى في القضاء على نظام العقيد القذافي , واختيار اسماء جديدة لهم جميعا ؟ فالليبي يحتاج اليوم الى حياة جديدة مع عصر جديد مع نظام جماهيري جديد لينجو جميعا وحتى تبقى ليبيا حره جديدة كما يقولون ...
0 comments:
إرسال تعليق