مقال ورد/ جوزاف بو ملحم

جوزاف بو ملحم يرد:
اخي اللبناني الأوسترالي في ملبورن:
كالعادة عدت إلينا كاشفاً ما تعرفه عني ، خافياً حقيقة ذاتك وتاركاً لغزاً يدفعنا للتساؤل : ترى من أنت؟!
ما يلفت انتباهي هو السرعة التي تكتب بها تعليقك على مقابلتي. فأنت أول المعلقين في المرتين.! وأنت مادح في المرتين مع ملاحظة في كل مرة!
لولا ثقتي بالأستاذ شربل بعيني لكنت اتهمته بالتواطؤ معك فكأنك تعرف بالمقابلة فور نزولها أو قبل ذلك بقليل!. ولا أدري ماذا سيقول المشاهدون عني وعنك فلربما تبادر الى أذهانهم أن يتهموني وإياك بالتوطؤ مع بعضنا.
تقول إني "أبدعت" أشكرك. ثم "تراني أقف ساعة مع وساعة.." أنا يا صاح واضح وضوح الشمس على بيادر قريتي. إني ضد الحاكم المستبد، بالأمس وهذه الساعة وحتى قيام الساعة...
إن الحاكم الذي يشهر سلاحه في وجه شعبه ليستمر جالساً على العرش إنما مصيره مزابل التاريخ.
ويحضرني في هذه اللحظة قولٌ كتبته عام 1985 ردّا على أحد كتاب المقالة في جريدتي آنذاك "صدى لبنان" وهو: "تذكر يا ... إن القادر في شرقنا كائناً من كان ظالمٌ ولا أخالك مادحاً ظالمين". بسبب هذا الرد خَسِرت صدى لبنان كاتباً نشيطاً.
أعود الى مأخذك عليَّ أني لم أتكلم كصحافي حرّ!
ألا ترى أنك ضربتني الضربة القاضية بهذا الإتهام الباطل؟!
أن لا أكون حرّا يعني أن أكون عبداً مستزلماً مستكتبا (بفتح اللام والتاء) لدى جهات سياسية، مخابراتية، مالية أو غيرها من قوى الإستقطاب والهيمنة فأي دليل لك عليّ منذ ولادتي حتى اليوم؟
إني أكتفي بهذا القدر كي لا أُحرَمَ حلاوة تعليقاتك في المستقبل.
أما العونية التي ألبستني عباءتها دون ربط مقنع فقد كنتُ قريباً منها وكانت قريبة مني يوم كان ميشال عون قائدا لجيش لبناني يقاوم راجمات الصواريخ السورية التي كانت تقصف الأحياء السكنية وتخطف شبابنا وتمنع تلاقي قياداتنا السياسية وتغتال هذه القيادات الرموز من سليم اللوزي الى رياض طه فكمال جنبلاط والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض ... وكنت معه يوم أصبح رئيساً لحكومة لبنانية - وإن معيّنة – وكنت أتوخى من هذه الحكومة - لو قدِّر لها أن تحكم – أن تلغي عمل قوات الردع السورية في لبنان وتعيد النظر باتفاقيات الهيمنة التي تم عقدها تحت وطأة الإحتلال السوري لبلادي..
صحيح أنه مرّت فترة كنت فيها المسؤول الإعلامي عن الجبهة العالمية لتحرير لبنان في سدني والأصح هو أني خرجت من التيار ولم أعد إليه رغم محاولات أكثر من طرف للعودة اليه. أما الأهم فهو أني - رغم كل ما تقدَّم - لا اعتبر العونية تهمة أو مذلة لا بل أراها شرفاً إذا ما قورنت بغيرها من التيارات السياسية على الساحة اللبنانية. أقول هذا مستغرباً أن يكون أحد مناصري الثورة في سوريا أو مصر أو ليبيا أو اليمن ضد ميشال عون لأن هذا الموقف برأيي يدل على عدم نضج الروح الثورية لديه أو لديها على السواء وعدم معرفتهما العميقة بشخصية العماد عون. وأضيف أنه يوم زار ميشال عون سوريا التقى طلاب جامعاتها وحاضر فيهم كما كان له استقبالات شعبية عارمة دفعت حتى بالرئيس السوري بشار الأسد لقطع نشاطاته والإنضمام الى الجنرال عون فقط ليكون له حصة من هذا الترحيب الشعبي الصادق الذي لم يكن النظام يتمتع به... ويشبه الجنرال هنا وزيارته هذه زيارة قام بها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الى تشيلي وكان اوغوستو بينوشيه يطمع بتعزيز شعبيته من هذه الزيارة لكن البابا همس بلطف في أذنه ما معناه: تنحى ... إنهم لا يحبونك !!!
هذا البابا البولوني هو الذي لوى ساعد كارل ماركس ولينين وستالين وهزم الأمبراطورية البولشيفية التي استعمرت بلاده وجوَّعتها.
وأختم قائلا لكل شخص أسلوبه الخاص في التعاطي مع الأمور... وتصبحون على فجر جديد...

CONVERSATION

1 comments:

غير معرف يقول...

يسلم قلمك.. شريف ابن شريف.. صادق ابن صادق.. وطني ابن وطني.. ويا خسارة لبنان بأمثالك يا أستاذ جوزاف بو ملحم. لك مني سلام عسكري لم أضربه منذ زمن طويل